هل يمكن استعادة النص الاصلي للعهد الجديد؟
هل يمكن استعادة النص الاصلي للعهد الجديد؟
هل يمكن استعادة النص الاصلي للعهد الجديد؟
نقدم في هذه المقالة ادلة من خلال علم النقد النصي على امكانية استعادة النص الاصلي لكتابات العهد الجديد. فعلم النقد النصي قادر علي استعادة النص الاصلي فهل نجح العلماء في هذا المجال؟ اشار بعض الباحثين والعلماء انهم وصلوا باليقين الي نسبة 99 %. وان هناك 1 % فقط من المواضيع التي تستحق الدراسة من نصه. وهذا انجاز كبير بالمقارنة لنصوص العالم اليوناني الروماني القديم.
لكن نجد ان بعض النقاد حاولوا تضليل الجمهور لأجل انتزاع الثقة في كتابات العهد الجديد. عندما نمسك العهد الجديد فاننا نمسك كلمة الله الموثوق بها. فمعظم الباحثين لديهم اقتناع بهذا. عدا عدد قليل منهم ومن الاقلية التي تروج لفساد العهد الجديد واحدهم بارت ايرمان. لأنه متحيز وملحد ويهتم بترويج كتبه لأجل المال ويحقق مكاسب هائلة. ومع ذلك العديد من الباحثين والعلماء في نفس المجال اختلفوا معه وتم كتابة العديد من الردود.
فسنتناول ثلاث حقائق رئيسية عن ثقة الباحثين في النقد النصي بكتابات العهد الجديد.
اولاً وجود عدد كبير من المخطوطات؟
ما الميزة في وجود عدد كبير من المخطوطات. فائدة هذه العدد الكبير هو ميزه عند تحديد القراءة الاصلية للعهد الجديد. فتسهل تقييم القراءات المختلفة الموجودة او المعروفة بدلاً من وجود نصوص بلا اي دليل
Wegner, A Student’s Guide, p. 41
ثانياً وفرة مخطوطات العهد الجديد عن الكتب الكلاسيكية القديمة.
إحتوى العهد الجديد على العديد من المخطوطات التي تدعم نصوصه ولا يقارن العدد بمخطوطات اي كتاب كلاسيكي قديم مثل كتابات هيرودت او ثيوسيديس او يوليوس قيصر او تاسيتوس او ليفي او غيرهم. وعلاوة على هذا ان الفاصل الزمني قصير جداً بين الاصل المكتوب من خلال الرسول والنسخ التي نسخت من الاصل بخلاف اي كتاب كلاسيكي قديم نجد ان هناك فجوة زمنية بين الاصل والمنسوخ عنه بمئات السنين قد تصل الفترات الي ألف سنة وأكثر.
وستخلص الباحثين في النقد النصي ان النقاد قبلوا النصوص الكلاسيكية انها دقيقة فكيف لا نقبل كتابات العهد الجديد على انها دقيقة؟
ثالثاً النصوص التي تحتاج لدراسة لا تنقض اي عقيدة او تأثر على اي شيء من اساسيات المسيحية. ويمكن فحصها لتحديد أفضل قراءة بين القراءات.
والان اتي دور اراء الباحثين في مجال النقد النصي.
وستكوت وهورت
في سنة 1881 كان كلاً من B. F. Westcott و F. J. A. Hort أصدرا كتاب عهد جديد بناءًا على المخطوطات. وتعتبر ما انتجوه علماً بارزاً في علم النقد النصي على الرغم ان في وقتهم لم يكن هناك اكتشافات مهمة مثل ما حدث في القرن العشرين. لكن عملوا على تحليل المخطوطات وكتبوا ان اختلافات المخطوطات ليست سوي امر طفيف وهناك اختلافات املائية. وكتبوا الاتي.
The words in our opinion still subject to doubt only make up about one sixtieth of the whole New Testament (The New Testament in the Original Greek, Macmillan, 1881, vol. 1, p. 2.
ان الكلمات التي تخضع للشك في رأينا حوالي ستين من العهد الجديد كله.
قم عادوا وقالوا مره اخري ان المتغيرات لا تشكل أكثر من جزء من ألف من نص العهد الجديد بالكامل
The amount of what can in any sense be called substantial variation, is but a small fraction of the whole residuary variation, and can hardly form more than a thousandth part of the entire text [of the New Testament]. (vol. 1, p. 2(
وشرح ويستكوت وهورت في كتابة الفصل الاول في ثلاثة صفحات ان غالبية نص العهد الجديد ليس في حاجة الي مناقشة او تصحيح.
We desire to make it clearly understood beforehand how much of the New Testament stands in no need of a textual critic’s labors. (vol. 1 p. 3)
واخيراً هل تم استعادة العهد الجديد من خلال العمل الشاق؟ وما موقف الكتب الكلاسيكية القديمة مثل هيرودت وثوسيديس والمؤلفين الرومانيين. وقبول كتابتهم بلا شك. فهل يمكن مقارنتها مع كتابات العهد الجديد يرد ويستكوت وهورت في المجلد الثاني في نهاية عملهم:
ان نصوص العهد الجديد تقف على مجموعة متنوعة من الادلة المكتوبة
The apparent ease and simplicity with which many ancient texts are edited might be thought, on a hasty view, to imply that the New Testament cannot be restored with equal security. But this ease and simplicity is in fact the mark of evidence too scanty to be tested; whereas in the variety and fullness of the evidence on which it rests, the text of the New Testament stands absolutely and unapproachably alone among ancient prose writing (vol. 2, p. 561)
ويستكوت وهورت يقولون ما قاله النقاد النصيون مراراً كثيرة. انه تم قبول النصوص الكلاسيكية بانها حقيقية وهي كتابات اقل في مخطوطاتها بكثير عن العهد الجديد فالعهد الجديد مقبول باعتباره حقيقة عن أكثر الكتب الكلاسيكية في مخطوطاتها.
السير فريدريك كنيون
متفائل بوجود نتيجة لعمل شاق قام به العديد من العلماء.
مما يبعث على الاطمئنان ان جميع الاكتشافات عززه صحة الكتاب المقدس واقتناعنا اننا نملكه في ايدينا في نزاهة كبيره. كلمة الله بالحقيقة
It is reassuring at the end to find that the general result of all these discoveries and all this study is to strengthen the proof of the authenticity of the Scriptures, and our conviction that we have in our hands, in substantial integrity, the veritable Word of God.
المرجع
Paul D. Wegner, Textual Criticism of the Bible, p. 25
بعد عمل كينيون تم العثور على مخطوطات اخري كثيرة ومع ذلك لا شئ تغير في معني ومحتوي العهد الجديد. بالطبع يوجد متغيرات لكن عددها قليل في العهد الجديد وهذه المتغيرات لا يوجد بها سوي اختلاف بسيط في المعني او حتي المحتوي (ويجنر صفحة 25 )
Jack Finegan
هو استاذ فخري للعهد الجديد وعلم الاثار وله علاقة كبيره بالمخطوطات.
يري جاك ان ما فعله الكتبة والمؤلفين كان عمل حذر.
وبالطبع يوجد اختلافات بسبب وجود كم هائل من المخطوطات لكن يمكن التغلب عليها ويمكن الوصول لكتابات المؤلفين الاصليين للعهد الجديد.
ويقول من الواضح اننا نستطيع ان نفرق بين القراءة المتغيره والوصول الي أقرب ما يمكن للأصل والذي يقصده الكاتب الاصلي في صفحة 55
ويلخص فينغان الطرق الصارمة التي يجب اتباعها للوصول للنص الاصلي. والكتاب بأكمله بحسب جاك يهدف لتوفير خلفية على فهم النصوص التي امانا والوصول الي أقصى حد ممكن من الكلمة الاصلية في صفحة 187
لاحظ انه قال الكلمة الاصلية بالمفرد فهذا يدل على ان النقاد النصيون حذرين في الكلمة الوارده ولا يوجد اي متغير أثر على عقيده اساسية او محي العهد الجديد بأكمله.
Gordon D. Fee
في مقال تمهيدي في شرح الكتاب المقدس عن النقد النصي قال انه يمكن الوصول للنص الاصلي للعهد الجديد بقدر ما هو ممكن انسانياً . والوصول الي قصد المؤلفين الاصليين وما كانوا يقصدونه في كتاباتهم . فالنقد النصي يهدف الي :-
تحديد الكلمات الاصلية للعهد الجديد
والحصول علي ترجمة دقيقة تمثل النص الاصلي.
vol. 1, Zondervan, 1979 (pp. 419-20)
في المقالات الاتية سنري اراء كلاً من:
Kurt Aland and Barbara Aland
David Alan Black
Harold Greenlee
K. Elliott and Ian Moir
Philip W. Comfort
Bruce M. Metzger
Moisés Silva
Paul D. Wegner