Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

حزام العذراء تحت رحمة “داعش” في سوريا

حزام العذراء تحت رحمة “داعش” في سوريا

حزام العذراء تحت رحمة “داعش” في سوريا

حزام العذراء تحت رحمة “داعش” في سوريا
بعد الاضطرابات والفوضى التى تسود سوريا منذ نحو خمس سنوات، وتَهدُم العديد من الكنائس والمعالم الأثرية والمقدسة، يسود قلق شديد بين المسيحيين حول «حزام العذراء» الموجود فى كنيسة «أم الزنار» فى حمص بمنطقة الحميدية، خوفًا من ضياعه بين معارك الثوار وتنظيم «داعش»، حيث يعد الأثر الوحيد الباقى من العذراء.
كنيسة «أم الزنار» اسمها الرسمى «كاتدرائية السيدة العذراء»، وهى واحدة من أقدم الكنائس التى بنيت على وجه الأرض، حيث يعود تشييدها إلى عام 59م، وسميت بذلك لانتشار قصة وجود «زنار» ثوب مريم العذراء محفوظًا فيها، وكانت الكنيسة فى أواسط القرن العشرين مقراً لبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، وغدت بعد انتقال الكرسى البطريركى إلى دمشق مقر أبراشية حمص وحماه للسريان الأرثوذكس.
 
وتشتهر الكنيسة بنمطها المعمارى الفريد، واستخدم الحجر البازلتى الأسود فى البناء كجامع خالد بن الوليد القريب منها، فضلاً عن القناطر الحجرية تحت الكنيسة الحالية، ويوجد بقربها نبع ماء يصل لعمق ٢٠ مترًا، ويلحق بالكنيسة مزار خاص يعرض فيه زنار العذراء، وفى ١٥ أغسطس من كل عام، وهو عيد انتقال العذراء ينقل من الكنيسة ويُطاف به فى الشوارع المجاورة، وتمت فى الكنيسة عدة عمليات ترميم أكبرها أواخر القرن التاسع عشر، ومن ثم عام ١٩٥٣ أيام البطريرك إغناطيوس أفرام الأول.
وحدث فى الأيام التى كان يخدم فيها المسيح قبل أن يدخل آلامه، أن طلبت منه العذراء أمه أن يسبق ويعرِّفها قبل انتقالها بثلاثة أيام، بميعاد خروج نفسها من الجسد، وأن يتكرَّم باستلام روحها بنفسه مع الملائكة، فاستجاب لسؤالها فى رؤيا، وقال لها: «عندما يأتى إليك (جبرائيل) بغصن نخيل علامة، اعلمى يقينًا أن وقت نياحتك قد قَرُبَ، وسآتى بنفسى مع طغمات السماء لآخذ نفسك، أما جسدك فسوف يُحمَل إلى السماء».
 
وقد تم بالفعل أن أتاها الملاك، وهى تصلى، وحضر جميع الرسل ما عدا «توما»، وأعلمتهم أنها سترحل غد ذلك اليوم، فأمضوا الليل كله فى الصلاة.
وفى يوم الأحد التاسعة صباحًا، إذ بالروح القدس يحل فى سحابة كالتى كانت تُظَلِّلهم يوم التجلى، ولما تراءى الرب لهم سقطوا على وجوههم، ثم ارتفع وفى يديه روح العذراء، ولما أفاق التلاميذ من ذهولهم، قاموا وحملوا الجسد المقدس ونزلوا به من فوق جبل صهيون، وانحدروا به نحو وادى يهوشافاط كقول الرب لهم.
وبعد أن أوسدوا الجسد فى القبر وأغلقوه، أبرق حولهم فجأة نورٌ من السماء، فسقطوا على وجوههم، ثم جاءت الملائكة وأخذوا الجسد المقدس، وصعدوا به إلى السماء دون أن يشعر بهم أحد.
 
وفى هذه الأثناء قدم توما، وصادَف الجسد والملائكة صاعدون به على جبل الزيتون، فأخذ يستصرِخ العذراء ويتوسِّل إلى روحها أن تُظْهِر نحوه مَسَرَّتها به ليفرح قلبه، وإذا بزِنارها أى «حِزامها» الذى كان الجسد ملفوفًا به يسقط عليه من السماء، فالتقطه وسَبَّح الله.
 
ثم انحدر إلى التلاميذ، وإذا بطرس يبتدره بقوله: «لولا شكَّك وعدم إيمانك لما حُرِمت هكذا من حضور نياحة أم المُخلِّص، لأن الله لم يسرر أن تكون بيننا فى دفنَها بسبب عدم إيمانك». فأجاب توما قائلًا: «أطلب الصفح».. ثم أخذهم ودخل إلى القبر، وكان جديدًا منقورًا فى الصخر، ورفع الحجر فلم يجدوا الجسد.
حينئذ ابتدأ توما يشرح لهم الخبر، وكيف أُخِذَ بالروح أثناء خدمته، ووجد نفسه على جبل الزيتون، ورأى جسد العذراء الطاهرة مريم صاِعدًا إلى السماء، وكيف توسَّل إليها أن تمنحه بركة، فسقط عليه زِنارها الذى كان الجسد ملفوفًا به، وفى الحال أخرجه لهم وأراهم إيّاه، فلما فحصه التلاميذ وجدوه أنه هو الذى وضعوه بأنفسهم حول الجسد المقدس، فمجَّدوا الله.
المصدر: البوابة نيوز
Exit mobile version