فريق اللاهوت الدفاعي

التصنيف: الردود على الشبهات

  • هل فاران في سفر التثنية 33: 2 هي نبوءة عن رسول الإسلام محمد؟

    هل فاران في سفر التثنية 33: 2 هي نبوءة عن رسول الإسلام محمد؟

    هل فاران في سفر التثنية 33: 2 هي نبوءة عن رسول الإسلام محمد؟

    هل فاران في سفر التثنية 33: 2 هي نبوءة عن رسول الإسلام محمد؟
    هل فاران في سفر التثنية 33: 2 هي نبوءة عن رسول الإسلام محمد؟

    يعلّق الإخوة الأحباء المسلمون على نص تثنية 33: 2:

    “فَقَالَ: جاء الرب من سيناء، وأشرق لهم من سعير، وتلألأ من جبل فاران، وأتى من ربوات القدس، وعن يمينه نار شريعة لهم.”

    ويقولون إنها نبوءة عن رسول الإسلام، وعن فتح مكة، وفي الترجمة السبعينية جاءت عبارة “ربوات القدس” بمعنى عشرة آلاف قديس، وبالفعل عندما فتح الرسول مكة كان معه عشرة آلاف من أتباعه.

    الرد: 

    أولا: قبل أن أرد بمعنى النص الحقيقي، أريد أن أوضح أمراً لإخوتنا الأحباء المسلمين، وهو أنني أشفق عليكم بسبب محاولاتكم اليائسة لاستخراج أي شيء من كتابنا المقدس، الذي أنتم أنفسكم تحاولون ليل نهار إثبات أنه محرّف، والآن تريدون استخراج أي نص تحاولون إلصاقه بنبيكم، الذي هو نفسه لم يوضح لكم أين تلك النبوءات أصلاً.

    كان ينبغي أن يوضح لكم نبيكم، سواء في القرآن أو في الأحاديث، ما هي النبوءات المذكورة في الكتاب المقدس. فهل هي مثلاً نبوءات عن مكان ميلاده، أو عائلته، أو هجرته… إلخ؟ وكان من المفترض أن يقول مثلاً في القرآن أو الأحاديث: “قد جاء عني في سفر كذا النص كذا”، وعلى اليهود والمسيحيين الرجوع إلى تلك النصوص للتأكد: هل هي فعلاً نبوءات عن نبيكم أم لا؟

    على سبيل المثال، نرى أن القديس متّى ذكر نبوءة من العهد القديم عن ميلاد المسيح من عذراء، وهي:

    “هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً، ويدعون اسمه عمانوئيل، الذي تفسيره: الله معنا.” (متّى 1: 23)

    فإذا رجعنا إلى العهد القديم وجدناها في إشعياء 7: 14.

    وأيضاً، عند هروب المسيح إلى مصر، ذكر القديس متّى النص القائل:

    “من مصر دعوت ابني.” (متّى 2: 15)

    فإذا رجعنا إلى العهد القديم وجدناها في هوشع 11: 1، وهكذا.

    فلماذا لم يذكر نبيكم النبوءات التي قيلت عنه في أي حديث من آلاف الأحاديث التي تركها لكم؟ أليس هذا أمراً مهماً يستحق أن يتكلم عنه أكثر من مواضيع أخرى أقل أهمية، ومع ذلك وردت عنها أحاديث؟ وبالمثل، لماذا لم يذكر محمد أي حديث مثلاً عن نبوءة فاران، بدلاً من أن يجعلكم كالباحثين عن إبرة في كومة قش؟! الجواب: لعدم وجود أي شيء عنه.

     

    ثانياً: بعض الإخوة منكم يقولون إن النص الأصلي يقول: “جاء نور الرب”. والرد على ذلك أن النص العبري لا يوجد فيه كلمة “نور”، ولا حتى في السبعينية، فالذي جاء هو الرب نفسه، وليس نبياً.

    وإن ادّعى أحدكم أن العهد القديم أحياناً كان يلقب الأنبياء والقضاة بـ “آلهة”، فإننا نرد بأن الله له اسمان في العهد القديم، وهما: إلوهيم (אֱלֹהִ֑ים) ويهوه (יְהֹוָ֣ה). وكان بالفعل من الممكن أن يُطلق على بعض الأنبياء والقضاة “إلوهيم” لبيان أنهم أخذوا سلطانهم من الله، كما في قول الرب لموسى:

    “فقال الرب لموسى: انظر، أنا جعلتك إلهاً لفرعون، وهارون أخوك يكون نبيك.” (خروج 7: 1)

    وكلمة “إلهاً” هنا هي “إلوهيم” (אֱלֹהִים). فلو جاء النص بـ “إلوهيم” لكان لكم الحق في الادعاء، لكن النص في العبري هو “يهوه”، و”يهوه” اسم خاص بالله إله إسرائيل فقط.

    وعندما سأل موسى الرب عن اسمه، أجابه:

    “أهيه الذي أهيه. هكذا تقول لبني إسرائيل: أهيه أرسلني إليكم. وقال الله أيضاً لموسى: هكذا تقول لبني إسرائيل: يهوه إله آبائكم، إله إبراهيم، وإله إسحاق، وإله يعقوب، أرسلني إليكم. هذا اسمي إلى الأبد، وهذا ذكري إلى دور فدور.” (خروج 3: 15)

    وأيضاً:

    “وأنا ظهرت لإبراهيم وإسحاق ويعقوب بأني الإله القادر على كل شيء، وأما باسمي يهوه فلم أُعرف عندهم.” (خروج 6: 3)

    وكلمة “يهوه” مشتقة من “أهيه”، وكلمة “أهيه” بالعبرية (אֶֽהְיֶ֖ה) تتكون من مقطعين: ” אֶֽ” وتعني “أنا”، و”הְיֶ֖ה” وتعني “يكون”. وعندما يقول الله “أنا أكون” فهذا يعني أن الله كائن موجود بذاته، لا يستمد وجوده من غيره، ووجوده دائم الاستمرارية من الأزل وإلى الأبد.

    وهذا المعنى يؤكده سفر الرؤيا:

    “أنا هو الألف والياء، البداية والنهاية، يقول الرب الكائن، والذي كان، والذي يأتي، القادر على كل شيء.” (رؤيا 1: 8)

    فالكائن والذي كان أي ذاتيّ الوجود منذ الأزل، ولم يستمد وجوده من غيره. فالسؤال هنا لإخوتنا المسلمين: هل من المعقول أن يُسمّى رسولكم أو أي إنسان باسم له هذا المعنى؟!

    ومع أنني أرى أنني بذلك قد نسفت هذا الادعاء من أساسه، إلا أنني سأفسر النص تفسيراً صحيحاً حتى يستفيد الجميع، بمن فيهم إخوتنا الأحباء المسلمون.

    النص يبدأ بالآتي:

    “وهذه هي البركة التي بارك بها موسى رجل الله بني إسرائيل قبل موته، فقال: جاء الرب من سيناء، وأشرق لهم من سعير، وتلألأ من جبل فاران، وأتى من ربوات القدس، وعن يمينه نار شريعة لهم. فأحب الشعب، جميع قديسيه في يدك، وهم جالسون عند قدمك، يتقبلون من أقوالك. بناموس أوصانا موسى ميراثاً لجماعة يعقوب.” (تثنية 33: 1-4)

    هناك تفسير يهودي للنص يقول: إن الله عرض شريعته على بني إسرائيل، وبني عيسو، وبني إسماعيل، لأنهم كلهم من ذرية إبراهيم، ولم يقبلها إلا بنو إسرائيل. حيث يقول “ترجوم أورشليم”:

    and he said: The Lord was revealed from Sinai to give the law unto His people of Beth Israel. He arose in His glory upon the mountain of Seir to give the law to the sons of Esau; but after they found that it was written therein, Thou shalt do no murder, they would not receive it. He revealed Himself in His glory oil the mountain of Gebala, to give the law to the sons of Ishmael; but when they found that it was written therein, Ye shall not be thieves, they would not receive it. Again did He reveal Himself upon Mount Sinai, and with Him ten thousands of holy angels; and the children of Israel said, All that the Word of the Lord hath spoken will we perform and obey. And He stretched forth His hand from the midst of the flaming fire, and gave the Law to His people.[1]

    وقال: ظهر الرب من سيناء ليعطي الشريعة لشعبه من بيت إسرائيل، وصعد بمجده على جبل سعير ليعطي الشريعة لبني عيسو، ولكن لما وجدوا مكتوباً فيه: “لا تقتل”، لم يقبلوها. وأظهر نفسه في مجده على جبل ليعطي الشريعة لبني إسماعيل، ولكن لما وجدوا مكتوباً فيه: “لا تسرق”، لم يقبلوها. وأظهر نفسه أيضاً على جبل سيناء ومعه ربوات من الملائكة القديسين. وقال بنو إسرائيل: “كل ما تكلمت به كلمة الرب نفعله ونطيعه”، ومد يده من وسط نار اللهيب وأعطى الشريعة لشعبه.

    واما بالنسبة لمقطع ربوات القدس الذي تنسبوه الى عشره الاف صحابي المرافقين لرسولكم، فهو يعود على ملائكة الله، فيهوه عندما جاء واعطى الشريعة لشعبه كان معه ربوات من الملائكة، والكتاب المقدس يوضح ان الله يخدمه ربوات من الملائكة “مَرْكَبَاتُ اللهِ رِبْوَاتٌ، أُلُوفٌ مُكَرَّرَةٌ. الرَّبُّ فِيهَا. سِينَا فِي الْقُدْسِ.” (مز 68: 17)، والقديس اسطفانوس في خطابه أكد تلك المعلومة عندما قال “الَّذِينَ أَخَذْتُمُ النَّامُوسَ بِتَرْتِيبِ مَلاَئِكَةٍ وَلَمْ تَحْفَظُوهُ».” (أع 7: 53)، فالله جاء واعطى الناموس لملائكته وهم بدورهم سلموه لموسى.

    وبالنسبة لي، هذا كافٍ لهدم الشبهة من أساسها، ولست بحاجة للتكلم بعدها عن موقع برية فاران، لأن باقي أساتذتي في اللاهوت الدفاعي قد تكلموا عنه باستفاضة، ولا أستطيع أنا، العبد الحقير، أن أزيد عليهم.

     

    [1] Seferia: Targum Jerusalem, Deuteronomy 33:3

    هل فاران في سفر التثنية 33: 2 هي نبوءة عن رسول الإسلام محمد؟
    هل فاران في سفر التثنية 33: 2 هي نبوءة عن رسول الإسلام محمد؟

    هل فاران في سفر التثنية 33: 2 هي نبوءة عن رسول الإسلام محمد؟

  • هل أساء كليمندس الإسكندري إلى المرأة؟ قراءة نقدية في مواقفه اللاهوتية والأخلاقية – ترجمة ودراسة Patricia Michael

    هل أساء كليمندس الإسكندري إلى المرأة؟ قراءة نقدية في مواقفه اللاهوتية والأخلاقية – ترجمة ودراسة Patricia Michael

    هل أساء كليمندس الإسكندري إلى المرأة؟ قراءة نقدية في مواقفه اللاهوتية والأخلاقية – ترجمة ودراسة Patricia Michael

    هل أساء كليمندس الإسكندري إلى المرأة؟ قراءة نقدية في مواقفه اللاهوتية والأخلاقية - ترجمة ودراسة Patricia Michael
    هل أساء كليمندس الإسكندري إلى المرأة؟ قراءة نقدية في مواقفه اللاهوتية والأخلاقية – ترجمة ودراسة Patricia Michael

    مقدمة

    انتشر بين بعض النقّاد قول يُنسب إلى كليمندس الإسكندري، الفيلسوف واللاهوتي المسيحي من القرن الثاني الميلادي مفاده:

    «كل امرأة يجب أن تشعر بالخزي لمجرّد كونها امرأة» ( “Every woman ought to be filled with shame at the thought that she is a woman.”)

    تُعدّ هذه العبارة من أكثر الاقتباسات تداولًا في سياق الانتقادات الموجّهة إلى التراث المسيحي فيما يتعلق بالمرأة ومكانتها.

    تهدف هذه الدراسة إلى فحص مدى صحة نسبة هذا القول إلى كليمندس الإسكندري، عبر مراجعة دقيقة لمؤلفاته الأصلية، وتحليل السياقات التي تناول فيها المرأة والجنس والجسد. كما تسعى إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تكون نشأت نتيجة تداول هذا الاقتباس خارج سياقه أو بنقل مشوّه.

    يتألف البحث من ثلاث اقسام رئيسية:

    🔴القسم الأول: دراسة نقدية وتحليلية لنظرة كليمندس الاسكندري وكتاباته فيما يخص المرأة

    🔴القسم الثاني: التحقيق في صحة القول المنسوب إلى كليمندس الإسكندري ومطابقته للنصوص الاصلية

    🔴 القسم الثالث: تتبع تاريخي وتحليلي لأصل وانتشار هذا الاقتباس المنسوب إلى كليمندس الإسكندري

    ______________________________________

     

    🔴القسم الأول: دراسة نقدية وتحليلية لنظرة كليمندس الاسكندري وكتاباته فيما يخص المرأة

    اولا: نظرة كليمندس إلى المرأة في فكره اللاهوتي والأخلاقي

    يُظهر فكر كليمندس الإسكندري (Clement of Alexandria) اتجاهًا لاهوتيًا وأخلاقيًا متزنًا، بل ومتحرّرًا نسبيًا من التصورات السائدة في عصره فيما يخص المرأة. فعلى خلاف النظرة الدونية التي تبنّتها العديد من المدارس الفلسفية والأنظمة الدينية الوثنية تجاه المرأة، والتي غالبًا ما اعتبرتها أدنى طبيعة من الرجل أو مصدرًا للنجاسة، يقدّم كليمندس تصورًا مسيحيًا أصيلًا يقرّ بالمساواة الروحية والأخلاقية بين الجنسين، ويؤكّد على أهلية المرأة الكاملة لممارسة الفضيلة وبلوغ الكمال والخلاص.

    يرى كليمندس أن الحياة المسيحية، والتعليم الروحي، وممارسة الفضائل، والخلاص، جميعها متاحة للرجل والمرأة على حدٍ سواء. وهو بهذا يعبّر عن وعي مسيحي مبكّر بمبدأ المساواة الروحية بين الجنسين، في مقابل التقاليد الفلسفية الوثنية التي غالبًا ما قلّلت من شأن المرأة.

     

    وفيما يلي أبرز كتاباته في هذا الشأن:

    1- المساواة الكاملة في الفضيلة والخلاص

    يرى كليمندس أن الفضيلة لا تُقسّم بحسب النوع الاجتماعي، بل هي واحدة للرجل والمرأة، وأن دعوة الله للخلاص تشمل كليهما بالتساوي. وهو يصرّح بذلك بوضوح في قوله:

    🔹«فضيلة الرجل والمرأة هي واحدة ونفس الشيء. لأنه إن كان الله واحدًا، فالمسيح واحد أيضًا؛ كنيسة واحدة، حشمة واحدة، عفة واحدة؛ طعامهما مشترك، والزواج متساوٍ… فالحياة التي تُعاش بالبر ليست حكرًا على الرجال، بل هي للرجال والنساء على السواء.»

    (Paedagogus, I.4)

    “The virtue of man and woman is the same. For if the God of both is one, the master of both is also one; one church, one temperance, one modesty; their food is common, marriage an equal yoke… For the life that is lived in righteousness is not for men only, but for men and women alike.”

    كما يشير إلى وجوب ممارسة المرأة للفضائل تمامًا كما الرجل:

    🔹«على المرأة أن تمارس ضبط النفس والبرّ وسائر الفضائل، شأنها شأن الرجل…»

    ( Stromata, IV.8 )

    “Accordingly woman is to practise self-restraint and righteousness, and every other virtue, as well as man…”

    تُعد هذه التصريحات لاهوتية متقدّمة بالنسبة لسياقها التاريخي، إذ ترفض التمييز بين الجنسين في ممارسة الفضيلة، وتُرسّخ مبدأ شمولية البر والخلاص للجميع دون تمييز جنسي.

     

    2- المساواة في الطبيعة الإنسانية والروح

    يؤكّد كليمندس أن المرأة والرجل يشتركان في طبيعة بشرية واحدة، وبأنه لا يوجد اختلافاً جوهريًا بين الجنسين في ما يتعلق بالنعمة والفضيلة والخلاص:

    🔹 «للمرأة نفس طبيعة الرجل، وكلاهما يشترك في نفس الفضيلة ونفس النعمة ونفس الخلاص.»

    (Stromata, IV.19)

    “For the woman has the same nature as the man, and they share in the same virtue, the same grace, and the same salvation.”

    🔹«فيما يختصّ بالطبيعة البشرية، ليست للمرأة طبيعة تختلف عن الرجل، بل هما واحد؛ وكذلك الحال في الفضيلة…»

    ( Stromata, IV.8 )

    “As far as human nature is concerned, woman does not possess one nature and man another … the same virtue is possible for both.”

    🔹«لا يجب أن نخجل من أي من الجنسين… لأن اسم “الإنسان” (anthropos) مشترك بين الرجل والمرأة.»

    ( Stromata, IV.8 )

    “We should not be ashamed of either sex… for the name ‘human being’ (anthropos) is common to both man and woman.”

    ويذهب أبعد من ذلك في تأكيد وحدة الهدف النهائي بين الجنسين:

    🔹«وقد تبيَّن أنّ للمرأة والرجل هدفًا واحدًا ونهاية واحدة من جهة الكمال…»

    ( Stromata, IV.8 )

    “And one aim and one end, as far as regards perfection, being demonstrated to belong to the man and the woman…”

    ويشدد على أن كمال الفضيلة متاح للرجل والمرأة على حد سواء، بل يضرب أمثلة من النساء اللواتي فُقنَ الرجال في الشجاعة والإيمان:

    🔹«وفي هذا الكمال يستطيع الرجل والمرأة أن يشتركا بالتساوي.… فقد بلغت يهوديت كمالًا بين النساء… وأستير بلغت الكمال بالإيمان… وسوسنة فاقت الرجال في الشجاعة.»

    ( Stromata, IV.19 )

    “In this perfection it is possible for man and woman equally to share. …But Judith too, who became perfect among women… Esther, perfect by faith… Susanna… surpassed men in valor.”

    🔹«كثيراتٌ نلن قوّة بنعمة الله، وصنَعْنَ أعمالًا بطولية تُنسب عادةً للرجال.»

    (Stromata, IV.19)

    “Many women have received power through the grace of God and have performed many deeds of manly valor.”

    كليمندس يستشهد بهذه النماذج النسائية البطولية من العهد القديم ليؤكّد أن الكرامة والكمال الخلقي ليسا حكرًا على الرجال، بل هما ممكنان لكلا الجنسين.

     

    3- دعوة المرأة إلى الفلسفة والمعرفة

    في سياق اجتماعي وثقافي كان يُقصي النساء عن مجالات التعليم والتفكير الفلسفي، برز كليمندس الإسكندري بموقف لافت، إذ دعا بوضوح إلى إشراك المرأة في الحياة العقلية والفكرية، وعارض الحصر التقليدي لدراسة الفلسفة في الرجال دون النساء.
    في كتاب (Stromata)، يُقدّم كليمندس حجة منطقية مفادها أن المرأة، بما أنها قادرة على ممارسة فضائل مثل العفة وضبط النفس، وهي فضائل تتطلّب الحكمة، فلا مبرر لافتراض عجزها عن اكتساب الحكمة ذاتها. ومن هنا، يؤكد أن الفلسفة دعوة موجهة للنساء تمامًا كما هي موجهة للرجال:

    🔹«هل يجب على المرأة أن تتفلسف؟ نعم… إذا كانت المرأة قادرة على الحشمة وضبط النفس، وهي فضائل تتطلب الحكمة، فهل لا تكون قادرة على الحكمة نفسها؟… يجب على النساء كما الرجال أن يسعوا إلى الفلسفة.»

    (Stromata, IV. 8 )

    “Ought the woman to philosophize? Yes… If, then, the woman is able to be temperate and self-restrained, which are virtues that require wisdom, will she not be able to be wise? …Women as well as men are to philosophize.”

    يتّضح من هذا النص أن كليمندس لم يكتفِ بإقرار قدرة المرأة على التعقّل والتعلّم، بل طالب بمشاركتها الكاملة في المسيرة الفلسفية، معتبرًا السعي إلى الحكمة أمرًا مشتركًا بين الجنسين.

    لم يكتفِ بالمساواة الروحية، بل طالب بالمساواة الفكرية. واستشهد بنساء شهيرات في التاريخ مثل “ثيانو” الفيثاغورية و”أسبازيا” كأمثلة على قدرة المرأة على التفوق الفكري.

     

    4- دور المرأة وتعاليم العفّة عند كليمندس السكندري

    تبرز في كتابات كليمندس السكندري، لاسيما في مؤلفه الستروماتا (Stromata), رؤية متّزنة تحترم مقام المرأة وتُعلّي من قيمة العفاف ضمن إطار الزواج المسيحي. فقد وقف كليمندس موقفًا نقديًا من بعض الاتجاهات الغنوصية التي حطّت من شأن الزواج، معتبرًا إياه تشريعًا إلهيًا يهدف إلى إنجاب نسل تقيّ، وليس مجرد انغماس في اللذة. يقول في هذا السياق:

    🔹”الزواج طاهر، وإنجاب الأولاد هو عمل مقدس” (Stromata III, 6).

    وفي معرض نقده لبعض الاتجاهات الغنوصية التي مجّدت التبتُّل على حساب الزواج، يؤكّد كليمندس أن البتولية ليست فضيلة مفروضة على الجميع، بل هي خيار يليق فقط بمن وُهِب عدم الشهوة، أما من لم يُمنح هذه العطيّة، فالأفضل له أن يتزوّج بحسب الشريعة:

    🔹«البتولية لِمن لا يشتهي النساء، أما الباقي فليتزوج حسب الناموس.»

    (Stromata III, 15).

    كما يبرز احترام كليمندس للمرأة من خلال إشاراته إلى أدوار خدمية وروحية في حياة الكنيسة الأولى. ففي شهادة ينقلها المؤرخ أوسابيوس القيصري، يشير إلى أن كليمندس تحدّث عن نساء رافقن الرسل في مهامهم التبشيرية، ليس كزوجات، بل كأخوات وخادمات للكلمة وهو ما يعكس تأييده لانخراط النساء في بعض الوظائف الكنسية ضمن الحدود التي قررتها التقاليد الرسولية.

    🔹«بعض النساء كنّ يرافقن الرسل في خدمتهن الإنجيلية، لا كزوجات بل كأخوات وخادمات للكلمة.»

    (Historia Ecclesiastica VI, 14)

    ولم يقف عند هذا الحد، بل عمد كليمندس إلى استحضار شخصيات نسائية بطولية كنماذج يُحتذى بها في الفضيلة والقدوة الاخلاقية. ففي موضع لافت من الستروماتا، يسرد قائمة من النساء اللواتي جسّدن الشجاعة والعفّة، من بينهن: يهوديت، وإستر، ودبّورة، وسارة، وكذلك شخصيات وثنية مثل تيموستراتا (زوجة بريكليس)، وكاميلا من الأساطير اللاتينية (Stromata IV, 19). ويعلّق قائلاً:

    🔹”النساء قد برهنّ أنهن لا يَقِلَلْنَ شرفًا عن الرجال في مضمار الفضائل”.

    (Stromata IV, 19)

    كما يلجأ كليمندس أحيانًا إلى استخدام صور رمزية أنثوية في التعبير عن العناية الالهية. ففي احد المواضع التأملية في كتابه (المربّي) يُشبّه محبة المسيح وحنانه بـ”الحليب الذي يخرج من ثديي الآب”، في إشارة إلى الغذاء الروحي الذي يقدّمه الله لمؤمنيه (Paedagogus I, 6). وتُعدّ هذه الاستعارة تعبيرًا عن رقة وحنان العناية الإلهية، وليست تجسيدًا لأنوثة الله أو طابعًا حرفيًا، بل تُجسّد العناية الإلهية الشاملة، حيث تتم رعاية المؤمنين بالكلمة كما يُغذَّى الأطفال بالحليب.

     

    5- شراكة المرأة الروحية والزوجية بوصفها شراكة مقدّسة

    رأى كليمندس أن المرأة ليست مجرد معين منزلي، بل شريك روحي فعّال للرجل في درب القداسة والخلاص:

    🔹«الزوجة، كما نقول، هي مُعين للرجل. ومن الواضح أنها مُعين في أمور الأسرة والأطفال، ولكن أيضًا وقبل كل شيء، هي شريك له في طريق الحياة إلى الله.»

    هذا التصوّر بحسب اكليمندس يرفع من مقام المرأة من كونها مكمّلة اجتماعيًا فقط، إلى شريكة روحيّة في مشروع الخلاص

    🔹خلاصة فكر القديس كليمندس السكندري
    • مساواة جوهرية: رأى أن الرجال والنساء متساوون في الطبيعة، والروح، والفضيلة، والقدرة على نيل الخلاص.
    • احترام فكري: شجع النساء على طلب العلم والفلسفة، معتبرًا إياهن قادرات على الحكمة تمامًا كالرجال.
    • رفض العار: فكرته عن “العار” كانت مرتبطة بالسلوك غير المحتشم (للجنسين)، وليس بطبيعة المرأة.
    • شراكة مقدسة: اعتبر المرأة شريكًا أساسيًا للرجل في الأسرة وفي الحياة الروحية.

    بإيجاز، تكشف كتابات القديس كليمندس السكندري عن رؤية تكرّم المرأة وتمنحها مكانة لاهوتية متساوية مع الرجل في الإيمان المسيحي. فهو لم يكن صوتًا معاديًا للمرأة، بل مثّل في زمنه موقفًا منصفًا ومضادًا لاتجاهات التهميش السائدة.

    ______________________________________

    هل أساء كليمندس الإسكندري إلى المرأة؟ قراءة نقدية في مواقفه اللاهوتية والأخلاقية - ترجمة ودراسة Patricia Michael
    هل أساء كليمندس الإسكندري إلى المرأة؟ قراءة نقدية في مواقفه اللاهوتية والأخلاقية – ترجمة ودراسة Patricia Michael

    🔴 القسم الثاني: التحقيق في صحة القول المنسوب إلى كليمندس الإسكندري ومطابقته للنصوص الاصلية

    يتضمن هذا القسم ما يلي:

    • أولًا: البحث في مؤلفات كليمندس الإسكندري الأصلية
    • ثانيًا: التوثيق من النصوص الأصلية وترجماتها
    • ثالثا: تفنيد المزاعم الغنوصية ونسبة الأقوال المشوهة

     

    أولًا: البحث في مؤلفات كليمندس الإسكندري الأصلية

    بعد مراجعة دقيقة وشاملة لجميع مؤلفات كليمندس الإسكندري المتاحة، لم يتم العثور على أي عبارة تطابق القول المنسوب إليه حرفيًا: «كل امرأة يجب أن تخجل لأنها امرأة». أقرب ما وُجد هو مقطع وارد في كتاب المربّي (Paedagogus II.2.33.4)، حيث يتناول كليمندس موضوع آداب الشرب ويحثّ كلا من الرجال والنساء على اجتناب التصرفات المخزية، مع توصية خاصة للنساء بالتحلّي بالحشمة والحياء. يقول كليمندس في ذلك الموضع ما ترجمته:

    🔹 «لا يليق برجلٍ عاقل أن يصدر عنه تصرف مشين أو صوت غير لائق، وبالأحرى لا يليق ذلك بامرأة، التي يكفيها إدراكها لطبيعتها ووعيها بذاتها لتستلهم الحياء والعفاف.»

    وقد ورد النص اليوناني الأصلي كما يلي:

    «…ᾗ καὶ τὸ συνειδέναι αὐτὴν ἑαυτῇ, ἥτις εἴη μόνον, αἰσχύνην φέρει.»

    وترجمته الحرفية:

    • τὸ συνειδέναι αὐτὴν ἑαυτῇ = “وعيها لذاتها”.
    • ἥτις εἴη μόνον = “كونها هي فقط (ماهيتها/طبيعتها)”.
    • αἰσχύνην φέρει = “يُورِث خجلًا/حياءً

    🔹”حتى إن وعيها بذاتها، أي بما هي عليه، يورثها خجلًا/حياءً.”

    هذا المقطع لا يعني بأي حال أن المرأة يجب أن تشعر بالخزي أو العار لمجرد كونها امرأة، بل يشير إلى الحياء كفضيلة أخلاقية طبيعية ترتبط بأنوثة المرأة، لا سيما في سياقات السلوك العام مثل الشرب والسُّكر. وبالتالي، فإن السياق يدور حول ضرورة التحلّي بالاحتشام والانضباط، لا عن ازدراء طبيعة المرأة أو تحقير جنسها.

    علاوة على ذلك، وبعد بحث دقيق في باقي مؤلفات كليمندس مثل (Stromata و Protrepticus) وغيرها، لم يُعثر على عبارة مشابهة أو صيغة تقترب في معناها من هذا القول المنسوب إليه، ما يؤكد غياب أي أساس نصي يدعم هذا الادعاء.

     

    ثانيًا: التوثيق من النصوص الأصلية وترجماتها

    عند الرجوع إلى نص المربّي (Paedagogus) للقديس كليمندس الإسكندري، بحسب طبعة Patrologia Graeca, vol. 8, col. 429، بتحقيق Monsignor Jacques-Paul Migne، يتبين أن المقطع المعني يقع في الكتاب الثاني، الفصل الثاني (Book II, Chapter II). وقد تُرجم هذا النص إلى الإنجليزية ضمن سلسلة Ante-Nicene Fathers، كما ظهرت له ترجمة فرنسية حديثة تعكس المعنى التالي:

    🔹 «لا يليق برجلٍ عاقل أن يصدر عنه تصرف مشين أو صوت غير لائق، وبالأحرى لا يليق ذلك بامرأة، التي يكفيها إدراكها لطبيعتها ووعيها بذاتها لتستلهم الحياء والعفاف.»

    يتّضح من ذلك أن كليمندس يحثّ على الحياء بوصفه فضيلة فطرية إيجابية واخلاقية، لا كإدانة لوجود المرأة أو احتقار لأنوثتها او انتقاص لوجودها. ولا يتضمن هذا النص، ولا غيره من كتاباته أي تعبير صريح أو ضمني يفيد بأن الى انّ “كون المرأة امرأة هو بحد ذاته أمر معيب أو يستوجب الخجل.

     

    ثالثا: تفنيد المزاعم الغنوصية ونسبة الأقوال المشوهة

    في كتابه الستروماتا (Stromata)، يورد كليمندس مقولة منسوبة إلى السيد المسيح في أحد الكتابات الابوكريفية وهو ما يعرف بـ «إنجيل المصريين» (Gospel of the Egyptians)، نصها: «قد أتيتُ لأُخرِب أعمال الأنثى.»

    غير أن كليمندس لم يتبنّ هذا القول كتعليم مسيحي، بل أورده في سياق نقده الحاد لتطرف بعض الغنوصيين الذين رفضوا الزواج والنسل.
    وقد شدّد على أن الخلاص لا يتحقق من خلال “المعرفة الباطنية” الغنوصية، بل من خلال الإيمان البسيط، مؤكّدًا فضائل الزواج والاعتدال بدل الزهد المطلق.
    لذا، فإن استخدام هذه العبارة في هذا السياق هو تمثيل لنقده للغنوصية وليس قبولًا أو دعمًا لها، ولا يمكن اعتبار هذه الأقوال تعبيرًا عن فكر كليمندس، بل هي أمثلة على أقوال نقدها ورفضها.

    🔹الخلاصة

    • لا يوجد في أي من مؤلفات كليمندس عبارة تُفيد أن المرأة يجب أن تشعر بالخزي لكونها امرأة.
    • أقواله المعتمدة تُظهر احترامًا واضحًا للمرأة، وتأكيدًا على مساواتها في الطبيعة والفضيلة والخلاص.
    • يُعدّ كليمندس من أوائل الكتّاب المسيحيين الذين قدّموا رؤية لاهوتية متوازنة تجاه المرأة، تتجاوز بوضوح الموروثات الفلسفية واليهودية التي انتقصت من شأنها.

    ______________________________________

    هل أساء كليمندس الإسكندري إلى المرأة؟ قراءة نقدية في مواقفه اللاهوتية والأخلاقية - ترجمة ودراسة Patricia Michael
    هل أساء كليمندس الإسكندري إلى المرأة؟ قراءة نقدية في مواقفه اللاهوتية والأخلاقية – ترجمة ودراسة Patricia Michael

    🔴القسم الثالث: تتبع تاريخي وتحليلي لأصل وانتشار الاقتباس المنسوب إلى كليمندس الإسكندري

    يتضمن هذا القسم النقاط التالية:

    • أولا: أصل الاقتباس المزعوم وانتشاره في العصر الحديث
    • ثانيا: تأويلات هذا الاقتباس وآراء باحثين حول تحريف الاقتباس المنسوب إلى كليمندس الإسكندري
    • ثالثا: التتبّع المرجعي: من ووكر إلى بريفو (Briffault)
    • رابعا: ملخص تحليل الباحث البريطاني روجر بيرس (Roger Pearse) حول الاقتباس المنسوب إلى كليمندس الإسكندري
    • خامسا: كيف ساهم هذا التحريف في انتشار واسع للاقتباس المشوّه في التاريخ الثقافي المعاصر.
    • سادسا: هل النص المنسوب خطأ إلى كليمندس… أصله عند ترتليان

     

    اولا: أصل الاقتباس المزعوم وانتشاره في العصر الحديث

    يتناول هذا الجزء الجذر النصي للاقتباس المنسوب إلى كليمندس، وتتبع ظهوره في المصادر الثانوية الحديثة، وتحليل السياقات التي استُخدم فيها بغرض نقد موقف كليمندس من المرأة.

    بالنظر إلى أن كليمندس الإسكندري لم يذكر حرفيًا عبارة “كل امرأة ينبغي أن تخجل لأنها امرأة”، يبرز التساؤل حول مصدر هذه الصيغة التي انتشرت في العصر الحديث.

    أقدم الإشارات إلى هذه العبارة تعود إلى القرن العشرين، وتحديدًا إلى كتاب Joseph Lewis المعنون The Ten Commandments (1946)، حيث نُسب القول إلى كليمندس مع الاعتماد على مرجع ثانوي.

    هذا المرجع الثانوي هو كتاب (Henry Charles Lea) بعنوان History of Sacerdotal Celibacy (طبعة 1907)، إلا أنه عند مراجعة الصفحة 320 من هذا الكتاب تُظهر أنه لا يذكر كليمندس أصلًا، مما يشير إلى وجود خطأ في الإسناد أو انتحال في النقل.

    وهكذا، يبدو أن هذه العبارة نشأت عن طريق تحريف أو سوء فهم، وانتقلت عبر كتب ومقالات عديدة دون التحقق من النصوص الأصلية.

     

    ثانيا: تأويلات هذا الاقتباس وآراء باحثين حول تحريف الاقتباس المنسوب إلى كليمندس الإسكندري

    1- يرجّح الباحث البريطاني روجر بيرس (Roger Pearse)، وهو باحث معاصر في تاريخ المسيحية المبكرة والأدب الآبائي، وقد عُرف بجهوده الواسعة في نشر نصوص آباء الكنيسة بلغاتها الأصلية، أن العبارة المنسوبة إلى كليمندس الإسكندري “كل امرأة ينبغي أن تخجل لأنها امرأة” ناتجة عن سوء فهم أو ترجمة مشوّهة لمقطع من كتابه المربّي (Paedagogus). ويشير (Roger Pearse) إلى أن هذه الصيغة المحرّفة انتشرت عبر عدة كتب ومقالات دون التحقق من النص الأصلي.

    2- يؤكد (Roger Pearse) ان القوائم التي تهدف إلى تشويه السمعة من خلال الاقتباسات غالبًا ما تُهمِل السياق، وغالبًا ما تختلف في الصياغة ونسبتها إلى أصحابها. واقتباسنا هذا لا يختلف عن غيره في هذا الصدد. فبعضهم يقترح أنه مأخوذ من كتاب (Stromateis) أو المنوّعات (الكتاب الثالث) Miscellanies book 3 لكليمندس، لكنه في الواقع ليس كذلك ويُشير (Roger Pearse) إلى أنّ هذه الصيغة المشوّهة انتشرت في عدد من الكتب والمقالات المعاصرة دون الرجوع إلى النص الأصلي والتحقق من سياقه بدقة.

    3- على سبيل المثال، يوضح (Roger Pearse) أن العبارة وردت ضمن مقال هجومي مليء بالكراهية بعنوان Twenty disgustingly misogynist quotes from religious leaders (عشرون اقتباسًا بغيضا من قادة دينيين) بقلم فاليري تاريكو (Valerie Tarico) نشر على موقع Salon عام 2014، مع إشارة إلى مقطع من كتابه (Paedagogus 2:33:2)، إلاّ أن (Roger Pearse) يؤكد أن الموقع لا يحتوي على النص المذكور بهذا المعنى أو الصياغة المتداولة.

    4- كما يوضّح (Roger Pearse) ايضا إلى أن بعض الكتب الصادرة في الهند تستشهد بالفيلسوف برتراند راسل (Bertrand Russell) كمصدر للاقتباس، لكنه يشير إلى أن هذه الكتب تستند فقط إلى كتيّبه المؤيد للعلاقات غير الشرعية Marriage and Morality (1929)، والذي يخلو تمامًا من أي إشارة إلى كليمندس الإسكندري.

    5- أما فيما يخص مصدرًا أكثر تحديدًا، فيُشير (Roger Pearse) إلى مقال بعنوان “الدين بوصفه جذر التمييز الجنسي” (Religion as the Root of Sexism) للكاتبة باربرا ج. ووكر (Barbara G. Walker)، نُشر في مجلة (Freethought Today) عام 2011. في هذا المقال، يُنسب إلى كليمندس الإسكندري قوله إن “على كل امرأة أن تشعر بالخزي لمجرد كونها امرأة”، كما يُربط هذا القول باقتباس منسوب إلى يسوع في إنجيل المصريين يقول فيه: «لقد أتيتُ لأدمّر أعمال الأُنثى».
    ويضيف (Roger Pearse) أن باربارا ووكر (Barbara G. Walker) ، مؤلفة موسوعة The Woman’s Encyclopedia of Myths and Secrets (1983) وكتاب The Skeptical Feminist، نسبت هذه العبارة إلى كليمندس وربطتها بإنجيل المصريين، مما عزّز الانطباع الخاطئ بعدائها للمرأة.

     

    ثالثا: التتبُّع المرجعي: من ووكر إلى بريفو (Briffault)

    1- عند تتبّع مصدر الادعاء الذي اعتمدت عليه الكاتبة باربرا ج. ووكر (Barbara G. Walker)، يتبيّن أنها استندت إلى ما أورده المؤلف ر. بريفو (R. Briffault) في المجلد الثالث من كتابه The Mothers (Vol. 3, p. 373, New York: Macmillan, 1927). ويُلاحظ أن هذا النقل ليس مستندًا إلى أي من النصوص الأصلية لكليمندس الإسكندري، بل يأتي ضمن سلسلة من الاقتباسات غير المباشرة التي تفتقر إلى توثيق دقيق من المصادر الأولية، وهو ما يُضعف مصداقية الادعاء المنسوب إليه.

    – في هذا الموضع، يورد بريفو الاقتباس التالي:

    🔹«كل امرأة، كما يقول كليمندس الإسكندري، ينبغي أن تشعر بالخزي لمجرد كونها امرأة.»

    2- يُحيل بريفو إلى المرجع التالي لتوثيق هذا الاقتباس المزعوم: كليمندس الإسكندري، كتاب “المربّي” (Paedagogus)، الجزء الثاني، الفصل الثاني، وذلك بحسب طبعة ميغن (Migne) ضمن سلسلة Patrologia Graeca، المجلد الثامن، العمود 429.

    Clement of Alexandria, Paedagogus (The Instructor), Book II, Chapter II, in Patrologia Graeca, Vol. 8, col. 429 (ed. J.-P. Migne).

    3- التحقق من المصدر الأصلي في Paedagogus II.2 (PG 8, col. 429):

    أ- النص اليوناني:

    «οὐδεὶς γὰρ ψόφος οἰκεῖος ἀνδρὶ λογικῷ, ἔτι δὲ μᾶλλον γυναικί, ᾗ καὶ τὸ συνειδέναι αὐτὴν ἑαυτῇ, ἥτις εἴη μόνον, αἰσχύνην φέρει.»

    يعود فعل ψόφος إلى معنى “الصوت” أو “الجلبة”، وغالبًا ما يشير في السياق الأدبي الأخلاقي إلى الضجيج غير اللائق، كالأصوات أثناء الشرب أو تناول الطعام أو حتى حركة غير مهذبة، لذا يُنظر إليها كرمز للتصرف غير المحتشم.

    • οἰκεῖος = لائق، مناسب، ملائم
    • λογικῷ = العاقل أو صاحب العقل.
    • γυναικί = للمرأة.
    • συνειδέναι αὐτὴν ἑαυτῇ = وعي المرأة بطبيعتها أو إدراكها لذاتها.
    • αἰσχύνην φέρει = يجلب الحياء/ يثير الخجل.

     

    ب- الترجمة في سلسلة Ante-Nicene Fathers (ANF):

    “Nothing disgraceful is proper for a man endowed with reason; much less for a woman, to whom even the consciousness of her own nature brings a feeling of shame.”

    ج- الترجمة الفرنسية في سلسلة Sources Chrétiennes (SC 108, p. 71):

    “Il ne convient pas de faire du bruit (en buvant), ni à un homme raisonnable, ni encore moins à une femme, à qui le fait d’avoir conscience elle-même de ce qu’elle est, suffit à inspirer de la pudeur.”

    ومن خلال مقارنة الترجمات المعتمدة (الإنجليزية والفرنسية) مع النص اليوناني الأصلي، نرى أنها تتّفق جميعًا على المعنى التالي:

    🔹«لا يليق برجلٍ عاقل أن يصدر عنه صوت مزعج أو تصرف غير لائق، وبالأحرى لا يليق ذلك بامرأة، إذ يكفيها مجرد وعيها بذاتها وطبيعتها لتبعث في نفسها شعور الحياء والعفّة.»

    4- الاقتباس الذي ينسبه بريفو إلى كليمندس الإسكندري لا يرد بصيغته تلك في نصه، بل هو تحوير واختزال مجتزأ لعبارة أطول ذات سياق أخلاقي وسلوكي محدد.

    5- كليمندس يتحدّث هنا عن الحياء الطبيعي المرتبط بالسلوك بوصفه فضيلة طبيعية لدى المرأة، تنبع من وعيها الداخلي بذاتها، لا عن “الخزي” كموقف دوني من طبيعتها الأنثوية.

    6- كما أنه يتناول الحياء الطبيعي المرتبط بالسلوك ضمن سياق الحديث عن اللياقة والاحتشام، لا عن “الخزي” بوصفه حكمًا وجوديًا على طبيعة المرأة.
    وبناءً عليه، فإن النقل الذي يفرغ العبارة من سياقها ويحوّلها إلى تصريح عدائي ضد المرأة يُعد تشويهًا صريحًا للمعنى الأصلي.

     

    رابعا: ملخص تحليل الباحث البريطاني والمختص بتاريخ المسيحية المبكرة والنصوص الآبائية، والشهير بنشر النصوص القديمة بلغاتها الأصلية وتحقيقها روجر بيرس (Roger Pearse) حول الاقتباس المنسوب إلى كليمندس الإسكندري

    1. يرى الباحث روجر بيرس (Roger Pearse) أن الاقتباس الشهير المنسوب إلى كليمندس الإسكندري، والذي مفاده أن «كل امرأة يجب أن تشعر بالخجل لمجرد كونها امرأة»، لا يعكس مضمون النصوص الأصلية لكليمندس، بل هو نتاج سوء فهم وتحريف للنص الأصلي.

    2. سياق النص الأصلي

    يشير (Roger Pearse) إلى أن كليمندس، كما سائر آباء الكنيسة، كان يكتب ضمن معايير زمنه، الذي اعتُبر فيه شرب الخمر والسلوك الصاخب للنساء من الممارسات المرفوضة اجتماعيًا.
    ويُبرز أن النص الأصلي في كتاب المربّي (Paedagogus) يتناول بالأساس موضوع السلوك غير اللائق في حالة السُّكر، مع تأكيد خاص على ضرورة شعور الإنسان العقلاني بالخجل والحياء من مثل هذا السلوك، وخصوصًا النساء.
    بهذا المعنى، كان كليمندس يتحدث عن الحياء الطبيعي المرتبط بالسلوك، لا عن “الخزي” كموقف وجودي يُنقص من مكانة المرأة أو طبيعتها الأنثوية.

    3. الهدف الأخلاقي والاجتماعي لكليمندس

    يوضح (Roger Pearse) أن كليمندس والآباء الأوائل كانوا يهدفون إلى رفع مستوى كرامة النساء الأخلاقية والاجتماعية، مهاجمين الممارسات الفاسدة والسلوكيات التي تنال من هذه الكرامة، وليس التقليل من شأن المرأة نفسها.
    وهذا يتوافق مع خطابهم العام الذي يسعى إلى تحسين مكانة المرأة في المجتمع عبر التوجيه الأخلاقي والروحي.

    4. تحريف النص واستخدامه في أجندات فكرية معاصرة

    يشير (Roger Pearse) إلى أن ر. بريفو (R. Briffault) أعاد صياغة النص الأصلي بأسلوب أكثر إثارة وصراحة، بهدف استخدامه كأداة في أجندته الخاصة التي تدعو إلى الترويج للانحلال الأخلاقي، مستغلاً الاقتباس ضمن قائمة صادمة من أقوال الآباء.
    وهكذا، تحولت العبارة إلى “عبارة واحدة لافتة” تستخدم في نقد موجه للتراث الديني والآبائي، بعيدًا عن سياقها الحقيقي.

    5. تحريفات لاحقة وتأثيرها

    يشير (Roger Pearse) كذلك إلى أن التحريفات اللاحقة للنص الأصلي أدت إلى تداول صيغ أكثر حدة واستفزازًا، لا أساس لها في النصوص الأصلية لكليمندس.
    وهذا يشير إلى وجود مشكلات في منهج تتبع المصادر، حيث كثيرًا ما تعتمد الدراسات الحديثة على مصادر ثانوية غير دقيقة أو اختزالات للنصوص الأصلية.

    6. النقد النهائي

    يخلص (Roger Pearse) إلى أن مثل هذه التحريفات لا تخدم الدراسة الأكاديمية الموضوعية، بل تندرج في إطار الاستقطاب السياسي أو الثقافي الذي يضر بفهم التراث الديني والآبائي بشكل صحيح.
    كما يؤكد أن الخطأ لا يبدأ بالضرورة مع الباحثين المعاصرين، بل قد يكون ناتجًا عن اختزالات أو تحريفات أقدم في المصادر الثانوية.

     

    وبالتالي نستنتج من كتاباته بأنّ:

    • الاقتباس المنسوب إلى كليمندس ليس دقيقًا نصيًا أو سياقيًا.
    • النص الأصلي يتحدث عن الحياء والسلوك اللائق لا عن خزي وجودي للمرأة.
    • التحريفات الحديثة استخدمت العبارة لأغراض فكرية وسياسية، مغايرة للسياق الأصلي.
    • ضرورة العودة إلى النصوص الأصلية وتوخي الدقة في تتبع المصادر لمنع سوء الفهم والتحريف.

     

    خامسا: بعد أن أوردنا التدقيق النصي والتاريخي للنص المنسوب إلى كليمندس الإسكندري (Clement of Alexandria)، كما قدمه الباحث (Roger Pearse) ، نتابع كيف ساهم هذا التحريف في انتشار واسع للاقتباس المشوّه في التأريخ الثقافي المعاصر، إذ وجد طريقه إلى عدد من المؤلفات الحديثة دون مراجعة علمية للنص الأصلي.

    فقد ورد الاقتباس الشهير «كل امرأة يجب أن تشعر بالخجل لمجرد كونها امرأة» في كتاب (Misogyny) للمؤلف ديفيد غيلمور (David Gilmore)، الذي استند بدوره إلى مصدر ثانوي أقدم، وهو كتاب (The Fear of Women) الصادر عام 1968 لعالم النفس ولفغانغ ليدرر (Wolfgang Lederer). يُعد عمل ليدرر تحليلًا نفسيًا ولا يمثل دراسة نقدية أكاديمية متخصصة في علم الآبائيات (Patristics).

    تتجلّى المشكلة المنهجية في هذه الدراسات الثانوية التي تعتمد على مصادر غير دقيقة، حيث لا يتعامل (Wolfgang Lederer) مع النصوص الآبائية الأصلية بمنهج نقدي صارم، بل يستخدم اقتباسات أو ملخصات منقولة غالباً ما تكون خارجة عن سياقها الاصلي. وقد أصبحت اقتباساته، رغم ضعف توثيقها، مرجعًا متداولًا في بعض الأعمال النقدية المهتمة برصد مواقف الكنيسة من المرأة دون العودة الدقيقة للمصادر الأصلية لكليمندس الإسكندري أو غيره من آباء الكنيسة.

     

    سادسا: هل النص المنسوب خطأ إلى كليمندس… أصله عند ترتليان

    1- أما المصدر الذي يُستشهد به خطأ لتبرير صورة سلبية للمرأة في التراث الآبائي، فلا يعود في الغالب إلى كليمندس الإسكندري كما يُشاع، بل يقال انه يعود إلى نص شهير للكاتب المسيحي ترتليان في مؤلفه De Cultu Feminarum (“عن زينة النساء”). وقد استند بعض النقّاد إلى هذا النص تحديدًا في اتهام ترتليان بالعداء للمرأة، لا سيما حين استحضر صورة حواء بوصفها “باب الشيطان”، حيث قال:

    🔹«ألا تعلمين أنكِ حواء؟ لا يزال حكم الله معلقًا على جنسك. أنتِ بوابة الشيطان؛ أنتِ أول من خرق ناموس الله؛ أنتِ التي أغويت من لم يكن الشيطان شجاعًا ليهاجمه. لقد دمرتِ صورة الله، الإنسان؛ وجلبتِ الموت إلى العالم.»

    Tertullian, De Cultu Feminarum, Chapter 1:

    “Knowest thou not that thou art Eve? The judgment of God still hangs over thy sex. Thou art the gate of the devil; thou didst first break the law of God; thou didst seduce him whom the devil was not valiant to attack. Thou hast destroyed the image of God, man; and didst bring death into the world.”

    لكن قراءة متأنية تكشف أن هذا الحكم العام غير منصف، لأن هذا الاقتباس غالبًا ما يُنتزع من سياقه الأخلاقي والروحي، ويُحمَّل بدلالات لم يقصدها ترتليان ضمن بنيته اللاهوتية والتربوية.

     

    2- فهم السياق اللاهوتي والروحي

    من بين أكثر مؤلفات ترتليان تعرضًا للانتقاد هو كتابه De Cultu Feminarum، إذ يُتهم فيه بأنه يعبّر عن موقف سلبي تجاه المرأة. غير أن هذا التفسير يتجاهل السياق الزمني والأدبي واللاهوتي الذي كُتب فيه هذا العمل، بل ويُخرجه من إطاره المقصود. ترتليان لم يكتب هذا الكتاب بقصد الإهانة أو الإدانة الأخلاقية للمرأة، بل كان دافعه الأساس هو دعوة النساء المسيحيات إلى التواضع والزهد في الزينة المفرطة، وتوجيه أنظارهن نحو ما هو أثمن وأبقى: الإيمان بقيم الملكوت السماوي (De Cultu Feminarum, I.1–2).

     

    3- تحليل قول ترتليان:

    • الرابط المباشر بالخطيئة: يربط ترتليان كل امرأة بشكل مباشر بخطيئة حواء.
    • الشعور بالذنب والعار: على الرغم من أنه لا يستخدم عبارة “امتلئي بالعار”، إلا أن وصف المرأة بأنها “بوابة الشيطان” وأنها سبب موت المسيح هو دعوة صريحة للشعور بالذنب والعار الوجودي، لمجرد كونها امرأة تنتمي لـ “جنس حواء”.

    لكن هذه الفكرة اللاهوتية، التي تُعدّ خلاصةً لموقف ترتليان، لا يمكن بحالٍ من الأحوال نسبتها إلى كليمندس الإسكندري. فعبارة «المرأة يجب أن تخجل من كونها امرأة» هي تحريفٌ لموقف ترتليان، لا كليمندس، بل وتمثل أيضًا اختزالًا غير دقيقٍ – بل ومشوّهًا أحيانًا – لفكر ترتليان نفسه، كما يظهر في بعض القراءات الحديثة التي عمدت إلى اقتطاع العبارة من سياقها الجدلي واللاهوتي، مما أدى إلى إساءة فهم موقفه الحقيقي.

    فالفكرة المركزية التي يُدافع عنها ترتليان هنا هي أن حياة الإنسان، رجالاً ونساءً، ينبغي أن تنسجم مع جوهر الإيمان المسيحي القائم على ترك الأرضيات والتعلّق بالسماويات. صحيح أنه بدأ بأسلوب حاد، لكن الجزء اللاحق من الكتاب اتخذ طابعًا تربويًا، وأبرز صلة أخوية صادقة، خاصة حين خاطب النساء مرارًا بعبارة sorores dilectissimae (“الأخوات المحبوبات جدًا”)، مما يُظهر علاقته الودّية بهن، لا عداءه لهن.

    لذا،فإن تقييم هذا العمل ينبغي أن يتم وفقًا لسياقه اللاهوتي والزمني، لا من خلال إسقاطات ثقافية حديثة قد تحرّف مقاصده التربوية. فالأسلوب التوبيخي، وإن بدا قاسيًا بمعايير اليوم، كان مألوفًا في العظات المسيحية المبكرة، ويُوجَّه أحيانًا للرجال والنساء على حد سواء بحسب موضع الضعف أو الخطر الروحي.

     

    4- ترتليان: خطاب متوازن في مواضع أخرى

    في المقابل، إننا نجد في كتابات ترتليان الأخرى ما يعكس احترامه للمرأة وتقديره لها، وأوضح الأمثلة على ذلك رسالته Ad Uxorem (“إلى زوجتي”)، التي كتبها بين عامي 197 و206، ويُعد العمل الوحيد الذي يناقش فيه أخلاقيات الزواج. وقد افتتحه بهذه الكلمات:

    🔹”رأيتُ أنه من المناسب، يا شريكتي المحبوبة في الرب، أن أوجه إليك من الآن بعض النصائح حول المسار الذي ينبغي عليكِ أن تسلكيه بعد رحيلي عن هذا العالم، إن سبقْتُكِ إليه؛ وأن أستودعكِ أمانة الالتزام بهذه النصائح.”

     

    تتكرر في هذا النص عبارات تعبّر عن مودّة صادقة مثل:

    • محبوبتي (dilectissime mihi)
    • الأخوات المحبوبات جدًا (sorores dilectissimae)
    • شريكة في الرب (in Domino conserva)

    يدل على شركة روحية تقوم على المودّة والإيمان، كما يبرهن على أن رؤيته للمرأة لم تكن دونية جوهرًا، بل تربوية وسياقية، تحكمها ظروف التوجيه والتعليم الروحي.

    في المجمل، تكشف القراءة النقدية لأعمال ترتليان مثل:

    • عن زينة النساء (De Cultu Feminarum)
    • تغطية العذارى (De Virginibus Velandis)
    • الزواج الأحادي (De Monogamia)

    أن هدفه لم يكن الحطّ من كرامة المرأة، بل توجيهها نحو حياة الفضيلة والقداسة، ضمن معايير روحية صارمة تعبّر عن تصوّره النسكي للإيمان المسيحي.

    وبهذا نستنتج ان القول المنسوب إلى كليمندس السكندري غير موثق إطلاقًا في أعماله، بل يُخالف توجهه العام الداعي إلى مساواة جوهرية بين الرجل والمرأة في الطبيعة والفضيلة والخلاص، والفقرات التي نسبها بعضهم إلى كليمندس الإسكندري — والتي تزعم أن “المرأة يجب أن تخجل من كونها امرأة” — لا أساس لها في نصوص كليمندس، بل تمثل إما تحريفًا أو إسقاطًا خاطئًا.

    أما النصوص التي يتم الاستشهاد بها من ترتليان، فيجب أن تُفهم ضمن أطرها اللاهوتية والتربوية لا من خلال اجتزاءات حديثة. فترتليان، رغم لغته التوبيخية أحيانًا، لم يكن يكنّ عداءً للمرأة، بل كان يرشدها كأخت في الإيمان نحو حياة القداسة.

    🔴 الخاتمة

    يتضح من الدراسة والتحقيق النصي الدقيق أن القول المنسوب إلى القديس كليمندس الإسكندري «كل امرأة ينبغي أن تخجل لأنها امرأة» لا أساس له في كتاباته الأصلية، ولا يتوافق مع توجهه الفكري والروحي الذي يؤكد على المساواة الجوهرية بين الرجل والمرأة في الطبيعة والكرامة والفضيلة.

    إن هذا الادعاء، الذي شاع نتيجة لسوء فهم وتحريف لمقاطع نصية، وانتقل عبر مصادر ثانوية غير دقيقة، يُعد مثالاً صارخًا على مخاطر اعتماد الاقتباسات المنزوعة عن سياقها أو المنسوبة خطأً إلى شخصيات تاريخية بارزة دون تحقق علمي. مصدر الخطأ ناتج من سوء فهم أو نقل غير دقيق في مؤلفات تحليلية وتبعه تداول غير نقدي من باحثين آخرين.

    ويُظهر تحليل النصوص أن ما ورد في أعمال كليمندس هو دعوة للحياء والفضيلة والأخلاق، لا ازدراء لطبيعة المرأة أو تقليل من قيمتها، وهو موقف يعكس انفتاحًا وتقديرًا مميزًا لمكانة المرأة، لا سيما في ظل الظروف الثقافية والاجتماعية لتلك الحقبة.

    لذلك، فإن تصحيح هذه المفاهيم الخاطئة واستعادة المعنى الحقيقي للنصوص الأصلية أمر ضروري لفهم دقيق للتراث الفكري والروحي، وللحد من انتشار تحريفات تُستغل لإثارة الفتن وتشويه سمعة شخصيات دينية وأدبية بارزة.

    كليمندس يُعدّ، في سياق عصره، من أكثر آباء الكنيسة انفتاحًا وتقديرًا لمكانة المرأة على المستويين الروحي والفكري، فلا يجوز نسبة هذه العبارة إلى كليمندس السكندري دون دليل نصي، وهذا يعدّ مثالًا واضحًا على خطر تداول “الاقتباسات المنزوعة من سياقها” أو المنسوبة خطأ لكتّاب لم يقولوها مطلقًا.

    ——–

    David D. Gilmore, Misogyny: The Male Malady, Harvard University Press, 2001, p. 173.

    Wolfgang Lederer, The Fear of Women, Harcourt, Brace & World, 1968, pp. 162–163.

    Clement of Alexandria, Paedagogus (The Instructor), in The Ante-Nicene Fathers, Vol. 2, translated by William Wilson, Hendrickson Publishers, 1994 (reprint), Book I, Chapter 4; Book II, Chapter 2.

    Clement of Alexandria, Stromata (Miscellanies), in The Ante-Nicene Fathers, Vol. 2, translated by William Wilson, Book IV, Chapters 8 and 19.

    Sirach 26:25 (Septuagint).

    Tertullian, De Cultu Feminarum (On the Apparel of Women), in The Ante-Nicene Fathers, Vol. 4, translated by S. Thelwall, Book II, Chapter 1.

    Roger Pearse, “Is the quote ‘Every woman ought to be filled with shame…’ really by Clement?”:

    Patrologia Graeca (PG), Vol. 8, col. 429.

    Cambridge University Press, Selected translations from Clement of Alexandria’s works.

    Tertullian. Greek/Latin texts and translations.

    Joseph Lewis, The Ten Commandments, 1946.

    Henry Charles Lea, History of Sacerdotal Celibacy, 1907.

    Barbara G. Walker, The Woman’s Encyclopedia of Myths and Secrets, 2011.

    R. Briffault, The Mothers: A Study of the Origins of Sentiments and Institutions, 1927.

    Catholic library

    memraayhwh.wordpress.

    assets.cambridge

    .wikipedia (Clement of Alexandria)

    Roger Pearse .. Did Clement of Alexandria say that “Every woman should be overwhelmed with shame at the thought that she is a woman”?

    ليكون للبركة

    Patricia Michael

    هل أساء كليمندس الإسكندري إلى المرأة؟ قراءة نقدية في مواقفه اللاهوتية والأخلاقية – ترجمة ودراسة Patricia Michael

  • عمر المسيح 50 سنة – هل قال إيريناؤس هذا؟ – الأخ إغريغوريوس

    عمر المسيح 50 سنة – هل قال إيريناؤس هذا؟ – الأخ إغريغوريوس

    عمر المسيح 50 سنة – هل قال إيريناؤس هذا؟ – الأخ إغريغوريوس

    عمر المسيح 50 سنة - هل قال إيريناؤس هذا؟ - الأخ إغريغوريوس
    عمر المسيح 50 سنة – هل قال إيريناؤس هذا؟ – الأخ إغريغوريوس

    النص الإنجليزي من كتاب ضد الهرطقات

    “They, however, that they may establish their false opinion regarding that which is written, ‘To proclaim the acceptable year of the Lord,’ maintain that He preached for one year only, and then suffered in the twelfth month. They are deceived, not understanding the account of what took place. For the Lord came to be baptized, not when He was a child, but when He was already thirty years old, and then He came to Jerusalem, so that He might be properly acknowledged by all, and that He might fulfill the time of teaching, as the Gospel of Luke testifies. Now, Jesus was not only thirty years old when He fulfilled the office of a Teacher, but He was of the age between thirty and forty and even up to nearly fifty years of age, as He still taught, as the Gospel and all the elders testify…”

    المرجع:

    Against Heresies 2.22.6

    الترجمة اللاتينية

    “Non autem tantum triginta annorum erat Dominus, cum magistri haberet aetatem, sed et quadraginta annorum fere existens docebat, quemadmodum et omnes seniores testantur, qui in Asia apud Iohannem discipulum Domini convenerunt, testificantes quoniam Iohannes tradidit eis, haec enim causa Dominus multum maior triginta annis apparuit, ut magistri haberet aetatem, non autem ut qui nondum habet eam.”

    الترجمة الإنجليزية (Robert M. Grant, public domain):

    “But Jesus was not only thirty years old when He exercised the functions of a teacher, but He was also about forty years old, as the elders testify who were conversant with John the disciple of the Lord… the Lord appeared to them not as a young man, but as one advanced in years, as one who had attained the age of a teacher.”

    يقول ايرناؤس:

    “باختصار الكلام والحديث: لم يكن يسوع فقط ابن ثلاثين سنة عندما بدأ التعليم، بل كان في سن يتراوح بين الثلاثين إلى الأربعين، بل وحتى قريب من الخمسين، لأنه ظلّ يعلّم، كما يشهد الإنجيل وكل الشيوخ…”

    فهذا اجتهاد غير ملزم وغير مبني علي موثوقية بل راي اجتهادي منه. إيريناؤس قال إنه ينقل من “شيوخ من آسيا الذين عرفوا يوحنا الرسول”، لكنه:

    • لا يذكر أسماءهم (مجرد “presbyters”)،
    • لا يوجد أي مصدر آبائي آخر يقول بعمر 50 سنة،
    • بينما التقليد الكنسي المبكر (يوستينوس، ترتليان، أوريجانوس…) يقولون إن المسيح مات بين 33–35 سنة.

     

    من اين استنتج هذا الراي؟

    استنتج هذا من النص الوارد في يوحنا 8: 57 “ليس لك خمسون سنة بعد، وقد رأيت إبراهيم؟ “

    وهذا كان استهزاء من اليهود فهم لم يعلموا سنة بل قالوا ان ليس لك خمسون سنة بعد. استنتاج منهم ولكن انجيل لوقا 23: 3 يقول ان يسوع ابتدأ خدمته في سن الثلاثين. ولكنه استنتج هو من هذا النص ان مظهر يسوع لديهم قد يكون بالقرب من الخمسين. والباحثون اليوم يتفقون أن ما قاله إيريناؤس ليس تصريحًا تاريخيًا دقيقًا، بل تصريح رمزي دفاعي ضد الغنوصية. فيمكن اعتماد راية افتراض لاهوتي مبني على ظاهر نص، مش تقرير تاريخي دقيق فكان يريد ان يؤكد ان المسيح مر بالمراحل السنية من الطفولة الي النضوج أي انها مر بكل المراحل العمرية كرد علي الغنوصية التي قالت ان يسوع عاش سنة واحدة.

    1. القديس يوستينوس الشهيد (Justinus Martyr)

    المرجع: الحوار مع تريفو اليهودي (Dialogue with Trypho), فصل 100

    “For He began to be a teacher when He was thirty years old, as Luke has declared; and He was crucified when He was thirty-three years old.”

    الترجمة:

    “لقد بدأ يسوع تعليمه عندما كان عمره ثلاثين عامًا، كما أعلن لوقا، وصُلب وهو في الثالثة والثلاثين.”

    1. القديس إكليمندس الإسكندري (Clement of Alexandria)

    المرجع: الستروماتا Stromata, Book I, Chapter 21

    “Our Lord was born in the 28th year before the death of Augustus, and He suffered in the 15th year of Tiberius Caesar… so that He completed His life in the 33rd year.”

    الترجمة:

    “ولد ربنا قبل وفاة أوغسطس بـ 28 سنة، وتألم في السنة الخامسة عشرة لطِيباريوس قيصر… وبالتالي أكمل حياته في السنة الثالثة والثلاثين.”

     

    1. أوريجانوس (Origen)

    المرجع: ضد كلسس (Against Celsus), Book 2, Chapter 10

    “Jesus taught for three years and was crucified in the thirty-third year of His life.”

    الترجمة:

    “علَّم يسوع لمدة ثلاث سنوات وصُلب في السنة الثالثة والثلاثين من عمره.”

     

    1. هيبوليتوس الرومي (Hippolytus of Rome)

    المرجع: عن دانيال (Commentary on Daniel), Book 4, Section 23

    “For the Lord was born in the 42nd year of Augustus, and suffered in the 33rd year of His life.”

    الترجمة:

    “لقد وُلِد الرب في السنة الثانية والأربعين لأغسطس، وتألم في سن الثالثة والثلاثين من عمره.”

     

    1. القديس أمبروسيوس (Ambrose of Milan)

    المرجع: Exposition of the Gospel of Luke, Book 2, Section 56

    “He began His work at thirty years of age, and accomplished the work of redemption by the time He was thirty-three.”

    الترجمة:

    “بدأ عمله في سن الثلاثين، وأكمل عمل الفداء عندما بلغ الثالثة والثلاثين.”

    عمر المسيح 50 سنة – هل قال إيريناؤس هذا؟ – الأخ إغريغوريوس

  • عبارة “إله من إله” في قانون الإيمان هل تشير لتعدد الالهة ؟ عبدالمسيح

    عبارة “إله من إله” في قانون الإيمان هل تشير لتعدد الالهة ؟ عبدالمسيح

    عبارة “إله من إله” في قانون الإيمان هل تشير لتعدد الالهة ؟ عبدالمسيح

    عبارة "إله من إله" في قانون الإيمان هل تشير لتعدد الالهة ؟ عبدالمسيح
    عبارة “إله من إله” في قانون الإيمان هل تشير لتعدد الالهة ؟ عبدالمسيح

    مقدمة

    عبارة «إله من إله» تشير الي ان كلاً من اقنوم الآب والابن لهم نفس الجوهر الالهي الواحد فكلمة اله لا تشير الي اله منفصل بل تشيل الي ماهية الابن اللاهوتية للرد علي قول اريوس ان الابن مخلوق فهي اشارة الي ان الابن له نفس طبيعة الآب من ناحية الجوهر وأنهما من نفس الجوهر أو الطبيعة الواحدة. وهي تُشبه العبارة: «إنسان من إنسان»، أي إنسان مولود من إنسان آخر، يشترك معه في نفس الطبيعة. فـ”الولادة” تعني الإصدار أو الانبثاق الطبيعي، أي أن يلد الواحد مَن هو على نفس طبيعته.مع عدم تشبيه الله بالمركبات لان الله ليس مركب كالانسان ولكن للاستدلال العقلي وليس للقياس بالله.

    شيث (Seth) هو مولود من آدم (Adam). وكلاهما من نفس الطبيعة البشرية، ولهذا نقول: إنسان من إنسان. كذلك، الابن مولود من الآب. وكلاهما يشتركان في نفس الطبيعة الإلهية. أقنوم إلهي من أقنوم إلهي. ولهذا تقول العقيدة: “إله حق من إله حق”.

    خلفية تاريخية

    النزاع الآريوسي

    في بداية القرن الرابع الميلادي، نشأ خلاف عقائدي خطير داخل الكنيسة عندما بدأ آريوس (256-336م) في الإسكندرية بالتعليم بأن ابن الله مخلوق من الآب، وأنه أقل منه في الجوهر والمكانة. ادّعى آريوس أن هناك وقتاً لم يكن فيه الابن موجوداً، وأن الآب وحده هو الإله الحقيقي غير المخلوق.

     

    مجمع نيقية وقانون الإيمان النيقاوي – سنة ٣٢٥م

    يُعتبر قانون الإيمان النيقاوي أحد أهم الوثائق في تاريخ المسيحية، والذي صدر عن المجمع المسكوني الأول في نيقية عام 325م (Council of Nicaea I) بدعوة من الإمبراطور قسطنطين الأول. جاء هذا المجمع كاستجابة للجدل اللاهوتي الحاد الذي أثاره آريوس، الكاهن الإسكندري، حول طبيعة المسيح وعلاقته بالآب. ووضع المجمع قانون الإيمان هذا لإرشاد الكنيسة في ما يخص اللاهوت، والكريستولوجيا (عقيدة المسيح)، والتعليم عن الثالوث القدوس.

    وقد دار جدل كبير حول استخدام مصطلح هوموأوسيوس (ὁμοούσιος – Homoousios) أي: “واحد في الجوهر”. حتى عند صياغته، لم يحظَ قانون الإيمان بموافقة كاملة من جميع الحاضرين، وسرعان ما تعرّض للهجوم، وتمت مراجعته لاحقًا في مجمع القسطنطينية الأول سنة ٣٨١ م (Council of Constantinople I – 381 AD).

     

    النص الأصلي لقانون الإيمان سنة ٣٢٥م

    نؤمن بإله واحد، الله الآب، ضابط الكل، خالق كل الأشياء، ما يُرى وما لا يُرى.

    وبربٍّ واحد يسوع المسيح، ابن الله، المولود من الآب، [الابن الوحيد، أي من جوهر الآب، إله من إله،] نور من نور، إله حق من إله حق؛ مولود غير مخلوق، مساوٍ للآب في الجوهر.

    الذي به كان كل شيء [ما في السماء وما على الأرض]؛

    الذي من أجلنا نحن البشر، ومن أجل خلاصنا، نزل وتجسد، وتأنس؛

    وتألم، وفي اليوم الثالث قام من بين الأموات؛ وصعد إلى السماوات،

    ومن هناك يأتي ليدين الأحياء والأموات.

    ونؤمن بالروح القدس.

     

    الإدانة المضافة في نهاية النص (الموجَّهة ضد تعاليم آريوس)

    أما الذين يقولون: “كان هناك وقت لم يكن فيه”، أو “لم يكن قبل أن يُولد”، أو “صُنع من العدم”، أو “هو من جوهر أو طبيعة أخرى”، أو أنّ “ابن الله مخلوق”، أو “قابل للتغيير” أو “للتحول” – فهؤلاء تُدينهم الكنيسة الجامعة المقدسة الرسولية.

     

    دور الكنيسة القبطية في المجمع

    لعبت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بقيادة البابا إسكندر البطريرك العشرين (312-326م) وخلفه القديس أثناسيوس الرسولي (326-373م)، دوراً محورياً في مقاومة الآريوسية والدفاع عن الإيمان الأرثوذكسي. كان القديس أثناسيوس، الذي حضر المجمع كشماس مع بطريركه، من أبرز المدافعين عن الطبيعة الإلهية للمسيح. ورغم صغر سنه ورتبته، برز أثناسيوس في المجمع كمفكر ولاهوتي قوي، وتميّز بوضوح عقيدته، خاصة في نقطتين:

    • تأكيد لاهوت الابن:

    دافع بشدة عن أن الابن هو “مولود غير مخلوق”، “مساوٍ للآب في الجوهر” (ὁμοούσιος τῷ Πατρί)، رافضًا الطرح الآريوسي القائل بأنه “كان هناك وقت لم يكن فيه الابن”.

    • صياغة جوهر قانون الإيمان:

    يُعتقد أن القديس أثناسيوس لعب دورًا محوريًا في صياغة الألفاظ الأساسية في قانون الإيمان النيقاوي، لا سيما عبارة:

    “نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساوٍ للآب في الجوهر”

    التي تهدف إلى تأكيد أن الابن ليس مخلوقًا بل مولودًا من نفس جوهر الآب.

    أصل عبارة “إله من إله” من الإنجيل

    عبارة “إله من إله” لها جذورها في إنجيل يوحنا ١:١، حيث يُقال أن معرفة الله لذاته وتعبيره عن نفسه هو كونه “إله”. أي أن “الفكر الإلهي عن نفسه” كان هو الله، أو كما تقول الترجمات الإنجليزية الشائعة: “وكان الكلمة الله” (The Word was God).

     

    الكلمة اليونانية المستخدمة هنا هي لوغوس λόγος وفي المقطع الأخير من يوحنا 1:1c وأيضًا في يوحنا 1:18a، تأتي الكلمة بلا أداة تعريف (anarthrous)، ومع ذلك تُترجم إلى الإنجليزية كاسم علم: “God” أي الله.

    يوحنا ١:١: “في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله.”

    الخلفية اليهودية لمفردة لوغوس “الكلمة – λόγος”

    لم يكتب القديس يوحنا الإنجيلي هذه الآية من فراغ، بل كانت لديه خلفية يهودية ساعدته على التعبير عنها. في أيامه، كان مفهوم “اللوغوس – λόγος” معروفًا جيدًا، خاصة في اليهودية الهيلينية في فترة الهيكل الثاني.

    هذا المفهوم يتضح في الترجمة السبعينية (LXX) وفي بعض الكتابات اليهودية الدينية بين العهدين. وبسبب انتشار هذا المفهوم، استخدمه يوحنا ليشرح البشارة.

    آيات من العهد القديم في الترجمة السبعينية LXX التي تُشكل أساس يوحنا ١:١-٣

    لدينا العديد من الآيات في العهد القديم والتي استند إليها القديس يوحنا الإنجيلي في استخدام كلمة لوغوس، منها:

    1. تكوين ١:١
    2. مزمور ٤٥:١
    3. مزمور ٣٣:٦
    4. أمثال ٨:٢٢–٣٠

    معنى لوغوس

    الكلمة اليونانية “لوغوس” لها معانٍ متعددة، منها: الكلمة، الخطاب، الرسالة، الخطة، والعقل/المنطق. والمعنى يُفهم بحسب السياق. في يوحنا ١:١، اللوغوس يُشير إلى الفكر الإلهي الداخلي والتعبير الذاتي لله، أي أن الكلمة هي تعبير خارجي عن معرفة الله لذاته. وهذا يعبر عنه هكذا:

    المفكِّر = الله

    الفكر = الله

    إذن، نحن أمام الله الذي يعرف نفسه، ويفكر في نفسه، ويعبّر عن نفسه بالكلمة، وهذه الكلمة ليست شيئًا مخلوقًا، بل هي “إله من إله”، كما تُعلِن العقيدة النيقاوية (The Nicene Creed) والتي نسميها أيضاً قانون الإيمان.

    التعبير اللاهوتي: الله في ذاته ومن ذاته — الله يعرف نفسه بكُليّة ذاته، وتعبيره الذاتي أو كلمته هو إله مثله، له نفس الجوهر الإلهي. الله لا يظن عن نفسه أنه إله جزئي، بل يرى نفسه على أنه الله بالكامل.

    أمثال ٢٣:٧: “لأَنَّهُ كَمَا شَعَرَ فِي نَفْسِهِ هكَذَا هُوَ. “

    وفقًا لإنجيل يوحنا ١:١، الكلمة (الابن) هو “إله من إله”، فهو ذات الفكر الإلهي، التعبير الكامل عن ذات الله، ولهذا فهو الله بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

     

    تحليل عبارة “إله من إله” من المنظور الأرثوذكسي

    تؤكد الكنيسة الأرثوذكسية أن عبارة “إله من إله” تشير إلى وحدة الجوهر (الأوسيا oύσiα) — أي الوجود الحقيقي البسيط غير المحدود — بين الآب والابن. هذا يعني أن الابن ليس إلهاً منفصلاً أو مختلفاً عن الآب، بل هو من نفس الجوهر الإلهي، مما يؤكد على الوحدة الجوهرية في الثالوث المقدس. ويقول البابا شنودة الثالث في كتابه “قانون الإيمان” في تفسير هذه العبارة:

    إله حق، أي له طبيعة الله بالحق. وليس مثل الذين دعوا آلهة بمعنى سادة، وليسوا هم آلهة بالحقيقة.

    ويذكر أيضاً في موضع آخر:

    ولكن السيد المسيح هو إله حق، أي له كل صفات الألوهية:
    فهو أزلي خالق، قادر على كل شيء، موجود في كل مكان، غير محدود.. فاحص القلوب والكلى، قدوس، رب الأرباب، غافر الخطايا.. إلى آخر كل تلك الصفات الخاصة بالله وحده.

    ويفسر التقليد القبطي من جهته هذه العبارة كتأكيد على أن العلاقة بين الآب والابن أزلية وليست زمنية. فالابن “من” الآب لا يعني أن هناك وقتاً لم يكن فيه الابن موجوداً، بل يشير إلى العلاقة الأقنومية الأزلية داخل الذات الإلهية الواحدة.

    تعبر هذه العبارة عن مفهوم الولادة الإلهية الأزلية، حيث يُولد الابن من الآب منذ الأزل وإلى الأبد. هذه الولادة ليست جسدية أو زمنية، بل هي ولادة روحية أزلية تحافظ على وحدة الطبيعة الإلهية.

    كما واجهت الكنيسة القبطية فكرة التبني التي تقول إن المسيح إنسان تبناه الله. عبارة “إله من إله” تؤكد على الطبيعة الإلهية الحقيقية للمسيح وليس مجرد التبني. كما أن كلمة (إله) هنا ليست مجرد لقب كما قيل عن آلهة الأمم أو كما قيل عن بعض البشر.

    في الليتورجيا الإلهية، تُتلى عبارة “إله من إله” في كل قداس إلهي في الكنيسة، وتحديداً أثناء تلاوة قانون الإيمان. هذا التكرار اليومي يؤكد على أهمية هذا التعليم في الحياة الروحية والعبادية للمؤمنين.

    في التعليم الآبائي، طور القديس أثناسيوس، الذي يُلقب بـ”عمود الإيمان”، تفسيراً عميقاً لهذه العبارة في كتاباته ضد الآريوسيين. أكد على أن الابن “من جوهر الآب” وليس “من لا شيء” كما ادّعى آريوس. وواصل القديس كيرلس الإسكندري (376-444 م) التقليد الأثناسي في تفسير العبارة، مؤكداً على وحدة الطبيعة الإلهية بين الآب والابن، مما ساهم في مقاومة النسطورية لاحقاً.

    في التقليد الرهباني، تبنى الآباء الرهبان في مصر هذا التعليم وجعلوه جزءاً من تأملاتهم اليومية. الأنبا مقار الكبير والأنبا باخوم وغيرهم من آباء البرية المصرية أكدوا على أهمية فهم هذه الحقيقة الإيمانية في الحياة الروحية.

    على مستوى العقيدة، تساهم عبارة “إله من إله” في تأسيس العقيدة الثالوثية السليمة، حيث تحافظ على التوازن بين وحدة الله وتمايز الأقانيم. هذا التوازن أساسي في الفهم الأرثوذكسي للثالوث.

    أما من الناحية الروحية، تؤكد العبارة على أن المسيح الذي نعبده ونصلي إليه هو إله حقيقي، مما يبرر العبادة المسيحية ويعطيها معناها العميق. كما تؤكد على أن الخلاص الذي قدمه المسيح هو خلاص إلهي حقيقي.

    كذلك على مستوى الكرازة، تستخدم الكنيسة هذه العبارة في الكرازة والتعليم لتأكيد ألوهية المسيح أمام التحديات المعاصرة، سواء من الديانات الأخرى أو من التيارات الليبرالية داخل المسيحية.

     

    الخلاصة

    تمثل عبارة “إله من إله” في قانون الإيمان النيقاوي حجر الزاوية في التعليم الأرثوذكسي حول ألوهية المسيح. هذه العبارة، التي وُلدت من صراع لاهوتي عميق في القرن الرابع، تستمر في لعب دور مركزي في الحياة العقائدية والروحية والليتورجية للكنيسة.

    من خلال تأكيدها على وحدة الجوهر بين الآب والابن، تحافظ هذه العبارة على التوازن الدقيق في فهم الثالوث، بينما تقاوم في الوقت نفسه الانحرافات العقائدية التي تهدد جوهر الإيمان المسيحي. التقليد الكنسي، المتجذر في تعاليم القديس أثناسيوس والقديس كيرلس، يواصل الدفاع عن هذا التعليم وتطبيقه في الحياة المعاصرة.

    إن فهم هذه العبارة ليس مجرد تمرين أكاديمي، بل هو في صميم الإيمان الأرثوذكسي والحياة الروحية للمؤمنين. فهي تؤكد على أن المسيح الذي نعبده هو الإله الحقيقي، وأن الخلاص الذي قدمه لنا هو عمل إلهي حقيقي قادر على تحويل حياتنا وضمان أبديتنا.

     

    المراجع:

    1. شرح لاهوتي لعبارة “إله من إله” في قانون الإيمان النيقاوي – رابط: https://christianity.stackexchange.com/a/40068
    2. ملخص تاريخي لمجمع نيقية الأول وصياغة قانون الإيمان سنة 325م – Church History 101 – “Fourth Century Church History – The Council of Nicea (325 AD)” – رابط: https://www.churchhistory101.com/century4-p8.ph
    3. كتاب “قانون الإيمان” لقداسة البابا شنودة الثالث، الأنبا تكلا – الباب الخامس عشر – رابط: https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/35-Kanoun-El-Iman/Christian-Faith__15-Truth.html

    بحث وكتابة: عبدالمسيح

    عبارة “إله من إله” في قانون الإيمان هل تشير لتعدد الالهة ؟ عبدالمسيح

  • لماذا كُتبت معظم مخطوطات العهد الجديد باليونانية؟ Alan Bunning

    لماذا كُتبت معظم مخطوطات العهد الجديد باليونانية؟ Alan Bunning

    لماذا كُتبت معظم مخطوطات العهد الجديد باليونانية؟ Alan Bunning

    لماذا كُتبت معظم مخطوطات العهد الجديد باليونانية؟ Alan Bunning
    لماذا كُتبت معظم مخطوطات العهد الجديد باليونانية؟ Alan Bunning

     

    كُتبت المخطوطات الأصلية للعهد الجديد باللغة اليونانية Koine Greek.

    في القرن الأول، كانت اليونانية هي اللغة الشائعة في منطقة شرق البحر المتوسط بسبب فتوحات الإسكندر الأكبر، ثم استمر استخدامها في ظل الإمبراطورية الرومانية. كانت القدرة على التحدث باليونانية مهارة مهمة، لأنها كانت لغة التواصل والتجارة العالمية في ذلك العصر.

     

    ورغم أن اللغة الأساسية للعديد من اليهود الذين كانوا يعيشون في إسرائيل في القرن الأول كانت الآرامية، إلا أنهم كانوا أيضاً على دراية كبيرة باللغة اليونانية. وقد تم توثيق انتشار اللغة اليونانية بين اليهود بشكل جيد من خلال مجموعة واسعة من النقوش والمصادر الأدبية التاريخية.
    فعلى سبيل المثال، من بين 1600 نقش جنائزي يهودي في منطقة اليهودية (يهودا) ما بين 300 ق.م. و500 م، حوالي 70٪ منها كانت باليونانية، و12٪ باللاتينية، و18٪ فقط بالآرامية أو العبرية.

     

    المرجع عن النقش

    Pieter W. Van Der Horst, “Jewish Funerary Inscriptions – Most Are in Greek,” Biblical Archaeology Review, p. 48, September-October 1992.

     

    من الواضح أن اليهود كانوا يريدون أن يُخلد حدث مهم مثل موتهم بلغة يمكن لأقاربهم قراءتها!

     

    وهناك أيضًا أدلة من الأناجيل تشير إلى أن يسوع تحدث باليونانية، فقد تحدث مباشرة مع المرأة اليونانية السوريّة الفينيقية (مرقس 7: 25–30)، وكذلك مع اليونانيين في العيد (يوحنا 12: 20–28). وتحدث أيضًا مع قائد المئة الروماني (متى 8: 5–13، لوقا 7: 2–10، يوحنا 4: 46–53)، ومع بيلاطس البنطي (يوحنا 18: 33–38؛ قارن مع متى 27: 11، مرقس 15: 2، لوقا 23: 3)، حيث من المفترض أن اللغة الوحيدة المشتركة كانت اليونانية.

     

    وبسبب التأثير الواسع للغة اليونانية، كان من المنطقي أن يُكتب العهد الجديد باللغة التي توفر أكبر منصة لنشر الإنجيل في العالم. وهناك أدلة قاطعة من نصوص العهد الجديد نفسها تثبت أنه كُتب باليونانية وليس بالآرامية أو العبرية، منها:

     

    • العبارات الآرامية في العهد الجديد تم ترجمتها صراحةً إلى اليونانية للقارئ (متى 1:23، مرقس 5:41؛ 15:22،34، يوحنا 1:38،41،42؛ 9:7، أعمال 4:36؛ 9:36، العبرانيين 7:2)، وهذا الأمر لم يكن ليحدث لو أن النص كان مكتوباً أصلاً بالآرامية أو العبرية لمخاطبة قراء يتحدثون تلك اللغات.

    • هناك لعب على الألفاظ في بعض النصوص (مثل يوحنا 21: 15–17 حيث استخدم يسوع كلمتي “أغاباو/فيليو”، ومتى 16:18 “بتروس/بترا”)، وهو ما لا يمكن نقله بنفس المعنى في الآرامية أو العبرية بسبب اختلاف المعاني ودلالات الكلمات في هذه اللغات.

    • الغالبية العظمى من اقتباسات العهد القديم في العهد الجديد مأخوذة من الترجمة اليونانية السبعينية، وليس من النص الماسوري الآرامي/العبري.

     

    وبناء على ذلك، فإن جميع أقدم المخطوطات التي نمتلكها للعهد الجديد مكتوبة باليونانية، وقد أكد آباء الكنيسة مثل جيروم أن المخطوطات الأصلية كُتبت باليونانية أيضًا.

     

    وقد ادعت بعض المجموعات الهامشية أن العهد الجديد قد يكون قد كُتب أصلاً بالآرامية (كما هو محفوظ في “البيشيتا”) ثم تُرجم لاحقًا إلى اليونانية، واستشهدوا بوجود بعض “العبريات” أو تأثيرات لغوية عبرية تُترجم بشكل ضعيف إلى اليونانية كدليل على ذلك.
    لكن هذا لا يُثبت شيئًا، لأن مثل هذه التأثيرات يُتوقع ظهورها من كتاب يتحدثون الآرامية ويكتبون باليونانية.

     

    الاستثناء الوحيد المحتمل انجيل متي  ، استنادًا إلى قول يوسابيوس نقلاً عن بابياس الهيرابولي:

     

    “جمع متى الأقوال باللغة العبرية، وكان كل واحد يترجمها كما استطاع.”
    وقد كرر هذا الرأي إيريناوس قائلاً:
    “كما كتب متى إنجيلاً مكتوباً بين العبرانيين بلغتهم الخاصة، بينما كان بطرس وبولس يبشران في روما ويؤسسان الكنيسة.”

     

    ترجمة aghroghorios

     

    المرجع

     

    Restoration of the New Testament: The Case for Scientific Textual Criticism Alan Bunning

    لماذا كُتبت معظم مخطوطات العهد الجديد باليونانية؟ Alan Bunning

  • شرح معنى ان الأقنوم هو شخص وهل كلمة “ثلاث أشخاص” تعني ثلاث آلهة؟

    شرح معنى ان الأقنوم هو شخص وهل كلمة “ثلاث أشخاص” تعني ثلاث آلهة؟

    شرح معنى ان الأقنوم هو شخص وهل كلمة “ثلاث أشخاص” تعني ثلاث آلهة؟

    شرح معنى ان الأقنوم هو شخص وهل كلمة "ثلاث أشخاص" تعني ثلاث آلهة؟
    شرح معنى ان الأقنوم هو شخص وهل كلمة “ثلاث أشخاص” تعني ثلاث آلهة؟

    معنى كلمة أقنوم في المقابل اللاتيني برسونا بتاتي شخص.

    الشخص في اللاهوت لا يساوي الفرد مثلنا بل يشير الي هوية علائقية داخل الكيان الإلهي. فاستخدمت كلمة الشخص في اللاهوت للإشارة الي هوية مميزة فلم تستخدم انه كيان منفصل او جوهر منفصل او إرادة منفصلة. فكلمة الشخص تشير الي التمايز الحقيقي استخدمت كلمة شخص بمعنى علائقي.

    استخدمت الكلمة في اللاتيني للإشارة الي التمايز في الفردي داخل الجوهر الإلهي. فاستخدمت الكلمة في اللاتينية الي الإشارة الي كيان متميز داخل الجوهر.

    أدرك Boethius وهو كاتب لاتيني عدم وجود مرادف لاتيني مثالي لكلمة أقنوم واقر بصعوبة إيجاد مصطلح مشابه.

    it was used to convey the concept of individual distinctiveness within the Godhead in Christian theology.

    1. استعمال لفظ “شخص” في الثالوث مقبول، لأننا نريد أن نُعبّر عن الموجود العاقل الذي يملك الجوهر الإلهي، ولكن بتمايز في “العلاقة” لا في الجوهر.

    القديس باسيليوس الكبير

    • كتابه: الرسالة 38 و51
    • ميز فيه بين “الجوهر” (ousia) و”الأقنوم” (hypostasis)

    الجوهر تشير إلى الطبيعة، أما الأقنوم فيشير إلى الشخص المتميز الذي يملك هذه الطبيعة

    مار أفرام السرياني

    • في تسابيحه وميامره اللاهوتية
    • استخدم لفظ “قنومو” (ܩܢܘܡܐ) للإشارة إلى التمايز داخل وحدانية الله.

    الله في الاسلام شخص

    يجوز إطلاق “الشخص” على الله، حسب اجماع اهل السلف فاللفظ جائز إذا كان ضمن اللفظ النبوي، بمعنى “ذات قائمة بنفسها، ظاهرة بذاتها”  والإخبار عنه – سبحانه -: بأنه “شخص”؛ لورود ذلك في السنة الصحيحة، كما روى مسلم (1499) من حديث سَعْد بْن عُبَادَةَ قال: “لَوْ رَأَيْتُ رَجُلًا مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرُ مُصْفِحٍ عَنْهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:  أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ، فَوَاللهِ لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ، وَاللهُ أَغْيَرُ مِنِّي، مِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ اللهِ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا، وَمَا بَطَنَ، وَلَا شَخْصَ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ، وَلَا شَخْصَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ اللهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ بَعَثَ اللهُ الْمُرْسَلِينَ، مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ، وَلَا شَخْصَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمِدْحَةُ مِنَ اللهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ وَعَدَ اللهُ الْجَنَّةَ  “.

    ورواه البخاري (7416) بلفظ: (لا أحد، لكنه قال: “وقال عبيد الله بن عمرو بن عبد الملك [أحد رواة الحديث]: لا شخص أغير من الله

    وبوب عليه البخاري: “باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا شخص أغير من الله).

    والحديث الثاني المستدل به هو حديث أبي رزين أو لقيط بن عامر الطويل، ومحل الشاهد منه هو هذا اللفظ (قالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ وَنَحْنُ مِلْءُ الْأَرْضِ وَهُوَ شَخْصٌ وَاحِدٌ نَنْظُرُ إِلَيْهِ وَيَنْظُرُ إِلَيْنَا؟

    رواه أحمد (4/ 13)، والحاكم (4/ 605)، والطبراني في الكبير (19/ 211) عن أبي رزين لقيط بن عامر، وقد ضعفه الشيخ الألباني في ظلال الجنة (636)، والشيخ الأرناؤوط في تخريجه لمسند أحمد، وورد الحديث مختصراً عند أبي داود (4731)، وابن ماجة (180) وحسنه الشيخ الألباني.

    شرح المسلمين لمعنى كلمة الشخص عن الله

    قال الشيخ عبد الله الغنيمان في “شرحه لكتاب التوحيد من صحيح البخاري والشخص: هو ما شخص وبان عن غيره.

     الشيخ عبد الرحمن البراك ومعنى “الشَّخص” في اللغة هو القائم بنفسه الظَّاهر، وليس هذا مما يُمتنع على الله، بل مما يَصْدقُ على الله؛ لأنَّه ثابتٌ في حقِّهِ.

    المرجع:

    النهاية في غريب الحديث 2/ 451، ولسان العرب 7/ 45. ↑8 ينظر: أعلام الحديث شرح صحيح البخاري للخطابي 4/ 2344، والأسماء والصفات للبيهقي 2/ 54، ومشكل الحديث لابن فورك

    الرازي الشَّخصَ بأنَّه “الذات المعيَّنة والحقيقة المخصوصة”

    قَالَ الْبَيْهَقِيّ قَالَ أَبُو سُلَيْمَان الْخطابِيّ إِطْلَاق الشَّخْص فِي صفة الله غير جَائِز لِأَن الشَّخْص لَا يكون إِلَّا جسما مؤلفا وخليق أَن لَا تكون هَذَا اللَّفْظَة صَحِيحَة وَأَن تكون تصحيفا من الرَّاوِي

    وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ ….. بل النَّقْل صَحِيح ويدخله التَّأْوِيل فقد قيل مَعْنَاهُ لَا مترفع لِأَن الشَّخْص مَا شخص وارتفع”

    ابنُ الأثير حيث قال …..”المراد بالشَّخص في حقّ الله تعالى إثبات الذَّات

    ابن حجر العسقلاني (في فتح الباري): · ذكر أقوال العلماء في جواز وصف الله “بالشخص” بمعنى “الذي يظهر بذاته”، وكانت الكلمة واردة في الفعل النبوي.

    نصّ على أن إطلاقها ليس فيه تشبيه بالمخلوقين، بل هو مجاز شرعي لبيان ذات الله الدالة على الغير

    شرح الرازي لكلمة شخص كان

    “في هذا الخبر لفظان يجبُ تأويلهما؛ الأول: الشَّخص، والمراد منه الذَّاتُ المعيَّنة والحقيقةُ المخصوصة؛ لأنَّ الجسم الذي له شخصٌ وحجميَّةٌ يلزم أن يكون واحدًا؛ فإطلاقُ اسمِ الشَّخصيَّة على الوحدة، إطلاقُ اسمِ أحد المتلازمَين على الآخر”.

    قال القاضي أبو يعلى في “إبطال التَّأويلات” [1/166]: “وأمَّا لفظُ الشَّخصِ فرأيتُ بعضَ أصحابِ الحديث يذهبُ إلى جوازِ إطلاقه، ووجهُه أنَّ قوله: (لا شخصَ) نفيٌ مِن إثبات، وذلك يقتضي الجنس، كقولك: لا رجلَ أكرمُ مِن زيد، يقتضي أنَّ زيدًا يقع عليه اسم رجل، كذلك قوله: (لا شخصَ أغيرُ مِن الله) يقتضي أنَّه سبحانه يقع عليه هذا الاسم”.

     

    شرح معنى ان الأقنوم هو شخص وهل كلمة “ثلاث أشخاص” تعني ثلاث آلهة؟

  • رسالة كورنثوس الثالثة المنحولة والكنيسة الأرمنية والسريانية

    رسالة كورنثوس الثالثة المنحولة والكنيسة الأرمنية والسريانية

    رسالة كورنثوس الثالثة المنحولة والكنيسة الأرمنية والسريانية

    رسالة كورنثوس الثالثة المنحولة والكنيسة الأرمنية والسريانية
    رسالة كورنثوس الثالثة المنحولة والكنيسة الأرمنية والسريانية

    إجماع الباحثين أن هذه الرسالة منسوبة إلى بولس محاكاة لرسائله الأصلية. وهو نص أبوكريفي منحول فيه رسائل ومحادثات بين بولس وأهل كورنثوس، يرجع للقرن الثاني.

    يشير Benjamin L. White إلى أن نص رسالة كورنثوس الثالثة يعيد تشكيل صورة بولس لتتوافق مع المسيحيين الأرثوذكسيين، في محاكاة لطابع رسائل بولس.

    سبب عدم قانونية رسالة كورنثوس الثالثة:

    أولاً: لم ترد في أهم القوائم القانونية مثل قانون الوثيقة الموراتورية، ولم ترد في أعمال يوسابيوس القيصري، وقوائم أخرى كانت مهمة.

    ثانياً: إنها كانت محصورة محلياً، وليس عاماً، على تقاليد شرقية من الكنيسة الأرمنية والسريانية، ولم توجد في الكنائس اللاتينية أو البيزنطية، مما يضعف مكانتها، لأن القانونية لا تتوقف على كنيسة أو اعتقاد، بل على الكنيسة العامة.

    ثالثاً: الرسالة واضح من طبيعتها الرد على الغنوصية، وهذا يشير إلى نِتاج حوار لاهوتي لاحق. ونجد أن طابع الرسالة ذات أسلوب دفاعي وتعليمي أكثر من أسلوب له طابع رعوي.

    رابعاً: أيضاً، اختلاف أسلوبها اللغوي من ناحية مصطلحات بولس، مما يضعف سندها لبولس، وتحتوي عبارات لاهوتية لم تكن شائعة في القرن الأول، بل ظهرت في القرن الثاني. فالباحثون قالوا إنها إعادة صياغة واستعادة لصورة بولس، وليست هذه الرسالة لبولس.

    خامساً: اختلاف أسلوب بولس عن أسلوب كاتب الرسالة المنحولة، فبولس أكد أن الجسد والدم لا يرثان الملكوت (1 كورنثوس 15: 50)، ولكن نجد في هذه الرسالة أن الجسد المادي يقوم. كورنثوس الثالثة ترد على هذا صراحة وتؤكد أن “اللحم نفسه سيقوم”، أي أنها تقلب كلام بولس لأجندة لاهوتية مختلفة.

    لم تُذكر في مرجعيات الكنيسة الغربية.

    سادساً: بولس أيضاً كان يستشهد بكثرة من العهد القديم، وهناك غياب تام للاستشهادات من العهد القديم.

    يشير بارت إيرمان وآخرون من العلماء إلى أن هذه الرسالة تستخدم لغة بولس، لكنها تعكس أجندة عقائدية لاحقة، وليست تأليفًا من قبل بولس.

    يرجح كل من Hovhanessian والموسوعة الكاثوليكية أن هذه الرسالة تم كتابتها في وقت متأخر، بين سنة 160 إلى سنة 170 ميلادي، وهو تاريخ متأخر بالنسبة لرسائل بولس الأصلية.

    سابعاً: يقتبس كاتب رسالة كورنثوس نصاً من قصة يونان غير موجود في سفر يونان، وهو يقول إنه لم تُنزع منه شعرة واحدة من رأسه، وهذا النص موجود في كورنثوس الثالثة 30: 2.

    فالرسالة هي مراسلات غير قانونية بين قسوس كورنثوس وبولس. أقدم مخطوطة كُتبت باليونانية، ووجدت مع مجموعة من النصوص المسيحية في مخطوطة من القرن الرابع قد اشتراها مارتن بودمر. فتحتوي مخطوطة بودمر على رسالتين فقط، الأولى فيها أن استفانوس كتبها مع شيوخ كورنثوس، ودعا استفانوس والشيوخ بولس لزيارتهم وإرسال رسالة للرد على الآراء المنحرفة التي نشرها اثنان من زوار مدينة كورنثوس، وهما سمعان وكليوبيوس.

    رسالة كورنثوس الثالثة المنحولة والكنيسة الأرمنية والسريانية
    رسالة كورنثوس الثالثة المنحولة والكنيسة الأرمنية والسريانية

    وتلخص الرسالة الآراء المتعلقة بالأنبياء وطبيعة الله وإنكار القيامة وخلق البشر وتجسد المسيح وولادته من عذراء وامتلاك الملائكة الأرض.

    الجزء الثاني من الرسالة هو رد بولس، ويتناول فيها المخاوف ويفند كلام سمعان وكليوبيوس. قبل اكتشاف مخطوطة بودمر، كان هناك اعتقاد أن رسالة كورنثوس الثالثة تنتمي إلى كتاب أعمال بولس، حيث تم دمجها في قصة فيلبي في بردية من القرن السادس.

    وُجدت هذه الرسالة في خمس مخطوطات لاتينية في العصور الوسطى. ولكن ضم التقليد الأرمني رسالة كورنثوس الثالثة ونظر إليها أنها رسالة قانونية في القرن الحادي عشر، ولكن قبل هذا، كان هناك اقتباسات في ترجمات ونسخ أرمنية أقدم.

    فنجد أن وصول هذه الرسالة إلى أرمينيا، حسب ترجيح الباحثين، تم من خلال أحد السريان. فهناك دليل على استخدام السريان لهذه الرسالة، مثل استشهادات افراهاط وتعليقات أفرام على رسالة كورنثوس الثالثة. ووجد هذا فقط باللغة الأرمنية، مما يشير إلى تأثير السريان على الأرمن في موضوع الرسالة، وأنها كانت محلية وليست عامة للكنيسة. في الواقع، هناك مخطوطة أرمنية هي من سهلت على الباحثين الأوروبيين في القرن السابع عشر معرفتهم لرسالة كورنثوس الثالثة، مما جعل الباحثين يدرسونها بكثرة.

    الشخصيات التاريخية التي استخدمت في الرسالة: بولس الرسول، وسمعان، وكليوبس، واستفانوس، ودافنوس، وثاؤفيلس، وأبولس، وزينون، ومكان الرسالة: فيلبي وكورنثوس.

    رغم أنها قديمة، قد تعود للقرن الثاني، وقد نسبها ترتليان إلى قس من آسيا كان يعيش ما قبل عصره بقليل. وكتبها هذا القس تكريماً لبولس، ولكن عُزل من منصبه بسبب التزوير.

    من يقرأ الرسالة سيجدها ترد على البدع الغنوصية بوضوح. من المنطقي أن يكتب أحد المسيحيين هذه الرسالة لتكون رداً على الغنوصية، ورداً واضحاً عليها.

    الكنيسة الغربية، مثل القانون الموراتوري ويوسابيوس ورسالة أثناسيوس، وهذه القوائم كما ذكرنا لا تحتوي عليها.

    ارتبطت هذه الرسالة بكتاب أعمال بولس، وهو عمل مزور لقسيس، كما ذكر عنه ترتليان.

    • لم يُدرج في قوائم العهد الجديد مثل قائمة أنانيا شيراقاتسي (القرن السابع). https://qa.edu.vn/en/Third_Epistle_to_the_Corinthians
    • أول إدراج رسمي موثق جاء مع هوفهانس إيماستاسر في القرن الحادي عشر، حيث تم تضمينه ضمن القوائم الكنسية للعهد الجديد.
    • وتم التأكيد عليه لاحقاً على يد ميخيتار من آيريفانك (القرن الثالث عشر).
    • ثم جاء الإدراج مجدداً في قائمة غريغوري من تاتيف (القرن الرابع عشر).

    احتفظت بعض القوائم الأرمنية، مثل قوائم هوفنس إيماستاسر (القرن 11)، وميخيتار من أيريفانك (القرن 13)، وغريغوري من تاتيف (القرن 14)، برسالة كورنثوس الثالثة ضمن العهد الجديد الأرمني.

    يشير أوريجانوس إلى اقتباس من أعمال بولس في كتابه “المبادئ” Principiis I:2:3، ولكن محررو كتاب آباء ما قبل مجمع نيقية قالوا إنه يقتبس من رسالة العبرانيين.

    وظلت رسالة كورنثوس الثالثة فترة من الزمن ضمن قانون الكنيسة الأرثوذكسية الأرمنية، وكانت قطعة أدبية مثيرة للدراسة.

    وكانت الكنيسة الأرمنية والسريانية منفردة بقانونية رسالة كورنثوس الثالثة في فترات معينة، واعتبروها من رسائل بولس الرسول، واستخدمها آباء في هذه الكنائس، مثل افراهاط وأفرام.

    فالراهب السرياني استخدم الرسالة ومنحها قانونية عندما كان يشرح عطية الروح القدس للمؤمنين، واقتبس من رسالة كورنثوس الثالثة (2: 10 – 63)، وكان يعتبرها رسالة صادقة لبولس. وقد اقتبس القديس أفرام رسالة كورنثوس الثالثة في قانونيته.

    تشهد الكنيسة السريانية هذه الرسالة في بعض الكنائس في سوريا في القرنين الثالث والرابع، ولكن لاحقاً حذفت الكنيسة السريانية في القرن الخامس هذه الرسالة من القانونية، ولكنها استمرت في قانونية الكنيسة الأرمنية.

    أقدم إشارة إلى كورنثوس الثالثة موجودة في وثيقة تاريخية في القرن الخامس، تُنسب لمؤرخ يُدعى Agathangelos، وكان هذا الكتاب محاولة علمية من القرن الخامس تسرد أحداثاً حول أرمينيا في سنة 301. وأول إشارة إلى الرسالة كانت في قسم الكتاب المسمى باسم “تعاليم القديس غريغوريوس” في الفصل 25 الصفحة 280، فيقتبس منها قولها إن الشيطان الخارج عن القانون الإلهي أراد أن يصير إلهاً فاستولى على البشر وقيدهم بالخطيئة، وكان هذا اقتباساً من رسالة كورنثوس الثالثة كما هو محفوظ في مخطوطة أرمنية لرسالة كورنثوس الثالثة، ولكن لم يُقتبس كنص قانوني.

    وقد استخدم قديس في الكنيسة الأرمنية من القرن السابع يُدعى Teodoros K’rt’enawor هذه الرسالة. فكانت رسالة كورنثوس الثالثة جزءاً من النسخ القديمة عند كنيسة أرمينيا.

    ولكن في نفس الوقت، يؤكد كريتينافور أن رسالة كورنثوس الثالثة لا توجد في نسخة الكتاب المعاصر له.

    Aghroghorios

    رسالة كورنثوس الثالثة المنحولة والكنيسة الأرمنية والسريانية
    رسالة كورنثوس الثالثة المنحولة والكنيسة الأرمنية والسريانية

    المراجع:

     

    رسالة كورنثوس الثالثة المنحولة والكنيسة الأرمنية والسريانية

  • هل الاقانيم الثلاثة ثلاث كيانات في كتاب الثالوث للقديس أغسطينوس للدكتور أنطون جرجس؟

    هل الاقانيم الثلاثة ثلاث كيانات في كتاب الثالوث للقديس أغسطينوس للدكتور أنطون جرجس؟

    هل الاقانيم الثلاثة ثلاث كيانات في كتاب الثالوث للقديس أغسطينوس للدكتور أنطون جرجس؟

    هل الاقانيم الثلاثة ثلاث كيانات في كتاب الثالوث للقديس أغسطينوس للدكتور أنطون جرجس؟
    هل الاقانيم الثلاثة ثلاث كيانات في كتاب الثالوث للقديس أغسطينوس للدكتور أنطون جرجس؟

    يقول المعترض ورد في كتاب القديس أغسطينوس أسقف هيبو للدكتور أنطون جرجس في اللغة اليونانية معتادين على القول جوهر واحد وثلاث اقانيم وفي اللاتينية جوهر واحد وثلاث كيانات بالتالي أنتم تعبدوا ثلاث الهة! فالأقانيم ثلاث كيانات وبالتالي هم ثلاث الهة.

     

    الرد على الشبهة

    أولاً: طارح الشبهة هو شخص يعيش في عبق تراث الجاهلية وأفكار القرن السابع البعيدة كل البعد عن اعمال العقل والفهم والرقي لمستوي الذكاء التي وصل له عقول الإباء. مثل الطالب الذي لا يعرف الأرقام ويناقش في رياضة ثلاثة والمستويات العليا دون أي دراسة او فهم. فلا يفهم شروحات اباء الكنيسة ورقي شرحهم وعلو كلماتهم في شرح طبيعة الله.

    ثانياً: نقتبس شرح كلمة كيان من كتاب الأنكوراتوس للقديس إبيفانوس صفحة 163″ فان الله واحد آب في ابن. وابن في آب مع روح القدس. ولأجل هذا القدوس ساكن بين القدوسين لآب الحقيقي كيان أقنومي والابن الحقيقي كيان أقنومي والروح القدس كيان أقنومي لاهوت واحد جوهر واحد تسبيح واحد إله واحد.” ويأتي شرح لكلمة كيان اليونانية في الهامش بمعني الكائن ὄντα. كما تأتي بمعني حقيقة الوجود او الحقيقة او الخاصية. فاللفظ مستخدم للتدليل على وجود حقيقي للأقانيم وحقيقة كينونتهم.

    اذاُ فالأقنوم له كينونة وليس مجرد صفة، وهو أزلي، وعندما نقول ثلاث كيانات أقنومية أزلية فنحن لا نقصد انهم كيانات منفصلة فنقول ان الاقانيم متمايزين بغير انفصال فنحن نتكلم عن طبيعة الله خارج الزمان والمكان فلا يعتبر هذا تعددية لأنه خارج الزمان والمكان في الأزلية لا تخضع لقوانين الزمان والمكان وكما قال توما الإكويني الله ليس مجزأ او مركب فهو جوهر واحد بسيط لأنه لا يوجد ما يسبقه لكي يركبه او يجمعه.

    ثالثا: الأقانيم ثلاث ماهيات متمايزة عن بعضها البعض، تعبير substance أو باللاتيني substantia معناه كيان أو جوهر أو ماهية، وهكذا كان يستخدمها العلامة ترتليان وهيبوليتوس ونوفاتيان ولاكتانتيوس وماريوس ڤيكتورنيوس وهيلاري وأمبروسيوس قبل أغسطينوس الذي استخدم نفس التعبير

    لكل أقنوم من هذه الأقانيم وجوده (كيانه) الأقنومي الحقيقي، فوحدة الجوهر تجمعهم في طبيعة خالية من كل اختلاف، راجع ق. كيرلس، الرد على يوليان الجاحد، ١: ٢٧، ص ٤٥.

     

    خامسا: ما جاء في كتاب أغسطينوس أسقف هيبوا للدكتور أنطون جرجس في قوله.

    يستخدمون (اليونانيون) أيضًا في الحقيقة لفظة “أقنوم”، ولكنهم يقصدون أن يُميزوا، ولست أعرف ما الفرق بين الجوهر والأقنوم [٣٢١]، لذلك أغلبنا لمن نتعامل بأنفسنا مع هذه الأمور في اللغة اليونانية معتادين على القول: “جوهر واحد وثلاثة أقانيم” أو في اللغة اللاتينية: “جوهر واحد وثلاث كينات”.[٣٢٢]

     

    شرح الدكتور أنطون جرجس نفسه (بالعامية)

    اولاً: الغرب كان يستخدم مصطلح essentia و substantiaكمرادف الأوسيا أو الجوهر في اليوناني وبيستخدم persona عن الأقنوم في اللاتيني، ثم بعد ذلك أثار أغسطينوس هذا الموضوع وقال إن اليونانيين بيستخدموا essentia اللاتينية كمرادف لكلمة أوسيا اليونانية، ويستخدموا كلمة substantia اللاتينية كمرادف لكلمة هيبوستاسيس، وبكده لو طبقنا المعنى ده على الثالوث في اللغة اللاتينية فأحنا بنتكلم عن ثلاث جواهر (على اعتبار أنه كلمة substantia في اللاتيني كمرادف لكلمة هيبوستاسيس أو أقنوم في اليوناني تعني جوهر أو كيان أو ماهية في اللغة اللاتينية) في جوهر واحد،

    ثانياً: تعبير الثالوث ثلاث كيانات أقنومية ينفي هرطقة سابيليوس الموداليزم أو الشكلانية، بمعنى أنه الأقانيم مجرد صور أو نماذج أو أشكال لأقنوم واحد، بل كل أقنوم هو كيان وله كينونة في ذاته غير منفصلة عن كيان أو كينونة كل أقنوم من الأقنومين الآخرين.

    الاقانيم في المسيحية هي كيانات ذات طبيعة واحدة وهي طبيعة الله. هذه الكيانات هي الآب والابن والروح القدس، وكل منها هو الله الكامل. لا تعتبر الأقانيم مجرد كيانات منفصلة، بل هي وجود الله الواحد في ثلاث شخصيات متميزة.

    هو هنا أغسطينوس يعرض مشكلة لغوية أنه مصطلح substantia في اللاتينية هو المرادف اللفظي لكلمة أقنوم، ومعنى substantia في اللغة اللاتينية هو كيان أو جوهر أو ماهية، وبالتالي، لو بالقياس على العبارة اليونانية، جوهر واحد وثلاثة أقانيم، فأغسطينوس يقول إنه المفروض في اللاتيني نقولها كده una essentia, tris substantia، بمعنى جوهر واحد، وثلاث كيانات أو ماهيات، لأنه مصطلح أقنوم أو هيبوستاسيس في اليونانية ليس له مرادف لاتيني يعطي نفس المعنى اليوناني لكلمة هيبوستاسيس أو أقنوم، فالمرادف اللغوي في اللاتينية بحسب أغسطينوس هو كلمة substantia التي تقابل كلمة أقنوم أو هيبوستاسيس في اليونانية

    وده اللي خلها يقول جوهر واحد وثلاث كيانات، ولكنه بعد كده، جعل الأقنوم علاقة، وبالتالي الله الثالوث هو جوهر واحد وثلاث علاقات، عشان يحل المعضلة اللغوية السابقة بين اليوناني واللاتيني.

    ويقول “نيافة الأنبا بيشوي” مطران دمياط وكفر الشيخ والبراري وسكرتير المجمع المقدس قائلًا:

    “الآب هو الأصل أو الينبوع في الثالوث، هو أصل الجوهر وأصل الكينونة بالنسبة للأقنومين الآخرين. والابن هو مولود من الآب ولكنه ليس مجرد صفة بل أقنوم له كينونة حقيقية.. والروح القدس هو ينبثق من الآب ولكنه ليس مجرد صفة بل أقنوم له كينونة حقيقية..

    وينبغي أن نلاحظ أنه طبقًا لتعاليم الآباء فإن الكينونة أو الجوهر ليس قاصرًا على الآب وحده (غريغوريوس النزينزي) لأن الآب له كينونة حقيقية وهو الأصل في الكينونة بالنسبة للابن والروح القدس، والابن له كينونة حقيقية بالولادة الأزلية، والروح القدس له كينونة حقيقية بالانبثاق الأزلي، ولكن ليس الواحد منهم منفصلًا في كينونته أو جوهره عن الآخرين.

    هل الاقانيم الثلاثة ثلاث كيانات في كتاب الثالوث للقديس أغسطينوس للدكتور أنطون جرجس؟

  • هل نبوة مشتهى الأمم في حجي نبوة عن نبي الإسلام؟ حجي 2: 7 – الأخ اغريغوريوس

    هل نبوة مشتهى الأمم في حجي نبوة عن نبي الإسلام؟ حجي 2: 7 – الأخ اغريغوريوس

    هل نبوة مشتهى الأمم في حجي نبوة عن نبي الإسلام؟ حجي 2: 7 – الأخ اغريغوريوس

    هل نبوة مشتهى الأمم في حجي نبوة عن نبي الإسلام؟ حجي 2: 7 - الأخ اغريغوريوس
    هل نبوة مشتهى الأمم في حجي نبوة عن نبي الإسلام؟ حجي 2: 7 – الأخ اغريغوريوس

    حجي 2: 7
    7وَأُزَلْزِلُ كُلَّ ٱلْأُمَمِ. وَيَأْتِي مُشْتَهَى كُلِّ ٱلْأُمَمِ، فَأَمْلَأُ هَذَا ٱلْبَيْتَ مَجْدًا، قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ.

    8لِي ٱلْفِضَّةُ وَلِي ٱلذَّهَبُ، يَقُولُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ.

    9مَجْدُ هَذَا ٱلْبَيْتِ ٱلْأَخِيرِ يَكُونُ أَعْظَمَ مِنْ مَجْدِ ٱلْأَوَّلِ، قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ. وَفِي هَذَا ٱلْمَكَانِ أُعْطِي ٱلسَّلَامَ، يَقُولُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ.

    قال أحد الإخوة المسلمين إنّ في كتاب السير Godfrey Higgins المُسمّى Anacalypsis، يُخبرنا أن سفر حجّي نجد فيه اسم المسيح، وهو يسوع، في الإصحاح الثاني من حجّي، الآية السابعة، وتظهر الكلمة العبرية HMD التي تُترجم إلى “مشتهى” في النص العبري، وفي الكتاب يُقال إن كلمة HMD هي جذر من اسم رسول الإسلام “محمد” أو Mahomet، ويقول السير إن حجّي يتنبّأ عن محمد صراحةً، ولا مفرّ، فالنصّ واضح، ومعناه واضح.

    M.A. Yusseff, The Dead Sea Scrolls, the Gospel of Barnabas, and the New Testament, pp. 110-111

    هل الآية تتكلم عن نبي الإسلام محمد؟

    أولاً: النص يتكلم عن الهيكل الثاني، ودُمّر الهيكل الثاني في سنة 70، وقد وُلد نبي الإسلام سنة 570 ميلادي، أي بعد خمسمائة عام من هدم الهيكل. المرة الوحيدة التي زار فيها نبي الإسلام القدس هي رحلة الإسراء سنة 621 ميلاديًّا، وبالطبع نحن ننفي تاريخية هذه القصة. وفي ذلك الوقت، لم يكن هناك هيكل، فهناك فجوة زمنية بين رسول الإسلام ودمار الهيكل تساوي 551 سنة. ولا يوجد مفهوم للهيكل في الإسلام، فاستخدام حجّي هو مبالغة كبيرة، كمن يقول “مسعد نور هو عمود النور”.

    ثانياً: كان علي بن ربن الطبري مسيحيًّا فارسيًّا قبل اعتناقه الإسلام، وكتب كتابًا يُسمّى الدين والدولة لمحاولة لصق اسم رسول الإسلام في الكتاب المقدس بأمر من الخليفة المتوكل (847 – 866 م)، فاقتبس العديد من الآيات في الكتاب المقدس، ولم يقتبس هذا المقطع من حجّي. لذلك، العديد من المسلمين المثقفين لم يروا أن هذا النص في حجّي واضح وصريح بالفعل عن رسول الإسلام.

    عند البحث في المكتبة عن كتاب السير Godfrey Higgins (1773 – 1833)، وهو كتاب قديم جدًّا بمعايير اليوم، كنت أتساءل لماذا لم يُروّج المسلمون كلامه عن نبوّة حجّي في القرن التالي! فرأيت كتابًا آخر له عنوانه:

    Apology for Mohamed / Higgins, Godfrey, 1773-1833 / Lahore 1974(1829)

    ففهمت حينها لغته اللاذعة ضد Parkhurst، وتلقيه أموالًا ومكسبًا من المسلمين، من ضمنهم سيد يُسمّى أحمد خان. ويوصف أصلاً Godfrey Higgins بأنه ماسوني مُنتفع بالأموال، وكان يؤمن بتعدد الآلهة، وكانت الآلهة سود، وبراهما في الهند هو إبراهيم، وأن اليهود جذورهم من الهند، ومصائب أخرى كثيرة. ويقول:

    H. Çaksen · 2024

    إن سبب كتابته لكتاب اعتذار محمد هو التقارب ما بين المسلمين والمسيحيين، والحد من روح التعصّب.

    Higgins noted that the object of the book is to abate the spirit of intolerance that existed between Christians and Muslims.

    فهو ليس عالمًا لغويًّا للعبري القديم، بل مجرد شخص متملق يبيع كتبه للمكاسب.

    النص العبري شرح Dave Washburn:

    في اللغة العبرية، يُنطق الصوت لحرف H للكلمة بالشكل الآتي XMD، فالكلمة العبرية تُنطق chemdah (khem-daw’)، ووردت 25 مرة في الكتاب المقدس، ولا أجد معنى أو منطقًا بتغيير النطق الخاص بها إلى “محمد”.

    ثالثاً: المصيبة الكبرى أن الكلمة في نص حجّي 2: 7 جاءت اسمًا مؤنثًا، لذلك في النقل الحرفي في النهاية يُضاف لها H أي XMDH، والذي يتم استبداله بـ T للدلالة على حالة الجر. فهل كان الاسم “محمد” اسمًا مؤنثًا؟ وشكل اسم “محمد” لم يكن هو شكل الكلمة، فلماذا يُقحمون الاسم في النص؟

    هل إذا كانت الكلمة العبرية “محمد”، ستكون الآية: “محمد كل الأمم”؟ فالكلمة ستُنطق “هِمْدَهْ” ḤeMDaTH جميع الأمم، وليس “محمد” جميع الأمم. النقطة الثانية، في خروج 20: 17، مذكورة كلمة مشابهة لـ”محمد” وهي chamad، وهي كلمة “حمد”، لماذا لا يأخذها المسلمون أنها نبوّة عن رسول الإسلام؟ فالآية تقول: “لا تشتهِ امرأة قريبك”، وبالرجوع للنص العبري تجد أن كلمة “تشتهِ” جاءت من جذر ḤMD.

    سفر حجّي هو من أسفار الأنبياء الصغار، يعود تاريخه إلى سنة 520 قبل الميلاد، قبل إعادة بناء الهيكل.

    هل نبوة مشتهى الأمم في حجي نبوة عن نبي الإسلام؟ حجي 2: 7 - الأخ اغريغوريوس
    هل نبوة مشتهى الأمم في حجي نبوة عن نبي الإسلام؟ حجي 2: 7 – الأخ اغريغوريوس

    نص حجّي 2: 6 – 9

    لِأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ: هِيَ مَرَّةٌ، بَعْدَ قَلِيلٍ، فَأُزَلْزِلُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلْأَرْضَ وَٱلْبَحْرَ وَٱلْيَابِسَةَ،

    7وَأُزَلْزِلُ كُلَّ ٱلْأُمَمِ. وَيَأْتِي مُشْتَهَى كُلِّ ٱلْأُمَمِ، فَأَمْلَأُ هَذَا ٱلْبَيْتَ مَجْدًا، قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ.

    8لِي ٱلْفِضَّةُ وَلِي ٱلذَّهَبُ، يَقُولُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ.

    9مَجْدُ هَذَا ٱلْبَيْتِ ٱلْأَخِيرِ يَكُونُ أَعْظَمَ مِنْ مَجْدِ ٱلْأَوَّلِ، قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ. وَفِي هَذَا ٱلْمَكَانِ أُعْطِي ٱلسَّلَامَ، يَقُولُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ.

    النص واضح أن السياق يتكلم عن هيكل الله الذي تمّت إعادة بنائه في أورشليم، والذي ظل قائمًا بعد السبي البابلي حتى دمّره الرومان سنة 70م. ونبي الإسلام لم يذهب إلى الهيكل الثاني لأنه أتى بعده بـ500 سنة، ولا يمكن أن يكون ما ورد في حجّي إشارة إليه. فَسادَ السّلم في فترة الهيكل الثاني فترة أطول من الهيكل الأول، الذي عانى من صراعات وحروب مستمرة، وقد تحققت النبوّة بالفعل.

    وقد تزيّن الهيكل بأبواب من ذهب وفضة من قبل الأمم، وأبواب مطلية بالبُرونز من كورنثوس، والأحجار المُستوردة.

    رابعاً: وردت هذه الكلمة في دانيال 11: 37

    “ولا يُبالي بإله آبائه، ولا بشهوة النساء، ولا بأي إله لأنه يرتفع فوقهم جميعًا”، فلماذا لم يقل المسلمون إن هذه الكلمة هي نبوّة عن الرسول إذا كانوا يبحثون عن أي كلمة مشابهة لنطق اسم الرسول؟ فهذه الكلمة مشابهة أيضًا. ونفس الأمر، أتت الكلمة عن برية خربة في إرميا 12: 10، وفي إشعياء 2: 16، هل هو علم على سفينة؟ وفي إرميا 25: 35، هل هو إناء شهي؟

    خامساً: المعيار الإسلامي لوجود اسم “محمد” لا يشير إلى سفر حجّي، بل يقول إنه سيُذكر في الإنجيل والتوراة والزبور في سورة الأعراف 157 وسورة الصف 61.

    أين ذكر القرآن أنه سيُذكر في سفر حجّي؟ من الواضح أن سفر حجّي ليس المكان المناسب لكم للصق الاسم في كتابنا.

    سادساً: تعليقًا على كلام جون باركهورست John Parkhurst في صفحة 217:

    From this root the pretended Prophet Mo hammed, or (according to our corrupt pronunciation) Mahomet, had his name but whether this was his original appella-tion, or whether he assumed it after be set up for the + Slessinh of the Jean, the Desire of all Nations, I cannot find. It may not however be amiss to transcribe from the Modern Universal History, vol.i p. a2, the following paregraph, on which the reader will make bis own reflections.

    “ABD’ AL MOTALLEB, Molammed: grandfather, the seventh day after his birth, made i great entertainment, to which he invited the principal of the kureish who after the repeal desired him to give the infant, he had invited them to see, a name… Abd al Morallo im-mediately replied, I name this child Mohammed. The Korcish grandees, astonished at this, asked him again, Whether be would not choose to call his grandson by a name that had belonged to some one of his family. He answered, May the Most High glorify in heaten kim whom he has crented in earth! In which be seemed to allude to the name Modam-med, signifying praised, glorified, bee. Ts worthy of obvervation, thatbis account of the imposition of Mobammed’s name is nothing more than an imitation of what St. Luke has related on a similar occasion; which is an additional proof, that the history of Mosammed, as given us by the Arabe, abounds with fictitious circumstances, and that the veracity of the Moslem historians, in this point at least, is not much to be depended upon.”

    يقول إن نطق الكلمة قد تم تحريفه إلى “محمد”، ويقول إنهم نسبوا لـ”محمد” هذا اللقب بناءً على اقتباس قصص من لوقا، ويذكر قصة ضعيفة أسطورية عن سبب تسمية “محمد”، غير ثابتة في كتب المسلمين.

    من كتابه يقول: “من هذا الجذر دُعي محمد النبي حسب نطقنا المحرّف لكلمة محمد. لكني لا أستطيع أن أجزم أن هذا هو لقبه أم أنه اتخذه، بعدما كان لمسيح اليهود مقصد لجميع الأمم”.

    ويحكي قصة أسطورية ناقلاً من كتاب يُسمّى التاريخ العالمي الحديث صفحة 22، أن عبد المطلب جدّ محمد، في اليوم السابع من ولادته، عمل حفلًا كبيرًا، دعا فيه رؤساء قريش، والذين طلبوا منه بعد الأكل أن يُسمّي الطفل، فأجاب عبد المطلب على الفور: “سأُسمي هذا الطفل محمدًا”. فاندهش زعماء قريش لأنه لم يسمه باسم من العائلة، فقال عبد المطلب: “ليُمجّد العليّ في السماء هذا الذي خلقه في الأرض”.

    فيبدو أن عبد المطلب بهذا الاسم “محمد” أراد أن ينال الحمد والتمجيد، وهذا جدير بالذكر لفرض اسم “محمد”، وأن هذه الفكرة أُخذت من إنجيل لوقا في مناسبة مشابهة، وهذا دليل إضافي أن تاريخ محمد كما أُعطي لنا من قبل العرب مملوء بالملابسات الوهمية، وأن صدق المؤرخين المسلمين لا يمكن الاعتماد عليه.

    سابعاً: مخطوطة 4Q174 تتحدث عن الهيكل الذي سيقيمه يهوه، وأن الهيكل لم يُدمّر، وتحدثت عن المسيح الذي عرشه سيكون ثابتًا إلى الأبد.

    هل نبوة مشتهى الأمم في حجي نبوة عن نبي الإسلام؟ حجي 2: 7 - الأخ اغريغوريوس
    هل نبوة مشتهى الأمم في حجي نبوة عن نبي الإسلام؟ حجي 2: 7 – الأخ اغريغوريوس

     

    هل نبوة مشتهى الأمم في حجي نبوة عن نبي الإسلام؟ حجي 2: 7 – الأخ اغريغوريوس

  • أشعياء 53: اعتراضات وشبهات وهمية – اعداد: توماس رفعت أسعد

    أشعياء 53: اعتراضات وشبهات وهمية – اعداد: توماس رفعت أسعد

    أشعياء 53: اعتراضات وشبهات وهمية – اعداد: توماس رفعت أسعد

    مقدم لـ: أ/ كيرلس سمير

    أشعياء 53: اعتراضات وشبهات وهمية - اعداد: توماس رفعت أسعد
    أشعياء 53: اعتراضات وشبهات وهمية – اعداد: توماس رفعت أسعد

    مقدمة

    كتابنا المقدس يحوى العديد من النبوات عن صلب المسيح ولكن من اكثر النبوات التي تكلمت بدقه عن ما حل برب المجد هي النبوءة الموجودة في الاصحاح 53 من اشعياء، فهذا الاصحاح من اكثر النبوات وضحا عن الام السيد المسيح، ولان اليهود بجهلهم وعنادهم طبقوا كل ما جاء في الاصحاح على المسيح يسوع، صار الاصحاح بعد ذلك موضع احراج لهم لانطباق كل كلمه فيه على رب المجد وعلى ما فعلوه به، لذلك لجأ بعض اليهود لكي يتهربوا من ذلك الاحراج إلى تفسير ذلك الاصحاح العظيم على انه يشير إلى الأمناء من شعبهم الذي كانوا في السبي وما عانوه في السبي، وقد انكروا كل التفسيرات الأولى والقديمة لراباوتهم ومعلميهم الذي كانوا يجمعون على انه ذلك الاصحاح العظيم هو نبوءة عن المسيح، وقد قال الراباي موشيه كوهين [1]عن من فسروا ذلك الاصحاح عن شعب إسرائيل وليس عن المسيا.

    they wearied themselves to find the entrance,’ having forsaken the knowledge of our Teachers, and inclined after the ‘stubbornness of their own hearts,’ and of their own opinion, I am pleased to I am pleased to interpret it, in accordance with the teaching of our Rabbis, of the King Messiah

    لقد أرهقوا أنفسهم للعثور على المدخل بعد ان تركوا معرفه معلمينا، ومالوا إلى عناد قلوبهم ولرايهم الخاص، وانا يسعدني ان أفسر ذلك بما يتفق مع تعليم حاخامتنا على انه الملك المسيح

    وقدم هؤلاء اليهود اعتراضات كثيره لكي يثبتوا على انها على شعب إسرائيل، وللأسف انقاد وراءهم الاخرين كالملحدين والغير مؤمنين لكي يهاجموا العقيدة المسيحية، وفي هذا البحث سنتناول بعض الاعتراضات والرد عليها.

     

     

    وإليكم أهم هذه الاعتراضات

    1- هل مفسرين اليهود لم يقولوا انه هذا الأصحاح عن المسيا.

    2- هل تعبير عبدي في نبوءة اشعياء تنكر انها نبوءة عن صلب المسيح

    3- هل اشعياء تكلم عن شيء حدث في الماضي بدليل وجود تعبيرات وضع وظلم وغيره مثلما جاء في اعداد 5-7

    4- لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيه ليست عن المسيح.

    5- هل هناك كلمات مترجمة خطا ك الحزن، واحزاننا، لأجل، يحمل، اثم

    6- هل حرف لوقا نص كشاة تساق للذبح؟

    7- هل عباره ظلم فلم يفتح فاه لم تنطبق على المسيح

    8- هل تعبير قطع من ارض الاحياء يدل على السبي من ارض إسرائيل؟

    9- عبارة ضرب من اجل ذنب شعبي مفرد ام جمع؟

    10- هل عدد جعل مع الأشرار قبره ومع غنى عند موته ليس عن المسيح.

    11- هل في المسيح عاهات؟

    12- هل تعبير جعل نفسه ذبيحة أثم محرف؟

    13- هل عدد يرى نسلا تطول أيامه ليس عن المسيح

     

     

    الاعتراض الأول: هل مفسرين اليهود لم يقولوا انه هذا الأصحاح عن المسيا؟

    يقول المعترض انه: الأصحاح يتحدث بنظرة شاملة مجازية مجسمة عن شعب إسرائيل، وسبيه، وذلته، ثم نجاته. وهذا هو مفهوم النص عند اليهود وهم أصحاب الكتاب الأصليين.

    الرد: في الحقيقة انه أقدم تفسير يهودي قال انه هذا الاصحاح عن المسيا، اما من قال انه عن إسرائيل فقد جاء متأخرا، ولنرى التفسيرات اليهودية التي تقول انه عن المسيح، يقول مثلا التلمود البابلي [2]:

    26What is his [the Messiah’s] name?…..30 The Rabbis said: His name is ‘the leper scholar,’ as it is written, Surely he hath borne our griefs, and carried our sorrows: yet we did esteem him a leper, smitten of God, and afflicted.

    ما اسمه (اسم المسيا)…… قال الربوات: اسمه “العالم الأبرص”، كما هو مكتوب: حقا لقد حمل أحزاننا، وحمل أوجاعنا، ونحن حسبناه أبرص مضروبا من الله ومذلولا.

    وأيضا مدراش رباه على الاصحاح الثاني من راعوث[3] تعليقا على الآية 14: فَقَالَ لَهَا بُوعَزُ: (عِنْدَ وَقْتِ الأَكْلِ تَقَدَّمِي إِلَى ههُنَا وَكُلِي مِنَ الْخُبْزِ، وَاغْمِسِي لُقْمَتَكِ فِي الْخَلِّ)، يقول:

    The fifth interpretation make it refer to the messiah

    Come here :approach to royal state, and eat bread refer to bread of royalty ,and dip your morsel in the vinegar refer to his sufferings“ But he was wounded because of our transgression (isa53: 5)

     التفسير الخامس يجعله تعود إلى المسيح: تعال هنا: الاقتراب من الدولة الملكية، واكل الخبز يشير إلى خبز الملوك، واغمس لقمتك في الخل يشير إلى الامه ” ولكنه كان مجروحا لأجل معاصينا “(اش53: 5)

    وأيضا يقول الحاخام موسى ألشيخ 1508-1600

    Our Rabbis with one voice accept and affirm the opinion that the prophet is speaking of the Messiah، and we shall ourselves also adhere to the same view.[4]

    إن حاخاماتنا يقبلون ويؤكدون بصوت واحد الرأي القائل بأن النبي يتحدث عن المسيح، وسوف نلتزم نحن أيضًا بنفس الرأي. وهناك مصادر أخرى يهودية سنذكرها في الاعتراضات القادمة، فهل بعد ذلك، هل يقدر احد ان يقول ان اليهود لم يفسروا ذلك الاصحاح انه عن المسيا المنتظر.

     

    الاعتراض الثاني: هل تعبير عبدي في نبوءة اشعياء تنكر انها نبوءة عن صلب المسيح؟

    وهذا يخالف تماماً عقيدة المسيحيون في الصلب والفداء، فهم يقولون الفادي هو الله لأنه الوحيد القادر على حمل خطايا البشر ولا يقدر الناسوت وحده على حمل الكفارة وبالتالي فإن تمسكهم بهذا الإصحاح سيلزمهم بأن يكون الفادي الذي حمل خطايا البشر المزعومة هو عبد لله وليس ابناً لله وهو ما ينسف فكرة التجسد والكفارة.

    الرد: المعترض فالحقيقة لا يفهم حتى أساسيات العقيدة المسيحية، فنحن نؤمن انه المسيح هو الله بلاهوته، ولكنه له طبيعة إنسانية كاملة، فالمسيح عندما تجسد أخذ صورة العبد وطبيعته كامله، فعندما يتحدث الأصحاح عن العبد المتألم، فهو يتحدث عن المسيح الذي تألم بالطبيعة البشرية الكاملة، لكي يحمل الخطايا عن البشر كلهم، ويقول بولس الرسول: (الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً لِلَّهِ. لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ) (في 2: 6-7)، ولكن نرجع لتفسير اليهود، وفي الحقيقة ذلك العبد مذكور في اشعياء 52، وبالتالي اشعياء 53 امتداد له، حيث قيل في اشعياء 52 “هُوَذَا عَبْدِي يَعْقِلُ، يَتَعَالَى وَيَرْتَقِي وَيَتَسَامَى جِدًّا.” ( أش52: 13)، ونرى كيف ذكر ترجوم يوناثان [5]في القرن الرابع ذلك النص

    Behold, my servant the messiah shall prosper, he shall be exalted and extolled, and he shall be very strong.

     هوذا عبدي المسيح ينجح ويرتفع ويتعظم ويتقوى جدا.

     وأيضا مدراش تانخوما[6]:

    A song of ascents. I will lift up mine eyes to the mountains (Ps. 121:1). Scripture alludes here to the verse Who art thou, O great mountain before. Zerubbabel? Thou shalt become a plain (Zech. 4:7). This verse refers to the Messiah, the descendant of David. Why was he called a great mountain? Because he will be greater than the patriarchs, as is said: Behold, My servant shall prosper, he shall be exalted and lifted up, and shall be very high (Isa. 52:13). He shall be exalted above Abraham; lifted up above Isaac; and shall be very high above Jacob.

     أغنية الصعود. أرفع عينيّ إلى الجبال (مز 121: 1). يشير الكتاب المقدس هنا إلى الآية: من أنت أيها الجبل العظيم أمامك؟ زربابل؟ تصير سهلاً (زك 4: 7). تشير هذه الآية إلى المسيح، سليل داود. لماذا سمي جبلاً عظيماً؟ لأنه سيكون أعظم من الآباء، كما قيل: هوذا عبدي ينجح، يرتفع ويرتقى ويتسامى جداً (إش 52: 13). يرتفع فوق إبراهيم، ويرتفع فوق إسحق، ويرتفع فوق يعقوب جداً، أيضا عباره “«هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ، مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ.” (إش 42: 1). تعليق إسحاق بن يهوذا أباربانيل [7]علي ذلك النص

    Messiah the son of David…Isaiah… describes him as God’s ‘chosen one, in whom his soul delights’ (42:1)

    المسيح بن داود… إشعياء… يصفه بأنه “مختار الله الذي سرت به نفسه (اش 42: 1).”

    وأيضا ايه اخرى “وَدَاوُدُ عَبْدِي يَكُونُ مَلِكًا عَلَيْهِمْ، وَيَكُونُ لِجَمِيعِهِمْ رَاعٍ وَاحِدٌ، فَيَسْلُكُونَ فِي أَحْكَامِي وَيَحْفَظُونَ فَرَائِضِي وَيَعْمَلُونَ بِهَا.” (حز 37: 24)، ويقول رابي راداك[8]

    ועבדי דוד מלך. המלך המשיח יקרא שמו דוד לפי שיהיה מזרע דוד קראו דוד או רמז לתחיית המתים وعبدى الملك داود وسيُدعى الملك المسيح داود لأنه من نسل داود:

     

    الاعتراض الثالث: هل اشعياء تكلم عن شيء حدث في الماضي بدليل وجود تعبيرات وضع وظلم وغيره مثلما جاء في اعداد 5-7

    لا يمكن أن القول «مجروح لأجل معاصينا.. والرب وضع عليه إثم جميعنا« (إشعياء 53:5 و6) ينطبق على المسيح، ولا بد أنه يشير إلى نبي سبق كاتب هذه النبوَّة، أي سابق لإشعياء النبي، لأن الحديث بصيغة الماضي، في قوله: ((ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاه تُساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه)) أي ان الحديث عن أمر قد تم وحدث في زمن اشعيا أو قبله، فإن قيل: ان الفعل الماضي قد يعني المستقبل، قلنا ان معظم فقرات واصحاحات الكتاب المقدس قد صيغت بالماضي ان لم يكن كله، فما هو المعيار في ضبط ومعرفة النبوءة المستقبلية؟

    الرد: وجود افعال في سياق الماضي يدل على حتميه حصولها في المستقبل، فعندما تكتب النبوءة في الماضي فهى تدل على انه لابد من حصولها، وانها لابد من انها ستتحقق، فنرى مثلا دانيال عندما تنبا لبليشاطر بزوال المملكة قال له (فرس قسمت مملكتك واعطيت لمادي وفارس) (دا5: 28) وكانت أفعال في صيغه الماضي، ولنرى ترجمة اليهود انفسهم للنص من موقع شابات اليهودي[9]

    UFARSIN-Your kingdom has been broken up and given to Media and Persia. ونجد انه استخدم المضارع التام، نرى في نبوات ارميا عن بابل («أَخْبِرُوا فِي الشُّعُوبِ، وَأَسْمِعُوا وَارْفَعُوا رَايَةً. أَسْمِعُوا لاَ تُخْفُوا. قُولُوا: أُخِذَتْ بَابِلُ. خَزِيَ بِيلُ. انْسَحَقَ مَرُودَخُ. خَزِيَتْ أَوْثَانُهَا. انْسَحَقَتْ أَصْنَامُهَا)(ارميا 50: 2)، وبالرغم من انها نبوءة عن شيء مستقبلي الا انها كتبت في الماضي، ولنرى موقع شابات لليهود[10]

    Babylon has been taken, Bel has been shamed, Merodach is dismayed, her images have been shamed, her idols have been dismayed.

    وأيضا النبوءة التي قيلت عن اورشليم في اشعياء 22 (“جَمِيعُ رُؤَسَائِكِ هَرَبُوا مَعًا. أُسِرُوا بِالْقِسِيِّ. كُلُّ الْمَوْجُودِينَ بِكِ أُسِرُوا مَعًا. مِنْ بَعِيدٍ فَرُّوا.” (أش 22: 3)، ونجد بالرغم من انها نبوءة الا ان الأفعال ذكرت في الماضي، ويؤكد ذلك الترجمة الإنجليزية للنص من موقع شبات اليهودي All your officers wandered together, because of the bow they were bound; all those found of you were bound together; from afar they fled.[11]

    حتى ان راشي المفسر اليهودي ذكر انه تمت مع صدقيا الملك الذي جاء بعد موت اشعياء لأنه اشعياء قٌتل في أيام منسى، فيقول راشي

    All your officers wandered together Zedekiah and his officers, who went out to flee at night (II Kings 25:4).[12]

    جميع ضباطك تاهوا معًا صدقيا وضباطه الذين خرجوا ليهربوا ليلا (2ملوك 25: 4)

    فنجد انه بالرغم من انها نبوات الا انها كتبت بصيغه الماضي للدلالة على حتميه حصولها وبالمثل الأفعال في اشعياء 53، ويقول رباى رداك [13]عن النبوات عموما التي تأتى في صغيره الماضي

    ותדע כי מנהג העוברי׳ בלשון הקדש להשתמש בו עבד במקום עתיד שהן אותיות א״יתן וזה בנבואות ברוב כי הדבר ברור כמו אם עבר כי כבר נגזר׳

    واعلم أنه من سلوك نموذجي للأفعال الماضية في اللغة المقدسة أن يستعمل الفعل الماضي بدلا من الفعل في المستقبل، الذي هو [يدل عليه] الحروف ا ى ت ن، وهذا في الغالب في النبوات لأن الأمر واضح كأنه قد مضى، لأنه قد سبق القضاء به.

    يقول الاخ المعترض فإن قيل: ان الفعل الماضي قد يعني المستقبل، قلنا ان معظم فقرات واصحاحات الكتاب المقدس قد صيغت بالماضي ان لم يكن كله، فما هو المعيار في ضبط ومعرفة النبوءة المستقبلية؟، نرد عليه اولا ليس زمن الفعل في الجملة فقط من يحدد الزمن، بل سياق النص كله، فلو قلنا مثلا(اشعياء هنا يتنبأ عن المسيا) لو لاحظنا فعل يتنبأ جاء في المضارع مع انه اشعياء جاء وتنبا من الاف السنين، ايضا لو لاحظ المعترض هناك افعال في الاصحاح مثل (يرى – تطول– يبرر—يحمل) وكثيرا ما يستخدم المضارغ في الكتاب المقدس اشاره إلى المستقبل .

     

    الاعتراض الرابع: لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيه ليست عن المسيح

    يقول المعترض: هذه العبارة لا تنطبق على يسوع حيث يسوع في المسيحية رجل جميل المنظر يشبه الرجل الأوربي الوسيم.

    الرد: في الحقيقة هناك تفسيران يهودي ومسيحي لذلك المقطع ولكن لكي نفهمه بشكل دقيق علينا ان نقرأه العدد كامل (نَبَتَ قُدَّامَهُ كَفَرْخٍ وَكَعِرْق مِنْ أَرْضٍ يَابِسَةٍ، لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ، وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيَهُ)، وسأعرض الاثنين، لنبدأ بالتفسير اليهودي، فيقول موسى ابن نحمان في الرسالة اليمنية [14]و هو يفسر مقطع نبت قدامه كفرخ

    As for the advent of Messiah, nothing at all will be known about it before it occurs, The Messiah is not a person concerning whom it may be predicted that he will be the son of so and so. On the contrary he will be unknown before his coming, but he will prove by means of miracles and wonders that he is the true Messiah. Scripture in allusion to his mysterious lineage says, ‘His name is Shoot, and he will shoot up out of his place’ (Zechariah 6:12). Similarly, Isaiah referring to the arrival of the Messiah implies that neither his father nor mother nor his kith nor kin will be known,

     وأما مجيء المسيا فلن يعرف عنه شيء على الإطلاق قبل حدوثه، فالمسيا ليس شخصًا يمكن التنبؤ به سيكون ابن فلان وفلان، على العكس من ذلك، سيكون مجهولاً قبل مجيئه، لكنه سيثبت بالمعجزات والعجائب أنه هو المسيح الحق، الكتاب المقدس اشاره إلى نسبه الغامض يقول: هُوَذَا الرَّجُلُ «الْغُصْنُ» اسْمُهُ وَمِنْ مَكَانِهِ يَنْبُتُ (زك6: 12)، وكذلك إشعياء في اشارة إلى وصول المسيح يلمح لذلك لا أبوه ولا أمه ولا أهله ولا أقرباؤه سيكونون معروفين ” “نَبَتَ قُدَّامَهُ كَفَرْخٍ وَكَعِرْق مِنْ أَرْضٍ يَابِسَةٍ” وفي موضع اخر يفسر موسى بن نحمان في رسالته اليمنية [15]العدد الثاني ويقول

    For at the beginning he was like a small tree springing up out of the dry earth, which never grows great enough to put forth boughs and to bear fruit; he was despised [Isaiah 53:3], for he had no army and no people, but was ‘meek and riding upon as ass,’ like the first redeemer Moses, our master, when he entered into Egypt with his wife and children upon an ass (Exodus 4:20).

    لأنه كان في البدء كشجرة صغيرة تخرج من الأرض اليابسة، ولا تنمو أبدًا كبيرة بما يكفي لتنبت أغصانًا وتؤتي ثمارها؛ لقد كان محتقرًا (إشعياء 53: 3)، إذ لم يكن له جيش ولا شعب، بل كان “وديعًا وراكبًا على الحمار”، مثل الفادي الأول موسى سيدنا، عندما دخل مصر مع زوجته وأولاده على الحمار (خروج 4: 20).

    يقول ايتان بار [16]وهو يهودي وقد صار مسيحيا وحاصل على البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في الكتاب المقدس/ اللاهوت

    He did not appeal to his chosen people. They didn’t want him. His appearance wasn’t particularly glorious or impressive, and the way he showed up didn’t cause people to desire him. In contrast to what rabbinic Halacha teaches today, according to this prophecy, the Messiah would not be born to a prestigious rabbinic family or grow up in the grand residences of wealthy rabbis. It can be said with near certainty that the external appearance of the Messiah was nothing extraordinary at all.

    لم يجذب شعبه المختار لم يريدوه، لم يكن مظهره مجيدًا أو مثيرًا للإعجاب بشكل خاص، والطريقة التي ظهر بها لم تجعل الناس يرغبون فيه، وعلى النقيض مما يعلمه الحاخام الهلاخا(مجموعه من القوانين اليهودية مستمده من التوراة المكتوبة والشفوية) اليوم، وفقا لهذه النبوءة، فإن المسيح لن يولد لعائلة حاخامية مرموقة أو ينشأ في المساكن الكبرى للحاخامات الأثرياء.

    فلو تتبعنا النبوءة من بداية الاصحاح سنجد انها انطبقت تماما على الرب يسوع

    مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا، وَلِمَنِ اسْتُعْلِنَتْ ذِرَاعُ الرَّبِّ؟”(اش 53: 1) يعلق عليها موسى بن نحمان13

    When the report of the Messiah comes among the people, who is there among them that will believe it?

    عندما يأتي خبر المسيح بين الناس، فمن منهم سيصدقه؟، أي من سيؤمن بان المسيا قد جاء، فالرب يسوع جاء إلى خاصته وخاصته لو تقبله، لذلك نرى القديس يوحنا في انجيله يذكر ذلك النص عندما لم يقبل اليهود الرب يسوع ” وَمَعَ أَنَّهُ كَانَ قَدْ صَنَعَ أَمَامَهُمْ آيَاتٍ هذَا عَدَدُهَا، لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ، لِيَتِمَّ قَوْلُ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ الَذي قَالَهُ: «يَا رَبُّ، مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا؟ وَلِمَنِ اسْتُعْلِنَتْ ذِرَاعُ الرَّبِّ؟ لِهذَا لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُؤْمِنُوا. لأَنَّ إِشَعْيَاءَ قَالَ أَيْضًا قَدْ أَعْمَى عُيُونَهُمْ، وَأَغْلَظَ قُلُوبَهُمْ، لِئَلاَّ يُبْصِرُوا بِعُيُونِهِمْ، وَيَشْعُرُوا بِقُلُوبِهِمْ، وَيَرْجِعُوا فَأَشْفِيَهُم، قَالَ إِشَعْيَاءُ هذَا حِينَ رأي مَجْدَهُ وَتَكَلَّمَ عَنْهُ.

    لماذا لم يقبل اليهود المسيا لأنه ” نبت قدامه كفرخ وكعرق من ارض يابسة “لان المسيح عندما أراد ان يظهر بصوره بسيطة ومتواضعة جاء من عائله بسيطة جدا لم يكن متوقع ان يأتي منها المسيا الملك العظيم حتى انه اليهود قال عن الرب يسوع ” اليس هذا ابن النجار؟ أليست امه تدعى مريم واخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا؟ أوليست اخواته جميعهن عندنا؟ فمن اين لهذا هذه كلها؟» فكانوا يعثرون به. (متى 13: 55-57)، وكان مظهر المسيح ” لا صورة له ولا جمال فننظر اليه ولا منظر فنشتهيه” ليس له منظر وهيئه الملوك لكي نقبله، وهذا النص خطير لأنه يعكس فكر اليهود الذي كان وما زال موجود فهم رفضوا الرب يسوع لأنه لم يكن له منظر الملوك ولن يحارب من اجلهم، فهم كانوا بملك أرضي يقيم لهم مملكة ارضيه.

    وعندما راوا ان المسيح لم يكن له مظهر الملوك صار ” محتقر ومخذول من الناس…. وكمستر عنه وجوهنا محتقر فلم نعتد به.

    ويفسر تادرس يعقوب ملطى عدد 2 [17]: جاء الرب المخلص كغصن ينبت قدام إسرائيل وكجذر من أرض يابسة لذلك استخف به الشعب، وخاصته لم تقبله، نبت قدامه كفرخ”، إذ جاء من نسل داود كنبتة صغيرة، كغصن وهو خالق الكرمة وموجدها. جاء مختفيًا، في اتضاع، لذا رُمز إليه بالعليقة الملتهبة نارًا التي تبدو نباتًا ضعيفًا لا قوة له، لكنه بلاهوته نار متقدة

    جاء “قدام” إسرائيل بكونه الراعي الذي يتقدم قطيعه

    “وكعرق من أرض يابسة” ؛ جاء ظهوره بطريقة غير متوقعة، فقد ظن اليهود أن يروا المسيا ملكًا عظيمًا ذا سلطان، قادرًا أن يُحطم الإمبراطورية الرومانية ويقيم دولة تسود العالم؛ أما هو فجاء كجذرٍ مختفٍ في أرض جافة لا يتوقع أحد أنه ينبت ويأتي بثمر. جاء من أرض يابسة إذ ولد من القديسة مريم المخطوبة ليوسف النجار، وكان كلاهما فقيرين؛ “افتقر وهو غني لكي تستغنوا أنتم بفقره” (2 كورنثوس 8: 9)

    جاء السيد المسيح كعْرقٍ من أرض يابسة، إذ كان اليهود في ذلك الحين في حالة جفاف شديد، جاء وسط اليبوسة ليقيم من البرية فردوسًا. قالت عنه العروس: “كالتفاح بين شجر الوعر كذلك حبيبي بين

    البنين” (نش 2: 3).

    “لا صورة له ولا جمال فننظر إليه ولا منظر فنشتهيه، محتقر ومخذول من الناس، رجل أوجاع ومختبر الحزن وكمستر عنه وجوهنا، محتقر فلم نعتد به” هنا ينتقل النبي من منظر التجسد إلى منظر الصليب؛ في التجسد رآه نبتة صغيرة من نسل داود، وجذرًا من أرض يابسة، جاء كابن للبشر حين كانت البشرية كلها بما فيها شعب الله في يبوسة تامة، وجاء من عائلة فقيرة حتى قال نثنائيل: أمن الناصرة يخرج شيء صالح؟! الآن يتطلع النبي إلى منظر الصليب، فيراه بلا صورة، بلا جمال، بلا منظر، محتقر لا يجسر أحد أن يقترب إليه، رجل أحزان، نخفي وجوهنا ونسترها عن رؤيته بسبب الحزن الشديد

    * ليس له شكل ولا جمال في أعين اليهود، أما بالنسبة لداود فهو أبرع جمالًا من بني البشر (مز 45: 2). على الجبل (أثناء التجلي) كان بهيًا ومضيئًا أكثر من الشمس (مت 17: 2)، مشيرًا إلينا نحو سره المستقبل. (القديس غريغوريوس النزينزي)

    ذاك الذي هو أبرع جمالًا من بني البشر رآه البشر على الصليب بلا شكل ولا جمال؛ كان وجهه منكسًا، ووضعه غير لائق. مع هذا فإن عدم الجمال هذا الذي لمخلصك أفاض ثمنًا لجمالك الذي في الداخل، فإن مجد ابنه الملك من داخل (مز 45: 2)(القديس أغسطينوس).

     

    الاعتراض الخامس: هل هناك كلمات مترجمة خطا ك الحزن، واحزاننا، لأجل، يحمل، اثم

    أولا: فانديك حرف عدة الفاظ في اشعياء 53 ليجعلها نبوة تنطبق على المسيح منها الحزن خطأ ولكن الاصح المرض فهو مختبر المرض [الفانديــك][اشعياء 53 3]-[ محتقر ومخذول من الناس رجل اوجاع ومختبر الحزن وكمستر عنه وجوهنا محتقر فلم نعتد به.)

    ثانيا: واحزاننا هي خطأ [الفانديــك][اشعياء 53 4]-[لكن احزاننا حملها واوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصابا مضروبا من الله ومذلولا.] ولكن العبري هي امراضنا، [العربية المشتركة] [اشعياء 53 4] -[ حمل عاهاتنا وتحمل أوجاعنا، حسبناه مصابا مضروبا من الله ومنكوبا ]، بل متى اقتبس معنى امراض بتعبير اسقامنا، [الفانديــك][متى 8 17]-[لكي يتم ما قيل باشعياء النبي القائل هو اخذ اسقامنا وحمل امراضنا]، هذا له تأثيره لان يغير معنى الكلام تماما فيسوع لم يكن رجل يعاني من المرض ولكن هنا يتكلم عن أحد سيظل طول عمره عيان من تعبير مختبر الحزن هو مختبر المرض طول عمره

    ثالثا: [الفانديــك][اشعياء 53 5]-[ وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا.] لأجل التي ذكرت مرتين هي في العبري ميم وتعني من وليس لأجل وهذا يؤثر على المعنى فهو مجروح من معاصيهم أي يجرحوه بأفعالهم العاصية

    رابعا: آثامهم [الفانديــك][اشعياء 53 11]-[ من تعب نفسه يرى ويشبع وعبدي البار بمعرفته يبرر كثيرين وآثامهم هو يحملها، اللفظ في العبري هي افون وهي ظلم وليس آثام او خطايا

    خامسا: يحملها هو يحتمل مش يحمل واليسوعية قالت هذا [اليسوعيـة][اشعياء 53 11]-[ بسبب عناء نفسه يرى النور ويشبع بعلمه يبرر عبدي البار الكثيرين وهو يحتمل آثامهم. ] وبهذا ينكشف للمسيحيين المخدوعين انها ليست نبوة ولا تنطبق على يسوع

    الرد: أولا كلمة عباره مختبر الحزن: كلمه الحزن في عباره مختبر الحزن وحمل احزاننا هي חֳלִי [H2483] [18](choliy/khol-ee’) from 2470; malady , anxiety, calamity:–disease, grief, (is) sick(-ness).see H2470مرض، حزن

     فنلاحظ انه الكلمة لها أكثر من معنى مثل حزن ومرض، تفسير موسى ابن نحمان [19]

     known to sickness, because a man who is sick is continually distressed with pain. is here used of the distress produced by excessive love, as in I Samuel 22:8, II Samuel 13:2; or it may mean, perhaps, that he will really, as sometimes the case with men, be made sick by his distress.

    معروف بالمرض، لأن الإنسان المريض يتألم باستمرار. ويستخدم هنا للضيق الناتج عن الحب المفرط، كما في 1 صموئيل 22: 8، 2 صموئيل 13: 2؛ أو ربما يعني ذلك أنه سيمرض حقًا، كما هو الحال أحيانًا مع الرجال، سيمرض من خلال محنته

    و هنا موسى بن نحمان يقول انه النص هو معروف بالمرض ولكنه يشرح معناه ويقول انه الكلمة هي المرض ولكنها تعنى الحزن فالإنسان الذي يصاب بمرض يكون عنده حزن شديد، ما يعنينا انه قال انه تدل على الحزن، وللعلم تلك الكلمة العبرية التي تعنى المرض تشمل معانى كثيره منها المرض العضوي والحزن والجراح، فهؤلاء كلهم يطلق عليهم الكتاب المقدس مرضا، وقد استخدم امثله من الكتاب المقدس وأولها شاول عندما عاتب اهل سبطه على عدم اخبارهم له انه ابنه يوناثان يساعد داود ” وَلَيْسَ مَنْ يُخْبِرُنِي بِعَهْدِ ابْنِي مَعَ ابْنِ يسي، وَلَيْسَ مِنْكُمْ مَنْ يَحْزَنُ عَلَيَّ أَوْ يُخْبِرُنِي بِأَنَّ ابْنِي قَدْ أَقَامَ عَبْدِي عَلَيَّ كَمِينًا كَهذَا الْيَوْمِ؟»” وفعل يحزن هو فعل חֹלֶ֥ה خلاه أي يمرض وكلمه חֹ֑לִי خولى أي مرض وهي المستخدمة في اشعياء 53 ومشتقه من ذلك الفعل، ومع انه استخدم فعل عبرى חֹלֶ֥ה الذي يعنى يمرض في صموئيل، الا انه النص لا يعطى أي معنى الا الحزن فقط، فالكلمة العبرية التي تعنى مرض تحمل معانى كثيره بداخلها، فالحزن والمرض العضوي والجراح كلهم يقال عليهم مرض في العبري ويستخدم معهم كلمه חֹ֑לִי التي تعنى مرض، وأيضا نرى في 2 صمو 13: 2 “وَأُحْصِرَ أَمْنُونُ لِلسُّقْمِ مِنْ أَجْلِ ثَامَارَ أُخْتِهِ لأَنَّهَا كَانَتْ عَذْرَاءَ” وكلمه للسقم هنا هي نفس الفعل العبري חֹלֶ֥ה خلاه، ويؤكد موسى ابن نحمان بانه امنون لم يصب باي مرض عضوي بل كان فقط مصاب بحزن واكتئاب، ودليل على صدق ما قاله موسى بن نحمان هو انه امنون تظاهر بالمرض لكي يستدرج اخته ثامار، لنرى تفسير ابن عزرا[20] مع انه يقول انها عن شعب إسرائيل لكن لنرى معنى مختبر المرض عنده

    איש מכאבות A man of sorrows. The servant of the Lord, or the whole nation of the Israelites; in the latter case איש is to be compared with the same word in the phrase יי איש מלחמה (Exod. 15:3), and to be explained a being; it is in the construct state. Sorrows, grief. The troubles which Israel has to suffer during the exile are meant.

    איש מכאבות رجل الاوجاع خادم الرب او كل امه الإسرائيليين، في الحالة الأخيرة איש (رجل) ليتم مقارنتها بنفس الكلمة في عبارة יי איש מלחמה (رجل حرب) (خر 15: 3) وأن يتم تفسيره كائنا؛ إنه في حالة البناء. أوجاع، حزن: والمقصود هنا هو المشاكل التي كان على إسرائيل أن تعاني

     منها أثناء المنفى. وبذلك هو يؤكد انه المعنى هو حزن، ولنرى تفسير رابي راداك [21]איש מכאובות וידוע חולי. המכאובות והחולי הוא צער הגלות, ופירוש ידוע, כי ידוע ורגיל היה לעבור עליו עול הגלות

    رجل يتألم ومعروف أنه مريض. والألم والمرض هو حزن المنفى، والمعنى معروف، لأنه كان معروفاً وعادياً أنه كان مثقلاً بأعباء المنفى:

    وقد تكلم الانجيل عن يسوع انه بكى على اورشليم حيث قال “وَفِيمَا هُوَ يَقْتَرِبُ نَظَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَبَكَى عَلَيْهَا قَائِلًا «إِنَّكِ لَوْ عَلِمْتِ أَنْتِ أَيْضًا، حَتَّى فِي يَوْمِكِ هذَا، مَا هُوَ لِسَلاَمِكِ! وَلكِنِ الآنَ قَدْ أُخْفِيَ عَنْ عَيْنَيْكِ. فَإِنَّهُ سَتَأْتِي أَيَّامٌ وَيُحِيطُ بِكِ أَعْدَاؤُكِ بِمِتْرَسَةٍ، وَيُحْدِقُونَ بِكِ وَيُحَاصِرُونَكِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ، وَيَهْدِمُونَكِ وَبَنِيكِ فِيكِ، وَلاَ يَتْرُكُونَ فِيكِ حَجَرًا عَلَى حَجَر، لأَنَّكِ لَمْ تَعْرِفِي زَمَانَ افْتِقَادِكِ” لو 19: 41-44

     ويعلق القمص انطونيوس فكرى[22] على تلك العبارة ” مختبر الحزن = كانت ملحوظة أحد نبلاء الرومان عن المسيح وقد أرسلها لمجلس الشيوخ الروماني أن المسيح لا يضحك، بل قيل في الكتاب المقدس عن المسيح أنه بكى ولكن لم يقال ولا مرة أنه ضحك

    ثانيا: كلمه احزاننا: يقول المعترض انه الكلمة الصحيحة هي امراضنا لأنه القديس متى قال «هُوَ أَخَذَ أَسْقَامَنَا وَحَمَلَ أَمْرَاضَنَا».” (مت 8: 17)، إذا هي امراضنا، ولنرى ترجمة النص السبعينية.

    This man carries our sins, and is pained for us

    هذا الرجل حمل خطايانا وتألم لأجلنا، فالأمراض هنا هي خطايانا، فالخطايا مرض روحي، وقد اقتبس ذلك النص القديس بطرس الرسول (الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة، لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر. الذي بجلدته شفيتم) (1بط 2: 24)، وهنا القديس بطرس يقتبس نفس نص اشعياء 53 ويقول حمل خطايانا يقول الذي بجلدته شفيتم والتي تطابق وبحبره شفينا، وبذلك هو يؤكد المعنى الموجود في السبعينية أي انه الامراض التي حملها المسيح هي خطايانا أي امراضنا الروحية، وللعلم ان الكتاب المقدس نفسه يقول انه الخطية مرض روحي، (غلظ قلب هذا الشعب وثقل اذنيه واطمس عينيه لئلا يبصر بعينيه ويسمع بأذنيه ويفهم بقلبه ويرجع فيشفى.)(اش6: 10)، وما هو الشفاء هنا الا الغفران من الخطايا، ويؤكد ذلك التلمود[23] في تعليقه نص اش 6: 10

    But isn’t it written: “Repent, and be healed” (Isaiah 6:10), which suggests that repentance should be followed by healing? The Gemara answers: That verse is referring not to the literal healing from illness, but rather to the figurative healing of forgiveness, and therefore this verse too supports the sequence of forgiveness following repentance.

    ولكن أليس مكتوبًا: “توبوا فاشفوا” (إشعياء 6: 10)، مما يشير إلى أن التوبة يجب أن يتبعها شفاء؟ تجيب الجمارا: هذه الآية لا تشير إلى الشفاء الحرفي من المرض، بل إلى الشفاء المجازي بالاستغفار، وبالتالي فإن هذه الآية أيضًا تدعم تسلسل المغفرة بعد التوبة. وللعلم فعل اشفيهم هنا بالعبري هو רָ֥פָא الموجود في اشعياء 6: 10(וָשָׁ֖ב וְרָ֥פָא לֽוֹ:) [24]هو نفسه الموجود في اشعياء 53: 4(וּבַֽחֲבֻֽרָת֖וֹ נִרְפָּא־לָֽנוּ:)[25]، وهذا يؤكد ان الخطية مرض روحي وتحتاج إلى شفاء أي إلى مغفره، يقول المدراش [26]

    The Holy One brought forth the soul of the Messiah, and said to him. Art thou willing to be created and to redeem my sons after 6000 years? He replied, I am. God replied, If so, thou must take upon thyself chastisements in order to wipe away their iniquity, as it is written, ‘ Surely our sicknesses he hath carried.’ The Messiah answered, I will take them upon me gladly.

    أخرج القدوس روح المسيح وقال له. هل تريد أن تخلق وتفتدي أبنائي بعد 6000 سنة؟ فأجاب أنا هو

    فأجاب الله: إذا كان الأمر كذلك، فيجب عليك أن تأخذ على عاتقك تأديبات حتى تمحو إثمهم، كما هو مكتوب: “لقد حمل أمراضنا”. أجاب المسيح: أنا أقبلها بكل سرور. يعلق الزوهار [27]على ذلك

    At the time when the Holy One desires to atone for the sins of the world, like a physician who to save the other limbs, bleeds the arm, he smites their arm and heals their whole person: as it is written, ‘ He was wounded for our iniquities,’ etc.

    في الوقت الذي يريد فيه القدوس أن يكفر عن خطايا العالم، مثل الطبيب الذي يخلص الأعضاء الأخرى وينزف ذراعه، يضرب ذراعهم فيشفي جسدهم كله: كما هو مكتوب: “إنه مجروح من أجل آثامنا” الخ. وايضا مجموعه روبين هي مجموعة من المدراشيم من القرن السابع عشر للحاخام روبن هوشكي

    Who is it that carried our sicknesses and bare our pains? Man himself, who first brought death into the world. Now learn what is secret from that which is revealed: Because he carried our sicknesses — for man himself by the rotation [of souls v] is Adam, David, and the Messiah — therefore he suffered in order to atone for the sin of our first parent who brought death into the world.

    من الذي حمل أمراضنا وحمل أوجاعنا؟ الإنسان نفسه هو أول من أدخل الموت إلى العالم. تعلم الآن ما هو السر في المكشوف: لأنه حمل أمراضنا – لأن الإنسان نفسه بالتناوب [النفوس] هو آدم وداود والمسيح – لذلك تألم لكي يكفر عن خطيئة أبونا الأول الذي أدخل الموت إلى العالم.

    فهو بذلك يقول انه المسيح حمل خطيه ادم التي بسببها دخل الموت إلى العالم كله، وهذا يشبه لحد ما ما قاله القديس بولس الرسول “مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.” (رو 5: 12)، ولكن قد يأتي سؤال ما دام الامراض المقصودة هنا هي الخطايا، فلماذا إذا القديس متى ذكرها مع معجزات شفاء المسيح لأمراض الجسدية (ولما صار المساء قدموا اليه مجانين كثيرين فاخرج الارواح بكلمة وجميع المرضى شفاهم لكي يتم ما قيل بأشعياء النبي: «هو اخذ اسقامنا وحمل امراضنا) (مت 8: 16-17)، الإجابة بمنتهى البساطة، متى اقتبسها في شفاء الامراض الجسدية، وبطرس اقتبسها في الشفاء من الخطايا فهل يكون بذلك متى وبطرس متناقضان؟ الإجابة لا، فمتى ذكرها مع الامراض الجسدية لان الامراض الجسدية التي شفاها المسيح هي أحد نواتج الخطية (المرض الروحي)، فشفاء المسيح لأمراض الجسدية التي هي أحد نواتج الخطية هو بداية تحقيق النبوءة بشكل جزئي، فعندما يذكرها متى مع الامراض الجسدية يؤكد انها بدأت تتحقق بشكل جزئي، ولكن النبوءة تحققت بشكل كامل عندما صلب المسيح وشفانا من خطايانا (أي امراضنا الروحية)، يقول متى هنري[28] تعليقا على نص القديس متى (كيف تمت بذلك الكتب ع 17. كان اتمام نبوات العهد القديم الغاية العظمى التي وضعها المسيح نصب عينيه، والبينة العظمى انه هو المسيا. كان هذا ضمن ما كتب عند “لكن احزاننا حملها وأوجاعنا تحملها”(اش 53: 4).

    إلى هذا يشير بطرس 1بط2: 24، ولكنه يفسرها تفسيرا معينا ” الذي حمل هو نفسه خطايانا”. وهنا يشير اليها متى البشير، ولكنه يتجه اتجاها اخر في تفسيرها ” هو اخذ اسقامنا وحمل امراضنا”. فخطايانا تسبب اسقامنا واحزاننا. والمسيح حمل الخطية ورفعها عنا باستحقاقات موته، ورفع الامراض بمعجزات حياته، ومع ان تلك المعجزات التي كان يعملها اذ كان على الارض قد بطلت الا اننا نستطيع ان نقول انه حمل امراضنا وقتذاك حينما” حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة “، لان الخطية هي سبب المرض، وهي في نفس الوقت شوكته.)

    ثالثا كلمه لأجل: ما قاله المعترض صحيح نسبيه فالكلمة العبرية المستخدمة في هذا العدد هيמִן وعندما تضاف لأي كلمه يتم حذف الحرف الثاني، ودعونا نراها في اشعياء 53 (וְהוּא֙ מְחֹלָ֣ל מִפְּשָׁעֵ֔נוּ מְדֻכָּ֖א מֵֽעֲוֹֽנוֹתֵ֑ינוּ מוּסַ֚ר שְׁלוֹמֵ֙נוּ֙ עָלָ֔יו וּבַֽחֲבֻֽרָת֖וֹ נִרְפָּא־לָֽנוּ) [29]و بالفعل هناك مواضع كثيره ذكرت بمعنى من، لكنها ذكرت في مواضع أخرى بمعاني أخرى مثل لأجل مثال راعوث 1: 13 “هَلْ تَصْبِرَانِ لَهُمْ حَتَّى يَكْبُرُوا؟ هَلْ تَنْحَجِزَانِ مِنْ أَجْلِهِمْ عَنْ أَنْ تَكُونَا لِرَجُل؟ لاَ يَا بِنْتَيَّ. فَإِنِّي مَغْمُومَةٌ جِدًّا مِنْ أَجْلِكُمَا لأَنَّ يَدَ الرَّبِّ قَدْ خَرَجَتْ عَلَيَّ».” (را 1: 13) لنرى النص العبري

    הֲלָהֵ֣ן | תְּשַׂבֵּ֗רְנָה עַ֚ד אֲשֶׁ֣ר יִגְדָּ֔לוּ הֲלָהֵן֙ תֵּֽעָגֵ֔נָה לְבִלְתִּ֖י הֱי֣וֹת לְאִ֑ישׁ אַ֣ל בְּנֹתַ֗י כִּֽי־מַר־לִ֤י מְאֹד֙ מִכֶּ֔ם כִּי־יָֽצְאָ֥ה בִ֖י יַד־יְהֹוָֽה[30]، وكما قيل عن ايشبوشث “وَلَمْ يَقْدِرْ بَعْدُ أَنْ يُجَاوِبَ أَبْنَيْرَ بِكَلِمَةٍ لأجل خَوْفِهِ مِنْهُ.” (2 صم 3: 11)، وبالعبري(וְלֹֽא־יָכֹ֣ל ע֔וֹד לְהָשִׁ֥יב אֶת־אַבְנֵ֖ר דָּבָ֑ר מִיִּרְאָת֖וֹ אֹתֽוֹ) [31]أيضا ” مِنْ أَجْلِ خَطَايَا أَنْبِيَائِهَا، وَآثَامِ كَهَنَتِهَا السَّافِكِينَ فِي وَسَطِهَا دَمَ الصِّدِّيقِينَ(مراثي 4: 13) لنرى النص العبري: (מֵֽחַטֹּ֣את נְבִיאֶ֔יהָ עֲו‍ֹנֹ֖ת כֹּֽהֲנֶ֑יהָ הַשֹּֽׁפְכִ֥ים בְּקִרְבָּ֖הּ דַּ֥ם צַדִּיקִֽים)[32]، وأيضا في هوشع 11:6 (يَثُورُ السَّيْفُ فِي مُدُنِهِمْ وَيُتْلِفُ عِصِيَّهَا، وَيَأْكُلُهُمْ مِنْ أَجْلِ آرَائِهِمْ) وبالعبري (וְחָלָ֥ה חֶ֙רֶב֙ בְּעָרָ֔יו וְכִלְּתָ֥ה בַדָּ֖יו וְאָכָ֑לָה מִֽמֹּֽעֲצֽוֹתֵיהֶֽם) [33]و أيضا جاء عن ادوم في عوبديا 1: 11 (مِنْ أَجْلِ ظُلْمِكَ لأَخِيكَ يَعْقُوبَ، يَغْشَاكَ الْخِزْيُ وَتَنْقَرِضُ إِلَى الأَبَدِ.) (מֵֽחֲמַ֛ס אָחִ֥יךָ יַֽעֲקֹ֖ב תְּכַסְּךָ֣ בוּשָׁ֑ה וְנִכְרַ֖תָּ לְעוֹלָֽם)[34]، ناحوم1: 4(مِنْ أَجْلِ زِنَى الزَّانِيَةِ الْحَسَنَةِ الْجَمَالِ صَاحِبَةِ السِّحْرِ الْبَائِعَةِ أُمَمًا بِزِنَاهَا، وقَبَائِلَ بِسِحْرِهَا (ناحوم3: 4) (מֵרֹב֙ זְנוּנֵ֣י זוֹנָ֔ה ט֥וֹבַת חֵ֖ן בַּֽעֲלַ֣ת כְּשָׁפִ֑ים הַמֹּכֶ֚רֶת גּוֹיִם֙ בִּזְנוּנֶ֔יהָ וּמִשְׁפָּח֖וֹת בִּכְשָׁפֶֽיהָ) [35]، بعد ان راينا شواهد من الكتاب المقدس لنرى تفاسير يهودية

    Zohar, Numbers, Pinchus 218a: [36] “The children of the world are members one of another. When the Holy One desires to give healing to the world, he smites one just man amongst them,and for his sake heals all the rest. Whence do we learn this? From the saying (Isaiah 53:5), ‘He was wounded for our transgressions, bruised for our iniquities…’”

    “إن أبناء العالم أعضاء بعضهم لبعض. عندما يريد القدوس أن يشفي العالم، يقتل منهم بارًا واحدًا، ومن أجله يشفي الباقين. من أين نحن نعلم هذا؟ ومن القول (إشعياء 53: 5): “كان مجروحا لأجل معاصينا، مسحوقا لأجل معاصينا. ويقول الرابي شمعون بن يوشاى[37]

    “The meaning of the words ‘bruised for our iniquities’[Isaiah 53:5] is, that since the Messiah bears our iniquities, which produce the effect of his being bruised, it follows that whoso will not admit that the Messiah thus suffers for our iniquities, must endure and suffer them for them himself.

     معنى عباره ” مسحوق لأجل آثامنا”[إشعياء 53: 5] هو أنه بما أن المسيح يحمل آثامنا، التي تنتج أثرا وهو سحقه، فإن ذلك يتبع أن كل من لا يعترف بأن المسيح يعاني بهذه الطريقة من اجل آثامنا، يجب أن يتحملها ويعاني منها بنفسه.

    رابعا كلمه آثامهم: كلمه افون עָוֹן العبرية مذكورة في قاموس استرونج [38]برقم 5771

    The KJV translates Strong’s H5771 in the following manner: iniquity (220x), punishment, fault, Iniquities, mischief , sin. الإثم والعقاب والخطية

    وذكرت تلك الكلمة نفسها في عباره الرب وضع عليه اثم جميعنا וַֽיהֹוָה֙ הִפְגִּ֣יעַ בּ֔וֹ אֵ֖ת עֲו‍ֹ֥ן כֻּלָּֽנו[39]ּ

    و ذكرت في الكتاب المقدس مرارا بمعنى الاثم والذنب مثلا: وَفِي الْجِيلِ الرَّابعِ يَرْجِعُونَ إِلَى ههُنَا، لأَنَّ ذَنْبَ الأَمُورِيِّينَ لَيْسَ إِلَى الآنَ كَامِلًا».(تك 15: 16) וְד֥וֹר רְבִיעִ֖י יָשׁ֣וּבוּ הֵ֑נָּה כִּ֧י לֹֽא־שָׁלֵ֛ם עֲוֹ֥ן הָֽאֱמֹרִ֖י עַד־הֵֽנָּה [40]، وأيضا “وَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ كَانَ الْمَلاَكَانِ يُعَجِّلاَنِ لُوطًا قَائِلَيْنِ: «قُمْ خُذِ امْرَأَتَكَ وَابْنَتَيْكَ الْمَوْجُودَتَيْنِ لِئَلاَّ تَهْلِكَ بِإِثْمِ الْمَدِينَةِ».” (تك 19: 15) וּכְמוֹ֙ הַשַּׁ֣חַר עָלָ֔ה וַיָּאִ֥יצוּ הַמַּלְאָכִ֖ים בְּל֣וֹט לֵאמֹ֑ר קוּם֩ קַ֨ח אֶת־אִשְׁתְּךָ֜ וְאֶת־שְׁתֵּ֤י בְנֹתֶ֨יךָ֙ הַנִּמְצָאֹ֔ת פֶּן־תִּסָּפֶ֖ה בַּֽעֲוֹ֥ן הָעִֽיר، ايضا ” أَقَلِيلٌ لَنَا إِثْمُ فَغُورَ الَّذِي لَمْ نَتَطَهَّرْ مِنْهُ إِلَى هذَا الْيَوْمِ، وَكَانَ الْوَبَأُ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ [41]:.

     (يش 22: 17)، وبالعبري (הַמְעַט־לָ֙נוּ֙ אֶת־עֲוֹ֣ן פְּע֔וֹר אֲשֶׁ֚ר לֹֽא־הִטַּהַ֙רְנוּ֙ מִמֶּ֔נּוּ עַ֖ד הַיּ֣וֹם הַזֶּ֑ה וַיְהִ֥י הַנֶּ֖גֶף בַּֽעֲדַ֥ת יְהֹוָֽה) [42]، “فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ التَّقُوعِيَّةُ لِلْمَلِكِ: «عَلَيَّ الإِثْمُ يَا سَيِّدِي الْمَلِكَ وَعَلَى بَيْتِ أَبِي، وَالْمَلِكُ وَكُرْسِيُّهُ نَقِيَّانِ».” (2 صم 14: 9)، والعبري ” וַתֹּ֜אמֶר הָאִשָּׁ֚ה הַתְּקוֹעִית֙ אֶל־הַמֶּ֔לֶךְ עָלַ֞י אֲדֹנִ֥י הַמֶּ֛לֶךְ הֶעָוֹ֖ן וְעַל־בֵּ֣ית אָבִ֑י וְהַמֶּ֥לֶךְ וְכִסְא֖וֹ נָקִֽי[43]” وحرف הֶ هنا للتعريف،

     וָֽאֱהִ֣י תָמִ֣ים עִמּ֑וֹ וָ֜אֶשְׁתַּמֵּ֗ר מֵֽעֲו‍ֹנִֽי[44]، “وَأَكُونُ كَامِلًا مَعَهُ وَأَتَحَفَّظُ مِنْ إِثْمِي.” (مز 18: 23).

    اغسلني كثيرا من إثمي، ومن خطيتي طهرني(مز51: 2) הֶֽרֶב (כתיב הֶרֶבה) כַּבְּסֵ֣נִי מֵֽעֲו‍ֹנִ֑י וּמֵ֖חַטָּאתִ֣י טַֽהֲרֵֽנִי [45]، “أَمَّا هُوَ فَرَؤُوفٌ، يَغْفِرُ الإِثْمَ وَلاَ يُهْلِكُ. وَكَثِيرًا مَا رَدَّ غَضَبَهُ، وَلَمْ يُشْعِلْ كُلَّ سَخَطِهِ.” (مز 78: 38). וְה֚וּא רַח֨וּם | יְכַפֵּ֥ר עָו‍ֹ֘ן וְלֹ֪א יַ֫שְׁחִ֥ית וְהִרְבָּ֣ה לְהָשִׁ֣יב אַפּ֑וֹ וְלֹ֥א יָ֜עִיר כָּל־חֲמָתֽו[46]ֹ

    خامسا كلمه يحمل: بالعبري هي סָבַל سابال، وقد جاءت في نفس الاصحاح في عدد 4 بمعنى تحمل في عباره تحمل اوجاعنا، ونراها معانيها في قامس استرونج[47] برقم 5445

    The KJV translates Strong’s H5445 in the following manner: carry (4x), bear (3x), labor (1x), burden (1x). أي يحمل ويتحمل

    فهي لم تأتى ابدا بمعنى يحتمل بل جاءت بمعنى يحمل ويتحمل، فقد ذكرت في آيات من الكتاب المقدس بمعنى يحمل مثلا “وَإِلَى الشَّيْخُوخَةِ أَنَا هُوَ، وَإِلَى الشَّيْبَةِ أَنَا أَحْمِلُ. قَدْ فَعَلْتُ، وَأَنَا أَرْفَعُ، وَأَنَا أَحْمِلُ وَأُنَجِّي.” (أش 46: 4) والعبري וְעַד־זִקְנָה֙ אֲנִ֣י ה֔וּא וְעַד־שֵׂיבָ֖ה אֲנִ֣י אֶסְבֹּ֑ל אֲנִ֚י עָשִׂ֙יתִי֙ וַֽאֲנִ֣י אֶשָּׂ֔א וַֽאֲנִ֥י אֶסְבֹּ֖ל וַֽאֲמַלֵּֽט والعدد 7 من ذلك اشعياء 46 يقول: “يَرْفَعُونَهُ عَلَى الْكَتِفِ. يَحْمِلُونَهُ وَيَضَعُونَهُ فِي مَكَانِهِ لِيَقِفَ والعبري יִ֠שָּׂאֻהוּ עַל־כָּתֵ֨ף יִסְבְּלֻ֜הוּ וְיַנִּיחֻ֚הוּ תַחְתָּיו֙ וְיַֽעֲמֹ֔ד، وجاءت في أشعياء 53 نفسه بمعنى تحمل وليس احتمل في عباره تحمل اوجاعنا וּמַכְאֹבֵ֖ינוּ סְבָלָ֑ם، وأحيانا الكلمة تأتى بمعنى يحمل ولكن يكون المقصود منها التحمل وليس الاحتمال، مثال على ذلك مراثي ارميا “آبَاؤُنَا أَخْطَأُوا وَلَيْسُوا بِمَوْجُودِينَ، وَنَحْنُ نَحْمِلُ آثَامَهُمْ.” (مرا 5: 7) אֲבֹתֵ֤ינוּ חָֽטְאוּ֙ וְאֵינָ֔ם (כתיב אֵינָ֔ם) וַאֲנַ֖חְנוּ (כתיב אֲנַ֖חְנוּ) עֲו‍ֹנֹֽתֵיהֶ֥ם סָבָֽלְנוּ:، أي نتحمل وليس نحتمل، وحتى لا يقول قائل انه ما جاء في أشعياء 53 أي آثامهم يحملها مطابق لما جاء في مراثي ارميا، أقول له انه لا يوجد ادنى تطابق في المعنى أصلا، فما جاء في اشعياء 53 هو ” وَعَبْدِي الْبَارُّ بِمَعْرِفَتِهِ يُبَرِّرُ كَثِيرِينَ، وَآثَامُهُمْ هُوَ يَحْمِلُهَا.” (أش 53: 11) لو لاحظ المعترض انه ذلك العبد تحمل آثامهم أي اوفى العدل الإلهي عنهم، وهم عندما عرفوه تم تبريرهم أي عندما امنوا به تم تبريرهم، ولكن ما جاء في مراثي ارميا هل عندما تحمل الأبناء ذنب الإباء هل تم تبرير الإباء الذين هم ماتوا وليس موجودين، هل هذا موجود في نص مراثي ارميا أي معنى لتبرير الاباء.

     

    الاعتراض السادس: هل حرف لوقا نص كشاة تساق للذبح؟

    يقول المعترض: إن لوقا في سفر اعمال الرسل 8 غير لفظ نعجة إلى لفظ خروف ليجمل صورة النبوءة التي في اشعياء 53 “ظلم فتذلل ولم يفتح فاه كشاه تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة امام جازيها فلم يفتح فاه”، فلوقا بذلك حرف النص، وايضا هي انطباق لما جاء في ارميا 51: 40″ أنزلهم كخراف للذبح، وككباش مع اعتدة” فبذلك هي نبوءة عن شعب إسرائيل

    الرد: لا يوجد أي تحريف فأي نص، فالنص في العبري كما قال المعترض هو كلمة نعجة هي بالعبري רָחֵל راخيل في قاموس استرونج[48]

    H7353Part of Speech: feminine nounרָחֵל Rachel, raw-kale’; from an unused root meaning to journey; a ewe [the females being the predominant element of a flock] (as a good traveler):—ewe, sheep

    فمن معانيها نعجة، والذي ذكر في اعمال الرسل 8: 32″كشاه تساق إلى الذبح، وكخروف صامت أمام جازية” وكلمة خروف في هذا الاصحاح هي [49] وتنطق امنوس

    Part of Speech: masculine Noun اسم مذكر ἀμνός amnós, am-nos’; apparently a primary word; a lamb:—lamb. يعنى خروف

    لكن لا يعلم المعترض انه اليهود ترجموا العهد القديم العبري إلى الترجمة السبعينية، وهي ترجمة يونانية تفسيرية للعهد القديم وقد اقتبس منها القديس لوقا البشير في أعمال الرسل الذي كتبه باللغة اليونانية، وكانت السبعينية كانت منتشرة في العالم كله ولابد انه الخصى الحبشي كان يقرا منها، لنرى النص اليوناني في السبعينية

    καὶ αὐτὸς διὰ τὸ κεκακῶσθαι οὐκ ἀνοίγει τὸ στόμα ὡς πρόβατον ἐπὶ σφαγὴν ἤχθη καὶ ὡς ἀμνὸς ἐναντίον τοῦ κείροντος αὐτὸν ἄφωνος οὕτως οὐκ ἀνοίγει τὸ στόμα αὐτοῦ[50]

    ونرى اعمال الرسل

    [51]

    اما بالنسبة لما جاء ذكره المعترض في ارميا 51: 40 فهل قرا المعترض ما يقوله ارميا عن نفسه في ارميا 11: 19″ وانا كخروف داجن يساق إلى الذبح” فهل نقول انه اشعياء 53 هذه نبوءة عن ارميا، فالتشابه في بعض المقاطع في الكتاب المقدس، ليس دليلا على انها تتكلم كلها عن نفس الشيء، ولكن لنرى تزوير المعترض لاقتباس ارميا 51 فهو قال انه عن شعب إسرائيل، ولم يضع تشكيل الآيات، السؤال لماذا لم يضع التشكيل لآيات، لان الحقيقة انه العدد يتكلم عن دينونة بابل ارميا 51: 34- 40 «أَكَلَنِي أَفْنَانِي نَبُوخَذْ نَاصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ. جَعَلَنِي إِنَاءً فَارِغًا. ابْتَلَعَنِي كَتِنِّينٍ، وَمَلأَ جَوْفَهُ مِنْ نِعَمِي. طوحني، ظُلْمِي وَلَحْمِي عَلَى بَابِلَ» تَقُولُ سَاكِنَةُ صِهْيَوْنَ. «وَدَمِي عَلَى سُكَّانِ أَرْضِ الْكَلْدَانِيِّينَ» تَقُولُ أُورُشَلِيمُ، لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «هأَنَذَا أُخَاصِمُ خُصُومَتَكِ، وَأَنْتَقِمُ نَقْمَتَكِ، وَأُنَشِّفُ بَحْرَهَا، وَأُجَفِّفُ يَنْبُوعَهَا، وَتَكُونُ بَابِلُ كُوَمًا، وَمَأْوَى بَنَاتِ آوَى، وَدَهَشًا وَصَفِيرًا بِلاَ سَاكِن، يُزَمْجِرُونَ مَعًا كَأَشْبَال. يَزْأَرُونَ كَجِرَاءِ أُسُودٍ عند حَرَارَتِهِمْ أُعِدُّ لَهُمْ شَرَابًا وَأُسْكِرُهُمْ، لِكَيْ يَفْرَحُوا وَيَنَامُوا نَوْمًا أَبَدِيًّا، وَلاَ يَسْتَيْقِظُوا، يَقُولُ الرَّبُّ، أُنَزِّلُهُمْ كَخِرَافٍ لِلذَّبْحِ وَكَكِبَاشٍ مَعَ أَعْتِدَةٍ ” فالنص هنا يقوله الرب نفسه ويتحدث عن بابل وليس يتكلم بصوره غائبة عن ملك بابل وسبيه لليهود ونقتبس النص من شابات

    I will lower them like lambs to the slaughter, like rams with he-goats.[52]

    أشعياء 53: اعتراضات وشبهات وهمية - اعداد: توماس رفعت أسعد
    أشعياء 53: اعتراضات وشبهات وهمية – اعداد: توماس رفعت أسعد

    الاعتراض السابع: هل عباره ظلم فلم يفتح فاه لم تنطبق على المسيح؟

    يقول المعترض: ان هذا النص لا ينطبق ايضا عن المسيح، فالمسيح لم يصمت كما يقول النص بل

    تكلم بحسب الانجيل فإن المسيح كان يصيح بأعلى صوته وهو على الصليب إلهي إلهى لماذا تركتني!! متى 27: 46 وكان قبل ذلك يصلي لله قائلاً: ((إن أمكن يا ابي فلتعبر عني هذه الكأس.)) متى 26: 39، ان الادعاء بأن المسيح كان صامتاً لم يفتح فاه عندما واجه المحاكمة والتعذيب ادعاء مردود بقراءة الآتي من نصوص الأناجيل. لقد سأل بيلاطس يسوع: ((أنت ملك اليهود. أجابه يسوع.. مملكتي ليست من هذا العالم. يوحنا 18: 33 وعند مثوله أمّام رئيس الكهنة تكلم مع الحارس الذي ضربه إن كنت قد تكلمت ردياً فاشهد على الردى وإن حسنا فلماذا تضربني؟ يوحنا 18: 23 وبالتالي فالنص لا ينطبق على يسوع.

    الرد: المعترض هنا يحاول إخفاء المواقف التي لها علاقة مباشرة بالنبوءة، ويذكر أمور اخرى ليس

    لها أي علاقة، وسأقتبس رد المدافع العظيم جون جليك راست [53]الذي رد على احمد ديدات عندما قال هذا الاعتراض واستخدم نفس هذه الاعداد كأدلة له:

     وواضح من النبوة أنها لا تعني أن المسيح لن يقول شيئاً عند القبض عليه، بل بالأحرى أنه لن يحاول الدفاع عن نفسه أمام من يتهمونه. ويستند ديدات في جدله على تصريحات معينة أدلى بها المسيح، ويحاول أن يستخرج منها دفاع المسيح عن نفسه ضد من اتهموه،

    وجدير بنا أن نشير أنه ولا واحدة من هذه التصريحات صدرت عن المسيح أثناء محاكمته العلنية أمام السنهدريم (المحكمة العليا اليهودية) في منزل قيافا رئيس الكهنة، أو أمام بيلاطس البنطي الحاكم الروماني. فالتصريح الأول قاله المسيح لبيلاطس أثناء محادثة خاصة في منزل الحاكم الروماني، والثاني أثناء مثوله أمام حنان حمي قيافا (وليس ذلك أمام السنهدريم) أثناء محاكمته كما يدّعي ديدات (ص 28). فالمحاكمة بدأت بعد ذلك في منزل قيافا كما يذكر الإنجيل بوضوح (يوحنا 24:18 ومتى 57:26) والعبارة الثالثة قالها يسوع في بستان جثسيماني قبل القبض عليه. فالدليل الذي يقدمه ديدات ليس له صلة إطلاقاً بالنقطة التي يثيرها، وهو بذلك لا يثبت شيئاً بالمرة. والذي يعنينا هو ما إذا كان المسيح قد دافع عن نفسه أمام السنهدريم في منزل قيافا أو أثناء المحاكمة العلنية أمام بيلاطس. وليس من قبيل المفاجأة أن نجد ديدات يتجاهل ما ذكرته الأناجيل عن هاتين المحاكمتين الرسميتين. فبعد أن سمع قيافا الأدلة المقدمة ضد المسيح أمام السنهدريم، طلب منه أن يجاوب على من يتهمونه. ” فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ: «أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ مَاذَا يَشْهَدُ بِهِ هَذَانِ عَلَيْكَ؟» وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ سَاكِتاً. ” (متى 63، 62:26)

    وبدلاً من أن يدافع عن نفسه شهد للتو- رداً على السؤال التالي- بأنه حقاً ابن الله، وهو شهادة دعت السنهدريم أن يحكم عليه بالموت. ” وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ سَاكِتاً “. وبالمثل أيضاً نقرأ أنه حينما وجه إليه بيلاطس نفس السؤال، لم يفتح المسيح فمه ليقول أي شيء دفاعاً عن نفسه: ” وَبَيْنَمَا كَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ لَمْ يُجِبْ بِشَيْءٍ. فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «أَمَا تَسْمَعُ كَمْ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ؟». فَلَمْ يُجِبْهُ وَلاَ عَنْ كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ حَتَّى تَعَجَّبَ الْوَالِي جِدّاً. ” (متى 12:27-14)، ولقد حدث نفس الشيء عندما ظهر المسيح أمام هيرودس ملك اليهود، قبل إعادته إلى بيلاطس: ” وَأَمَّا هِيرُودُسُ فَلَمَّا رأي يَسُوعَ فَرِحَ جِدّاً لأنه كَانَ يُرِيدُ مِنْ زَمَانٍ طَوِيلٍ أَنْ يَرَاهُ لِسَمَاعِهِ عَنْهُ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً وَتَرَجَّى أَنْ يَرَاهُ يَصْنَعُ آيَةً. وَسَأَلَهُ بِكَلاَمٍ كَثِيرٍ فَلَمْ يُجِبْهُ بِشَيْءٍ. وَوَقَفَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ باشتداد (لوقا: 23: 8-10) مرة أخرى حين أتُهم يسوع لم يجب بشيء. وفي كل مناسبة حينما كان يُحاكم أمام السنهدريم أو هيرودس أو بيلاطس لم يقل أي شيء إطلاقاً دفاعاً عن نفسه، وهكذا تحققت نبوءة إشعياء النبي بأنه لن يدافع عن نفسه عند محاكمته، ولن يفتح فمه ليتكلم عن نفسه. ولم يصدر أيّ من الأقوال التي استشهد بها ديدات أثناء محاكمة المسيح، وهكذا تنهار تماماً واحدة أخرى من مجادلات ديدات ومغالطاته.

    وللعلم انه مثول المسيح امام حنان لا تعتبر محاكمه أصلا بل هو مجرد محاوله لجمع ادله تدين المسيح، لكي يقدمها بعد ذلك للمحاكمة الفعلية التي سوف تقام، تؤكد ذلك الموسوعة الكنسية [54](السائل هنا هو حنّان، والغرض من السؤال أنه ربما يجد شكاية على المسيح يقدمها إلى قَيَافَا والمجلس من بعده. وكان موضوع السؤال عن تعاليم المسيح للجموع، وعن تعاليمه الخاصة لتلاميذه)

    النبوءة: ظُلِمَ أمّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاه.

    التحقيق: أولا مجمع السنهدريم: وَمَعَ أَنَّهُ جَاءَ شُهُودُ زُورٍ كَثِيرُونَ، لَمْ يَجِدُوا. وَلَكِنْ أَخِيراً تَقَدَّمَ شَاهِدَا زُورٍ وَقَالاَ: «هَذَا قَالَ: إِنِّي أَقْدِرُ أَنْ أَنْقُضَ هَيْكَلَ اللَّهِ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَبْنِيهِ». فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ: «أمّا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ مَاذَا يَشْهَدُ بِهِ هَذَانِ عَلَيْكَ؟» وَأمّا يَسُوعُ فَكَانَ سَاكِتا (متى26: 60)

    ثانيا: محاكمة بيلاطس: فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «أمّا تَسْمَعُ كَمْ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ؟» فَلَمْ يُجِبْهُ وَلاَ عَنْ كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ، حَتَّى تَعَجَّبَ الْوَالِي جِدّا (متى27: 14)

    ثالثا محاكمة هيرودس: وَسَأَلَهُ بِكَلاَمٍ كَثِيرٍ فَلَمْ يُجِبْهُ بِشَيْءٍ. وَوَقَفَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ بِاشْتِدَاد)ٍ (لوقا 23: 9)

    سأورد أيضا رأي اخر وهو تفسير موسى بن نحمان[55] على ذلك النص

    “He was oppressed and he was afflicted [Isaiah 53:7]:for when he first comes, ‘meek and riding upon an ass ,’the oppressors and officers of every city will come to him, and afflict him with revilings and insults , reproaching both him and the God in whose name he appears, like Moses our master, who, when Pharaoh said, I know not the Lord, answered him not, neither said, The God of heaven and earth who will destroy thee quickly, etc., but kept silence. So will the Messiah give no answer, but keep silent, and cease not to entreat for Israel…”

    ظُلم وتذلل (إشعياء 53: 7): لأنه إذا جاء أولاً وديعًا وراكبًا على حمار، يأتي إليه الظالمون والعرفاء من كل مدينة، ويذلونه بالشتائم والمعايرات، فيعيرونه هو والله الذي يظهر باسمه، مثل موسى سيدنا الذي لما قال فرعون لا أعرف الرب لم يجبه ولم يقل إله السماء والأرض سيهلكك سريعا، فلا يجيب المسيح، بل يصمت، ولا يكف عن التوسل إلى إسرائيل…”

    و بالفعل أيضا هذا حصل مع المسيح الذي تعرض للإهانة الشديدة مثال على ذلك “حينئذ بصقوا في وجهه ولكموه واخرون لطموه قائلين :«تنبأ لنا ايها المسيح من ضربك؟ (متى26: 67)

    فاخذ عسكر الوالي يسوع إلى دار الولاية وجمعوا عليه كل الكتيبة، فعروه والبسوه رداء قرمزيا وضفروا اكليلا من شوك ووضعوه على راسه وقصبة في يمينه. وكانوا يجثون قدامه ويستهزئون به قائلين: «السلام يا ملك اليهود »وبصقوا عليه واخذوا القصبة وضربوه على راسه(مت 27: 27-30)

    و نرى هنا بوضوح انه ذلك العدد انطبق كله على المسيح فالنبوءة تحمل شقين أولا عندما ظلم ذلك العبد وتذلل لم يفتح فاه وهذا حدث عندما تعرض المسيح لإهانات والشتائم لم يدعى على احد ، الشق الثاني عندما سيق إلى الذبح لم يفتح فاه والمسيح عندما سيق الصلب لم يدعى على من أرادوا صلبه بل صلى من اجلهم على الصليب “فَقَالَ يَسُوعُ: «يا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ». (لو 23: 34) وبذلك يكون المسيح حقق أيضا اخر عباره من ذلك الاصحاح بانه ” شفع في المذنبين”، فهو لو يدعى على احد واو يطلب هلاك احد بل صلى من اجلهم، ويوضح القديس بطرس بان المسيح عندما كان يتعرض لإساءة لم يكن يرد على تلك الإساءة “الذي اذ شتم لم يكن يشتم عوضا، واذ تألم لم يكن يهدد بل كان يسلم لمن يقضي بعدل.” (1بط2: 23)، فأي شر يتعرض له المسيح كان بل كان يسلم الامر لأبيه، ونطبق بذلك الامر على تعرضه لإهانة لم يدعى على احد بالتأكيد بل سلم الامر لأبيه واطاع حتى الموت موت الصليب.

    ولنرى ترجمة اليهود الحديثة [56]التي أصدرها جمعية النشر اليهودية الجديدة في أمريكا في عام 1985، هي ترجمة يهودية حديثة للنص الماسوري للكتاب العبري إلى الإنجليزية:

    He was maltreated, yet he was submissive, He did not open his mouth; Like a sheep being led to slaughter, Like a ewe, dumb before those who shear her ,He did not open his mouth.

    لقد تعرض للسوء المعاملة، ومع ذلك كان خاضعًا، لم يفتح فمه مثل خروف يُساق إلى الذبح، كالنعجة صامتة أمام الذين يجزونه، ولم يفتح فمه.

    فبذلك نعرف انه النص يحمل معنى سوء المعاملة والإهانة وهذا ما تعرض له المسيح، سأعرض

    تفسير ايتان بار [57]في كتابه يقول

    The Hebrew says he was exploited, abused… his dignity and right to a fair trial were taken from him. The Hebrew says he was afflicted – tortured– but he didn’t open his mouth. This shows that he did not resist his unjust sentence. He didn’t try to rebel or escape, and he didn’t take legal representation in spite of the fact he was facing a death sentence, but he was led like a sheep to the slaughter, without resisting the injustices being done to him.

    قد تعرض للاستغلال والإساءة… وسلبت منه كرامته وحقه في محاكمة عادلة. يقول العبراني أنه كان مبتليا – معذبا، الحكم الظالم لكنه لم يفتح فمه. وهذا يدل على أنه لم يقاوم لم يحاول التمرد أو الهروب، ولم يتخذ ولم يأخذ شكوى قانونيه، على الرغم من أنه كان يواجه حكم الإعدام، إلا أنه سيق مثل الخروف إلى الذبح، دون أن يقاوم الظلم الذي تعرض له.

    الاعتراض الثامن: هل تعبير قطع من ارض الاحياء يدل على السبي من ارض إسرائيل؟

    يقول المعترض: يستشهد المسيحيين في أشعياء 53: 8 من الضغطة ومن الدينونة أخذ، ومن جيله من كان يظن انه قطع من ارض الأحياء، أنها نبوءة عن موت المسيح، ولكن العهد القديم كما شرح احبار اليهود انه ارض الأحياء تعبير عن ارض إسرائيل، في مزمور 27: 13 لولا إنني أمنت بان أرى جود الرب في ارض الأحياء، وبخاصة انه في نفس المزمور يتكلم عن بيت الرب وهيكل الرب، وسفر حزقيال (اجعل فخر في ارض الاحياء) (حز 26: 20) أي ارض اسرائيل، والقطع من ارض الأحياء هي إزالة الشعب من ارض إسرائيل، وهذا تحقق في وقت السبي فهم قطعوا من ارض إسرائيل ويعلق موقع يهودي ويقول

    Objection #14: ‘the Land of the living’ in verse 8 means death.

    As I pointed out in my comments in part three, there is no problem with assuming death in that verse, but the correct translation of the Hebrew ארץ חיים is ‘the living land’, the extra ‘the’ (a ‘heh’ in Hebrew) does not appear. The same word as here appears in Ezekiel 26:30 where it refers to “and I shall set glory in the living land” (i.e. the land of Israel) It is a clear allusion to the exile by the nations, who are the speaker in that verse.[58]

    الاعتراض رقم ١٤: “أرض الأحياء” في الآية ٨ تعني الموت

    لقد ذكرت في تعليقاتي في الجزء الثالث، انه ليس هناك مشكله مع معنى الموت في ذلك النص، ولكن الترجمة الصحيحة للعبري ארץ חיים وهو ارض الاحياء، وان ال ה الزيادة (اداه التعريف) ليست ظاهره ونفس الكلمة تظهر في حز 26: 30 “اجعل مجدا بأرض الاحياء (ارض إسرائيل) وهي إشارة واضحة إلى سبي الأمم الذين هم المتحدثون في تلك الآية.

    الرد: ما ذكره المعترض صحيح فجزئيه ارض الاحياء إذا وجدت ال ה الزيادة قبل كلمه احياء تعنى بالفعل ارض التي يعيش عليها البشر جميعا فمثلا ايوب 28: 13 (أَمَّا الْحِكْمَةُ فَمِنْ أَيْنَ تُوجَدُ، وَأَيْنَ هُوَ مَكَانُ الْفَهْمِ؟ لاَ يَعْرِفُ الإِنْسَانُ قِيمَتَهَا وَلاَ تُوجَدُ فِي أَرْضِ الأحياء) والعبري לֹֽא־יָדַ֣ע אֱנ֣וֹשׁ עֶרְכָּ֑הּ וְלֹ֥א תִ֜מָּצֵ֗א בְּאֶ֣רֶץ הַֽחַיִּֽים [59]ونلاحظ وجود ال ה قبل كلمه חַיִּֽים التي تعنى احياء، فبذلك هي تعنى الأرض التي توجد عليها الحياة او الكره الأرضية، ونلاحظ أيضا ذلك في صلاه حزقيا بعد ان شفاه الله من مرضه واطال عمره 15 عاما “قُلْتُ: لاَ أَرَى الرَّبَّ. الرَّبَّ فِي أَرْضِ الأَحْيَاءِ. لاَ أَنْظُرُ إِنْسَانًا بَعْدُ مَعَ سُكَّانِ الْفَانِيَةِ.” (أش 38: 11) والعبري אָמַ֙רְתִּי֙ לֹֽא־אֶרְאֶ֣ה יָ֔הּ יָ֖הּ בְּאֶ֣רֶץ הַֽחַיִּ֑ים לֹֽא־אַבִּ֥יט אָדָ֛ם ע֖וֹד עִם־י֥וֹשְׁבֵי חָֽדֶל [60]، وفعلا ارض الاحياء بدون ה تعنى ارض إسرائيل، فمثلا ما قاله حزقيال عن صور التي فرحت بسقوط يهوذا لان تجاره يهوذا ستتحول اليهم وبالتالي يزداد غناهم (“أُهْبِطُكِ مَعَ الْهَابِطِينَ فِي الْجُبِّ، إِلَى شَعْبِ الْقِدَمِ، وَأُجْلِسُكِ فِي أَسَافِلِ الأَرْضِ فِي الْخِرَبِ الأَبَدِيَّةِ مَعَ الْهَابِطِينَ فِي الْجُبِّ، لِتَكُونِي غَيْرَ مَسْكُونَةٍ، وَأَجْعَلُ فَخْرًا فِي أَرْضِ الأَحْيَاءِ.” (حز 26: 20) وارض الاحياء هنا بالطبع عن ارض إسرائيل (וְנָֽתַתִּ֥י צְבִ֖י בְּאֶ֥רֶץ חַיִּֽים)[61] وهنا بالفعل لا توجد ال הַֽ قبل كلمه احياء، ولنرى اشعياء 53: 8 (מֵעֹ֚צֶר וּמִמִּשְׁפָּט֙ לֻקָּ֔ח וְאֶת־דּוֹר֖וֹ מִ֣י יְשׂוֹחֵ֑חַ כִּ֚י נִגְזַר֙ מֵאֶ֣רֶץ חַיִּ֔ים) [62] وبذلك تكون ارض الاحياء هنا تعنى ارض إسرائيل………ولكن هل لأنه ارض الاحياء تعنى ارض إسرائيل بذلك تكون النبوءة غير منطبقة على المسيح؟؟؟؟؟

     سأضع مقطع من الآية (وَفِي جِيلِهِ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنَّهُ قُطِعَ مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ)، ونلاحظ انى وضعت لون على كلمه جيله لان الكلمة هذا هي التي ستحل المعضلة، لسبب بسيط وهو ان جيله تعنى الناس او الشعب الذي عاصر المسيح وسكن المسيح في وسطهم في ارض إسرائيل، والدليل النص نفسه الذي يقول وفي جيله من كان يظن انه قطع من ارض الاحياء انه ضرب من اجل ذنب شعبي؟، ومن هنا نفهم انه ذلك الجيل كان يعرف ذلك العبد المتألم، لأنه كان يعيش معهم وفي وسطهم، فالمعنى من عباره قطع من ارض الاحياء أي ارض إسرائيل، هو انه قطع من وسط جيله الذي كان يعيش معهم في ارض الاحياء أي ارض إسرائيل، فهي تعنى انه قطع من بين شعبه وجيله، ولو كان المعترض ما زال مصمم على انه نص قطع من ارض الاحياء أي ارض إسرائيل تعنى فقط السبي، فماذا يرد على ما قاله ارميا النبي “وَأَنَا كَخَرُوفِ دَاجِنٍ يُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ، وَلَمْ أَعْلَمْ أَنَّهُمْ فَكَّرُوا عَلَيَّ أَفْكَارًا، قَائِلِينَ: «لِنُهْلِكِ الشَّجَرَةَ بِثَمَرِهَا، وَنَقْطَعْهُ مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ، فَلاَ يُذْكَرَ بَعْدُ اسْمُهُ».” (أر 11: 19)

    ولنرى النص العبري (וְנִכְרְתֶ֙נּוּ֙ מֵאֶ֣רֶץ חַיִּ֔ים וּשְׁמ֖וֹ לֹֽא־יִזָּכֵ֥ר עֽוֹד)[63] ونرى انه لا تسبق كلمه חַיִּ֔ים حرف الهى للتعريف הַֽ، فهل النص هنا يحمل أي معنى لسبى ارميا ولكن معناه فقط موت ارميا وقطعه من وسط الشعب الذي يعيش معهم على ارض إسرائيل، و(لا يذكر بعد اسمه) أي لا يذكر بعد اسمه في وسطنا، والدليل على انه المعنى هنا هو الموت وليس أي معنى اخر العددين الذين يلوه” فيا رب الجنود القاضي العدل فاحص الكلى والقلب دعني ارى انتقامك منهم لأني لك كشفت دعواي. لذلك هكذا قال الرب عن اهل عناثوث الذين يطلبون نفسك قائلين لا تتنبأ باسم الرب فلا تموت بيدنا” (ار19: 20-21)، واظن انه المعنى هنا القتل او الموت، ملخص القول القطع من ارض الاحياء (ارض إسرائيل) في اشعياء 53 وارميا 11 تعنى موت الشخص وقطعه من وسط الشعب او الجيل الذي يعيش بينهم على ارض إسرائيل.

    لنرى تفسيرات ليهود منهم موسى بن نحمان[64]

    He will think himself taken away from ruling over his people, and from being a prince and judge over them, and will wonder who there will be to declare to his generation the ways of the Lord, and announce that he has been cut of” out of the land of the living for the transgression of his people, — an event which will be a severe blow to them. The passage says in his praise that he will not grieve about his own life, but only for the loss Israel will sustain by his death.

    فيظن أنه قد أُخذ من الحكم على شعبه ومن أن يكون رئيسًا وقاضيًا عليهم، ويتعجب من سيكون ليخبر جيله بطرق الرب، ويعلن أنه قد انقطع” أرض الأحياء بسبب تعدي شعبه، وهو الحدث الذي سيكون بمثابة ضربة قاسية لهم. يقول المقطع في مدحه أنه لن يحزن على حياته، ولكن فقط على الخسارة التي ستتكبدها إسرائيل بوفاته.

    رباي موسى الشيخ كان يفترض افتراض غريب، فكان متبنى فكره تقول انه كل جيل شرير يخطئ إلى الرب كان الرب بدلا من يعاقب ذلك الجيل، كان يضرب رجل بار بكل التأديبات التي كان سيضرب بها ذلك الجيل الشرير، وبذلك يكون ذلك الشخص حمل كل تلك التأديبات اما الجيل الشرير لا يصيبه شيء لأنه ذلك الرجل البار حمل عنه كل التأديبات، فكان يظن ان المسيح سوف يحمل التأديبات عن جيله الشرير، لذلك نراه يفسر مقطع (قطع من ارض الاحياء)[65]

    As for his generation, would that someone would declare to them how it was cut off from the land of life for the iniquity which the just one had before averted, because they did not repent. Hitherto, he means to say, this just one had been stricken for the people’s transgression; but henceforward the stroke would be upon themselves, for there would be no one else to be smitten for them. It is possible, from his use of the singular ‘ transgression,’ that Isaiah means to allude to their sin in supposing that he had died for his own iniquity, and in not having been brought themselves by his death to repentance.

    أما جيله فهل يخبرهم أحد كيف قطع من أرض الحياة بسبب الإثم الذي سبق أن تجنبه البار لأنهم لم يتوبوا، إنه يقصد حتى الآن أن يقول إن هذا البار قد ضُرب من أجل تعدي الشعب؛ ولكن من الآن فصاعدا ستكون الضربة على أنفسهم، لأنه لن يكون أحد آخر يضرب لأجلهم. ومن الممكن من استخدامه لصيغة المفرد “المعصية” أن إشعياء يقصد الإشارة إلى خطيتهم بافتراض أنه مات من أجل إثمه، وعدم وصولهم بموته إلى التوبة.

    و المعنى ان المسيا عند ذلك الرباي سيحمل عنهم كل الضربات عنهم ويموت، ولكن لن يوجد شخص يعرف جيله انه حمل عنهم تلك الضربات وبالتالي سيستمرون في خطاياهم، وسوف يعاقبون على ما يفعلوه لأنه لن يوجد شخص اخر يتم ضربه من اجلهم

    ما اريد فقط انه اوضحه انه معنى القطع من ارض الاحياء حسب ذلك التفسير أي الموت وعدم بقاء المسيح حيا على ارض إسرائيل.

     

    الاعتراض التاسع: عبارة ضرب من اجل ذنب شعبي مفرد ام جمع؟

    هذا النص لا ينطبق على المسيح فبحسب الأصل العبري للجزء الأخير من العدد الثامن فإن الكاتب قد أعلنها بكل وضوح لأي شخص ملم بالنص العبري للكتاب المقدس بأن الحديث عن العبد المتألم في الاصحاح انما هو حديث عن جماعة من الناس وليس فردا واحداً، ويتضح ذلك من خلال استخدام الكاتب لصيغة الجمع في كلامه عنهم. فالنص العبري للعدد الثامن هو هكذا

    מֵעֹצֶר וּמִמִּשְׁפָּט לֻקָּח, וְאֶת-דּוֹרוֹ מִי יְשׂוֹחֵחַ: כִּי נִגְזַר מֵאֶרֶץ חַיִּים, מִפֶּשַׁע עַמִּי נֶגַע לָמוֹ. وما يهمنا في هذا العدد هو الجزء الأخير منه

    هو ما يجعل ترجمة الجزء انجليزياً هكذا

    “because of the transgression of my people they were wounded”

    أي:” هم ضربوا من أجل اثم شعبي” أو “من أجل اثم شعبي لحق بهم الأذى، وكتوضيح بسيط لصيغة الجمع هذه الواردة في العدد المذكور نقول:

    أن الكلمة العبرية الواردة في العدد هي “lamohوهي عندما تستخدم في النص العبري للكتاب المقدس تعنى صيغة الجمع (هم وليس هو)، ويمكن نجدها على سبيل المثال في المواضع التالية من أسفار الكتاب

    تكوين 9: 26، تثنية 32: 35 و33: 2، أيوب 6: 19 و14: 21 و24: 17، المزامير 2: 4 و99: 7 و78: 24 و119: 165، أشعياء 16: 4 و23: 1 و44: 7 و48: 21، مراثي أرميا 1: 19، حبقوق2: 7 وبإمكانك – أخي القارئ – ان ترجع للنص العبري ان كنت ملماً به لتتأكد من هذا. وبالتأكيد فإنك لو رجعت للتراجم المسيحية المختلفة فإنك لن تجد هذا المعنى …. ذلك لأنهم لم يعتمدوا النص العبري الماسوري في هذا الإصحاح. وبالتالي فإنه من الواضح جداً ان هذا العدد أيضاً لا يمكن ان ينطبق على المسيح عليه السلام وانما ينطبق على جماعه وليس المسيح، ولنرى ترجمة موقع شبات الشهير.

    because of the transgression of my people, a plague befell them.

    الرد: هذه الشبهة شائعة جدا، وأكثر من معترض يقولها، وحاليا يوجد الكثير من اليهود يركزون عليها، لكن لو نلاحظ لا يجرؤ أحد على ذكر تلك الأعداد لأنها تكشف كذبهم، فالحقيقة النص لا يثبت انه المذكور جماعه، لكن ترجمة الفانديك لم تكن دقيقة كفاية، كلمة לָמו لاموه لا تعنى هم بل تعنى لهم، وسوف نقسم الرد على جزئين أولا كلمة לָמו وנֶגַע

    لموלָמו في قاموس استرونج العبري[66]

    [H3926] (lmow/lem-o’) aprol and separable form of the prepositional prefix; to or for:–at, for, to, upon

    تعنى ل أو لأجل، لنرى ماذا يقول ايضا القاموس اليهودي كلاين [67]

    לָֽמוֹ inflected pers. pron. meaning ‘to them’ (poetically). [Formed from לְ◌ with ◌מוֹ, a suff. used only in poetry.]

    لنرى موقع [68] ، ونرى ان ذلك القاموس يؤكد ان المعنى لهم

    Objection #16: The word ‘lamo’ (Heb. למו) is not plural in verse 8.

    The fact is that it doesn’t matter if it is singular or plural as I mentioned in my first and third articles. However that being said, it is plural and should be understood as ‘to them’. We do find that in translations it is found in the singular only because it sounds better to the ear. That is the way translators translate. I do it myself. The issue is really how do we make exegesis? The proper understanding of a verse and the words in it should depend on what the Hebrew (or Aramaic) actually means, and not what a translation has.

    الاعتراض رقم ١٦: كلمة “لامو ليست جمعًا في الآية ٨”

    والحقيقة أنه لا يهم أن يكون مفردًا أو جمعًا كما ذكرت في مقالتي الأولى والثالثة. ومع ذلك، فهي جمع ويجب أن تُفهم على أنها “لهم

    الموقع يقول أن ذلك الأصحاح عن اليهود لكن ما يهمني انه يقول انه معنى الكلمة هو لهم وليس هم، فالمهم الآن ترجمة الكلمة ومعناها وليس تفسيرها على من تشير، أيضا سأورد تفسير ابن عزرا [69]اليهودي الذي رغم انه يقول أيضا أنها نبوءة عن اليهود لكن قال انه الكلمة العبرية بمعنى لهم

    For the transgression of my people was he stricken. Every nation will think: Israel was stricken because of our sins; comp. he was slain for our transgressions (ver. 5). The construction of the sentence is: For the transgression of my people plagues came over them. להם═למו To them, that is, to the Israelites.

    من اجل ذنب شعبي ضرب. ستفكر كل أمة. ضرب إسرائيل بسبب خطايانا.. لقد قُتل بسبب معاصينا (آية 5). بناء الجملة هو: لأن معصية شعبي جاءت الضربات عليهم. להם═למו لهم اي بني إسرائيل.

    فحتى الآراء التي تقول انه عن اليهود يقول معناها لهم. وكما طلب المعترض أن نرجع للنص العبري لنرى الشواهد التي ذكرها والذي لم يجرؤا على كتابتها، من موقعين يهوديين شابات وميشون ممرا، تكوين 9: 26 وَقَالَ: (مُبَارَكٌ الرَّبُّ إله سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْدًا لَهُم)، ولهم تعود على ذرية سام وليس كنعان

    [70]

    [71]

    تثنية 32: 35 (لِيَ النَّقْمَةُ وَالْجَزَاءُ. فِي وَقْتٍ تَزِلُّ أَقْدَامُهُمْ. إِنَّ يَوْمَ هَلاَكِهِمْ قَرِيبٌ وَالْمُهَيَّآتُ لَهُمْ مسرعة)

    [72]

    [73]

    تثنية 33: 2(فَقَالَ: «جَاءَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ، وَأَشْرَقَ لَهُمْ مِنْ سَعِيرَ، وَتَلأْلأَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ، وَأَتَى مِنْ رِبْوَاتِ الْقُدْسِ، وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ شَرِيعَةٍ لَهُم)ْ

    [74]

    [75]

    وكما راينا لهم الاولى تعود على بنى عيسو في سعير، ولهم الثانية تعود على ذرية إسماعيل وعيسو ويعقوب الثلاثة معا.

    مزمور 2: 4 (الساكن في السماوات يضحك. الرب يستهزئ بهم)

    [76]

    [77]

    وحتى لا يأتي معترض ويقول مكتوب هنا ولا يوجد أي حرف جر مثل ب أو لأجل فارد عليه انه حرف الجر يعتبر موجود في الفعل فاللغة الإنجليزية مثال يعطى لهم ، دون الحاجة لحرف جر لكن المعنى واضح، لكن في مثال أشعياء 53 المعترض يقول معناها هم مصابون أو أصابهم الوباء دون الحاجة لوجود حرف جر بمعنى ل أو لأجل وعموما اللغة العبرية تشبه العربية فالكلمة قد تكون معناها بالعربي قريبا أو مش مشابه للعبري عندما ينطق به

    مزمور 99: 7 (بعمود السحاب كلمهم. حفظوا شهاداته والفريضة التي أعطاهم) هنا اعطاهم أو اعطى لهم تعود على موسي وهارون وصموئيل وليس الرب

    [78]

    [79]

    مزمور 78: 24 (وأمطر عليهم منا للأكل، وبر السماء أعطاهم)

    [80]

    [81]

    عليهم تعود على الشعب اليهودي وليس الرب ولا المن

    مزمور 119: 165(سلامة جزيلة لمحبي شريعتك، وليس لهم معثرة )

    [82]

    [83]

    وهنا موقع شابات ترجمها هم لكن الموقع الاخر ترجمها لهم

    اشعياء 16: 4(لِيَتَغَرَّبْ عِنْدَكِ مَطْرُودُو مُوآبَ. كُونِي سِتْرًا لَهُمْ مِنْ وَجْهِ الْمُخَرِّبِ، لأَنَّ الظَّالِمَ يَبِيدُ، وَيَنْتَهِي الْخَرَابُ، وَيَفْنَى عَنِ الأَرْضِ الدَّائِسُونَ)

    [84]

    [85]

    اشعياء 23: 1(وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ صُورَ: وَلْوِلِي يَا سُفُنَ تَرْشِيشَ، لأَنَّهَا خَرِبَتْ حَتَّى لَيْسَ بَيْتٌ حَتَّى لَيْسَ مَدْخَلٌ. مِنْ أَرْضِ كِتِّيمَ أُعْلِنَ لَهُمْ)

    [86]

    [87]

    اشعياء 44: 7(وَمَنْ مِثْلِي؟ يُنَادِي، فَلْيُخْبِرْ بِهِ وَيَعْرِضْهُ لِي مُنْذُ وَضَعْتُ الشَّعْبَ الْقَدِيمَ. وَالْمُسْتَقْبِلاَتُ وَمَا سَيَأْتِي لِيُخْبِرُوهُمْ بِهَا)

    أي يقول لهم

    اشعياء 48: 21(وَلَمْ يَعْطَشُوا فِي الْقِفَارِ الَّتِي سَيَّرَهُمْ فِيهَا. أَجْرَى لَهُمْ مِنَ الصَّخْرِ مَاءً، وَشَقَّ الصَّخْرَ فَفَاضَتِ الْمِيَاه)

    [90]

    [91]

    كما رأينا الاقتباسات الكثيرة التي اثبت أنها تعنى لهم، لكن قد يتمسك المعترض بترجمة شابات لمزمور 78 ويتناسى ترجمة الموقع الأخرى وباقي الآيات، فسوف نناقش الكلمة الثانية נֶגַע نيجاع، الذي كما يقول المعترض معناها ضرب، ويقول هم ضربوا، أو لحق بهم الأذى، ونحن نقول ضرب لهم او مضروب لهم، لكن ماذا لو عرف المعترض انه الكلمة هي اسم وليس فعل، فستكون مضروب أو مضروبين لكن ماذا لو علم انها مفرد قاموس استرونج العبري برقم 5061[92]

    נֶגַע negaʻ, neh’-gah; from H5060; noun masculine a blow (figuratively, infliction); also (by implication) a spot (concretely, a leprous person or

    dress):—plague, sore, stricken, stripe, stroke, wound.

    اسم مذكر: ضربة (مجازيًا، إلحاق)؛ أيضًا (ضمنيًا) بقعة (بشكل ملموس، شخص جذامي أو لباس): – طاعون، قرحة، مضروب، جرح، جلطة، جرح

    الكلمة المفرد هي נֶ֥גַע نيجاع والجمع נְגָעִ֥ים نيجاعيم بإضافة يود وميم، ذكرت بالجمع في تكوين 12: 17(فَضَرَبَ الرَّبُّ فِرْعَوْنَ وَبَيْتَهُ ضَرَبَاتٍ عَظِيمَةً بِسَبَبِ سَارَايَ امْرَأَةِ أَبْرَام)

    [93]اما بالمفرد نيجاع التثنية (17: 8) إِذَا عَسِرَ عَلَيْكَ أَمْرٌ فِي الْقَضَاءِ بَيْنَ دَمٍ وَدَمٍ، أو بَيْنَ

     دَعْوَى وَدَعْوَى، أو بَيْن ضَرْبَةٍ وَضَرْبَةٍ مِنْ أُمُورِ الْخُصُومَاتِ فِي أَبْوَابِكَ، فَقُمْ وَاصْعَدْ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلهُكَ

    [94]

    وهاتان الآيتان قد عرضتهم من موقع شابات إلى عرض منه المعترض لنعرض الآن أشعياء 53: 8 من نفس الموقع

    [95]

    اظن انها مفرد ولكن سأعرض امر اخر يقول رستو سانتالا في كتابه مدراش المسيا

    [96]

    انه نص اشعياء 53: 8 في مخطوطات من قمران الكهف الأول انه اغلبه مشابه للنص الماسورى מִפֶּ֥שַׁע עַמִּ֖וֹ נֶ֥גַע לָֽמוֹكما يعمل النص التقليدي على النحو التالي מִפֶּ֥שַׁע עַמִּ֖י נֶ֥גַע לָֽמו وتعبير شعبي هنا موجود بصيغه شعبه.

    أي ان النص مكتوب في مخطوطه قمران من اجل ذنب شعبه ولنرى النص في قمران

    ֹ [97]

    و بالفعل مكتوب شعبه، اما كلمه شعبي فكتب في عدد (شعبي لا يفهم) (اش 1: 3) هكذا

    ونرى الاختلاف في اخر حرف فالأولى تنتهى بحرف الفاف فتعنى شعبه، لان الفاف هي حرف الملكية المفرد الغائب في العبري مثل الهاء في شعبه باللغة العربية، اما الثانية فتنتهى بحرف الياء وتعنى شعبي، وأيضا اقدم نص أخير ومن اشعياء أيضا يقول ” وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ السَّيِّدَ يُعِيدُ يَدَهُ ثَانِيَةً لِيَقْتَنِيَ بَقِيَّةَ شَعْبِهِ، الَّتِي بَقِيَتْ، مِنْ أَشُّورَ، وَمِنْ مِصْرَ، وَمِنْ فَتْرُوسَ، وَمِنْ كُوشَ، وَمِنْ عِيلاَمَ، وَمِنْ شِنْعَارَ، وَمِنْ حَمَاةَ، وَمِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ.” (إش 11: 11)، لنرى مقطع ليقتني بقية شعبه ونرى انها متماثلان !!!!!!!!! في قمران ونقارنها مع اشعياء 53: 8

     والسؤال هنا لو كانت عباره هم ضربوا هي العبارة الصحيحة فلماذا كاتب قمران كتب كلمه شعبه قبل عباره هم ضربوا مباشره (أي من اجل اثم شعبه هم ضربوا) أي لماذا لم يكتب من اجل اثم شعبهم، اليس هذا دليل على ان العدد مفرد ويتكلم عن شخص واحد، اختم الاعتراض بالترجمة السبعينية

    ἐν τῇ ταπεινώσει ἡ κρίσις αὐτοῦ ἤρθη τὴν γενεὰν αὐτοῦ διηγήσεται ὅτι αἴρεται ἀπὸ τῆς γῆς ἡ ζωὴ αὐτοῦ ἀπὸ τῶν ἀνομιῶν τοῦ λαοῦ μου ἤχθη εἰς θάνατον[98]

    8In his humiliation his judgment was taken away: who shall declare his generation? for his life is taken away from the earth: because of the iniquities of my people he was led to death.

    بسبب ذنوب شعبي، قد سيق إلى الموت

     

    الاعتراض العاشر: هل عدد جعل مع الأشرار قبره ومع غنى عند موته ليس عن المسيح

     في هذا النص اعتراضات كثيره: أولا النص يقول انه ذلك العبد دفن مع الأشرار ومع الغنى، وبذلك يستحيل ان ينطبق النص على يسوع الذي دفن في قبر جديد ولم يكن معه اشرار ولا غنى حسب رواية الاناجيل، وما يؤكد ان المعنى المقصود هو ان العبد دفن مع اشرار ومع غنى هو ان كلمه مع وبالعبرية אֶת־ تعنى بجوار، فالغنى والأشرار كانوا مدفونين بجوار العبد، وأيضا لو تجاوزنا هذا كله وحاولنا تطبيق النص على يسوع فسنجد انه مع حصل مع يسوع عكس تلك النبوءة، فيسوع كان موته مع الأشرار أي اللصين، وقبره مع الغنى الذي هو يوسف الرامي.

    ثانيا: أيضا كلمه الغنى لم تأتى في العبري بصيغه مفرد بل بصيغه الجمع، فالكلمة العبرية هي עָשִׁ֖יר عشير اذا جاءت وحدها ولم يسبقها كلمه رجل אִישׁ ايش يكون معناها اغنياء بالجمع، فعندما جاءت كلمه עָשִׁ֖יר وحدها في مز49: 2 (عَالٍ وَدُونٍ، أَغْنِيَاءَ وَفُقَرَاءَ، سَوَاءً) גַּם־בְּנֵ֣י אָ֖דָם גַּם־בְּנֵי־אִ֑ישׁ יַ֜֗חַד עָשִׁ֥יר וְאֶבְיֽוֹן، فنلاحظ انه عندما جاء الكلمة وحدها كانت تعنى اغنياء، اما في أمثال 28: 11

    (اَلرَّجُلُ الْغَنِيُّ حَكِيمٌ فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ، وَالْفَقِيرُ الْفَهِيمُ يَفْحَصُهُ) وبالعبري חָכָ֣ם בְּ֖עֵינָיו אִ֣ישׁ עָשִׁ֑יר וְדַ֖ל מֵבִ֣ין יַחְקְרֶֽנּוּ فنلاحظ انه كلمه غنى سبقتها كلمه رجل ولذلك جاءت جمع، وفي نص اشعياء 53 جاء كلمه عشير وحدها دون وجود كلمه رجل لذلك تكون الترجمة الصحيحة ومع الأغنياء موته وقد ترجمها اليهود في موقع شبات أي الأغنياء، فمن هم الرجال الأغنياء في قصه يسوع الم يدفنه رجل غنى واحد وهو يوسف الرامي.

    ثالثا مقطع عند موته جاء بصيغه الجمع في العبري فيكون عند ميتاته بالتالي اذا كان المقطع جمعا فهو بالطبع يتكلم عن جماعه ماتت وليس موت شخص واحد مفرد، فبالتالي النص كله يتكلم عن جماعه ماتت ودفنت بجوار مجموعه من الاشرار والاغنياء.

    الرد: أولا معنى النص ليس انه المسيح سوف يدفن مع اشرار او مع غنى، ولكنه يعنى انه البشر بتدبيرهم الشرير اعدوا له قبرا مع الأشرار على اساس انه سيدفن فيه عندما يموت، لكن تدبير الله اراد انه لن يدفن فيه عند موته بل سيدفن في قبر رجل غنى، فالنص يقول (جعل مع الأشرار قبره) أي ان قبره هو الذي جعل مع الأشرار وليس العبد متألم نفسه هو الذي جعل مع الأشرار.

    يفسر ناشد حنا [99]ذلك النص هكذا

    ” وجعل مع الأشرار قبره ومع غنى عند موته” أي ان الترتيب البشرى العادي هوان يكون قبره مع الأشرار فكل المذنبين المصلوبين كانوا يوضعون في مقبره الأشرار، لان المتبع كان ان يلقى بالمصلوبين مع خشبهم في هوه عميقه خارج مدينه اورشليم، ولكن “عند موته” برز رجل غنى بترتيب الهى وهو يوسف المشير الذي من الرامة وطلب من بيلاطس جسد يسوع واخذه واشترى كتانا نقيا ولفه هو ونيقوديموس بأكفان مع الأطياب الوفيرة، نحو مائه منا ووضعه في قبره الجديد المنحوت في الصخر الذى لم يدفن فيه احد قط، ويذكر عن يوسف هذا في الاناجيل انه رجل غنى وشريف وصالح وبار، وتلميذ ليسوع، كان هذا لائقا بإكرام جسد الرب الطاهر، وكان هذا اتماما لهذه النبوءة. ويقول الرباي موسى بن نحمان [100]على ذلك النص

    קִבְר֔וֹdoes not refer to the grave in which he was actually buried, but only the grave in which he expected to be buried: so Is. xxii. 1 6, Gen. 1. 5 (where Jacob speaks of his grave, though he was not buried in it yet)

    קִבְר֔וֹ (قبر) لا تشير إلى القبر الذي دفن فيه بالفعل ولكن فقط القبر الذي كان يتوقع أن يُدفن فيه هكذا إشعياء 22: 16، تكوين 1:50 (حيث يتحدث يعقوب عن قبره) مع أنه لم يدفن فيها بعد

    في اشعياء 22 نرى الرب يوجه كلاما إلى رجل يسمى شبنا وصفه الكتاب بانه جليس الملك حزقيا وتقول الموسوعة اليهودية بانه حاجب الملك، وكان شريرا، وكان اجنبيا وليس من إسرائيل، فيقول له الرب ” هكذا قال السيد رب الجنود. اذهب ادخل إلى هذا جليس الملك إلى شبنا الذي على البيت. 16 مالك ههنا ومن لك ههنا حتى نقرت لنفسك ههنا قبرا ايها الناقر في العلو قبره الناحت لنفسه في الصخر مسكنا. 17 هوذا الرب يطرحك طرحا يا رجل ويغطيك تغطية 18 يلفك لف لفيفة كالكرة إلى ارض واسعة الطرفين هناك تموت.

    مالك ههنا: تدل على انه غريب وليس إسرائيلي، ويفسر راشي انه أراد ان يسلم حزقيا لملك اشور

    and whom do you have here Who of your family is buried here?[101]

     ومن لك: يفسرها راشي: من من عائلتك مدفون هنا؟ (فهو اجنبي وليس إسرائيل)

    he hews his grave on high For he hewed a grave for himself among the graves of the House of David, to be buried among the kings. Therefore, he says to him, “What right of heritage do you have in these graves?”

    ايها الناقر في العلو قبره: يفسرها راشي: نحت قبره في العلاء لأنه نحت لنفسه قبرا في بين قبور بيت داود ليدفن بين الملوك. فيقول له: ما حق ميراثك في هذه القبور؟

    فشبنا هذا حفر لنفسه قبرا بجوار ملوك يهوذا لكي يدفن فيه، ولكن الرب يقول له: هوذا الرب يطرحك طرحا يا رجل ويغطيك تغطية يلفك لف لفيفة كالكرة إلى ارض واسعة الطرفين هناك تموت .يقول الاب انطونيوس فكرى [102]أي يقذفك بعيدا اسيرا اما لأشور او لمصر.

    فمن هنا نفهم ان شبنا اعد لنفسه قبرا بجوار ملوك يهوذا ولكنه لم يدفن فيه بل تم سبيه ومات ودفن في مكان اخر غير الذي اعده، ويشبه ذلك نص اشعياء 53 بانه سوف يعد للعبد المتألم قبر مع الأشرار وكان متوقعا ان يدفن فيه، ولكنه عندما مات دفن في مكان اخر، والمسيح كان قد اعد له حفره مع اللصين في مكان يدفن فيه كل المجرمين، ولكنه عندما مات جاء الغنى يوسف الرامي وطلب جسده من بيلاطس ودفنه في قبره الجديد.

    اما بالنسبة لكلمه مع وبالعبرية אֶת־ تعنى بجوار، فالمعترض لم يذكر كل معانى تلك الكلمة، لنرى قاموس براون [103]ماذا قال عن كلمه אֶת־ التي تعنى مع فقد ذكر انها تعنى: ص 182و 183

    • Of companionship, together with- 2- Of localities-3- in one’s possession or keeping-4- from proximity with

    1-الصحبة مع – 2- الأماكن – 3 – في حوزته أو حفظه – 4 – من القرب منه

    كلمه مع التي جاءت مرتين في ذلك العدد جاءت بمعنين، الأولى جعل مع الأشرار قبره معناها قبره بجوار قبور الأشرار أي تحمل المعنى الثاني الأماكن المجاورة، وجاءت كذلك في “بِجَعْلِهِمْ عَتَبَتَهُمْ لَدَى عَتَبَتِي، وَقَوَائِمَهُمْ لَدَى قَوَائِمِي، وَبَيْنِي وَبَيْنَهُمْ حَائِطٌ، فَنَجَّسُوا اسْمِي الْقُدُّوسَ بِرَجَاسَاتِهِمِ الَّتِي فَعَلُوهَا، فَأَفْنَيْتُهُمْ بِغَضَبِي.” (حز 43: 8)، والعبري בְּתִתָּ֨ם סִפָּ֜ם אֶת־סִפִּ֗י וּמְזֽוּזָתָם֙ אֵ֣צֶל מְזֽוּזָתִ֔י וְהַקִּ֖יר בֵּינִ֣י וּבֵֽינֵיהֶ֑ם וְטִמְּא֣וּ | אֶת־שֵׁ֣ם קָדְשִׁ֗י בְּתֽוֹעֲבוֹתָם֙ אֲשֶׁ֣ר עָשׂ֔וּ וָֽאֲכַ֥ל אוֹתָ֖ם בְּאַפִּֽי[104]: اما مع الثاني في مقطع مع غنى عند موته، جاءت بمعنى في حوزه، وقد جاءت بمعنى في حوزه في نصوص عديده “فَقَالَ شَاوُلُ لِلْغُلاَمِ: «هُوَذَا نَذْهَبُ، فَمَاذَا نُقَدِّمُ لِلرَّجُلِ؟ لأَنَّ الْخُبْزَ قَدْ نَفَدَ مِنْ أَوْعِيَتِنَا وَلَيْسَ مِنْ هَدِيَّةٍ نُقَدِّمُهَا لِرَجُلِ اللهِ. مَاذَا مَعَنَا؟»” (1 صم 9: 7) والعبري וַיֹּ֨אמֶר שָׁא֜וּל לְנַעֲר֗וֹ וְהִנֵּ֣ה נֵלֵךְ֘ וּמַה־נָּבִ֣יא לָאִישׁ֒ כִּ֚י הַלֶּ֙חֶם֙ אָזַ֣ל מִכֵּלֵ֔ינוּ וּתְשׁוּרָ֥ה אֵין־לְהָבִ֖יא לְאִ֣ישׁ הָאֱלֹהִ֑ים מָ֖ה אִתָּֽנו[105] وتعنى معنا، وأيضا “فَقَالَ لأُمِّهِ: «إِنَّ الأَلْفَ وَالْمِئَةَ شَاقِلِ الْفِضَّةِ الَّتِي أُخِذَتْ مِنْكِ، وَأَنْتِ لَعَنْتِ وَقُلْتِ أَيْضًا فِي أُذُنَيَّ. هُوَذَا الْفِضَّةُ مَعِي. أَنَا أَخَذْتُهَا»”(قض 17: 2) أي في حوزتي والعبري וַיֹּ֣אמֶר לְאִמּ֡וֹ אֶלֶף֩ וּמֵאָ֨ה הַכֶּ֜סֶף אֲשֶׁ֣ר לֻֽקַּֽח־לָ֗ךְ וְאַ֚תְּ (כתיב וְאַ֚תְּי) אָלִית֙ וְגַם֙ אָמַ֣רְתְּ בְּאָזְנַ֔י הִנֵּֽה־הַכֶּ֥סֶף אִתִּ֖י אֲנִ֣יּ[106]، فَقَالَ لَهُ: «أَنْتَ تَعْلَمُ مَاذَا خَدَمْتُكَ، وَمَاذَا صَارَتْ مَوَاشِيكَ مَعِي” (تك30: 29) أي بحوزتي والعبري וַיֹּ֣אמֶר אֵלָ֔יו אַתָּ֣ה יָדַ֔עְתָּ אֵ֖ת אֲשֶׁ֣ר עֲבַדְתִּ֑יךָ וְאֵ֛ת אֲשֶׁר־הָיָ֥ה מִקְנְךָ֖ אִתִּֽי [107]، وجاءت بمعنى عند مثلا “وَأَخَذَتْ رِفْقَةُ ثِيَابَ عِيسُو ابْنِهَا الأَكْبَرِ الْفَاخِرَةَ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَهَا فِي الْبَيْتِ وَأَلْبَسَتْ يَعْقُوبَ ابْنَهَا الأَصْغَرَ، ” (تك 27: 15)، וַתִּקַּ֣ח רִ֠בְקָ֠ה אֶת־בִּגְדֵ֨י עֵשָׂ֜ו בְּנָ֤הּ הַגָּדֹל֙ הַֽחֲמֻדֹ֔ת אֲשֶׁ֥ר אִתָּ֖הּ בַּבָּ֑יִת וַתַּלְבֵּ֥שׁ אֶת־יַֽעֲקֹ֖ב בְּנָ֥הּ הַקָּטָֽן: [108]فمنتهى البساطة معنى مقطع مع غنى عند موته أي عندما مات المسيح كان جسده في حوزه رجل غنى الذي هو يوسف الرامي، فيوسف الرامي اخذ جسد الرب وكفنه ووضعه في قبر جديد ملكا له، ووجود جسد الرب في قبر ملك ليوسف الرامي، يعنى انه كان في حوزه يوسف الرامي، لان جسده في مكان يخص يوسف الرامي، فانا مثلا اذا اخذت أي شيء ووضعته في مكان ملكا لي، اذن هذا الشيء في حوزتي، وهذا يؤكده الوحى الإلهي (ولما كان المساء جاء رجل غني من الرامة اسمه يوسف – وكان هو ايضا تلميذا ليسوع. 58 فهذا تقدم إلى بيلاطس وطلب جسد يسوع. فامر بيلاطس حينئذ ان يعطى الجسد. 59 فاخذ يوسف الجسد ولفه بكتان نقي 60 ووضعه في قبره الجديد الذي كان قد نحته في الصخرة ثم دحرج حجرا كبيرا على باب القبر ومضى.)(مت 27: 57-60)، فالقبر هو ليوسف الرامي، والمسيح مدفون فيه، اذن جسد المسيح بحوزته، فمعنى النص كاملا انه اليهود دبروا ان يدفنوا المسيح في حفره مع الأشرار، ولكن هذا لم يحصل حيث جاء يوسف الرامي وطلب الجسد من بيلاطس، فأعطاه له فدفنه في قبره الجديد، فصار الجسد في حوزه يوسف الرامي او في حفظ يوسف الرامي الذي حفظ جسد المسيح من ان يدفن في حفره مع اللصوص، واخذه ودفنه في قبره الجديد، ويجب ان أؤكد مع غنى عند موته لا تعود على قبر العبد المتألم، بل تعود على العبد المتألم نفسه، وهذا ليس كلامي بل كلام راشي[109] الذي فسر النص على الأمناء من إسرائيل

    and to the wealthy with his kinds of death. and to the will of the ruler he subjected himself to all kinds of death that he decreed upon him, because he did not wish to agree to (denial) [of the Torah] to commit evil and to rob like all the heathens nations among whom he lived.

    وللأثرياء بأنواعه من الموت. ولإرادة الحاكم أخضع نفسه لجميع أنواع الموت الذي قضى به عليه، لأنه لم يرغب في الموافقة على (إنكار) [التوراة] لارتكاب الشر والسرقة مثل جميع الوثنيين (الأمم) الذي عاش بينهم، ولنرى تفسير موسى بن نحمان [110]الذى انها على العبد المتألم

    Further, the wealthy Israelites, who take no pleasure in him, will give him many forms of death, for he will expect them to slay him by stoning, or burning, or murder, or banging, like those who perished during the three days’ darkness in Egypt.

    علاوة على ذلك، فإن أثرياء إسرائيل، الذين لا يرضون به، سيضربونه بأشكال كثيرة من الموت، لأنه يتوقع منهم أن يقتلوه رجمًا أو حرقًا أو قتلًا أو ضربًا، مثل أولئك الذين هلكوا بسبب الثلاثة أيام ظلام في مصر.

     

    واخيرا يرى القديس أغسطينوس أن النبوة “وَجَعَل مع الأشرار قبره” قد تحققت بإقامة حراس أشرار عند قبر السيد المسيح قبلوا رشوة ليكذبوا قائلين “إن تلاميذه أتوا وسرقوه ونحن نيام” (مت ٢٨:١٣). لقد نطقوا كذبًا فشهدوا عن قيامته، إذ ما داموا نيامًا فكيف عرفوا أن تلاميذه سرقوه؟! [575]. لقد شهدوا أن جسده ليس في القبر، أمّا اتّهامهم سرقة الجسد فهو أمر لا يقبله العقل.

     

    ثانيا بالنسبة لادعاء انه كلمه غنى جاءت جمع في نص اشعياء هي بالفعل جاءت كلمه عشير وحدها، ولكن هل كلام المعترض صحيح بانه اذا جاءت كلمه اشير وحدها تعنى اغنياء دائما؟

    الإجابة في مزمور 49: 2 الذي ذكره المعترض واعداد أخرى جاءت فعلا كلمه عشير وحدها وكانت تعنى اغنياء، ولكن اذا نظرنا مثلا (ام 10: 15) “ثَرْوَةُ الْغَنِيِّ مَدِينَتُهُ الْحَصِينَةُ. هَلاَكُ الْمَسَاكِينِ فَقْرُهُمْ” وبالعبري ה֣וֹן עָ֖שִׁיר קִרְיַ֣ת עֻזּ֑וֹ מְחִתַּ֖ת דַּלִּ֣ים רֵישָֽׁם [111]، وما يثبت انه الغنى هنا مفرد مع انه لم يأتي قبلها كلمه رجل هو حرف الملكية الفاف المفرد الغائب، فالهاء في اللغة العربية تستخدم كحرف ملكيه مفرد غائب ونراها في النص في كلمه مدينته، وحرف الفاف וֹ العبري هو حرف الملكية المفرد الغائب مثله مثل كمثل الهاء في العربي، فلو لاحظنا النص العبري سنجد حرف الفاف الذي يشير للملكية المفردة موجود هنا في تلك الكلمة العبرية עֻזּ֑וֹ، فالكلمة اصلا עֻזּ والتي تعنى القوية، ثم تم اضافه حرف فاف الملكية فصار עֻזּ֑וֹ، ولنرى مثال اخر “«هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: لاَ يَفْتَخِرَنَّ الْحَكِيمُ بِحِكْمَتِهِ، وَلاَ يَفْتَخِرِ الْجَبَّارُ بِجَبَرُوتِهِ، وَلاَ يَفْتَخِرِ الْغَنِيُّ بِغِنَاهُ.” (إر 9: 23)، ولنرى مقطع لا يفتخر الغنى بغناه אַל־יִתְהַלֵּ֥ל עָשִׁ֖יר בְּעָשְׁרֽוֹ [112]و نرى انه كلمه غنى عشير جاءت بمفردها ولم يصاحبها أي كلمه أخرى ونرى كلمه غناه عوشير בְּעָשְׁרֽוֹ بنهايتها حرف الفاف حرف الملكية المفرد ، ولكن لنختم الشبهة تماما، سآتي بمثل ناثان النبي الذي قاله لداود عندما اخطأ في 2 صم12 اعداد 1و 2 و4

    و سأذكر كل عدد باللغة العربية مع اصله العبري (1 فأرسل الرب ناثان إلى داود. فجاء إليه وقال له: «كان رجلان في مدينة واحدة، واحد منهما غني والآخر فقير) والعبري (וַיִּשְׁלַ֧ח יְהֹוָ֛ה אֶת־נָתָ֖ן אֶל־דָּוִ֑ד וַיָּבֹ֣א אֵלָ֗יו וַיֹּ֚אמֶר לוֹ֙ שְׁנֵ֣י אֲנָשִׁ֗ים הָיוּ֙ בְּעִ֣יר אֶחָ֔ת אֶחָ֥ד עָשִׁ֖יר וְאֶחָ֥ד רָֽאשׁ) [113]و نلاحظ انه كلمه غنى لم تأتى بمفردها بل جاءت معها كلمه رجل في عباره رجلان….احدهما غنى، ولكن لنرى العدد 2 (وكان للغني غنم وبقر كثيرة جدا) والعبري(לְעָשִׁ֗יר הָיָ֛ה צֹ֥אן וּבָקָ֖ר הַרְבֵּ֥ה מְאֹֽד) ونلاحظ انه كلمه غنى جاءت بمفردها ولم تأتى معها كلمه رجل، فلو كانت كلمه عشير وحدها تعنى اغنياء بالجمع لكان لابد ان يستخدم ناثان معها كلمه رجل بالعبري אֲנָשִׁ֗ ايش، ونلاحظ العدد الرابع (فجاء ضيف إلى الرجل الغني) والعبري (וַיָּ֣בֹא הֵלֶךְ֘ לְאִ֣ישׁ הֶֽעָשִׁיר֒) ونلاحظ انه كلمه غنى هنا سبقتها كلمه رجل، وهنا نستنتج انه كلمه عشير أي غنى عندما جاءت في عدد 2 بمفردها كانت تعنى الرجل الغنى وهي كلمه عشير ويسبقها كلمه ايش أي رجل، ولذلك استطاع ناثان ان يستخدم مره رجل غنى ثم غنى ثم رجل غنى بالتبادل، وهذا يعنى انه كلمه عشير وحدها من الممكن ان تعطى معنى مفرد وليس جمع دائما كما ادعى المعترض.

    ثالثا بالنسبة انه كلمه موت جمع: ما قاله المعترض صحيح بخصوص انه كلمه موت في النص جاءت جمع וְאֶת־עָשִׁ֖יר בְּמֹתָ֑יו، ولكن ما يجهله انه كلمه الموت حتى اذا جاءت بصيغه الجمع فهى لا تدل على جماعه، فكلمه موت بالجمع ذكرت مرتين فقط في الكتاب المقدس بصيغه الجمع الأولى في اشعياء 53: 10 والثانية حزقيال 28:8و 10 والاثنين عن شخص واحد مفرد، ففي حزقيال تكلم الرب عن ملك صور وقال له ” يُنَزِّلُونَكَ إِلَى الْحُفْرَةِ، فَتَمُوتُ مَوْتَ الْقَتْلَى فِي قَلْبِ الْبِحَارِ…… مَوْتَ الْغُلْفِ تَمُوتُ بِيَدِ الْغُرَبَاءِ، لأَنِّي أَنَا تَكَلَّمْتُ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ ” وبالعبري عدد 8 לַשַּׁ֖חַת יֽוֹרִד֑וּךָ וָמַ֛תָּה מְמוֹתֵ֥י חָלָ֖ל בְּלֵ֥ב יַמִּֽים…….. عدد 10 מוֹתֵ֧י עֲרֵלִ֛ים תָּמ֖וּת בְּיַד־זָרִ֑ים כִּי אֲנִ֣י דִבַּ֔רְתִּי נְאֻ֖ם אֲדֹנָ֥י יֱהֹוִֽה وهنا جاءت بصيغه الجمع أيضا مع انه النص عن شخص واحد[114].

    استخدام موت بصيغه جمع تدل على الموت العنيف الذي أصاب كلا من العبد المتألم في اشعياء 53 وحزقيال 28، ويقول ميخائيل ل براون [115]تعليقا على ذلك النص في كتابه

    Third, the reason deaths is in the plural in verse 9 is because it is an intensive plural, referring here to a violent death. Such usage of intensive plurals is extremely common in Hebrew, as recognized by even beginning students of the language.

    ثالثًا، سبب ذكر الموتات بصيغة الجمع في الآية 9 هو أنها جمع مكثف، في اشارة هنا إلى الموت العنيف مثل هذا الاستخدام لصيغ الجمع المكثفة للغاية شائعة في اللغة العبرية، كما يعترف بها حتى طلاب اللغة المبتدئين. ويقول في نفس الصفحة

    More specifically, in Ezekiel 28:8 the prophet declares, “And you [singular] will die the deaths [plural] of one slain [singular] in the depths of the sea” (translated literally). It is difficult to question the meaning here! (See also Ezek. 28:10: “the deaths [plural] of the uncircumcised you will die[singular].”) Whenever the Hebrew Bible refers to the deaths of an individual, it speaks of a violent death

    وبشكل أكثر تحديدًا، في حزقيال 28: 8 النبي يعلن” وانت (بالمفرد) تموت الميتات الْقَتْلَى فِي قَلْبِ الْبِحَار (مترجم حرفيا). ومن الصعب التشكيك في المعنى هنا! (أنظر أيضًا حزقيال 28: 10) الميتات (بالمفرد) التي للغلف تموت (مفرد) عندما يشير الكتاب المقدس العبري إلى موت شخص ما، فهو يتحدث عن موت عنيف. ويقول ايتان بار[116] في كتابه على ذلك الاعتراض

    If prophet Isaiah meant the word for death to be in the plural, he probably

    would have used “בְמוֹתָ֖ם In 2sa1: 23

    اذا كان اشعياء النبي قصد أن تكون كلمة الموت بصيغة الجمع، ربما كان سيستخدم “בְמוֹתָ֖ם في 2 صم 1: 23 “شَاوُلُ وَيُونَاثَانُ الْمَحْبُوبَانِ وَالْحُلْوَانِ فِي حَيَاتِهِمَا لَمْ يَفْتَرِقَا فِي مَوْتِهِمَا والعبري שָׁא֣וּל וִיהוֹנָתָ֗ן הַנֶּאֱהָבִ֚ים וְהַנְּעִימִם֙ בְּחַיֵּיהֶ֔ם וּבְמוֹתָ֖ם[117]، وللعلم كلمه موت في الكتاب المقدس كانت تأتى مفرد حتى لو تكلمنا على مجموعه لنرى مثلا (وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى بَعْدَ مَوْتِ ابْنَيْ هَارُونَ عندما

     اقْتَرَبَا أَمَامَ الرَّبِّ وَمَاتَا(لاويين 16: 1) والعبري (וַיְדַבֵּ֤ר יְהוָֹה֙ אֶל־משֶׁ֔ה אַֽחֲרֵ֣י מ֔וֹת שְׁנֵ֖י בְּנֵ֣י אַֽהֲרֹ֑ן בְּקָרְבָתָ֥ם לִפְנֵֽי־יְהוָֹ֖ה וַיָּמֻֽתוּ) [118]و أيضا ما قاله بلعام “مَنْ أَحْصَى تُرَابَ يَعْقُوبَ وَرُبْعَ إِسْرَائِيلَ بِعَدَدٍ؟ لِتَمُتْ نَفْسِي مَوْتَ الأَبْرَارِ، وَلْتَكُنْ آخِرَتِي كَآخِرَتِهِمْ».” (عد 23: 10)، מִ֤י מָנָה֙ עֲפַ֣ר יַֽעֲקֹ֔ב וּמִסְפָּ֖ר אֶת־רֹ֣בַע יִשְׂרָאֵ֑ל תָּמֹ֤ת נַפְשִׁי֙ מ֣וֹת יְשָׁרִ֔ים וּתְהִ֥י אַֽחֲרִיתִ֖י כָּמֹֽהוּ[119]، فلماذا لم يقل بلعام مثلا لتمت نفسى ميتات الابرار.:.

     

    الاعتراض الحادي عشر هل في المسيح عاهات؟

    ان كلمة يسحقه بالحزن، ليست دقيقه فالنص العبري والنسخة الكاثوليكية التي ترجمت الكلمة حرفيا من النص العبري جاء فيها الرب رضي أن يسحقه بالعاهات، فهل هي

    احزان ام عاهات وهل المسيح به عاهات، فبالطبع هذا النص لا ينطبق عن المسيح

    الرد: لنرى النص العبري וַֽיהֹוָ֞ה חָפֵ֚ץ דַּכְּאוֹ֙ הֶֽחֱלִ֔י، ونرى ترجمة اليهود من موقع شابات

    And the Lord wished to crush him, He made him ill[120]

    وشاء الرب بان يسحقه بانه جعله مريضا، لكن لنتناول تلك الكلمة بطريق لغويه سليمه

     كلمه حزن بالعبرية هي كلمه חָלָה ورقمها 2470 في قاموس استرونج [121]

    חָלָה châlâh, khaw-law’; a primitive root (compare H2342, H2470, H2490); properly, to be rubbed or worn; hence (figuratively) to be weak, sick, afflicted; or (causatively) to grieve, make sick; also to stroke (in flattering), entreat:—beseech, (be) diseased, (put to) grief, be grieved, (be) grievous, infirmity, intreat, lay to, put to pain, × pray, make prayer, be (fall, make) sick, sore, be sorry, make suit (× supplication), woman in travail, be (become) weak, be wounded.

    الكلمة فعل ومن معانيها قد جرح، او مريض، وقد استخدمت كثيرا بمعنى مرض العضوي “فِي ذلِكَ الزَّمَانِ مَرِضَ أَبِيَّا بْنُ يَرُبْعَامَ.” (1 مل 14: 1) والعبري בָּעֵ֣ת הַהִ֔יא חָלָ֖ה אֲבִיָּ֥ה בֶן־יָרָבְעָֽם [122]ولكنها ايضا استخدمت في الكتاب المقدس بمعنى جرح في مواضع كثيره، وهو الفعل الذي الاسم منه חֳלִי والذى قد استخدم في عباره مختبر الحزن، وكما قلنا سابقا كلمه المرض חֳלִי تعنى المرض العضوي والجراح والحزن، والفعل חָלָ֖ה مع انه اليهود ترجموه في بعض المواضع بمعنى مرض، لكن النص يؤكد انه ذلك المرض عباره عن جروح، وليس مرض عضوي، فالكلمة العبرية تعنى المرض ولكن ليس فقط الامراض العضوية فقط بل أيضا الجراح، فالشخص المجروح كان يطلق عليه مريض مثال على ذلك عندما أصيب اخاب بالجرح الذي أدى إلى موته (فقال لمدير مركبته رد يدك واخرجني من الجيش لأني قد جرحت) (1 مل 22: 34) النص باللغة العربية يقول جرحت، ولنرى النص الأصلي: וְאִ֗ישׁ מָשַׁ֚ךְ בַּקֶּ֙שֶׁת֙ לְתֻמּ֔וֹ וַיַּכֶּה֙ אֶת־מֶ֣לֶךְ יִשְׂרָאֵ֔ל בֵּ֥ין הַדְּבָקִ֖ים וּבֵ֣ין הַשִּׁרְיָ֑ן וַיֹּ֣אמֶר לְרַכָּב֗וֹ הֲפֹ֥ךְ יָדְךָ֛ וְהוֹצִיאֵ֥נִי מִן־הַֽמַּחֲנֶ֖ה כִּ֥י הָחֳלֵֽיתִי[123]. اليهود ترجمها انى قد مرضت

    Turn your hand and carry me out of the camp for I have becomes sick.

    لأنى صرت مريضا والمرض هنا عباره عن جرح

    و عندما جرح اخزيا في حربه مع ملك ارام قيل عنه (فَرَجَعَ لِيَبْرَأَ فِي يَزْرَعِيلَ بِسَبَبِ الضَّرَبَاتِ الَّتِي ضَرَبُوهُ إِيَّاهَا فِي الرَّامَةِ عِنْدَ مُحَارَبَتِهِ حَزَائِيلَ مَلِكَ أَرَامَ. وَنَزَلَ عَزَرْيَا بْنُ يَهُورَامَ مَلِكُ يَهُوذَا لِعِيَادَةِ يَهُورَامَ بْنِ أَخْآبَ فِي يَزْرَعِيلَ لأنه كَانَ مَرِيضًا.) (2 أخ 22: 6)لنرى النص العبري.

    וַיָּ֜שָׁב לְהִתְרַפֵּ֣א בְיִזְרְעֶ֗אל כִּ֚י הַמַּכִּים֙ אֲשֶׁ֣ר הִכֻּ֣הוּ בָֽרָמָ֔ה בְּהִלָּ֣חֲמ֔וֹ אֶת־חֲזָהאֵ֖ל מֶ֣לֶךְ אֲרָ֑ם וַֽעֲזַרְיָ֨הוּ בֶן־יְהוֹרָ֜ם מֶ֣לֶךְ יְהוּדָ֗ה יָרַ֡ד לִרְא֞וֹת אֶת־יְהוֹרָ֧ם בֶּן־אַחְאָ֛ב בְּיִזְרְעֶ֖אל כִּֽי־חֹלֶ֥ה הֽוּא [124]، لنرى ترجمة اليهود:

    And he went back to be healed in Jezreel because of the smiters who smote

    him in Ramah, when he waged war with Hazael the king of Aram, and Azariah the son of Jehoram king of Judah went down to see Jehoram the son of Ahab in Jezreel because he was ill.

    فالنص لا يقول كلمه عاهات اطلاقا سواء من الناحية العبرية او بالترجمات، ولو حتى النص ” اما الرب فسر ان يسحقه بالمرض” فالمرض كما راينا من الممكن تعنى جرح، وكيف سحق المسيح بالمرض؟ بانه كان مجروحا لأجل معاصينا، ويوكد هذا يافث بن عالي [125] ويقول

    It was said above, ‘ The Lord laid upon him the iniquity of us all,’ and the prophet repeats the same thought here, saying that God was pleased to bruise and sicken him, though not in consequence of sin. B}^ the word ‘ bruise ‘ he points back to the language of Israel in ver. 5, ‘ he was bruised for our iniquities,’ and ‘ made sick’ is parallel to wounded

    لقد قيل أعلاه: “الرب وضع عليه إثم جميعنا”، ويكرر النبي نفس الفكرة هنا قائلًا إن الله سُرَّ أن يسحقه ويمرضه، ولكن ليس نتيجة للخطية، كلمة “يسحقه” تشير إلى لغة إسرائيل في عدد5، “إنه مسحوق

    ( لأجل آثامنا”، و”مرض” يوازي مجروح (أي مجروح لأجل معاصينا

     

    الاعتراض الثاني عشر: هل تعبير جعل نفسه ذبيحة أثم محرف؟

    يقول المعترض: هذا النص إذا رجعنا إليه في النص العبري سنجد مفاجئة تجعل النص يستحيل ان ينطبق على يسوع حيث النص العبري لهذا العدد

    וַיהוָה חָפֵץ דַּכְּאוֹ، הֶחֱלִי–אִם-תָּשִׂים אָשָׁם נַפְשׁוֹ، יִרְאֶה זֶרַע יַאֲרִיךְ יָמִים; וְחֵפֶץ יְהוָה، בְּיָדוֹ יִצְלָח، وترجمته: (أمّا الرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِالعاهات. إذا اعترف بذنبه يَرَى نَسْلاً تَطُولُ أَيَّامُهُ وَمَسَرَّةُ الرَّبِّ بِيَدِهِ تَنْجَحُ.) وهذه الجملة الشرطية غير موجودة في نسخة الكينج جيمس، ولكنها موجودة في الفاندايك مع تحريف في الترجمة، فالترجمة الصحيحة ينبغي أن تكون (إذا اعترف بذنبه)، بينما الفاندايك تقرأ النص كالتالي (إذا جعل نفسه ذبيحة إثم) وهي ترجمة خاطئة، وهذا يعني أن الشخص الذي يتكلم عنه الأصحاح له ذنب يجب أن يعترف به وذلك كما جاء بالنص العبري،

    الرد: المعترض لم ينتبه انه في طرح شبهته قد ناقض نفسه، لأنه قال انه العبد المتألم لم يفعل ظلما ولم يكن في فمه غش، هي عن الجيل الباقي الصالح والتقى الذي لم يفعل أي ظلم، لكنه يحتمل ذنب آباؤه، فكيف يقول بعد ذلك انه العدد يقول إذا اعترف بذنبه وانه عليه ذنب؟؟ أليس ذلك تناقض في شبهه؟؟، قد يقول قائل هذا ذنب آباؤه. إذن لماذا لم يقل العدد ذنب أباءه، لنرى هل نسخه الملك جيمس حذفت الترجمة، ولماذا لم يعرضها المعترض حتى نتأكد، لنرى ترجمة جيمس

    Yet it pleased the LORD to bruise him; he hath put [him] to grief: when thou shalt make his soul an offering for sin, he shall see [his] seed, he shall prolong [his] days.[126]

    ولكن الرب سرّ أن يسحقه. قد احزنه. حين يجعل نفسه ذبيحة إثم يرى نسلاً تطول أيامه.

    و لكي نتأكد من اصاله العدد لنرى ذلك المدراش اليهودي

    Midrash Aseret Memrot:[127]

    “The Messiah, in order to atone for them both [for Adam and David] will make his soul a trespass offering (Isaiah 53:10)

    وفى نفس المرجع”لكي يكفر المسيح عنهما [لآدم وداود] يجعل نفسه ذبيحة إثم” (إشعياء 53: 10)

    Yalkut Hadash, nun tet, nishmot:

    “…While Israel were in their own land they freed themselves from such sicknesses and other punishments by means of offerings, but now the Messiah frees them from them, as it is written, ‘He was wounded for our transgressions…’ (Isaiah 53:5)”

    وبينما كان إسرائيل في أرضهم حرروا أنفسهم من مثل هذه الأمراض والعقوبات الأخرى بواسطة التقدمات، أما الآن فالمسيح يحررهم منها، كما هو مكتوب: “إنه مجروح لأجل معاصينا…” (إشعياء 53: 5)، (تعليقي الخاص كيف حررهم المسيح من الذبائح، الا بتقديم نفسه ذبيحه)، ولنرى أيضا يافث ابن عالي[128]

    ‘When his soul makes a trespass-offering,’ indicating thereby that his soul was compelled to take Israel’s guilt upon itself, as it is said below, ‘ And he bare the sin of many’ (ver. 12)

    “عندما يقدم نفسه ذبيحة إثم” إشارة بذلك إلى أن نفسه اضطرت إلى أن تحمل إثم إسرائيل، كما هو

    مذكور أدناه: “وحمل خطية كثيرين” (ع 12)، ولكن لنتناول الآية بطريقه لغويه فنرى مقطع ان جعل نفسه ذبيحه اثم هو אִם־תָּשִׂ֤ים אָשָׁם֙ נַפְשׁ֔ו، فالكلمة الأولى אִם־ في قاموس استرونج [129]برقم 518ֹ

    אִם ʼim, eem; a primitive particle; used very widely as demonstrative, lo!; interrogative, whether?; or conditional, if, although; also Oh that!, when; hence, as a negative, not:—(and, can-, doubtless, if, that) (not), + but, either, + except, + more(-over if, than), neither, nevertheless, nor, oh that, or, + save (only, -ing), seeing, since, sith, + surely (no more, none, not), though, + of a truth, + unless, + verily, when, whereas, whether, while, + yet.

    ومن معانيها اذ او عندما ، اما الكلمة الثانية جعل هي שׂוּם في قاموس استرونج [130]برقم 7760

    שׂוּם sûwm, soom; or שִׂים sîym; a primitive root; to put(used in a great variety of applications, literal, figurative, inferentially, and elliptically): × any wise, appoint, bring, call (a name), care, cast in, change, charge, commit, consider, convey, determine, disguise, dispose, do, get, give, heap up, hold, impute, lay (down, up), leave, look, make (out), mark, name, on, ordain, order, paint, place, preserve, purpose, put (on), regard, rehearse, reward, (cause to) set (on, up), shew, steadfastly, take, × tell, tread down,(over-)turn,× wholly, work.

    تعنى يضع، كلمه ذبيحه اثم في قاموس استرونج [131]برقم 817

    אָשָׁם֙ ‘asham aw-shawm’ from 816; guilt; by implication, a fault; also a sin-offering:–guiltiness, (offering for) sin, trespass (offering).

    و تعنى اثم، او ذبيحه اثم، وكلمه نفسه في قاموس استرونج [132]برقم 5315

    from 5314; properly, a breathing creature, i.e. animal of (abstractly) vitality; used very widely in a literal, accommodated or figurative sense (bodily or mental):–any, appetite, beast, body, breath, creature, X dead(-ly), desire, X (dis-)contented, X fish, ghost, greedy, he, heart(-y), (hath, X jeopardy of) life (X in jeopardy), lust, man, me, mind, mortally, one, own, person, pleasure, (her-, him-, my-,thy-)self, them (your)-selves, + slay, soul, + tablet, they, thing, (X she) will, X would have it.تعنى نفسها , نفسه , نفسى, انفسهم

    و هنا نرى انه المقطع صحيح، ولكن سأركز على كلمه אָשָׁם֙ ونطقها اشم والتي تعنى اثم أي الخطية الموجهه ضد الله في العهد القديم، وتعنى ذبيحه الاثم التي تقدم عن تلك الخطية، فهي تحمل المعنين الاثم نفسه أي الخطية الموجهة ضد الله وذبيحه الاثم التي تقدم لله.

    لنرى مقطع جعل نفسه ذبيحه اثم بالعبري אִם־תָּשִׂ֚ים אָשָׁם֙ נַפְשׁ֔וֹ[133]، وكلمه الملونة هي ذبيحه اثم كما نقول نحن المسيحيين، لنقارنها مع نصوص التي تتكلم عن ذبائح الاثم في العهد القديم “وَيُوقِدُهُنَّ الْكَاهِنُ عَلَى الْمَذْبَحِ وَقُودًا لِلرَّبِّ. إِنَّهَا ذَبِيحَةُ إِثْمٍ.”(لا 7: 5)، وبالعبري וְהִקְטִ֨יר אֹתָ֤ם הַכֹּהֵן֙ הַמִּזְבֵּ֔חָה אִשֶּׁ֖ה לַֽיהֹוָ֑ה אָשָׁ֖ם הֽוּא [134]، ونرى انها نفس الكلمة، والكلمة التي تليها تعنى تكون أي ذبيحه اثم تكون، في الأول ذلك الاصحاح يقول “«وَهذِهِ شَرِيعَةُ ذَبِيحَةِ الإِثْمِ: إِنَّهَا قُدْسُ أَقْدَاسٍ.” (لا 7: 1)، وبالعبرى וְזֹ֥את תּוֹרַ֖ת הָֽאָשָׁ֑ם קֹ֥דֶשׁ קָֽדָשִׁ֖ים הֽוּא، والكلمة هي نفسها ولكنها مسبوقة ب הָֽ وتنطق ها وهي اداه تعريف، اما في اشعياء 53 فجاءت نكره وليست معرفه

    لكن لكي نحسم تلك الشبهة تماما لو افترضنا انه المقطع يقول اذا اعترف بذنبه او بإثمه، من المفترض ان يتصل حرف الواو(ו ֹ) في العبري والذى يستخدم كاداه ملكيه للمفرد الغائب كما ذكرنا سابقا بكلمه אָשָׁ֑ם، فتكون אֲשָׁמ֥ו اشمو أي اثمه، فنرى في سفر اللاويين “وَيَأْتِي إِلَى الرَّبِّ بِذَبِيحَةٍ لإِثْمِهِ: كَبْشًا صَحِيحًا مِنَ الْغَنَمِ بِتَقْوِيمِكَ، ذَبِيحَةَ إِثْمٍ إِلَى الْكَاهِنِ.” (لا 6: 6) אֶת־אֲשָׁמ֥וֹ יָבִ֖יא לַֽיהֹוָ֑ה אַ֣יִל תָּמִ֧ים מִן־הַצֹּ֛אן בְּעֶרְכְּךָ֥ לְאָשָׁ֖ם אֶל־הַכֹּהֵֽן[135] ְ وتترجم بذبيحه اثمه يأتي إلى الرب، ونرى انه اتصل حرف الواو بكلمه اثم لتكون اثمه، لكن اذا راينا الكلمة في اشعياء 53 سنلاحظ انه بدون واو אָשָׁם֙ وغير معرفه، لذلك تترجم اثم وليس اثمه، ولا يمكن ان تكون اذا اعترف بإثم، فالجملة بذلك غير صحيحه لغويا، وبذلك نكون اثبتنا اصاله المقطع في اشعياء 53.

     

    الاعتراض الثالث عشر: هل تعبير يرى نسلا تطول ايامه لا ينطبق على المسيح؟

    يقول المعترض: نلاحظ بأن العدد العاشر بحسب النص العبري من الأصحاح يتحدث عن عبد قد وعد بأن ستكون له ذرية فعلية أو حقيقية، ذلك لأن عبارة النص العبري هي هكذا

    וַיהוָה חָפֵץ דַּכְּאוֹ، הֶחֱלִי–אִם-תָּשִׂים אָשָׁם נַפְשׁוֹ، יִרְאֶה זֶרַע יַאֲרִיךְ יָמִים; וְחֵפֶץ יְהוָה، בְּיָדוֹ יִצְלָח. وهي تترجم انجليزيا هكذا       

    وهذا النص يثير مشكلة كبيرة للكنيسة بسبب ان المسيح لم تكن له أي ذرية من صلبه، ذلك لأن الكلمة العبرية zerahأو zer’a أي الذرية الواردة في هذا العدد لا تشير إلا للذرية التي هي من صلب الرجل أو من نسله الحقيقي، أما الكلمة العبرية التي تستخدم للإشارة إلى الأولاد مجازاً فهي ben. وكمثال توضيحي للتفريق بين كلمة Zerah وبين كلمةben في العبرية فلنقرأ تكوين 15: 3 – 4: ((وقال ابرام ايضاً: ((إنك لم تعطني نسلاً Zerah، وهوذا ابن – ben – بيتي وارث لي)) فإذا كلام الرب إليه قائلاً: ((لا يرثك هذا، بل الذي يخرج من احشائك هو يرثك)) ومن الملاحظ أيضاً ان العدد العاشر بحسب الاصل العبري يعطي وعداً للعبد بطول العمر أي ان الرب سيطيل عمره

    ومن الملاحظ أيضاً ان العدد العاشر بحسب الاصل العبري يعطي وعداً للعبد بطول العمر أي ان الرب سيطيل عمره، وهذا ما يثير أيضا مشكلة كبيرة للكنيسة ذلك لأن التعبير الاصطلاحي العبري للحياة الطويلة الواردة في هذه الآية هي: (ya’arich yamim) وهذا التعبير لا يعني حياة خالدة أبدية لا نهاية لها ولكنه يعني حياة فانية ستصل إلى نهايتها على الارض وبالتالي فإن هذه الآية لا يمكن ان تنطبق ابداً على أي كائن يمكن أن يعيش للأبد. وكأمثلة من الكتاب المقدس وردت فيها هذا التعبير الذي لا يدل على الخلود انظر على سبيل المثال تثنية 17: 20 و25: 15 والامثال 28: 16 وسفر الجامعة 8: 13.

    أما التعبير العبري للحياة الابدية الخالدة فهو (haye’i olam) انظر دانيال 12: 2. ومن جهة أخرى كيف سيتم اطالة عمر شخص من المفترض انه ابن الله الأزلي؟ وكنتيجة على ذلك كله فإن انطباق هذه الآية على المسيح هو أمر مستحيل بحسب الفكر اللاهوتي المسيحي للمسيح، بل تنطبق على الأمناء من اليهود ونرى ذلك من الكتاب المقدس

    وبعض الآيات مثل تثنية 11: 21(لِتَكْثُرَ أَيَّامُكَ وَأَيَّامُ أَوْلادِكَ عَلى الأَرْضِ التِي أَقْسَمَ الرَّبُّ لآِبَائِكَ أَنْ يُعْطِيَهُمْ إِيَّاهَا) وتثنية 28: 11 (وَيَزِيدُكَ الرَّبُّ خَيْراً فِي ثَمَرَةِ بَطْنِكَ وَثَمَرَةِ بَهَائِمِكَ وَثَمَرَةِ أَرْضِكَ عَلى الأَرْضِ التِي حَلفَ الرَّبُّ لآِبَائِكَ أَنْ يُعْطِيَك) وتثنية 30: 5 (وَيَأْتِي بِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ إلى الأَرْضِ التِي امْتَلكَهَا آبَاؤُكَ فَتَمْتَلِكُهَا وَيُحْسِنُ إِليْكَ وَيُكَثِّرُكَ أَكْثَرَ مِنْ آبَائِكَ)

    الرد: الحقيقة المعترض غير أمين فهذه أيضًا لأنه قاموس سترونج [1]ترجم تلك الكلمة بمعانى كثيرة

    H2233 זרע zera‛ From H2232; seed; figuratively fruit، plant، sowing time، posterity: – X carnally، child fruitful، seed(-time)، sowing-time.

    هي كلمة من مصدر زرا اي زرع وهي تعني بذره مجازيا وأيضًا ثمره ونبات ووقت الزراعة: الأجيال القادمة، جسد، طفل، مثمر، بذور، وقت البذور، ويقول موقع [2]

    1c) semen virile1d) offspring، descendants، posterity، children1e) of moral quality1e1), a practitioner of righteousness (figuratively)

    البذر البذور… النسل أحفاد أجيال قادمه أطفال، أنواع أخلاقية (أي أبناء بنفس الخلق وليس بالجسد) أي يمارس البر بمعنى مجازي

    ومثال على ذلك “لأَنَّهُمُ اتَّخَذُوا مِنْ بَنَاتِهِمْ لأَنْفُسِهِمْ وَلِبَنِيهِمْ، وَاخْتَلَطَ الزَّرْعُ الْمُقَدَّسُ بِشُعُوبِ الأَرَاضِي. (عز 9: 2). والعبري (כִּֽי־נָשְׂא֣וּ מִבְּנֹֽתֵיהֶ֗ם לָהֶם֙ וְלִבְנֵיהֶ֔ם וְהִתְעָֽרְבוּ֙ זֶ֣רַע הַקֹּ֔דֶשׁ בְּעַמֵּ֖י הָֽאֲרָצ֑וֹת) [3]وكلمه الزرع المقدس أي شعب الله المختار الشعب الذي يتبع الله، فكلمه نسل او زرع تعنى شعب تابع لله ويؤكد ذلك تثنيه 7: 3-5 (وَلاَ تُصَاهِرْهُمْ. بْنَتَكَ لاَ تُعْطِ لابْنِهِ، وَبِنتْهُ لاَ تَأْخُذْ لابْنِكَ….. لأَنَّكَ أَنْتَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ. إِيَّاكَ قَدِ اخْتَارَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَكُونَ لَهُ شَعْبًا أَخَصَّ مِنْ جَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ) ولكيلا يقول قائل انه الزرع المقدس او الشعب المقدس تعنى فقط أولاد إبراهيم بالجسد يؤكد الله المعنى القائل بانه شعب خاص بالله في (تث 14: 1-2) «أَنْتُمْ أَوْلاَدٌ لِلرَّبِّ إِلهِكُمْ. لاَ تَخْمِشُوا أَجْسَامَكُمْ، وَلاَ تَجْعَلُوا قَرْعَةً بَيْنَ أَعْيُنِكُمْ لأجل مَيْتٍ لأَنَّكَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ، وَقَدِ اخْتَارَكَ الرَّبُّ لِكَيْ تَكُونَ لَهُ شَعْبًا خَاصًّا فَوْقَ جَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ)، ونلاحظ في اخر عدد انه يقول انتم أولاد للرب الهكم، فالشعب المقدس هم أولاد للرب الاله ونسله أي انه شعب يتبع الله، ولكى ننهى شبهه المعترض بشكل تام نعرض هذا النص الذي قاله الله على عباد الاوثان ” أَمَا أَنْتُمْ أَوْلاَدُ الْمَعْصِيَةِ، نَسْلُ الْكَذِبِ؟” (إش 57: 4)، وكلمه نسل هي كلمه زرع العبريه المذكوره في اصحاح 53، لنعرض ما جاء في اصحاح 57 הֲלֽוֹא־אַתֶּ֥ם יִלְדֵי־פֶ֖שַׁע זֶ֥רַע שָֽׁקֶר [4]، فالسؤال هنا لكل المعترضين هل الكذب ينجب أبناء؟؟

    فالنسل في اصحاح اش 53 يشير الي كل المؤمنين بالسيد المسيح واتبعوه، والى كنيسه العهد الجديد الى اتقتناها الرب بدمه (أع 20: 28)، ويعلق القمص انطونيوس فكرى [5]على نص يرى نسلا ويقول: يَرَى نَسْلًا = النسل هم المؤمنين الذين فداهم، كان هو حبة الحنطة التي سقطت ليكون هناك حبوب كثيرة. اما بالنسبه الى مقطع تطول أيامه هو بالفعل كما ذكر المعترض هو اراخ ياميم، واعرف انه هناك مفسيرين من اليهود قالوا انها مده زمنيه محدده، ولكن هل فعلا هي لا تعنى الاستمراريه؟؟ ساذكر تفسيرات لليهود للنص، وليس أي يهود بل الذين فسروها على شعب إسرائيل، فلو لم تكن تطول أيامه لها معنى الخلود لما قال المفسيرين ما ساعرضه، فلا يهمنى التفسير في حد ذاته لكنى اريد ان اثبت فقط انه لو لم يكن لتطول أيامه معنى الخلود، لما قال المفسرين ما ساذكره، رباى نفتالى بن اشير [6]

    if so, I will then pay him his reward ; he shall see seed in this present world, and Prolong his days in the world to come.

    إذا كان الأمر كذلك، فسوف أوفيه أجره؛يرى زرعا في هذا العالم الحاضر، ويطيل أيامه في العالم الآتي

    وأيضا Yalqut Reubeni [7](مجموعة روبن) التى ذكرناها سابقا ماذا تقول

    he shall see seed and prolong his days, i. e. — according to one explanation of the words — ‘see seed’ in this world, and ‘ prolong his days ‘ in the world to come.

    فيرى زرعًا وتطيل أيامه، اى بحسب أحد تفسيرات الكلمات – “يرى البذرة” في هذا العالم، و”يطيل أيامه” في العالم الآتي.

    والسؤال ما هو العالم الاتى عند اليهود  يقول مدراش تانخوما [8]

    In Olam Ha’zeh, death does not allow man to have [complete] simcha, but in Olam Haba, death will be banished.

    في هذا العالم الموت لا يسمح لإنسان بان يملك السعادة الكاملة، ولكن في العالم الاتى، سوف ينفى الموت. (وهذا دليل على الخلود)

    قال اشعياء تطول أيامه لكي تؤكد انه المسيح سيقوم بطبيعته الإنسانية من الموت، وان الموت لن يتسلط على طبيعته الناسوتية بل ستقوم وتخلد الى الابد وهذا ردا على ادعاء كيف يتم اطاله عمر من هو ابن الأزلي، ونرى أيضا انه اشعياء قال يرى نسلا تطول أيامه، فالنسل هو المؤمنين باسمه، وعندما يذكر تطول أيامه أي قيامه المسيح بعد ذكره لنسله أي المؤمنين، أي بقيامه المسيح بطبيعة انسانيه ممجده، ننال نحن أيضا تلك الطبيعة الممجدة، التي سنكون بها في الأبدية.

    يقول داود النبى في مزمور 21 وهو شكر على نصره الملك، يقول دواد عن ذلك الملك “حَيَاةً سَأَلَكَ فَأَعْطَيْتَهُ. طُولَ الأَيَّامِ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ.” (مز 21: 4)، طول الأيام هنا هي אֹ֥רֶךְ יָ֜מִ֗ים [9]اوريخ ياميم واوريخ هي الاسم من فعل اراخ، والسؤال هنا هل عباره طول الأيام الى الدهر والابد تعنى فتره زمنيه ستنتهي بالموت ام الاستمرارية الى مدى نهاية، ولكنها في الحقيقة نبوءة عن قيامه المسيح من بين الأموات، فالمسيح سأل الاب ان يقيمه من الأموات فأقامه ناقضا اوجاع الموت.

    سأعطي تفسيرات من اليهود على ذلك النص منهم الحاخام مالبيم مع انه فسرها على دواد لكنه ذكر نقطه معينه

    חיים, אח”כ רצה שאול להרגו ובקש ממך חיים שלא ימות ביד שאול, ונתתה לו, אח”כ בקש ממך אורך ימים שיתארכו ימיו, וגם זה נתת לו עולם ועד, שיתארכו ימיו תמיד[10]

    الحياة فأراد شاول أن يقتله وطلب منك الحياة لئلا يموت بيد شاول فأعطيته إياها ثم طلب منك طول الأيام لتطول أيامه وأنت أيضا وأعطاه الخلود لتطول أيامه إلى الأبد

    ولو لم تكن طول الأيام للدهر والابد تعنى الخلود لما فسرها مالبيم هكذا، والرابى راداك [11]فسر ما في المزمور أيضا هكذا

    חיים שאל ממך נתתה לו שתאריך לו ימים לעולם הזה ארך ימים עולם ועד: חיי העולם הבא لقد طلب منك حياه أن تمنحه إطالة أيامه في هذا العالم؛ تحيا إلى أبد الآبدين: حياة العالم الآخر (وهنا أيضا تعنى الخلود)، ولو لم تكن معناها الخلود لماذا اعطى راداك هذا التفسير، فهنا لا يمهني التفسير في حد ذاته، لكن يهمني ان أوضح انه لو لم تكن طول الأيام هنا تعنى الخلود، لما قال راداك ذلك، وغيره مما ذكرت فوق، سأذكر أيضا التلمود[12] وتعليقه على ذلك النص

    Once the Messiah ben David saw Messiah ben Yosef, who was killed, he says to the Holy One, Blessed be He: Master of the Universe, I ask of you only life; that I will not suffer the same fate. The Holy One, Blessed be He, says to him: Life? Even before you stated this request, your father, David, already prophesied about you with regard to this matter precisely, as it is stated: “He asked life of You, You gave it to him; even length of days for ever and ever” (Psalms 21:5).     

    ولما رأي المسيح بن داود المسيح بن يوسف المقتول قال للقدوس تبارك وتعالى: يا سيد الكون، لا أطلب منك إلا الحياة؛ أنني لن أعاني من نفس المصير. فيقول له القدوس تبارك وتعالى: الحياة؟ وحتى قبل أن تقدم هذا الطلب، سبق أن تنبأ عنك أبوك داود في هذا الأمر تحديدًا، كما جاء: “سألك حياة فأعطيته. وطول الأيام إلى الدهر والأبد” (مز 21: 5).

    اليهود من عدم فهمهم لكل النبوات طنوا انه سيأتي مسيحيين أحدهما المسيح ابن داود والاخر المسيح ابن يوسف، وهنا يقول عندما تم قتل المسيح بن يوسف، طلب المسيح ابن داود من الله الحياه طول الأيام الى الدهر والابد حتى لا يعانى مصير القتل، والسؤال هل المعنى هنا حياه محددوده حتى لو طويله جدا ام الخلود، فلو كانت معناها حياه طويله جدا فمن الممكن انه بعد تلك الحياه الطويله جدا يقتل الشخص، ولكن هنا تعنى الخلود الذي لا يذوق من حصل عليه الموت ابدا.

    قد يأتي معترض ويأتي بتفسير ابن عزرا للنص الذي يقول: אורך ימים עולם ועד – עולם הפחות שני דורים[13]، طول الأيام إلى الدهر والى الابد، عالم من جيلين على الأقل،

    فيحاول بذلك ان يثبت انها مده محدده فنرد عليه انه للدهر والابد עוֹלָ֥ם וָעֶֽד جاءت بتلك الصيغة في

    ، יְהֹוָ֥ה | יִמְלֹ֖ךְ לְעֹלָ֥ם וָעֶֽד، לְ [14]حرف جر لام، “الرَّبُّ يَمْلِكُ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ».” (خر 15: 18

    والسؤال هل سيملك الرب الى جيلين فقط ام الى ما لا نهايه، “لأَنَّ اللهَ هذَا هُوَ إِلهُنَا إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ. هُوَ يَهْدِينَا حَتَّى إِلَى الْمَوْتِ.” (مز 48: 14)، والعبرى כִּ֚י זֶ֨ה | אֱלֹהִ֣ים אֱ֖לֹהֵינוּ עוֹלָ֣ם וָעֶ֑ד[15]، فهل الله هو إله لجيلين فقط، فكيف بعد كل ذلك نقول انه تطول أيامه او طول الأيام معناها فقط مده زمنيه محدده.

    وأخيرا بعد ان أنهينا كل هذه الاعتراضات نود ان نسأل المعترضين هل نصدقكم انتم ام بالأحرى نصدق الرب الذي اكد انه ذلك النص عن نفسه حينما قال “لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ فِيَّ أَيْضًا هذَا الْمَكْتُوبُ: وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ. لأَنَّ مَا هُوَ مِنْ جِهَتِي لَهُ انْقِضَاءٌ».” (لو 22: 37) (اش53: 12).

     

     

    [1] A concise dictionary of the word in hebrew bible page 36

    [2] Blue letter bible H2233 – zera

    [3] Complete jewish Tanach, chabad Ezra 9: 2

    [4] Complete Jewish tanath , Chabad Isaiah 57: 4

    [5] القمص انطونيوس فكرى: تفسير اشعياء 53 ص 270

    [6] Neubauer and driver: The Fifty-third chapter of Isaiah according to the Jewish interpreters page 322

    [7] Neubauer and driver: The Fifty-third chapter of Isaiah according to the Jewish interpreters page 396

    [8] Tanchuma — Vayechi 3

    [9] Complete Jewish Tanach Chabad Ps21: 4

    [10] Seferia: Malbim on ps 21: 4

    [11] Seferia: Radak on ps 21: 4

    [12] Sukkah 52a: 6

    [13] Seferia: Ibn Ezra on ps 21: 4

    [14] Complete Jewish Tanach Chabad, Ex 15: 18

    [15] Complete Jewish Tanach Chabad ps 48: 14

    [1] Neubauer and driver:The Fifty-third chapter of Isaiah according to the Jewish interpreters page 111

    [2] Babylonian Talmud: Tractate Sanhedrin: Folio 98b Verse 25 and 30

    [3] Midrash rabbah on chapter 2 of rath:Page 11

    [4] What the rabbonim say about Moshiach , page 62

    4 Targum Jonathan on Isaiah 52

    [6] Midrash Tanchuma, Toldot 14:1

    [7] What the rabbonim say about Moshiach, page 41

    [8]Seferia: Radak on Ezekiel 37: 24

    [9] The Complete Tanakh Chabad Daniel 5: 28

    [10] The Complete Tanakh Chabad Jeremiah 50: 2

    [11] The Complete Tanakh Chabad Isa 22: 3

    [12]Seferia: Rashi on Isaiah 22: 3

    [13] Rabi David Kimhi: Sefer Mikhlol Page 30

    [14] What the rabbonim say about Moshiach, page 17

    [15]What the rabbonim say about Moshiach , page 47

    [16] Refuting rabbinic objection to Christianity – messianic Prophecies page 34

    [17] تفسير تادرس يعقوب ملطى لسفر اشعياء ص 401

    [18] A concise dictionary of the word in Hebrew bible page 39

    [19] What the rabbonim say about Moshiach , page 47

    [20] Seferia Ibn Ezra commentary on Isaiah 53

    [21] Seferia Radak on Isaiah 53

    [22] سفر اشعياء تفسير القس انطونيوس فكرى ص 268

    [23] Seferia: Talmud, Megillah 17b:12

    [24] The Complete Tanakh Chabad Isaiah 6: 10

    [25] The Complete Tanakh Chabad Isaiah 53: 4

    [26] Neubauer and driver: The Fifty-third chapter of Isaiah according to the Jewish interpreters page 11

    [27] Neubauer and driver: The Fifty-third chapter of Isaiah according to the Jewish interpreters page 16

    [28] متى هنري: تفسير انجيل متى ص 261

    [29]The Complete Tanakh Chabad Isaiah 53: 4

    [30] The Complete Tanakh Chabad Ruth 1: 13

    [31]The Complete Tanakh Chabad 2sam 3: 11

    [32]The Complete Tanakh Chabad Lam 4: 13

    [33]The Complete Tanakh Chabad Hos 6: 11

    [34]The Complete Tanakh Chabad Obad1: 11

    [35] The Complete Tanakh Chabad Nah 3: 4

    [36] What the rabbonim say about Moshiach , page 52

    [37] What the rabbonim say about Moshiach , page 54

    [38] A concise dictionary of the word in Hebrew bible page 84

    [39]The Complete Tanakh Chabad Isaiah 53: 6

    [40] The Complete Tanakh Chabad Gen 15: 16

    [41]The Complete Tanakh Chabad Gensis 19: 15

    [42] The Complete Tanakh Chabad Josh 22: 17

    [43]The Complete Tanakh Chabad 2Sam 14: 9

    [44] The Complete Tanakh Chabad Ps 18: 23

    [45]The Complete Tanakh Chabad Ps 51: 2

    [46] The Complete Tanakh Chabad Ps 78: 39

    [47] A concise dictionary of the word in Hebrew bible page 79

    [48]A concise dictionary of the word in Hebrew bible page 106

    [49] Greek Dictionary of the New Testament page 28

    [50] Ησαΐας (Isaiah) 53:: Septuagint (LXX) , blue letter bible website

    [51] العهد الجديد ترجمه بين السطور يوناني عربي ص 605

    [52] The Complete Tanakh Chabad Jermiah 51: 40

    [53] جون جليك راست: صلب المسيح حقيقه لا افتراء صفحه 10

    [54] الموسوعة الكنسية تفسير انجيل يوحنا

    [55] What the rabbonim say about Moshiach , page 50

    [56] The new Jewish translation society Tanakh page 737

    [57] Refuting Rabbinic objections to Christianity page 36

    [58] Judaism answer :Answers to objections

    [59] The Complete Tanakh Chabad Job 28: 13

    [60] The Complete Tanakh Chabad Isa 38: 11

    [61] The Complete Tanakh Chabad Ezekiel 26: 20

    [62] The Complete Tanakh Chabad Isa 53: 10

    [63] The Complete Tanakh Chabad Jer 11: 19

    [64] The Fifty-third chapter of Isaiah according to the Jewish interpreters by Neubauer and driver page 82

    [65] The Fifty-third chapter of Isaiah according to the Jewish interpreters by Neubauer and driver page 269

    [66] A concise dictionary of the word in Hebrew bible page 58

    [67] Seferia , klein dictionary לָֽמוֹ

    [68] Judaism answer: Answers to objections

    [69] Seferia: ibn Ezra commentary on Isaiah 53

    [70] The Complete Tanakh Jermiah Gen 9: 26

    [71] Mechon memra Gen 9: 26

    [72] The Complete Tanakh Chabad: Deuteronomy 32: 35

    [73] Mechon memra: Deuteronomy 32: 35

    [74] The Complete Tanakh Chabad: Deuteronomy 33: 2

    [75] Mechon memra: Deuteronomy 33: 2

    [76] The Complete Tanakh Chabad: Ps 2: 4

    [77] Mechon memra Ps 2: 4

    [78] The Complete Tanakh Chabad Ps 99: 7

    [79] Mechon memra Ps 99: 7

    [80] The Complete Tanakh Chabad Ps 78: 24

    [81] Mechon memra Ps 78: 24

    [82] The Complete Tanakh Chabad Ps 119: 165

    [83] Mechon memra Ps 119: 165

    [84] The Complete Tanakh Chabad Isa 16: 4

    [85] Mechon memra Isa 16: 4

    [86] The Complete Tanakh Chabad Isa 23: 1

    [87] Mechon memra Isa 23: 1

    [88] The Complete Tanakh Chabad Isa 44: 7

    [89] Mechon memra Isa 44: 7

    [90] The Complete Tanakh Chabad Isa 48: 21

    [91] Mechon memra Isa 48: 21

    [92] A concise dictionary of the word in Hebrew bible page 74

    [93] The Complete Tanakh Chabad genesis 12: 17

    [94] The Complete Tanakh Chabad Deuteronomy 17: 8

    [95] The Complete Tanakh Chabad Isa 53: 8

    [96]Risto Santala: The Midrash of the Messiah page 100

    [97] The great Isaiah Scroll – Digital Dwat Sea Scrolls: Isaiah

    [98] Ησαΐας (Isaiah) 53:: Septuagint (LXX) , blue letter bible website Isa 53: 8

    [99] ناشد حنا: شرح سفر اشعياء مفصلا ايه ايه الطبعة الرابعة ص 335

    [100] Neubauer and driver: The Fifty-third chapter of Isaiah according to the Jewish interpreters page 82

    [101] Seferia: Rashi on Isaiah 22: 16-17

    [102] القمص انطونيوس فكرى: تفسير سفر اشعياء

    [103] Hebrew and English lexicon of old testament page 182-183

    [104] Complete jewish tanath Chabad: Ezekiel 43: 8

    [105] Complete Jewish Tanath Chabad 1sam 9: 7

    [106] Complete Jewish Tanath Chabad judge 17: 2

    [107] Complete Jewish Tanath Chabad gen 30: 29

    [108] Complete Jewish Tanath Chabad Gen 27: 15

    [109] Seferia Rashi on Isaiah 53: 9

    [110] Neubauer and driver: The Fifty-third chapter of Isaiah according to the Jewish interpreters page 82

    [111] Complete Jewish Tanath Chabad proverbs 10: 15

    [112] Complete Jewish Tanath Chabad Jeremiah 9: 23

    [113] Complete Jewish tanath Chabad 2sam 12: 1,2,4

    [114] Complete Jewish tanath Chabad Ezekiel 28: 8, 10

    [115] Micheal l. Brown: Answering Jewish objection to Jesus volume 3 , page 86

    [116] Refuting Rabbinic objections to Christianity page

    [117] Complete Jewish Tanath Chabad 2sam 1: 23

    [118] Complete Jewish Tanath Chabad lev 16: 1

    [119] Complete Jewish Tanath Chabad Number 23: 1

    [120] Complete Jewish Tanath Chabad Isa 53: 10

    [121] A concise dictionary of the word in Hebrew bible page 39

    [122] Complete Jewish tanath Chabad 1ki 14: 1

    [123] Complete Jewish tanath Chabad 1ki 22: 34

    [124] Complete Jewish tanath Chabad 2chro 22: 6

    [125] Neubauer and driver: The Fifty-third chapter of Isaiah according to the Jewish interpreters page 27

    [126] The king James version of the holy bible page 439

    [127] What the rabbonim say about Moshiach page 53 , 54

    [128] Neubauer and driver:The Fifty-third chapter of Isaiah according to the Jewish interpreters page 27 , 28

    [129] A concise dictionary of the word in Hebrew bible page 14

    [130] A concise dictionary of the word in Hebrew bible page 113

    [131] A concise dictionary of the word in Hebrew bible page 17

    [132] A concise dictionary of the word in Hebrew bible page 80

    [133] Complete Jewish tanath , Chabad Isaiah 53: 10

    [134] Complete Jewish tanath , Chabad lev 7: 1, 5

    [135] Complete Jewish Tanath , Chabad lev 6: 6

    أشعياء 53: اعتراضات وشبهات وهمية – اعداد: توماس رفعت أسعد