سؤال وجواب

إمكانات الكائنات الحية التي توافق البيئة التي تعيش فيها

إمكانات الكائنات الحية التي توافق البيئة التي تعيش فيها

إمكانات الكائنات الحية التي توافق البيئة التي تعيش فيها

إمكانات الكائنات الحية التي توافق البيئة التي تعيش فيها
إمكانات الكائنات الحية التي توافق البيئة التي تعيش فيها

 263- من الذي منح الكائنات الحيَّة الإمكانات التي توافق البيئة التي تعيش فيها؟

ج: لقد منح الله كل كائن حي أعضاء وصفات تناسب وتوافق البيئة التي يعيش فيها، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وجاء في كتاب ” نظام التعليم”(1) ما خلاصته ” إن الكائن الحي البري مُجهَّز بما يوافق السكنى في البر، وكذلك المائي في الماء، والهوائي في الهواء. فإذا كانت معدة الحيوان مُعدَّة لهضم المواد الحيوانية كان هذا الحيوان مُعدًّا في الوقت نفسه بالأسنان والأيدي والمخالب لإمساكها وتمزيقها..

وأنواع الطيور التي تخوض المياه لها أعناق وسيقان طويلة جدًا لمسك فريستها من تحت الماء، والتي تسبح على وجه المياه مُجهَّزة بأصابع ملتحمة على هيئة المجداف وريش غير قابل للابتلال، والتي تطير في الهواء مُجهَّزة بعظام خفيفة وأجنحة طويلة وعضلات قوية، والتي تتسلق الأشجار لبعضها مخالب وأذناب مناسبة لذلك، وبعضها مُجهَّز بمنقار حاد ولسان طويل للوصول إلى طعامها في قلب الأشجار.

وتلك الأجهزة الظاهرة في تركيب الحيوان لا تحصى، وكلها تبين حكمة صانعها.. في ذوات الثدي مثلًا يكبر الثديان قبل الولادة، ويُعد الحليب مُشبعًا بالبروتينات اللازمة مبدئيًا لبنيانه، يضاف إليها السكريات بعد ذلك لأجل الطاقة متمشيًا كل منهما مع الزيادة طبقًا لتطور الجسم ونموه حتى متى دخل المولود إلى العالم يجد طعامًا على غاية ما يكون من المناسبة لأجل تغذيته في كل الأطوار.

وأما في الكائنات التي تبيض فإننا نرى جرثومة الجنين مُحاطة بالمح أي البياض فيتغذى وينمو بها حتى إذا نفذ، يكون قد بلغ التكوين الكافي وخرج من البيضة مُستعدًا لنوال طعامه على وجه آخر. وقد كان هذا الإعداد من تدبير الله سبحانه، لا من الأم لأنه لا علم لها به”(2).

وإذا استعرضنا القليل جدًا من النماذج التي وهبها الله إمكانات تناسب البيئة التي تعيش فيها نرى العجب، ومن هذه النماذج ما يلي:

نقَّار الخشب – الخفاش – العنكبوت – البعوضة – فأر السنجاب – الأسماك الكهربائية – زهور برية وحيوانات بحرية مضيئة

1- نقَّار الخشب: يستطيع أن ينقر في جذع الشجرة بسرعة كبيرة، وعمله هذا يشبه إنسانًا يضرب مسمارًا في الجدار برأسه، فكيف لا يصاب هذا الطائر بنزيف في المخ؟ لقد وضع الله في جمجمته نظام عجيب يُخفّف شدة الطرقات ويمتصها، ويوجد نحو 200 نوع من هذا الطائر، وجاء في مجلة العلم عنه ” طائر نقار الخشب من الطيور ذات الطابع المميَّز بين سائر الطيور، فهو شره جدًا للطعام، فالنوع الأسود منه والذي يعيش في أمريكا الشمالية يمكن أن يأكل 900 يرقة من يرقات حشرة الخنافس، أو ألف نملة في وجبه واحدة…

وهناك نقار أوربي أخضر يمكن أن يلتهم ما يصل إلى 2000 نملة في يوم واحد، ولكي يصل النقار إلى طعامه فإنه ينقر الخشب أكثر من 15 مرة في الثانية، وكل نقرة تستغرق 1 / 1000 من الثانية أو أقل من ذلك، وتعتبر سرعة النقر ضعف سرعة الرصاصة، وأكثر من ذلك فإن رأس نقار الخشب تتحرك بسرعة 2100 كيلومتر في الساعة، أي أنها أكثر من ضعف سرعة القذيفة ” الطلقة”..

