سؤال وجواب

من الذي جبل الإنسان بهذه العظمة ووضع فيه الإدراك ومنحه الضمير؟

من الذي جبل الإنسان بهذه العظمة ووضع فيه الإدراك ومنحه الضمير؟

من الذي جبل الإنسان بهذه العظمة ووضع فيه الإدراك ومنحه الضمير؟

من الذي جبل الإنسان بهذه العظمة ووضع فيه الإدراك ومنحه الضمير؟
من الذي جبل الإنسان بهذه العظمة ووضع فيه الإدراك ومنحه الضمير؟

 261- من الذي جبل الإنسان بهذه العظمة، ووضع فيه الإدراك، ومنحه الضمير؟

ج: نظرة إلى الإنسان وهو مازال جنينًا بعد تخبرنا بصفة الخلق الإلهي، ويقول ” آرثر طمسن”.. ” إنه لا يمكن لإنسان غير مُغرِض شاهد نمو الجنين عن كثب، ولاحظ حركاته المختلفة وتنوع أجزاءه وهو في رحم أمه، إلاَّ أن يقول إن الجنين يبدو لنا كأنه يسير لغرض معين بحكمة وعناية صانع الكون”(1).

نظرة إلى الطفل الوليد تخبرنا بقصة الخلق العجيب، ويقول الدكتور ” لويس ايفانز”.. ” في جسم الإنسان 250 عظمة تتحرك بدقة بواسطة مئات العضلات، وفي عينيه وحدها 400 مليون مخروط صغير، و300 مليون من الألياف، و500 ألف عصب صغير، وكلها تتحرك بدقة وبدون ألم، وهناك ملايين الأفران الصغيرة في الجسم (الخلايا) تحرق الغذاء لتوليد الطاقة، وعدد كبير من المؤكسدات الصغيرة، كما نجد أن الكرات البيضاء التي تضحي بنفسها في حربها ضد الأمراض، والرئتين اللتين تعملان على تنقية الدم، والقلب الأمين طول العمر، فهو يدفع 280 ألف طن من الدم سنويًا، ليصل إلى أجزاء الجسم المختلفة، حقًا إن الله وحده هو الذي يستطيع أن يصنع هذا كله”(2)(3).

وعندما نجح ” كلود م. هاناواي ” في تصميم المخ الإلكتروني بعد عناء شديد قال ” فإذا كان هذا الجهاز (الذي اخترعه) يحتاج إلى تصميم، أفلا يحتاج ذلك الجهاز الفسيولوجي الكيميائي البيولوجي الذي هو جسمي، والذي ليس بدوره إلاَّ ذرة بسيطة من ذرات هذا الكون في اتساعه وإبداعه إلى مبدع يبدعه”(4)(5).

نظرة إلى الطريقة التي يدرك بها الإنسان عن طريق الحواس تخبرنا بالمبدع الأعظم، فالإنسان يرى ما يحيط به عندما تسقط الحزم الضوئية المنعكسة من الأجسام (الصورة) على القزحية، وتنعكس على الشبكية في مؤخرة العين، وتتحول هذه الصورة عن طريق الخلايا العصبية من حزم ضوئية إلى إشارات كهربائية تنتقل إلى مركز الإبصار في مؤخرة المخ، ومركز الإبصار هذا الذي يعيش في ظلام دامس يقدر أن يدرك حقيقة ما يحيط به، إذًا نحن ندرك عالمًا مليئًا بالألوان ومختلف الأشكال ومضيئًا من خلال مركز الإبصار الذي يلفه الظلام الدامس.. وإذا فحصت المخ فلن تجده إلاَّ قطعة لحم مادية من البروتينات والدهون.. فكيف يقوم بهذا العمل العجيب؟ إنه الإعجاز الذي يخبر بعظمة الخالق.

وقس على ذلك بقية الحواس، فالسمع يتم عن طريق الإشارات الكهربائية التي تصل إلى مركز السمع بالمخ، بالرغم من إن مركز السمع معزول تمامًا عن مصدر الصوت الخارجي. والشم يأتي عن طريق الروائح التي تصل إلى الشعيرات الدقيقة في تجويف الأنف، ثم تنتقل إلى المخ عن طريق إشارات كهربائية، فبالرغم من أن الرائحة لا تصل إلى المخ ولكن الإشارات الكهربائية التي تترجم هذه الروائح تجعل الإنسان يُميّز بين رائحة الفواكه والأزهار وبين الروائح الكريهة، وما قيل عن البصر والسمع والشم يقال أيضًا عن التذوق الذي يتم بالجزء الأمامي من اللسان، ثم يُترجم إلى إشارات كهربائية تُرسل للمخ، وأيضًا اللمس ينتقل إلى المخ عن طريق الأعصاب الحسية الموجودة على الجلد فيشعر بنعومة أو خشونة أو برودة أو سخونة الجسم.. إلخ.

أما الضمير فإنه شاهد قوي على وجود الخالق، فجاء في كتاب “نظام التعليم”(6) “لو لم يكن الضمير من كيان الإنسان لما أمكن للتربية أن توجده فيه، ولكان الإنسان، في هذه الحالة، مثل الحيوان لا يتقيد بناموس أدبي، وكما إن الإنسان المولود أعمى لا يقدر أن يُميّز الألوان، ولا الأصم أن يُميّز الأصوات كذلك، لو وُلِد الإنسان بغير ضمير لكان كائنًا غير مسئول لعجزه عن التمييز بين الخير والشر، وهذا غير الواقع لأن الضمير أصلي في الإنسان.. وليس أدل على وجوده من ميل المخطئ للندم عن خطئه والاعتراف به ولو كان جريمة. ويلزم عن حكم الضمير علينا فيما يجب وما لا يجب، وجود شريعة أدبية سلطانها من فوق، وإننا رعايا حكومة أدبية عليا، الضمير سفيرها فينا فمن هو هذا الحاكم الذي هذه شريعته، وهذا سفيره فينا؟ مَن هو؟

إن المهندس الذي ابتكر الآلة ليس هو الآلة، وإنما هو كائن حي خارج عنها، صمَّمها بقوانينها، وتحكم فيها لتسييرها طبقًا للقوانين التي صمَّمها بها. والإنسان لم يصنع نفسه، ولكنه وجد نفسه هكذا. فمن الذي صنعه هكذا؟ مَن الذي أوجده وله في أعماق نفسه ذلك الناموس الأدبي الذي يتحكم فيه موجهًا إياه للصواب؟ ألا يضطرنا هذا التسليم بوجود قوة أدبية حاكمة مُوجّهة خلف الوقائع في الكون؟ نعم! بل وتضطرنا للتسليم بأن هذه القوة عاقلة وأدبية لأنها جعلت في الإنسان ناموسًا يأمره بأن يفعل الصواب، ويشعره بالذنب وعدم الراحة حين يفعل الخطأ، وهذه القوة العاقلة الأدبية لا يمكن أن تكون مادة، لأن المادة لا تعقل، ولا تسن قانونًا. فهي، إذًا، كائن عاقل أدبي قادر غير محدود، وليس هو سوى الله..”(7).

_____

(1) موقع على شبكة المعلومات الدولية – جمع وتنسيق د. جورج رشيد خوري.

(2) السيد الذي ينشده الشباب ص 44، 50.

(3) أورده برسوم ميخائيل – حقائق كتابية جـ 1 ص 219، 220.

(4) الله يتجلى ص 92.

(5) المرجع السابق ص 220، 221.

(6) مجلد (1) ص 150، ومجلد (2) ص 140 – 146.

(7) أورده برسوم ميخائيل – حقائق كتابية جـ 1 ص 230، 231.

 

من الذي جبل الإنسان بهذه العظمة ووضع فيه الإدراك ومنحه الضمير؟

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !