آبائياتأبحاث

المقالة4 ج2 – السجود والعبادة بالروح والحق ج3 – ق. كيرلس الاسكنري – د. جورج عوض إبراهيم

المقالة4 ج2 – السجود والعبادة بالروح والحق ج3 – ق. كيرلس الاسكنري – د. جورج عوض إبراهيم

المقالة4 ج2 – السجود والعبادة بالروح والحق ج3 – ق. كيرلس الاسكنري – د. جورج عوض إبراهيم

المقالة4 ج2 – السجود والعبادة بالروح والحق ج3 – ق. كيرلس الاسكنري – د. جورج عوض إبراهيم
المقالة4 ج2 – السجود والعبادة بالروح والحق ج3 – ق. كيرلس الاسكنري – د. جورج عوض إبراهيم

 

السجود والعبادة بالروح والحق

تابع المقالة الرابعة

بلاديوس: بالتالي وفق نموذج موسى وهارون، فإن المسيح يكتب أسماء الذين وصلوا إلى مرحلة النضج.

كيرلس: هكذا أقول. وسوف يتضح هذا الأمر مما يقوله دانيال الطوباوي، الذي هو جدير بالثقة.

بلاديوس: ما الذي تقصده؟

كيرلس: رأى دانيال الآب في رؤيا وهو في صورة شيخ، متوج بشعرٍ أبيض وبملابس لامعة مثل الثلج وقال: ” وفُتحت الأسفار وإذا مع سحاب السماء مثل ابن إنسان أتي وجاء إلى القديم الأيام فقربوه قدامه. فأعُطي سلطانًا ومجدًا وملكوتًا لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة. سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض[1].

          عندما صار الوحيد الجنس في شكلنا، عندئذٍ فُتحت الأسفار لكي يغفر الله خطايا المذنبين، وأعطى الرجال الشجعان أن يسجلوا أسماءهم ويصلوا إلى الصفوف السماوية وأن يصيروا محفوظين في ذاكرة الله. اسمع داود الطوباوي وهو يرتل عن أولئك الذين استهانوا بالمسيح قائلاً: ” ليُمحوا من سفر الأحياء ومع الصديقين لا يُكتبون[2]، لأنهم سقطوا بسبب فكرهم الضعيف وبسبب جبنهم لم ينجحوا في السير مع المسيح. ورغم أن الآب بمحبته للبشر وجه لهم الدعوة، فقد دُعوا إلى الأفراح، لكنهم استجابوا لدعوة العشاء بخمول ولا مبالاة، فأحدهم قال: ” اشتريت حقلاً“، والآخر: ” إني تزوجت بامرأة فلذلك لا أقدر أن أجيء[3]. وفي كل مكان، تسمعهم يقولون: لا نستطيع، وذلك بسبب أن الذهن البشري الذي استسلم لحب اللذة العالمية هو خامل وضعيف عن أن يعمل وصايا الله. وسوف لا يكون لهذا العقل البشري نصيب الاشتراك في العُرس السماوي.

بلاديوس: إذن فالذين هم في سن القوة والشجاعة، والذين هم ناضجون ذهنيًا، هؤلاء سوف يأخذون مكانًا في سجل الله وفي سفر الأحياء، بينما كل الذين ليسوا مثلهم فلن يُسجلوا في السفر، أليس كذلك؟

كيرلس: لو تمعنت كل ما هو مكتوب بدقة ويقظة، سوف تعلم الحقيقة. لأن التسجيل لم يشمل الذين هم في سن العشرين فقط، لكن الأمر يخص كل ذكر. ألاّ تفهم ما أقوله؟

بلاديوس: إني أفهم.

كيرلس: إذن، لو عرفنا ماذا تعني الشجاعة حسب المسيح، وما هي طريقة هؤلاء الشجعان، لكي يقتنوا الفضيلة بنجاح. فهؤلاء الذين وصلوا إلى هذه المرحلة سيكون لهم تسجيل خاص بهم، إذ هم محاربون شجعان ومعرفتهم أسمي من المعرفة الطفولية. حينئذٍ ألاّ يتناسب مع كل واحد منا يا صديقي، إذ يكون له موضع خاص به وسجل لائق ومجد يتناسب مع بهاء الأعمال؟

بلاديوس: أوافق على هذا.

كيرلس: ولا ينبغي أن يغيب عنا أنه لن يكون لأحد مكانًا بين الرسل والقديسين إن لم يتشبه بهم.

بلاديوس: هذا صحيح.

