الرد على أحمد سبيعأبحاث

متى وكيف تعرف شاول على داود؟! رداً على أحمد سبيع!

متى وكيف تعرف شاول على داود؟! رداً على أحمد سبيع!

متى وكيف تعرف شاول على داود؟! رداً على أحمد سبيع!

متى وكيف تعرّف شاول على داود؟! رداً على أحمد سبيع!
متى وكيف تعرّف شاول على داود؟! رداً على أحمد سبيع!

متى وكيف تعرّف شاول على داود؟! رداً على أحمد سبيع!

يبدو أن شاول الملك سيكون له وقفة حاسمة مع ذلك الفتى العشريني، فقد إعتاد صديقنا أحمد سبيع على إدخاله في شبهاته الوهمية المعتادة، فتارة يدخله ويسأل: كم كان عمر شاول حين ملك؟ وتارة اليوم يسأل: متى وكيف تعرّف شاول على داود؟!، وقد رددنا على سؤاله الأول في بحثين أولهما هنا وثانيهما هنا، وأما اليوم فسنكون مع شبهة طريفة كما إعتاد دائماً، وهو التي تخص، كيف تعرف شاول الملك على داود؟ حيث يطرح علينا صديقنا الشبهة كالتالي:

 

متى وكيف تعرّف شاول على داود؟!

يروي لنا الكتاب المقدس روايتين مختلفتين عن اللقاء الأول بين شاول أول ملوك بني إسرائيل وداود عليه السلام، مما يظهر تضارباً بين الروايات، وتعدد المصادر واختلافها!

الرواية الأولى:
الملك شاول يطلب من عبيده أن يجدوا له رجلاً يحسن الضرب على العود ليخفف عنه!

1صموئيل 16: 17 – 22 فقال شاول لعبيده انظروا لي رجلا يحسن الضرب وأتوا به اليّ.
فاجاب واحد من الغلمان وقال هوذا قد رأيت ابنا ليسّى البيتلحمي يحسن الضرب وهو جبار بأس ورجل حرب وفصيح ورجل جميل والرب معه.
فارسل شاول رسلا الى يسّى يقول ارسل اليّ داود ابنك الذي مع الغنم.
فاخذ يسّى حمارا حاملا خبزا وزق خمر وجدي معزى وارسلها بيد داود ابنه الى شاول.
فجاء داود الى شاول ووقف امامه فاحبه جدا وكان له حامل سلاح.
فارسل شاول الى يسّى يقول ليقف داود امامي لانه وجد نعمة في عينيّ.

الرواية الثانية:
الملك شاول يرى داود في الحرب يبلي بلاء حسناً فيسأل عنه رئيس الجيش فيحضره له ليسأله ابن من أنت؟! وداود يجيبه!

1صموئيل 17: 55 – 58 ولما رأى شاول داود خارجا للقاء الفلسطيني قال لابنير رئيس الجيش ابن من هذا الغلام يا ابنير.فقال ابنير وحياتك ايها الملك لست اعلم.
فقال الملك اسأل ابن من هذا الغلام.
ولما رجع داود من قتل الفلسطيني اخذه ابنير واحضره امام شاول وراس الفلسطيني بيده.
فقال له شاول ابن من انت يا غلام.فقال داود ابن عبدك يسّى البيتلحمي.

كيف يتضارب كلام الله ويتناقض؟!
(النساء)(o 82 o)(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا)
#شغلت_عقلك_النهاردة؟!

 

ها أنتم ترون الرجل يقول أنه تضارب وتناقض بل وذهب بخياله ليقول أن لهاتين الروايتين مصادر، فهل هو بالفعل كذلك؟ أم هو تدليس مقصود منه، أو لنحسن الظن ونقل: جهل وضعف في القدرات الفكرية؟

الرواية الأولى كما يوردها جاءت في سفر صموئيل الأول، الأصحاح السادس عشر، والرواية الثانية جاءت في سفر صموئيل الأول (أيضاً)، الأصحاح السابع عشر، أي أن الروايتين متتاليتين، فهل قرأ سياق الروايتين أم إكتفى بالنقل لهذه النصوص بدون أن يقرأ ما بينهما من آيات؟ إن كان لم يقرأ، فهذا يعيبه من جهة عدم التحقق مما ينقل، وإن كان قرأ ولم يفهم، فهذا يعيبه من جهة ضعف المستوى الفكري الذي يسمح له بوضع مثل هذه الشبهات، وإن كان قد قرأ وفهم ومع ذلك وضع الشبهة، فهو بذلك مدلس، فليختر أي منهم ثم يخبرنا في رده إن كان لديه رد..

لنضع النصوص كاملة متتالية وسأميز بعضها عبر تغير اللون ثم أعلق على النصوص..

 

سفر صموئيل الأول 

16

1 فقال الرب لصموئيل حتى متى تنوح على شاول وانا قد رفضته عن ان يملك على اسرائيل. املأ قرنك دهنا وتعال ارسلك الى يسّى البيتلحمي لاني قد رأيت لي في بنيه ملكا.

2 فقال صموئيل كيف اذهب. ان سمع شاول يقتلني. فقال الرب خذ بيدك عجلة من البقر وقل قد جئت لاذبح للرب.

3 وادع يسّى الى الذبيحة وانا اعلمك ماذا تصنع وامسح لي الذي اقول لك عنه.

4 ففعل صموئيل كما تكلم الرب وجاء الى بيت لحم. فارتعد شيوخ المدينة عند استقباله وقالوا أسلام مجيئك.

5 فقال سلام. قد جئت لاذبح للرب. تقدسوا وتعالوا معي الى الذبيحة. وقدس يسّى وبنيه ودعاهم الى الذبيحة.

6 وكان لما جاءوا انه رأى اليآب فقال ان امام الرب مسيحه.

7 فقال الرب لصموئيل لا تنظر الى منظره وطول قامته لاني قد رفضته. لانه ليس كما ينظر الانسان. لان الانسان ينظر الى العينين واما الرب فانه ينظر الى القلب.

8 فدعا يسّى ابيناداب وعبّره امام صموئيل. فقال وهذا ايضا لم يختره الرب.

9 وعبّر يسّى شمّة. فقال وهذا ايضا لم يختره الرب.

10 وعبّر يسّى بنيه السبعة امام صموئيل فقال صموئيل ليسّى الرب لم يختر هؤلاء.

11 وقال صموئيل ليسّى هل كملوا الغلمان. فقال بقي بعد الصغير وهوذا يرعى الغنم. فقال صموئيل ليسّى ارسل وائت به. لاننا لا نجلس حتى يأتي الى ههنا.

12 فارسل واتى به. وكان اشقر مع حلاوة العينين وحسن المنظر. فقال الرب قم امسحه لان هذا هو.

13 فاخذ صموئيل قرن الدهن ومسحه في وسط اخوته. وحلّ روح الرب على داود من ذلك اليوم فصاعدا. ثم قام صموئيل وذهب الى الرامة

14 وذهب روح الرب من عند شاول وبغته روح رديء من قبل الرب.

15 فقال عبيد شاول له هوذا روح رديء من قبل الله يبغتك.

16 فليأمر سيدنا عبيده قدامه ان يفتشوا على رجل يحسن الضرب بالعود ويكون اذا كان عليك الروح الرديء من قبل الله انه يضرب بيده فتطيب.

17 فقال شاول لعبيده انظروا لي رجلا يحسن الضرب وأتوا به اليّ.

18 فاجاب واحد من الغلمان وقال هوذا قد رأيت ابنا ليسّى البيتلحمي يحسن الضرب وهو جبار بأس ورجل حرب وفصيح ورجل جميل والرب معه.

19 فارسل شاول رسلا الى يسّى يقول ارسل اليّ داود ابنك الذي مع الغنم.

20 فاخذ يسّى حمارا حاملا خبزا وزق خمر وجدي معزى وارسلها بيد داود ابنه الى شاول.

21 فجاء داود الى شاول ووقف امامه فاحبه جدا وكان له حامل سلاح.

22 فارسل شاول الى يسّى يقول ليقف داود امامي لانه وجد نعمة في عينيّ.

23 وكان عندما جاء الروح من قبل الله على شاول ان داود اخذ العود وضرب بيده فكان يرتاح شاول ويطيب ويذهب عنه الروح الردي

17

1 وجمع الفلسطينيون جيوشهم للحرب فاجتمعوا في سوكوه التي ليهوذا ونزلوا بين سوكوه وعزيقة في أفس دمّيم.

2 واجتمع شاول ورجال اسرائيل ونزلوا في وادي البطم واصطفوا للحرب للقاء الفلسطينيين.

3 وكان الفلسطينيون وقوفا على جبل من هنا واسرائيل وقوفا على جبل من هناك والوادي بينهم.

4 فخرج رجل مبارز من جيوش الفلسطينيين اسمه جليات من جتّ طوله ست اذرع وشبر.

5 وعلى راسه خوذة من نحاس وكان لابسا درعا حرشفيا ووزن الدرع خمسة آلاف شاقل نحاس.

6 وجرموقا نحاس على رجليه ومزراق نحاس بين كتفيه.

7 وقناة رمحه كنول النساجين وسنان رمحه ست مئة شاقل حديد وحامل الترس كان يمشي قدامه.

8 فوقف ونادى صفوف اسرائيل وقال لهم لماذا تخرجون لتصطفوا للحرب. اما انا الفلسطيني وانتم عبيد لشاول. اختاروا لانفسكم رجلا ولينزل اليّ.

9 فان قدر ان يحاربني ويقتلني نصير لكم عبيدا. وان قدرت انا عليه وقتلته تصيرون انتم لنا عبيدا وتخدموننا.

10 وقال الفلسطيني انا عيّرت صفوف اسرائيل هذا اليوم. اعطوني رجلا فنتحارب معا.

11 ولما سمع شاول وجميع اسرائيل كلام الفلسطيني هذا ارتاعوا وخافوا جدا

12 وداود هو ابن ذلك الرجل الافراتي من بيت لحم يهوذا الذي اسمه يسّى وله ثمانية بنين. وكان الرجل في ايام شاول قد شاخ وكبر بين الناس.

13 وذهب بنو يسّى الثلاثة الكبار وتبعوا شاول الى الحرب. واسماء بنيه الثلاثة الذين ذهبوا الى الحرب اليآب البكر وابيناداب ثانيه وشمّة ثالثهما.

14 وداود هو الصغير والثلاثة الكبار ذهبوا وراء شاول.

15 واما داود فكان يذهب ويرجع من عند شاول ليرعى غنم ابيه في بيت لحم

16 وكان الفلسطيني يتقدم ويقف صباحا ومساء اربعين يوما.

17 فقال يسّى لداود ابنه خذ لاخوتك ايفة من هذا الفريك وهذه العشر الخبزات واركض الى المحلّة الى اخوتك.

18 وهذه العشر القطعات من الجبن قدمها لرئيس الالف وافتقد سلامة اخوتك وخذ منهم عربونا.

19 وكان شاول وهم وجميع رجال اسرائيل في وادي البطم يحاربون الفلسطينيين

20 فبكر داود صباحا وترك الغنم مع حارس وحمل وذهب كما امره يسّى واتى الى المتراس والجيش خارج الى الاصطفاف وهتفوا للحرب.

21 واصطف اسرائيل والفلسطينيون صفا مقابل صف.

22 فترك داود الامتعة التي معه بيد حافظ الامتعة وركض الى الصف وأتى وسأل عن سلامة اخوته.

23 وفيما هو يكلمهم اذا برجل مبارز اسمه جليات الفلسطيني من جتّ صاعد من صفوف الفلسطينيين وتكلم بمثل هذا الكلام فسمع داود.

24 وجميع رجال اسرائيل لما رأوا الرجل هربوا منه وخافوا جدا.

