فريق اللاهوت الدفاعي

الوسم: جرجس مخلص حنا

  • عدد المتغيرات النصية في العهد الجديد اليوناني: تقدير مقترح – بيتر جوري – ترجمة: آرثر دانيال

    عدد المتغيرات النصية في العهد الجديد اليوناني: تقدير مقترح – بيتر جوري – ترجمة: آرثر دانيال

    عدد المتغيرات النصية في العهد الجديد اليوناني: تقدير مقترح – بيتر جوري [1] ترجمة: آرثر دانيال

    لتحميل البحث بصيغة PDF

     

    الملخص: منذ أن نشر العالِم (جون ميل) نُسخته من العهد الجديد اليوناني عام ١٧٠٧، أبدى الباحثون اهتمامًا متكررًا بعدد الاختلافات النصية (variants) في الشواهد النصية المتوفرة لدينا. إلا أن التقديرات السابقة لم تُوضّح مَن الذي قدّم هذه التقديرات، أو كيف تم التوصّلُ إليها، أو حتى ما الذي تم تقديره تحديدًا. تهدف هذه الدراسة إلى معالجة هذه الإشكالات الثلاثة، وتقديم تقدير حديث يستند إلى أوسع قاعدة بيانات مقارنة نصية متاحة. وتظهر النتائج عددًا من المتغيرات أعلى من أغلب التقديرات السابقة. ومع ذلك، تُظهر المقارنة الدقيقة أن هذا العدد يعكس تكرار النسخ أكثر مما يعكس أخطاء النُسّاخ أو عدم أمانتهم.

    الكلمات المفتاحية: النقد النصي، نقل نص العهد الجديد، عدد المتغيرات النصية.

    Keywords: textual criticism, transmission of the New Testament, number of variants

    عدد المتغيرات النصية في العهد الجديد اليوناني: تقدير مقترح - بيتر جوري - ترجمة: آرثر دانيال
    عدد المتغيرات النصية في العهد الجديد اليوناني: تقدير مقترح – بيتر جوري – ترجمة: آرثر دانيال
    1. مقدمة

    في شهر يونيو عام ١٧٠٧، نشر (جون ميل)، زميل كلية كوين بجامعة أكسفورد، العهد الجديد اليوناني. كانت هذه النسخة ثمرة عملٍ استمر ثلاثين عامًا من حياته، وقد نُشرت قبل وفاته بأسبوعين فقط. لم تكن أهمية هذه الطبعة في نصها ذاته، إذ لم تكن سوى إعادة طباعة لنص (ستيفانوس) الصادر عام ١٥٥٠. اللافت في عمل (ميل) كان ما أرفقه تحت النص [أي الهامش]. إذ جمع، خلال عمله الطويل، ما يُقدّر بنحو ٣٠,٠٠٠ قراءة مختلفة بين المخطوطات. وكانت هذه المتغيرات النصية هي التي أثارت الجدل لاحقًا، إذ رأى بعضهم أن وجود هذا الكمّ من الاختلافات قد يُضعف ثبات النص، ومن ثم يطال سلطة العهد الجديد ذاته.[2] لكن (ريتشارد بنتلي)، عميد كلية ترينيتي بجامعة كامبريدج، قدّم الرد الأكثر أهمية على هذه المخاوف في عمله ملاحظات على خطاب حديث عن حرية التفكير، الذي نُشر لأول مرة عام ١٧١٣ واستمر في ثماني طبعات. وقد أشار (بنتلي) إلى العلاقة المباشرة بين عدد المخطوطات وعدد المتغيرات النصية، موضحًا أن “كلما قارنتَ نُسخًا أكثر، ازداد عدد القراءات المختلفة”، وأنه “كلما زاد عدد النسخ التي تستعين بها، زادت المتغيرات التي تظهر لك”.[3]

    بعد مرور ثلاثمئة عام على كتابة (بينتلي) لتلك الكلمات، ازداد عدد مخطوطات العهد الجديد المعروفة بشكل كبير. فبينما كانت طبعة (ميل) تعتمد على أقل من مئة مخطوطة يونانية، يقوم معهد أبحاث نص العهد الجديد (Institut für Neutestamentliche Textforschung – INTF) في مدينة مونستر بألمانيا اليوم بفهرسة أكثر من ٥٦٠٠ مخطوطة.[4] ورغم هذا الازدياد الذي يبلغ ستة وخمسين ضعفًا، فإن العدد الفعلي للاختلافات النصية التي أشار إليها بنتلي لم يرتفع بنفس النسبة، وذلك لسبب بسيط (وغالبًا ما يُنسى): “لا أحد حتى الآن تمكن من عدّها جميعًا”.[5] لكن ما ازداد بشكل مستمر منذ زمن (بنتلي) و(ميل) هو التقديرات المتعلقة بعدد الاختلافات النصية في العهد الجديد.

    تنتشر هذه التقديرات في الكتب الأكاديمية، ومقدمات العهد الجديد، والكتب التفسيرية، وخصوصًا في كتب النقد النصي. وغايتها غالبًا إبراز الحاجة إلى النقد النصي.  أحيانًا يُطرح الأمر بنبرة تشاؤمية، كما يفعل غونتر تسونتس(Günther Zuntz) حين يصف العدد بأنه “كتلة لا يمكن تخيّلها أو التعامل معها”.[6] وفي حالات أخرى، تلعب هذه التقديرات الدور ذاته الذي لعبته في زمن (ميل)، إذ تُثير القلق لدى البعض وتستدعي ردًا من آخرين.[7] وفي بعض الأحيان، تؤدي محاولات وضع هذه التقديرات في سياقها الصحيح إلى استنتاجات غير متوقعة حول نقل نص العهد الجديد، كما في حالة ستانلي بورتر(Stanley Porter) الذي يقترح أن إنتاج المخطوطات القديمة “يكاد يُضاهي أحيانًا ما نراه اليوم في الطباعة الحديثة”، أو كما يقول كريغ بلومبرغ(Craig Blomberg) إن متوسط عدد القراءات المختلفة قد لا يتجاوز ثمانية قراءات لكل مخطوطة.[8]

    رغم الجاذبية المستمرة لمثل هذه التقديرات، فإن (إلدون إيب) محق في قوله: “لا يوجد حتى الآن تقدير موثوق لعدد الفروق النصية الموجودة في الشواهد المتوفرة لدينا”.[9] تهدف هذه الدراسة إلى تقديم مثل هذا التقدير، مع بعض التعليقات الموجزة حول كيفية الاستفادة منه. وقبل الانتقال إلى التقدير المقترح، سيكون من المفيد تتبُّع التقديرات السابقة بإيجاز، وبيان أوجه قصورها.

     

    1. التقديرات السابقة ومشكلاتها

    1.2. عرض للتقديرات

    تُظهر مراجعة للكتب والمقالات المنشورة خلال الـ ١٥٠ سنة الماضية مدى التكرار الذي يُستند فيه إلى هذه التقديرات (انظر المرجع 7). نقطة البداية، أو على الأقل نقطة المقارنة في العديد من هذه التقديرات، هي تقدير (جون ميل) لعدد٣٠,٠٠٠ اختلاف نصي في نسخته[10]. واحدة من أولى المحاولات لتحديث هذا الرقم ظهرت في كتاب (Plain Introduction) لـ (F. H. A. Scrivener)، الذي نُشر أول مرة عام ١٨٦١. بعد أن كرر نفس ملاحظة (بنتلي) عن أن ازدياد عدد المخطوطات يؤدي إلى ازدياد عدد المتغيرات، يقترح (سكرينر) أنه إذا كان (ميل) قد أحصى ٣٠,٠٠٠ اختلاف في زمانه، فإن العدد “لا بد أن يبلغ على الأقل أربعة أضعاف هذا الرقم” في زمنه، أي نحو ١٢٠,٠٠٠.[11] ورغم أنه لم يقدّم أي تفسير لسبب هذه الزيادة، فقد تبنّى آخرون تقديره، بل وسرعان ما وسّعه فيليب شاف (Philip Schaff)، الذي كتب عام ١٨٨٣ أن العدد “الآن لا يمكن أن يقل عن ١٥٠,٠٠٠، إذا ما شملنا الاختلافات في ترتيب الكلمات، وطريقة التهجئة، وغيرها من الأمور الطفيفة التي تتجاهلها حتى أوسع النسخ النقدية انتشارًا”.[12] ويُبرز التحفظ الذي أضافه (شاف) على تقديره أهمية مسألة التعريفات، وهي نقطة سنعود إليها لاحقًا.

    الزيادة التالية في التقديرات جاءت من (B. B. Warfield) من جامعة برينستون، حيث أضاف أكثر من ٣٠,٠٠٠ قراءة متنوّعة إضافية.[13] فبعد ست سنوات فقط من تقدير )شاف(، كتب )وارفيلد( أنَّه “وبصورة تقريبية، تم عدّ ما يقرب من ١٨٠ إلى ٢٠٠ ألف ‘قراءة متنوّعة’ في العهد الجديد، أي اختلافات فعلية في القراءة بين المخطوطات الموجودة”.[14] ما يميّز تقدير (وارفيلد)، إلى جانب كونه أول من يدّعي تقديم “عدّ” وليس مجرد “تقدير”، هو أنه أول من شرح الطريقة التي أُجري بها هذا العد، رغم أن شرحه بدا غريبًا، فبدلًا من عدّ عدد الاختلافات الفعلية بين المخطوطات، قدّم وارفيلد عدًّا لعدد المخطوطات التي تختلف عن معيار معيّن غير مذكور. ويُوضح أن العد يتم بحيث “يتم احتساب كل موضع تظهر فيه قراءة متنوّعة بعدد مرّات تكرارها، ليس فقط حسب عدد الاختلافات المميزة فيه، بل أيضًا حسب عدد المرات التي تظهر فيها نفس القراءة المختلفة في مخطوطات مختلفة“.[15] وهذا يعني أنه إذا اتفقت ١٠٠ مخطوطة على قراءة ضد النص المعياري [الغير مذكور]، فسيُحسب ذلك على أنه ١٠٠ قراءة متنوّعة.[16]

    على مدار الـ ٤٥ عامًا التالية، تراوحت التقديرات بين رقم (سكرڤنر) ورقم (وارفيلد)، مع ميل، وأضح نحو الأرقام الأعلى التي طرحها (وارفيلد) رغم طريقته الغريبة في “العدّ”. اقترح (عزرا أبوت) في عام ١٨٩١ رقم ١٥٠,٠٠٠. وأعطى (إيبرهارد نيستله) في عام ١٨٩٧ تقديراً يتراوح بين ١٢٠,٠٠٠ و١٥٠,٠٠٠. أما (مارڤن ڤنسنت) فقد قدّر العدد بين ١٥٠,٠٠٠ و٢٠٠,٠٠٠ بعد عامين فقط.[17] وحده (أدولف يوليشَر) قدّم رقماً أقل، مقترحاً إما ٣٠,٠٠٠ أو ١٠٠,٠٠٠، لكنه رأى أن هذا الاختلاف لا يغيّر لاهوتياً شيئاً لأن الكنيسة لم تمتلك يوماً نسخة خالية من الأخطاء تعتمد عليها.[18] بحلول عام ١٩١٥،  قدَّم (تشارلز سيتيرلي) التقدير الأعلى الذي طرحه (وارفيلد) أي ٢٠٠,٠٠٠، مع توضيحه أنه لا يشير إلى المخطوطات اليونانية فقط.[19]

    في عام ١٩٣٤، قفز التقدير قفزته الكبيرة التالية على يد لويس بيرو (Louis  Pirot) ليون ڤاجاني (Léon Vaganay) حيث قدّرا العدد بما يصل إلى ٢٥٠,٠٠٠ متغيّر.[20] يُعتبر بيرو أول من أشار إلى أن عدد المتغيرات النصية قد يفوق عدد كلمات العهد الجديد نفسه. وبعد ١٥ سنة، أضاف Vaganay إرفين نيستله (Erwin Nestle)٥٠,٠٠٠ متغيّر إضافي، مقدّراً في عام ١٩٥١ أن عدد المتغيرات يتراوح بين ٢٥٠,٠٠٠ و٣٠٠,٠٠٠، هذا الرقم يتعلق بالمخطوطات اليونانية وحدها حسب كلامه.[21]

    بعد ما يقرب من مئة عام على تقدير (سكرينفر)، نجد ثاني تقدير  —بعد تقدير فون ميستريخت (von Maestricht) القائم على عمل (ميل)— يستند إلى بيانات مُحددة. فمع عمل مشروع العهد الجديد اليوناني الدولي (International Greek New Testament Project – IGNTP) على إنجيل لوقا، كتب كينيث كلارك (Kenneth Clark) عام ١٩٦٦ أن الباحثين باتوا قادرين الآن على “تقدير مدى وطبيعة الحالة النصية للعهد الجديد اليوناني بدقة أكبر.”[22] استنادًا إلى هذه البيانات، خَلُص ميريل بارفيس (Merrill Parvis) إلى أن العدد الفعلي للمتغيرات ربما يفوق بكثير التقديرات السابقة التي تراوحت بين ١٥٠,٠٠٠ و٢٥٠,٠٠٠. وقد أوضح (كينيث كلارك) هذا الفارق الكبير حين قَدّر بنفسه العدد بـ٣٠٠,٠٠٠ متغير.[23]

    بعد ذلك، استمر تكرار التقديرات الأقدم في الأدبيات، لكن تقدير (كلارك) البالغ ٣٠٠,٠٠٠ بدأ تدريجيًا في الهيمنة. استُشهد بهذا الرقم في أعمال كتبها كل من (J. K. Elliott) و (Ian Moir)و (Eldon Epp)وBart) (Ehrman و(Eckhard (Schnabel .[24] ومع ذلك، شأنه شأن جميع هذه التقديرات، لم يُكتب له الاستمرار طويلًا.

    في عام ٢٠٠٧، عدّل (إلدون إب) تقديره السابق البالغ ٣٠٠,٠٠٠ اختلاف نصي إلى “ثلث مليون”. لكن (بارت إرمان) هو أول من ذكر في كتابه الأكثر مبيعًا سوء اقتباس يسوع أن “بعض العلماء” يقدّرون العدد بأنه يصل إلى ٤٠٠,٠٠٠.[25] لا شك أن شهرة الكتاب لعبت دورًا في ذلك، وبما يتماشى تمامًا مع الاتجاه التاريخي، فقد تبنّى عدد من الكتّاب الرقم الأعلى الذي عرضه (إرمان)، ومن بينهم (J. Harold Greenlee)، و(Daniel B. Wallace)، و(Lee Martin McDonald). [26] ومع ذلك، يبدو أن هذا الرقم بات مرشحًا للتجاوز، وفقًا لما أشار إليه (إلدون إيپ) في تقديره الأخير، والذي وصفه بأنه “تخمين غير مبني على أدلة wild guess“، حيث اقترح أن عدد الفروق النصية قد يتراوح بين ٤٠٠,٠٠٠ و٧٥٠,٠٠٠ متغير. يُمثّل هذا التقدير أعلى رقم مقترح حتى الآن، كما يُعدّ أكبر قفزة عددية مفردة مقارنة بجميع التقديرات السابقة. [27]

    عدد المتغيرات النصية في العهد الجديد اليوناني: تقدير مقترح - بيتر جوري - ترجمة: آرثر دانيال
    عدد المتغيرات النصية في العهد الجديد اليوناني: تقدير مقترح – بيتر جوري – ترجمة: آرثر دانيال

    2.2. المشاكل

    في دليله التحليلي والنقدي لكشف الإحصاءات المشكوك فيها، يلخّص جويل بست (Joel Best) نصيحته الأساسية في الملاحظة التالية: “علينا أن نكون حذرين للغاية عندما لا نعرف من الذي قدّم الأرقام، أو لماذا قُدِّمت، أو كيف تمّ التوصل إليها، وعندما لا يمكننا التأكد من تطبيق منهجيات متّسقة في القياس عبر أزمنة وأماكن مختلفة”.[28] ولسوء الحظ، فإن جميع تقديرات عدد المتغيرات النصية في مجال نقد نص العهد الجديد التي قُدِّمت خلال المئة وخمسين عامًا الماضية تعاني من هذه العيوب المنهجية نفسها.

    في المقام الأولى، غالبًا لا نعرف من الذي قدّم التقدير أصلًا. يُستخدم الأسلوب المبني للمجهول بشكل واسع في عرض هذه الأرقام. عبارات مثل: “يقول البعض…”[29] أو “يُقال إن…”[30] أو “تقدّر بعض المصادر أن…”[31] أو “تم إحصاء…”[32] مثل هذه العبارات تُمثّل سلسلة طويلة من التقديرات غير المُحققة. من خلال استخدام هذه الصيغة، يستطيع الناقلون لهذه الأرقام الاستفادة منها دون تحمّل أي مسؤولية حقيقية تجاه دقتها. تتفاقم المشكلة عندما يُعرض الرقم باعتباره “أحد أفضل التقديرات”[33] أو “تقديرًا موثوقًا” (بالألمانية [34]kundiger Schätzung) أو ما شابه. ينطبع في ذهن القارئ أن هناك جهة ما قد بذلت جهدًا حقيقيًا لصياغة منهج موثوق للتقدير، ولكن لا يظهر أي مصدر فعلي يدعم ذلك.

    ليس من الغريب أن تكون المشكلة الثانية هي أن من يورد هذه الإحصاءات لا يشرح أبدًا كيف توصل إلى تقديره، رغم تكرار هذه الأرقام مرارًا في المراجع. وإذا حكمنا على هذه التقديرات وفقًا لدليل جامعة شيكاغو لكتابة الأرقام (The Chicago Guide to Writing about Numbers)، والذي يؤكد أن “جزءًا أساسيًا من كتابة الأرقام هو وصف البيانات والأساليب المستخدمة في إنتاجها”،[35] فإن جميع التقديرات السابقة تعتبر غير كافية.

    معظم التقديرات لا تُقدَّم معها أي مبررات على الإطلاق. وحتى القليل الذي يتضمن شرحًا ما يظل إشكاليًا. بعض التقديرات تُبنى ببساطة على مضاعفات رقم (ميل) البالغ ٣٠٠,٠٠٠ اختلاف نصي، لكن دون مبرر لمعدل هذه المضاعفة. والأسوأ من ذلك أن تلك التقديرات تتجاهل أن الرقم الأصلي نفسه (٣٠٠,٠٠٠) هو مجرد تقدير. وحده (وورفيلد) قدّم شرحًا لكيفية “عدّه” لهذه الأرقام، لكن توجد أسباب كثيرة تدعو إلى رفض طريقته في العد.

    أما أكثر التقديرات الواعدة فهي تلك التي قدمها (بارفيس) و(كلارك)، إذ استندت إلى مراجعات حديثة لعدد كبير من مخطوطات إنجيل لوقا. ومع ذلك، يتضح أن أيًا من هذين التقديرين لم يُبن على عدّ فعلي للاختلافات النصية، بل على تقدير لها، وهنا يظهر التباين بينهما. فـ(بارفيس) يقترح وجود ٣٠٠,٠٠٠ اختلاف في ١٥٠ مخطوطة من أصل ٣٠٠ تمت مراجعتها، بينما يقدّر (كلارك) وجود ٢٥٠,٠٠٠ اختلاف في جميع المخطوطات الـ٣٠٠ مخطوطة.[36] واللافت أن (كلارك) استخرج عددًا أقل من الاختلافات رغم استخدامه لعدد أكبر من المخطوطات، ما يشير إلى وجود خلل. وهذه المسألة تعكس المشكلة الأوسع المتمثلة في بناء تقدير على تقدير آخر.

    المشكلة الثالثة هي أن ما يتم تقديره ليس واضحًا دائمًا. هل المقصود بعض الفروقات بين بعض الشواهد؟ أم بعض الفروقات بين جميع الشواهد؟ أم جميع الفروقات بين جميع شواهد العهد الجديد؟ على سبيل المثال، ميّز (إلدون إِب) بدقة في مواضع أخرى بين “القراءات النصية” و”الاختلافات النصية”، حيث تستبعد الأخيرة [أي الاختلافات النصية] كل “القراءات غير المعقولة”، و”أخطاء النسّاخ الواضحة”، و”الاختلافات الإملائية”، و”القراءات الشاذة”.[37] لكن عندما قدّم تقديره التقريبي بـ ٤٠٠,٠٠٠ إلى ٧٥٠,٠٠٠ اختلاف، ما الذي كان يقصده تحديدًا؟ كما هو الحال مع العديد من التقديرات السابقة، لا نجد إجابة واضحة.

     

    1. اقتراح تقدير جديد

    1.3. منهج ونطاق البحث

    مثل كثير من الدراسات التي تستعرض إحصائيات غير دقيقة، قد تعطي هذه الدراسة انطباعًا سلبيًا بأن الأرقام كلها غير موثوقة، لكن هذا ليس صحيحًا. الواقع أن أهم ميزة في الإحصاءات الجيدة بسيطة جدًا: أن تكون معلنة وواضحة، أي أن نعرف من أين جاءت هذه الأرقام، وكيف تم الوصول إليها. وأن تكون طريقة الحساب قابلة للنقاش، بحيث يستطيع باحثون آخرون تقديم ملاحظات تساعد في تحسين التعريفات وطريقة القياس،[38] وهذا بالضبط ما نحاول تقديمه في التقدير الجديد الذي سنعرضه لاحقًا.

    1.1.3. من الذي قام بالتقدير؟

    إذا أردنا لأي تقدير أن يكون ذا فائدة حقيقية، فلا بد أن يُوَضِح بشكل دقيق ثلاث نقاط أساسية تميز أي إحصاء جيد: “من” الذي قام بالتقدير، و”ما” الذي يتم تقديره، و”كيف” تم التوصل إلى الرقم. النقطة الأولى هي الأسهل. التقدير المعروض أدناه هو من عملي الشخصي، وبالتالي فإن الفضل أو الخطأ في دقته يقع على عاتقي وحدي.

    2,1,3. ما الذي يتم تقديره؟

    فيما يخص النقطة الثانية، أقتصر في تقديري على عدد الاختلافات النصية (variants) الموجودة في المخطوطات اليونانية فقط، أي البرديات، ومخطوطات الأحرف الكبيرة (majuscules)، ومخطوطات الأحرف الصغيرة (minuscules)، وكتب القراءات .(lectionaries) لا يعني هذا التقليل من أهمية الشواهد الأخرى مثل الترجمات القديمة، والاقتباسات الآبائية، والنقوش، وغيرها، بل يعود السبب ببساطة إلى صعوبة تقنيات الترجمة، وتعقيد أساليب الاقتباس، وفي كثير من الأحيان، إلى ندرة البيانات الدقيقة والموثوقة.

    السؤال المتعلّق بما نقوم بعدّه هو في آنٍ واحدٍ مسألة معقّدة وبسيطة. هي معقّدة لأنّ كل قرار يتعلّق بتحديد ما يُعدّ فرقًا بين نَصَّين يستلزم حكمًا بشريًّا فيه قدر من الذاتيّة. وهي بسيطة في هذا السياق تحديدًا، لأنّي سأعتمد اعتمادًا كاملًا على جداول نصية (collations) أعدّها باحثون آخرون. ولأجل اختيار جداول موثوقة أُقيم عليها الدراسة، اخترت تلك التي تتضمّن أكبر كمّ من البيانات، من أكبر عدد من الشواهد النصية، وبطريقة أسهل منالًا للاطّلاع والاستخدام.[39]

    المصادر الثلاثة الأساسية التي اعتمدتُ عليها في هذا التقدير هي: أطروحة (Bruce Morrill) حول يوحنا 18، وأطروحةMatthew)   (Solomonحول رسالة فيليمون، وعمل (Tommy Wasserman) حول رسالة يهوذا.[40] كل واحد من هذه الأعمال يوفّر أكثر بيانات التقابل (collation data) شمولًا المتوفرة حاليًا للنص اليوناني للعهد الجديد. أما المصدر الرابع الذي تم أخذه بعين الاعتبار فهو سلسلة Text und Textwert، التي نُشرت في الفترة بين 1987 و2005 على يد (كورت ألاند) وزملائه في معهد أبحاث نص العهد الجديد لاحقًا. Institut für neutestamentliche Textforschung)).[41] ومع ذلك، ونظرًا لأن مجلدات Text und Textwert) ) تقدّم بيانات التقابل في مقاطع محددة فقط (تُعرف بـ Teststellen)، فيجب استخدامها بحذر، كما سيتم توضيحه للمقارنة، تم عرض الخصائص المشتركة لكل واحد من هذه المصادر الأربعة في الجدول رقم 1أدناه.[42]

    مصدر مقارنة النصوص

    المخطوطات المشمولة

    الاختلافات المشمولة

    النص

    مدى التغطية

    بروس موريل

    جميع مخطوطات النص المستمر[43]

    جميع الاختلافات ما عدا أكثر الاختلافات الإملائية شيوعًا

    يوحنا 18

    اصحاح كامل

    ماثيو سولومون

    جميع مخطوطات النص المستمر

    جميع الاختلافات

    فيليمون

    سفر كامل

    تومي واسرمان

    جميع مخطوطات النص المستمر + نصف كتب القراءات

    جميع الاختلافات ما عدا أكثر الاختلافات الإملائية شيوعًا

    يهوذا

    سفر كامل

    Text und Textwert

    جميع مخطوطات النص المستمر

    جميع الاختلافات ما عدا القراءات الغير منطقية والاختلافات الإملائية

    العهد الجديد كامل باستثناء الرؤيا

    أجزاء مختارة فقط (مثلاً 11 جزء في يهوذا)

    جدول 1. مقارنة شاملة لكل مجموعة

     

    عدد المتغيرات النصية في العهد الجديد اليوناني: تقدير مقترح - بيتر جوري - ترجمة: آرثر دانيال
    عدد المتغيرات النصية في العهد الجديد اليوناني: تقدير مقترح – بيتر جوري – ترجمة: آرثر دانيال

    أهم جانب في تقديرنا هو بالطبع تعريف مصطلح «المتغير النصي». حتى الآن، استخدمنا مصطلحات «متغير»، «قراءة»، و«اختلاف» بشكل متبادل وبصورة غير دقيقة إلى حد ما. ولكن لكي يكون تقديرنا ذا فائدة، يجب أن نكون واضحين تماماً بشأن ما نقوم بتقديره. في مجال النقد النصي للعهد الجديد، جرت عدة محاولات للتمييز بين مصطلحي «متغير» و«قراءة»، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق واضح بعد.[44] لهذا الغرض، سأقتصر على استخدام مصطلح «المتغير النصي» والذي أعرفه بأنه: “كلمة أو مجموعة كلمات في أي مخطوطة تختلف عن أي مخطوطة أخرى ضمن مقطع نصي مماثل، مع استثناء ما يلي فقط: فروق التهجئة والطرق المختلفة لاختصار الأسماء المقدسة(nomina sacra) “.[45]

    قبل المتابعة، يجب التوقف عند ملاحظتين مهمتين بخصوص هذا التعريف. أولًا، هذا التعريف قائم على المقارنة بين المخطوطات نفسها، وليس على  أي نص نقدي معياري.[46] هذا يعني أن أي موضع في النص يحتوي على قراءتين على الأقل، تُعَدّ كل واحدة منهما «اختلافًا نصيًا«، بما في ذلك تلك القراءة التي يعتقد الجامع أو المحرر أنها الأصل الذي انحدرت منه القراءات الأخرى. في هذا السياق، لا يُعتبَر مصطلح «أصلي» و«اختلاف» وصفين متعارضين، بل يمكن أن يُطلَق كلاهما على نفس القراءة. التباين

    ثانيًا، يجب الانتباه إلى القيد المهم في تعريفنا، وهو عبارة “مقطع نصي قابل للمقارنة” (comparable segment of text). هذه العبارة تشير ببساطة إلى ما يُعرف في النقد النصي بوحدة الاختلاف/ (variant unit) .[47] تحديد الموضع الدقيق لحدود هذه المقاطع يخضع لتقدير بشري، وهو أمر قد يؤثر بشكل ملحوظ، في سياق دراستنا، على عدد المتغيرات الناتجة.[48] مدى تأثير هذا العامل على النتائج الكلية يصعب تحديده بدقة، لكن من خلال عملي في مجموعات بيانات متعددة، ألاحظ أن كلما كانت عملية التجميع النصي أكثر شمولًا، قلّ تأثير هذه القرارات على العدد الإجمالي للمتغيرات. على أي حال، يجب التنويه إلى أن التقدير المقدم في هذه الدراسة يعتمد بالكامل على تقديرات باحثين آخرين في تحديد حدود تلك المقاطع النصية.

     

    3.1.3. كيف وصلنا إلى هذا التقدير؟

    بناءً على مصادر التجميع النصي (collation) التي أشرنا إليها، وتعريفنا لما يجب عَدُّه ضمن المتغيرات النصية، يبقى أن نوضّح كيف سنصل إلى تقديرنا العام لعدد المتغيرات في العهد الجديد كاملًا. أول ما يجب ملاحظته هو أن تقديرنا لا يعتمد على تقدير سابق، بل على عَدٍّ فعليّ للمتغيرات النصية. وهذا يميز هذا التقدير عن كل التقديرات السابقة. ومع ذلك، يبقى مجرد تقدير، وجوهر كل تقدير هو عملية استقراء (extrapolation) من مجموعة بيانات إلى أخرى. أبسط نقطة يمكن الانطلاق منها في هذه الاستقراء هي عدد الكلمات في كل سفر من أسفار العهد الجديد. من الواضح أن هذا العدد يتوقف على الطبعة المستخدمة، ولكن ما دام نفس الإصدار يُستخدم في طرفَي المعادلة، فإن النتائج ستكون متسقة. ونظرًا للعلاقة الوثيقة بين هذه الطبعة وسلسلة(Text und Textwert) ، فقد اخترت الإصدار السابع والعشرين من (Nestle-Åland Novum Testamentum Graece)، والذي يحتوي على 138,020 كلمة، بما في ذلك الكلمات الموضوعة بين أقواس مزدوجة ومفردة.[49]

    إذا كنا نعرف عدد المتغيرات النصية لكل كلمة في جزء معيّن من النص، أو ما يمكن أن نطلق عليه “معدل الاختلاف “(rate of variation)، يمكننا الاستقراء بناءً عليه لتقدير عدد المتغيرات في كامل العهد الجديد. الصيغة الحسابية كالتالي:[50]

    عدد المتغيرات النصية في العهد الجديد اليوناني: تقدير مقترح - بيتر جوري ترجمة: آرثر دانيال
    عدد المتغيرات النصية في العهد الجديد اليوناني: تقدير مقترح – بيتر جوري ترجمة: آرثر دانيال

    بما أننا مهتمون بعدد المتغيرات في العهد الجديد (س)، يمكننا ترتيب المعادلة على الشكل التالي:

     

     

    2.3. البيانات المستخدمة في التقدير

    للوصول إلى معدل الاختلاف في كل مجموعة نصية (corpus)، قمت بفحص دقيق للمواضع التي تم جمع قراءاتها في المصادر المُختارة، وعددتُ المتغيرات النصية في كلٍ منها، مع تسجيل القراءات التي بلا معني (nonsense) أو القراءات الشاذة (singular) حيثما أمكن. في بعض الحالات، استخدمت قواعد بيانات إلكترونية ساعدت في العد، وفي حالات أخرى أجريت العد يدويًا. تُعرض

    السفر/الاصحاح

    عدد المخطوطات التي أُجريَت عليها المقارنة النصية

    وحدة الاختلاف

     

     

    المُتَغَيِّرات

    القراءات التي لا معني لها/غير مفهومة

    القراءات الشاذة

    يوحنا 18 (م)

    1659

    524

    3,058

    1360

    1768

    فليمون (س)

    572

    293

    1,185

    218

    409

    يهوذا (و)

    560

    324

    1,694

    502

    859

    البيانات الأولية من المصادر الثلاثة الأساسية في الجدول 2.

    جدول 2. البيانات المستخرجة من المقارنات النصية التي أجراها موريل (و)، وسولومون (س)، وواسّرمان (و).

     

    يمكننا أن نضيف إلى هذه البيانات عددًا من نقاط المقارنة المفيدة، مثل عدد الكلمات وعدد وحدات الاختلاف.  كما يمكننا عرض النسبة المئوية للقراءات الغير مفهومة والقراءات الشاذة من إجمالي القراءات. تُعرض هذه المقارنات في الجدول 3 (وقد تم تقريب المعدلات لأقرب جزء من المئة، والنسب المئوية لأقرب جزء من العشرة).

    السفر/الاصحاح

    عدد الكلمات (NA27)

    متوسط المتغيرات لكل وحدة اختلاف

    متوسط المتغيرات لكل كلمة

    النسبة المئوية للقراءات الغير مفهومة

    النسبة المئوية للقراءات الشاذة

    يوحنا 18 (م)

    791

    5.84

    3.87

    44,5%

    57.8%

    فليمون (س)

    335

    4.04

    3.54

    18.4%

    42.3%

    يهوذا (و)

    461

    5.23

    3.67

    29.6%

    50.7%

    المتوسط

    5.04

    3.69

    30.8%

    50.3%

    جدول 3. مقارنة بين عدد المتغيرات وعدد وحدات الاختلاف وعدد الكلمات. العمود الأخير يوضّح النسبة المئوية للمتغيرات التي تُعدّ بلا معنى أو التي تظهر في مخطوطة واحدة فقط من بين المخطوطات التي تم تجميعها.

     

    قبل الانتقال إلى التقدير، هناك بعض الملاحظات الهامة: أولًا، نسبة المتغيرات الشاذة مرتفعة بشكل كبير، إذ تُشكّل في المتوسط أكثر من نصف المتغيرات في الجداول الثلاثة، وتقترب من60٪ في يوحنا 18. أما المتغيرات التي لا معني لها أقل، لكنها لا تزال ملحوظة، إذ تتجاوز في المتوسط 30٪، وتصل إلى حوالي 45٪ في يوحنا 18. ومن غير المفاجئ أن هاتين الفئتين تتقاطعان بدرجة كبيرة؛ فـ 86.3٪ من المتغيرات الغير مفهومة في يوحنا 18 هي متغيرات شاذة، بينما تصل هذه النسبة إلى 64.2٪ في فيلمون، و84.7٪ في يهوذا. تؤكد هذه المعطيات أن الأخطاء الواضحة كانت النوع الأسهل الذي تمكن النساخ من ملاحظته وتصحيحه.

    ثانيًا، يجب أن ننظر في العلاقة بين عدد المتغيرات وعدد المخطوطات. من الصحيح، كما أدرك (بنتلي)، أن زيادة عدد المخطوطات المُقارنة يؤدي إلى زيادة عدد المتغيرات. لكن يمكننا أيضًا القول إن هذه الزيادة ليست خطية (linear) ولا أُسّية (exponential)، بل لوغاريتمية (logarithmic). والسبب في ذلك أن الغالبية العظمى من المخطوطات بيزنطية، لأنها متشابهة إلى حد كبير، وبالتالي، كلما زاد عدد المخطوطات البيزنطية المُقارنة، قلّ عدد المتغيرات التي تضيفها كل مخطوطة تتضاف للمقارنة.

    يتضح هذا أولًا إذا لاحظنا أن معدل الاختلاف (أو نسبة الكلمات إلى المتغيرات) متقارب جدًا بين المُقارنات الثلاث، رغم أن يوحنا 18 يضم تقريبًا ثلاثة أضعاف عدد المخطوطات. السبب في ذلك هو أن الكثير من هذه المخطوطات الإضافية هي بيزنطية. يمكن ملاحظة التأثير نفسه عند مقارنة تجميع (واسرمان) لرسالة يهوذا مع تجميع [51] .Editio Critica Maior (ECM) فعلى الرغم من أن (واسرمان) قارن أكثر من ثلاثة أضعاف عدد الشواهد، إلا أن النتيجة كانت أقل من ضعف عدد المتغيرات.[52] والسبب واحد: عند التعامل مع المخطوطات البيزنطية وعدد المتغيرات النصية، يبدأ قانون تناقص العائد بالظهور.[53]

    عدد المتغيرات النصية في العهد الجديد اليوناني: تقدير مقترح - بيتر جوري - ترجمة: آرثر دانيال
    عدد المتغيرات النصية في العهد الجديد اليوناني: تقدير مقترح – بيتر جوري – ترجمة: آرثر دانيال

    3.3. التقدير المُقترح

    استنادًا إلى هذه الأرقام، أصبح بإمكاننا الآن تقدير العدد الكلّي للاختلافات النصية في العهد الجديد اليوناني. وصيغة الحساب التي نعتمدها هي: “(عدد المتغيرات في العيّنة ÷ عدد الكلمات في العيّنة) × عدد كلمات نص العهد الجديد (NA27) = العدد التقديري للاختلافات في العهد الجديد بأكمله.”

    موريل

    (791 ÷ 3058) × 138.020 = 533,584

    سولومون

    (335 ÷ 1185) × 138.020 = 488,220

    واسرمان

    (461 ÷ 1694) × 138.020= 507,171

    نظرًا لأن هذه التقديرات تستند إلى بيانات من مجموعة متنوعة من أسفار العهد الجديد (الأناجيل، رسائل بولس، والرسائل الجامعة)، فإنها متقاربة بشكل ملحوظ. ومع ذلك، فإن ما يمكن اعتباره قصورًا فيها هو افتراضها لثبات معدل الاختلاف النصي عبر كامل العهد الجديد. ولكي نمنح خصوصية تداول كل سفر حقها، يمكننا استخدام البيانات المتوفرة في سلسلةText und Textwert ، مع العلم بأنها تغطي فقط 920 مقطعًا اختبريًا(Teststellen) ، ولا تشمل أي قراءات غير منطقية.[54] تُعرض هذه البيانات في الجدولين 4 و5.

     

    السفر

    المخطوطات

    المُجمعة

    مقاطع الاختبار

    المتغيرات

    المتغيرات الشاذة

    متى

    1657

    64

    720

    346

    مرقس

    1660

    196

    2431

    1144

    لوقا

    1672

    54

    862

    413

    يوحنا 1-10

    1683

    153

    1306

    439

    أعمال

    486

    104

    1260

    616

    رومية

    601

    47

    475

    223

    1 كورنثوس

    605

    59

    660

    260

    2 كورنثوس

    612

    26

    392

    201

    غلاطية

    609

    17

    235

    99

    أفسس

    607

    18

    181

    80

    فيلبي

    609

    11

    146

    71

    كولوسي

    612

    10

    127

    59

    1 تسالونيكي

    598

    5

    53

    26

    2 تسالونيكي

    598

    4

    58

    24

    1 تيموثاوس

    597

    9

    90

    40

    2 تيموثاوس

    586

    5

    43

    19

    تيطس

    574

    3

    67

    35

    فليمون

    563

    4

    65

    35

    العبرانيين

    595

    33

    307

    127

    يعقوب

    517

    25

    174

    60

    1 بطرس

    519

    13

    121

    46

    2 بطرس

    511

    14

    141

    55

    1 يوحنا

    504

    23

    205

    84

    2 يوحنا

    490

    8

    52

    24

    3 يوحنا

    500

    4

    22

    8

    يهوذا

    499

    11

    170

    84

    الرؤيا

    جدول 4. يُؤخذ عدد المخطوطات من مقطع الاختبار في كل سفر، وهو المقطع الذي يحتوي على أكبر عدد من الشواهد المخطوطية المُدرجة. تُحتسب الحذوفات الناتجة عن التماثل في نهايات الأسطر (homoeoteleuton) أو بداياتها (homoeoarchton)، والتي يُشار إليها بالحرفين “U” أو “V” في الجهاز النقدي، فقط إذا نتج عنها قراءة مميزة داخل وحدة الاختلاف. وعندما تحدث حذوفات متعددة من هذا النوع ضمن وحدة التغاير نفسها، لا تُعد قراءات شاذة.  أما المخطوطات التي تُسقط بالكامل مرقس 16: 9–20 أو يوحنا 7: 53–8: 11، فلا يُعاد احتسابها في وحدات التغاير اللاحقة داخل هذه المقاطع. يُستخدم الخط (-) للدلالة على البيانات غير المتوفرة.

     

    عدد كلمات العهد الجديد  في مقاطع الاختبار

    متوسط المتغيرات لكل مقطع اختبار

    متوسط المتغيرات لكل كلمة

    النسبة المئوية للقراءات الشاذة

    السفر

    156

    11.25

    4.62

    48.1%

    متى

    506

    12.40

    4.80

    47.1%

    مرقس

    167

    15.96

    5.16

    47.9%

    لوقا

    377

    8.54

    3.46

    33.6%

    يوحنا 1–10

    310

    12.12

    4.06

    48.9%

    أعمال الرسل

    126

    10.11

    3.77

    46.9%

    رومية

    201

    11.19

    3.28

    39.4%

    1 كورنثوس

    108

    15.08

    3.63

    51.3%

    2 كورنثوس

    48

    13.82

    4.90

    42.1%

    غلاطية

    46

    10.06

    3.93

    44.2%

    أفسس

    40

    13.27

    3.65

    48.6%

    فيلبي

    24

    12.70

    5.29

    46.5%

    كولوسي

    10

    10.60

    5.30

    49.1%

    1 تسالونيكي

    15

    14.50

    3.87

    41.4%

    2 تسالونيكي

    17

    10.00

    5.29

    44.4%

    1 تيموثاوس

    9

    8.60

    4.78

    44.2%

    2 تيموثاوس

    9

    22.33

    7.44

    52.2%

    تيطس

    14

    16.25

    4.64

    53.8%

    فليمون

    74

    9.30

    4.15

    41.4%

    العبرانيين

    61

    6.96

    2.85

    34.5%

    يعقوب

    21

    9.31

    5.76

    38.0%

    1 بطرس

    44

    10.07

    3.20

    39.0%

    2 بطرس

    81

    8.91

    2.53

    41.0%

    1 يوحنا

    9

    6.50

    5.78

    46.2%

    2 يوحنا

    7

    5.50

    3.14

    36.4%

    3 يوحنا

    51

    15.45

    3.33

    49.4%

    يهوذا

    رؤيا يوحنا

    11.57

    4.33

    44.4%

    المتوسط

    جدول 5. مقارنة بين عدد المتغيرات وعدد الكلمات ووحدات الاختلاف (variation units) في سلسلة Text und Textwert. تم أخذ عدد الكلمات من النص الأساسي في كل مقطع اختبار، وهو ما يتم تمييزه بخط سفلي في سلسلة TuT.