كيرلس: وأيضًا فإن كل من لا يتشبّه بالمستنيرين والسائرين في كل أنواع الفضيلة، والذين نجحوا في الحياة، لن ينضم إليهم، بل سوف يرث بحسب القياس الذي يتناسب معه.

بلاديوس: لقد أصبت.

كيرلس: بناءً على ذلك، طالما آمنا بالمخلص وفادي الكل، وقد اغتنينا بالمعمودية، ولبسنا قوة من الأعالي مختومين بالروح القدس، فقد دخلنا في عداد الذكور وكُتبنا في سفر الله. ولكن يوجد هنا اختلاف ما، إذ أن القديسين هم أقرب إلى الله، فالإيمان بالمسيح هو واحد، لكن ليس كل الذين آمنوا لهم نفس طريقة المعيشة، فالبعض يحيون هكذا والآخرون غير ذلك وفق كلام بولس الطوباوي[4]. إذن كل الذين يهتمون بالتقوى اهتمامًا عظيمًا، ولذلك فهم أكثر قداسة، هؤلاء يكونون في الموضع الأول في السجل الإلهي وفي فكر الله، أما الذين هم أقل قداسة، بسبب أنهم أقل في الفضيلة، فهؤلاء يكونون في المرتبة الثانية.

بلاديوس: وكيف يمكن أن يصير هذا واضحًا؟

كيرلس: هذا يتضح من الكتب المقدسة، لأن كلامنا ليس بلا سند. فبعد الإحصاء الذي صار للذكور، ولكل الذين كانوا في سن الشباب، قد تكلم إله الجميع عن طريقة أخرى كما يلي: ” وكلم الرب موسى في برية سيناء قائلاً: عِد بني لاوي حسب بيوت آبائهم وعشائرهم كل ذكر من ابن شهر فصاعدًا تعدهم. فعدهم موسى حسب قول الرب كما أُمِرَ[5]. وعندما صار التسجيل هكذا بحسب العشائر وبيوت الآباء، يضيف مباشرة قائلاً: ” وجميع المعدودين من اللاويين الذين عدهم موسى وهرون حسب قول الرب بعشائرهم كل ذكر من ابن شهر فصاعدًا اثنان وعشرون ألفا[6]. لكن يضيف مباشرة ويقول: “وقال الرب لموسى عد كل بكر ذكر من بني إسرائيل من ابن شهر فصاعدًا وخذ عدد أسمائهم. فتأخذ اللاويين لي أنا الرب بدل كل بكر في بني إسرائيل وبهائم اللاويين بدل كل بكر في بهائم بني إسرائيل. فعد موسى كما أمره الرب كل بكر في بني إسرائيل. فكان جميع الأبكار الذكور بعدد الأسماء من ابن شهر فصاعدًا المعدودين منهم اثنين وعشرين ألفا ومئتين وثلاثة وسبعين. وكلم الرب موسى قائلاً: خذ اللاويين بدل كل بكر في بني إسرائيل وبهائم اللاويين بدل بهائمهم فيكون لي اللاويون أنا الرب. وأما فداء المئتين والثلاثة والسبعين الزائدين على اللاويين من أبكار بني إسرائيل. فتأخذ خمسة شواقل لكل رأس على شاقل القدس تأخذها عشرون جيرة الشاقل. وتعطي الفضة لهرون وبنيه فداء الزائدين عليهم[7]. المعنى عميق وصعب الفهم يا بلاديوس حتى يكون بمقدورنا إدراك هذا الأمر بالتفصيل والدقة، أقصد لكيما نعرضه بتوسع هنا.

بلاديوس: تتكلم بصواب. لكن دعنا نفحص الأمر، ولنا ثقة في المسيح مانح كل صلاح.

كيرلس: كان كل المطلوب في التسجيل الأول هو أن يكون ذكرًا ابن عشرين سنة، أي يتصف بالتعقل والشجاعة والنضوج، لكي يمكن أن يحقق كل ما يريده الله. وهذا ما تكلمنا عنه بما فيه الكفاية. أما في هذين التسجيلين، فإن كل الذكور من سبط لاوي اندرجوا وانضموا إلى الإحصاءات الإلهية المقدسة. لم يشمل في التسجيل الثاني كل الذكور، لكن الأبكار فقط وأُحصي كل الأبكار من شهر فما فوق. وإحصاء أطفال اللاويين هو اثنان وعشرون ألفًا، بينما للأبكار اثنان وعشرون ومائتان وثلاثة وسبعون. ثم يشرع الله بعد ذلك، أنه بدلاً من الأبكار فليُكّرس أطفال اللاويين. وحيث إن العدد فاق الحد، بمعنى وُجد مجموع أطفال الإسرائيليين الآخرين أكثر بمائتين وثلاثة وسبعين طفلاً عن أطفال اللاويين، حكم المُشرع بأنه يجب أن يعطوا سبط لاوى فدية عن هؤلاء، كأنه بطريقة ما، قد تمموا لأجل هؤلاء (سبط لاوى) الطقوس الدينية، وقدموا ذبائح آخذين هذه الفدية عن هؤلاء الأطفال، لأجل تقدمة الخدمة التي هي بلا لوم، والتي يقوم بها سبط لاوى عن الأطفال. ألاّ تتفق معي بأن هذا هو ملخص كل ما قرأناه؟

بلاديوس: هذا صحيح.

كيرلس: إذن، سأتحدث في هذا الأمر وحديثي لن يبتعد عن هدفنا، إذ سأتحدث بقدر الاستطاعة وفق الكلام المنطقي والأوقع. بمعنى أنه يذكرنا بأهمية الشجاعة مع الحكمة، كما تعنى هذه في المسيح، ومع أنه طلب في المثال إحصاء الذكور بالعمر الجسدي الظاهري، إلاّ أنه كان يجب أن يُعلن التسجيل الذي صار في اسم المسيح بالإيمان والمحبة محتويًا على التنوع الذي يمكن للمؤمنين التعرف عليه. فهناك من يقبلون الإيمان ويمارسون معه القداسة في أعمال وخضوع لله، بينما آخرون لم يخضعوا لله خضوعًا كاملاً، بل مشتتون في أمور هذا العالم. هكذا فالمشرع على حق عندما يأمر بأن يُفضل المُقدس من بين الاثنين، وهذا يُفهم من اختيار سبط لاوى، ويأمر بأن يكون له الموضع الأول في التسجيل. لأنه يذكر أولاً اللاوى وبعد ذلك يذكر الذكر والبكر. وبولس العظيم يقول في رسالته إلى أشخاص يعرجون من جهة الإيمان مترددين: ” يا أولادي الذين أتمخض بكم أيضًا إلى أن يتصور المسيح فيكم[8]. فمن هو بكر من جهة الخضوع للمسيح وله تعقل عظيم فهو أيضًا مقبول في سفر الله. لاحظ كما قلت من قبل لا يؤخذ أي ولد من الذين هم من سبط مختلف، لكن فقط البكر. لأنه لا يوجد انفصال بين الإيمان وبين الخضوع للمسيح، فالبكر مقبول في التسجيل والإحصاء، وذلك لأجل البكر (المسيح) الذي هو بيننا، بين اخوة كثيرين[9]. لقد سجلوا وأحصوا كل ذكور سبط لاوى بدون تمييز. لأن المُقدَّس بالكامل هو من أهل بيت الله. الأولاد المعددون هم من شهر واحد فما فوق. فما هو المبرر؟ لأن طفولة الذين يؤمنون بالمسيح ليست مرفوضة عند الله، لأن الصغير في السن هو رمز لبساطة المسيح وللطفولة الروحية. وكما قلنا إنه من الأكمل والأفضل للمحاربين التسجيل من عمر عشرين عامًا فما فوق، هكذا فمن الممكن القول إن العلامة المُحددة للطفولة في المسيح هي سن الشهر الواحد. وشئ مثل هذا يقوله بولس: “ أيها الاخوة لا تكونوا أولادًا في أذهانكم بل كونوا أولادًا في الشر. وأما في الأذهان فكونوا كاملين[10].

بلاديوس: إذن فنحن نؤمن بأنه سيكون لنا نصيب مع القديسين الذين يُظهرون شجاعة واهتمامًا للتقدم في الفضيلة.

كيرلس: بالتأكيد، إذ أنهم مملوئين حقًا من المواهب الإلهية، وهم يقتنونها بأتعاب ومشقة، ويصلون إلى هذا المستوى بالجهاد المستمر. هكذا يساعدوننا بالعطايا التي أخذوها من محبة الله. لذلك قال بولس العظيم لبعض المؤمنين ” إني مشتاق أن أراكم لكي أمنحكم هبة روحية لثباتكم[11]. ألاّ تقبل أن العطية السماوية والموهبة الروحية تجعلنا نعرف الله معرفة صحيحة بلا لوم وتخبرنا عن كل الأمور الحسنة.

بلاديوس: حسنًا، طالما أن الأمر حيوي. إن المعرفة الواضحة عن الله الذي هو بالحق خالق الكل، وعن ماهية الحياة والطريق الحسن، كل هذه تقودنا إلى الحياة الدائمة التي بلا نهاية.

كيرلس: بالصواب حكمت. وهذا ما علمنا به المسيح نفسه، إذ أعطي وصية للرسل القديسين قائلاً: ” مجانًا أخذتم مجانًا أعطوا[12]. ومن ناحية أخرى، فإن بهاء القديسين هو نافع للآخرين، لأن انتصارات أولئك هي انتصارات لنا، فإن الله المُحب يغفر للضعفاء خطاياهم، وفي الوقت نفسه يُلفت النظر إلى الأقوياء المملوءين مجدًا. فالإسرائيليون الذين وقعوا في العصيان، قد هيجوا بالضرورة المُشرع ضدهم. لأنه أراد أن يفرض العقاب بسبب الخطايا التي تجرأ هؤلاء على ارتكابها. فقد أحزنوه بشدة وتحدث النبي إرميا عن هذا الأمر متوسلاً عنهم: ” طوفوا في شوارع أورشليم وانظروا واعرفوا وفتشوا في ساحاتها هل تجدون إنسانًا أو يوجد عامل بالعدل طالب الحق فأصفح عنها.. أما أنا فقلت إنما هم مساكين قد جهلوا لأنهم لم يعرفوا طريق الرب قضاء إلههم[13]. وفي موضع آخر يقول: إنه سيؤجل لسدوم عقابها بالنار لو وُجد هناك خمسة قديسين وصالحين. إذن مرات كثيرة يكون وجود القديسين سببًا في أن لا يعاقب الله الخطاة في الحال، فإن وجود القديسين يُسكِّن الغضب الإلهي في حينه. هكذا أيضًا، فرغم أنه ليس كل الذين قبلوا الإيمان بالحق، عندهم القوة للوصول إلى هذه الدرجة من الشجاعة في احتمال الأتعاب من أجل الامتلاء من المواهب الإلهية، إلاّ أنهم يمكن أن يشاركوا في مسرات القديسين، إذ أن القديسين يعلمونهم ويرشدونهم إلى كل ما هو مرضي عند الله ويُظهرون أهمية اشتراكهم في الأعمال الصالحة. وهؤلاء (القديسون) كل ما يبلغون إليه بعد مشقة وأتعاب كثيرة يغرسونه في نفوس الآخرين. وبذلك يمكن أن نشترك في بهاء القديسين، إذ نصير مشاركين لهم في أعمالهم الصالحة. وبسبب محبته، فإن الله يمزج إنجازات القديسين بضعفاتنا، ليكون الجميع مقبولين أمامه. هذا الأمر يمكن أن يتضح من الآتي.

بلاديوس: أي شئ تريد أن تقول؟.

كيرلس: كان المديانيون والموآبيون شعوبًا غير مؤمنة وبرابرة، وكانوا يسكنون أرض الميعاد التي كان من المنتظر أن يرثها الإسرائيليون، وحيث إن الحرب كانت بالقرب منهم وأثارتهم، إذ كانوا على وشك أن يُفقدوا ويذوقوا ويلات الحرب من ساعة إلى ساعة، ولم يكن لديهم قوة لمواجهة قوات بني إسرائيل، فقاموا بمحاولات سحرية وبأعمال قبيحة لكي يُسقطوا أعداءهم. لكن رغم تنفيذ كل أفكارهم لم يستطيعوا أن يُلحقوا بهم أي ضرر، إذ أن الله كان مدافعًا عنهم. وبلعام المُنجم الكذاب قد حوّله لكي يبارك إسرائيل، بالرغم من أنه قد أخذ أجرة لكي يلعنهم، وقد وصل (المديانيون والموآبيون) في النهاية إلى حالة من الحيرة والارتباك، وبدأوا يفكرون في طريقة أخرى يستطيعون بها أن يفعلوا الشر بالإسرائيليين، بدون أن يصطدموا مع الله المُدافع عنهم، وذلك لكي عندما يتجردون من المعونة السماوية، يشتبكون معهم في معركة ينتصرون فيها. ولأنهم يلمسون مدى الميل الجنسي بين الذكر والأنثى، وأن الشباب لا يصمد أمام هذه اللذات، أخرجوا إليهم نساء متزينات لكي يُوقعوا الإسرائيليين في الجماع الجسدي القبيح. هكذا فإن الذين تساهلوا مع الأهواء الجسدية انخدعوا بواسطة الفتنة والجمال، ثم شيئًا فشيئًا ابتعدوا عن العبادة الإلهية، سائرين في دروب أولئك الوثنيين. فالعصيان هو نتيجة مرض الزنا، لأنه مكتوب: ” فدعون الشعب إلى ذبائح آلهتهن فأكل الشعب وسجدوا لآلهتهن[14]. ونفس الأمر بالضبط قاله الله بصوت الأنبياء: ” لا أعاقب بناتكم لأنهن يزنين ولا كناتهم لأنهن يفسقن. لأنهم يعتزلون مع الزانيات ويذبحون مع الناذرات الزنى. وشعب لا يعقل يُصرع[15].

          إذن، غضب المشرع كان على حق بسبب هذا، والأمر لم يكن بلا ضرر للإسرائيليين. لأنهم جلبوا على أنفسهم كوارث لا تُحتمل، إذ بسبب هذا الأمر قُتل الجار والأخ. عندئذ أمر الله موسى القائد العظيم ليشن فورًا حربًا ضد المديانيين: “ وكلم الرب موسى قائلاً. انتقم نقمة لبني إسرائيل من المديانيين ثم تضم إلى قومك. فكلم موسى الشعب قائلاً جردوا منكم رجالاً للجند فيكونوا على مديان ليجعلوا نقمة الرب على مديان. ألفا واحدًا من كل سبط من جميع أسباط إسرائيل ترسلون للحرب. فاختير من ألوف إسرائيل ألف من كل سبط اثنا عشر ألفًا مجردون للحرب. فأرسلهم موسى ألفا من كل سبط إلى الحرب هم وفينحاس بن ألعازار الكاهن إلى الحرب، وأمتعة القدس، وأبواق الهتاف في يده. فتجندوا على مديان كما أمر الرب وقتلوا كل ذكر. وملوك مديان قتلوهم فوق قتلاهم أِوي وراقم وصور وحور ورابع خمسة ملوك مديان وبلعام بن بعور قتلوه بالسيف. وسبى بنو إسرائيل نساء مديان وأطفالهم، ونهبوا جميع بهائمهم وجميع مواشيهم وكل أملاكهم. وأحرقوا جميع مدنهم بمساكنهم وجميع حصونهم بالنار. وأخذوا كل الغنيمة وكل النهب من الناس والبهائم، وأتوا إلى موسى وألعازار الكاهن وإلى جماعة بني إسرائيل بالسبي والنهب والغنيمة إلى المحلة إلى عربات موآب التي على أردن أريحا. فخرج موسى وألعازار الكاهن وكل رؤساء الجماعة لاستقبالهم إلى خارج المحلة. فسخط موسى على وكلاء الجيش رؤساء الألوف ورؤساء المئات القادمين من جند الحرب. وقال لهم موسى هل أبقيتم كل أنثى حية. إن هؤلاء كن لبني إسرائيل حسب كلام بلعام سبب خيانة للرب في أمر فغور فكان الوبأ في جماعة الرب. فالآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال وكل امرأة عرفت رجلا بمضاجعة ذكر اقتلوها. لكن جميع الأطفال من النساء اللواتي لم يعرفن مضاجعة ذكر أبقوهن لكم حيات[16].

          قد أمر الله بكل هذا، والشباب المُختار أتوا لإجراء الحرب. المتدربون والمختبرون كثيرًا تجمعوا من كل سبط، حتى أن القسم المُنتخب لكل سبط يصير فخرًا للمجموع، ومجد القسم الواحد يصير مجدًا للمجموع، وفقًا للحكيم بولس: ” فإن كان عضو واحد يتألم، فجميع الأعضاء تتألم معه، وإن كان عضو واحد يُكرّم فجميع الأعضاء تفرح معه[17].

[1] دا10: 13ـ14.

[2] مز28:69.

[3] لو18:14ـ19.

[4] أنظر 1كو7:7.

[5] عدد14:3ـ16.

[6] عدد39:3.

[7] عدد40:3ـ48.

[8] غلا19:4.

[9] رو29:8.

[10] 1كو20:14.

[11] رو11:1.

[12] مت8:10.

[13] إر1:5و5.

[14] عدد2:25.

[15] هو14:4.

[16] عدد1:31ـ18.

[17] 1كو26:12.

المقالة4 ج2 – السجود والعبادة بالروح والحق ج3 – ق. كيرلس الاسكنري – د. جورج عوض إبراهيم

تقييم المستخدمون: 5 ( 1 أصوات)