عام

هل الله موجود حقاً، وهل هو داخلنا أم هو خارج عنا!

بالنار تُمتحن الأشياء لتظهر قيمتها الحقيقية أو تتعرى من شكلها الزائف !!!
فالقش يحترق سريعاً جداً، والخشب يأخذ مدة أطول ولكنه يُحترق مثل القش في النهاية،
أما الفضة والذهب يصيروا أنقى وأغلى مما كانوا عليه، ويصيروا أشد لمعاناً وقوة وجمالاً وقيمة !!!

هكذا الإيمان الحي والحقيقي والعامل بالمحبة، والذي يرى الله في حياته كلها فعلاً وعلى المستوى العملي في حياته اليومية المعاشة، لأن من لم يرى الله في حياته على مستوى اللمس من جهة كلمة الحياة، والحياة أظهرت له وفي قلبه، ورأى وشاهد وعاين بإيمان رائي حي، يرى ويبصر حياة الله تسري في داخله، فأنه في وقت الضيق والمحنة والشدة يهتز سلامة الزائف ويتزعزع بل وينهار ويظهر في البكاء والنحيب والخوف من الموت والرعبة من المستقبل، لأن سلام الله يعطي رؤية أمجاد القيامة وهو سلام ثابث لا يهتز أو يتزعزع مهما كانت الظروف والمشاكل والمحن، بل أمام الضيقات يظهر مثل الفضة والذهب حينما تتقد حولها النيران فهو يبرق ويزداد لمعاناً وجمالاً ويصير غالي جداً جداً بل ويصل لمستوى الشهادة الحية لله الحي الذي يبصره فعلاً ويراه قوي ومستعلن بكل مجده !!!

والله لا يأتينا من الخارج ويكون فقط في وسطنا ككجمع يجتمع على اسمه، بل يظهر في داخلنا على المستوى الفعلي والعملي لأننا آنية الله مقر سكناه، فأن حافظنا على آنيتنا مخصصه له بكل إصرار للنفس الأخير ونحبه ونطلب اسمه القدوس كل حين بل ولا يوجد غيره في قلوبنا وأفكارنا واسمه على شفاهنا ننطقه بالإيمان الحي، فأنه حقاً يأتينا أو يظهر في داخلنا بقوة ويتجلى ويشع فينا سلامه ونصرته الخاصة، فنتقوى جداً ونعلم أن كل قوات العدو ضعيفة هزيلة أمام قوة الله التي فينا، والذين معنا أقوى ممن علينا، وذلك لن يتم فينا حقاً إن لم نتب بقرار واضح ونطلب الله لنحيا به ونتحرك ونوجد بإيمان حي يظل يشهد حتى الموت، ونحب الكل ونحترم الجميع لأننا نرى فيهم صورة الخالق العظيم، ونُعلي اسم الرب بإيماننا الواضح ورجاءنا الحي فيه، لأن لنا حياة هي المسيح الرب والموت ربح عظيم لنا، ونحن نحرز ما يفوق الانتصار على يد من أحبنا للمنتهى حتى بذل ذاته لأجلنا ….

النعمة تملأ قلوبكم سلام ومسرة يا أحباء الله المدعوين لحياة القداسة في سر التقوى وملء محبة الله سحب عمل الروح القدس في داخل قلوبنا، كونوا على الدوام معافين مع مصر كلها باسم الله الحي الذي يعمل بقوة لكي يُحيي الكل ويعطي فرصة للجميع من أجل الحياة الأبدية فيه … مجداً للثالوث القدوس الإله الواحد آمين فآمين