     

     

    لضمان التعامل مع عملية نقل كل سفر من أسفار العهد الجديد بشكل مستقل، قمنا بتطبيق المعادلة الحسابية على كل سفر على حدة، ثم جمعنا الناتج النهائي،[55] وكانت النتيجة أعلى تقدير حتى الآن: 591,044 قراءة مختلفة في كامل العهد الجديد. وعند مقارنة هذا الرقم مع التقديرات الثلاثة الأخرى، يبرز بوضوح أن التجميعات النصية الأوسع نطاقًا تؤدي إلى تقديرات أقل.

     كيف يمكن تفسير ذلك؟ أحد الاحتمالات هو أن يوحنا 18، وفليمون، ويهوذا قد تم نسخها بدقة أكبر من غيرها من أسفار العهد الجديد، ولذلك تظهر معدلات أقل من التغيير النصي مقارنة ببقية العهد الجديد. إلا أن التفسير الأرجح يكمن في الطبيعة الانتقائية لمقاطع الاختبار (Teststellen) المستخدمة في سلسلة Text und Textwert، والتي قد لا تمثل حجم التغيّرات النصية تمثيلًا دقيقًا كما كنا نأمل. فهذه المقاطع لم تُختَر عشوائيًا، بل تم “اختيارها بعناية” لغرض محدد، وهو تقييم القيمة النصية للمخطوطات [56].(Textwert) وفي الواقع، لسنا بحاجة إلى افتراض هذا التفسير، بل يمكننا إثباته من خلال مقارنة البيانات المتداخلة المعروضة في الجدول 6.

    التجمعية

    المخطوطات

    عدد كلمات NA 27

    وحدات الاختلاف

    المتغيرات

    متوسط المتغيرات للوحدة

    متوسط الاختلافات للكلمة

    يوحنا 1-10 (TuT)

    1683

    377

    153

    1570

    10.26

    4.16

    يوحنا 18 (م)

    1659

    791

    524

    3058

    5.84

    3.87

    فليمون (TuT)

    563

    14

    4

    65

    16.25

    4.64

    فليمون (س)

    572

    335

    293

    967

    3,30

    2.89

    يهوذا (TuT)

    499

    51

    11

    170

    15,45

    3.33

    يهوذا (و)

    560

    461

    324

    1192

    3.68

    2,59

    جدول 6. مقارنة بين بيانات “Text und Textwert” (TuT) وبيانات موريل(م)، وسولومون (س)، وواسرمان (و) تستثني هذه المقارنة القراءات التي لا معنى لها  (nonsense readings) من بيانات سولومون وواسرمان، بينما تشمل هذه القراءات ضمن بيانات TuT الخاصة بيوحنا 1–10 فقط.

     

    في جميع الحالات الثلاث، تُظهر مقاطع الاختبار في سلسلة Text und Textwert معدلات اختلاف أعلى من المتوسط. في حالة إنجيل يوحنا، يوجد 0.29 متغيرًا أكثر لكل كلمة في مقاطع يوحنا 1–10 مقارنةً بتجميع موريل ليوحنا 18. في رسالة يهوذا، المعدل يزيد بمقدار 0.74 متغيرًا لكل كلمة. أما في فليمون، فالمعدل يزيد بشكل لافت بمقدار 1.75 متغيرًا لكل كلمة. هذا يعني أنه إذا استخدمنا مقاطع Text und Textwert لتقدير عدد المتغيرات في فليمون ويهوذا بالكامل، فسوف نبالغ في التقدير بأكثر من 580 متغيرًا في فليمون و350 متغيرًا في يهوذا. قد يبدو هذا الفارق بسيطًا، لكن إذا تكرر نفس هذا المعدل على مستوى العهد الجديد كله، فسنحصل على تقدير زائد بمقدار يتراوح بين 100,000 و240,000 متغير. ومع ذلك، حتى في هذه الحالة، لن يكون تقديرنا بعيدًا تمامًا عن الواقع. وفائدة توفر بيانات من كل سفر على حدة تجعلنا لا نرفض تقدير Text und Textwert كليًا.

    نقترح أن يكون التقدير المعقول لعدد المتغيرات النصية في العهد الجديد اليوناني — باستثناء اختلافات الإملاء — حوالي نصف مليون متغير. هذا الرقم — ونؤكّد مجددًا أنه مجرد تقدير — يستند إلى عيّنة تمثّل تقريبًا 3% من كامل نص العهد الجديد اليوناني، وتشمل مخطوطات الأحرف الكبيرة، ومخطوطات الأحرف الصغيرة، وبعض كتب القراءات الكنسية. باستثناء سفر الرؤيا، يعتمد هذا التقدير على بيانات مأخوذة من أجزاء من كل سفر في العهد الجديد، وبالتالي لا يفترض أن جميع الأسفار نُسخت بنفس التكرار أو بنفس الدقة. كما لا يشمل التقدير المتغيرات المأخوذة من اقتباسات الآباء، الترجمات القديمة، التعاويذ، أو النقوش.

     

    عدد المتغيرات النصية في العهد الجديد اليوناني: تقدير مقترح - بيتر جوري - ترجمة: آرثر دانيال
    عدد المتغيرات النصية في العهد الجديد اليوناني: تقدير مقترح – بيتر جوري – ترجمة: آرثر دانيال
    1. قيمة هذا التقدير

    إذا كان التقدير السابق معقولًا، فما قيمته؟ قد يرى البعض أنه لا فائدة منه على الإطلاق، على سبيل المثال، كان (كينيث كلارك) مقتنعًا بأن “عدّ الكلمات مقياس لا معنى له للتنوع النصي، وأن جميع هذه التقديرات تفشل في نقل الأهمية اللاهوتية للاختلافات النصية”.[57] يمكننا أن نتفق مع الادعاء الثاني دون أن نتفق مع الأول، لأنه لا يوجد سبب للتشاؤم لدرجة الاعتقاد بأن العدّ والتقدير لا يمكن أن يقدّما شيئًا عن انتقال نص العهد الجديد؛ علينا فقط أن نكون دقيقين في كيفية استخدامنا للبيانات.

    على ذكر الأمثلة السلبية، قد نميل إلى مقارنة تقديرنا بعدد المخطوطات اليونانية الموجودة، كما فعل (كريغ بلومبرغ) و(ستانلي بورتر).[58] في هذه الحالة، قد نستنتج أن كل واحدة من المخطوطات البالغ عددها 5,600 تُنتج في المتوسط 90 متغيرًا فقط. لكن قليلًا من التفكير يُظهر أن هذا الاستنتاج لا معنى له، لأن المخطوطات اليونانية تختلف اختلافًا كبيرًا في الطول؛ إذ لا يمكن مقارنة 90 متغيرًا في المخطوطة السينائية الضخمة بنفس العدد في قصاصة P52 الصغيرة.

    فماذا لو استخدمنا عدد الصفحات بدلًا من عدد المخطوطات كوحدة مقارنة؟ تُشير الصفحة الرئيسية لموقع غرفة المخطوطات الافتراضية للعهد الجديد (NTVMR) إلى أن عدد الصفحات المفهرسة لمخطوطات العهد الجديد اليونانية يبلغ حاليًا 2,111,770 صفحة.[59] وهذا يعني، في المتوسط، متغيرًا واحدًا لكل أربع صفحات، أو 0.25 متغيرًا لكل صفحة. لا تزال لدينا مشكلة أن “الصفحة” ليست وحدة مقارنة ثابتة، لأن الصفحات تختلف في الحجم وفي كمية النص التي تحتويها، من دون وجود علاقة ضرورية بين العاملين. فالاختلافات النصية لا تنشأ أثناء تقطيع الصفحات أو تجليدها، بل تنشأ أثناء عملية نسخ الكلمات نفسها.

    كمثال إضافي، كثيرًا ما يُقارن عدد الاختلافات النصية بعدد كلمات العهد الجديد (في إصدار معيّن على الأرجح).[60] وهذه المقارنة تؤدي إلى نتيجة تفيد بأن عدد الاختلافات يفوق عدد الكلمات، وهي نتيجة يراها بعضهم جذّابة لما تحمله من “أثر صادم”. لكن رغم شيوع هذه المقارنة، فإنها قد تكون الأكثر إثارة للشك، على الأقل إذا كان المقصود منها إخبارنا بشيء ذي معنى عن نقل نص العهد الجديد. السبب هو أنها تتجاهل تمامًا أن العملية التي تُدخل الاختلافات إلى التقليد النصي (أي النسخ) تزيد أيضًا من إجمالي عدد الكلمات التي تشهد على نفس التقليد النصي. وكما هو الحال مع المقارنات الأخرى التي تمت دراستها، تفشل هذه المقارنة في إدراك أن النساخ يُدخلون اختلافات فقط أثناء عملية الكتابة. وكما في السابق، النتيجة هي مقارنة خاطئة.[61]

    هل يمكننا إذًا أن نقول شيئًا ذا معنى بشأن نقل نص العهد الجديد بناءً على عدد المتغيرات المقدَّرة؟ نعم، إذا قارنا عدد المتغيرات الموجودة في مخطوطاتنا، لا بعدد المخطوطات، أو الصفحات، أو كلمات العهد الجديد، بل بعدد الكلمات الموجودة في المخطوطات التي أُخذت منها تلك المتغيرات. المشكلة أن لا أحد يعرف عدد الكلمات الموجودة في مخطوطاتنا الباقية، ويبدو أن لا أحد سيعرف لفترة. مع ذلك، يمكننا إجراء هذه المقارنة على نطاق صغير باستخدام بياناتنا المستخرجة من المصادر الثلاثة الرئيسة. فمثلًا، إذا افترضنا أن المخطوطات الـ 1659 التي جُمِّعَت في يوحنا 18 تحتوي كل منها على عدد كلمات يتراوح بين 791 كلمة كما في نسخة NA27 و801 كلمة كما في نص روبنسون-پيربونت، فإن هذا يعني أن الكتبة أضافوا، في المتوسط، متغيرًا جديدًا واحدًا كل 430 كلمة منسوخة.

    هذا المعدل قريب من الذي حسبه ديفيد باركر لعضوين متقاربين من العائلة 1 (Family 1) في متى، وهو متغير واحد كل 550 كلمة.[62] أما في رسالتي فليمون ويهوذا، فينخفض المعدل بشكل ملحوظ ليصل إلى متغير واحد كل 150 كلمة منسوخة. ومثلما لاحظنا سابقًا، فإن السبب يعود على الأرجح إلى قلة عدد المخطوطات البيزنطية [المستخدمة] لهاتين الرسالتين. في جميع الحالات الثلاث، تؤكد البيانات أن العدد الكبير من المتغيرات يعكس تكرار النسخ من قبل الكتبة أكثر مما يعكس عدم أمانتهم في النسخ.[63]

    هناك فائدة إضافية لتقديرنا المقترح، وهي أنه يستند إلى بيانات نوعية، وليس كمية فقط .فيمكننا القول إن نحو 50٪ من المتغيرات التي قدّرناها هي من النوع الذي يعتبره كثير من نُقّاد النصوص الأقل احتمالًا لأن يكون أصليًا، أي “القراءات الشاذة”(singular readings) . يمكننا أيضًا أن نلاحظ أن في يوحنا 18، حوالي 44٪ من جميع المتغيرات هي من النوع الذي لم يتمكن المحرر من فهمه منطقيًا أو نحويًا، أي ما يُعرف بالقراءات “غير المفهومة”(nonsense variants). 
    أما في رسالتي فليمون ويهوذا، فالنسب أقل لكنها لا تزال تصل إلى 18٪ و29٪ على التوالي. هذا يثبت ببساطة ما كان نُقّاد النصوص المتمرّسون يعرفونه دائمًا، وهو أن نسبة كبيرة من المتغيرات الموجودة في مخطوطاتنا لا تملك، أو تملك احتمالية قليلة، لأن تكون أصلية.

     

    1. الخاتمة

    بعد نحو 150 عامًا من إصدار(ميل) نسخته التي قدّر فيها عدد المتغيرات النصية بنحو 30,000، اقترح (سكريفنر) أن يُضرب هذا الرقم في أربعة. واليوم، بعد أكثر من 150 عامًا من (سكريفنر)، يمكننا أيضًا أن نضاعف تقديره أربع مرات على الأقل، مع الإشارة إلى أن هذا التقدير يقتصر على المخطوطات اليونانية وحدها. ويمكن القول أيضًا إن جميع التقديرات السابقة كانت أقل من الواقع، ولا سيما تلك التي زعمت أنها تشمل قراءات نُقلت عن الترجمات القديمة أو عن آباء الكنيسة. الاستثناء الوحيد هو “التخمين الجريء” لـ (إلدون إيب) الذي يصل إلى 750,000 متغير، وهو على الأرجح مبالغ فيه، حتى مع احتساب الأدلة الأبائية والترجمية.

    الأهم من ذلك، أن هذا التقدير يتيح للباحثين عدم إلقاء مسؤولية تقديراتهم على مصادر غير مذكورة أو غير مرئية. فالتقدير الحالي يستند إلى بيانات واضحة ومنهجية محددة، وكلاهما متاح للفحص العلني. ويُؤمَل أن تكون هاتان الميزتان كافيتين لردعنا جميعًا عن إعادة تكرار معلومات غير موثقة أو لا يمكن التحقق منها بشأن انتقال نص العهد الجديد اليوناني.[64]

     

    1. الملحق: مسح للتقديرات السابقة

    تتضمن القائمة التالية مسحًا للتقديرات الواردة في كتب مقدمات العهد الجديد، ومقالات، والقواميس، والموسوعات، والدلائل التفسيرية، وكتب نقد نص العهد الجديد، وكتب تتناول أصل وتكوين الكتاب المقدس خلال الـ150 سنة الماضية. وعندما يكون المؤلف قد تم الاستشهاد به في هذه المقالة، يُكتفى هنا بذكر بيانات ببليوغرافية جزئية فقط.

     

    المصدر

    التاريخ

    التقدير

    العالم

    Plain Introduction, 3

    1861

    على الأقل 120,000

    Scrivener, F. H. A.

    Companion, 176

    1883

    150,000

    Schaff, Philip

    New Testament,’ The Imperial Bible-Dictionary: Historical  Biographical, Geographical, and Doctrinal (ed. Patrick Fairbairn; London: Blackie & Son) 370

    1886

    120,000

    Dickson, William P.

    Introduction, 13

    1889

    180,000 – 200,000

    Warfeild, B. B.

    ‘Bible Text—New Testament,’ I.278

    1891

    150,000

    Abbot, Ezra, C. von Tischendorf, and O. von Gebhardt

    Einführung, 14

    1897

    120,000 – 150,000

    Nestle, Eberhard

    History of the Textual Criticism, 6

    1899

    150,000-200,000

    Vincent, Marvin

    Introduction to the New Testament, 589

    1904

    30,000 أو 100,000

    Jülicher, Adolf

    The Ancestry of Our English Bibles: An Account of Manuscripts, Texts, and Versions of the Bible (New York: Harper & Brothers) 201

    1907

    150,000

    Price, Ira Maurice

    ‘Text and MSS (NT),’ V.2955

    1915

    200,000

    Sitterly, Charles

    Critique textuelle,’ II.262

    1934

    ‘حوالي 250,000’

    Pirot, Louis and H. J. Vogels

    Initiation, 9

    1934

    150,000-250,000

    Vaganay, Léon

    Text of the Epistles, 58

    [1946]

    1953

    “كتلة لا يمكن تصورها ولا يمكن التحكم بها”

    Zuntz, Günther

    ‘How to Use a Greek New Testament,’ 54

    1951

    250,000-300,000

    Nestle, Erwin

    ‘Text, NT,’ 595

    1962

    أكثر بكثير من 150,000-250,000

    Parvis, Merrill M.

    ‘The Textual Criticism of the New Testament,’ Peake’s Commentary on the Bible (ed. Matthew Black and H. H. Rowley; London: Thomas Nelson) 669

    1962

    300,000

    Clark, Kenneth W.

    ‘Theological Relevance,’ 3, 12

    1966

    300,000

    Clark, Kenneth W.

    Introduction to the New Testament (New York: Doubleday) 77

    1983

    200,000

    Collins, Raymond F.

    Introduction to New Testament Exegesis (Grand Rapids: Eerdmans) 13–14

    1993

    [1987]

    250,000

    Stenger, Werner

    ‘Textual Criticism,’ New Testament Criticism and Interpretation (ed. David Alan Black and David S. Dockery; Grand Rapids: Zondervan) 128 n. 21

    1991

    عشرات أو حتى مئات الآلاف

    Holmes, Michael W.

    Introduction, 2

    1991

    150,000-250,000

    Vaganay, Léon and C.-B. Amphoux

    Manuscripts and the Text, 21

    1995

    300,000

    Elliott, Keith and Ian Moir

    ‘Textual Criticism in the Exegesis of the New Testament, with an Excursus on Canon,’ A Handbook to the Exegesis of the New Testament (ed. Stanley E. Porter; Leiden: Brill) 52–53

    1997

    300,000

    Epp, Eldon J.

    Kenneth W. Clark Lectures, ‘Lecture One,’ §8

    1997

    300,000

    Ehrman, Bart D.

    ‘Multivalence,’ 277

    1999

    300,000

    Epp, Eldon J.

    The Study of the New Testament: A Comprehensive Introduction (Leiden: Deo, 20033) 84

    2003

    250,000

    Piñero, Antonio and Jesús Sáenz

    ‘Textual Criticism,’ 59

    2004

    300,000

    Schnabel, Eckhard J.

    ‘All About Variants,’ 275, 291

    2007

    ثُلثُ مليونٍ

    Epp, Eldon J.

    Misquoting Jesus, 89

    2005

    200,000-400,000

    Ehrman, Bart D.

    ‘Laying a Foundation: New Testament Textual Criticism,’ Interpreting the New Testament Text: Introduction to the Art and Science of Exegesis (ed. Darrell L. Bock and Buist M. Fanning; Wheaton: Crossway) 34

    2006

    300,000-400,000

    Wallace, Daniel B.

    Text of the New Testament, 38

    2008

    400,000

    Greenlee, J. Harold

    ‘Factor Analysis,’ 29

    2010

    300,000

    Baldwin, Clinton

    ‘Textual Criticism and New Testament Interpretation,’ 87

    2011

    400,000-750,000

    Epp, Eldon J.

    ‘Textual Criticism of the New Testament,’ np

    2012

    400,000

    Wallace, Daniel B.

    Formation of the Bible, 129, 144

    2012

    200,000-400,000

    McDonald, Lee Martin

    How We Got the New Testament, 23, 65

    2013

    أكثر من 100,000

    وقد تصل إلى 400,000

    Porter, Stanley E.

    Can We Still Believe the Bible?, 16–17, 27

    2014

    200,000-400,000

    Blomberg, Craig L.

    ‘Why Does New Testament Textual Criticism Matter?,’ 419

    2014

    400,000-750,000

    Epp, Eldon J.

     

     

     

    [1] Peter J. Gurry, “The Number of Variants in the Greek New Testament: A Proposed Estimate,” New Testament Studies 62, no. 1 (2016): 97–121.

    شكر خاص للأستاذ جرجس مخلص حنا على المراجعة اللغوية.

     

    [2] رُوِيَت هذه القصة في:

     Adam Fox, John Mill and Richard Bentley: A Study of the Textual Criticism of the New Testament 1675 1729 (Oxford: Basil Blackwell, 1954) 105–15.

    [3] Adam Fox, John Mill and Richard Bentley: A Study of the Textual Criticism of the New Testament 1675 1729 (Oxford: Basil Blackwell, 1954) 105–15.

    [4] للاطلاع على قائمة المخطوطات التي كانت متاحة لـ (ميل)، انظر: Fox, Mill and Bentley، الصفحات 143–146. أما القائمة التي يحتفظ بها معهد أبحاث نص العهد الجديد (INTF) فهي متوفرة على الرابط: http://ntvmr.uni-muenster.de/liste. وفي وقت كتابة هذا البحث، كانت الأعداد كالتالي: 127 بردية(papyri) ، و286 مخطوطة بحروف كبيرة(majuscules) ، و2841 مخطوطة صغيرة(minuscules) ، و2384 مخطوطة قراءات كنسية .(lectionaries)

    [5] Bart D. Ehrman, ‘Text and Interpretation: The Exegetical Significance of the “Original” Text,’ Studies in the Textual Criticism of the New Testament (NTTS 33; Leiden: Brill, 2006) 309; originally published as Bart D. Ehrman, ‘Text and Interpretation: The Exegetical Significance of the “Original” Text,’ TC: A Journal of Biblical Textual Criticism (2000), available athttp://rosetta.reltech.org/TC/v05/Ehrman2000a.html (accessed September 22, 2014). No estimate today ‘represents the sum total of all analyzed manuscripts’ as claimed by K. Martin Heide in ‘Assessing the Stability of the Transmitted Texts of the New Testament and the Shepherd of Hermas,’ The Reliability of the New Testament: Bart D. Ehrman and Daniel B. Wallace in Dialogue (ed. Robert B. Stewart; Minneapolis: Fortress, 2011) 157.

    [6] Günther Zuntz, The Text of the Epistles: A Disquisition upon the Corpus Paulinum (Schweich Lectures 1946; London: Oxford University Press, 1953) 58.

    [7] See especially Bart D. Ehrman and Daniel B. Wallace, ‘The Textual Reliability of the New Testament: A Dialogue,’ The Reliability of the New Testament: Bart D. Ehrman and Daniel B. Wallace in Dialogue (ed. Robert B. Stewart; Minneapolis: Fortress, 2011) 13–60, esp. 21–2, 32–4; Daniel B. Wallace, ‘Lost in Transmission: How Badly Did the Scribes Corrupt the New Testament Text?,’ Revisiting the Corruption of the New Testament: Manuscript, Patristic, and Apocryphal Evidence (Grand Rapids: Kregel, 2011) 26–40.

    [8] Stanley E. Porter, How We Got the New Testament: Text, Transmission, Translation (Grand Rapids: Baker Academic, 2013) 66; Craig L. Blomberg, Can We Still Believe the Bible? An Evangelical Engagement with Contemporary Questions (Grand Rapids: Brazos, 2014) 17.

    [9] Eldon Jay Epp, “Why Does New Testament Textual Criticism Matter? Refined Definitions and Fresh Directions,” ExpT 125, no. 9 (2014): 419.

    [10] غالبًا ما لا يُدرك أن هذا الرقم (30,000 اختلاف) لم يصدر عن جون ميل نفسه، بل هو تقدير قدمه (Gerard von Maestricht) في المقدمة التمهيدية لإصداره للعهد الجديد اليوناني عام 1711 (انظر Fox, Mill and Bentley, صـ 105).

    [11] F. H. A. Scrivener, A Plain Introduction to the Criticism of the New Testament for the Use of Biblical Students (Cambridge: Deighton, 1861) 3.

    [12] Philip Scha8f, A Companion to the Greek Testament and the English Version (New York: Harper & Brothers, 1883) 176.

    [13]كتب إلدون إيپ مؤخرًا أن “هورت (Hort) في عام 1882 تكلّم عن وجود 300,000 قراءة متنوّعة في الشواهد المعروفة”، لكن لم أجد أي دليل يدعم هذا الادعاء. انظر:  

    Eldon Jay Epp, “Textual Criticism and New Testament Interpretation,” in Method and Meaning: Essays on New Testament Interpretation in Honor of Harold W. Attridge (ed. Andrew B. McGowan and Kent H. Richards; Resources for Biblical Study 67; Atlanta: SBL, 2011), 87; cf. Epp, “Why Does New Testament Textual Criticism Matter?”, 419.

    [14] B. B. Warfield, An Introduction to the Textual Criticism of the New Testament (London: Hodder & Stoughton, 1889) 13.

    [15] وارفيلد، Introduction، صـ 13 (التأكيد مني). لا تزال نفس طريقة العد مستخدمة، على سبيل المثال، في: نيل آر. لايتفوت، How We Got the Bible (غراند رابيدز: إيردمانز، 2003³)، صـ 96: “إذا وُجد اختلاف بسيط واحد في 4000 مخطوطة مختلفة، فسيُعد ذلك 4000 ‘خطأ”.

    [16] طريقة العدّ هذه غير مستخدمة في الدراسات الحديثة، ولا يُعتدّ بها في الأوساط الأكاديمية، وليس من الأمانة استخدامها في الأعمال الدفاعية عربيةً كانت أو اجنبيةً، وقد نبّه الكاتب إلى ذلك بوضوح في مواضع أخرى من أعماله—المترجم.

    [17] Ezra Abbot, C. von Tischendorf, and O. von Gebhardt, ‘Bible Text—New Testament,’ A Religious Encyclopedia or Dictionary of Biblical, Historical, Doctrinal, and Practical Theology (ed. Philip Scha8f; 4 vols.; New York: Funk & Wagnalls, 1891) I.278; Eberhard ٥, Einführung in das Griechische Neue Testament (Göttingen: Vandenhoeck und Ruprecht, 18971) 14; Marvin R. Vincent, A History of the Textual Criticism of the New Testament (London: Macmillan, 1899) 6.

    [18] Adolf Jülicher, An Introduction to the New Testament (London: Smith, Elder & Co., 1904) 589–90.

    [19] Charles F. Sitterly, ‘Text and MSS (NT),’ The International Standard Bible Encyclopedia (ed. James Orr; 5 vols.; Chicago: Howard-Severance, 1915) V.2,955.

    [20] H. J. Vogels and L. Pirot, ‘Critique textuelle du Nouveau Testament,’ Dictionnaire de la Bible: Supplément (ed. Louis Pirot; 13 vols.; Paris: Librairie Letouzey, 1934) II.226; Léon Vaganay, Initiation à la critique textuelle néotestamentaire (BCSR 60 ; Paris: Bloud et Gay, 1934) 9.

    [21] Erwin Nestle, ‘How to Use a Greek New Testament,’ The Bible Translator 2, no. 2 (1951) 54.

    [22] Kenneth W. Clark, ‘The Theological Relevance of Textual Variation in Current Criticism of the Greek New Testament,’ JBL 85, no. 1 (1966) 12.

    [23] Merrill M. Parvis, ‘Text, NT,’ The Interpreter’s Dictionary of the Bible: An Illustrated Encyclopedia (ed. George Arthur Buttrick; 5 vols.; New York: Abingdon, 1962) IV.595; Clark, ‘Theological Relevance,’ 3.

    [24] J. K. Elliott and Ian Moir, Manuscripts and the Text of the New Testament: An Introduction for English Readers (Edinburgh: T&T Clark, 1995) 21; Eldon Jay Epp, ‘The Multivalence of the Term “Original Text” in New Testament Textual Criticism,’ HTR (1999) 52; Ehrman, ‘Text and Interpretation,’ §8; Eckhard Schnabel, ‘Textual Criticism: Recent Developments,’ The Face of New Testament Studies: A Survey of Recent Research (ed. Scot McKnight and Grant R. Osborne; Grand Rapids: Baker Academic, 2004) 59.

    [25] Eldon Jay Epp, ‘It’s All about Variants: A Variant-Conscious Approach to New Testament Textual Criticism,’ HTR 100, no. 3

    [26] 4 J. Harold Greenlee, The Text of the New Testament: From Manuscript to Modern Edition (Grand Rapids: Baker, 2008) 38; Daniel B. Wallace, ‘Textual Criticism of the New Testament,’ Lexham Bible Dictionary (ed. John D. Barry and Lazarus Wentz; Bellingham, WA: Lexham, 2012); Lee Martin McDonald, Formation of the Bible: The Story of the Church’s Canon (Peabody, MA: Hendrickson, 2012) 144.

    [27] Epp, ‘Textual Criticism and New Testament Interpretation,’ 87; Epp, ‘Why Does New Testament Textual Criticism Matter?,’ 419.

    [28] Joel Best, Stat-Spotting: A Field Guide to Identifying Dubious Data (Berkeley: University of California Press, 2013) 124.

    [29] Léon Vaganay and Christian-Bernard Amphoux, An Introduction to New Testament Textual Criticism (Cambridge: Cambridge University Press, 19912) 2; Ehrman, Misquoting Jesus, 89.

    [30] 28 Heide, ‘Assessing,’ 157.

    [31] Elliott and Moir, Manuscripts, 21.

    [32] Warfield, Introduction, 13.

    [33] Ehrman, ‘Text and Interpretation,’ §8; Wallace, ‘Lost in Transmission,’ 20.

    [34] Eberhard Nestle, Einführung in das Griechische Neue Testament (Göttingen: Vandenhoeck und Ruprecht, 1897) 14.

    [35] Jane E. Miller, The Chicago Guide to Writing about Numbers (Chicago: University of Chicago Press, 20041) 200.

    [36] Parvis, ‘Text,’ 595; Clark, ‘Theological Relevance,’ 3, 12. For comparison, David Parker estimates 11,000 variants in the nearly 2,000 Greek manuscripts of the Gospel of John. See David C. Parker, Textual Scholarship and the Making of the New Testament: The Lyell Lectures (Oxford: Oxford University Press, 2012) 84.

    [37] Eldon Jay Epp, ‘Textual Criticism (NT),’ The Anchor Bible Dictionary (ed. David Noel Freedman; 6 vols.; New York: Doubleday, 1992) IV.413–14. For an extended discussion, see Eldon Jay Epp, ‘Toward the Clarification of the Term “Textual Variant,”’ in Studies in the Theory and Method of New Testament Textual Criticism (Studies and Documents 45; Grand Rapids: Eerdmans, 1993)

    [38] Best, Stat-Spotting, 124.

    [39] وقد أدّى هذا المعيار الأخير، للأسف، إلى استبعاد عمل H. C. Hoskier المهم بعنوان:

    Concerning the Text of the Apocalypse: Collations of All Existing Available Greek Documents with the Standard Text of Stephen’s Third Edition, Together with the Testimony of Versions, Commentaries and Fathers. A Complete Conspectus of All Authorities, (2 vols.; London: Bernard Quaritch, 1929).

    [40] M. Bruce Morrill, ‘A Complete Collation and Analysis of All Greek Manuscripts of John 18’ (PhD diss.; University of Birmingham, 2012); S. Matthew Solomon, ‘The Textual History of Philemon’ (PhD diss.; New Orleans Baptist Theological Seminary, 2014); Tommy Wasserman, The Epistle of Jude: Its Text and Transmission (Coniectanea Biblica New Testament Series 43; Stockholm: Almqvist & Wiksell, 2006).

    [41] Kurt Aland et al., eds., Text und Textwert der griechischen Handscriften des Neuen Testaments (16 vols.; ANTF; Berlin: Walter de Gruyter, 1987–2005).

    [42] For details, see Morrill, ‘Complete Collation,’ 63; Solomon, ‘Textual History,’ 29–37; Wasserman, Jude, 129–130; Kurt Aland, Barbara Aland, and Klaus Wachtel, eds., Text und Textwert der griechischen Handschriften des Neuen Testaments: V. Das Johannesevangelium: 1. Teststellenkollation der Kaptiel 1–10: Band 1,1: Handschriftenliste und vergleichende Beschreibung (ANTF 35; Berlin: Walter de Gruyter, 2005) 7*–8*.

    [43] مخطوطات النص المستر هي: البرديات، ومخطوطات الأحرف الكبير، ومخطوطات الأحرف الصغير دون كتب القراءات (lectionaries) — المترجم.

    [44] For representative discussions, see E. C. Colwell and Ernest W. Tune, ‘Method in Classifying and Evaluating Variant Readings,’ Studies in Methodology in Textual Criticism of the New Testament (NTTS 9; Leiden: Brill, 1969) 96–105; Epp, ‘Clarification’; Gordon D. Fee, ‘On the Types, Classification, and Presentation of Textual Variation,’ Studies in the Methodology in Textual Criticism of the New Testament (Studies and Documents 45; Grand Rapids: Eerdmans, 1993) 62–79; David C. Parker, An Introduction to the New Testament Manuscripts and Their Texts (Cambridge: Cambridge University Press, 2008) 4–5; Barbara Aland et al., eds., Novum Testamentum Graecum: Editio Critica Maior IV: Catholic Letters (Stuttgart: Deutsche Bibelgesellschaft, 20132) 26*–7*.

    [45] يجدر التنويه هنا إلى أن سولومون، على عكس موريل وواسرمان، يصنف الاختلافات بين الضمائر مثل ὑµῶν/ἡµῶν و αὐτοῦ/ἑαυτοῦ  ضمن فئة “فروق التهجئة” (Solomon, ‘Textual  History,’ (33 لقد قمتُ بحساب 18 حالة من هذه الاختلافات وأدرجتها فيما يلي، لأنني أرى أنه لا ينبغي تصنيفها كفروق تهجئة.

    [46] For this distinction, see especially, Epp, ‘Clarification,’ 50. Precisely because this definition is oriented to manuscripts rather than reconstructed texts, it avoids completely the debates about the identification of the ‘original’ text, on which see Michael W. Holmes, ‘From ‘Original Text’ to ‘Initial Text’: The Traditional Goal of New Testament Textual Criticism in Contemporary Discussion,’ The Text of the New Testament in Contemporary Research: Essays on the Status Quaestionis (ed. Bart D. Ehrman and Michael W. Holmes; NTTSD 42; Leiden: Brill, 20132) 637–88.

    [47] حول أهمية التمييز بين “variant” (الاختلاف النصي) و”variant unit” (وحدة الاختلاف)، انظر:

    Colwell and Tune, ‘Method in Classifying,’ 99 100; Epp, ‘Clarifucation,’ 49–50, 60–1.

    [48]  An excellent discussion of the problem is given in Morrill, ‘Complete Collation,’ 55–65. For a good illustration, see Parker, Introduction, 4–5. For an explanation of how software can segment texts in the process of collation, see Peter Robinson, ‘Rationale and Implementation of the Collation System Used on This CD-ROM,’ The Miller’s Tale on CD-ROM (Leicester: Scholarly Digital Editions, 2004), now available at http://www.sd-editions.com/AnaServer/?millerEx+3344574+text.anv (accessed October 2, 2014).

    [49] تم إجراء هذا الإحصاء إلكترونيًا باستخدام برنامج Logos Bible Software. وللمقارنة، يحتوي النص الإلكتروني لإصدار Westcott and Hort على 137,655 كلمة، بينما يحتوي نصRobinson-Pierpont البيزنطي على 140,155 كلمة. استخدام الإصدار الأحدث Nestle-Aland 28 لن يُحدث فرقًا كبيرًا، لأنه أقصر من إصدار NA27 بـ سبع كلمات فقط. أنظر:

    Barbara Aland et al., eds., Novum Testamentum Graece (Stuttgart: Deutsche Bibelgesellschaft, 2012) 50*–1*).

    [50] عدد كلمات العَـيِّـنَـة وعدد كلمات العهد الجدي هي وفقًا لنص نستله ألاند الطبعة السابعة والعشرين — المترجم.

    [51] أشكر كلاوس فاختل (Klaus Wachtel) على تزويدي بالملفات الرقمية التي تقف خلف الإصدار الثاني من ((ECM2.

    [52] واسيرمان: 560 مخطوطة و1,694 متغير؛ :ECM2 156 مخطوطة و798 متغير.

    [53] كما يلاحظ الباحث المتخصص في دراسات العصور والوسطى باولو تروفاتو: “يبدو أن عدد المتغيرات يتناسب طرديًا مع عدد الشواهد الباقية، لكن هذا الازدياد يميل إلى الاستقرار، متبعًا منحنى تشبّع(saturation curve) ، بمجرد أن تكون غالبية الشواهد قد جُمعت.

    Everything You Always Wanted to Know about Lachmann’s Method: A Non-Standard Handbook of Genealogical Textual Criticism in the Age of Post-Structuralism, Cladistics, and Copy-Text (Storie e linguaggi; Padova: Libreriauniversitaria.it, 2014) 62.

    [54] الاستثناء الوحيد هو المجلد الأخير المتعلق بإنجيل يوحنا 1–10، إذ يسجّل كلًّا من القراءات غير المنطقية (nonsense variants) والقراءات الإملائية .(orthographic variants) باستثناء الجدول 6، سنستبعد هذه القراءات حفاظًا على التناسق في البيانات.

    [55] تقديرات عدد القراءات المختلفة  في كل سفر هي كما يلي: متى: 84,759، مرقس: 54,259، لوقا: 100,527، يوحنا:  54,097، أعمال الرسل: 74,907 رومية: 26,808 كورنثوس الأولى: 22,402 كورنثوس الثانية: 16,252 غلاطية: 10,927 أفسس: 9,518 فيلبي: 5,946 كولوسي: 8,369 تسالونيكي الأولى: 7,849 تسالونيكي الثانية: 3,185 تيموثاوس الأولى: 8,416 تيموثاوس الثانية: 5,918 تيطس: 4,903 فليمون: 1,554 عبرانيين: 20,555 يعقوب: 4,965 بطرس الأولى: 9,700 بطرس الثانية: 3,517 يوحنا الأولى: 5,417 يوحنا الثانية: 1,416 يوحنا الثالثة: 688 يهوذا: 1,535 الرؤيا: 42,655.  وبسبب عدم توفّر بيانات لسفر الرؤيا في سلسلة Text und Textwert، قمنا باحتساب المتوسط العام لمعدل التغيّر في الأسفار الستة والعشرين الأخرى، والذي بلغ 4.33.

    [56] Kurt Aland and Barbara Aland, The Text of the New Testament: An Introduction to the Critical Editions and to the Theory and Practice of Modern Textual Criticism (Grand Rapids: Eerdmans, 19892) 318. This would also explain the much higher rate of variants per variation unit.

    [57] Clark, ‘Theological Relevance,’ 5. In a similar vein, Bart Ehrman says of his ‘Orthodox corruptions’ that ‘it is pointless … to calculate the numbers of words of the New Testament a8fected by such variations’ (Bart D. Ehrman, The Orthodox Corruption of Scripture: The E9fect of Early Christological Controversies on the Text of the New Testament (New York: Oxford University Press, 2003) 276). For a response, see Heide, ‘Assessing,’ 125–59, esp. 155.

    [58] Porter, How We Got the New Testament, 66; Blomberg, Can We Still Believe?, 17.

    [59] See http://ntvmr.uni-muenster.de (accessed 5 February, 2015).

    [60] Examples are found in Eberhard Nestle, Einführung, 14; Vogels and Pirot, ‘Critique textuelle,’ II.262; Erwin Nestle, ‘How to Use,’ 54; Otto Stegmüller, ‘Überlieferungsgeschichte der Bibel,’ Die Textüberlieferung der antiken Literatur und der Bibel (München: Deutscher Taschenbuch, 19751) 195; Ehrman and Wallace, ‘Textual Reliability,’ 21, 32–3; Clinton S. Baldwin, ‘Factor Analysis: A New Method for Classifying New Testament Greek Manuscripts,’ Andrews University Seminary Studies 48, no. 1 (2010) 29.

    [61] المقصود هنا أنه عدد الاختلافات بين كامل مخطوطات العهد الجديد يجب أن يُقارن بإجمالي عدد الكمات في تلك المخطوطات، وليس بعدد كلمات العهد الجديد نفسه البالغة حوالي 138020 كلمة، قارن هذا مع اعمال أخرى للكاتب عبر فيها عن هذا بتفصيل:

    Peter J. Gurry, “Myths About Variants: Why Most Variants Are Insignificant and Why Some Can’t Be Ignored,” in Myths and Mistakes in New Testament Textual Criticism, ed. Peter J. Gurry and Elijah Hixson (Downers Grove, IL: IVP Academic, 2019), 191-210.

    [62] مخطوطتي الأحرف الصغير 1 و1582. أنظر Parker, Introduction, 137 .

    [63] كما يوضح )ديفيد باركر(: “إن مدى الاختلاف مرتبط بتكرار النسخ، بحيث يمكن أن تؤدي تغييرات نادرة نسبيًا، عبر عدد كبير من المخطوطات، إلى حجم الاختلاف الموجود”.

    Variants and Variance,’ Texts and Traditions: Essays in Honour of J. Keith Elliott (ed. Peter Doble and Je8fery Kloha; NTTSD 47; Leiden: Brill, 2014) 34.

    وقد أوضح )صموئيل تريجيليس( السبب ذاته، حيث فسر العدد الكبير من المتغيرات بأنه يعود “جزئيًا إلى تكرار نسخ العهد الجديد، وجزئيًا إلى العدد الكبير من النسخ التي وصلت إلينا”.

    Thomas H. Horne, John Ayre, and Samuel P. Tregelles, An Introduction to the Critical Study and Knowledge of the Holy Scriptures (4 vols.; London: Longmans, Green, & Co., 1869) IV.48)

    [64] من بين الذين قرأوا مسودات هذا البحث، يستحق كل من بيتر إم. هيد (Peter M. Head)، ديرك يونغكيند (Dirk Jongkind)، بيتر دي. مايرز (Peter D. Myers)، ودانيال ب. والاس (Daniel B. Wallace) تنويهاً خاصاً على ملاحظاتهم وتعليقاتهم.

     

    عدد المتغيرات النصية في العهد الجديد اليوناني: تقدير مقترح – بيتر جوري [1] ترجمة: آرثر دانيال

  • أساطير حول المتغيرات النصية: لماذا تُعدّ أغلب المتغيرات غير مهمّة، ولماذا لا يمكن تجاهل بعضها؟ – بيتر جوري – ترجمة: جرجس مخلص حنا

    أساطير حول المتغيرات النصية: لماذا تُعدّ أغلب المتغيرات غير مهمّة، ولماذا لا يمكن تجاهل بعضها؟ – بيتر جوري – ترجمة: جرجس مخلص حنا

    أساطير حول المتغيرات النصية: لماذا تُعدّ أغلب المتغيرات غير مهمّة، ولماذا لا يمكن تجاهل بعضها؟ – بيتر جوري [1]

    ترجمة: جرجس مخلص حنا

    مراجعة وتعليق: آرثر دانيال

     

    لتحميل المقال بصيغة PDF

    أساطير حول المتغيرات النصية: لماذا تُعدّ أغلب المتغيرات غير مهمّة، ولماذا لا يمكن تجاهل بعضها؟ - بيتر جوري[1]
    أساطير حول المتغيرات النصية: لماذا تُعدّ أغلب المتغيرات غير مهمّة، ولماذا لا يمكن تجاهل بعضها؟ – بيتر جوري[1]

    لقد وصلنا نص العهد الجديد عبر آلاف النسخ، مصحوبةً بآلاف الفروقات النصية. وهذه حقيقة أساسية لا يختلف عليها أحد. إلا أن هذه الفروقات تثير إشكالية واضحة لدى من يؤمنون بأن العهد الجديد يشكّل أساس الإيمان بيسوع المسيح؛ إذ إن معرفتنا بيسوع تستند في المقام الأول إلى كتابات العهد الجديد.[2] وإذا لم نكن نعرف على وجه الدقة ما تقوله تلك الكتابات، فلا جدوى من الجدل بشأن مدى صحة ما تقرره.[3]

    لهذا، شكّلت الاختلافات النصية بين مخطوطات العهد الجديد محورًا دائمًا في النقاشات حول مصداقية الإيمان المسيحي. ومع ذلك، فإن قراءة الأدبيات الحديثة تكشف عن وجود رأيين مختلفين تمامًا حول عدد هذه الفروقات ومدى أهميتها. خذ على سبيل المثال بارت إيرمان (Bart Ehrman)، الذي بدأ يشك في فترة دراسته اللاهوتية في إمكانية الوثوق بنص العهد الجديد… كان (إيرمان) يقول أنه، حتى لو أوحي الله بالكلمات الاصلية للعهد الجديد فنحن بأي حال من الأحوال لا نستطيع أن نحصل على تلك الكلمات الاصلية. ومن هنا استنتج أن “مبدأ الوحي كان، إلى حد ما، غير ذي صلة بالكتاب المقدس كما هو بين أيدينا، لأن الكلمات التي يُقال إن الله أوحى بها قد غُيِّرت، وفي بعض الحالات فُقدت.”[4] باختصار، خَلُصَ (إيرمان) إلى أنّ عدد المتغيرات النصية كبير جدًا بحيث لا يمكن تصديق مزاعم الكتاب المقدّس حول وَحْيِهِ الذاتي.

    من ناحية أخرى، من الشائع أن نجد كُتّابًا مسيحيين يرون أن الاختلافات النصية لا تُشكّل تهديدًا حقيقيًا للإيمان المسيحي بوحي الكتاب المقدس، وذلك لأن “أكثر من 99٪ من كلمات الكتاب المقدس نعلم على وجه اليقين ما قالته المخطوطات الأصلية”، وأن “لأغلب الأغراض العملية، فإنّ النصوص الاكاديمية المنشورة حاليًا للعهد القديم العبري والعهد الجديد اليوناني تُطابق المخطوطات الأصلية.”[5]

    أحيانًا يُستخدَم هذا الرقم القريب من الكمال بطريقة معكوسة، بحيث يُقال إنّ 99% من جميع المتغيرات غير مهمّة، بدلًا من القول إنّ 99% من الكلمات الأصلية معروفة بدقة، وهو معيار مختلف قليلًا.[6]

    في كلتا الحالتين، تنطبع الفكرة بأنّ المتغيرات النصية —رغم شكوك (إيرمان)— لا تُشكّل أي تهديد حقيقي لثقة المسيحيين بالكتاب المقدّس، وبحسب تعبير (ماثيو باريت)، فإنّ أي غموض نصي تطرحه اختلافات المخطوطات لدينا هو “دائمًا في أمور غير مهمّة، ولا يتعلّق أبدًا بالعقيدة المسيحية أو مصداقية النصّ الكتابي.”[7]

    لكن أي من هذين الرأيين المتعارضين هو الصحيح؟ هل قضية وحي الكتاب المقدس باتت بلا جدوى لأن النص الأصلي ضاع وسط غياهب الزمن؟ أم أنه لا داعي للقلق لأن طَبَعاتِنا الحديثة تتطابق مع النص الأصلي في 99٪ من الحالات؟

    في هذا الفصل، سنبيّن لماذا يُعدّ كلا الادعاءين مبالغًا فيه، ففي الحالة الأولي: من الصحيح أن الغالبية العظمى من عدد المتغيرات الكبير الذي نملكه تُعدّ في الواقع تافهة بالنسبة لقراء الكتاب المقدس في العصر الحديث؛ لكننا نأمل أيضًا أن نُوضّح لماذا يُعطي القول بأن “لا متغير يؤثر في العقيدة المسيحية” انطباعًا خاطئًا بالمثل، فبعض المتغيرات، رغم كونها مدفونة في هوامش الكتاب المقدس أو التعليقات عليه، تَمسّ في الواقع عقائد مهمة، ولذلك لا يمكن تجاهلها من قِبَل المسيحيين الذين يَعتبرون الكتاب المقدس كلمة الله.

    إن أول ما يثير الاهتمام إذن هو النظر فيما يبدو أنه ادعاءات جامحة حول عدد المتغيرات في مخطوطاتنا وبعض الطرق المفيدة (وغير المفيدة أيضًا) لوضع هذا العدد المقدر في سياقه. بعد ذلك، ننظر فيما إذا كانت هذه المتغيرات تؤثر على العقيدة والممارسة المسيحية قبل أن نختتم ببعض التأملات حول أهمية هذه المتغيرات.

     

    عدد المتغيرات في العهد الجديد

    أول ما ينبغي التفكير فيه عند التساؤل عمّا إذا كانت الاختلافات النصية تؤثر على الإيمان المسيحي هو عدد هذه الاختلافات.

    على مرّ القرون، قدّم علماء العهد الجديد تقديرات مختلفة حول عدد المتغيرات النصية الموجودة في المخطوطات. ففي البدايات، كانت بعض الطبعات من العهد اليوناني تُدرج المتغيرات في الهامش بشكل محدود للغاية. لكن هذا تغيّر جذريًا مع صدور الطبعة الثورية التي أعدّها (جون ميل) عام 1707، والتي استغرقت منه ثلاثين عامًا، وسجّلت ما يقارب 30 ألف متغير نصي.[8] بعد مرور قرن من الزمان، أشار الباحث (فريدريك نولان) إلى أن الدراسات اللاحقة أضافت حوالي 100 ألف متغير جديد إلى ما رصده ميل.[9] ثم جاء قرن آخر ليُضيف تقديرًا آخر ب100 ألف متغير إضافي. أما في عصرنا الحالي، أصبح الرقم الأكثر تداولًا هو 400 ألف متغير. بل إن أحد النقاد النصيين البارزين قد اقترح رقمًا يصل إلى 750 ألف متغير.[10] ولتوضيح الصورة، تجدر الإشارة إلى أن عدد كلمات العهد الجديد لا يتجاوز 138,020 كلمة في العهد الجديد اليوناني القياسي، أي أن لدينا متغيرات تفوق عدد كلمات العهد الجديد نفسه.[11]

     

    تقدير أفضل.

    تكمن المشكلة في جميع هذه التقديرات في أننا لا نُخبَر عن مصدرها. على سبيل المثال، يُعد (إيرمان) أول باحث بارز يرفع العدد إلى 400 ألف، لكنه، مثل غيره، لا يوضح كيف وصل إلى هذا الرقم، بل يعزو إلى “علماء” مجهولين دون تقديم أي تفاصيل إضافية.[12] ومع ذلك، إذا اعتمدنا على أكثر المجموعات شمولًا most comprehensive collections للمتغيرات المتاحة، فمن الممكن التوصل إلى تقدير أكثر انضباطًا.

    لدينا الآن تجميعات شبه كاملة ومتاحة لمخطوطاتنا اليونانية لثلاثة أقسام على الأقل من العهد الجديد: يوحنا ١٨، وفليمون، ويهوذا.[13] إذا قمنا بحساب عدد الاختلافات في هذه الأجزاء وقسمناها على عدد الكلمات في العهد الجديد القياسي باللغة اليونانية، فإننا نحصل على معدل الاختلاف. النتائج هي: 3.86 اختلافًا فرديًا لكل كلمة في يوحنا ١٨، 3.53 في فليمون، و٣٫٦٧ في يهوذا.[14]

    إذا ضربنا هذه المعدلات في عدد كلمات العهد الجديد القياسي اليوناني (١٣٨,٠٢٠ كلمة)، نحصل على عدد يتراوح بين ٤٨٨,٢٢٠ و٥٣٣,٥٨٤ متغيرًا، وبما أننا نتعامل هنا مع تقدير، فمن الأفضل على الأرجح أن نُبقي الرقم تقريبيًا: نصف مليون اختلاف غير إملائي في مخطوطاتنا اليونانية.

    كل تفصيل يُحدث فرقًا، هذا التقدير لا يشمل الاختلافات الإملائية، ولا المتغيرات الموجودة فقط في مصادر أخرى، مثل اقتباسات آباء الكنيسة للعهد الجديد أو الترجمات المبكرة إلى السريانية واللاتينية ونحوها. يعود ذلك إلى محدودية البيانات المتوفرة، وكذلك إلى طبيعة هذه الشواهد الأخرى. فالترجمات، على سبيل المثال، من الصعب جدًا إرجاعها إلى اليونانية الأصلية، كما أن الطرق المتنوعة التي اقتبس بها الآباء العهد الجديد تجعل من تصنيف اختلافاتهم النصية وحسابها أمرًا صعبًا. ويجدر بنا أيضًا أن نُشير إلى أن تقديرنا يشمل “متغيرات” قد تكون في الواقع هي القراءة الأصلية، وذلك لأنه تُحصي المتغيرات بين مخطوطاتنا، لا المتغيرات مقارنةً بالنص الأصلي، إذ إن هذا النص الذي نعيد بناءه هو النص الأصلي في المقام الأول.[15]

    أساطير حول المتغيرات النصية: لماذا تُعدّ أغلب المتغيرات غير مهمّة، ولماذا لا يمكن تجاهل بعضها؟ - بيتر جوري[1]
    أساطير حول المتغيرات النصية: لماذا تُعدّ أغلب المتغيرات غير مهمّة، ولماذا لا يمكن تجاهل بعضها؟ – بيتر جوري[1]

    تفسير التقدير.

    الآن بعد أن أصبح لدينا تقدير موثوق، يبقى السؤال: ماذا يعني هذا التقدير؟ مثل أي إحصائية جيدة، فإن عدد الاختلافات المقدَّر يحتاج إلى سياق يفسره، وقد تم تقديم عدة مقاربات لهذا الغرض. لكن كثيرًا منها يعاني من مشاكل. فمثلًا، كما رأينا في المقدمة، يقارن بعض الباحثين العدد الإجمالي المُقدَّر للمتغيرات في جميع مخطوطاتنا بعدد الكلمات في طبعة معينة من العهد الجديد اليوناني. ورغم أن هذه المقارنة تُحدث أثرًا بصريًا قويًا، فإنها في الواقع لا تفيد كثيرًا؛ لأنها تقارن بين عدد ثابت من جهة (كلمات طبعة واحدة من العهد الجديد) وعدد مُتغير [أي غير ثابت] من الجهة الأخرى (المتغيرات في جميع مخطوطاتنا).

    من جهة أخرى، حاول بعض الباحثين مقارنة عدد المتغيرات بعدد المخطوطات لتوفير منظور مختلف. ولكن هذه أيضًا مقارنة ضعيفة، لأن المخطوطات تختلف كثيرًا في الحجم والمحتوى. فبعض مخطوطات العهد الجديد، مثل المخطوطة السينائية، تتكون من مئات الصفحات وتحتوي على العهد الجديد بالكامل، بينما توجد مخطوطات أخرى عبارة عن شذرات صغيرة تحتوي على آية واحدة فقط، مثل P12.[16] وبالتالي، فإن مقارنة توحي بأن كلا المخطوطتين تحتويان على نفس عدد المتغيرات ستكون غير مفيدة إلى حدٍ بعيد.

     ما تغفله كلتا المقارنتين هو أن الكتبة لا يخلقون تباينات في النص إلا عندما يقومون بعمل نُسَخ إضافية. بشكل عام إذا كُثِفت عملية النسخ، زادت الاختلافات. لكن هذه اللعنة تحمل في طياتها نعمة، لأن المزيد من المخطوطات، على غير المتوقع، يعني إمكانية الحصول على المزيد من البيانات التي يمكن من خلالها حل الخلافات.  وقد عبّر (ريتشارد بنتلي) عن هذا المعنى في رده على القلق الذي سببه تقدير (جون ميل) لعدد المتغيرات، والذي وصل إلى 30 ألفًا ونُشر سنة ١٧٠٧م. أشار (بنتلي) إلى أن كثرة المخطوطات أفضل، لأنَّه كما قال: “كلما زاد عدد المخطوطات، كان ذلك أفضل، لأنه من خلال المساعدة المتبادلة يمكن تصحيح كل الأخطاء: فبعض المخطوطات تحافظ على القراءة الصحيحة في موضعٍ ما، ومخطوطات أخرى تفعل ذلك في مواضع أخرى.”[17] بمعنى آخر، فإن السبب نفسه الذي يخلق المشكلة (عملية النسخ) يمكن أن يقدم الحل (الكثير من المخطوطات).

    ولحسن الحظ، يمكننا اليوم أن نتجاوز هذا المبدأ العام الذي وضعه )بنتلي(، لأن لدينا الآن بيانات أكثر – وأكثر دقة – بكثير مما كان في عصره. فعلى سبيل المثال، إذا قمنا بمقارنة عدد المتغيرات في مخطوطات النص المتصل (continuous-text manuscripts)[18] لإنجيل يوحنا الإصحاح ١٨، بعدد الكلمات المقدَّر في تلك المخطوطات نفسها، فإننا نحصل على صورة واضحة لعدد المتغيرات الفريدة التي خلقها النُساخ لكل كلمة نسخوها يدويًا.

    لدينا 3058 متغيرًا في 1659 مخطوطة لإنجيل يوحنا 18. ونظرًا لأن النسخة المتوسّطة من الإصحاح تحتوي على نحو 800 كلمة، فإن عدد الكلمات المنسوخة يبلغ تقريبًا 1,300,000 كلمة. النتيجة: متغير واحد فقط لكل 434 كلمة منسوخة، أو 3058 متغيرًا فريدًا من أصل 1,300,000 كلمة.[19]

    ولو قمنا بحذف ١٣٦٠ متغيرًا غير منطقي [عبارات غير مفهومة أو أخطاء نسخ صريحة]، فسيبقى لدينا ١٦٩٨ متغيرًا نصيًا ذا معنى.[20]

    بالطبع، هذا ما يزال رقمًا كبيرًا يحتاج أن يتعامل معه علماء النقد النصي المتخصصون عندما يقررون أي من هذه المتغيرات تعكس النص الأصلي، في مئات المواضع التي تتطلب اتخاذ قرار (معظم هذه المتغيرات سيكون سهل الحسم، إما لأن عدد المخطوطات التي تشهد بها قليل جدًا، أو لأنها تحريفات واضحة). لكن من وجهة نظر النُساخ، فإن خلق متغير واحد جديد فقط لكل ٤٣٤ كلمة منسوخة يُعتبر معدلًا جيدًا، خصوصًا عندما ندرك أن كل واحدة من هذه الكلمات كانت تمثّل فرصة محتملة لابتكار قراءة جديدة لم تُسجّل من قبل. حتى مع وجود هذه المتغيرات النصية، ما يزال علينا أن نسأل: كم من هذه التباينات في يوحنا ١٨ تؤثر فعلًا على المعنى؟

    للحصول على فكرة أوضح حول ذلك، يمكن النظر إلى ما ورد في الطبعات النقدية الحديثة. فالطبعة الثامنة والعشرون من العهد الجديد حسب نستل-ألاند (NA28)، والمُعدّة خصيصًا للدراسة الأكاديمية، تتضمن 154 قراءة مختلفة في هذا الاصحاح وحده من إنجيل يوحنا. أما الطبعة الرابعة من طبعة اتحاد جمعيات الكتاب المقدس (UBS4)، التي صُممت خصيصًا لمساعدة مترجمي الكتاب المقدس، فتتضمن فقط 10 قراءات. بينما تسجل نسخة احدث وهي العهد الجديد اليوناني الصادر عن دار تيندال(Tyndale House)، 12 قراءة مختلفة.

    إذا نظرنا في بعض من أهم مفسري إنجيل يوحنا، نلاحظ أن (كارسون) تناول فقط ثلاث قراءات مختلفة، بينما ناقش (باريت) ثماني قراءات فقط.[21] كم عدد هذه القراءات التي تستحق أن يطّلع عليها القارئ العادي للكتاب المقدس بالإنجليزية؟ استنادًا إلى الترجمات الحديثة الكبرى، الجواب هو صفر.  ففي الإصحاح الثامن عشر من إنجيل يوحنا، لا توجد أي إشارة إلى أي قراءة مختلفة في ترجمات مثل ESV, NIV, NRSV أو حتى NET  المعروفة بكثرة حواشيها. مترجمو هذه الإصدارات محقّون في ذلك، لأن جميع القراءات الرئيسية في يوحنا 18 يمكن حسمها بسهولة، أو لا تؤثر تأثيرًا كبيرًا في المعنى، أو كلا الأمرين معًا.

    من الطبيعي أن تختلف اصحاحات أخرى من انجيل يوحنا أو حتى اسفار أخرى، لكن هذا المثال يوضح الفكرة الأساسية، وهي أن نسبة ضئيلة جدًا من مجموع القراءات المتنوعة تستحق فعلاً اهتمام المترجم، فضلًا عن القارئ العادي للكتاب المقدس.[22] ووفقًا لحساباتي،  فإن حوالي ٠٫٣٪ إلى ٢٫٨٪ فقط من جميع الاختلافات النصية المُقدّرة [حوالي نصف مليون] تظهر في طبعة UBS4 المصممة خصيصًا للمترجمين.[23] وبالرغم من أن بعض هذه القراءات قد تم إغفالها بسبب الرقابة التحريرية أو بدافع الضرورة البحتة، فإن عدد القراءات التي قد تؤثر بشكل ملموس على الترجمة لا يبتعد كثيرًا عن هذه النسبة.[24]   

     

    التخمين.

    قبل أن نناقش بعض الاختلافات النصية المحددة، يجدر بنا أن نُشير إلى مدى ندرة لجوء محرري العهد الجديد اليوناني إلى “التخمين” بخصوص النص الأصلي — أي، مدى ندرة توصلهم إلى أن جميع المخطوطات المتوفرة لدينا خاطئة، وأن النص الأصلي غير موجود في أي منها.[25] هذا النوع من التخمين يُعد ممارسة شائعة نسبيًا بين محرري النصوص الكلاسيكية، وقد مارسه محررو العهد الجديد أيضًا لفترة طويلة.[26] ومع ذلك، عندما ننظر إلى الطبعة الأكاديمية الأساسية من العهد الجديد اليوناني، أي طبعة NA، نلاحظ أن استخدام التخمين فيها آخذ في التناقص بمرور الوقت. فعلى سبيل المثال، في الطبعة الثالثة عشر التي نُشرت عام ١٩٢٧م، أدخل المحرر إرفين نيستلِه (Erwin Nestle)، وهو ابن إيبرهارد نيستلِه (Eberhard Nestle)، ١٨ تخمينًا في الجهاز النقدي، اعتبرها “يجب أن تُعد أصلية”.[27]

    قارن ذلك مع إصدار نستله ألاند، الصادر عام ٢٠١٢، حيث نجد أن المحررين اعتبروا اقتراحين فقط من التخمينات النصية أصلية (واحد في أعمال الرسل 12:16، وآخر في ٢ بطرس 10:3)[28] [29] أما محررو إصدارات أخرى، مثل طبعة Tyndale House، فيرفضون التخمينات من حيث المبدأ، رغم استمرار الجدل حول مبررات هذا الرفض.[30] ومع ذلك، فإن حتى وجود ثمانية عشر تخمينًا في إصدار نستله الثالث عشر، يثبت مدى موثوقية نص العهد الجديد.
    فالقراءة الأصلية غالبًا—إن لم يكن دائمًا—موجودة في مكان ما ضمن الشهود.
    التحدي، عندما توجد، هو تحديد مكان القراءة الأصلية بدقة وبشكل مقنع.[31]

     

    بعض المتغيرات الصعبة والمهمة

    بالرغم مما قيل، لا يزال كثيرون يعترضون على فكرة أن مجرد عدّ القراءات المتنوعة يمكن أن يقدّم صورة كاملة. فعلى سبيل المثال، يكتب (كينيث كلارك): “عدّ الكلمات هو مقياس لا معنى له للتنوع النصي، وجميع هذه التقديرات تفشل في التعبير عن الأهمية اللاهوتية للقراءات المختلفة”.[32] وبالمثل، يقول (إيرمان) عما يسميه “التحريفات الأرثوذكسية” إن: “أهميتها [[أي المتغيرات]] لا يمكن ببساطة قياسها بالأرقام؛ فلا معنى، على سبيل المثال، في حساب عدد كلمات العهد الجديد المتأثرة بمثل هذه القراءات، أو في تحديد نسبة التحريفات المعروفة المرتبطة باللاهوت”.[33]

    ومن المؤكد أننا لا نحتاج إلى الذهاب بعيدًا لنقول إن العدّ بلا معنى، خاصة عندما توضع هذه الإحصاءات في سياقها الصحيح. ولكن من الصحيح أيضًا أن الاختلافات النصية، مثل المخطوطات، ينبغي أن توزن لا تعد، وبناءً على ذلك، دعونا نستعرض بعضًا من أصعب وأهمّ القراءات في العهد الجديد. هذا من شأنه أن يمنحنا فهمًا أكثر واقعية لما إذا كانت القراءات النصية تمثّل تهديدًا حقيقيًا للإيمان المسيحي عمومًا أو لوحي الكتاب المقدس بشكل خاص.

     

    التعريفات.

    عند التفكير في أهمية الاختلافات النصية، من المفيد أن نُبقي في أذهاننا فئتين رئيسيتين. الأولى تتعلق بما إذا كان الاختلاف مؤثّرًا في التفسير. وبالاتفاق العام، فإن معظم الاختلافات لا تؤثّر على معنى النص. وهذا ينطبق بوضوح على اختلافات التهجئة (هل يتغيّر المعنى إذا كتبنا اسم “يوحنا” بحرف “نون” واحد أو اثنين في اليونانية؟)، كما ينطبق أيضًا على العديد من الاختلافات البسيطة الأخرى، التي لا تفعل سوى تحويل الضمني إلى صريح أو توضيح ما هو غامض. هذه الأنواع من الاختلافات تظهر في جميع مخطوطاتنا، وأي طبعة رئيسية من العهد الجديد اليوناني ستُظهر ذلك بوضوح صفحة بعد صفحة.[34] ولا تشكّل هذه الأنواع من الاختلافات أي تهديد للإيمان المسيحي أو لوحي الكتاب المقدس. إنها تُظهر ببساطة أن النُسّاخ أو القرّاء كانوا – أحيانًا – ميّالين إلى جعل النص أكثر وضوحًا.

    قد يُساعدنا مثال على ذلك. في أعمال الرسل 33:13، نجد مشكلة معقّدة في خطاب بولس في أنطاكية بيسيدية. هناك، يشير بولس إلى تحقيق وعود الله في يسوع بقوله إن “ما وعد الله به الآباء” قد تحقق الآن في القيامة. لكن الأشخاص الذين تحققت لهم تلك الوعود ليسوا واضحين تمامًا. فالنص يقول إما: “لنا، نحن أولادهم”، أو “لأولادنا”، أو ربما “لنا، الأولاد”[35] — الاحتمالان الأول والأخير هما الأكثر منطقية في السياق. أما الثاني فهو غريب تمامًا، إذ لا نتوقع أن تكون الوعود قد تحققت بين أولاد جمهور بولس. المشكلة أن القراءة الأولى هي الأحدث من حيث التوثيق، والثانية هي الأقدم، والثالثة لا وجود لها في أي مخطوطة، بل هي افتراض (conjecture).[36] وبغض النظر عن كيفية حل هذه المسألة بعينها، فإن هذا الاختلاف النصي يؤثّر فعلًا على المعنى الدقيق لكلام بولس، ولكنه لا يؤثّر بأي حال على أهمية القيامة، فضلاً عن واقع حدوث القيامة. فلا أحد سيكون أحمق إلى درجة القول إن مجرد وجود اختلاف في هذا العدد يُعرّض حقيقة القيامة للخطر.

    ما يهمنا، إذًا، هو تلك الاختلافات النصية التي يصعب بالفعل حسمها، والتي تحمل أثرًا فعليًا على النص بطريقة قد تؤثّر على الادعاءات المسيحية. فلننتقل الآن إلى بعض الأمثلة التوضيحية.

    أساطير حول المتغيرات النصية: لماذا تُعدّ أغلب المتغيرات غير مهمّة، ولماذا لا يمكن تجاهل بعضها؟ - بيتر جوري[1]
    أساطير حول المتغيرات النصية: لماذا تُعدّ أغلب المتغيرات غير مهمّة، ولماذا لا يمكن تجاهل بعضها؟ – بيتر جوري[1]

    مرقس 1:1.

    في الآية الأولى من الإنجيل الذي يُعتقد على نطاق واسع أنه أقدم الأناجيل، نجد اختلافًا نصيًا مهمًا وصعبًا. يبدأ الإنجيل بجملة تبدو وكأنها عنوان للإنجيل كله: “بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ اللهِ“. الاختلاف النصي هنا يتعلق بعبارة “ابن الله”، إذ إن بعض الشواهد النصية المهمة تحذف هذه الكلمات.[37] في إنجيل مرقس، تُعد بنوّة يسوع لله موضوعًا محوريًا، يتكرر ذكره في عماده (مرقس 11:1)، ثم عندما يواجه الأرواح النجسة (مرقس 11:3)، وفي حادثة التجلي (مرقس 7:9)، ثم في محاكمته أمام السنهدرين (مرقس 61:14)، ويبلغ ذروته في اعتراف قائد المئة الوثني (مرقس 39:15). المسألة، إذًا، ليست ما إذا كان مرقس يقدّم يسوع كابن الله، بل: هل أراد مرقس أن نقرأ روايته عن بشارة يسوع بهذا المعنى منذ السطر الأول؟

    في النسخ النقدية القياسية للنص اليوناني (UBS – جمعية الكتاب المقدس المتحدة، وNA – نستله ألاند)، توضع العبارة “ابن الله” بين قوسين، ما يشير إلى أن “النقاد النصيين اليوم ليسوا مقتنعين تمامًا بأصالة هذه الكلمات”.[38] ويؤكد هذا التردد العلمي ما نراه في أحدث نسختين نقديتين. ف الكتاب المقدس اليوناني الصادر عن جمعية الكتاب المقدس الأمريكية (SBL Greek New Testament) يحذف العبارة كليًا، في حين أن الكتاب المقدس اليوناني الصادر عن دار تيندال (Tyndale House Greek New Testament) يثبتها بدون أقواس. أما داخل إصدار UBS، فقد أُعطي لهذا الاختلاف تصنيف C، مما يعني أن المحرّرين واجهوا صعوبة في اتخاذ قرار قاطع.

    وهذا ما يتّضح بسهولة عندما ننظر إلى أول مخطوطة واردة في الجهاز النقدي، وهي المخطوطة السينائية (01). هذه المخطوطة المهمة تحوي القراءتين معًا: القراءة الأقصر (بدون “ابن الله”) كُتبت أولًا (01*)، بينما أُضيفت القراءة الأطول لاحقًا كتصحيح من أحد النُساخ الأصليين.[39] وتوجد كلتا القراءتين أيضًا في كتابات الآباء المسيحيين الأوائل؛ فعلى سبيل المثال، أوريجانوس يشهد للقراءة الأقصر، بينما إيريناوس يقتبس القراءة الأطول في مناسبات عديدة. أقدم شاهد معروف لدينا على هذا الجزء من إنجيل مرقس وهي في الحقيقة تعويذة (amulet) من أواخر القرن الثالث أو الرابع (P.Oxy. 76.5073)، ولا تتضمن القراءة الأطول.[40] مع ذلك، يجب القول إن أغلب الأدلة المخطوطية والترجمية تميل لصالح القراءة الأطول.

    ما يجعل هذا الاختلاف النصي صعبًا بشكل خاص هو تناقض الأدلة حول كيفية نشوء كل قراءة في الأصل. فمن جهة، ليس من الصعب تخيُّل أن النسّاخ الذين كانوا ينسخون القراءة الأقصر قد أضافوا عبارة “ابن الله” بدافع التبجيل للمسيح أو نتيجة معرفتهم بمحتوى إنجيل مرقس.[41] ومن جهة أخرى، فإن تسلسل الكلمات في الآية الأولى من مرقس يجعل حدوث السقوط العفوي أمرًا سهل الحدوث، لأن ست كلمات منها تنتهي بالحرف نفسه. وعندما تُكتب أسماء يسوع بصيغ مختصرة أو ما يُعرف بالأسماء المقدسة (nomina sacra) ودون فواصل ((ΥΧΥΥΥΟΥ يصبح من السهل تخيّل سقوط اثنتين من هذه الكلمات سهوًا. يسمّي العلماء هذا النوع من السقوط ب “homoioteleuton” (هومويوتيليوتون)، ومعناه الحرفي: “تشابه النهايات”، لأن النهايات المتشابهة تُعد السبب الرئيسي في ذلك الخطأ.

     لكن بعض الباحثين اعترضوا على هذا التفسير، مشيرين إلى أن الأسماء المقدسة صُمّمت خصيصًا لتُبرز الكلمات ومنحها أهمية خاصة، لا لتسهيل إهمالها. علاوة على ذلك، وبما أن هذه الآية تقع في بداية الإنجيل، فمن المتوقع أن يكون الناسخ في قمة تركيزه في هذا الموضع تحديدًا، بل من المرجّح أنه أخذ استراحة قبل أن يبدأ في هذا الجزء.

    ورغم أن هذا قد يكون صحيحًا في بعض الحالات، فإن لدينا أمثلة واضحة تثبت وقوع هذا النوع من السقوط في بداية إنجيل مرقس في مخطوطات متأخرة.[42] أحد هذه الأمثلة هو مخطوطة محفوظة في مدينة فيرارا بإيطاليا، تُعرف باسم GA 582 (أو: مخطوطة مكتبة البلدية، القسم الثاني، رقم ١٨٧، الجزء الثالث – Bibliotheca Communal Cl. II, 187, III)، وهي نسخة كاملة من العهد الجديد تعود إلى القرن الرابع عشر، نُسخت على يد ناسخ كان سيئ السمعة لكثرة السهوات أثناء النسخ.

    عندما زرتُ هذه المخطوطة في يوليو ٢٠١٦، أحصيتُ أكثر من ١٣٠ حالة سهو تمّت إضافتها لاحقًا في الهوامش. وهذه كانت مواضع ترك فيها الناسخ نصوصًا دون أن يدرك ذلك إلا لاحقًا، فقام بإضافتها بعد التصحيح. ومن بين هذه ال 130 سهوًا، حوالي ٦٠٪؜ كانت بوضوح نتيجة لما يُعرف ب “هومويوتيليوتون”. وليس من المستغرب أننا نجد حالتين من هذا النوع على الصفحة الأولى من إنجيل مرقس نفسه، إحداهما في السطر الأول تمامًا، حيث تُحذف عبارة “ابن الله”υἱοῦ τοῦ θεοῦ من النص الرئيسي بوضوح، ولكنها أُعيدت أيضًا بوضوح في الهامش. بعبارة أخرى، لم يكن استخدام الأسماء المقدسة المختصرة (nomina sacra) ولا بداية السفر كافيَين لمنع هذا الناسخ من الحذف العفوي. وما حدث في هذا المخطوط يمكن بالتأكيد أن يفسّر السقوط (الحذف) الموجود في المخطوطة (01*) وغيرها من المخطوطات.[43]

    ومهما يكن النص الأصلي هنا (وأنا أعتقد أن الأدلة تميل نحو القراءة الأطول)، فإن هذا الاختلاف يُعد، بحسب إجماع الباحثين، قراءة صعبة ومهمة. ومن المؤكد أنها من النوع الذي يجب على الترجمات الإنجليزية أن تستمر في التنبيه إليه لقرّائها. وعلاوة على ذلك، فهي قراءة لا يستطيع المسيحيون تجاهلها عند قراءتهم المتأنّية لإنجيل مرقس، حتى لو لم تكن بنوة يسوع هي المسألة المطروحة محل نقاش في التحليل الشامل للإنجيل.

     

    لوقا 34:23.

    يوجد في هذا الموضع متغير آخر، أصعب وأكثر أهمية حتى من ذاك الموجود في مرقس ١:١، وهي تتعلّق بإحدى أشهر العبارات المعروفة في الكتاب المقدس. في لوقا ٢٣:٣٤، بينما يُصلب يسوع بين لصّين، ينطق بكلمات مدهشة بقدر ومشهورة: “فَقَالَ يَسُوعُ: «يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ».” بهذه الكلمات، يجسّد يسوع الاستجابة للاضطهاد الذي حذر نه أتباعه في موضع سابق (لوقا 28:6)، والتي سيقلّدها أتباعه لاحقًا (أعمال الرسل 60:7)، وسيشجّعون الآخرين على اتباعها (١ بطرس 21:2-23).[44]

    لكن المشكلة من الناحية النصّية، هي أن بعض المخطوطات القديمة والمهمة جدًا لا تحتوي على هذه الصلاة الاستثنائية على الإطلاق؛ فالكلمات ببساطة غير موجودة. وهذا ينطبق على أقدم مخطوطة نملكها، وهي P75 (من القرن الثاني إلى الثالث)، وكذلك المخطوطة الفاتيكانية (من القرن الرابع). وعندما تتفق الفاتيكانية مع البردية P75، فإنها في الغالب تشهد لنصّ يعود إلى القرن الثاني أو ربما أقدم.[45]

    لكن على خلاف مرقس ١:١، فإن هذا الحذف لا يمكن تفسيره بتشابه النهايات. ومرة أخرى، فإن المخطوطة السينائية تحتوي على كلا القراءتين. في هذه الحالة، كتب الناسخ الأصلي القراءة الأطول، ثم جاء ناسخٌ ثانٍ ووضع علامة لمسح الصلاة، ثم جاء ناسخ ثالث وحاول أن يمحو العلامة! أما مخطوطة بيزا (من القرن الخامس)، فهي تُظهر تصحيحًا أيضًا، حيث حذف الناسخ الأول الصلاة، بينما أضافها ناسخ لاحق من القرن السادس في هامش أسفل الصفحة.[46] إن القراءة المقصودة، أي الصلاة، غير موجودة في النص اللاتيني لمخطوطة بيزا، لا في أصلها ولا في أي تصحيحات لاحقة. ويؤيد هذا الحذف أيضًا عدد من مخطوطات الأحرف الكبيرة الأخرى (مثل ٠٣٢، ٠٣٨، ٠٧٠، و٠١٢٤(، بالإضافة إلى مخطوطتين من الأحرف الصغيرة (هما ٥٧٩ و١٢٤١)، وكذلك بعض من أقدم الترجمات السريانية واللاتينية والقبطية. وتشكل هذه المجموعة مجتمعة الأدلة المتوفرة التي تشير إلى غياب الصلاة من النص. أما على الجانب الآخر، فإن الصلاة محفوظة في معظم شهود النصوص المتوفرة لدينا، وتحديدًا في أهم وأقدم المخطوطات اليونانية، وهي: المخطوطة *٠١ المعروفة باسم السينائية، والمخطوطة ٠٢ المعروفة بالإسكندرية، والمخطوطة ٠٤ المعروفة بالإفرايمية.

    تشهد الأدلة من القرن الثاني أن الآية كانت معروفة بصيغتها الأطول عند إيريناوس في كتابه ضد الهرطقات (3.18.5). أما عن نسخة ماركيون من إنجيل لوقا، فليس واضحًا ما إذا كانت تحتوي على هذه العبارة أم لا.[47] وهناك أيضًا إشارة مثرة للاهتمام إلى نفس الصلاة منسوبة إلى يعقوب أخو يسوع عند استشهاده، وذلك بحسب أحد آباء الكنيسة في القرن الثاني يُدعى هيجيسيپُس وقد نُقلت لنا هذه الرواية لاحقًا فقط في القرن الرابع على يد يوسابيوس القيصري في كتابه تاريخ الكنيسة (٢:٢٣:١٦). تكمن المشكلة في أننا لا نعلم هل كانت هذه الصلاة مصدرًا لما ورد في لوقا ٢٣:٣٤، أم أن لوقا ٢٣:٣٤ كان هو المصدر للصلاة التي نسبها هيجيسيپُس (حسب إيريناوس) إلى يعقوب.[48]

    أما عن الأدلة المخطوطية، فهي منقسمة بعض الشيء؛ إلا أن اتفاق المخطوطات P75 و03 (المخطوطة الفاتيكانية) و05* (مخطوطة بيزا، نصها الأصلي قبل التصحيح) يحمل وزنًا كبيرًا في نظر معظم علماء النقد النصي، ولا شك أن هذا يُفسّر استخدام الأقواس المزدوجة [[…]] حول العبارة في NA28/UBS5، وكذلك الثقة التي أبدتها لجنة UBS في إعطاء قرارهم تقييم “A”، أي أعلى درجات الثقة النصية. أما أقوى حجة لصالح حذف الصلاة، فقد طُرحت منذ عام ١٨٨١ على يد )وستكوت( و)هورت( حين كتبا: “الحذف المتعمد بسبب المحبة والمغفرة اللتين أظهرهما الرب تجاه قاتليه هو أمر لا يُصدق على الإطلاق؛ لا يوجد أي اختلاف نصي في العهد الجديد يحمل دليلًا على نشأته من دافع كهذا.”[49] بالإضافة إلى ذلك، يُشار غالبًا إلى أن النص، دون هذه الصلاة، يتدفّق بسلاسة من مشهد صلب الجنود ليسوع (لوقا 33:23) إلى مشهد تقاسمهم ثيابه وإلقاء القرعة عليها (لوقا 35:23).

    من جهة أخرى، فإن صلاة يسوع هذه تنسجم تمامًا مع الجزء الثاني من عمل لوقا، أي سفر الأعمال، حيث يصلي استفانوس صلاة مشابهة لكنها ليست مطابقة عند استشهاده (أعمال الرسل 60:7)، فلو كانت لوقا 34:23 قد أُضيفت بتأثير من صلاة استفانوس، لَكُنّا نتوقع أن تتطابق العبارتان بشكل أكبر من حيث الصياغة. علاوة على ذلك، فإن موضوع “الجهل” الذي نراه في صلاة يسوع: «لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون»، هو موضوع يعود إليه لوقا مرارًا في سفر الأعمال (أعمال 17:3-19؛ 27:13؛ 30:17).[50] لكن هذا الجهل لا يعني البراءة، بما أن الصلاة تطلب الغفران. بل يبدو أن المغزى هو أن الجنود – وربما اليهود أيضًا؟ – لا يدركون حقيقة الشخص الذي يقومون بصلبه، ولا الطريقة التي بها يعتزم الله أن يُحوِّل شرّهم إلى خير أعظم بكثير. (انظر: يوحنا ذهبي الفم في عظاته على الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس، العظة السابعة، الفقرة الخامسة).[51]

    في النهاية، يجب أن يُتّخذ القرار استنادًا إلى أيّ القراءتين تفسّر أصل الأخرى بشكل أفضل. (وهذا هو المبدأ الأساسي في النقد النصي للعهد الجديد). فإن لم تكن الصلاة أصلية، فمن أين جاءت؟ وإن كانت أصلية، فلماذا قد يرغب أحدٌ في حذفها؟ بالنسبة للسؤال الأول، هناك من يجيب بأن الصلاة جاءت من صلاة استفانوس، لكننا قد أشرنا سابقًا إلى أن الصياغة بين الصلاتين ليست متطابقة كما هو متوقع لو أن إحدى الصلاتين قد استُمدت من الأخرى. من جهة أخرى، يمكن اقتراح أن الصلاة كانت بالفعل من أقوال يسوع، لكنها لم تكن أصلاً جزءًا من إنجيل لوقا، في هذا التصور، تكون العبارة بمثابة “تقليد عائم” – أي تقليد شفهي متداول – انتهى به المطاف أن يدخل إلى إنجيل لوقا لاحقًا.[52] لكن، إن كان هذا هو الحال، يبقى علينا تفسير لماذا أُضيفت هذه الصلاة إلى إنجيل لوقا فقط، دون أن ترد في أي من الأناجيل الأخرى.

     أما بالنسبة للسؤال الثاني – لماذا قد تُحذَف هذه الصلاة؟ – فقد قُدّمت العديد من الإجابات، وكلها تدور حول المشكلات اللاهوتية الظاهرة في هذه الصلاة. لكن يجدر بنا أن نتذكّر أن تلك “المشكلات اللاهوتية” لم تكن مشكلاتنا نحن، بل مشكلات الكنيسة الأولى. تتنوع هذه الإشكالات، مثل أن الصلاة تبدو بلا استجابة لأن الله أدان اليهود من خلال تدمير أورشليم في سنة 70 م، أو أن يسوع يقدّم الغفران لأشخاص غير تائبين، أو أن الآية تلمّح إلى ظلمٍ تجاه من تصرّفوا عن جهل، أو أن بعض المسيحيين الأوائل، بدافع عداء لليهود، لم يقبلوا أن تُظهر الآية رحمة تجاههم. لقد ناقش الكتّاب المسيحيون هذه القضايا العامة فعليًا، وفي بعض الحالات ألمحوا إلى هذه المخاوف أثناء تناولهم هذه الصلاة بالذات.[53]

    مع ذلك، من الضروري أن نُدرك أن هذه المناقشات نفسها تُظهر بوضوح أن الكتّاب المسيحيين كانوا قادرين على التعامل مع تحفظاتهم بشأن هذه الصلاة من خلال الشرح والتفسير، لا من خلال حذفها من إنجيل لوقا. بمعنى آخر، ما تغفله هذه التفسيرات التي تبرر حذف الصلاة هو أن التعليق التفسيري، لا التحرير النصي، كان الأسلوب المفضل لدى المسيحيين في التعامل مع المقاطع الإشكالية، آنذاك كما هو الحال اليوم.[54]

    في نهاية المطاف، من الصعب للغاية اتخاذ قرار حاسم بشأن هذا الاختلاف النصي. من جهة، يصعب التغاضي عن الدعم المبكر والثقيل الذي يحظى به النص من قبل المخطوطة P75 والمخطوطتين 03 و05، ومن جهة أخرى، من الصعب جدًا تفسير كيف ظهرت هذه الصلاة في هذا السياق، إن لم تكن نابعة من لوقا نفسه. ومهما كانت القراءة الأصلية، فإن هذا المثال يمثل حالة أخرى من الاختلافات النصية—مثل مرقس 1:1—لا يستطيع القراء المسيحيون تجاهله.

    أساطير حول المتغيرات النصية: لماذا تُعدّ أغلب المتغيرات غير مهمّة، ولماذا لا يمكن تجاهل بعضها؟ - بيتر جوري[1]
    أساطير حول المتغيرات النصية: لماذا تُعدّ أغلب المتغيرات غير مهمّة، ولماذا لا يمكن تجاهل بعضها؟ – بيتر جوري[1]

    يوحنا 18:1.

    بعد مناقشة اثنين من الاختلافات النصية الصعبة والمهمة، قد يكون من المفيد تحقيق نوع من التوازن في الحديث من خلال الإشارة إلى المواضع التي لا تحتوي على اختلافات نصية معقدة في العهد الجديد، وهي مواضع تبدو أقل إثارة، لكنها – من هذه الزاوية بالذات – مهمة. خذ على سبيل المثال بداية إنجيل يوحنا المشهورة، حيث تُعرض ألوهية المسيح بوضوح وقوة فريدين.  نجد متغيرًا  شهيرًا يتعلق بما إذا كان المسيح يُدعى “الله الوحيد المولود” (μονογενὴς θεόs) أو “الابن الوحيد المولود” (μονογενὴς υἱός ) الفرق بينهما حرف واحد فقط عند اختصار الأسماء المقدسة بصيغة nomina sacra ΘC vs. ΥC)) .

    عند النظر إلى هذا الاختلاف بمفرده، يبدو ذا أهمية لاهوتية واضحة، إذ يبدو وكأنه اختيار بين ألوهية يسوع وبنوّته الفريدة. لكن هذا الاختلاف لا يأتي في عزلة، بل يأتي بعد مقدمة إنجيل يوحنا التي تُعلن ألوهية الكلمة (اللوغوس) بوضوح (يوحنا ١:١) وتجسّده (يوحنا 14:1)، ومن اللافت أن أول ١٤ آية من الإنجيل لا تحتوي على أي اختلاف لاهوتي على الإطلاق، في الواقع، هذه الآيات مستقرة نصيًّا إلى حد أنها تتطابق كلمة بكلمة بين أول طبعة منشورة للعهد الجديد باليونانية (طبعة إيرازموس، 1516) وأحدث طبعة (طبعة بيت تينديل، 2017). لا يوجد بينهما حتى حرف واحد مختلف.[55] هاتان الطبعتان تفصل بينهما قرون من الزمن، وتعتمدان على مخطوطات مختلفة تمامًا، ومناهج تحريرية متباينة. لذلك، أيًّا كانت القراءة الأصلية، فإن ألوهية يسوع تظل واضحة في مقدمة إنجيل يوحنا. ويمكن الاستشهاد بالعديد من المقاطع الأخرى الثابتة نصيًّا، التي يمكن وصفها بأنها ذات ثقل لاهوتي واضح، دون أي اختلافات نصيّة تُذكر.[56]

     هذه الأمثلة الثلاثة تمثّل حالات نموذجية للقراءات المتنوعة الهامة في العهد الجديد، لكن الجدير بالذكر أن مثل هذه القراءات نادرة نسبيًا، فمعظم أسفار العهد الجديد لا تحتوي إلا على عدد قليل جدًا من المواضع التي تجمع بين الأهمية والصعوبة. ويمكننا أن نذكر بعض هذه المواضع في الأناجيل مثل (متى ١٢:٤٧) و(متى ١٩:٩) و(متى ٢١:٢٩–٣١) و(متى ٢٤:٣٦) و(متى ٢٦:٢٨) و(مرقس ١:٢) و(مرقس ١٦:٩–٢٠) و(لوقا ٢:١٤) و(لوقا ١٠:١، ١٧) و(لوقا ١١:١–٤) و(لوقا ٢٢:٤٣–٤٤) و(يوحنا ٥:٣–٤) و(يوحنا ٧:٥٣–٨:١١)، كما نجد أمثلة أخرى خارج الأناجيل مثل (أعمال الرسل ٢٠:٢٨) و(رومية ٥:١) و(رومية ١٤:٢٣) أو (رومية ١٦:٢٥–٢٧) و(أفسس ١:١) و(٢ تسالونيكي ٢:٧) و(١ تيموثاوس ٣:١٦) و(العبرانيين ٢:٩) و(٢ بطرس ٣:١٠) و(يهوذا ٥)، ومع ذلك فإن كل هذه القراءات لا تُخفى على أحد،[57] بل تُذكر بوضوح في الهوامش الخاصة بمعظم الترجمات الإنجليزية الحديثة، وتُناقش في مراجع متخصصة مثل تعليق بروس متزجر النصي (Bruce Metzger) والتعليقات نصية  “TC” في ترجمة NET Bible، وكذلك في شروح الكتاب المقدس المختلفة، مما يدل على أن هذه التباينات ليست سرًا ولا تُدار حولها مؤامرة صمت، فهي معروفة ومتاحة للباحثين والقراء الجادين.

     

    المتغيرات والعقيدة

    توضح هذه الأمثلة، بالإضافة إلى البيانات المتعلقة بالعدد التقديري للمتغيرات في مخطوطاتنا، المشكلة التي نواجهها في مناقشتها بإنصاف. فمن جهة، من الواضح أن معظم المتغيرات يسهل حلها أو تجاهلها. ومن جهة أخرى، رأينا أمثلة في مرقس ١:١ ولوقا 34:23 حيث لا يمكن تجاهل المتغيرات. فكيف إذن نعرض الأدلة على أفضل وجه؟  أحيانًا تعطي المؤلفات الدفاعية (Apologetic literature) انطباعًا بأن الاختلافات النصية لا أهمية لها على الإطلاق. بينما يتعامل آخرون بحذر أكبر، فيزعمون فقط أن “لا يوجد أي تعليم أرثوذكسي أو ممارسة أخلاقية مسيحية تعتمد بشكل حصري على أي صياغة محل خلاف”.[58]

    (دانيال والاس) أكثر دقة، إذ يعترف بأن بعض “المعتقدات أو الممارسات غير المركزية” تبدو متأثرة باختلافات نصية يمكن الدفاع عنها (viable variants)، لكنه يضيف أنه “لا يوجد اختلاف نصي يمكن الدفاع عنه يؤثر على أي حقيقة جوهرية في العهد الجديد”.[59] هاتان النقطتان (“يمكن الدفاع عنه” و”جوهرية”) مهمتان للغاية، وهما تتوافقان مع ما أشرنا إليه هنا بالاختلافات “الصعبة والمهمة”. وبهذا المعنى، فإن (والاس) محق بلا شك في قوله إن أي عقيدة مسيحية أساسية (مثل القيامة، ألوهية المسيح، الخلاص، الثالوث) لا تعتمد حصريًا على موضع نصي فيه صعوبة أو نزاع كبير.

    حتى (بارت إيرمان) يقرّ بأن وجهة نظره لا تتعارض مع هذه النتيجة. فقد صرّح علنًا أن رأيه لا يختلف مع رأي أستاذه (بروس متزجر)، والذي كان يرى أن “المعتقدات المسيحية الجوهرية لا تتأثر بالاختلافات النصية في تقليد مخطوطات العهد الجديد”.[60]

    ومع ذلك، فهذا لا يعني أنه لا توجد فقرات تتناول أو تتعلق بعقائد أساسية وهي مشكوك في أصالتها من الناحية النصية. بل هناك فقرات من هذا النوع، مثل: رسالة يوحنا الأولى ٥: ٧–٨، والتي تقول في ترجمة الملك جيمس (KJV): “فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ، وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ. وَالَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي الأَرْضِ هُمْ ثَلاَثَةٌ.” وهذه هي أوضح صياغة لعقيدة الثالوث يمكن أن تجدها في الكتاب المقدس. ومع ذلك، لا يوجد أي ناقد نصي متخصص اليوم يقبل بأن هذه القراءة أصيلة، ولا حتى اللاهوتيون الإنجيليون، الذين ما زالوا قادرين تمامًا على تقديم حجج كتابية قوية لدعم عقيدة الثالوث.[61] بمعنى آخر، لا تستند عقيدة التثليث الجوهرية على هذه القراءة المشكوك فيها، رغم أنها تتناول هذا المعتقد. أما بالنسبة للاختلافات التي تمس قضايا الممارسة المسيحية، فيمكننا أن نذكر النقاشات النقدية النصية حول رومية 7:16 وكورنثوس الأولى 34:14-35، وما تحمله هذه النصوص للبعض من تأثير على مسألة سيامة النساء.[62]

    وفي ضوء مثل هذه الحالات، لا يمكننا أن نقول — دون تحفظ — إن القراءات المتغيرة لا تؤثّر أبدًا على نصوص تتعلّق بالعقيدة أو بالممارسة المسيحية. بل أحيانًا، من الواضح أنها تفعل. ومع ذلك، لا أحد يدّعي أن قضايا مثل الثالوث أو سيامة النساء تتوقّف مصيرها على مثل هذه النصوص المختلف عليها. لذا، سيكون من الأدق أن نقول: لا توجد أي عقيدة أو ممارسة مسيحية — سواء كانت جوهرية أو فرعية — تُحدد بناءً على مقطع نصّي يصعب تأكيد أصالته. السبب في ذلك سيكون واضحًا لأي شخص لديه حتى معرفة أساسية باللاهوت المسيحي. فالسبب هو أن المسيحيين لا يؤسّسون لاهوتهم على آية واحدة هنا أو هناك، دعك من أن تكون مجرد كلمة أو كلمتين داخلها. بل على العكس، فإن اللاهوت — في أفضل صوره — يُبنى على نسيج مترابط من الأدلة الكتابية، أي على “مجمل مشورة الله” (أعمال الرسل 27:20).

    كما يوضح اللاهوتي (جون فريم) عند مناقشته لأثر القراءات المتغيرة على اللاهوت، إذ يقول: “الكتاب المقدس يتسم بدرجة عالية من التكرار، ولكن بطريقة مفيدة”، بحيث أن “عقائد الإيمان المسيحي لا تُشتق أبدًا من نص واحد”.[63] وهكذا، إن كان أحد المقاطع التي تتحدث عن الثالوث محل شك، فإن العديد من النصوص الأخرى تتدافع لتحل محله، فشبكة اللاهوت المحكمة لا تنهار بسبب فقدان خيط واحد يتضح فيما بعد أنه ليس أصليًا. وفيما يخص يوحنا الأولى 7:5، من المفيد أن ندرك أن أهم التصريحات العقائدية التي قدمتها الكنيسة حول الثالوث — مثل قانون الإيمان النيقاوي — قد وُضعت تمامًا بدون أي استناد إلى هذا النص، والسبب بسيط: لم يكن هذا النص موجودًا في المخطوطات اليونانية عند صياغة هذه التصريحات.[64] وقد أشار إلى هذه النقطة بوضوح (ريتشارد بنتلي) في سنة ١٧١٧م، حيث كتب: “إذا لم يكن يوحنا الأولى 7:5 أصليًا، فإن ذلك يعني أن الأريوسية في أوج قوتها قد دُحِرت دون الحاجة إلى هذا العدد؛ ودع الحقائق تُظهر ما تشاء، فإن العقيدة [عقيدة الثالوث] لا تتزعزع.”[65]

    مع ذلك، قلّة فقط، إن وجدوا، من سيزعمون أن صلاة يسوع على الصليب في لوقا 34:23 ليس لها أي تأثير على لاهوتنا أو ممارساتنا. صحيح أنها لا تغيّر تعليمه بمحبة الأعداء (متى 43:5-48) أو الغفران لهم (متى 14:6-15؛ 21:18-35)، لكنها تؤثر بلا شك في الطريقة التي نفكر بها في هذه التعاليم، وفي كيفية تطبيقها وتعليمها. وبالمثل، قد نقبل أن قصة المرأة الزانية (يوحنا 53:7 – 11:8) ليست المكان الوحيد الذي نرى فيه رحمة يسوع، أو أن ما ورد في مرقس 9:16-20 يمكن العثور عليه في نصوص أخرى، لكن هل يمكن لأحد أن يدعي أن هذه النصوص لا تؤثر في التعليم أو الوعظ أو الحياة المسيحية؟ إن استمرار الجدل والاهتمام بهذه النصوص يدل على العكس. لذا، من الواضح أن لها بعض التأثير، حتى لو كان ضئيلاً مقارنة بالمجمل العام للإيمان والممارسة المسيحية.

    أساطير حول المتغيرات النصية: لماذا تُعدّ أغلب المتغيرات غير مهمّة، ولماذا لا يمكن تجاهل بعضها؟ - بيتر جوري[1]
    أساطير حول المتغيرات النصية: لماذا تُعدّ أغلب المتغيرات غير مهمّة، ولماذا لا يمكن تجاهل بعضها؟ – بيتر جوري[1]

    الخلاصة

    في التحليل النهائي، من الأفضل الاعتراف بأنّه، في حالات نادرة نسبيًا، لبعض المتغيرات النصية تأثير فعلي على بعض العقائد والممارسات الأخلاقية في الإيمان المسيحي. لكن لا تستند أي من هذه العقائد أو الممارسات إلى هذه النصوص المختلف عليها، ولا تتعرض أيٌّ منها للخطر بسببها. على سبيل المثال، مرقس ١:١ يُعد مثالًا جيدًا على موضع تؤثر فيه القراءة المتغيرة على كيفية قراءتنا لإنجيل مرقس، لكن بنوة يسوع لله لا تعتمد على هذه القراءة، حتى في إنجيل مرقس نفسه.

    يمكن قول الشيء ذاته عن تعليم يسوع الأخلاقي حول الغفران فيما يتعلق بلوقا 34:23، وعن ألوهيته في حالة يوحنا 18:1. فالمسيح يعلّم بوضوح في العهد الجديد أن نغفر لأعدائنا، كما أنه يُقدَّم بوضوح مماثل باعتباره إلهيًا، سواء كانت هذه القراءات الهامة موجودة أم لا. علاوة على ذلك، كما رأينا في يوحنا ١٨، فإن الغالبية العظمى من القراءات المتغيرة — نحو ٩٩٪ منها — مملة للغاية بالنسبة لمعظم قرّاء الكتاب المقدس، وسهلة الحل، أو كلا الأمرين معًا. أما الاستثناءات — وهي موجودة وينبغي عدم تجاهلها — فهي قليلة جدًا ومتفرقة.

     لذلك يمكننا أن نعلن بأمان أن لا الإيمان المسيحي ولا وحي الكتاب المقدس مهددان بسبب القراءات المتغيرة. فكلمات (ستيفن نيل) التي قالها قبل نصف قرن ما زالت صادقة: “في الواقع، لا أظن أن من المبالغة أن نقول إن أسوأ مخطوطة يونانية موجودة حاليًا… تحتوي على ما يكفي من الإنجيل بشكله غير المحرّف ليقود القارئ إلى طريق الخلاص.”[66] فإن كانت أسوأ مخطوطة يمكنها أن تفعل ذلك، فكم يكون أماننا أعظم حين تكون أُسس عهدنا الجديد مبني على أفضل المخطوطات اليونانية المتاحة لدينا. صحيح أن ترجماتنا للكتاب المقدس قد تتغير قليلًا في المستقبل مع تقدم البحث أو تطور أساليب النقد النصي. وصحيح أيضًا أن بعض القرارات النصية المربكة والمهمة ما تزال قائمة ولا ينبغي تجاهلها. لكن، بسبب أمانة النُساخ العامة على مدار أكثر من ألف وخمسمئة عام، وبسبب الجهود الجبارة التي بذلها علماء النقد النصي على مدى مئات السنين بعد ذلك، يمكننا أن نرنم كلمات الترنيمة الشهيرة من القرن الثامن عشر بثقة:

     

    ما أرسخ الأساس، يا قديسي الرب،

    قد وُضع لإيمانكم في كلمته المجيدة!

    فماذا يمكن أن يقول أكثر مما قاله لكم،

    أانتم الذين التجأتم إلى يسوع؟[67]

     

    النقاط الأساسية

    • يُقدَّر عددُ الاختلافات النصية في المخطوطات اليونانية وحدها بنحو نصف مليون اختلاف، دون احتساب اختلافات الإملائية. ما يقرب من نصف هذه الاختلافات أخطاء غير ذات معنى.
    • لا يُناقَش سوى جزء ضئيل جدًا من الاختلافات النصية المعروف من قبل المفسّرين والمُعلقين. ورغم أن العدد قليل [أي الاختلافات الهامة] إلا أنه يستحق الذكر في الحواشي في الترجمات الحديثة. في يوحنا 18، لا يظهر فيه أي اختلاف من ال 3000 في حواشي الترجمات: ESV, NIV, NRSV  أو حتى NET.
    • صحيح إذًا أن معظم الاختلافات النصية لا تؤثّر في معنى النص أو في العقيدة المسيحية بشكل عام. مع ذلك، هناك عدد قليل منها — لا يتجاوز بضع عشرات — له أثر فعلي، وبعضها يحمل أهمية لاهوتية، كما هو الحال في: مر 1:1، لو 34:23، ويو 18:1.
    • يجب ألا نعطي انطباعًا بأن الاختلافات في العهد الجديد لا تهم إطلاقًا بالنسبة للاهوت المسيحي أو الممارسة الدينية، لكن يمكننا – بل يجب علينا – أن نُقرّ بأنه لا توجد أي عقيدة جوهرية من عقائد المسيحية في خطر بسبب وجود اختلاف خطير.

     

     

     

     

    [1] Peter J. Gurry, “Myths About Variants: Why Most Variants Are Insignificant and Why Some Can’t Be Ignored,” in Myths and Mistakes in New Testament Textual Criticism, ed. Elijah Hixson and Peter J. Gurry (Downers Grove, IL: IVP Academic, 2019), chap. 10, 191-210.

    مراجعة وتعليق آرثر دانيال.

    [2] للاطّلاع على الأدلة المتوفّرة من خارج العهد الجديد، أنظر:

    Robert E. van Voorst, Jesus Outside the New Testament: An Introduction to the Ancient Evidence (Grand Rapids: Eerdmans, 2000).

    [3] يشير ديل مارتن (Dale B. Martin) مؤخرًا إلى أنّ هذه الإشكالية يمكن تجاوزها عندما يُقِرّ المسيحيون بأنّ “الكتاب المقدّس هو أي نص من نصوص الكتاب يُوصله الروح القدس إلى المسيحيين، ويُقرأ في إطار الإيمان وتحت ارشاد الروح القدس”، أنظر:

    Biblical Truths: The Meaning of Scripture in the Twenty-First Century [New Haven, CT: Yale University Press, 2017], 75.

    على الرغم من صحّة ملاحظته العامة بشأن وجود الكتاب المقدّس في أشكال متعددة، فإنّ هذا التصريح نفسه يفترض وجود طريقة ما لمعرفة متى يكون “أي نص” من ضمن “الكتاب المقدّس”. لمزيد من آراء مارتن، انظر:

    The Necessity of a Theology of Scripture,” in The Reliability of the New Testament: Bart D. Ehrman and Daniel B. Wallace in Dialogue, ed. Robert B. Stewart (Minneapolis: Fortress, 2011), 81-93.

    [4] Bart D. Ehrman, Misquoting Jesus: The Story Behind Who Changed the Bible and Why (New York: HarperCollins, 2005), 211; similar statements are found on 7, 69.

    جدير بالذِّكر أنّ هذه المشكلة تتكرّر كثيرًا لدى المسلمين عند تفاعلهم مع المسيحية.

    [5] Wayne Grudem, Systematic Theology: An Introduction to Biblical Doctrine (Grand Rapids: Zondervan, 1994), 96 (emphasis original). In personal communication, Grudem was clear that he believes some variants, such as the ones discussed below, do matter; they are just relatively rare. For an older but similar view, see the introductory volume in Louis Berkhof, Systematic Theology: New Combined Edition (Grand Rapids: Eerdmans, 1996), 159, originally published in 1932.

    [6] For example, Timothy Paul Jones, Misquoting Truth: A Guide to the Fallacies of Bart Ehrman’s Misquoting Jesus (Downers Grove, IL: InterVarsity Press, 2007), 44.

    في بعض الحالات، يُطبَّق معدل ال99% من حيث عدم الأهمية على كل من المتغيرات الشاذة ومواضع الاختلاف، وهو تمييز يحرص نقّاد النصوص على إبرازه بوضوح. أنظر:

    Ron Rhodes, The Big Book of Bible Answers: A Guide to Understanding the Most Challenging Questions (Eugene, OR: Harvest House, 2001), 27-28.

    [7] Matthew Barrett, God’s Word Alone: The Authority of Scripture: What the Reformers Taught . . . and Why It Still Matters, The 5 Solas (Grand Rapids: Zondervan, 2016), 267.

    [8] وقد أثار هذا الأمر جدلًا، لكن ميل لم يعش ليراه؛ إذ توفي بعد أسبوعين من صدور طبعته، وبدلاً من ذلك، كان على رجل من كامبريدج، وهو المتخصص في الكلاسيكيات ريتشارد بنتلي، أن يتولى الدفاع عن عمل زميله في أكسفورد ضد الهجمات التي وُجهت إليه. أنطر:

    Adam Fox, John Mill and Richard Bentley: A Study of the Textual Criticism of the New Testament, 1675–1729 (Oxford: Basil Blackwell, 1954), 105-15; Grantley McDonald, Biblical Criticism in Early Modern Europe: Erasmus, the Johannine Comma and Trinitarian Debate (Cambridge: Cambridge University Press, 2016), 181-85, 218-28.

    [9] Frederick Nolan, An Inquiry into the Integrity of the Greek Vulgate or Received Text of the New Testament (London: F. C. & J. Rivington, 1815), 2.

    [10] للاطلاع على قائمة بالتقديرات المقترحة مرتبة زمنيًا، أنظر:

    Peter J. Gurry, “The Number of Variants in the Greek New Testament: A Proposed Estimate,” NTS 62, no. 1 (2016): 118-21.

    (هذه المقالة مترجمة ومنشورة، أنظر: بيتر جوري، عدد المتغيرات النصية في العهد الجديد: تقدير مقترح، ترجمة آرثر دانيال (2025)، ص28-30.)

    بالنسبة للاقتراح الذي يُقدّر العدد ب 750 ألف، أنظر:

    Eldon J. Epp, “Why Does New Testament Textual Criticism Matter? Refined Definitions and Fresh Directions,” ExpTim 125, no. 9 (2014): 419.

    [11] Ehrman, Misquoting Jesus, 89; Bart D. Ehrman and Daniel B. Wallace, “The Textual Reliability of the New Testament: A Dialogue,” in The Reliability of the New Testament: Bart D. Ehrman and Daniel B. Wallace in Dialogue, ed. Robert B. Stewart (Minneapolis: Fortress, 2011), 21.

    [12] Ehrman, Misquoting Jesus, 89; for others, see Gurry, “Proposed Estimate,” 102. The only earlier and higher estimate I have found is 500,000, given in Matthew S. DeMoss, Pocket Dictionary for the Study of New Testament Greek, IVP Pocket Reference (Downers Grove, IL: IVP Academic, 2001), 127. But I have not found anyone who references his number.

    [13] Michael Bruce Morrill, “A Complete Collation and Analysis of All Greek Manuscripts of John 18” (PhD thesis, University of Birmingham, 2012); S. Matthew Solomon, “The Textual History of Philemon” (PhD diss., New Orleans Baptist Theological Seminary, 2014); Tommy Wasserman, T he Epistle of Jude: Its Text and Transmission, ConBNT 43 (Stockholm: Almqvist & Wiksell, 2006).

    للمزيد من التفاصيل حول عمل سولومون، يُرجى مراجعة الفصل التاسع من هذا الكتاب.

    [14] للاطلاع على الأرقام التي تقف وراء هذه التقديرات، انظر: Gurry, “Proposed Estimate,” 110 .

    [15] في هذا السياق، انظر: Gurry, “Proposed Estimate,” 105-6.. وبناءً على بياناتي، إذا افترضنا أن القراءة الأصلية باقية في كل موضع من مواضع التغيّر، فإن نحو 17 إلى 25 بالمئة من هذه القراءات المتغيرة المُقدّرة تُعَدّ أيضًا قراءات أصلية.

    [16] للمزيد حول هذا التنوّع، وحول المخطوطة P12 بشكل خاص، يُرجى مراجعة الفصل الثالث من هذا الكتاب.

    [17] Richard Bentley, “Remarks upon a Late Discourse of Free-Thinking,” in The Works of Richard Bentley, ed. Alexander Dyce (London: Robson, Levey, and Franklyn, 1838), 3:349-50.

    [18] أي البرديات ومخطوطات الأحرف الكبير ومخطوطات الأحرف الصغير دون كتب القراءات — المترجم.

    [19] العدد 3,058 يُمثّل أكثرمن 0.2٪ من مجموع 3,1 مليون كلمة.  مع ذلك، تبقى هذه النسبة غير دقيقة. السبب في ذلك أننا نحسب كل متغير مرة واحدة فقط، بينما نحسب الكلمات المنسوخة في كل مرة تظهر فيها داخل أي مخطوطة. ولذلك، فإن قياس دقة النسّاخ بدقة عبر كامل التقليد النصي يتطلب مقارنة كل مخطوطة بالمخطوطة التي نُسخت عنها (exemplar)، وهذا أمر غير ممكن. وبدلاً من ذلك، استخدمتُ في موضع آخر مفهوم “الترابط “(coherence) للمساعدة في تحديد عدد المرات التي قد تكون ظهرت فيها نفس القراءة بشكل مستقل، أنظر:

    Peter J. Gurry, A Critical Examination of the Coherence Based Genealogical Method in New Testament Textual Criticism, NTTSD 55 (Leiden: Brill, 2017), 114-41.

    أما فيما يخص العدد 800 لكلمات يوحنا 18، فمعظم المخطوطات التي نملكها تنتمي إلى التقليد البيزنطي،
    والعدد 800 هو أقل بكلمة واحدة فقط من عدد الكلمات الواردة في نص Robinson-Pierpont البيزنطي.

    [20] For these numbers, see Gurry, “Proposed Estimate,” 108.

    [21] D. A. Carson, The Gospel According to John, PNTC (Grand Rapids: Eerdmans, 1991), 576, 579-80; C. K. Barrett, The Gospel According to St. John, 2nd ed. (London: SPCK, 1978), 517, 520, 522, 524, 531, 536, 539.

    [22]  للاطّلاع على وجهة نظر المُترجم، انظر الفصل الخامس عشر من هذا الكتاب.

    [23] See Peter J. Gurry, “How Many Variants Make It into Your Greek New Testament?,” Evangelical Textual Criticism (blog), May 10, 2016, http://evangelicaltextualcriticism.blogspot.com/2016/05 /how-many-variants-make-it-into-your.html.

    [24] “And while some of these are left out from editorial oversight or out of sheer necessity, the number of variants that might meaningfully affect translation cannot be far from this.”

    [25] التخمين الحدسي ((Conjectural Emendation هو مصطلح نقدي يُستخدم عندما يرفض المحررون قراءات المخطوطات [باللغة الأصلية] ويفترضون أن القراءة الأصلية قد فُقدت ولم تبق في أي شاهد لدينا، وبالتالي نلجأ لتخمينها بناءًا على حدس النُقاد — المترجم.

    [26] لمن أراد مقدّمة جيّدة عن التخمين الحدسي وتاريخه، أنظر:

    Jan Krans, “Conjectural Emendation and the Text of the New Testament,” in The Text of the New Testament in Contemporary Research: Essays on the Status Quaestionis, 2nd ed., ed. Bart D. Ehrman and Michael W. Holmes, NTTSD 42 (Leiden: Brill, 2013), 613-35; Krans, Beyond What Is Written: Erasmus and Beza as Conjectural Critics of the New Testament, NTTS 35 (Leiden: Brill, 2006). A remarkable—and remarkably large—catalog is available in the Amsterdam Database of New Testament Conjectural Emenda tion at http://ntvmr.uni-muenster.de/nt-conjectures.

    [27] Eberhard Nestle and Erwin Nestle, eds., Novum Testamentum Graece cum apparatu critico, 13th ed. (Württemberg: Württembergische Bibelanstalt, 1927), 12*.

    المواضع المذكورة التي وُجدت فيها تصحيحات تخمينية في تقليد نسله-آلاند (Nestle-Aland) هي: متى 2:6؛ متى 6:16؛ متى 12:33؛ متى 15:5؛ مرقس 7:11؛ أعمال الرسل 7:38؛ أعمال الرسل 16:12؛ رومية 13:3؛ ١ كورنثوس 2:4؛ ١ كورنثوس 6:5؛ ١ كورنثوس 14:38؛ ١ كورنثوس 16:22؛ ٢ كورنثوس 3:3؛ ٢ كورنثوس 7:8؛ ٢ كورنثوس 8:12؛ ١ تيموثاوس 4:3؛ ١ تيموثاوس 5:13؛ رؤيا 2:13. وهي مميزة بعلامة دايموند (◆) في جهاز النقد النصي. بعض هذه القراءات قد عُثر عليها لاحقًا في مخطوطات، بينما يمكن تصنيف عدد قليل منها كبدائل تحريرية، مثل عبارة “مارانا ثا” (μαράνα θά) مقابل “ماران أثا” (μαρὰν ἀθά) في ١ كورنثوس 16:22. حول هذه التخمينات والتصحيحات في تقليد نسله (أو نسله-آلاند) بشكل عام، أنظر:

    “Conjectural Emendation,” 620.

    [28] جدير بالذكر أن عدد التخمينات الحدسية في طبعة نستله آلاند ال 27 وطبعة UBS 4 فيها تخمين حدسي واحد وهو المذكور أعلاه في اعمال الرسل، بينما طبعة ECM الشهيرة قد ألغت التخمين الموجود في أع 12:17 وأضافت تخمين آخر في أع 33:13 وأضافت تخمين في 2 بط 10:3، وبالتالي يكون عدد التخمينات الحدسية اثنين في كامل العهد الجديد — المترجم.

    [29] أزالت طبعة ECM لسفر أعمال الرسل التخمين في أعمال 12:16، لكنها أضافت تخمينًا في أعمال 33:13.

    [30] For the justification, see Dirk Jongkind et al., eds., The Greek New Testament Produced at Tyndale House, Cambridge (Wheaton, IL: Crossway, 2017), 505. For a contrary view, see Ryan D. Wet tlaufer, No Longer Written: The Use of Conjectural Emendation in the Restoration of the Text of the New Testament, the Epistle of James as a Case Study, NTTSD 44 (Leiden: Brill, 2013).

    [31] For the underappreciated role of rhetorical argument in textual criticism, see R. J. Tarrant, Texts, Editors, and Readers: Methods and Problems in Latin Textual Criticism, Roman Literature and Its Contents (Cambridge: Cambridge University Press, 2016), 30-48; Gary Taylor, “The Rhetoric of Textual Criticism,” Text 4 (1988): 39-57.

    [32] Kenneth W. Clark, “The Theological Relevance of Textual Variation in Current Criticism of the Greek New Testament,” JBL 85, no. 1 (1966): 5.

    [33] Bart D. Ehrman, The Orthodox Corruption of Scripture: The Effect of Early Christological Con troversies on the Text of the New Testament, 2nd ed. (Oxford: Oxford University Press, 2011), 322.

    للمزيد حول هذا النوع من المتغيرات، أنظر الفصل الحادي عشر من هذا الكتاب.

    [34] One could consult Constantin von Tischendorf’s famed eighth edition (Novum Testamentum graece, editio octava critica maior, 2 vols. [Leipzig: Giesecke & Devrient, 1869–1872]) to see this in practice, or the volumes of the more recent ECM, published by the German Bible Society.

    [35] القراءات اليونانية هي، على التوالي، (τοῖς τέκνοις αὐτῶν ἡμῖν)، و(οῖς τέκνοις ἡμῶν)، والتخمين (τοῖς τέκνοις ἡμῖν).

    [36] لمناقشة هذا الاختلاف، أنظر:

    1. F. Westcott and F. J. A. Hort, The New Testament in the Original Greek: Introduction, Appendix, 2nd ed. (London: Macmillan, 1896), 65; Bruce M. Metzger, A Textual Commentary on the Greek New Testament, 2nd ed. (New York: United Bible Societies, 1994), 362; Klaus Wachtel, “Text-Critical Commentary,” in Novum Testamentum Grae cum: Editio Critica Maior III: The Acts of the Apostles, Part 3; Studies, ed. Holger Strutwolf et al. (Stuttgart: Deutsche Bibelgesellschaft, 2017), 20.

    [37] هناك عدد من القراءات الثانوية الأخرى في هذا الموضع أيضًا، لكن اثنتين فقط تستحقان دراسة جدّية. للدراسات المتعلقة بهذا المتغير، انظر على وجه الخصوص:

    Peter M. Head, “A Text-Critical Study of Mark 1.1: ‘The Beginning of the Gospel of Jesus Christ,’” NTS 37, no. 4 (1991): 621-29; Tommy Wasserman, “The ‘Son of God’ Was in the Beginning (Mark 1:1),” JTS 62, no. 1 (2011): 20-50; Ehrman, Orthodox Corruption, 85-88.

    [38] NA28, 54*.

    [39] لتحليل دقيق ومفصّل لهذا التصحيح في مخطوطة السينائية، أنظر:

    Peter Malik, “The Earliest Corrections in Codex Sinaiticus: A Test Case from the Gospel of Mark,” BASP 50 (2013): 214-19.

    [40] G. S. Smith and A. E. Bernhard, “5073. Mark 1:1-2. Amulet,” in The Oxyrhynchus Papyri LXXVI, ed. D. Colomo and Juan Chapa (London: Egypt Exploration Society, 2011), 19-23.

    [41] While the particular addition of this title for Jesus has yet to be identified elsewhere in a manuscript (see Wasserman, “‘Son of God’ Was in the Beginning,” 49), this does not remove it from the realm of possibility here.

    [42] For additional examples, see Wasserman, “‘Son of God’ Was in the Beginning,” 46-47.

    [43] الأدلة من المنهج النسبي القائم على الترابط CBGM تدعم القراءة الأطول كقراءة أصلية، أنظر:

    Tommy Wasserman and Peter J. Gurry, A New Approach to Textual Criticism: An Introduc tion to the Coherence-Based Genealogical Method, SBLRBS 80 (Atlanta: SBL Press, 2017), 43-50. 39For the influence on later Christians, see Ignatius, To the Ephesians 10.2-3; Justin, First Apology 14; Eusebius, Hist. eccl. 5.2.5.

    [44] للتأثير الذي تركته هذه العبارة في المسيحيين اللاحقين، انظر: إغناطيوس، إلى أهل أفسس 2.10-3؛ يوستينوس الشهيد، الدفاع الأول 14؛ يوسابيوس، تاريخ الكنيسة 5.2.5.

    [45] للمزيد من التفصيل حول هذه المسألة أنظر: — المترجم

    Gordon D. Fee, The Significance of Papyrus Bodmer II and Papyrus Bodmer XIV–XV for Methodology in New Testament Textual Criticism (Nashville: Broadman Press, 1968) & Gordon D. Fee, “P75, P66, and Origen: The Myth of Early Textual Recension in Alexandria,” in Studies in the Theory and Method of New Testament Textual Criticism, ed. Eldon Jay Epp and Gordon D. Fee (Grand Rapids: Eerdmans, 1993), 247–273.

    [46] من اللافت أن NA27ص. *48 تنسب الإضافة في مخطوطة بيزا إلى مصحح من القرن التاسع، بينما تنسبها  NA28، ص. 59* إلى مصحح من القرن الثاني عشر. هذا التغيير غير مُفسَّر، ولكن التاريخ الأقرب إلى الصواب هو القرن السادس، أنظر:

    David C. Parker, Codex Bezae: An Early Christian Manuscript and Its Text (Cambridge: Cambridge University Press, 1992), 41-43; Parker, The Living Text of the Gospels (Cambridge: Cambridge University Press, 1997), 162.

    [47] Dieter T. Roth, The Text of Marcion’s Gospel, NTTSD 49 (Leiden: Brill, 2015), 407-8. The verse is also referenced in Ephrem’s Commentary on the Diatessaron 21.3; for the English, see Carmel McCarthy, trans., Saint Ephrem’s Commentary on Tatian’s Diatessaron: An English Translation of Chester Beatty Syriac MS 709 with Introduction and Notes, JSSSup 2 (Oxford: Oxford University Press, 1994), 318.

    [48] Compare the competing views of D. Daube, “‘For They Know Not What They Do’: Luke 23,34,” in Augustine, Post Nicene Latin Fathers, Orientalia, Nachleben of the Fathers, ed. F. L. Cross, StPatr 4 (Berlin: de Gruyter, 1961), 58; and Joël Delobel, “Luke 23.34a: A Perpetual Text-Critical Crux?,” in Sayings of Jesus: Canonical and Noncanonical: Essays in Honor of Tjitze Baarda, ed. William L. Petersen, Johan S. Vos, and Henk J. de Jonge (Leiden: Brill, 1997), 34n30.

    [49] Westcott and Hort, Appendix, 68.

    [50] See, for example, Eldon J. Epp, “The ‘Ignorance Motif’ in Acts and Anti-Judaic Tendencies in Codex Bezae,” HTR 55, no. 1 (1962): 51-62.

    [51] فيما يخص مسألة مَن الذي يطلب يسوع من الآب أن يُغفر له، انظر:

    Raymond E. Brown, The Death of the Messiah: From Gethsemane to the Grave; A Commentary on the Passion Narratives in the Four Gospels (New York: Doubleday, 1994), 2:973; Delobel, “Luke 23:34a,” 32-33.

    [52] Whitlark and Parsons, “‘Seven’ Last Words,” 201-4.

    [53] العديد من هذه التفسيرات عُرضت بشكل مفيد في: Eubank, “Luke 23:34a,” 528-35..

    [54] Contra Eric W. Scherbenske (Canonizing Paul: Ancient Editorial Practice and the Corpus Pau linum [Oxford: Oxford University Press, 2013], 229, 231, 236), I am not convinced that there is a discernable shift by the fourth century from controlling interpretation by changing the text itself to controlling it by changing the paratextual material.

    [55] See Peter J. Williams, Can We Trust the Gospels? (Wheaton, IL: Crossway, 2018), 119-20.

    [56] للاطلاع على قراءات متنوّعة أخرى تتعلّق بألوهية المسيح، انظر:

    see Brian J. Wright, “Jesus as ΘΕΟΣ: A Textual Examination,” in Revisiting the Corruption of the New Testament: Manuscript, Patristic, and Apocryphal Evidence, ed. Daniel B. Wallace, TCNT (Grand Rapids: Kregel, 2011), 229-66.

    [57] يتبادر إلى الذهن العنوان الفرعي لكتاب بارت إيرمان:

    Jesus, Interrupted: Revealing the Hidden Contradictions in the Bible (and Why We Don’t Know About Them) (New York: HarperOne, 2009).

    [58] Craig L. Blomberg, Can We Still Believe the Bible? An Evangelical Engagement with Contempo rary Questions (Grand Rapids: Brazos, 2014), 127 (emphasis original). D. A. Carson likewise says that “no doctrine and no ethical command is affected by the ‘probability’ passages, but only the precise meaning of specific passages” (The King James Version Debate: A Plea for Realism [Grand Rapids: Baker, 1979], 73).

    [59] J. Ed Komoszewski, M. James Sawyer, and Daniel B. Wallace, Reinventing Jesus: How Contem porary Skeptics Miss the Real Jesus and Mislead Popular Culture (Grand Rapids: Kregel, 2006), 114 (emphasis added).

    [60] This is found in an interview in the paperback edition of Ehrman, Misquoting Jesus, 252-53. He goes on to say that “most textual variants . . . have no bearing at all on what a passage means. But there are other textual variants . . . that are crucial to the meaning of a passage. And the theology of entire books of the New Testament are [sic] sometimes affected by the meaning of individual passages.” He expands further on this in Jesus, Interrupted, 183-89.

    [61] فريد ساندرز (Fred Sanders)، على سبيل المثال، يكتب أن هذا النص: “لا ينبغي استخدامه كدعم كتابي لاهوت التثليث، رغم أن له بعض القيمة باعتباره تعليقًا مسيحيًا مبكرًا على رسالة يوحنا.”

    The Triune God, NSD [Grand Rapids: Zondervan, 2016], 164). For a richly detailed survey of the debate over 1 Jn 5:7, see McDonald, Biblical Criticism in Early Modern Europe.

    [62] See, for example, Philip B. Payne, “Vaticanus Distigme-Obelos Symbols Marking Added Text, Including 1 Corinthians 14.34-35,” NTS 63, no. 4 (2017): 604-25; Eldon J. Epp, Junia: The First Woman Apostle (Minneapolis: Fortress, 2005); David Shaw, “Is Junia Also Among the Apostles? Romans 16:7 and Recent Debates,” Churchman 1 (2013): 105-18.

    [63] John M. Frame, The Doctrine of the Word of God, A Theology of Lordship 4 (Phillipsburg, NJ: P&R, 2010), 248.

    الفصل الكامل الذي كتبه جون فريم (John Frame) عن “نقل الكتاب المقدس” (Transmission of Scripture)—وهو الفصل الذي اقتُبس منه هذا القول—يُعدّ، في رأيي، أفضل معالجة للاهوت المرتبط بمسألة القراءات النصية. لمن يرد التوسع: انظر صفحة 251 و 252.

    [64] On this point, see Komoszewski, Sawyer, and Wallace, Reinventing Jesus, 113-14.

    [65] A letter to J. Craven on Jan. 1, 1717, quoted in McDonald, Biblical Criticism in Early Modern Europe, 223.

    [66] Stephen Neill, The Interpretation of the New Testament: 1861–1961, The Firth Lectures, 1962 (London: Oxford University Press, 1964), 63-64.

    [67] من غير الواضح من هو مؤلف هذه الترنيمة.

     

    أساطير حول المتغيرات النصية: لماذا تُعدّ أغلب المتغيرات غير مهمّة، ولماذا لا يمكن تجاهل بعضها؟ – بيتر جوري[1]