25 فقال رجال اسرائيل. أرأيتم هذا الرجل الصاعد. ليعيّر اسرائيل هو صاعد. فيكون ان الرجل الذي يقتله يغنيه الملك غنى جزيلا ويعطيه بنته ويجعل بيت ابيه حرا في اسرائيل

26 فكلم داود الرجال الواقفين معه قائلا ماذا يفعل للرجل الذي يقتل ذلك الفلسطيني ويزيل العار عن اسرائيل. لانه من هو هذا الفلسطيني الاغلف حتى يعيّر صفوف الله الحي.

27 فكلمه الشعب بمثل هذا الكلام قائلين كذا يفعل للرجل الذي يقتله.

28 وسمع اخوه الاكبر اليآب كلامه مع الرجال فحمي غضب اليآب على داود وقال لماذا نزلت وعلى من تركت تلك الغنيمات القليلة في البرية. انا علمت كبرياءك وشر قلبك لانك انما نزلت لكي ترى الحرب.

29 فقال داود ماذا عملت الآن. أما هو كلام.

30 وتحول من عنده نحو آخر وتكلم بمثل هذا الكلام فرد له الشعب جوابا كالجواب الاول.

31 وسمع الكلام الذي تكلم به داود واخبروا به امام شاول. فاستحضره.

32 فقال داود لشاول لا يسقط قلب احد بسببه. عبدك يذهب ويحارب هذا الفلسطيني.

33 فقال شاول لداود لا تستطيع ان تذهب لهذا الفلسطيني لتحاربه لانك غلام وهو رجل حرب منذ صباه.

34 فقال داود لشاول كان عبدك يرعى لابيه غنما فجاء اسد مع دب واخذ شاة من القطيع.

35 فخرجت وراءه وقتلته وانقذتها من فيه ولما قام عليّ امسكته من ذقنه وضربته فقتلته.

36 قتل عبدك الاسد والدب جميعا. وهذا الفلسطيني الاغلف يكون كواحد منهما لانه قد عيّر صفوف الله الحي.

37 وقال داود الرب الذي انقذني من يد الاسد ومن يد الدب هو ينقذني من يد هذا الفلسطيني. فقال شاول لداود اذهب وليكن الرب معك.

38 وألبس شاول داود ثيابه وجعل خوذة من نحاس على راسه وألبسه درعا.

39 فتقلد داود بسيفه فوق ثيابه وعزم ان يمشي لانه لم يكن قد جرب. فقال داود لشاول لا اقدر ان امشي بهذه لاني لم اجربها. ونزعها داود عنه.

40 واخذ عصاه بيده وانتخب له خمسة حجارة ملس من الوادي وجعلها في كنف الرعاة الذي له اي في الجراب ومقلاعه بيده وتقدم نحو الفلسطيني.

41 وذهب الفلسطيني ذاهبا واقترب الى داود والرجل حامل الترس امامه.

42 ولما نظر الفلسطيني ورأى داود استحقره لانه كان غلاما واشقر جميل المنظر.

43 فقال الفلسطيني لداود ألعلي انا كلب حتى انك تأتي اليّ بعصيّ. ولعن الفلسطيني داود بآلهته.

44 وقال الفلسطيني لداود تعال اليّ فاعطي لحمك لطيور السماء ووحوش البرية.

45 فقال داود للفلسطيني انت تاتي اليّ بسيف وبرمح وبترس. وانا آتي اليك باسم رب الجنود اله صفوف اسرائيل الذين عيّرتهم.

46 هذا اليوم يحبسك الرب في يدي فاقتلك واقطع راسك. واعطي جثث جيش الفلسطينيين هذا اليوم لطيور السماء وحيوانات الارض فتعلم كل الارض انه يوجد اله لاسرائيل.

47 وتعلم هذه الجماعة كلها انه ليس بسيف ولا برمح يخلّص الرب لان الحرب للرب وهو يدفعكم ليدنا.

48 وكان لما قام الفلسطيني وذهب وتقدم للقاء داود ان داود اسرع وركض نحو الصف للقاء الفلسطيني.

49 ومد داود يده الى الكنف واخذ منه حجرا ورماه بالمقلاع وضرب الفلسطيني في جبهته فارتزّ الحجر في جبهته وسقط على وجهه الى الارض.

50 فتمكن داود من الفلسطيني بالمقلاع والحجر وضرب الفلسطيني وقتله. ولم يكن سيف بيد داود.

51 فركض داود ووقف على الفلسطيني واخذ سيفه واخترطه من غمده وقتله وقطع به راسه. فلما رأى الفلسطينيون ان جبارهم قد مات هربوا.

52 فقام رجال اسرائيل ويهوذا وهتفوا ولحقوا الفلسطينيين حتى مجيئك الى الوادي وحتى ابواب عقرون. فسقطت قتلى الفلسطينيين في طريق شعرايم الى جتّ والى عقرون.

53 ثم رجع بنو اسرائيل من الاحتماء وراء الفلسطينيين ونهبوا محلّتهم.

54 واخذ داود راس الفلسطيني. وأتى به الى اورشليم. ووضع ادواته في خيمته

55 ولما رأى شاول داود خارجا للقاء الفلسطيني قال لابنير رئيس الجيش ابن من هذا الغلام يا ابنير. فقال ابنير وحياتك ايها الملك لست اعلم.

56 فقال الملك اسأل ابن من هذا الغلام.

57 ولما رجع داود من قتل الفلسطيني اخذه ابنير واحضره امام شاول وراس الفلسطيني بيده.

58 فقال له شاول ابن من انت يا غلام. فقال داود ابن عبدك يسّى البيتلحمي

18

1 وكان لما فرغ من الكلام مع شاول انّ نفس يوناثان تعلّقت بنفس داود واحبه يوناثان كنفسه.

2 فأخذه شاول في ذلك اليوم  اولم يدعه يرجع الى بيت ابيه.

 

 

والآن، التعليق..

 

نجد في الأصحاح السادس عشر أن شاول الملك بعدما رفضه روح الرب، بغته روح رديء، حتى قيل عنه أنه بعدما كان داود يضرب له على العود يطيب، وهذا يعني أنه كان قبل أن يضرب له داود به مرض أو علّة ما، كحالة عصبية أو ما شابة، ولنقل بشكل عام أنه كان غير طبيعي، ثم عرض عليه خدامه أن يحضر شخصا يحسن الضرب على العود ليهدأ الملك، فوافق شاول وأمر بأن ينفذوا هذا الكلام..

فأجاب احد الخدام، وقال على إسم داود إبن يسى، ونلاحظ هنا أن الذي كان يعرفه هو الخادم وليس شاول نفسه، وكل ما فعله الخادم أنه ذكر إسمه “إبناً ليسّى البيتلحمي” مرة واحدة (حسب النص) ثم أمر شاول بأن يأتي داود إليه، ثم جاء داود وبدأ يضرب لشاول على العود وكان شاول يطيب، وكان شاول على ها الحال مرض، ثم يخبرنا النص أن داود لم يكن دائم التواجد مع شاول عندما قال “واما داود فكان يذهب ويرجع من عند شاول ليرعى غنم ابيه في بيت لحم” (1 صم 17: 15) وأيضاً “فأخذه شاول في ذلك اليوم  اولم يدعه يرجع الى بيتبيه” (1 صم 18: 2)

وكانت هذه الفترة أكثر من الأربعين يوما التي كان فيها جليات يعيِّر فيها شعب إسرائيل، حيث أن النصوص تخبرنا بأن داود كان مع أبيه، ثم أرسله أبوه إلى إخوته ليرسل لهم المأكل، ولم يكن يعرف من هو جليات أو بماذا يقول، والكتاب يقول أن جليات ظل يقول ما قال أربعين يوما، فإن كان داود لا يعلم ما كان جليات يقوله في أربعين يوما وكان داود يذهب لأبيه ثم يعود، فمن المؤكد هنا أنه لم يكن في المحلة في هذه الأربعين يوما بدليل أنه لم يعرف ما كان يقوله جليات..

ثم سأل ليعرف، والشاهد من هذه النقطة أن الملك المريض الذي سمع لإسم أبو داود مرة واحدة من خادمه، كان غير داود متذبذب في وجوده معه، لأنه كان يذهب لأبيه ثم يعود لشاول كما تخبرنا النصوص، والآن تخيلوا معي كل هذا، كيف لملك غير متزن نفسياً وصحياً أن يتذكر إسم أب لشخص كان غير دائم التواجد معه؟ بل لنتخيل أن شاول سليم وانه لا يوجد حرب، وأيضا أن داود كان دائم التواجد مع شاول..

فهل الرؤساء اليوم لو تم عرض أسماء بعض الأشخاص في المرشحين لخدمة ما في قصر الرآسة، سيتذكرون والد هذا العامل بعد فترة كبيرة؟ أعتقد أن إجابتكم أن الإحتمال الأكبر انهم لن يتذكروا أمر بسيط كهذا، فما بالكم لو أضفنا لهذا الإحتمال، أن الملك كان غير متزن وكانت البلاد في حالة حرب وكان داود غير دائم التواجد معه لفترات ربما وصلت أحدها لـ 40 يوم؟

هل سيكون الملك متذكر والد هذا الشخص الذي لم يكن مميز بالنسبة له؟ هل يتذكر أي منكم والد كل الأشخاص الذين يعملون معه في مجال عمله بدون أن يكون هناك تمييز لهذا الشخص يجعلك تحفظ إسم ابية؟ أليس الأولى تصديقاً ومعقولية أن الملك لا يتذكر أمر ليس بذي أهمية كتذكر إسم والد داود، الذي هو غير مميز لديه آن ذاك؟ لقد سمعه مرة واحدة (بحسب النصوص) من خادم له بشكل عابر! فكيف سيتذكره؟

لكن عندما تميّز داود بعدما رفع عار إسرائيل وقتل جليات ونزع الرهبة من إسرائيل وأصبح كبطل قومي بمفهومنا الحاضر، بدأ شاول نفسه يسأل عن أبي داود، وأيضاً لم يكن أبنير يعرف إسم أبيه، فكيف للملك أن يعرف؟ وما العجب في ألا يعرف الملك إسم أبيه ليسأل عنه مرة أخرى؟ ثم تقول النصوص أن شاول من هذه اللحظة لم يدعه يرجع إلى أبيه مرة أخرى..

 

فالآن أحكموا على المستوى العقلي لطارح الشبهة!، لقد خدع القاريء بأن وضع له مجموعة نصوص من الأصحاح السادس عشر ثم مجموعة نصوص قليلة من الأصحاح السابع عشر، ونسى أن بينهما نصوص مهمة أو أنه لا يعرف أهميتها أو أنه يعرف وتعمد عدم وضعها للقاريء، ليسأل بعد ذلك سؤاله الكوميدي هذا، ثم يتهم الكتاب المقدس بالتضارب والتناقض وتعدد مصادر هذه القصة؟ ألا ندعوا له جميعاً بصوت واحد أن يشفيه إله إسرائيل مما هو فيه؟ إدعوا له جمميعاً…

 

الأغرب من هذا أنه عندما عرض شبهته على موقع فيس بوك لم يراجعه أحد فيها، بل أيده الجميع وضغطوا على أعجبني أو LIKE وشاركوا موضوعه مع كثيرين، وهذا ليس عجيب، فإن كان رب البيت بالجهل متحدثاً فشيمة أهل البيت كلهم الشيرُ (Share).

المضحك في الموضوع أنه قد وضع هاشتاج #شغلت_عقلك_النهاردة في نهاية هذه الشبهة، فهل شغلت عقلك أنت قبل أن تسأل غيرك عن عقله؟ أدعوك لهذا..

ولنلتقي في ردود أخرى..

 

متى وكيف تعرف شاول على داود؟! رداً على أحمد سبيع!

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !