أبحاث

مجمع أفسس الثاني 449م وعلاقته بمجمع خلقيدونية ج1

مجمع أفسس الثاني 449م وعلاقته بمجمع خلقيدونية ج1

مجمع أفسس الثاني 449م وعلاقته بمجمع خلقيدونية ج1

مجمع أفسس الثاني 449م وعلاقته بمجمع خلقيدونية ج1
مجمع أفسس الثاني 449م وعلاقته بمجمع خلقيدونية ج1

الجزء الثاني: مجمع أفسس الثاني 449م وعلاقته بمجمع خلقيدونية ج2

(أ) بعض الملاحظات التمهيدية:

طلب الإمبراطور ثيؤدوسيوس الثاني ـ الذي دعا إلى عقد المجمع ـ من البابا ديسقوروس أن يتولى السلطة العليا في المجمع كرئيس،[1] وأن يكون جوفينال (Juvenal) أسقف أورشليم وثالاسيوس (Thalassius) أسقف قيصرية كبادوكيا رئيسين مشاركين معه.[2] كما أرسل الإمبراطور يطلب من البابا ديسقوروس أن يسمح لبرسوماس (Barsumas) ـ وهو أرشيمندريت من سوريا يؤيد الموقف اللاهوتي السكندري ـ بحضور المجمع،[3] وأُعلم برسوماس بهذا الأمر من خلال رسالة خطية.[4]

وكان الإمبراطور قد أعطى تعليمات لكل من إلبيديوس (Elpidius) وإفلوجيوس (Eulogius) ليحضرا المجمع كمندوبين إمبراطوريين، وكتب إلى الوالي بروكلوس (Proclus) حاكم أسيا[5] ليرسلهما من أجل هذا العمل، ثم في النهاية تم إرسال خطاب إمبراطوري إلى المجمع نفسه.[6] وهكذا قام الإمبراطور بنفسه بعمل كل الترتيبات اللازمة لعقد مجمعٍ لحل المشكلة التي نتجت عن إدانة أوطيخا.

وبينما كانت كل هذه الأحداث تتابع، كانت هناك قوة أخرى تعمل في الكنيسة لعل ثيؤدوسيوس نفسه لم يكن مدركاً لها. فقبل انعقاد المجمع في أفسس بحوالي سبعة أسابيع، كان ليو بابا روما قد أرسل خطابه (الطومس) إلى القسطنطينية واستلمه فلافيان والفريق المعارض لأوطيخا بكل رضى.

وكانت روما في ذلك الوقت تسعى بشدة لكي تثبِّت نظرية الباباوية بكونها السلطة العليا على الكنيسة كلها،[7] ولذلك قصد ليو بهذا الطومس أن يقدِّم تعليم الكنيسة المعصوم والنهائي حول شخص المسيح.[8] ومن هنا لم يكن ينظر إلى تلك الوثيقة بكونها فقط تقدم عرضاً صحيحاً للإيمان، ولكن بكونها أيضاً التعبير الوحيد الممكن عن الفهم المسيحي الصحيح لشخص المسيح، والذي يأتي وكأنه من الرسول بطرس نفسه ولا أحد غيره.[9]

وقد وضع ليو هذه الفكرة بطريقة ماكرة جداً في الطومس، وبصورة أوضح في رسالته إلى مجمع أفسس الثاني،[10] ففي الطومس أشار إلى اعتراف الرسول بطرس في قيصرية فيلبس وقال أنه بسبب هذا الاعتراف أسماه ربنا بالمطوَّب،[11] وفي رسالة ليو إلى مجمع أفسس الثاني 499م أكد أن الإمبراطور كان مهتماً أن يستشير الكرسي الرسولي ليدع بطرس نفسه يوضح ما كان يقصده في اعترافه.[12]

ومن هنا ندرك أن الدور الذي قُصد أن يقوم به هذا الطومس كان متنوعاً، فمن جهة كان مُقدماً كعرض للإيمان من أجل صالح الكنيسة، ولكن من جهة أخرى وبأهمية أكبر كان مُقدماً كوثيقة لها السلطة البطرسية.

وكان للبابا ديسقوروس دورين في هذا المجمع:

أولاً كان هو الشخص المعيَّن من قبل الإمبراطور والمكلَّف ببحث مسألة إدانة أوطيخا في ضوء الإيمان النيقاوي حسبما فهمه وأكده مجمع أفسس عام 431م.

ثانياً كان للبابا ديسقوروس قناعته اللاهوتية الخاصة النابعة من التقليد السكندري الذي نشأ فيه، ولذلك فيما يخص الخلاف بين الجانبين السكندري والأنطاكي بالنسبة لإعادة الوحدة، كان البابا ديسقوروس معارضاً للموقف الأنطاكي وكان هناك اتفاق بينه وبين الإمبراطور حول هذا الأمر.

وتحتاج هذه الحقيقة إلى مزيدٍ من التأكيد، خاصة أمام وجهة النظر التي ترى أن ديسقوروس انتهز فرصة المساندة التي كانت لأوطيخا من ابن أخيه ـ وابنه في المعمودية ـ كريسافيوس، ليهيمن أولاً على كرسي أنطاكيا ثم بعد ذلك على كرسي القسطنطينية.

وقد عبَّر بول جوبرت (Paul Goubert) في تاريخنا المعاصر عن نفس هذه الفكرة في مقالته[13]:

(Le role de Saint Pulcheri et de l’unuque Chrysaphios)، إلاّ أن الحجة التي وراء هذه النظرة تعتمد على الافتراض المُسبق بأن أوطيخا كان هرطوقياً بصورة مؤكدة، وأنه لم يكن هناك سبب (لاهوتي) وراء الموقف الذي اتخذه البابا ديسقوروس.

ويتعين علينا هنا أن نتوقف قليلاً أمام هذين الإفتراضين. ففي ضوء التفسيرات المعاصرة، يمكننا أن نلاحظ أنه قد ظهر أن تلك المزاعم الخاصة بأن أوطيخا كان هرطوقياً بصورة مؤكدة هي مزاعم من الصعب الدفاع عنها بصورة قاطعة. وقد قدم تلك الرؤية كل من توماس كامِلوت (Thomas Camelot) وبول جالتييه (Paul Galtier).

فيرى توماس أن أوطيخا لم يكن هرطوقياً، أما بول فأظهر أن ق. كيرلس السكندري لم يقر أبداً بعبارة “طبيعتين بعد الاتحاد” ولا بالعبارة القريبة لها “في طبيعتين”، ويزعم جالتييه أن ذلك كان بسبب خوفه من النسطورية. وبالتالي فإذا لم يكن أوطيخا هرطوقياً (بصورة مؤكدة)، وإذا كان ق. كيرلس قد تجنب عبارة “طبيعتين بعد الاتحاد” انطلاقاً من خوفه من النسطورية، فإن هذا يدعونا لأن نظهر تعاطفاً ـ إن لم يكن تقديراً ـ أكبر بكثير مما أظهرناه قبلاً، من جهة تقييمنا للفكر اللاهوتي للبابا ديسقوروس الخلف المباشر للبابا كيرلس.

وبالنسبة لمجمع أفسس الثاني عام 449م، كان هناك قراران من قراراته بالإضافة إلى مسألة إغفال طومس ليو قد أثاروا ثلاثتهم مشاكل كبيرة. وسنقوم هنا بفحص تلك النقاط الثلاثة بدون الدخول في عرض التاريخ التفصيلي للمجمع.

 

(ب) تبرئة أوطيخا:

عقد مجمع أفسس الثاني أولى جلساته يوم 8 أغسطس عام 449م بحضور حوالي 150 أسقفاً،[14] وقد أخذ البابا ديسقوروس المكان الأول بكونه الرئيس الرسمي الأعلى وبابا الإسكندرية، وبعد البابا ديسقوروس وعلى الترتيب جلس كل من يوليوس أسقف بيوتيولي (Julius of puteoli) ممثلاً لكرسي روما، وجوفينال (Juvenal) أسقف أورشليم، ودومنوس (Domnus) أسقف أنطاكيا، وفلافيان (Flavian) أسقف القسطنطينية.[15]

وفور دعوة المجمع للانعقاد، قُرئت عليهم المراسيم التي أصدرها الإمبراطور ثيؤدوسيوس الثاني في دعوته للمجمع، وبعد ذلك وجَّه المجمع اهتمامه إلى توضيح الإيمان. وافتتح ثالاسيوس (Thalassius) الحديث[16] ووافقه يوليوس ممثل بابا روما، وهنا حاول إلبيديوس (Elpidius) أن يوجِّه المجمع إلى أنه ينبغي أن يتم الإقرار بالإيمان أولاً، ثم تُقرأ بعد ذلك وقائع مجمع القسطنطينية (المكاني) لكي ما يمكن تحديد إذا ما كانت مسألة إدانة أوطيخا مبررة في ضوء هذا الإيمان أم لا.

ورد البابا ديسقوروس على ذلك قائلاً إن الإمبراطور قد دعا المجمع للانعقاد، ليس من أجل تحديد الإيمان ـ لأن هذا قد تم بالفعل بواسطة الآباء ـ وإنما من أجل فحص ما قد حدث، لكي ما نرى إذا كان هذا الأمر يندرج ضمن إيمان الآباء، ثم تساءل ديسقوروس: “أو هل ترغبون أن نضع إيمان الآباء جانباً؟”.[17]

وهنا صاح المجمع: “إذا وضع أي أحد إيمان الآباء جانباً ليكن أناثيما (محروماً)، وإذا تطفل أي أحد عليه فليكن أناثيما. ونحن سوف نحفظ إيمان الآباء”. وعندئذ أوضح ديسقوروس أنه كان يشير في ذلك إلى قانون إيمان نيقية حسبما فسره وأكده مجمع أفسس عام 431م، وكانت استجابة المجمع: “إن هذا يحمي العالم. إن هذا يؤكد الإيمان”.[18]

وأضاف ديسقوروس: “بالرغم من أننا نذكر مجمعين (أي نيقية وأفسس)، إلاّ إنهما قد أكدا نفس الإيمان”، ورد المجمع: “لقد حدد الآباء كل شيء بالكمال، ومن يتعدى ذلك فليكن أناثيما”.[19] وعندما أشار ديسقوروس إلى أنه لا ينبغي تعدي الإيمان النيقاوي لأي سبب على الإطلاق، استجاب المجمع بقوله: “رئيس الأساقفة ديسقوروس، حارس الإيمان العظيم!”.

واقتبس البابا ديسقوروس ما جاء في (ا صم 25:2) قائلاً إن الروح القدس كان مع الآباء، ولذلك فكل من يتعدى على الإيمان فإنه يستخف بنعمة الروح القدس، وهنا صاح المجمع “إننا كلنا نؤيد هذا القول، فمن يتعدى (الإيمان) فليُطرح خارجاً”. وأضاف ديسقوروس: “لا أحد يمكن أن يضع صيغة جديدة” فأجاب المجمع “تلك هي كلمات الروح القدس، هذا هو حامي القوانين، ومن خلالك يحيا الآباء (بيننا)، هذا هو حارس الإيمان!”.[20]

ومن الواضح أن هذا المشهد برمته كان يهدف إلى التأثير على أعضاء المجمع بأن الجانب الأنطاكي كان يتجاهل مجمع أفسس عام 431م. ولذلك كان هناك الكثير من الجدل الدائر حول هذه الهتافات.

وعندما تم توضيح الإيمان بهذه الطريقة، اقترح إلبيديوس أن يُستدعى أوطيخا،[21] فلما أتى طمأنه كل من ثالاسيوس وجوفينال بأن العدل سيأخذ مجراه في قضيته.[22]

وهنا أحال أوطيخا دعوى الإستئناف (الإلتماس) إلى المجمع، فتم قبول الدعوى بناءً على اقتراح ستيفن (Stephen) أسقف أفسس[23] وتمت قراءتها على المجمع.[24] وكان الإلتماس يحتوي بعد المقدمة على قانون إيمان نيقية، وقد ذهب إلى التأكيد بأن مقدم هذا الإلتماس يؤمن ويقر به (أي بقانون الإيمان) وأنه اعتمد (أي نال العماد) فيه وأنه يحفظه إلى هذا اليوم.

وذكر أوطيخا أن هذا الإيمان قد تم إقراره وتأكيده في مجمع أفسس، وأنه قد استلم نسخة من قرارات ذلك المجمع أرسلها إليه البابا كيرلس. وأضاف أوطيخا أنه يقبل كل الآباء بما في ذلك الحاضرين في المجمع، كما أنه يحرم كل الهراطقة: ماني وفالنتين وأبوليناريوس ونسطوريوس وغيرهم رجوعاً إلى سمعان الساحر، ويحرم بالأخص هؤلاء الذين يقولون إن جسد ربنا وإلهنا يسوع المسيح قد نزل من السماء.[25]

وبعد ذلك قدم أوطيخا عرضاً تفصيلياً عن إدانته في مجمع القسطنطينية المكاني عام 448م، واختتم دعواه بالتعبير عن ولائه لقانون إيمان نيقية حسبما فسره وأكده مجمع أفسس عام 431م،[26] بما يتضمنه ذلك من الرؤية السكندرية لإعادة الوحدة عام 433م.

وصورة دعوى أوطيخا كما عرضناها هنا هي مأخوذة من محاضر جلسات مجمع أفسس الثاني عام 449م التي تم عرضها أمام مجمع خلقيدونية. وهي لا تحتوي على جملتين حاسمتين كانتا ضمن اعتراف أوطيخا الذي ألحقه بدعواه التي أرسلها إلى ليو بابا روما بعد مجمع القسطنطينية المكاني.[27] وهاتان الجملتان هما اللتان كانتا بالضبط بعد عبارة أوطيخا التي يحرم فيها الذين يقولون إن جسد ربنا وإلهنا يسوع المسيح قد أتى من السماء.

وهنا يصبح السؤال عن كيفية ترك هاتين الجملتين في خلقيدونية، سؤالاً ذو أهمية خاصة. فمن غير الممكن أن يكون أوطيخا نفسه هو الذي استبعدهما من دعواه التي قدَّمها إلى مجمع عام 449م، والأكثر من ذلك أن واحداً من البراهين التي ساقها البطريرك ساويروس الأنطاكي ـ والذي كان يعتبر أوطيخا هرطوقياً ـ في دفاعه عن تبرئة مجمع عام 449م لأوطيخا، أن الراهب العجوز قد قدَّم (للمجمع) اعترافاً للإيمان لا يستحق اللوم على الإطلاق، بل وقد أشار البطريرك ساويروس إلى هاتين الجملتين ’بالرغم من أنهما غير موجودتين في كتابات أوطيخا كما قد وصلت إلينا‘.[28]

ونحن في الحقيقة لدينا سنداً واضحاً في محاضر مجمع خلقيدونية نستطيع من خلاله أن نجيب على التساؤل المطروح، ففي عام 451م عندما وصلت قراءة اعتراف أوطيخا إلى العبارة التي يحرم فيها الذين يقولون أن جسد ربنا يسوع المسيح قد أتى من السماء، تدخل يوسابيوس أسقف دوريليم الذي قام باتهام أوطيخا ـ والذي كان بالتأكيد قد رأى الوثيقة (من قبل) ـ وقال إن أوطيخا “قد استبعد أن يكون الجسد ’من السماء‘ ولكنه لم يحدد من أين”.[29]

وهذه النقطة بعينها هي التي كان أوطيخا في الحقيقة قد أجاب عنها بوضوح تام في الجملتين التاليتين، ولكن يوسابيوس قدَّم تعليقه في اللحظة الصحيحة وأحدث جدلاً في المجمع،[30] وعندما انتهى ذلك الجدل واستؤنفت القراءة، واصلوا القول ببساطة بأن أوطيخا كان متمسكاً بإيمان نيقية، وبأن يوسابيوس قد اتهمه أمام فلافيان.[31]

وأمام هذه الحقائق، لا يمكننا أن نتجاهل الاستنتاج بأنه: بما أن هاتين الجملتين كانتا تحتويان على رد أرثوذوكسي على التهمة التي وجهها يوسابيوس لأوطيخا، فلابد أن تكونا قد استبعدتا عن عمدٍ في مجمع كان يتحرك منذ البداية على الافتراض بأن أوطيخا كان هرطوقياً حقيقياً.[32] وهاتان الجملتان هما: “لأنه، الذي هو كلمة الله، نزل من السماء بدون جسدٍ وصار جسداً من ذات جسد العذراء بلا أي تغيير أو تحويل، وبطريقة هو نفسه يعرفها ويريدها.

والذي هو إله كامل على الدوام قبل كل الدهور، صار أيضاً في آخر الأيام إنساناً كاملاً من أجلنا ومن أجل خلاصنا”.

وبعيداً حتى عن هاتين الجملتين، فإن الراهب قد أوضح كما قد رأينا أن جسد ربنا ـ بالنسبة له ـ قد أُخذ من العذراء بالحقيقة والكمال. ولكن ينبغي أن نرى أهمية هاتين الجملتين من زاوية أخرى: فالجملة الأولى هي بالفعل محاولة ناجحة للحفاظ على تأكيد نيقية على التجسد، والجملة الثانية تتضمن الفكرة التي وراء التأكيد على وحدانية المسيح معنا في ذات الجوهر.

ونعود إلى وقائع مجمع أفسس الثاني، فعندما انتهت قراءة إلتماس أوطيخا، طلب فلافيان أنه من الواجب أيضاً أن يُسمع ليوسابيوس بوصفه المدعي على أوطيخا،[33] ولكن إلبيديوس المندوب الإمبراطوري رد عليه بقوله إن يوسابيوس، بوصفه أحد القضاة الذين حكموا على أوطيخا، قد عبَّر عن وجهة نظره في الموضوع، وبالتالي فإن السؤال الذي ينبغي فحصه الآن بواسطة المجمع هو: هل كانت هيئة القضاة صائبة (في قراراها) أم مخطئة؟.[34]

وتأكيداً على وضع المجمع بكونه له صلاحية النقض، طلب إلبيديوس محاضر جلسات مجمع القسطنطينية المكاني لكي تُقرأ، ومع ذلك سأل البابا ديسقوروس الحاضرين أن يعبروا عن رأيهم في قبول قرار المندوب الإمبراطوري، وهنا تحدث ثمانية عشر أسقفاً مرحبين بهذا الطلب كان منهم على الترتيب جوفينال أسقف أورشليم وستيفن أسقف أفسس وثالاسيوس أسقف قيصرية وديوجينيس أسقف سيزيم،[35] وقد أعلن المجمع “كلنا نريد أن تُقرأ محاضر الجلسات”.[36]

وفي هذه الأثناء سأل البابا ديسقوروس مندوبي روما بالتحديد ليعبروا عن رأيهم في الأمر، فأعلن يوليوس موافقته على هذه الخطوة شريطة أن تُقرأ رسائل البابا ليو (بابا روما) أولاً،[37] وطالب هيلاري أيضاً بقراءة رسالة بابا روما. وهنا اعترض أوطيخا بأن وفد روما كان في جانب فلافيان في خلافه معه، ولذلك فهو لا يتوقع منهم الإنصاف.[38]

وفي هذا السياق، أعطى ديسقوروس قراره بأن تُقدم محاضر جلسات المجمع المكاني إلى المجمع أولاً وبعد ذلك تُقرأ رسالة بابا روما.[39]

واستمع المجمع لكل محاضر جلسات مجمع القسطنطينية المكاني، وفي النهاية سأل البابا ديسقوروس المجتمعين ليعطوا حكمهم فيما يخص أوطيخا.[40] وهنا تكلم جوفينال أسقف أورشليم ودومنُس أسقف أنطاكيا وستيفن أسقف أفسس وثالاسيوس أسقف قيصرية ويوسابيوس أسقف أنقرة وديوجينيس أسقف سيزيم وخمس آخرين معترفين ومقرين بأرثوذوكسية أوطيخا، وكان هؤلاء ضمن مئة وأحد عشر رجلاً صوتوا لصالح تبرئة الراهب العجوز،[41] ولم يعبِّر أي صوت عن معارضته للأمر.

وبمجرد أن أعلن المجمع عن تبرئته لأوطيخا، تقدَّم الرجال ورهبان الأديرة الذين كانوا مناصرين لأوطيخا بإلتماس إلى المجمع يطلبون فيه تبرئتهم حيث كان فلافيان قد حرمهم هم أيضاً.[42] وبعد تعهدهم ببقائهم مخلصين لإيمان نيقية حسبما فسره وأكده مجمع عام 431م، وبعد سماع رأي دومنُس أسقف أنطاكيا وثالاسيوس أسقف قيصرية ويوسابيوس أسقف أنقرة وستيفن أسقف أفسس، وكذلك بعد أخذ رأي المجمع كله، تمت تبرئتهم جميعاً.[43]

 

(ج) إدانة فلافيان ويوسابيوس وآخرين:

كان مجمع عام 449م قد شرع في مناقشة أمر فلافيان ويوسابيوس في سياق قراءته لمحاضر جلسات مجمع أفسس عام 431م التي قضت بإدانة وحرمان نسطوريوس.[44] فبعد قراءة هذه المحاضر، علق البابا ديسقوروس بقوله: كانت هذه هي الطريقة التي أكدَّ بها الآباء إيمان نيقية، ثم سأل المجمع ليعبِّر عن وجهة نظره نحو هذا الإيمان.[45]

فبدأ ثالاسيوس الكلام ضمن ستة عشر رجلاً أعربوا عن موافقتهم التامة (على الطريقة التي فسَّر بها مجمع عام 431 م إيمان نيقية) كان من بينهم مندوبا روما يوليوس وهيلاري،[46] كما أعلن المجمع أن جميع الحاضرين يقبلون ذلك.[47] وفي هذا السياق علق البابا ديسقوروس بأن فلافيان ويوسابيوس قد ناقضا هذا الإيمان، وطلب من المجمع أن يعبِّر كل واحد من الحاضرين منفرداً عن رأيه بخصوصهما.[48]

وعلى الرغم من صراخ كل من فلافيان وهيلاري الرافض لهذا الأمر،[49] تكلم كل من جوفينال ودومنُس وثالاسيوس ويوسابيوس أسقف (Ancyra) وستيفن أسقف أفسس معلنين أن فلافيان ويوسابيوس قد تجاوزا إيمان نيقية،[50] وبعد هؤلاء أيد تسعة وثمانون آخرون الحكم معبرين عن وجهة نظرهم كل بمفرده.[51]

وهكذا وبهذه الطريقة أعاد مجمع عام 449م أوطيخا إلى رتبته وأدان كل من فلافيان ويوسابيوس. وبعيداً عن الدفاع عن هذه القرارات ينبغي علينا أن نتساءل عن الأساس (اللاهوتي) الذي بنى عليه المجمع قراراته تلك. وفي الحقيقة كان يوسابيوس أسقف دوريليم ـ كما سنرى ـ قد أكد في مجمع خلقيدونية أن مجمع أفسس الثاني اعتبر هرطقة أوطيخا (تعاليماً) أرثوذوكسية، كما قام بحرمه هو وفلافيان.

وقد استمر كثيرون على مدى التاريخ المسيحي يكررون نفس وجهة نظر يوسابيوس، ولكن الحقيقة التي يمكن أن نراها بوضوح من خلال القصة التي أوردناها هي أن مجمع عام 449م قد أقر (أو صدَّق على) الموقف اللاهوتي الذي كان قد تبناه مجمع عام 431م في إدانته لنسطوريوس، وفي ضوء ذلك الموقف قرر تبرئة أوطيخا من ناحية وحرم فلافيان ويوسابيوس من الناحية الأخرى.

أي أن مجمع أفسس الثاني عام 449م قد دافع عن الرؤية السكندرية لإعادة الوحدة 433م في مواجهة الفهم الأنطاكي لها والذي كان يتبناه مجمع القسطنطينية المكاني عام 448م.

ولجريلميير (Grillmeier) رأي في هذا الموضوع، حيث يعتبر أن مجمع أفسس الثاني عام 449م قد أخطأ في تبرئتة أوطيخا لأنه لم يتمسك بالموقف اللاهوتي الكيرلسي بمعناه المضبوط، فعلى سبيل المثال قبل أوطيخا عبارة “من طبيعتين” تحت الضغط فقط كما أنه أعطاها تأويلاً خاطئاً.[52]

والقول بأن أوطيخا قبل عبارة “من طبيعتين” تحت الضغط فقط لا يمكن إثباته من خلال أي من أقوال أوطيخا الخاصة، ولكن كونه قد أعطاها تحريفاً خاطئاً يمكن التدليل عليه من واقع عبارته التي قالها في المجمع المكاني والتي أكد فيها على “طبيعتين قبل” و “طبيعة واحدة بعد” الاتحاد.

والحقيقة البسيطة هنا هي أن أوطيخا لم يكن يفهم الفكرة التي وراء عبارة “من طبيعتين” ولذلك أخذ كلمة ’ من‘التي في العبارة بمعنى زمني يتضمن ’ قبل‘و’بعد‘. ومع ذلك فبرغم أن  ليو بابا روما قال عن تلك العبارة أنها “سخيفة وفاسدة”، إلاّ أنه لا المجمع المكاني ولا مجمع عام 449م رأى فيها الفكرة التي رأها بابا روما، فمجمع القسطنطينية المكاني لم يعلق على تلك العبارة مما جعل بابا روما يعبر عن دهشته من ذلك.[53]

كما أن مجمع عام 449م ـ متتبعاً رأي البابا ديسقوروس ـ أفاد بأنها مقبولة،[54] وهذان المجمعان، اللذان كانا يقودهما الفكر الكنسي الشرقي، لم يجدا في كلمات أوطيخا غير ما يشدد عليه السكندريون وهو بالتحديد أن المسيح المؤلف “من طبيعتين” هو “طبيعة واحدة متجسدة لله الكلمة”، وفي الحقيقة كان هذا المفهوم هو ما أوضح أوطيخا نفسه في إحدى جمله الشفهية  أنه هو كل ما كان يعنيه.[55]

لذلك فبعيداً عن الدفاع عن أوطيخا بأكثر مما يستحقه، يمكننا القول أن تقييم بابا روما للرجل كان متأثراً بنقص فهمه للتقليد السكندري، كما أن رأي جريلميير في أوطيخا لم يكن إلا محاولة رؤية موقف (لاهوتي) في شخص ـ غير متمرس على اللاهوتيات ـ من الجائز ألا يكون قد قصد التمسك به بالمرة.

ومع ذلك نحن لا نجد في قرار تبرئة أوطيخا ـ وحتى مع التسليم بأنه قد تم على أساس الموقف اللاهوتي الذي تبناه مجمع عام 431م ـ أن مجمع أفسس الثاني قد تعامل مع مسألة ’ وحدانية المسيح في ذات الجوهر معنا‘ بشكل جيد. وحقيقة أن الفكرة التي وراء العبارة يمكن إيجادها في اعتراف أوطيخا، لم تكن كافية لتبرير صمت المجمع تجاه هذا الموضوع، وخاصة حينما قُريء على المجمع ما دار حول هذا الموضوع في القسطنطينية عام 448م من خلال محاضر الجلسات.

وحيث إننا نجد التأكيد على ’ وحدانية المسيح في ذات الجوهر معنا‘ عند كل من البابا كيرلس والبابا ديسقوروس، فالسبيل الوحيد لتفسير هذا الأمر هو أن نقول أن المجمع في معارضته الشديدة لموضوع “طبيعتين بعد الاتحاد” ـ والتي أكد مجمع عام 448م أنه أمر أساسي للحفاظ على الأرثوذوكسية ـ لم يعط الاهتمام الكافي لمناقشة موضوع ’وحدانية المسيح في ذات الجوهر معنا‘.

وتُظهر محاضر جلسات كل من المجمع المكاني عام 448م، ومجمع أفسس الثاني عام 449م أن الأرثوذوكسية هي في الحفاظ على قانون إيمان نيقية بالطريقة التي فسره وفهمه بها مجمع أفسس عام 431م، ولكن هذه الكلمات لم تكن تعني نفس الشيء عند كليهما.

فمجمع القسطنطينية عام 448م ـ متبعاً في ذلك الجانب الأنطاكي ـ كان يقبل مجمع أفسس عام 431م فقط بالقدر الذي وافقت عليه صيغة إعادة الوحدة عام 433م، أما مجمع أفسس الثاني عام 449م، فتمشياً مع التقليد السكندري، كان يؤكد على قبول مجمع عام 431م بكامله. فأي الموقفين كان ينبغي للكنيسة أن تتبناه؟ هذا هو السؤال الذي كان يحتاج إلى إجابة.

وفي نفس ضوء مفهومه الخاص قام مجمع أفسس الثاني عام 449م في جلساته التالية بمناقشة حالات كل من إيباس أسقف الرها، ودانيال أسقف (Carrhae) وإيريناؤس أسقف صور وأكويلينيوس أسقف بيبلوس وصفرونيوس أسقف كونستنتينا وثيؤدوريت أسقف قورش ودومنُس أسقف أنطاكيا.[56]

وكل هؤلاء الرجال ـ سواء كانوا مساندين لنسطوريوس أم لا ـ كانوا يؤيدون الفهم الأنطاكي لصيغة إعادة الوحدة عام 433م، وهذا الأمر من وجهة النظر السكندرية هو نتيجة الاهتمام بالدفاع عن تعليم نسطوريوس دون شخصه، ولذلك حاول مجمع عام 449م أن يحطم ذلك تماماً فحرم كل المذكورين أعلاه بتهمة موالاتهم للنسطورية. ومن بين هؤلاء الرجال سيأخذ كل من إيباس وثيؤدوريت منا بعض الاهتمام فيما بعد.

 

 

[1] للإطلاع على خطاب ثيؤدوسيوس لديسقوروس انظر: (ACO II, i, pp. 68-69: 24).

[2] المرجع السابق صفحة 74: 52.

[3] المرجع السابق صفحة 71: 48.

[4] المرجع السابق صفحة 72: 49.

[5] المرجع السابق صفحة 73: 50.

[6] المرجع السابق صفحة 73-74: 51.

[7] كان البابا إنوسنت الأول (Innocent I) (402م – 417م) قد ادعى السلطة العليا (لكرسي روما على الكنيسة) في رسالة إلى مجامع أفريقيا، حيث كتب فيها: “إنه لمن دواعي الحرص واللياقة أن تسترشدوا بأسرار الكرسي الرسولي وأعني هنا الكرسي الذي يرعى كل الكنائس وخاصة فيما يتعلق بمناقشة الأمور المتصلة بالإيمان. وأعتقد أن كل الأخوة والأساقفة يجب أن يجعلوا القديس بطرس هو مرجعيتهم الوحيدة فهو صاحب ومؤسس كرسيهم. انظر:

(H. Burn-Murdoch, The Development of The Papacy, Faber and Faber, 1954, pp. 213-214).

وقد قدَّم نفس ذلك الإدعاء أيضاً القس فيليب (Philip) أحد المندوبين الرومانيين الثلاثة في مجمع أفسس عام 431م، فبعد أن تسلم المجمع خطاب البابا كلستين (Coelestine)

قال فيليب: “إنه لا يوجد شك لدى أي واحد، ولكن على العكس هو ثابت ومعروف في كل العصور أن ق. بطرس المطوب جداً رئيس وهامة الرسل وعمود… قد استلم من ربنا يسوع المسيح… مفاتيح الملكوت وله أُعطي سلطان حل وربط الخطايا، وأنه هو حتى ذلك اليوم وبدون انقطاع مازال يحيا ويحكم من خلال خلفائه” انظر:

 (Jalland, The Church and The Papacy, S. P. C. K., 1944, P 298) 

[8] كان جالاند يعبر عن وجهة النظر التي ترى أن الطومس كان مكتوبا أولاً “كمرشد لأولئك المسئولين عن فحص مسألة أوطيخا في القسطنطينية أو في أي مكان آخر”، ولكن فيما بعد “لم يتردد ليو في أن يشير إلى الطومس باعتباره المقياس النهائي للأرثوذكسية”. انظر:

(Life and Times …., op. cit. p. 302) 

ولكن هذه الفكرة تتناقض مع الطومس نفسه، ودليلنا على ذلك أنه في أثناء كتابة الوثيقة نفسها كان ليو قد خطط أن يُدخل فيها نظرية السلطة الباباوية (على كل الكنيسة) وذلك من خلال اعتبار أنه يقدم للكنيسة شرح صحيح للإيمان وكأنه يأتي من الرسول (بطرس) نفسه.

[9] هناك دلائل قوية تؤكد قولنا إن إدعاءات ليو في نظرية السلطة الباباوية كانت بالفعل تحتل مساحة كبيرة من تفكيره. فعندما أعطى ثيؤدوسيوس الثاني أوامره بعقد مجمع لتسوية موضوع أوطيخا، لم يكن ليو يريد عقد ذلك مجمع في إشارة ضمنية بكون الطومس كافياً لتقديم الإرشاد الضروري في القضية. انظر الخطاب في: (ACO. II, i, p. 45:10).

وبعد مجمع أفسس الثاني عام 449م وعندما رأى أن خطته لم يُكتب لها النجاح، حاول ليو أن يبذل كل ما في وسعه ليعقد مجمعاً في إيطاليا ليكون تحت سيطرته فيستطيع أن يزيح جانباً قرارات مجمع عام 449م.

(انظر الخطابات التي أُرسلت إلى ثيؤدوسيوس وإلى أفراد العائلة الإمبراطورية: المرجع السابق صفحة 1:3؛ 5: 2 و5-6: 3؛ و6: 4 و25-27: 12). ولكن عندما مات ثيؤدوسيوس وجلس مركيان على العرش، لم يكن ليو حريصاً على عقد المجمع (انظر الخطاب إلى مركيان: N. & P. N. F, sec. ser. vol. XII, pp. 66 – 67). وعلاوة على ذلك فمنذ أن كتب ليو الطومس وبعثه إلى الشرق، حاول أن يستخدم كل نفوذه وتأثيره حتى يجعل هذا الطومس مقبولاً بدون أن أي نوع من الجدل.

وتظهر وجهة نظر ليو في اثنين من خطاباته بالإضافة إلى الطومس والخطاب الموجَّه إلى مجمع عام 449م. وقد كتب ليو إلى الإمبراطور ثيؤدوسيوس ضد مجمع عام 449م يقول: “إن أساقفة روما يقومون منذ البداية بإرشاد مجامع الكنيسة لتتمسك بالحق من أجل السلام ولكيلا يسمحوا لأي أحد بإفساده” (انظر الخطاب في: ACO. II, i, p. 3:1). وفي خطابه إلى ثيؤدوريت أسقف قورش تحدث ليو عن نفسه كرئيس للبطريرك ديسقوروس (انظر: N& PNF, sec. ser. op. cit., pp. 87– 90).

فإذا وافقنا على أن كل تلك الدلائل تنتمي إلى مرحلة متأخرة من الجدل (حول نظرية الباباوية)، فسنتأكد من حقيقة أن النظرية البابوية كانت في فكر ليو منذ البداية، ولذلك فعند كتابته للطومس لم يكن غرض ليو هو فقط التعبير عن وجهة نظره اللاهوتية وتقديمها للكنيسة ولكنه أراد في ذلك الصراع الدائر أن يقدم توجيهه الصادر من رأس الكنيسة الأعلى في المسكونة.

ومن هنا يجب علينا أن نعترف بأن تقييم ليو للبابا ديسقوروس وللجانب غير الخلقيدوني كان متأثراً بتحامله في الأمور اللاهوتية من ناحية وبادعاءاته في السلطة الباباوية من الناحية الأخرى.

[10] كان جالاند يرى أن ذلك الخطاب كان مكتوباً في الأصل إلى جماعة النبلاء في القسطنطينية. انظر: (Life and Times ….، op. cit. p. 228)

[11] راجع هذه الفكرة في الطومس (ACO. II, i, p. 16). ويعتقد جريلماير أن الاعتراف حسبما ورد في إنجيل ق. متى هو أكثر دلالة من الناحية اللاهوتية من الأناجيل الأخرى. انظر: (Christ in Christian Tradition ,op. cit., p. 10)

[12] للإطلاع على الخطاب انظر: (ACO. II, i, pp. 43-44).

[13] انظر المقالة في: (Das Konzil von Chalkedon, op. cit. vol. I)

[14] ورد في المرجع (ACO. II, i, pp. 78-82) أسماء 135 مندوباً، وقد تضمن هذا العدد الخمسة قسوس الذين كانوا يمثلون الأساقفة الغائبين. لمراجعة هذا العدد انظر:

(E. Honigman, Byzantium vol. XVI, Fase. 1, 1942-43, and Juvenal …., op. cit., p 233).

[15] في مجمع عام 431م وفي غياب أساقفة روما ـ عند دعوة المجمع للانعقاد ـ وكذلك في غياب كل من نسطوريوس أسقف القسطنطينية ويوحنا أسقف أنطاكيا، أصبح جلوس جوفينال أسقف أورشليم بعد القديس كيرلس مباشرة. وقد يكون هذا ما دعا مجمع عام 449م لأن يتبع نفس الموقف السابق متجاهلاً أسبقية كل من القسطنطينية وأنطاكيا.  وكما سنرى فيما بعد في صفحة وصفحة فإن هذا التصرف كان مرضياً جدا لجوفينال.

[16] ACO. II, i, p. 86:116.

[17] المرجع السابق صفحة 86-87: 119.

[18] المرجع السابق صفحة 88: 136-137.

[19] المرجع السابق صفحة 89: 141-142.

[20] المرجع السابق صفحة 89: 143-148.

[21] المرجع السابق صفحة 89: 151.

[22] المرجع السابق صفحة 90: 153-154.

[23] المرجع السابق صفحة 90: 156.

[24] لمراجعة التماس أوطيخا كما قُرئ في مجمع خلقيدونية من محاضر جلسات مجمع أفسس الثاني عام 449م، انظر المرجع السابق صفحة صفحة 90-91: 157؛ صفحة 92: 164؛ صفحة 94-95: 185. وقد تمت مقاطعة قراءة الالتماس مرتين ولذلك فإن الوثيقة بكاملها لم تُقدم بشكل متصل، ولا حتى وهي تُعرض في مجمع خلقيدونية.

[25] المرجع السابق صفحة 92: 164.

[26] المرجع السابق صفحة 96: 185.

[27] تم ذكر التماس أوطيخا في صفحة.

[28] تناول البطريرك ساويروس الأنطاكي هذه النقطة في خطابين على الأقل من خطاباته الباقية، وهما بالتحديد: خطابه إلى سرجيوس الطبيب والفيلسوف، وخطابه إلى الإخوة الأرثوذكس في مدينة صور. للإطلاع على هذين الخطابين باللغة السريانية مع ترجمة انجليزية انظر:

 (Patrologia Orientalis, vol. XII, pp. 264-65, 266-67

[29] ACO. II, i, p. 92:165).

[30] للرجوع إلى ذلك الجدل الذي ثار، انظر المرجع السابق صفحة 92-94: 165-184.

[31] المرجع السابق صفحة 94: 185.

[32] لقد ذكرنا من قبل كيف أن أوسابيوس كان منذ البداية يسير على الافتراض بأن أوطيخا كان بالفعل هرطوقياً. وقد تبنى قادة مجمع خلقيدونية أيضاً نفس التوجه بالنسبة لهذا الراهب.

وكمثال على ذلك، عندما تمت قراءة رسالة ق. كيرلس الثانية إلى نسطوريوس وصيغة إعادة الوحدة (من خلال محاضر جلسات المجمع المكاني كما سجلها مجمع عام 449م)، قام أساقفة إيليريكم بالتعبير عن إجلالهم لكيرلس. ولكن مندوبو الإمبراطور قاموا بتغيير أجواء المناقشات وتساءلوا كيف يمكن أن يتم تبرئة أوطيخا وهو لم يقبل صيغة إعادة الوحدة. انظر:

(ACO. II, i, pp. 111-112: 247-259).

[33] المرجع السابق صفحة 96: 186.

[34] المرجع السابق صفحة 97: 197.

[35] المرجع السابق صفحة 97-99: 199-215.

[36] المرجع السابق صفحة 99: 216.

[37] المرجع السابق صفحة 99: 217-219. ومن الواجب علينا أن نذكر أنه لم يكن هناك عضو واحد أيد مندوبي روما في تلك النقطة.

[38] المرجع السابق صفحة 99: 220.

[39] المرجع السابق صفحة 99: 221.

[40] المرجع السابق صفحة 182: 883.

[41] المرجع السابق صفحة 182-186: 884-886. ومن الجدير بالذكر أنه جوفينال أعطى حكمه في هذه اللحظة بأنه (أي أوطيخا) كان أرثوذوكسياً جداً.

[42] للاطلاع على الالتماس انظر المرجع السابق صفحة 186-188: 887-888.

[43] المرجع السابق صفحة 188-189: 889-910.

[44] المرجع السابق صفحة 189: 911-942.

[45] المرجع السابق صفحة 189-190: 943.

[46] المرجع السابق صفحة 190-191: 944-960.

[47] المرجع السابق صفحة 191: 961.

[48] المرجع السابق صفحة 191: 962.

[49] المرجع السابق صفحة 191: 963-964.

[50] المرجع السابق صفحة 192: 966-970.

[51] المرجع السابق صفحة 192-194: 972-1067.

[52] يذكر جريلماير في (Christ……, op. cit., p. 458) أن أوطيخا قبل عبارة “من طبيعتين” تحت الضغط، وهذا الرأي مبني على شهادة واحد من أعضاء المجمع. انظر صفحة.

[53] جاء ذكر ذلك في الطومس.

[54] ACO. II, i, p. 143: 528-529.

وعندما تمت قراءة العبارات التي قالها أوطيخا من محاضر جلسات مجمع عام 448م، قال ديسقوروس: ” نحن نقر جميعاً بهذه الأمور”، ورد المجمع كله: “نعم نقر بها”.

[55] للاطلاع على هذه العبارة انظر صفحة وما يليها.

[56] وقائع هذه الجلسات مذكورة في نسخة سريانية مع ترجمة ألمانية في:

(Akten der Ephesinischen Synode Rom Jahre 449, ed. Johannes Fleming, Berlin, 1917. S.G.F)

وهناك ترجمة إنجليزية للنسخة السريانية مذكورة في:

(Perry, The Second Synod of Ephesus, Dartford. 1875 – 81).

مجمع أفسس الثاني 449م وعلاقته بمجمع خلقيدونية ج1

تقييم المستخدمون: 5 ( 1 أصوات)