سؤال وجواب

كيف ربط المذهب التطوري بين المسيحية واليهودية والوثنية؟

كيف ربط المذهب التطوري بين المسيحية واليهودية والوثنية؟

كيف ربط المذهب التطوري بين المسيحية واليهودية والوثنية؟

كيف ربط المذهب التطوري بين المسيحية واليهودية والوثنية؟
كيف ربط المذهب التطوري بين المسيحية واليهودية والوثنية؟

 

43- كيف ربط المذهب التطوري بين المسيحية واليهودية والوثنية؟

4- المذهب التطوري:

ج: نادى بهذا المذهب رجال التاريخ الطبيعي الذين لاحظوا التطور من خلال الاكتشافات الأثرية للقبائل البدائية، فمثلا قال “تايلور” Taylor سنة 1871م بأن العالم القديم كان يؤمن بوجود الأرواح في كل الأجسام المادية وهو ما عرف بـ”الروحية ” أو “الأروحية ” Animistic Theory فكل شيء في الوجود له روح، وظن البعض أن بعض هذه الأشياء لها تأثيرها الذي يفوق الطبيعة على الإنسان، أو لها صفاتها الشيطانية، ولذلك يجب على الإنسان أن يبتعد عنها ويتحاشاها، وضربوا أمثلة على هذا من العهد القديم حسب تصورهم الخاطئ، فقالوا إن الكتاب المقدَّس منع لمس جثة الميت واعتبرها شيئًا نجسًا، لأن روح الميت تحوم حول الجثة في صورة مزعجة، وتسعى للدخول في جسم إنسان آخر، ولذلك يصوم أهل الميت وينقطعوا عن الطعام، وأول طعام يأكلونه يأتون به من بيت آخر غير بيت الميت لئلا تكون روح الميت قد التصقت به فيتسلل إلى أحد الأشخاص.

كما كان أهل الميت يشقون ثيابهم لأن الروح تبغض الأشياء الممزقة، كما يحلقون شعر رؤوسهم. وإن كان هناك طعام في المنزل يغطونه لئلا تتسلل الروح إليه، ولو كان الطعام مكشوفا فإنه يتنجس ولا يأكل منه إنسان. وذكروا أمثلة أخرى تناسب فهمهم الخاطئ مثل تحريم أكل الطيور والحيوانات غير الطاهرة، وهم لا يدركون إن الله عندما أراد أن يعلم الشعب الصح من الخطأ علمهم ذلك عن طريق الطعام. وظن آخرون أن الخطر يكمن في روح الأشياء، فإن الروح تتغلغل إلى الإنسان ولها خطورتها التي تماثل خطورة الشيطان ذاته(1).

ثم قال “سبنسر ” Spencer سنة 1903م أن العالم القديم تطور فبدأ يعرف أن الأرواح توجد في الأجسام الحية فقط، بدليل أنه تتعرض للموت والتحلل عند مفارقة الروح لها، وقد عبدت القبائل القديمة أرواح الأجداد فكان هذا بمثابة الأساس والمباشر لظهور الأديان في القديم، وهكذا…

وقد آمن معظم علماء القرن التاسع عشر بنظرية التطور مثل “فلهاوزن ” Wellhausen، “رينان ” Renan وربطوا بين تطور الأديان الوثنية إلى اليهودية ثم المسيحية، فقال بعضهم أن الدين اليهودي قد تطور من بعض أساطير وطقوس البدو والعرب الرحل، فبعضهم كان يعبد “يهوه ” كبير آلهتهم، أو قد يكون موسى أخذ تعاليمه من القبائل الكنعانية التي استقرت من قبل في أرض فلسطين، وبعد هذا تطورت هذه التعاليم الموسوية بعد سبي بابل بفضل عزرا الكاتب.

وقال البعض الآخر أن الدين اليهودي أخذ من “المدرسة البابلية ” ما بين النهرين، وتطورت هذه العقائد الدينية القديمة على يد إبراهيم.

لقد أخطأ أصحاب هذا المذهب التطوري عندما ظنوا أن الأديان قد تطورت من عبادة أرواح الأجداد، ولكن الذي حدث أنه عندما تفرق أبناء نوح الثلاثة بعد الطوفان كانوا يعرفون جيدا قصة الخليقة والسقوط والطوفان… إلخ. فأخذت هذه الأمور تتوارث من السلف للخلف مع إدخال شيء من الخيال والأساطير عليها، ولذلك نرى الحقائق التي ذكرها الكتاب المقدَّس لها الشبيه في الديانات الوثنية، وليس معنى هذا أن الكتاب المقدَّس في عهده القديم قد أخذ من هذه الديانات القديمة مثل ديانة قدماء المصريين وأهل بابل وغيرهما، بل إن سبب التشابه هو وجود أصل واحد للقصة، ذكرت كما هي في العهد القديم وذكرت مع شيء من التحريف والزيادة والنقصان في كتب أو تقاليد الشعوب الأخرى، فلا تعتبر اليهودية تطور للوثنية، وأيضًا لا تعتبر المسيحية تطور لليهودية إنما هي تكميل لليهودية، والمسيحية مرتبطة باليهودية ارتباط البيت بالأساس أو الشجرة بالجذور، وتكاد المسيحية أن تكون قد قضت على الأفكار الوثنية القديمة من عبادة الأجداد وعبادة الأحجار وغيرها…

_____

(1) راجع جرهاردوس فوس -ترجمة د. عزت ذكى- علم اللاهوت الكتابي 277- 285.

 

كيف ربط المذهب التطوري بين المسيحية واليهودية والوثنية؟

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !