Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

تفسير كورنثوس الأولى 13 – الأصحاح الثالث عشر – القمص تادرس يعقوب ملطي

تفسير كورنثوس الأولى 13 – الأصحاح الثالث عشر – القمص تادرس يعقوب ملطي

تفسير كورنثوس الأولى 13 – الأصحاح الثالث عشر – القمص تادرس يعقوب ملطي

تفسير كورنثوس الأولى 13 – الأصحاح الثالث عشر – القمص تادرس يعقوب ملطي

الإصحاح الثالث عشر

تسبحة الحب[1]

يعتبر هذا الإصحاح أروع ما كتب عن “المحبة“، حيث يكشف روح الرب عن مفهومها وسموها وممارستها عملياً. وقد جاءت هذه التسبحة الرائعة ما بين الحديث عن “المواهب الروحية” وموهبة التكلم بالألسنة. فإن كان الإصحاح السابق قد كشف عن تمتع كل عضو من أعضاء الكنيسة بموهبة ما أو أكثر، فإنه لا يليق بإنسان أن يفتخر بما ناله من موهبة ولا أن يسَّفه من مواهب الآخرين. كما كشف عن عدم إساءة استخدام المواهب، فلا تكون نوعاً من الاستعراض، ولا للافتخار، وإنما لبنيان الكنيسة وخلاص الناس، وفي تناسق وتناغم من بقية المواهب.

وفي الإصحاح 13 يكشف الروح عن التزام المؤمن بالحب لينتفع بمواهبه. فبدونه ليس فقط تتحطم المواهب، بل يفقد المؤمن حياته، ولا ينفعه حتى الإيمان والرجاء.

هكذا يهيئ هذا الإصحاح لما سيتحدث عنه بخصوص موهبة التكلم بالألسنة التي أساء الكورنثوسيون استخدامها.

الحب هو اتساع القلب ليحمل في داخله الله المحبة (1 يو8:4)، ومن خلاله يحب كل البشرية فوق حدود العواطف والغرائز البشرية وفوق كل الطاقات الطبيعية، إذ ينحنى الإنسان أمام كل أحدٍ ليقدم كل شيء من أجل أخيه.

فالحب ليس استلطافًا بالغير ولا انسجامًا معه ولا اشباعًا ولا تعلقًا به، وإنما هو أسمى من هذا كله. إنه بذل وعطاء بكل إمكانية من أجل كل أحدٍ دون أن ينتظر نفعًا ماديًا أو جسمانيًا أو معنويًا، بل يحب من أجل الله المحبة ذاته.

مادام الله هو “محبة”، والآب والمسيح هما واحد (يو 30:10) يمكننا أن نضع كلمة “المسيح” هنا عوض كلمة “المحبة“. فالحب هو عمل المسيح فينا، وشركتنا معه في سماته. عمل المسيح الإيجابي فينا يشكّلنا لنتشبه به ونتبعه ونشاركه حياته. الحب إيجابيًا يولد طول أناة وترفقًا [4]، وفرحًا بالحق [6]، واحتمالاً لكل شيء، وتصديق كل شيء، والرجاء في كل شيء [7]، وديمومة بلا سقوط [8]. أما سلبيًا فالحب فيه رفض لممارسة شهوات الجسد والكبرياء [4] والأنانية والاحتداد وظن السوء [5] والفرح بالإثم [6].

المحبة هي وحدها العلامة المميزة بين أولاد الله وأولاد إبليس.

لنطبع أنفسنا بسمة صليب يسوع المسيح… ولنصطبغ جميعًا بالعمودية.

وليحضر الكل إلى الكنيسة لنبني أسوار الكنيسة، فليس ثمة شيء يميز أولاد الله عن أولاد إبليس إلا المحبة.

 القديس أغسطينوس

 القديس يوحنا التبايسي

سفيريان أسقف جبالة

أية خدمة تسمو فوق كل أنواع السلطة[2].

كاسيدورس

  1. الحب ضابط كل المواهب الروحية 1-8.
  2. يا لسمو الحب! 8-13.

1. الحب ضابط كل المواهب الروحية

يسجل لنا الرسول هنا زوايا مختلفة من علامات المحبة الحقيقية للأقرباء.

إن كنت أتكلم بالسنة الناس والملائكة،

ولكن ليس لي محبة،

فقد صرت نحاسًا يطن،

أو صنجًا يرن” [1].

الأب شيريمون

القديس يوحنا الذهبي الفم

ثيؤدورت أسقف قورش

أمبروسياستر

انظروا ثوب العرس! ارتدوه يا أيها الضيوف فتجلسون في آمان![10]

القديس أغسطينوس

وإن كانت لي نبوة،

وأعلم جميع الأسرار،

وكل علمٍ.

وإن كان لي كل الإيمان حتى أنقل الجبال

ولكن ليس لي محبة،

فلست شيئًا” [2].

 يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن الرسول إذ يشير إلى النبوة والإيمان [2]. إنما يضم كل المواهب بما فيها صنع العجائب[11].

رافق يهوذا التلاميذ الآخرين، وفهم كل الأسرار ونال المعرفة التي وُهبت لهم، لكنه كعدوٍ للحب خان المخلص ( مت 26: 47 ـ 50 ؛ مر 14: 43 ـ 46؛ لو 22: 47 ـ 48؛ يو 18: 2 ـ 5).

كان كلا من ترتليان ونوفاتيان إنسانين تعليمهما ليس بالقليلٍ، ولكن بسبب كبريائهما فقدا شركة الحب، وسقطا في الانشقاق بالهرطقات لتدميرهما.

أمبروسياستر

وان أطعمت كل أموالي،

وإن سلمت جسدي حتى احترق،

ولكن ليس لي محبة،

فلا أنتفع شيئًا” [3].

يرى القديس يوحنا ذهبي الفم أن الرسول حين يتحدث عن العطاء لم يقل: “إن قدمت نصف أموالي ولا ثلاثة أجزاء وإنما “كل أموالي“، ولم يقل “قدمت” بل “أطعمت” موضحًا أنه يعطي باهتمام ونظام حسن[12].

القديس يوحنا ذهبي الفم

القديس أغسطينوس

المحبة تتأنى وترفق… [4].

طويل الأناة على الآخرين يتعلم كيف يحب الله والناس عملياً. فإنه من أجل محبة الله لا يبالي بإهانات الآخرين أو تصرفاتهم ضده، وبهذا يسلك طريق الكمال، طريق الحب المقدس.

تأمل من أي نقطة بدأ الرسول، وماذا قال كأول مسبب لعظمة المحبة: “إنها طول الأناة“. وطول الأناة أصل كل إنكارٍ للذات. وكما قال أحد الحكماء: “الإنسان الطويل الأناة له فهم عظيم، أما المتهور فعظيم في غبائه”[16].

أما بولس فلم يقف عند هذا الحد، بل أضاف أيضًا إحدى خصائص المحبة قائلاً “تترفق“. لأن هناك من يمارسون طول الأناة، ليس إنكارًا لذواتهم، وإنما لمعاقبة من أثاروهم لكي يفجّروا فيهم الغضب، لهذا يقول بأن المحبة لا تقبل هذا الانحطاط، لذلك أضاف “المحبة تترفق“. فهو لا يقصد بطول الأناة إشعال النار فيمن أثاروا الغضب بمعاملتنا لهم بطول الأناة، بل بقصد إخماد الغضب وإبادته. فلسنا نعالج الألم ونشفي جراحات الغضب باحتمالنا الآخرين بنبلٍ، بل احتمالنا لهم بلطف وتعزية[17].

القديس يوحنا الذهبي الفم

الأب شيريمون

الأب قيصريوس أسقف آرل

القديس بالاديوس

القديس الأنبا موسى الأسود

القديس مقاريوس الكبير

القديس ايرونيموس

فقال لهم: “هل سمعتم ما يقوله الرب… من لطمك على خدك الأيمن حول له الأيسر؟”

فقالوا له: “ما نطيق ذلك”.

فقال لهم: “إن لم تطيقوا ذلك فاصبروا على اللطمة الأولى”.

قالوا له: “ولا هذه نستطيع”.

فقال لهم: “إن لم تستطيعوا فكافئوا من يظلمكم”.

فقالوا له: “ولا هذا نستطيع”.

فما كان من القديس إلا أن دعا تلميذه وقال له “اصلح لهم مائدة واصرفهم لأنهم مرضى. إن هذا لا يطيقون، وذاك لا يستطيعون، ووصايا الرب لا يريدون. فماذا أفعل لهم؟!”

القديس بالاديوس

المحبة لا تحسد… [4].

