عام

رسالة خاصة شخصية لكل مسلم ومسلمة وكل من هو مختلف في العبادة والعقيدة.

أخي وأختي المسلمة وكل من هو مختلف في العقيدة والفكر، زوار موقعنا الأعزاء الذي يرحب بكما أشد الترحيب، ويعتز بمشاركتكم معنا فيه، أولاً أُحييكم باسم الموقع مُرحباً بكم مع كل من هو معنا هنا، متعشماً من الله القدير أن تكونوا في تمام الصحة والعافية وفرح دائم من الله الحي

  • أولاً أحب أن أنوه أن هذه الرسالة لا علاقة لها بمشرفي الموقع أو المسئولين عنه لا من بعيد ولا من قريب، بل هي رسالة محبة شخصية مني أنا لكل من هم مشتركين معنا، ولكن روح الرسالة هي من روح المنتدى نفسه وروح المحبة الساكنة في أعضاؤه.

أخوتي الأعزاء هيا معاً نرسم طريقاً جديداً هو أن نبدأ بداية معطرة بالمحبة الصادقة لندخل في وحدة المحبة بلا معوقات الجدل المبني دائماً على روح الخصومة الذي يُفرق الأخ عن أخيه، فنبدأ أن لا ندخل في عملية الانتقاد لبعضنا البعض أو نثبت لكل منا من هو على خطأ أو على صواب، لأن كل منا لن يقنع إلا بما هو فيه من منهج وطريق رآه منذ الطفولة وسار فيه، لأن من يدخل في حوار الجدل لكي يقنع الآخر بالقوة لأنه يراه أنه على خطأ فادح وأنه حتماً كافر وليس له أي اقتراب من الله إلا عن طريق العقيدة الذي يؤمن فقط بها كل واحد من وجهة نظره وهو وما يراه مناسباً له، فهو نفسه يطغي عليه روح التعالي – دون ان يدري – هذا الذي يجعل قلبه يتحرك بالبغضة نحو أخيه ويود أن يحطمه لأنه لا يُريد أن يؤمن بما يؤمن به أو يُصدق بما يصدقه هو…

  • فيا إخوتي، صدقوني أن روح النقض الذي أبتلينا به في هذه الأيام، وجيلنا هذا، أضاعت علينا روح التقوى وحب الله من كلا الجانبين، وأهدرنا وقتنا كله في مجادلات عقيمة لا طائل منها إلا البُعد والفرقة وعداوة لا تنتهي، أقامت حرب شنعاء بيننا وتركنا عبادة الله الحي وسيرة التقوى وتفرغنا للانتقاد واتهام بعضنا البعض بالكفر والخطأ والضلال والتضليل، فأصبح المجتمع كله مهدد بالتفتت والانقسام الذي أنهى على روح المحبة التي كانت بيننا سابقاً !!!

وقد فقدنا محبتنا نحو بعض ونقضنا السلام الذي بيننا، فدخل مجتمعنا في حالة انقسام وفُرقة ومهاترات الكلام الذي أصبح يطغى على كل تصرفاتنا وحركاتنا حتى عادينا بعضنا البعض وصرنا ننتقد كل شيء بل وصلنا لحد السخرية ( التريقة ) كل واحد فينا على معتقد الآخر بل وتسخيف فكره، ولجأنا لرشق بعضنا البعض بكل اتهام والتقليل من احترامنا لبعض !!!

  • ولكن دعونا ننسى هذا كله ونحترم بعضنا البعض بشدة، وأيضاً ننسى كل نقد وانتقاص الآخر، ونلتقي بالحب في عبادتنا بالله الحي، فنعبد الله بإخلاص حسب منهج كل شخص فينا ونترك الله وحده هو الذي يشهد لنفسه في قلوبنا، فنلتقي في سرّ عبادة الله بكل تقوى ونحب بعضنا بعضاً ونتقابل ونتلامس في جو الصلوات والطلبات التي نرفعها لله الحي القدوس…

فإن أردنا أن نتلاقى حقاً، فلنلتقي في روح التقوى بعبادة صادقة بكل وحده القلب، إذ كيف نسجد أمام الله خالق الجميع ونحمل العداوة في قلوبنا لأي إنسان على وجه الأرض، وعلى ما أعتقد أن أي عبادة تخرج من قلب حانق على أخيه الإنسان لا تُقبل أمام الله خالق الجميع، ومحباً للكل بلا تفريق، ومن منا أهلاً أن يُحاكم عبد غيره، فهو لمولاه يسقط أو يثبت، لكن الله قادر أن يثبته، لذلك على كل واحد فينا أن يعرف نفسه، بغوصه فيها فاحصاً قلبه، لماذا يغضب على أخيه الإنسان، هل لأنه يراه ضالاً، ولا يعرف الله الحي، أم أن الكبرياء والتعالي هو الذي يحركه بغضب حتى أنه يدوس على الآخر ويود أن يسحقه، وبقوة يدخله في عقيدته ليفتخر أنه صاحب الهداية، بدون أن ينظر أن الله هو وحده المسئول عن كل إنسان، وكل واحد مسئول عن حياته الشخصية واختياراته أمام الله الحي، وان كل واحد فينا سيعطي حساباً عن نفسه وليس عن الآخر قط، إلا لو هو الذي عرقل طريقه !!!

  • فيا إخوتي اعبدوا الله بمنهجكم بكل أمانة وأطيعوا القرآن وقدموا لله عبادة بالقلب وليس بالفم، على أساس الاشتياق الشديد للحياة معه ولمسه من جهة القوة التي يمنحها لعبيدة الذين يحبونه، ونحن أيضاً نعبد الله بكل إخلاص وطاعة الإنجيل ونقدم عبادة لله بالقلب وليس بالفم، ولنترك الله هو الذي يحكم على قلوبنا كلينا، لأنه هو الذي يفحص أعماق القلوب ويعرف مداخل ومخارج الإنسان ونياته ومقاصده …

أما نحن معاً فلنشترك معاً بالحب في مجتمع واحد ونبنيه سوياً ونربي أولادنا على الحب وتقبل الآخر المختلف عنا، وهذه هي العبادة الحق التي تشهد لله بقلب طاهر يحبه ويريد أن يمجد أسمه العظيم وسط إخوته البشر، فالله سمح أن نسكن معاً ونحن مختلفين عن بعضنا في المنهج والفكر والعقيدة، لا لكي نتحارب وننتقص من بعضنا، إنما نشهد لصلاحه المتسع الذي به يشرق شمسه على الجميع، على الصالح والطالح، على الجميع دون أن يمنع شمسه عن أحد مهما كان !!!

  • ولنكف يا أحبائي الغاليين جميعنا عن روح النقد والمواجهة الغير مثمرة أو المجدية التي دائماً ما تجلب خصومة عانيناها منذ ما ابتدأنا نقوم بروح النقد التي لم تكن من نفس الإنسان السوية، والتي عملت على تفتيت المجتمع كله – كما ترى في هذه الأيام الصعبة – والتي أصابت وطالت الجميع وفقدت روح السلام وسطنا في كل الاتجاهات، حتى بين العقيدة الواحدة والمنهج الواحد وأصبح الجميع ضد الجميع؛ وعلى ما أظن أن هذا لا يرضي الله أبداً ولا يجعلنا مقبولين عنده لأننا نزرع خصومة دون أن ندري أو ندرك، بل باندفاع العواطف ننطلق في دفاعنا المستميت لا عن ديننا على قدر أنفسنا وكبريائها وتعاليها المستتر وراء شكل الدين، ففقدنا روح العبادة الأصيلة، ونسينا من نعبد وأصبح محركنا الأساسي هو أننا نثبت لبعضنا البعض أن كل واحد فينا على صواب والآخر على خطأ بل وصلنا لحد أهانه الآخر وتصغيره في نظرنا والحكم عليه بالإدانة !!!

وطبعاً كلامي هنا للجميع سواء مسلمين أو مسيحيين أو من أي طائفة أو فئة أو عقيدة أو فكر، فكلامي غير محصور على فئة أو عقيدة بعينها بل هي للجميع بلا استثناء !!!

  • فتعالوا بروح الحب وروح السلام والقلب الواحد أن نشجع بعضنا بعضاً على عبادة الله بروح التقوى والحب الصادق، ونترك النقد والاتهامات التي لا تنتهي ونفحص حياتنا ونقيسها على الإيمان الذي نتكلم به …

وأنا على يقين أن كل طرف يحب الله ويريد أن يقدم خدمة حسنة مقبولة أمام الله بغيرة صادقة، لذلك دعوا كلماتنا تتغير من روح النقد ومواجهة بعضنا البعض بلا طائل إلى حث بعضنا البعض على عبادة الله والحب والسلام ونترك الله وحده يشهد لنفسه لنا، ولا مانع أن كل واحد يعلن إيمانه أمام الجميع ويتساءل، دون أن يمس الآخر بشيء أو يتفوه ضده بكلمات جارحة بأي نوع أو شكل أو صورة أو تلميح، ولو من بعيد، ونشهد لإيماننا بتقوانا وحياتنا مع الله بكل أمانه وإخلاص، وأن يكون هدفنا الأوحد هو تمجيد اسم الله العظيم وليس من أجل أية غاية أخرى حتى ولو بدت سليمة …

تعالوا نكون شهادة حية بالحب والسلام أمام العالم كله، فنظهر محبتنا وحثنا بعضنا البعض على الفضيلة والصلاة والتمسك بكل أمانه بالمنهج الذي نسلكه، ولابد من أن نحيا بكل تدقيق وإخلاص لأجل الله وحده لا الناس، ولنترك الحكم لله وحده على قلبينا وعلى قلوب الناس دون أن ندخل في مهاترات الكلام الذي يسبب الفرقة ويُنشئ العداوة …

أقبلوا مني كل احترام وتقدير يا أجمل إخوة أحباء 
وأشكركم على غيرة محبتكم الحلوة وإخلاصكم لمنهجكم 
السلام لنفوسكم جميعاً يا آبائي وإخوتي وأصدقائي وأبنائي