عام

حمدي رزق للكنيسة: يا جبل ما يهزك ريح

حمدي رزق للكنيسة: يا جبل ما يهزك ريح

حمدي رزق للكنيسة: يا جبل ما يهزك ريح
حمدي رزق للكنيسة: يا جبل ما يهزك ريح

حمدي رزق للكنيسة: يا جبل ما يهزك ريح

بقلم /حمدى رزقحفظ الله مصرنا الغالية التى ستظل دوماً وطناً نعيش فيه ويعيش فينا، ختام بيان الكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية نموذج ومثال لعقيدة كنيسة الوطن، الكنيسة كالطود الشامخ لا تهزها عمليات إرهابية خسيسة تستهدف شعب مصر، تتحدث بمسؤولية وطنية خالصة من الطائفية، يا جبل ما يهزك ريح.

الكنيسة القبطية المصرية تنظر جيداً إلى هدف الإرهاب الخبيث، وتعلم أن الإرهاب يتعمد شق الصف المصرى باستهداف المسيحيين العزل فى شمال سيناء، كما يستهدف العزل من بدو سيناء، نفس الأهداف الثابتة التى يستهدفها الإرهاب فى ربوع الوطن.

تقول الكنيسة، فى بيانها، إن الإرهاب يستهدف ضرب وحدتنا الوطنية، ويحاول تمزيق الاصطفاف الوطنى، نحن جبهة واحدة فى مواجهة الإرهاب الغاشم الذى يتم تصديره لنا من خارج مصر، نظرة محلقة من الكنيسة لأهداف الإرهاب الأسود، الإرهاب يستهدف وطناً بمقدراته، وعناصره، يستهدف الكل كليلة، وكلما فشل فى هدف استهدف أهدافا، وكلما تعذر عليه هدف استدار إلى أهداف، ويظل المسيحيون هدفاً ثابتاً للإرهاب.

استهداف المسيحيين فى العريش وتخومها كان متوقعاً، وخشيتهم- التى حتَّمت هجرة عائلات- مستهدفة هدفاً لفرض حالة كاذبة من الانتصار الوهمى الكاذب والزائف لهذه العصابات، التى كبدتها القوات المسلحة والشرطة خسائر فادحة، تتحدث بها بياناتهم قبل بيانات المتحدث العسكرى، فذهبوا إلى أهداف تستجلب فزعاً استبد بإخوة الوطن، وتسمعت صرخاتهم الميديا العالمية، التى تصطخب بتقارير عن تهجير المسيحيين من مناطق العمليات، فى تدليل فاجر على سطوة هذه العصابات، التى تلفظ أنفاسها فعلياً، وإن غداً لناظره قريب وقريب جداً.

كان الله فى عون المسيحيين، الذين عانوا ويعانون من استهداف بلغ حد التصفية الجسدية لأطفال وعجائز، يمثلون بهم حرقاً، لبث الرعب، وكان الله فى عون الكنيسة، التى لم تبخل على الوطن بالشهداء راضية مرضية، رغم قسوة النقد الذى تواجهه من داخل الشعب القبطى، وتقف متماسكة وهى تتلقى هذه الأخبار المحزنة، متمسكة بالعروة الوطنية الوثقى، كلنا فى رباط.

الكنيسة وجل الأقباط فى الوطن المفدى- وإن كانوا حزانى غاضبين- يثقون فى قدرات جيشهم وشرطتهم على الثأر للشهداء، ويرومون ثأرا، وحدث فى الغرب الليبى قبلا، ويقفون كالحائط الصلب فى ظهر أبطال عملية حق الشهيد المستمرة منذ عامين لقطع دابر عصابات الإرهاب الأسود التى زرعها الخائن المعزول وعصابته الإرهابية فى هذا الربع العزيز من خارطة الوطن.

حسناً تقدمت النائبة مارجريت عازر- بدوافع وطنية- ببيانها العاجل إلى رئيس الوزراء، خرقت حاجز الصمت الحكومى على ما يجرى هناك فى العريش من تقتيل وتهجير للأقباط، وليلتف النواب حول هذا البيان وطنيا، فما يجرى خطير ويجرى استغلاله من منابر خارجية بلغت الدعوة الخبيثة لدفع الأقباط إلى طلب اللجوء، عبر مفوضية اللاجئين فى القاهرة، وهذا ما أغضب الأقباط الوطنيين كثيرا، واستنكروه تماما.

تحرك وزير الشباب خالد عبدالعزيز بفتح أبواب نُزُل الشباب بالإسماعيلية أمام الأسر المسيحية القادمة من مدينة العريش هربًا من الإرهاب، يستلزم تحركا مماثلا من وزير التربية والتعليم بتسكين الطلاب بمدارس المحافظة فوراً، وتحرك مماثل من وزيرة التضامن لصرف إعانات كافية عاجلة.

حتما ولابد تهرع الحكومة بلا إبطاء إلى إغاثة منكوبى الإرهاب، هؤلاء مواطنون مصريون أولا، ومجهودات القمص يوسف شكرى، راعى كنيسة الأنبا بيشوى بالإسماعيلية، بتوجيهات البابا لتسهيل تسكين الأسر، مشكورة، ولكنها لا تُغنى عن نجدة الحكومة.

بقى دور الشعب المصرى، إخوتكم حزانى على مَن قُتل، وغاضبون من قسوة التهجير، فلتَبَرُّوهم، وتُقسطوا إليهم، وتحتفوا بهم، ولتضعوهم فى حدقات العيون، هوِّنوا عليهم المحنة بدفء مشاعركم، عُودوهم فى مساكنهم البديلة إلى حين، وابذلوا لهم من الطيبات، دون مَنّ ولا أذى، هؤلاء تحسبهم أغنياء من التعفُّف، الهَمّ واحد، وكلنا فى الهَمّ قبط.