إلحاد

كل ماله بداية لابد له من مسبب | فريق اللاهوت الدفاعي

كل ماله بداية لابد له من مسبب

كل ماله بداية لابد له من مسبب

 

يطرح الملحد الشهير برتراند راسل المعضلة التالية : إما ان يكون للكون بداية وإما ليس له بداية .إن لم يكن للكون بداية فاننا ليس في حاجة إلى مسبب “الله” . وإن كان له بداية فيمكننا ان نسأل “من تسبب بوجود الله؟” ولكن ان كان لله مسبب فهو ليس الله ,وفي كلتا الحالتين لا نتوصل إلى مسبب أول لامسبب له “الله” . ولقد وجدت الكثيرين من الملحدين يطروحون نفس الطرح وانا ارى اننا متفقين مع هذا الطرح ولكن راسل نسى او تناسى ان لو كان لله مسبب فمسبب الله هو الله الحقيقي وان كان لله الثاني مسبب فمسبب الله الثاني هو الله الحقيقي وهكذا إلى ان نصل لله الحق ولذلك نحن نؤمن بالله مسبب كل شئ وهو البداية لكل شئ .وهو يطرح سؤال بمفاهيم بشرية وهو “من صنع الله؟” وهو مفهوم يقوم على ان كل شئ ينبغي له من مسبب وهذا خطا والاصح ان نقول بان “كل ماله بداية لابد له من مسبب” .

وبعد التوضيح السابق لابد التاكد اولا من حقيقة بداية الكون وبالتالي التاكد من وجود مسبب وهو “الله” وسوف نؤكد ذلك باستخدام اتجاهين . اتجاه علمي واتجاه فلسفي :

اولا : الاتجاه العلمي :-

وهو ماسوف نقدمه من دليل علمي على ان للكون بداية وهو دليل مقبول في كل الاوساط العلمية .

 

نظرية الانفجار الكبير  : The Big Bang Theory

نشأت نظرية الانفجار الكبير بسبب ملاحظات ألفريد هبل حول تباعد المجرات عن بعضها، مما يعني عندما يؤخذ بعين الإعتبار مع المبدأ الكوني أن الفضاء المتري يتمدد وفق نموذج فريدمان-ليمايتري للنسبية العامة Friedmann-Lemaître model, هذه الملاحظات تشير إلى أن الكون بكل ما فيه من مادةوطاقةانبثق من حالة بدائية ذات كثافةوحرارة عاليتين شبيهة بالمتفردات الثقاليةالتي تتنبأ بها النسبية العامة. ولهذا توصف تلك المرحلة بالحقبة المتفردة. إذا كان الكون يتمدد فما من شك أن حجمه في الماضي كان أصغر من حجمه اليوم أي حسب نظريات العلماء كان الكون قبل الانفجار العظيم بحجم رأس المسمار, ويمكن التأكد من نظرية الانفجار العظيم عن طريق ظاهرة دوبلر او تأثير دوبلر هو تغير ظاهري للتردد أو الطول الموجي للأمواج غندما ترصد من مراقب متحرك بالنسبة للمصدر الموجي . يدعي هذا التأثير بتأثير دوبلر نسبة لدوبلر الذي اكتشف هذه الظاهرة عام 1842م . ويُفترض ثبات المشاهد حتى يستطيع رصد التغير في الطول الموجي للموجات القادمة إليه من المصدر ( صوتي أو ضوئي ) ، وعلى أساسها يستطيع تحديد عما إذا كان الجسم مقترباً أم مبتعداً. وبهذا نقول ان للكون بداية لنشأته ولذلك لابد من وجود مسبب لنشأة الكون . بداية التأكيد العملي لنظرية الانفجار العظيم قد بدأت مع رصد الفلكي الأمريكي إدوين هابلللمجراتومحاولة تعيين بُعد هذه المجرات عن الأرض . وبهذا نصل إلى ان للكون بداية لنشأته .

القانون الثاني للديناميكا الحرارية :

يمكننا التّعبير عنه بثلاثة صيغ :
1-الديناميكا الحرارية الكلاسيكية :
إنّ أيّ عمليّة في الطّبيعة تترافق مع بذل طاقة ، و هذه الطّاقة عندما ستبذل ستصبح غير فاعلة
2-الديناميكا الحرارية الإحصائيّة :
كل تركيب معقد ومنظم في أي منظومة مركبة يميل إلى فقدان النّظام متّجها لزيادة الفوضى
3-الديناميكا الحرارية الإخبارية :
فإذا قمت مثلا بتسجيل قطعة موسيقية تؤديها فرقة موسيقية فلن يكون هذا التسجيل بنفس مستوى أداء الفرقة. وإذا قمت باستنساخ كتاب أو صورة فلن يكون هذا الاستنساخ بنفس وضوح الأصل. ولو قمت باستنساخ شريط فيديو أو شريط تسجيل فلن يكون الاستنساخ بنفس وضوح الأصل…إذن فلا بد من ضياع أو نقص شيء من وضوح الصورة أو الصوت أو الخبر .

وفقا للقانون الثاني للديناميكا الحرارية , إن الكون ينفد من الطاقة الصالحة للاستعمال لكن ان كان الكون ينقص ,فهذا يعني انه لايمكنه ان يكون ازليا . والا لكان قد فرغ من الطاقة كلها لحد الان . ففي حين لايمكن ان تنفد كمية لامتناهية من الطاقة , ويبقى ان نفاد كمية محدودة من الطاقة . لايحتاج إلى ابدية .لذلك , لابد للكون ان يكون له بداية . لتوضيح هذا الامر , في كل سيارة كمية محدودة من الطاقة (البنزين) . من هنا ضرورة اعادة تزويدها بالوقود من فترة إلى اخرى . ربما اكثر مما نرغب .لو عندنا خزان وقود غير محدود (لامتناهي) . لانعود نضطر إلى التوقف مجددا للتزود بالوقود .إن حقيقة وجوب إعادة تعبئة الخزان بالوقود , تثبت انه اصلا تم تعبئة هذا الخزان . او بالاستعانة بمثال اخر , فالساعة القديمة التي ينحل نابضها تدريجيا وتصبح في حاجة إلى اعادة تعبئة من طريق التدوير ,لم يكن ينحل نابضها لو لم يكن قد جرى تعبئته في البداية . وبإختصار ,الكون كان له بداية ,وكل ماله بداية ينبغي ان يكون له بادئ . بناء على ذلك .لابد للكون ان يكون له مسبب (الله ) .

لقد ظن بعضهم ان الكون يملك القدرة على تعبئة أو انهاض ذاته بذاته . ولكن هذه الفكرة ليست إلا مجرد ظنون من دون أية دلائل . لا بل هي في الحقيقة تناقض القانون الثاني للديناميكا الحرارية .لأنه وإن كان يشهد أرتدادا ,كالكرة المرتدة في الاتجاه المعاكس . فإن إرتداده هذا سوف يتلاشى تدريجيا . لايوجد ببساطة أي دليل مبني على الملاحظة العلمية للتأكيد على أن الكون قادر على تعبئة ذاته بذاته . وحتى العلماء اللاآدريين أنفسهم أمثال روبرت جاسترو Robert Jastrow  صرحوا بالقول “عندما يكون غاز الهايدروجين قد احترق داخل النجمة وتحول إلى عناصر أثقل لايعود بالإمكان إعادته أبدا إلى حالته الأصلية الأولى . هذا يعني ، ” مع مرور الدقائق والسنين ، وبينما تستهلك النجوم غاز الهيدروجين ، يبدأ مخزون هذا العنصر يقل تدريجياً .” إن كانت الكمية الإجمالية للطاقة الفعليه في الكون تبقى على حالها ، بينما الكون ينفد من الطاقة القابلة للإستخدام ، فإنّ الكون في هذة الحال ، لم يسبق له أن امتلك طاقة غير محدودة ، ذلك لأن الطاقة اللامتناهية لا يمكنها ان تنفد ابداً . هذا يعني أن الكون لم يكن بإمكانه أن يوجد منذ الأزل ، ولا بدَّ أن كانت له بداية . أو ، بعبارة أخرى ، وفقاً للقانون الثاني ، لما أن الكون بات يتخبط أكثر فأكثر في حالة من الفوضى وعدم الترتيب ، لا يمكنه في هذه الحال أن يكون أزلياً . وإلاّ ، لكانت الفوضى قد دّبت فيه بالكامل لحدّ الآن ، الآمر الذي لا يصحّ على عالمنا الحاضر لذلك ، لابد أنه كان لعالمنا بداية في غاية الترتيب والنظام .

 

ثانيا : الاتجاه الفلسفي :-

الاتجاه الثاني يقول بان لايمكن ان يكون هناك عدد لامتناهي من اللحظات قبل اليوم ,وإلا لما كان اليوم موجودا “ولكنه موجود” . وهذا لان اللانهائي لايمكن تجاوزه ,فإنه لانهاية له او بداية ايضا ,ولكن بما ان اللحظات التي سبقت اليوم قد تم تجاوزها إذ قد وصلنا بالفعل إلى اليوم فهذا معناه انه كان هناك عدد محدود ومحدد من اللحظات قبل اليوم أي كان للوقت بداية ولكن إن كان للكون المبني على بعدي المكان والزمان بداية فلابد في هذه الحالة أن يكون هناك علة ماتسببت بوجوده ,إن هذه العلة “الله” وراء كل ماهو موجود إذا الله موجود .   

حتى ان المشكك العظيم ديفيد هيوم David Hume نفسه قد تبنى هاتين الفرضيتين في إطار هذه الحجة الداعمة لوجود الله . وفوق كل ذلك . هيوم نفسه لم ينكر قط وجود علة وراء وجود الاشياء . وقد كتب في هذا السياق “لم أجزم قط بفرضية منافية للعقل كتلك التي تدعي بأن بإمكان أي شئ أن يوجد بمعزل عن مسبب ” كذلك صرح بأن تصديق وجود عدد لامتناه من اللحظات هو امر مناف للعقل : “العالم الزمني له بداية . مما يعني أن وجود عدد لامتناه من اجزاء الوقت الفعلية التي تتعاقب وتتوالى وتستنفد الواحدة تلو الاخرى , امر ينطوي على تناقض صارخ . بحيث إن مامن إنسان لم تعبث العلوم في ذهنه لإفساده بدلا من تطويره. يستطيع التسليم بذلك” إذا ان كانت كلتا هاتين الفرضيتين صحيحتين . فيلزم في هذه الحال بوجود خالق للعالم المبني على بعدي المكان والزمان . والذي تدعوه كوزموس (Cosmos) . وبكلمه اخرى الله موجود .

 

 

المصادر :.

http://bit.ly/1uopqFP

http://en.wikipedia.org/wiki/Doppler_effect

http://en.wikipedia.org/wiki/Second_law_of_thermodynamics

كتاب من صنع الله – د/ رافي زكارايوس

http://www.mediafire.com/download/jjsmh343eq859ol/coptic-books%282%29.blogspot.com_mn_san3_alah.pdf