عام

بحث خاص عن الإنجيل معناه – الجزء السادس – رابعاً: تجسيد كلمة الله.

تابع بحث خاص عن الإنجيل معناه
تابع المقدمة، تابع 1- العهد القديم: [رابعاً] تجسيد كلمة الله
2- العهد الجديد
للرجوع للجزء الخامس أضغط هنا.

  • رابعاً: تجسيد كلمة الله
كلمة الله في حقيقتها ليست عُنصر من ضمن العناصر الأخرى في تدبير العهد القديم، وإنما هي تسود على هذا التدبير بأجمعه، فتُعطي للتاريخ معنى بصفتها خالق له، وتشع عند البشر حياة الإيمان باعتبارها رسالة الله المُقدَّمة إليهم، ولكنها لم تكن رسالة عادية مثل رسائل الناس ولا حتى رسائل الملوك العظام، لأنها في ذاتها تحمل حياة الله للإنسان وقوته لتولد في داخله حرارة الإيمان: [ فقال الرب لموسى ها أنا آتٍ إليك في ظلام السحاب لكي يسمع الشعب حينما أتكلم معك فيؤمنوا بك أيضاً إلى الأبد (كنبي ورسول من الله في فمه كلمة الرب) ] (خروج 19: 9)؛ [ فكيف يدعون بمن لم يؤمنوا به وكيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به وكيف يسمعون بلا كارز ] (رومية 10: 14).
ولذلك فليس من العجيب أن تؤدي أهمية الكلمة إلى تجسدها لأنها حكمة الله وقوة الله: [ لأني لست استحي بإنجيل المسيح لأنه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن ] (رومية 1: 16)، [ لأنه إذ كان العالم في حكمة الله لم يعرف الله بالحكمة استحسن الله أن يُخلِّص المؤمنين بجهالة الكرازة. لأن اليهود يسألون آية واليونانيين يطلبون حكمة. ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوباً لليهود عثرة ولليونانيين جهالة. وأما للمدعوين يهوداً ويونانيين فبالمسيح قوة الله وحكمة الله. ] (1كورنثوس: 1: 21 – 24).
لذلك لا عجب في أننا نتعرف على كلمة الله مُشخصه، تُعبَّر عن الوحي الإلهي وتُظهره بل وتتممه، وبخاصة أن الكلمة تعمل بنشاط فائق لتحقق الأمر الإلهي بكل دقة:
  • [ يُرسل كلمته في الأرض سريعاً جداً يُجري قوله ] (مزمور 147: 15)
  • [ يا ابن آدم قد جعلتك رقيباً لبيت إسرائيل فاسمع الكلمة من فمي وانذرهم من قِبَلي ] (حزقيال 3: 17)
  • [ فصرخوا إلى الرب في ضيقهم فخلصهم من شدائدهم. أرسل كلمته فشفاهم ونجاهم من تهلكاتهم ] (مزمور 107: 19 – 20)
  • [ لأنه كما ينزل المطر والثلج من السماء ولا يرجعان إلى هُناك بل يرويان الأرض ويجعلانها تلد وتنبت وتعطي زرعا للزارع وخبزاً للآكل. هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي لا ترجع إليَّ فارغة بل تعمل ما سُررت به وتنجح فيما أرسلتها له ] (أشعياء 55: 10 – 11)
عموماً ومن خلال هذه النصوص التي ذكرناها باختصار شديد وإيجاز، نستشف عمل كلمة الله في هذا العالم، حتى قبل أن يكشف العهد الجديد ذلك للبشر كشفاً تاماً عن كلمة الله الظاهر في الجسد والذي كشف عن مجده الإلهي الفائق:
  • [ ها أيام تأتي يقول الرب وأُقيم الكلمة الصالحة التي تكلمت بها إلى بيت إسرائيل وإلى بيت يهوذا ] (أرميا 33: 14)
  • [ الكلمة التي أرسلها إلى بني إسرائيل يُبشر بالسلام بيسوع المسيح هذا هو رب الكل ] (أعمال 10: 36)
  • [ في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله ] (يوحنا 1: 1)
  • [ والكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب مملوءاً نعمة وحقاً ] (يوحنا 1: 14)
 
  • وهذا ينقلنا إلى 2 – العهد الجديد:
نجد أن نصوص العهد الجديد تُعيد لنا التعليم بخصوص كلمة الله إلى نفس ذات المفهوم الذي يحتويه العهد القديم نفسه، ولا عجب بالطبع لأن كلمة الله واحده لا يُمكن أن تختلف بأي حال من الأحوال، لأن الكلمة كانت مستتره في العهد القديم وأُظهرت كإعلان في الواقع التاريخي بتجسد الكلمة ذاته الذي نجد ملامحه واضحة بشدة في العهد القديم، ولكنها ظاهرة ظهور العيان في العهد الجديد، لأن الكلمة ضرب بجذوره في طبيعتنا وصار واحداً معنا بسرّ فائق غير مفحوص، يُدخلنا إليه بعد أن يُستعلن لنا ويُظهر لنا ذاته رباً مُحيياً…
عموماً نجد نفس ذات ملامح التعليم الذي للعهد القديم بالنسبة لكلمة الله ظاهره في العهد الجديد بوضوح : [ فقد أبطلتم وصية الله بسبب تقليدكم ] (متى 15: 61)، وهذا التعليم عينه نجد صداه في العهد القديم في كلام إرميا وحزقيال النبي…
ونجد إيمان العذراء القديسة مريم بالكلمة التي ينقلها لها الملاك بوادعة واتضاع شديد بل ومهابة فائقة لإدراكها أنها كلمة الله التي تعمل بسلطانها الفريد، وهذا ما شرحناه قبلاً في ما هي كلمة الله واستجابة الإنسان لها:
[ لأنه ليس شيء غير ممكن لدى الله. فقالت مريم: هوذا أنا آمة الرب ليكن لي كقولك فمضى من عندها الملاك. فقامت مريم في تلك الأيام وذهبت بسرعة إلى الجبال إلى مدينة يهوذا. ودخلت بيت زكريا وسلمت على أليصابات. فلما سمعت أليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها وامتلأت أليصابات من الروح القدس. وصرخت بصوت عظيم وقالت: مباركة أنتِ في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك. فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إليَّ. فهوذا حين صار صوت سلامك في أُذني ارتكض الجنين بابتهاج في بطني. فطوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب ] (لوقا 1: 37 – 45)
وقد صارت الكلمة إلى يوحنا المعمودان كما كانت تُوَجَّه قديماً إلى الأنبياء: [ كانت كلمة الله على يوحنا بن زكريا في البرية ] (لوقا 3: 2)..
  • ولكن منذ ذلك الحين، قد ارتكز سرّ الكلمة حول شخص ربنا يسوع المسيح الكلمة المتجسد، الكلمة الظاهر في الجسد [ والكلمة صار جسداً ] …
__________يتبــــــــــع__________
العنوان القادم 
تابع العهد الجديد: [أولاًكلمة الله – كلمة يسوع