عام

دراسة في سفر المزامير תהלים – ψαλμός الجزء (2) عناوين المزامير

تابع دراسة شاملة مركزة في سفر المزامير (الجزء الثالث)

(الجزء الأول) (أضغط هنا )

عناوين المزامير
1 – מזמור = mizmôr = ψαλμός


توجد تقريباً في الخمسة كتب للمزامير (
1) عناوين رئيسية تُشير إمّا لمؤلف المزمور أو لنوع عملها في الخدمة أو لنوع الشعر أو لطريقة الموسيقى أو لنوع المجموعة التي أُخذ منها المزمور، أو للمناسبة التاريخية التي دعت لتأليف المزمور أو الميزة التي يتميز بها المزمور، أو يُشير لاسم الفرقة التي تتولى إنشاد المزمور وعزف موسيقاه كما في مزامير بني قورح؛ وقد يكون مؤلف المزمور غير ملحنه أو مرنمه. وقد يكون المؤلف هو الملحن والمرنم كما هو الحال في مزامير داود النبي والملك.

ونرى أن داود النبي والملك العظيم، الملهم بالروح، مرنم إسرائيل الحلو، له موهبة التأليف والتلحين والعزف والترانيم منذ صباه ( 1 صموئيل 16 : 16 – 23 ؛ 2 صموئيل 23 : 1 )، ولكن بعد توليه المُلك صارت لديه فرقة موسيقية من اللاويين العازفين والمرنمين ( 1 ايام 16 : 4 – 7 ، 41 – 42 ؛ 23 : 5 ؛ 25 : 1 – 8 ) …
ومع ذلك يوجد حوالي 34 مزمور ليس لهم عنوان وهي المزامير: ( 1، 2 ، 10 ، 33 ، 43 ، 71 ، 91 ، 93 – 97 ، 99 ، 104 – 107 ، 111 – 119 ، 135 – 137 ، 146 – 150 )

وعموماً، قد تأتي عناوين المزامير، إمَّا متحدة أو منفردة، ومعظمها شديد الاختفاء في المعنى، وسوف نعطي الأكثر احتمالاً في المعنى بقدر الإمكان وسنبدأ بشرح العناوين الخاصة التي جاءت في المزامير:

_____عناوين تصف نوع المزامير_____

أولاً كلمة: مزمور :
كلمة مزمور بالعبرية מזמור = mizmôr وباليونانية ψαλμός ( بسالموس في اليونانية والقبطية ): وهو تعبير فني يأتي فقط بمعنى أغنية أو تسبحة تُرتل بمصاحبة آلة وترية، وقد أتت كعنوان ل 57 مزمور، وهو يا إمَّا يسبقه أو يليه اسم المؤلف – وفي الغالب يكون داود النبي والملك – ويأتي هكذا: مزمور لداود.
والفعل المُستخرج من اسم מזמור = mizmôr ، يأتي حوالي 40 مرة في السفر كما في مزامير ( 7: 17 )، ( 47: 6و7 )، ( 149: 3 ) وهو يُترجم عادة بكلمة ( يُرنَّم ).

ففي سفر إشعياء ( 12: 2 ) يأتي هكذا في البداية: ” لأن ياه يهوه قوتي وترنيمتي [ بالعبرية : وزمارتي ] “؛ ثم في الآية (12: 5) هكذا: ” رنموا للرب … [ بالعبرية : زمَّروا ] “

كذلك تأتي في سفر القضاة (5: 3)، فعنوان هذه القطعة يقول: ” فترنمت [ في العبرية : تشر من كلمة שׁיר =shir = شير أي تسبحة ] دبوره وباراق بن أبينوعم في ذلك اليوم ” ( قضاة 5: 1 )، ثم تأتي الآية (5: 3) هكذا: ” أنا للرب أترنَّم. أُزمَّر للرب إله إسرائيل “.

كذلك تأتي في سفر صموئيل الثاني، فالعنوان: “وكلَّم داود الرب بكلام هذا النشيد (שׁיר = shir = شير ) في اليوم الذي أنقذه فيه الرب من أيدي كل أعدائه ومن يد شاول ” ( 2صم 22: 1 )، ثم تأتي الآية هكذا: ” لذلك أحمدك يا رب في الأمم ولاسمك أُرنّم [ في العبرية : أُزمَّر ] “.

كذلك في سفر أخبار الأيام الأول ( 16 : 8 و 9 ) فالعنوان: ” لأجل التذكير والشكر وتسبيح الرب ( 1أيام 16: 4 )، والآية ” أحمدوا الرب … غنُّوا له، ترنَّموا له [ بالعبري : زمَّروا ] “.

عموماً في النهاية باختصار نقول أن كلمة مزمور، تأتي غالباً كتحديد لنوع الآلة الموسيقية التي سيُقال عليها المزمور، وذك للتفريق بين مزمور بالصوت البشري ومزمور باللحن على الآلة، لذلك هنا كلمة מזמור =mizmôr تعني: قطعة موسيقية، أي ترنيمة بمصاحبة آلة موسيقية.

_________
(1) رجاء أنظر الموضوع السابق حيث تم شرح تقسيم المزامير لخمسة كتب في العهد القديم .

بعض المراجع الهامة :
1 – كتاب مصباح الظلمة وإيضاح الخدمة للقس أبو البركات المعروف بابن كبر، الجزء الأول؛ تحقيق الأب سمير خلل اليسوعي، مكتبة الكاروز، 1971 م، الباب السادس .
2 – التفسير التطبيقي للكتاب المقدس، القاهرة 1998، ص 1130 
3 – سفر المزامير – مقدمة دراسية كتابية طقسية تاريخية ، تأليف القس شنودة ماهر طبعة ثانية ديسمبر 2002م 
4 – الأجبية أي صلوات السواعي، سلسلة طقوس أسرار وصلوات الكنيسة – راهب من الكنيسة القبطية – الطبعة الأولى إبريل 2006 م
5 – المزامير – دراسة وشرح وتفسير في ثلاثة مجلدات للأب متى المسكين – الطبعة الثانية 2007 م .