سؤال وجواب

ما معنى أن الله خلق الإنسان على صورته كشبهه؟

 340- ما معنى أن الله خلق الإنسان على صورته كشبهه؟ وهل يوجد تعارض بين قول سفر التكوين "نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا" (تك 1: 26) وبين ما جاء في سفر إشعياء "بمن تشبهون الله. وأيَّ شبه تعادلون به" (أش 40: 18)؟ وهل هناك فرق بين الصورة والشبه؟

 340- ما معنى أن الله خلق الإنسان على صورته كشبهه؟ وهل يوجد تعارض بين قول سفر التكوين “نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا” (تك 1: 26) وبين ما جاء في سفر إشعياء “بمن تشبهون الله. وأيَّ شبه تعادلون به” (أش 40: 18)؟ وهل هناك فرق بين الصورة والشبه؟

ج: 1- لقد خلق الله الإنسان على صورته العقلية والأدبية والروحية، كشبهه في الخلود والقدرة على التفكير والسلطة.. يقول القديس أثناسيوس ” فلم يكتف (الله) بخلق البشر مثل باقي الكائنات غير العاقلة على الأرض، بل خلقهم على صورته.. وقد صاروا عقلاء، أن يبقوا في سعادة ويحيوا الحياة الحقيقة، حياة القديسين في الفردوس(1) وقال المزمور عن الإنسان ” تسلطه على عمل يديك. جعلت كل شيء تحت قدميه” (مز 8: 6).. ” لآن كل طبع للوحوش والطيور والزحافات والبحريات يُذلَّل. وقد تذلَّل للطبع البشري” (يع 3: 7).

2- قول إشعياء النبي ” بمن تشبهون الله وأيَّ شبه تعادلون به “ فهو موجه للوثنيين الذين يصنعون أصنامًا من ذهب أو فضة أو خشب، ويعبدونها كآلهة، ولذلك جاء في الآية التالية ” الصنم يسبكه الصانع والصائغ يغشيه بذهب ويصوغ سلاسل فضة. الفقير عن التقدمة ينتخب خشبًا لا يسوس. يطلب له صانعًا ماهرًا لينصب صنمًا لا يتزعزع” (أش 40: 19، 20).

3- أوضح ” مولتمان ” Moltmann معنى خلق الإنسان على صورة الله فقال ” باعتبار الإنسان صورة الله وشبهه على الأرض، فقد دخل الإنسان في ثلاث علاقات أساسية: فهو يسيطر على المخلوقات الأرضية الأخرى، باعتباره ممثلًا لله وفاعلًا ذلك باسمه، وهو نظير الله على الأرض، الذي يريد الله أن يتكلم معه، والمفروض أن يستجيب له، كما إنه مظهر بهاء الله ومجده على الأرض(2)(3).

4- أما عن الفرق بين الصورة والشبه، فقد سبق الإجابة عليها بالجزء الثالث من هذه السلسلة، وقد أوضحنا أن الصورة هي هبة الله للإنسان، بينما يحصل الإنسان على الشبه من خلال عملية تدريجية للوصول للكمال، فالصورة تمثل الوجه الثابت، والشبه يمثل الوجه الديناميكي كقول القديس أكليمنض السكندري والقديس أيرينيؤس، بينما رأى القديس كيرلس الكبير أنه لا فرق بين الصورة والشبه، فلا يصح أن تقول أن الله خلق الإنسان على صورته ولم يخلقه على شبهه(4).

5- نضيف للإجابة ما ورد في دائرة المعارف الكتابية بأن الصورة والشبه كلاهما يعتبر النسخة أو المثال للأصل ” ففي العدد السابع والعشرين نستخدم ” صورة ” فقط للتعبير عن كل ما يفصل الإنسان عن الحيوان، ويربطه بخالقه، ولهذا جاء التعبير ” على صورتنا ” ومع هذا ففي العدد السادس والعشرين وردت كلمة ” صورة ” ثم ” كشبهنا ” كأنه يشير إلى أن المخلوق الذي يحمل رسم صورة الله، مطابق تمامًا في ” الشبه ” للأصل، فالصورة المطبوعة تمثل تمامًا النموذج الأصلي.. ولهذا فالكلمتان يمكن اعتبارهما، النسخة أو المثال من الأصل، ففي الكلمة الأولى، يغلب مفهوم الصورة الأصلية، أما في الثانية فالمثال، وعلى أي حال فإن لدينا مبررًا من الكتاب نفسه (وبخاصة تك 9: 6، يع 3: 9) لاعتباران {الصورة هي الخاصية غير القابلة للتحوُّل، في الجنس البشري} ولهذا فمن الإهانة لأي إنسان تدنيس الصورة الإلهية المطبوعة عليه(5).

_____

(1) مؤسسة القديس أنطونيوس – تجسد الكلمة فصل 3 فقرة 3 ص 8.

(2) Moltmann, God in Creation P. 221.

(3) راجع س 197، 198 ص 191 – 195 مدارس النقد والتشكيك جـ 3.

(4) ترجمة نكلس نسيم – سلسلة تفسير الكتاب المقدَّس يتحدث اليوم – سفر التكوين جـ 1 ص 46.

(5) دائرة المعارف جـ 6 ص 430.

 340- ما معنى أن الله خلق الإنسان على صورته كشبهه؟ وهل يوجد تعارض بين قول سفر التكوين “نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا” (تك 1: 26) وبين ما جاء في سفر إشعياء “بمن تشبهون الله. وأيَّ شبه تعادلون به” (أش 40: 18)؟ وهل هناك فرق بين الصورة والشبه؟

تقييم المستخدمون: 3.93 ( 2 أصوات)