سؤال وجواب

هل نهى الله نوحًا عن تحذير البشر بالطوفان؟ وهل كان نوح وأبناؤه يعدُّون عدتهم في الخفاء؟

 413- هل نهى الله نوحًا عن تحذير البشر بالطوفان؟ وهل كان نوح وأبناؤه يعدُّون عدتهم في الخفاء؟

يقول ” ليوتاكسل“.. ” لقد استمر بناء الفلك مائة عام، ولم يأذن يهوه لنوح أن يحذر باقي البشر من الخطر القاتل الزاحف إليهم. أي أن نوحًا وعائلته كانوا يعدُّون عدتهم في الخفاء. ولا ريب أن الدهشة كانت ترتسم على وجوه القوم عندما كانوا يرون نوحًا يبني في الحقل فلكًا طوله ثلاث مائة ذراع، أي طول مائة وخمسين مترًا، وهو طول سفينة كبيرة، وكان بعضهم يظن أن العجوز فقد عقله، فيهزأ ويمشي أما نوح فكان يسمع سخرياتهم بصبر ويتابع عمله بأناة وتأن”(1).

ج:

1- من أين أتى ” ليوتاكسل ” بهذا التصوُّر المريض؟ فلا يوجد في الكتاب كله ما يشير من قريب أو بعيد إلى أن الله نهى نوحًا من تحذير البشر بالطوفان، بل يوجد ما هو عكس ذلك إذ أوضح الكتاب المقدَّس إمهال الله للبشرية 120 سنة لعل البشر يتوبون ” حين كانت أناة الله تنتظر مرَّة في أيام نوح” (1بط 3: 20) فماذا كانت تنتظر أناة الله إلاَّ توبة الإنسان..؟! كانت أناة الله تنتظر وكان نوح كارزًا للبر.

2- يصوّر ” ليوتاكسل ” أن الله أخذ البشر على حين غرة وكأنه كان فرحًا مسرورًا شامتًا بهلاك البشر الخطاة وسار نوح على نفس الدرب، بينما أظهر الكتاب المقدَّس من جانب الحال المأسوي الذي وصل إليه الإنسان ” ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر على الأرض. وأن كل تصوُّر أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم” (تك 6: 5).. ” وفسدت الأرض أمام الله وامتلأت الأرض ظلمًا. ورأى الله الأرض فإذا هي قد فسدت. إذ كان كل بشر قد أفسد طريقه على الأرض” (تك 6: 11، 12) ومن جانب آخر أكد الكتاب على أن الله لا يشاء هلاك الخاطئ مثلما يرجع ويحيا ” هل مسرة أسرُّ بموت الشرير يقول السيد الرب. إلاَّ برجوعه عن طريقه فيحيا” (خر 18: 23).. ” قل لهم. حي أنا يقول السيد الرب إني لا أسرُّ بموت الشرير بل بأن يرجع الشرير عن طريقه ويحيا. أرجعوا أرجعوا عن طرقكم الرديئة. فلماذا تموتون يا بيت إسرائيل” (خر 33: 11).

3- كيف يمكن أن يبني نوح فلكًا عظيمًا بهذا المقدار في الخفاء؟ وكيف يجمع الحيوانات أو تجتمع إليه الحيوانات من كل صوب في الخفاء ..؟ لا بُد أن نوحًا قد استأجر عدد ضخم من العمال لجلب جذوع الأشجار، وإعدادها وتجهيزها لتصلح لبناء الفلك، فهل كل هذا كان في الخفاء أيضًا..؟ ثم عاد ” ليوتاكسل ” يناقض نفسه عندما قال ” إن الدهشة كانت ترتسم على وجوه القوم عندما كانوا يرون نوحًا يبني في الحقل فلكًا طوله ثلاث مئة ذراع”.

_____

(1) التوراة كتاب مقدَّس أم جمع من الأساطير ص 66، 67.

هل نهى الله نوحًا عن تحذير البشر بالطوفان؟ وهل كان نوح وأبناؤه يعدُّون عدتهم في الخفاء؟

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !