Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

تفسير كورنثوس الأولى 12 – الأصحاح الثاني عشر – القمص تادرس يعقوب ملطي

تفسير كورنثوس الأولى 12 – الأصحاح الثاني عشر – القمص تادرس يعقوب ملطي

تفسير كورنثوس الأولى 12 – الأصحاح الثاني عشر – القمص تادرس يعقوب ملطي

تفسير كورنثوس الأولى 12 – الأصحاح الثاني عشر – القمص تادرس يعقوب ملطي

المواهب الروحية

12 14

تعالج هذه الإصحاحات الثلاثة موضوع المواهب الروحية، فقد تمتع أعضاء الكنيسة في كورنثوس بالعديد من المواهب الروحية العظيمة، لكن كثيرين أساءوا استخدامها.

أكد الرسول في هذه الإصحاحات:

أولاً: كل المواهب الروحية هي عطية الروح القدس مُقدمة من أجل الكنيسة الواحدة. ويلزم تنوع المواهب لأجل تكميل الأعضاء بعضهم البعض، فلا يفتخر أحد على أخيه بما وهبه الله مجانًا من أجل بنيان اخوته (إصحاح 12).

ثانيًا: الحب أفضل من كل المواهب، فهو العامل المشترك بين كل الأعضاء، بدونه تصير كل المواهب حتى الإيمان والرجاء بلا نفع (إصحاح 13).

ثالثًا: إذ أساء البعض موهبة التكلم بالألسنة علي وجه الخصوص عالج الرسول هذه الموهبة على ضوء أن الحب فوق كل موهبة، وأن النبوة والتعليم لبنيان الكنيسة أهم من التكلم بالألسنة (إصحاح 14).

 

الإصحاح الثاني عشر

المواهب الروحية

يعالج هذا الإصحاح موضوع “المواهب الروحية” لكي يؤكد الحقائق التالية:

أولاً: أنها مواهب غنية وكثيرة ومتنوعة.

ثانيًا : مصدرها واحد وهو الله.

ثالثًا: تهدف جميعها إلي ذات الغاية، وهي بنيان الكنيسة، أي تحقيق مجد الله بخلاص الكثيرين ونموهم روحيًا.

رابعًا: الكنيسة جسد المسيح الواحد، ليس من عضو لا يتمتع بمواهبٍ روحيةٍ.

خامسًا: الكنيسة تشبه الجسد الواحد، جميع أعضائه تعمل معًا، ولكل عضو مواهبه اللائقة به.

سادسًا: المواهب الروحية ليست غاية في ذاتها، لكن يلزم الانتفاع بها، حتى لا تصير علة انقسامات وانشقاقات.

في حديثه عن المواهب الروحية وعلاقتها بالخدمة الكنسية أورد الرسول قائمة بتسع مواهب للروح [8-10]، كلها تعمل لبنيان الكنيسة. وقد استخدم كلمة “جسد” هنا 18 مرة [12-31] كرمز للكنيسة، بكونها المؤمنين جسد المسيح.

الروح القدس هو واهب المواهب، فلا يستطيع أحد أن يفهم الكتاب المقدس ولا أن يكرز به بدون الروح القدس، ولا يقدر أن يقدم تسبيحًا مقبولاً عند الرب إلا بالروح القدس. للأسف كان كثيرون مشغولين بموهبة التكلم بألسنةٍ لم يسبق لهم أن تعلّموها كنوعٍ من الاستعراض. لم يهب الرب الموهبة لكي يجتمع الناس حول الشخص، بل لكي يتمتعوا بعمله الإلهي الخلاصي الذي لن يتحقق بدون الحب الحقيقي.

  1. واهب المواهب الروحية 1-3.
  2. تنوع المواهب ووحدتها 4-11.
  3. المواهب كأعضاء في جسد واحدٍ 12ـ 26.
  4. الكنيسة جسد المسيح المتمتع بالمواهب 27ـ 30.
  5. حث على الانتفاع بالمواهب 31.

1. واهب المواهب الروحية

وأما من جهة المواهب الروحية أيها الاخوة فلست أريد أن تجهلوا” [1].

 يميز البعض بين النعمة الإلهية charis والموهبة الروحية charismata، فكلاهما عطيتان مجانيتان من قبل الله. لكن النعمة هي عطية يتمتع بها المؤمن من أجل خلاصه وبنيانه الروحى؛ أما الموهبة الروحية فهي عطية يتمتع بها من أجل بنيان الكنيسة وخلاص الآخرين، وإن كان يصعب الفصل التام بينهما، فإن خلاص المؤمن مرتبط بخلاص أخوته.

كانت الكنيسة في كورنثوس غنية جدًا في المواهب الروحية، لكن للأسف أساء الكثيرون استخدامها بسبب الكبرياء والانشغال بالموهبة ذاتها لا بتحقيق غايتها.

يود الرسول ألا يجهل السامعون المواهب الروحية، وما هو مصدرها، ودور كل عضوٍ في الكنيسة خلال ما يتمتع به من مواهبٍ قدمها له الله، وألا يسيء أحد استخدامها، فتصير علة انقسام وانشقاق عوض البنيان، وما هي قواعدها ومشاعر من يتمتع بها.

ليس من موضوعٍ أهم من “المواهب الروحية” في حياة الكنيسة، حيث يقود الروح القدس المؤمنين في الطريق الملوكي متجاوبًا مع عمل السيد المسيح الخلاصي، ومهتمًا بخلاص كل نفسٍ بشرية. خلال كل المواهب الروحية ليس ما يشغل قلب المؤمن إلا أن يحقق إرادة الله أن الجميع يخلصون وإلي معرفة الحق يقبلون.

ثيؤدورت أسقف قورش

القديس يوحنا الذهبي الفم

“أنتم تعلمون أنكم كنتم أممًا

منقادين إلى الأوثان البكم كما كنتم تساقون” [2].

إذ يوجههم إلى التعرف على المواهب الروحية يذكرهم بما كانوا عليه قبل الإيمان، حيث كانوا من الأمم محمولين بالأهواء الجسدية والشهوات الزمنية. لم يكن قائدهم التعقل والحق، بل كانوا كمن هم في مهب الريح.

كانوا قبلاً يعبدون الأوثان الصماء التى بلا حس، أما الآن فيقودهم روح الله القدوس الواهب الحياة.

إنه يذكرهم بما كانوا عليه من بؤسٍ روحيٍ قبل قبولهم الإيمان، وما كانوا عليه من غباوة وعدم معرفة لله الحقيقي، إذ كانوا مخدوعين من الكهنة الوثنيين وعظماء الدولة. والآن يتمتعون بالله الحي الذي يهبهم بروحه القدوس مواهب فائقة لأجل بنيان اخوتهم في البشرية.

كأنه يليق بهم أن يقدموا ذبيحة شكر لله الذي هداهم إلى الحق، وقدم لهم هذه المواهب. عوض الافتخار بالمواهب يليق بهم أن يعملوا بكل حكمةٍ وقوةٍ، فإن ما نالوه لا فضل لهم فيه.

سفيريان أسقف جبالة

لذلك أعرفكم أن ليس أحد وهو يتكلم بروح الله يقول يسوع أناثيما،

وليس أحد يقدر أن يقول يسوع رب إلا بالروح القدس” [3].

الروح القدس واهب كل المواهب الروحية هو الذي يقود البشرية للإيمان بأن يسوع هو الرب، فمن يعترف بربوبية يسوع المسيح يقوده الروح القدس، أما الذي يهينه فلا يقوده الروح القدس. هكذا يود الرسول بولس أن يوجه كل طاقات الكنيسة مع اختلاف المواهب إلي تعرف الناس علي شخص يسوع أنه الرب المخلص، الأمر الذي لن يتحقق بدون عمل الروح القدس.

يبدو أن بعض اليهود الذين رفضوا الإيمان المسيحي ادعوا أنهم منقادون بالروح القدس الذي كان يعمل في الأنبياء في العهد القديم. لكن الرسول وضع قاعدة واضحة أن من يلعن السيد المسيح أو يحسبه أناثيما فهو غير منقاد بالروح القدس.

عمل الروح القدس أن يكشف عن شخص يسوع ويكرمه ويحثنا علي قبول عمله الخلاص والتعبد له والتعلق به بالحب. هذا هو عمل الكنيسة التى يقودها الروح القدس، بل وعمل كل عضوٍ حيٍ فيها.

القديس غريغوريوس أسقف نيصص

القديس يوحنا الذهبي الفم

العلامة أوريجينوس

 ففي قول الرسول: “لا يقدر أن يقول يسوع رب إلا بالروح القدس” يقصد بكلمة “يقول” المعنى الدقيق لها أي الإرادة والفهم عند القول، بينما كلمة “يقول” الواردة في كلام السيد المسيح فيقصد بها المعنى العام. لأن من ينطق دون أن يرغب فيما يقول ولا يفهمه يبدو كما لو كان “يقول”. وأما من يعَّبر بقوله عن إرادته وعقله فهذا “يقول” بحق.

هذا يشبه تفسيرنا لكلمة “فرح” السابق شرحها كثمرة من ثمار الروح. إذ يقصد بها المعنى الدقيق لها، لا المعنى العام الذي ورد في قول الرسول نفسه: “لا تفرح بالإثم” (1 كو 6:13) كما لو كان من الممكن أن يفرح الإنسان بالإثم، مع أن الفرح يملكه الإنسان الصالح وحده. هكذا أيضًا هؤلاء يبدو كما لو كانوا يقولون “يا رب” وهم لا يدركون ما ينطقون به ولا يقتنعون بالتأمل في الإرادة فيه، إنما ينطقون بفمهم فقط. أما الذين ينطقون بالكلام معبرًا عن حقيقة إرادتهم وقصدهم فهؤلاء “يقولون” بالحق والصدق. عن هؤلاء يقول الرسول: “ليس أحد يقدر أن يقول يسوع رب إلا بالروح القدس”[7].

القديس أغسطينوس

القديس باسيليوس الكبير

القديس أمبروسيوس

أمبروسياستر

سفيريان أسقف جبالة

ثيؤدورت أسقف قورش

القديس باسيليوس الكبير

2. تنوع المواهب ووحدتها

فأنواع مواهب موجودة،

ولكن الروح واحد” [4].

توجد مواهب charismatoon كثيرة تقود إلى نتائج عجيبة، كموهبة النبوة والتعليم والإعلانات الإلهية والتكلم بألسنة وصنع عجائب، وردت في الآيات 8- 11. هذه المواهب مصدرها واحد وهو الروح القدس الذي يشهد للسيد المسيح ويعلن عن شخصه وعمله لتحقيق غاية إلهية، فليس من حق أحد أن يفتخر بما ناله مجانًا ولا أن يحتقر من ليس له ذات الموهبة.

يوزع الروح القدس مواهبه حسب مشيئته الإلهية، بسلطانه، حسب ما يناسب كل شخصٍ، وما فيه نفع الكل.

حاول بعض النقاد الألمان إدعاء أن كلمة “الروح” هنا يقصد بها الطبيعة Eichhorn وهذا لا يتفق مع ما ورد هنا في هذه العبارة، بل ويناقضها. واضح أن الروح هنا يعنى به الرسول الأقنوم الثالث: “الروح القدس” واهب الحكمة والمعرفة والإيمان وصنع العجائب الخ.، كما جاء في كثير من عبارات العهد الجديد. وتفقد العبارة كل تناغم فيما بينها أن فُسر الروح هنا بغير الروح القدس.

القديس يوحنا الذهبي الفم

القديس أمبروسيوس

وأنواع خدم موجودة،

ولكن الرب واحد” [5].

توجد خدمdiakonioon، أي وظائف كثيرة مثل الرسل والأنبياء والمعلمين وأيضًا الأساقفة والكهنة والشمامسة الخ. قد تأهلوا للخدمة لا بذواتهم بل بدعوة الرب يسوع المسيح إليهم.

بقوله: “وأنواع خدم موجودة” يؤكد تنوع العاملين في كرم الرب واختلاف درجاتهم، لكنهم متساوون من جهة مصدر الدعوة وغاية العمل وهي خدمة الرب الواحد، وأن جميعها ضروري ومكمل لبعضه البعض وإلا فلماذا يدعوهم “الرب الواحد“؟ لهذا يليق ألا يفتخر أحد، ولا يشعر آخر بأنه مُحتقر ومرذول.

وأنواع أعمال موجودة،

ولكن الله واحد الذي يعمل الكل في الكل” [6].

وأنواع أعمال energeematon موجودة“، أي طاقات عاملة، مثل صنع المعجزات وإخراج الشياطين وشفاء المرضي وإقامة موتى بجانب أعمال القلب والفكر الخ. مصدرها هو الله الآب “الذي يعمل الكل في الكل”. الله هو الذي تظهر أعماله في الأمور الضخمة كخلقة الشمس والقمر والكواكب وفي الأمور التي تبدو بسيطة جدًا لا نعيرها اهتمامًا كوجود دودة صغيرة. لذا وجب أن يقف جميع العاملين في الكنيسة لا ليتفاخروا بما نالوه من طاقات قد تكون خارقة الطبيعة، وإنما أن يشترك الكل في تقديم ذبيحة شكر لله العامل واهب القوة.

هكذا ينسب الرسول المواهب للروح القدس [4]، والخدم للرب يسوع [5] والطاقات لله الآب [6].

توجد مواهب روحية وخدم وطاقات للعمل مصدرها الروح القدس والابن المتجسد والله الآب. مصدر كل هذه البركات السماوية هو الثالوث القدوس الواحد، الذي يقدم لكل مؤمنٍ حسب مسرته الإلهية.

ربما يكون البعض الأعين مثل الأنبياء.

والبعض يكونون بالأكثر مثل الأسنان، كالرسل الذين يعبرون بطعام تعليم الإنجيل إلى قلوبنا…

والبعض هم الأيدي الذين يُرون حاملين أعمالاً صالحة. الذين يقدمون قوة لانتعاش الفقراء الذين هم بطنه.

البعض هم قدماه.

ليتني أكون مستحقًا أن أحسب عقبه! إنه يُسكب الماء على قدمي المسيح ذاك الذي يغفر للمنحطين خطاياهم، والذي يحرر الإنسان العادي بغسل قدمي المسيح[16].

القديس أمبروسيوس

القديس يوحنا الذهبي الفم

فالعينان لا تحققان عمليهما إلا خلال النور أو بهاء النهار.

والأذنان لا تدركان عملهما حيث لا يوجد صوت يُسمع.

والأنف لا تعرف وظيفتها إن لم توجد رائحة مثيرة.

هذا ليس لأن العمل قد فُقد وإنما لمجرد غياب العلة لظهوره، بل بالأحرى العمل الوظيفي يتحقق من السبب.

نفس الأمر بالنسبة لنفس الإنسان. إن كانت النفس لم تتفهم عطية الروح خلال الإيمان فإنه وإن كانت لا تزال تملك عمل الفهم لكن ليس لديها نور المعرفة. العطية التي في المسيح ممكنة لكل أحد بكمالها وما هو حاضر في كل موضع يُوهب قدرما نرغب أن نتقبل وسيبقى فينا مادمنا نرغب أن نتأهل له. هذه العطية هي معنا حتى إلى نهاية العالم.

هذه هي التعزية التي نتوقعها خلال فاعلية العطايا، هي عربون الرجاء المقبل. هذا هو نور الذهن، وسمو النفس. لهذا يليق بنا أن نصلي لهذا الروح القدس[18].

يُوجد الروح نفسه في المواهب المختلفة.

يوجد نفس الرب في الخدم المختلفة.

يوجد نفس الله في هذه الأمور المتباينة.

يوجد إعلان للروح في المواهب الممنوحة النافعة[19].

القديس هيلاري أسقف يواتييه

القديس يوحنا الذهبي الفم

يحدثنا العلامة أوريجينوس عن دور الثالوث القدوس في المواهب المقدمة للمؤمنين، فيقول أن سرّ قوتها في الله الآب مصدرها، ويقوم الابن باستخدامها للخدمة، ويهبها الروح القدس للمؤمنين ويقوم بتوزيعها. [تأتي هذه المواهب من الله، وتستمد منه القوة، ويخدمها المسيح، وندين لوجودها الحقيقي في البشر للروح القدس[21].]

القديس غريغوريوس أسقف نيصص

ولكنه لكل واحدٍ يعطى إظهار الروح للمنفعة” [7].

ولكن لكل واحد يُعطى إظهار phaneroostis الروح“، فجميع المؤمنين بلا استثناء لهم دورهم؛ لكل واحدٍ موهبة أو خدمة أو طاقة عمل لإظهار الروح. جاءت كلمة “إظهار” باليونانية لتعني الكشف عن المشاعر الحقيقية وعن عمل الروح في أعماق الإنسان. كما أن الطبيعة الظاهرة تكشف عن الله غير المنظور، هكذا حياة المؤمن وأعماله وغيرته تكشف عن الروح العامل فيه.

للمنفعة“: لا يهب الله هذه العطايا لمنافع شخصية للمؤمن، وإنما لمنفعة الآخرين كما لخلاص نفسه. هنا لا يمكن الفصل بين منفعة صاحب الوزنة أو الموهبة أو العمل الكنسي ومنفعة الآخرين، فإن بنيان الكنيسة يقوم على التناغم بين بنيان النفس الداخلية والشهادة للحق وكسب الآخرين للشركة في التمتع بالبركات الإلهية.

من ينال أية موهبة لا يملكها لأجل نفسه وإنما لأجل الآخرين[24].

القديس باسيليوس الكبير

القديس يوحنا الذهبي الفم

فإنه لواحدٍ يُعطى بالروح كلام حكمة،

ولآخر كلام علم بحسب الروح الواحد” [8].

أولاً: موهبة الحكمة: يظهر الرسول تنوع هبات الروح الواحد للمؤمنين، فيقدم لواحدٍ كلام حكمة ولآخر كلام معرفة، حسب مسرته، بما يناسب الشخص وما ينفع الكنيسة كلها. يذكر الحكمة أولاً ثم المعرفة، ليس لأن الحكمة لها أولوية أو أسبقية عن المعرفة.

الأول يظهر كمرشدٍ حكيمٍ متعقل قادرٍ علي كشف حكمة الله في تدبير خلاص للبشرية وتقديم المسيح “حكمة الله” (أف 3: 10؛ 1 كو 1: 24) لمن هم حوله كي يقتنوه، إذ فيه تذخر كل كنوز الحكمة والمعرفة (كو 2: 3). فقد دُعي الرسل الكارزين sophoi حكماء (مت 23: 34)، دعوا ليعلموا بالإنجيل حسب الحكمة المعطاة لهم (2 بط 3: 15).

ثانيًا: موهبة المعرفة: يظهر المؤمن كمن نال بالروح القدس استنارة، فيقدم معرفة أسرار العهد القديم، ويكشف عن النبوات والرموز في الناموس والأنبياء. هذه المعرفة لا يُمكن عزلها عن الحكمة.

أمبروسياستر

القديس أغسطينوس

ولآخر إيمان بالروح الواحد،

ولآخر مواهب شفاء بالروح الواحد” [9].

ثالثًا: موهبة الإيمان: إذ يهب الروح البسطاء الثقة في الله حتمًا يحقق مواعيده الإلهية، فيحققون بصلواتهم الكثير، ويكون لهم دورهم بجانب الحكماء وأصحاب المعرفة. يتسم هؤلاء بروح الصلاة والورع والتقوى، ويلجأ الكثيرون إليهم لمساندتهم بالصلاة، بينما يقوم الحكماء وأصحاب المعرفة بكلمة الوعظ والتعليم.

الإيمان من أثمن مواهب الروح، مُقدم للجميع، لكنه من المواهب النادرة، يزدري به البعض في عجرفة واعتداد بالعمل البشري لا عمل الله.

يتحدث الرسول هنا عن الإيمان الذي يحرك السماء والأرض، به يمكن أن تنتقل الجبال (1 كو13: 2)، ويرى البعض أن الإيمان هنا يقصد به العمل المعجزي في سحب القلوب لقبول عمل المسيح الخلاصي.

القديس كيرلس الأورشليمي

القديس أغسطينوس

القديس يوحنا الذهبي الفم

ثيؤدورت أسقف قورش

رابعًا: موهبة الشفاء: بعد أن تحدث الرسول عن موهبة الإيمان انتقل إلى موهبة شفاء المرضى، القوة التى يهبها الروح ولكن في حدود. فالرسول بولس وُهب أن يشفي المرضى، حتى حُملت الخرق التي على جسده لشفاء المرضى بينما لم يستطع أن يشفي بعض تلاميذه الأخصاء مثل ابفرودتس (في 2: 26) وتروفيمس (2 تي 4: 20) وتيموثاوس (1 تي 5 : 23) كما لم يستطع أن يرفع عن نفسه الشوكة التي في الجسد (2 كو 12 : 7).

ولآخر عمل قوات

ولآخر نبوة

ولآخر تمييز الأرواح،

ولآخر أنواع السنة

ولآخر ترجمة ألسنة” [10].

خامسًا: موهبة صنع العجائب energeemata dunameoon وهي تختلف عن الموهبة السابقة في أن الأولى خاصة بشفاء الأمراض، أما هذه فخاصة بعمل ما هو خارق للطبيعة، كما أشار السيد المسيح في مر 16: 18، حيث أعطى لتلاميذه أن يدوسوا على الحيات، وإن شربوا سُمًا مُميتًا لن يؤذيهم، ولعله يقصد أيضًا الإقامة من الأموات، وإخراج الشياطين وصنع الآيات.

هذه الموهبة خاصة بالأعمال الموجودة [6]، إذ جاءت الكلمة اليونانية واحدة في العبارتين.

سادسًا: النبوة: تعني التعليم بتفسير كلمة الله الخاصة بالحياة العتيدة، وكما تعني الكشف عن أحداث مستقبلية في هذا العالم الحاضر كما تنبأ أغابيوس (أع 11: 28) عن ربط بولس وتسليمه للرومان (أع 21: 10)، كما أُعلن لبولس الرسول عن انكسار السفينة في مالطة (أع 27: 25).

القديس أمبروسيوس

سابعًا: تمييز الأرواح: وهي موهبة يمكن بها الشخص أن يميز بين العجائب الإلهية الحقيقية والعجائب المزيفة، وبين المعلمين الحقيقيين والمعلمين الكذبة (1 يو 4: 1). يكشف الرب لهم نيات الإنسان وما في قلبه حتى يفضح الخداع والغش فلا ينحرف وراءه كثيرون.

بروح التمييز أيضًا عرف بطرس ما في قلبي حنانيا وسفيره اللذين كذبا على الروح القدس (أع 5: 1- 10)، وأيضًا في حالة ايليماس (أع 13: 9 – 11).

العلامة أوريجينوس

ثامنًا: أنواع ألسنة مختلفة genee gloossoon ينطقون بلغات متنوعة لم يسبق لهم أن تعلموها، إنما يهبها الله لهم للتعليم.

تاسعًا: ترجمة ألسنة: إذ يتكلم البعض بألسنة لم يتعلموها يعرفها بعض الحاضرين ويجهلها الآخرون يقوم أحد الموهوبين بالترجمة لمنفعة الكل.

القديس يوحنا الذهبي الفم

ولكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه،

قاسمًا لكل واحد بمفرده كما يشاء” [11].

هذه المواهب والأعمال الفائقة لا يُمكن اقتنائها بالخبرة والقدرات البشرية العادية، لكن الروح القدس يقوم بتوزيعها حسب مشيئته الإلهية. إنه يوزعها حسبما يرى فيه الأفضل لمن ينال العطية وللجماعة.

يرى البعض أن كلمة “مشيئته” لا تعني مجرد المسرة، وإنما حسب “حكمته“، فهو يوزع لا كيفما كان وإنما بما فيه الصلاح وما هو للنفع العام وحق. حقًا إنه صاحب سلطان وله أن يوزع كما يشاء حسب مسرته، وفي نفس الوقت هو روح الحكمة الإلهية، لن يخطئ قط وهو يوزع هذه المواهب.

هكذا يليق بالمؤمن ليس فقط ألا يفتخر بمواهبه كما لو كانت من عنده أو نالها عن استحقاق لبره الشخصي، ولا أن يحسد أخاه الذي نال مواهب لم ينلها هو، وإنما أن يعمل تحت قيادة روح الله القدوس ليضرم الموهبة التى قُدمت له، كما يقوم بتشجيع الآخرين لإضرام مواهبهم.

عمل الكنيسة خلق روح القيادة الحية العاملة، ولكن بروح التواضع لا الكبرياء، وبروح القوة لا الشعور بالفشل..

القديس يوحنا الذهبي الفم

القديس أمبروسيوس

ثيؤدورت أسقف قورش

القديس كيرلس الأورشليمي

القديس أمبروسيوس

القديس جيروم

القديس أغسطينوس

أمبروسياستر

هو في النخلة شيء، وفي الكرمة شيء آخر، وهو الكل في كل الأشياء… لكنه يشكل نفسه حسب ما يستقبله، ويصير مناسبًا لكل زرع. هكذا الروح القدس، مع أنه واحد له طبيعة واحدة غير منقسم، يهب كل واحد نعمته حسب مشيئته.

الشجرة الجافة عندما تُروى تصدر براعم. هكذا أيضًا النفس وهي في الخطية إذ تتأهل بالتوبة لنعمة الروح القدس تزهر في برٍ. خلال الروح الواحد في طبيعته لكن بمشيئة الله وباسم الابن يقدم ثمارًا فاضلة متنوعة. فيستخدم لسان شخص للحكمة، وينير نفس شخص آخر بالنبوة، ويهب آخر قوة إخراج الشياطين، وآخر عطية التفسير للأسفار المقدسة. إنه يسند ضبط النفس لشخصٍ بينما يعلم آخر العطاء، وآخر الصوم والتواضع، وآخر الاستخفاف بأمور الجسد. يهيئ آخر للاستشهاد. إنه يعمل بطرقٍ مختلفةٍ في أشخاص مختلفين، مع أنه هو نفسه ليس فيه اختلاف[42].

القديس كيرلس الأورشليمي

القديس أغسطينوس

لكن عندما تحدث عن قيامة جسد المسيح الحقيقي والكامل قال أنه سيُحضر معًا أعضاء المسيح الذين هم عظام جافة، عظمة مع عظمة، عصب مع عصب، ويأتون إلى الإنسان الكامل، إلى قياس قامة ملء جسد المسيح. عندئذ ستكون الأعضاء الكثيرة جسدًا واحدًا، جميعهم مع كثرتهم يصيرون أعضاء جسد واحد.

الله وحده هو الذي يقيم تمييزًا بين القدم واليد والعين والسمع والشم.

بمعنى واحد يملأ الرأس، وآخر القدمين وبقية الأعضاء. وتصير الأعضاء الضعيفة المتواضعة مكرّمة. سوف يقوّي الله الجسد معًا وعندئذ سيعطي الأعضاء الناقصة كرامة أعظم. ولن يكون بعد أيّ نوع من الانقسام، إنما ستتمتع كل الأعضاء بوضعٍ حسنٍ، وتشاركه كل الأعضاء ما لديه من صالحات، وإذ يتمجد أيّ عضو تفرح معه كل الأعضاء[44].

العلامة أوريجينوس

بينما يقول الرسول: الروح الواحد بعينه يقسم عطاياه الصالحة لكل إنسان بطريقة متنوعة، فإن حركة الصلاح التي تصدر عن الروح ليست بدون بداية. نجد القوة التي ندركها تسبق هذه الحركة وهي ابن الله الوحيد خالق كل الأشياء فبدونه لا يحصل أيّ شيء موجود على بدايته. ونفس هذا المصدر للصلاح يصدر عن مشيئة الآب[45].

القديس غريغوريوس أسقف نيصص

القديس يوحنا الذهبي الفم

3. المواهب كأعضاء في جسد واحدٍ

لأنه كما أن الجسد هو واحد وله أعضاء كثيرة،

وكل أعضاء الجسد الواحد إذا كانت كثيرة هي جسد واحد،

كذلك المسيح أيضًا” [12].

يقدم الرسول بولس مثالاً رائعًا ليوضح تفاعل المواهب وتناغمها معًا، وهو أعضاء الجسد التى تعمل معًا بانسجامٍ عجيبٍ. جاء هذا المثال مطابقًا لمفهوم الكنيسة بكونها جسد المسيح [27]. يعمل جسد المسيح واحد معًا خلال الرأس.

كل مؤمن له موهبة روحية، لذا فهو ملتزم بالمساهمة في بنيان كنيسة الله على الأرض، ولكن ليس كل المؤمنين لهم ذات الموهبة. تنوع المواهب يدفع الكل معًا بروح الوحدة والاحترام المتبادل، كل يشعر بحاجته إلى موهبة أخيه، فتقوم الوحدة على أساس الحب.

يرى العلامة أوريجينوس وكثير من آباء الكنيسة أننا نحب الكل ونقدرهم بكونهم أعضاء لنا في ذات الجسد، لكن الحب له نظامه الذي نلتزم به. وكما يقول القديس أغسطينوس أن المؤمن يحب الله بلا حدود، لكن حبه لقريبه يكون في حدود حبه لنفسه، إذ يُطالب أن يحب قريبه كنفسه، لكن ليس على حساب خلاص نفسه. ومن جانب آخر فإن حب العضو للزوجة أو الزوجة مختلف عن الحب للأبناء أو للوالدين، وحب القريب مختلف عن حب مقاوم الكنيسة والمُضطهد لها. نحن نلتزم بالحب للكل ولكن بروح الحكمة والتمييز.

العلامة أوريجينوس

القديس يوحنا الذهبي الفم

ثيؤدورت أسقف قورش

فلو أننا نحن لسنا هو كيف يكون القول: “بما أنكم فعلتموه بأحد اخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم” (مت 40:25) صحيحًا؟

إن كنا نحن ليس هو فكيف يكون القول: “شاول، شاول، لماذا تضطهدني؟ (أع 4:9) قولاً صحيحًا؟

إذن نحن هو، وأن المسيح الكامل هو كل من الرأس والجسد (أف 22:1-23)[51].

القديس أغسطينوس

لأننا جميعنا بروح واحد أيضًا اعتمدنا إلى جسد واحد،

يهودًا كنا أم يونانيين،

عبيدا أم أحرارًا،

وجميعنا سقينًا روحًا واحدًا” [13].

بعمل الروح القدس نلنا في المعمودية الاتحاد معًا في الرأس يسوع المسيح، ونمارس أعمالاً متنوعة لكنها تكمل بعضها البعض.

يركز الرسول على التزام الكل بالعمل معًا، ليس من مؤمن حقيقي ليس له دور، لأنه عضو حي في الجسد. يعمل الكل بالرغم من اختلاف مواهبهم، بل واختلاف جنسياتهم، سواء كانوا يهودًا أو من الأمم، عبيدًا أو أحرارًا، بلا تمييز، إذ الكل صاروا علي ذات المستوي كأعضاء في جسد المسيح.

الكل يشربون من ذات الكأس ؛ ربما يقصد كأس الأفخارستيا، حيث نتمتع بذات دم السيد المسيح الواحد فيسري في عروقنا لنصير أسرة واحدة، كما من دمٍ واحدٍ.

القديس يوحنا الذهبي الفم

القديس يوحنا الذهبي الفم

القديس إكليمنضس السكندري

القديس أمبروسيوس

أمبروسياستر

القديس يوحنا الذهبي الفم

“فإن الجسد أيضًا ليس عضوًا واحدًا

بل أعضاء كثيرة” [14].

القديس غريغوريوس أسقف نيصص

أمبروسياستر

سفيريان أسقف جبالة

إن قالت الرجل لأني لست يدًا لست من الجسد،

أفلم تكن لذلك من الجسد” [15].

أمبروسياستر

وإن قالت الأذن لأني لست عينًا لست من الجسد،

أفلم تكن لذلك من الجسد؟” [16].

أمبروسياستر

القديس يوحنا الذهبي الفم

لو كان كل الجسد عينًا،

فأين السمع؟

لو كان الكل سمعًا،

فأين الشم” [17].

ثيؤدورت أسقف قورش

“وأما الآن فقد وضع الله الأعضاء،

كل واحد منها في الجسد كما أراد” [18].

القديس يوحنا الذهبي الفم

ولكن لو كان جميعها عضوًا واحدًا أين الجسد؟” [19].

أمبروسياستر

فالآن أعضاء كثيرة،

ولكن جسد واحد” [20].

أمبروسياستر

القديس يوحنا الذهبي الفم

لا تقدر العين أن تقول لليد: لا حاجة لي إليكِ،

أو الرأس أيضًا للرجلين: لا حاجة لي إليكما” [21].

العلامة أوريجينوس

أمبروسياستر

القديس يوحنا الذهبي الفم

القديس جيروم

بل بالأولى أعضاء الجسد التي تظهر أضعف هي ضرورية” [22].

أمبروسياستر

القديس أغسطينوس

وأعضاء الجسد التي نحسب أنها بلا كرامة نعطيها كرامة أفضل،

والأعضاء القبيحة فينا لها جمال أفضل” [23].

 وأما الجميلة فينا فليس لها احتياج،

لكن الله مزج الجسد معطيًا الناقص كرامة أفضل” [24].

 لكي لا يكون انشقاق في الجسد،

بل تهتم الأعضاء اهتمامًا واحدًا بعضها لبعض” [25].

القديس باسيليوس

فإن كان عضو واحد يتألم

فجميع الأعضاء تتألم معه،

وإن كان عضو واحد يكرم

فجميع الأعضاء تفرح معه” [26].

عدم الانقسام بل يتحد الكل معًا في الكمال.

كل يهتم بالآخر كما يليق.

اعتبار أن الكل يعملون معًا[84].

القديس يوحنا الذهبي الفم

القديس كبريانوس

القديس باسيليوس الكير

القديس يوحنا الذهبي الفم

إننا جسد واحد تحت رأس واحد، فتشاركوننا أتعابنا ونحن نشارككم راحتكم، لأنه “إن كان عضو واحد يتألم فجميع الأعضاء تتألم معه؛ وإن كان عضو واحد يُكرّم فجميع الأعضاء تفرح معه” [26][93].

القديس أغسطينوس

يرى القديس أغسطينوس أن المؤمن في وسط آلامه وأتعابه لا يطلب من الآخرين أن يشاركون آلامه، لكنه إذ يتطلع إلى سلام الآخرين وراحتهم وفرحهم، يشاركهم هذه الحياة فينسى تعبه وألمه.

القديس أغسطينوس

الأب سيرينوس

3. الكنيسة جسد المسيح المتمتع بالمواهب

وأما انتم فجسد المسيح وأعضاؤه أفرادًا” [27].

القديس يوحنا الذهبي الفم

سيفريان أسقف جبالة

مكسيموس من تورينو

العلامة أوريجينوس

العلامة أوريجينوس

القديس أغسطينوس

فوضع الله أناسا في الكنيسة:

أولاً رسلاً، ثانيًا أنبياء، ثالثًا معلمين،

ثم قوات وبعد ذلك مواهب شفاء،

أعوانًا تدابير وأنواع السنة” [28].

القديس يوحنا الذهبي الفم

العلامة أوريجينوس

“ألعل الجميع رسل؟

ألعل الجميع أنبياء؟

ألعل الجميع معلمون؟

ألعل الجميع أصحاب قوات؟” [29]

“ألعل للجميع مواهب شفاء؟

ألعل الجميع يتكلمون بالسنة؟

ألعل الجميع يترجمون؟” [30]

القديس يوحنا الذهبي الفم

4. حث على الانتفاع بالمواهب

ولكن جدوا للمواهب الحسنى،

وأيضًا أريكم طريقًا أفضل” [31].

أمبروسياستر

الأب فاليريان

القديس غريغوريوس أسقف نيصص

القديس يوحنا الذهبي الفم

من وحي 1كو 12

اكشف لي عن مواهبي!

فأعمل بروحك شاكرًا محبتك!

ليس عضو بلا مواهب!

اكشف لي عن ما قدمته لي،

وقدني بروحك، فأضرم الموهبة بجدية وأمانة.

لكني اعتز بها، لأنها عطيتك.

اشتهي أن أكون أمينًا في ممارستها،

فأنت الأمين تضم إليك الأمناء.

فالتنوع يعطي لكنيستك وحدة.

أنا محتاج إلى مواهب اخوتي المتباينة.

وهم يحتاجون إلى ما وهبتني.

ليس لي أن أفتخر على أخي من أجل ما أعطيتني.

مع أنات كل عضو تئن نفسي،

ومع تكريم كل عضو تتهلل أعماقي.

نعم، بالحب هو أسمى كل المواهب،

بدونه أفقد حياتي.

[1] Comm. On 1 Cor.., 240.

[2] In 1 Cor., hom., 29:2.

[3] Against Eunomius, 1:36.

[4] On the Faith.

[5] In 1 Cor., hom., 29:3.

[6] Comm. On 1 Cor. 4:47:2-3.

[7] Sermon on the Amount 2:83.

[8] Hom. On Ps. 32, hom 15:1.

[9] The Holy Spirit 1:11:124.

[10] CSEL 81:132.

[11] PG 82:322.

[12] On the Holy Spirit, 11.

[13] In 1 Cor., hom., 29:4.

[14] In 1 Corinth., hom. 29:3.

[15] The Holy Spirit 11:71.

[16] Letter to his Sister, 62.

[17] In 1 Cor., hom., 29:4.

[18] Trinity 2:35.

[19] Trinity 8:29.

[20] In 1 Cor., hom., 29:4.

[21] Commentary on John 2:6.

[22] Against Eunomius, 2:6.

[23] Against Eunomius, 2:2.

[24] The Long Rules 7. PG 82:323.

[25] In 1 Cor., hom., 29:5.

[26] CSEL 81:134.

[27] Trinity, 14.

[28] Catech. Lect. On Faith 5:11.

[29] Letter to Sixtus, 191.

[30] In 1 Corinth., hom. 30:1.

[31] PG 82:323.

[32] The Holy Spirit 2:13:143.

[33] Hom. 3 on Exodus.

[34] In 1 Cor., hom., 29:5.

[35] In 1 Cor., hom., 29:5.

[36] The Holy Spirit 2:12:138.

[37] Catechesis 16:2.

[38] Letter 20 to Bishops.

[39] Against the Pelagians, 16.

[40] Sermons on New Testament Lessons, 21:26.

[41] CSEL 81:135.

[42] Catechesis 14:12.

[43] Trinity. 15.

[44] Commentary on John, 10:20.

[45] On “Not Three Gods.”

[46] In 1 Corinth., hom. 29:5.

[47] The Song of Songs, Comm., Book 3:7. (ACW)

[48] In 1 Corinth., hom. 29:5.

[49] In 1 Cor., hom., 30:1.

[50] PG 82:326.

[51] Sermons on New Testament Lessons, 83:8.

[52] In 1 Corinth., hom. 30:3.

[53] In 1 Corinth., hom. 30:3.

[54] In 1 Corinth., hom. 30:4.

[55] In 1 Corinth., hom. 30:5.

[56] In 1 Corinth., hom. 30:6.

[57] Paedagogus 1:5:31.

[58] The Holy Spirit 1:3:45.

[59] CSEL 81:135.

[60] In 1 Cor., hom., 30:2.

[61] On Virginity, 15.

[62] CSEL 81:136.

[63] CSEL 81:136.

[64] CSEL 81:136

[65] In 1 Cor., hom., 30:3.

[66] PG 82:327.

[67] In 1 Cor., hom.,30:4.

[68] CSEL 81:137.

[69] CSEL 81:138.

[70] In 1 Cor., hom., 30:5.

[71] In Leviticus, hom. 7.

[72] CSEL 81:138.

[73] In 1 Cor., hom., 31:1.

[74] In 1 Corinth., hom. 31:1.

[75] In 1 Corinth., hom. 31:2.

[76] In 1 Corinth., hom. 312.

[77] In 1 Corinth., hom. 31:4.

[78] In 1 Corinth., hom. 31:4.

[79] On Matthew, hom 85.

[80] CSEL 81:138.

[81] CSEL 81:138-39.

[82] The usefulness of Fasting, 6.

[83] On the Judgment of God.

[84] In 1 Corinth., hom. 31:5.

[85] In 1 Corinth., hom. 31:5.

[86] In 1 Corinth., hom. 31:6.

[87] In 1 Corinth., hom. 31:7.

[88]Letter 17.

[89] Letter 242 to the Westerners.

[90] In 1 Cor., hom., 31:5.

[91] The Usefulness of Fasting, 6.

[92] Letter, 99.

[93] Epistle 48:1.

[94] Epistle 99:2.

[95] Epistle 145:2.

[96] Cassian: Conferences 7:30.

[97] In 1 Corinth., hom. 32:1.

[98] In 1 Cor., hom., 32:1.

[99] Maximus of Turin: Sermons, 54.

[100] Commentary on John, 10:20.

[101] Commentary on John, 10:23.

[102] Commentary on Matthew,14:17.

[103] Sermons on New Testament Lessons, 12:5.

[104] Sermons on New Testament Lessons, 41:7.

[105] City of God 17:5.

[106] In 1 Corinth., hom. 32:2.

[107] In 1 Corinth., hom. 32:3.

[108] Commentary on Matthew, 11:15.

[109] CSEL 81:143.

[110] Homilies (Frs. of the Church), 13.

[111] The Beatitude, sermon 5. (ACW)

[112] In 1 Corinth., hom. 29:3.

تفسير كورنثوس الأولى 12 – الأصحاح الثاني عشر – القمص تادرس يعقوب ملطي

Exit mobile version