المحبة هي إنكار للنفس أو إماتة اللذات ليحل الله مكانها. فالمحبة لا تطلب ما لنفسها بل ما هو للآخرين. لذلك من يحب يفرح ويسر لنمو الآخرين روحيًا وجسديًا، ويشتاق لو أعطى له أن يتخلى عن كل ما اكتسبه من بركات أرضية وسمائية لأجل اخوته. فيوناثان لما أحب داود (1 مل 1:18) كان يشتهي أن يرى إكليل أبيه على رأس داود أكثر مما يشتهي أن يراه على رأسه، إذ قال له: “انت تملك على إسرائيل وأنا أكون معك ثانيًا” (1 مل 17:23). والأم إذ تحب أولادهما تشعر أن نجاحهم وحصولهم على شهادات دراسية هو نجاح لها شخصيًا.

كثيرون، بل ربما الجميع، يشعرون أحيانًا بثقل أفكار الحسد في داخلهم رغم تأكدهم تمامًا من الشرور التي يجلبها الحاسد على نفسه، وعجزه عن أضرار المحسود. ولعل سر العجز في التخلص منه هو عدم معرفة أسباب دخوله فينا. لما سقط الشيطان شعر بالفراغ يملأ قلبه، وإذ لم يستطع إشباعه من الله بدأ يحسد الشبعى. وسقط آدم وذريته وصارت القلوب فارغة تريد أن تشبع!

فإن لجأت النفس إلى يسوع المسيح مصدر شبعها امتلأت، وأحبت الكل، واشتاقت لو أخذت آخر صفوف البشر في هذا العالم والعالم الآتي. ففي هذا العالم، مهما اشتاقت أن تتراجع خلف البشرية، فستجد ربنا يسوع المسيح محتلاَ آخر صف، ليس له أين يسند رأسه، مبصوقًا على وجهه، مطرودًا، مجدفًًا عليه، مصلوبًا كأحقر لصٍ. وإن أرادت أن تتراجع إلى الوراء طالبة خلاص اخوتها أولاً، نجد موسى يسبقها قائلاً: “والآن إن غفرت خطيتهم وإلا فامحني من كتابك” (خر 32:32)، وبولس قائلاً: “فإني كنت أود لو أكون أنا نفسي محرومًا من المسيح اخوتى” (رو 3:9).

أما إن بحثت عن ينبوع آخر من ينابيع العالم ازداد ظمأها أكثر، فإن طلبت أمجاد العالم وممتلكاته تحسد كل من يملك أو ينال أكثر منها، بل وتحسد من هم أقل منها، لأن النفس العطشى تطلب كل العالم لعله يُشبعها.

الحسد يجعل الإنسان يقف موقفًا عدائيًا قِبَل الله ذاته، وبالتالي يستحيل أن يستقر السلام في مثل هذا القلب. وبناء عليه لا يمكن أن يوجد السلام في جماعة تَسرّب إليها داء الحسد.

القديس أغسطينوس

كل الشرور لها حدود، وكل خطأ ينتهي بارتكاب الجريمة، فالزاني تنتهي معصيته عند حد ارتكاب التعدّي، واللص تقف جريمته عندما يقتل، والسالب يضع حدًا لجشعه، والمخادع يضع نهاية لغشّه، أما الحسد فليست له حدود. إنه شر يعمل على الدوام وخطية ليس لها نهاية.

الشهيد كبريانوس

الزاني يتورط في الخطأ لأجل لذة مؤقتة والسارق قد تكون له حجة الفقر، ولكن أي عذر تقدمه أيها الحاسد؟!

الزاني يحصل على لذة زمنية أثناء ارتكابه الخطية، ثم يعود فيرفضها… فيتوب ويخلص، أما الحاسد فيُعذّب نفسه ولو لم يحدث له ضرر ممن يحسده. فلهذا خطية الحسد أشر الخطايا وأشنعها، لأن الحاسد لا يمكنه مغادرة خطيته، بل يصير كالخنزير المتمرغ في الحمأة، ويماثل بفعله الشيطان …

لهذا أقول لكم أنه ولو كان أحدكم يصنع معجزات أو يحفظ البتولية، أو يكون صوّامًا أو باسطًا كفيّه في الرحمة أو ينام على الحضيض أو يصل بهذه الوسائط إلى فضيلة الملائكة؛ ولكن فيه آلام الحسد فلا محالة يكون أشر من جميع الخطاة وأردأ منهم.

القديس يوحنا ذهبي الفم

المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ” [4].

الإنسان الذي انسكبت فيه محبة الله بالروح القدس يُدرك حقيقة عضويته وعضوية اخوته في جسد الرب، لذلك لا يحتقر أحدًا ولا يزدري به، بل يحسب الكل مكرّمين لأجل الرب، فيشعر بمشاعر الرسول بولس وهي” “أعضاء الجسد التي تحسب أنها بلا كرامة نُعطيها كرامة أفضل. والأعضاء القبيحة فينا لها جمال أعظم، وأما الجميلة فينا فليس لها احتياج. لكن الله مزج الجسد، معطيًا الناقص كرامة أفضل، لكي لا يكون انشقاق في الجسد بل تهتم الأعضاء اهتمامًا واحدًا بعضها لبعض” (1 كو 23:12-25). فالفقير الذي يحسب كأنه بلا كرامة له عمله في الكنيسة أعظم بكثير من عمل الغني. ففي الكنيسة لا يزدري الأسقف أو الكاهن أو المتوحد أو الراهب في نظام الشركة أو العلماني ببعضهم البعض. بل كل منهم يعطي الآخر كرامة.

القديس أمبروسيوس

فحيث لا يوجد غضب في الداخل يهرب كلٍ من التهوّر والاستخفاف بوقاحة. الحب يشبه مزارعًا يضع كرسيه في داخل النفس ولن يسمح لأي من هذه الأشواك أن تنبت فيها…

 الحب يطهّر الكل بكمالٍ.

لاحظوا أن طويل الأناة ليس بالضرورة يكون مترفقًا. فإن لم يكن مترفقًا يصير طول الأناة ليس بالضرورة مترفقًا. فإن لم يكن مترفقًا يصير طول الأناة رذيلة، ويتعرض الشخص لخطر السقوط في المكر. لذلك يقدم الحب دواءً، أقصد الترفق فيحفظ الفضيلة نقيّة.

مرة أخرى الشخص المترفق غالبًا ما يصير مبالغًا في رغبته في إرضاء الغير، هذا أيضًا يصححه الحب، إذ المحبة “لا تتفاخر ولا تنتفخ“. الترفق وطول الأناة غالبًا ما يأخذا صورة التظاهر، أما المحبة تنزع هذه الرذيلة أيضًا. انظروا كيف يزين المحبة ليس فقط بما لها، بل وبما ليس لها. إذ يقول: إنها تجلب الفضيلة وتحطم الرذيلة، بل لن تسمح لها أن تنبت قط![22]

القديس يوحنا الذهبي الفم

فاعتبارنا لاخوتنا يجعلنا نحبهم ونكرمهم ونخدمهم ونتمم نحوهم بقية ضرورات المحبة. فبمقدار ما يزيد فينا اعتبارنا لهم… تزداد فينا المحبة وتوابعها، لهذا يحث الرسول أهل فيلبي “لا شيئًا بتحزب أو بعُجْب بل بتواضع حاسبين بعضكم البعض أفضل مت أنفسكم” (في 3:2). وقال أيضًا لأهل رومية “وادين بعضكم بعضًا بالمحبة الأخوية، مقدّمين بعضكم بعضًا في الكرامة”.

القديس باسيليوس الكبير

لنأخذ جسدنا كمثالٍ: الرأس بدون الرجلين ليس بشيء، كذلك الرجلان بدون الرأس. فكل الأعضاء حتى أصغرها وأحقرها ضرورية ومفيدة للجسم، فالكل يعمل معًا في انسجام وتحت ضابط واحد، لأجل المحافظة على الجسد كله.

إذًا لنحافظ على سلامة الجسد في المسيح يسوع، خاضعين بعضنا لبعض، كل بحسب الموهبة التي نالها من الله. فالقوي لا يحتقر الضعيف، والضعيف يكرّم القوي. والغني يشبع احتياجات الفقير، والفقير يشكر الله الذي وهبه إنسانًا يشبع احتياجاته…

القديس إكليمنضس الروماني

“ولا تقبح… ” [5].

القديس باسيليوس الكبير

ولا تطلب ما لنفسها… ” [5].

العلامة أوريجينوس

إذن لا تطلبوا ما لأنفسكم فتجدون أنفسكم. لأن من يطلب ما لنفسه لا يجدها. كما قال بولس أيضًا: “لا يطلب أحد ما لنفسه بل كل ما لأخيه” (1 كو 24:10). فإن نفعك قائم في نفع أخيك، ونفعه هو لنفعك[25].

القديس يوحنا ذهبي الفم

الشيخ الروحاني

ولا تحتد… ” [5].

القديس باسيليوس الكبير

مار إفرام السرياني

ولا تظن السوء” [5].

“ولا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق” [6].

القديس يوحنا ذهبي الفم

ثيؤدورت أسقف قورش

“وتحتمل كل شيء،

وتصدق كل شيء،

وترجو كل شيء،

وتصبر على كل شيء” [7].

القديس يوحنا ذهبي الفم

العلامة أوريجينوس

القديس أغسطينوس

القديس أمبروسيوس

القديس يوحنا ذهبي الفم

القديس يوحنا ذهبي الفم

الأب سيرينوس

2. يا لسمو الحب!

“المحبة لا تسقط أبدًا،

وأما النبوات فستبطل،

والألسنة فستنتهي،

والعلم فسيبطل” [8].

القديس ماكرينا

سفيريان أسقف جبالة

لا! نحن لا نبغضهم، بل نبغض تعليمهم. لا الشخص بل سلوكه الشرير وفكره الفاسد.

لا تعجب أن النبوات والألسنة ستنتهي، ولكن ماذا بخصوص المعرفة؟ واضح أن بولس يُضم المعرفة أيضًا[37].

القديس يوحنا ذهبي الفم

القديس أغسطينوس

سأخبركم لماذا يعني بالزيت المحبة؟ يقول الرسول: “أريكم طريقًا أفضل” (1كو 31:12). “إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة ولكن ليست لي محبة فقد صرت نحاسًا يطن أو صنجًا يرن” [1]. هذه هي المحبة الطريق الأفضل من الكل، والتي لسبب حسن يشار إليها بالزيت. فإن الزيت يقوم فوق كل السوائل. اسكب ماء ثم اسكب عليه زيتًا فسيعوم الزيت فوق الماء. اسكب زيتًا ثم اسكب ماءً عليه، سيعوم الزيت فوقه. إن حفظت التدبير العادي فإنه سيكون فوق الكل. إن غيّرت النظام يبقى فوق الكل. هكذا المحبة لا تسقط أبدًا [8] [40].

القديس أغسطينوس

v خلود المحبة أو نقاوة القلب

لماذا نندهش من أن هذه الأعمال السابق ذكرها ستبطل بينما يخبرنا الرسول الطوباوي أنه حتى عطايا الروح القدس العظمى ستنتهي، مشيرًا إلى أن المحبة وحدها هي التي تبقى إلى الأبد، إذ يقول “وأمَّا النبوَّات فستبطل والأَلسِنَة فستنتهي والعلم فسيُبطَل” (1 كو 8:13). أما عن المحبة فيقول “المحبَّة لا تسقط أبدًا..” فالعطايا توهَب إلى حين من أجل الحاجة إليها لاستخدامها، فإذا ما انتهى عملها زالت، أما المحبة فلا تسقط أبدًا، لأن المحبة لا يتوقف نفعها عند هذه الحياة بل يتعداها إلى الحياة العتيدة. فإذ تزول أثقال احتياجات الجسد تستمر المحبة في نشاط أعظم وسعادة أوفر، فلا تعود بعد تضعف بتأثيرٍ ما، بل بعدم فسادها الدائم تلتصق بالله بأكثر نشاط وغيرة[41].

الأب موسى

“لأننا نعلم بعض العلم،

ونتنبأ بعض التنبوء” [9].

القديس أغسطينوس

“ولكن متى جاء الكامل،

فحينئذ يبطل ما هو بعض” [10].

القديس باسيليوس الكبير

كمثال نحن نعرف الآن أن الله في كل موضع، لكننا لا نعرف كيف يمكن ذلك. نحن نعرف أنه أوجد الخليقة من لا شيء ولكن ليس لدينا فكرة عن كيفية تحقيق ذلك. نحن نعرف أن المسيح وُلد من عذراء ولكننا لا نعرف كيف وهكذا[44].

القديس يوحنا الذهبي الفم

أمبروسياستر

القديس أمبروسيوس

القديس أغسطينوس

“لما كنت طفلاً كطفل كنت أتكلم،

وكطفلٍ كنت افطن،

وكطفلٍ كنت افتكر،

ولكن لما صرت رجلاً أبطلت ما للطفل” [11].

القديس إكليمنضس السكندري

القديس إكليمنضس السكندري

أمبروسياستر

القديس غريغوريوس أسقف نيصص

القديس يوحنا ذهبي الفم

“فإننا ننظر الآن في مرآة، في لغزٍ (مرآة غامقة)،

لكن حينئذ وجها لوجه.

الآن اعرف بعض المعرفة،

لكن حينئذ سأعرف كما عُرفت” [12].

القديس يوحنا الذهبي الفم

العلامة أوريجينوس

القديس أغسطينوس

القديس إكليمنضس السكندري

إذ يجلس أحد في ظلمة الليل لا يجرى وراء نور الشمس ما دام لا يستطيع أن يراه، ولكن إذ يحل الفجر ويبدأ بهاء الشمس أن يشرق عليه فإنه سيتتبع نورها[64].

القديس يوحنا الذهبي الفم

القديس أغسطينوس

القديس ديديموس الضرير

يخبرني عقلي الذي على شكل الله عندما يمتزج ذاك الإلهي، أقصد الذهن والعقل، بما هو شبيه به؛ عندما تعود الصورة إلى أصلها الذي تشتاق إليه. هذا يبدو لي هو معنى هذه العبارة العظيمة أننا في الزمان المقبل سنعرف كما عُرفنا[67].

القديس غريغوريوس النزينزي

سوف نراه حسب قدرتنا بدون حدود للمكان، ليس متسعًا في جزء وضيقًا في أخر، فإن هذا ليس بجسدٍ بل هو حاضر بكامله في كل موضع[68].

القديس أغسطينوس

القديس غريغوريوس أسقف نيصص

“أما الآن فيثبت الإيمان والرجاء والمحبة،

هذه الثلاثة،

ولكن أعظمهن المحبة” [13].

القديس كبريانوس

أمبروسياستر

الشهيد كبريانوس

ثيؤدور أسقف المصيصة

ثيؤدورت أسقف قورش

القديس أغسطينوس

يعالج القديس أغسطينوس موضوع الإيمان والرجاء والمحبة في حياة بعض الكاملين نسبيًا، خاصة المتوحدين والنسّاك، حيث لا يعودوا في حاجة إلى قراءة الكتاب المقدس الذي يدخلون إلى غايته بهذه العطايا الإلهية الثلاثة، والمثل الواضح في ذلك القديس مريم المصرية التي عاشت في البرية بدون الكتاب المقدس، وقد عرفت الكثير منه دون قراءته.

القديس أغسطينوس

القديس يوحنا ذهبي الفم

من وحي 1 كو 13

لأتشبه بك يا كلي الحب!

فأتشبه بك يا كلي الحب!

كيف لي أن اقتدي بك ما لم أقتنيك،

ويعمل روحك القدوس، روح الحب، فيّ؟

يرفعني إلى سمواتك فاختبر الحياة الجديدة،

التي لغتها الحب، وقانونها الحب!

روحك الساكن فيّ يهبني شركة الطبيعة الإلهية،

فاستعذب الحب وأرفض كل ما لا يتناغم معه.

يثمر في داخلي حبًا وفرحًا وسلامًا!

لكن بدون الحب لا ننتفع شيئًا،

بل ونصير كلا شيء.

ماذا انتفع إن تحدّثت مع كل إنسانٍ بلغته،

بل ومع الملائكة بلسانهم،

ما لم اقتن الحب في داخلي؟

بدونه يصير صوتي ضجيجًا مزعجًا، تنفر منه السماء والأرض.

بل بالإيمان أسألك أن تحرك جبال الكراهية،

وتلقيها بعيدًا عني!

بالحب أفتح مخازن قلبي بإخلاص لكل محتاجٍ،

وبه اشتهي أن أبذل حياتي من أجلك متهللاً.

بالحب أعرف كيف أتعبد لك، وأسلك مع اخوتي.

فيهرب حسد إبليس من قلبي،

مشتهيًا خلاص كل أحدٍ ونجاحه وغناه ومجده.

أفرح به حين يسبقني إليك، ويتمتع بالبركات.

بك أنطلق نحو الصف الأخير،

فأجد سعادتي في التمتع بتواضعك ووداعتك.

اشترك معك في صلبك متهللاً،

واحتمل كل ألم بقلبٍ متسعٍ.

بالحب اختفى فيك، فأترجّى شركة المجد معك.

بالحب أرى الأبدية ليست ببعيدة عني.

أذوق عربونها، واشتهي حلولها.

أنطلق إليك، وقد صرت أيقونة لك.

تبطل كل المواهب وكل علمٍ ومعرفةٍ.

إذ أحيا بروح الكمال وأدرك أسرارك العجيبة.

والآن بك أتمتع بنضوجٍ فائقٍ.

ينتهي كل ما هو جزئي، لأتمتع بالنضوج والكمال.

ينتهي حتى الإيمان والرجاء،

ويبقى الحب أبديّا لن يسقط!

[1] للإفاضة في مفهوم الحب وأقوال الآباء فيه راجع كتابنا: الحب الأخوي.

[2] Cassidorus: Explanation of the Psalms, 2.

[3] Cassian: Conferences 11:12.

[4] In 1 Corinth., hom. 32:6.

[5] In 1 Corinth., hom. 32:7.

[6] In 1 Corinth., hom , 32:8.

[7] In 1 Cor., hom., 32:6.

[8] Comm. On 1 Cor., 251.

[9] CSEL 81:147.

[10] Sermons on New Testament Lessons, 45:7.

[11] Cf In 1 Corinth., hom. 32:7.

[12] Cf. In 1 Corinth., hom , 32:8.

[13] In 1 Corinth., hom , 32:8.

[14] Sermons on New Testament Lessons, 38:21.

[15] Letter 173 to Donatus.

[16] In 1 Corinth., hom , 32:8.

[17] In 1 Corinth., hom , 33:1.

[18] Cassian: Conferences 11:10.

[19] Sermons 23:4.

[20] Letter to Honoratus, 22.

[21] In 1 Corinth., hom , 33:1.

[22] In 1 Corinth., hom , 33:1.

[23] The Long Rules, 7.

[24] Commentary on Matthew, 12:41.

[25] In 1 Corinth., hom. 33:3.

[26] Letter 65 to Atorbius.

[27] In 1 Corinth., hom. 33:4.

[28] Comm. On 1 Cor., 253.

[29] In 1 Corinth., hom. 33:4.

[30] The Song of Songs, Comm. Prologue 2. (ACW)

[31] Patience, 17.

[32] Letters to Priests 49.

[33] In 1 Corinth., hom. 33:9.

[34] In 1 Corinth., hom. 33:9.

[35] Cassian: Conferences 7:5.

[36] On the Soul and the Resurrection.

[37] In 1 Cor., hom., 35:2.

[38] In 1 Corinth., hom. 33:5.

[39] Letter 55.

[40] Sermons on New Testament Lessons, 43:5.

[41] Cassian: Conferences 1: 11.

[42] City of God, 19:18.

[43] Concerning Faith.

[44] In 1 Cor., hom., 36:2.

[45] In 1 Corinth., hom. 34:2.

[46] CSEL 81:148.

[47] On His Brother Satyrus, 2:103.

[48] City of God 22:29.

[49] Enchiridion.

[50] Paedagogus 1:6:33.

[51] Paedagogus 1:6:33.

[52] CSEL 81 :149.

[53] On the Making of Man, 31.

[54] In Ephes., hom. 17.

[55] In Ephes., hom. 11.

[56] In 1 Corinth., hom. 34:2.

[57] In 1 Corinth., hom. 34:2.

[58] The Song of Songs, Comm., Book 4:14. (ACW)

[59] On Prayer 11 :2.

[60] The Song of Songs, Comm., Book 3:13. (ACW)

[61] On Christian Doctrine 7.

[62] City of God 22:29.

[63] Stromata 1 :49.

[64] In 1 Cor., hom., 34:2.

[65] City of God 22:29.

[66] On the Trinity 103:2.

[67] Oration 28:17.

[68] Letter to Consentius, 120.

[69] Against Eunomius, 2:1.

[70] Unity of the Church, 14.

[71] CSEL 81:149.

[72] The Good of Patience, 15.

[73] Comm. On 1 Cor., 255-256.

[74] Sermons on New Testament Lessons, 55:5.

[75] On Christian Doctrine 39.

[76] In 1 Corinth., hom. 34:5.

[77] In 1 Corinth., hom. 34:5.

تفسير كورنثوس الأولى 13 – الأصحاح الثالث عشر – القمص تادرس يعقوب ملطي

Exit mobile version