ولعل المتتبع لكل هذه الحركات الفجائية السريعة لرأس النقار يُدهش من عدم تعرض هذه الرأس للكسر، ولكن الباحثين أثبتوا أن جمجمة هذا الطائر مقواة ومسلحة بإطار عظمي شديد.. كما إن المنقار والمخ مبطنان ولهما وسائد وقائية تمتص كل هذه الصدمات.. وكم في جعبة الحياة من أسرار وغرائب وعجائب وسبحان الله!!”(3).

2- الخفاش: هو الحيوان الثديي الوحيد الذي يستطيع الطيران، ويوجد منه نحو ألف نوع، وهو ما يُعادل ربع أنواع الثدييات، وتتراوح أطوال الخفاش من 3 – 42 سم، ويتراوح وزنه من 2 جم – 3ر1 كجم، وتصل سرعته إلى 10 كم / ساعة، ويُحلّق فوق سطح الأرض بارتفاع يصل إلى 3 كم، وعضة الخفاش قد تُسبب مرض الكَلِب (السعار) والخفافيش لها أسنان، وبعضها من آكلة اللحوم Carnivaraus وبعضها من مصاصة الدماء Vampire bats وتحتاج إلى ملعقتين كبيرتين من الدم يوميًا، وأثناء امتصاص الدم يفرز مواد تمنع تجلط الدم(4)

 وهبه الله أن يطير في الظلام الدامس، ويحدد الأجسام التي تحيط به، فلا يصطدم بها، وذلك عن طريق إحدى الموجات الصوتية ” السونار ” Sonar.

بل أنه يستطيع تحديد مكان فريسته وهي تطير بسرعة، وكأنه يملك رادارًا على مستوى عالٍ، وجاء في كتاب ” الله يتجلى ” ص 134 ” يقول ” واين أونت ” دكتوراه في الكيمياء الطبيعية في ضوء خبرتنا العلمية نستطيع أن نتقدم بالسؤال التالي: هل تم اختراع جهاز الرادار نتيجة للمصادفة أو عن طريق التصميم والاختراع؟ ثم هل تم تكوين جهاز الرادار الموجود في جسم الوطواط والذي لا يحتاج من الحيوان إلى الانتباه، ولا يتطلب منه إصلاحًا، والذي يستطيع أن يُوّرثه لذريته عبر الأجيال، نقول، هل تم كل ذلك عن طريق المصادفة، أم عن طريق التصميم والإبداع”(5).

3- العنكبوت: وقد وهبه الخالق أن ينسج شبكته بمهارة فائقة لاصطياد الفريسة، وكلما حاولت الفريسة تحرير نفسها ازدادت التصاقًا بخيوط الشبكة، ويبلغ قطر خيط العنكبوت واحد من الألف من الملليمتر، حتى أن 320 جم من هذا الخيط تكفي لإحاطة العالم كله، وهو أقوى من مثيله المصنوع من الصلب، فمن أعطى العنكبوت هذه الإمكانية لو إنه تطوُّر من حيوان سابق لا يمتلك بتاتًا هذه الإمكانية.

4- البعوضة: لكيما يتغذى البعوض على دم الفريسة، فإنه ” يثقب الجلد بمخالبه التي تتكون من ست شفرات فيقطع الجلد كالمنشار، وفي خلال عملية ثقب الجلد يفرز البعوض مادة تخدر أنسجة الجلد فلا يشعر الإنسان بأن البعوض يمص دمه، وهذا السائل يمنع – في الوقت نفسه – تخثر الدم، ويضمن استمرار البعوض في عملية المص، فلو نقص مجرد عنصر واحد فقط من هذه العناصر، لما تمكن البعوض من التغذي على الدم، ولما استطاع الحفاظ على حياته واستمرار نسله”(6).

5- فأر السنجاب: له إمكانية البيات الشتوي، حيث تنخفض درجة حرارته من 40 درجة إلى درجة أعلى قليلًا من الصفر، وتنخفض ضربات القلب من 300 إلى نحو 7 – 10 ضربات في الدقيقة، وتكف حركة الجسم، وتكاد أنشطة المخ الكهربائية أن تتوقف، ومع ذلك فإنه يظل حيًا.. فمن أعطاه هذه الإمكانية؟!

6- الأسماك الكهربائية: تستطيع هذه الأسماك أن تدافع عن نفسها، بإصدار تيار كهربائي عالٍ يُقدَّر بخمسمائة فولت، وأيضًا تحدد اتجاهاتها في الأعماق عن طريق إصدار إشارات كهربائية تصطدم بالأجسام الصلبة ثم ترتد، والأمر العجيب أنه عند استهلاك هذه الشحنة تستطيع هذه الأسماك أن تستعيدها كما يعاد شحن البطارية(7) 

وجاء في مجلة العلم عن هذه الأسماك المكهربة ” تعيش في مياه نهري الأمازون وأورينكو بأمريكا الجنوبية نوع من السمك ” الحنكليس المكهرَّب ” وهما المكانان الوحيدان في العالم اللذان يعيش فيهما هذا النوع الرهيب، ويستطيع هذا الحنكليس الثعباني أن يُولّد تلقائيًا تيارًا كهربائيًا يعادل قوته 600 فولت بلمسة واحدة. أما الصدمة المشتركة التي تصدر عن حنكليسين مُكهربين فهي كافية لقتل إنسان”(8).

7- زهور برية وحيوانات بحرية مضيئة: جاء في مجلة العلم عن الزهور المضيئة ” تم العثور على أغرب نوع من الزهور وقد أُطلق عليه ” زهرة الكونفولفولوس ” ترسل هذه الزهور الغامضة من داخلها ضوءًا يشبه المصباح الخفيف”(9) وجاء في مجلة العلم أيضًا عن قنديل البحر المضيء ” قنديل البحر حيوان بحري ذو جسم هلامي وشكل يشبه المظلة ويحمل لوامِس مُزودة بحويصلات لاسعة، وتطفو هذه الحيوانات فوق سطح الماء بالقرب من الشاطئ، وتُهدّد السبَّاحين بالتهاب جلودهم بالمادة اللاسعة التي تفرزها..

لماذا سُمي هذا الحيوان قنديل البحر؟ إن كلمة قنديل معناها المصباح المضيء، فهل الأمر كذلك؟ الحقيقة أن هذا الحيوات من الكائنات البحرية المضيئة والعجيبة، حتى إنك إذا نظرت إلى ماء البحر في ليلة مظلمة فإنك تشاهد مياه البحر قد أضاءها عدد لا يُحصى من الكرات المضيئة التي يسطع ضوءها بضوء فسفوري خافت، ثم يخبو ويضيء مرة أخرى كأنها هي نجوم تسطع في كبد السماء”(10).

_____

(1) مجلد 1 ص 144، 145.

(2) برسوم ميخائيل – بطلان نظرية التطوُّر ص 103.

(3) مجلة العلم عدد 308 – مايو 2002م ص 52.

(4) راجع مجلة العلم عدد 351 – ديسمبر 205م.

(5) أورده برسوم ميخائيل – حقائق كتابية جـ 1 ص 218.

(6) هارون يحيى – خديعة التطوُّر ص 188.

(7) راجع هارون يحيى – خديعة التطوُّر ص 192.

(8) مجلة العلم عدد 360 – سبتمبر 2006م ص 14.

(9) مجلة العلم عدد 338 – نوفمبر 2004م ص 16.

(10) مجلة العلم عدد 359 – أغسطس 206م ص 14.

إمكانات الكائنات الحية التي توافق البيئة التي تعيش فيها

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !