عام

تعافيت بك ف35 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف35 ج2 - رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف35 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف35 ج2 - رواية تعافيت بك PDF
تعافيت بك ف35 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

 

الجزء الثاني

الفصل الخامس والثلاثون (من حفر حفرةً لأخيه)

ألقيتي بسحر عينيك على قلبي السلام… فـ هامَ بهما القلب ونسيت الروح الألام.

_________________________

كانت حياتي على المَحك وكتب عليَّ خوض حروبًا لا تنتهي، كنت أظن نفسي الرابح الوحيد في السباق وحينما فتحتُ عيني وجدت نفسي خارج المسابقةِ من الأساس، لا الكلماتُ تؤنسني ولا المواساة تُسعفني، ها أنا آثرت الصمت وكل ما يخرج مني فقط تنهيدةً، تنهيدةٌ قالت مالم تستطع الثمانية وعشرون حرفًا قوله، أنا من حسبت نفسي مركز الصورة وفي الحقيقة أني خارج الإطار.

_” فارس وئام مرتضى فايز أحمد الرشيد”

تفوه بها كلًا من “وليد” و “خديجة” في آنٍ واحد بمرحٍ يشبه مرح طفلين في تلك اللحظة يُدليا بإسم شقيقهم الصغير، ومن بعدها انتشرت التصفيقات وسط التصفير من عامر ومن بعدها قام يتشغيل الأغنية مرةً أخرى وسادت الفرحة تلك الأجواء، أبان ذلك كانت “عبلة” تراقبه وهو يضحك بقوةٍ مع الشباب و”فارس” على ذراعيه، ورغمًا عنها ابتسمت حينما رآت مداعبته للصغير ومن بعدها اقترابه من “خديجة” يمازحها وهي الأخرى تداعب الصغير وبجانبها زوجها، وحينما تعمقت بشرودها به، تفاجئت بـ “خديجة” تقف أمامها وهي تبتسم بسمتها الصافية وحينما انتبهت لها هي وجدتها تمسك كفها ثم سحبتها نحو موضع تواجده، رفع هو عينيه يطالعها باهتمامٍ، بينما هي ابتسمت بتوترٍ فوجدته يمد يده لها بالصغير وهو يحرك رأسه موافقًا، أخذت الصغير من يده وهي تبتسم رغمًا عنها، فوجدته هو يحتضنهما سويًا وكأنهما طوق النجاة للغريق في منتصف البحر، بكت “خديجة” تأثرًا من ذلك الموقف، فوجدت “ياسين” يميل على أذنها وهو يقول بنبرةٍ خافتة بالكاد وصلت إلى مسامعها:

“هما زعلانين من بعض؟”

حركت رأسها موافقةً وهي تتابعهما، بينما “ياسين” حرك رأسه موافقًا وهو يطالعهما من جديد وداخله ينتوي فعل شيئًا لإنقاذ تلك العلاقة، أما هما حينما لاحظ الجميع وضعهما تحدث “مرتضى” يقول متعجبًا:

“هي عبلة بتعيط ليه؟! مالها يا وليد؟ فيه حاجة مزعلاكي؟”

طالع والده بخجلٍ من نفسه فحتى الآن لم يقوى على التحدث، فوجدها هي تتنفس بعمقٍ ثم أخفضت رأسها تهرب من نظرات الجميع المصوبة نحوها، فتحدث “محمد” بنبرةٍ جامدة:

“أنا عاوز أفهم في إيه؟! مالها عبلة يا وليد؟ وأنتَ ساكت ليه؟”

أخيرًا وجد صوته الهارب فتحدث يقول بنبرةٍ خافتة:

“أنا اللي مزعلها….”

بكت هي من جديد فوجدت “هدى” تأخذ الصغير من على ذراعها بينما “هدير” اقتربت منها تحتضنها، فسأله عمه بنبرةٍ جامدة:

“و هي دي حاجة جديدة؟! ما طول عمرك مزعلها، عينها دبلت من العياط بسببك”

نظر هو حوله يتابع نظرات الجميع، فوجدها جميعها حزينة لأجله ولأجلها معه، فزفر هو بقوةٍ، فسألها “طارق” بإصرارٍ:

“و هو إيه اللي حصل؟! عملك إيه يا عبلة علشان تعيطي كدا”

مسحت هي دموعها ثم قالت بنبرةٍ جامدة:

“معملش حاجة، وأصلًا مفيش حاجة علشان نتكلم فيها قدام الناس، أنا علشان شيلت فارس على إيدي حسيت بإحساس غريب، مش فاهمة انتو كبرتوا الموضوع ليه؟ وهو مش مزعلني”

حرك رأسه نحوها بسرعةٍ كُبرىٰ، فها هي للمرةِ التي لا يعلم عددها هي من تنصفه وتدافع عنه، بينما هي أجبرت شفتيها على التبسم وهي تقول بمرحٍ زائف:

“انتو غاويين نكد ليه؟! فيه إيه يا جماعة، إحنا حلوين أهو وفرحانين بفارس، اللي خلاني أعيط دا، فكوا كدا وشغلوا الأغاني”

رغم أن الموقف برمته أثار ريبتهم وخصيصًا أمام صمته، فهو “وليد الرشيد” كيف له أن يصمت بتلك الطريقة، لو كان تحدث بفظاظته ووقاحته المعتادة لكانوا صدقوا جميعًا، لكن صمته خير الدليل على أن هناك مشكلةٍ بينهما ولكنهم فضلوا الصمت أمام أصدقاء “ياسين”، حتى تحدث “مرتضى” يقول بفرحةٍ بحفيده:

“وئام أنا كلمت الراجل زي ما قولتلي، والعقيقة هتبقى يوم الجمعة الجاية، زي النهاردة يعني، يوم الأربع تروحوا علشان تشوفوها أنتَ وطارق”

رد عليه “طارق” بموافقةٍ:

“تمام يا عمي مفيش مشاكل، المهم كلم الجزار وأكد عليه علشان منتوهش ساعتها”

تدخل “عامر” يقول بمرحٍ:

“و جزار ليه؟! ياسين وخالد موجودين، ولا إيه يا رجالة؟”

وجه الجميع بصرهم نحوهما فتحدث “عامر” مفسرًا بنفس المرح:

“مش بهزر والله، إحنا مش بنجيب جزار في العيد الكبير، الأضحية بتاعتنا هما اللي بيدبحوها خالد بيمسكها وياسين بيدبحها وياسر بيقطعها”

انتشرت الضحكات عليهم، فسأله “حسن” ساخرًا منه:

“و أنتَ بقى يا عامر بتعمل إيه؟”

تدخل “ياسر” يقول بتهكمٍ:

“صاحب أهم حاجة في الليلة دي كلها….. بياكلها”

ضحكوا عليه جميعًا فأضاف “عامر” بفخرٍ:

“لأ والأهم أني بصورها….دي أهم حاجة هي أني أوثق اللحظة دي”

تحدث “وئام” غير مُصدقًا ذلك الحديث لذلك قال:

“بجد من غير هزار، بتعرفوا تدبحوا؟! ولا دا كلام وخلاص؟”

رد عليه “خالد” مؤكدًا:

“بندبح والله، بطلنا نجيب جزار من بدري، من ساعة ما ياسين اتعلم وبقينا كلنا بندبح سوا”

أخيرًا خرج “وليد” من قوقعة صمته وهو يقول بنبرةٍ هادئة:

“طب حلو والله، كدا انتو اللي هتدبحوا بقى، علشان الجزار بتاعنا بارد”

أومأ له الجميع بموافقةٍ، فتحدث “ياسين” مؤكدًا:

“من غير ما تطلب، إحنا موجودين بس هي العقيقة هتبقى إزاي؟”

 

تعافيت بك ف35 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !