روحيات

طريق النمو الصحيح في الحياة الروحية

أجعل شغلك الشاغل وتركيزك الأعظم ومحور حياتك كله في أن تطلب الله من كل قلبك أن يكون مالك بنوره ومهيمن بروحه على هيكل جسدك ويدوم فيه، وأن وضعت في قلبك أن تقتني محبة الله وتتشرب منها، فهيأ نفسك لها وركز في وصية الله، طالباً معونة القوة العُليا أي الروح القدس، لكي يكون القوة المصاحبة لك في كل شيء لتكون قادراً على تتميم الوصية بسهولة، فيُكتمل إيمانك ليكون عاملاً بالمحبة، فتثمر الثمر اللائق بالبذرة الصالحة المزروعة في داخلك.

  • ولا تنسى أن هذا كله يرتكز على الصلاة الكثيرة بمداومة بكل صبر وتأني مع استمرار المكوث عند قدمي المُخلِّص تحت سلطان كلمة الله وليس فوقها، لكي تتأدب النفس وتتقوم في البرّ، لذلك علينا أن نتوسل بتواضع عظيم إلى الله أن يُعيننا ويُعضدنا على تقويم سلوكنا ويلبسنا روح طهارته الخاصة، فالبئر عميقة بالنسبة لنا ولكن ماءها عذب للغاية وطيب للنفس ومعزيها جداً، فالباب ضيق والطريق وعر كله مشقات وآلام كثيرة، لكن المدينة التي نسير نحوها ممتلئة فرحاً وسروراً ويستحيل مقارنة مجدها الفائق بما في هذا العالم من مسرات وأفراح عظيمة ونجاحات فائقة، والجبل شامخ وعالي جداً ولكن أعلاه كنوز عظيمة فائقة للغاية، فالصلاة صعبة فيها مشقة ووجع لأنها تحتاج أن نتسلقها ببذل الذات في تواضع ووداعة قلب، والوصول لغايتنا مشقة فائقة لأن فيها تنازل عن رغبات قلبنا النجس الذي يخدعنا كثيراً بشهوات قد تُسرنا وقتياً، لكنها تقتلنا بطيئاً مثلما يسري السم ببطء في من يتناوله مع العسل الحلو والطعام الشهي.