أبحاثكتب

نشيد الانشاد هل هو سفر اباحي؟ ج4 – فيليب كامل

نشيد الانشاد هل هو سفر اباحي؟ ج4 - فيليب كامل

نشيد الانشاد هل هو سفر اباحي؟ ج4 – فيليب كامل

نشيد الانشاد هل هو سفر اباحي؟ ج4 - فيليب كامل
نشيد الانشاد هل هو سفر اباحي؟ ج4 – فيليب كامل

 

الجزء الأول: نشيد الانشاد هل هو سفر اباحي؟ ج1 – فيليب كامل

الجزء الثاني: نشيد الانشاد هل هو سفر اباحي؟ ج2 – فيليب كامل

الجزء الثالث: نشيد الانشاد هل هو سفر اباحي؟ ج3 – فيليب كامل

الجزء الخامس: نشيد الانشاد هل هو سفر اباحي؟ ج5 – فيليب كامل

الجزء السادس: نشيد الانشاد هل هو سفر اباحي؟ ج6 – فيليب كامل

الجزء السابع: نشيد الانشاد هل هو سفر اباحي؟ ج7 – فيليب كامل

الجزء الثامن: نشيد الانشاد هل هو سفر اباحي؟ ج8 – فيليب كامل

 

الاعتراض الثاني:

* “ صُرَّةُ المُرِّ حَبيبي لي. بَينَ تُديَيَّ يَبيتُ” (نش ۱۳:۱).

يقول المعترض: كيف يقول كتاب الله هذا الكلام؟! كيف يقول العريس أو الله أنه يبيت بين ثدي عروسه؟! أليس هذا كلام جنسي واضح وفاضح؟!

أولاً: مرة أخرى أكرّر، متى يكون كلام عن ذكر عضو لجسد المرأة إباحياً أو غير لائق؟! عندما يكون الكلام الذي بعده يُلمح لهذا، فمثلاً لو قال أحد الأطباء أن “ ثدى “ الأم هو المصنع الإلهي لتغذية الرضيع، فهنا بالطبع نجد أنه بالرغم من أننا ذكرنا أحد أعضاء جسد المرأة، إلّا أن الكلام هنا عندما تسمعه فهو لتمجيد الله على صنعته العظيمة.

فعندما صرخت تلك المرأة وقالت للمسيح: “ طُوبَى للبطن الذي حَمَلَكَ والثديينِ اللدِّينِ رَضِعتَهُما” (لو ٢٧:١١)، لم يستقبحها المسيح أو يقل لها ما هذا الكلام الفاضح الذي تنطقين به، فليس في كلامها أية قباحة، ولكن كلام رقيق قصدت به أن البطن الذي حملك والثديين اللتين رضعت منهما، نالتهما البركة.

ثانياً: كما قلت سابقاً أيضاً، لننظر نظرة شاملة في الكتاب المقدس، لنرى هل في كل مرة ذُكر فيها كلمة “ ثدي” هل يُقصد بها ما في ذهن المعترض؟!

فإذا وجدنا أنه في كل مرة يذكر الكتاب المقدس كلمة “ ثدي” يكون هناك ولو تلميحاً بكلاماً جنسياً لا يليق؛ يكون مع المعترض حق فيما ينتقد به الكتاب المقدس، ولكن إذا وجدنا أن كلمة “ ثدي” لها أكثر من معنى ومغزى، ولا يُقصد بها المعنى الحرفي فقط نكون بذلك بدأنا نقترب من فهم المعنى من وراء هذه الكلمة.

فنجد كمثال أن كلمة “ ثدي “ إشارة للشبع والنضوج فيقول الرب عن أورشاليم السمائية: لِكَيْ تَرْضَعُوا وَتَشْبَعُوا مِنْ ثَدْيِ تَعْزِيَاتِهَا” (إش١١:٦٦).من الواضح هنا أن المعنى رمزى تماماً، فالسماء ليس لها ثديان، ولكن الثدى يرتبط في أذهاننا دائماً بمصدر التغذية والنمو، فالكلام هنا عن نمو الكنيسة كجسد المسيح بالغذاء الروحي كما ينمو الطفل الصغير بلبن أمه، وكأن السماء هي التي نستمد منها نمونا ونضوجنا الروحي، وذلك كما قال بولس الرسول “ وَأَمَّا أُورُشَلِيمُ الْعُلْيَا، التي هي أُمُّنَا جَمِيعًا، فَهِيَ حُرَّةٌ” (غل ٢٦:٤).

ولأن اللبن العقلى العديم الغش هو إشارة واضحة بلا أي لبس لكلمة الله، فكما يتلهف الرضيع لثدى أمه ليروى جوعه، هكذا المؤمنين يتلهفون كأطفال مولودين الآن لثدى السماء – بصورة رمزية – لكي يرضعوا من ثدى التعزيات الروحية وبكلمة الله التي تنميهم(1بط ٢:٢) * كما أن يبوسة الثدى، كانت رمزاً وإشارة في الكتاب واضحة لدينونة الله العادلة؛ كما يقول الكتاب “ أَعْطِهِمْ رَحِمًا مُسْقِطًا وَثَدْيَيْنِ يَبِسَيْنِ” (هو ١٤:٩).

ويبقي السؤال هنا، وما هو إذا المعني من وراء كلام العروس لعريس النشيد: «صُرَّةُ المُرِّ حَبيبي لي. بَينَ ثُدِيَيَّ يَبِيتُ” ؟!

١ – لكي نفهم المقصود هنا؛ فلابد أولاً أن نعرف ما هي “ صُرَّةُ المُرّ هذه التي يتحدث عنها السفر؟!

فهي عبارة عن قارورة صغيرة أو فواحة صغيرة للعطر أو ما يُعرف في سفر أشعياء بـ “ حناجر الشمامات {قوارير العطر المنعشة – refresh selves}” (أش ٢٠:٣)، وكان يُوضع بها المُرّ؛ وهو مادة عطرية تُستخرج من شجيرة شوكية – dron myrrha، وهو ذات رائحة قوية منعشة. وكانت النساء قديماً؛ وحتى الآن يعلقن هذه القارورة الصغيرة في سلسلة حول أعناقهن؛ متدلية على صدروهن، حيث تُعطي لأجسادهن وملابسهن رائحة عطرة ومنعشة (مز ٨:٤٥ / أس ١٢:٢).

۲ – وهذا المفهوم تجده أخي الناقد مكتوب لديك في سورة الطارق: “ فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ. خُلِقَ مِن مَاءِ دَافِقِ. يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصِّلْب وَالتِّرَآئِبِ “ (٥-٧).

والترائب كما جاءت في أقوال اللغويين فيها أنها عظام الصدر التي بين الترقُوتَيْن والثَّديين ووسموه بأنه موضع القلادة من المرأة.

وبالطبع عندما اسمع أنا هذا الكلام لا أنظر إليه بنظرة سطحية جنسية وأقول كما يقول الناقد عن الكتاب المقدس: كيف يُقال هذا في كتاب الله؟!

٣- لنلاحظ جيداً أن العروس لم تقل” حبيبي بين ثدي يبيت” ، لكنها تُشبه عريسها بقارورة العطر أو “ صُرَّةُ المُرِّ – המרן» المعلقة حول رقبتها والمتدلية على صدرها بين ثدييها – צר ור המרן דודי לי בין שדי ילין:

.My beloved is to me a bag of myrrh

فالصورة هنا واضح تماماً أنها صورة رمزية غاية في الروعة.

والصورة هنا نبوية رائعة عن المسيح؛ الممسوح بدهن المسحة المقدسة (عب ١: ٩)، والمصلوب لأجلنا؛ والذي عندما أصعد على الجلجثة أشتمه أبوه الصالح كرائحة سرور ذكية.

كما أن المُرّ كان أحد المكونات الأساسية في دهن المسحة المقدس (خر ۲۳:۳۰).

ومن هنا جاءت الفكرة البسيطة القديمة من تعليق النساء أو الرجال لسلسلة بها صليب، وكأن الصليب هنا هو: صُرَّةُ المُرِّ” .. يسوعنا الحلو المخلّص ص المصلوب لأجلي؛ “ بَينَ تَديَيَّ يَبِيتُ” ، كما يقول الكتاب: “ ليَحلَّ المَسيحُ بالإيمان في قلوبكُمْ” (أف ١٧:٣). والرائع أن كلمة “ يحلّ” في اليونانية تأتي بمعني يُقيم أو يبيت – dwell، وهي تحمل نفس المعني في العبرية المستخدمة في سفر النشيد.

فالرب يسوع المسيح ذاته أصبح هو “ صُرَّةُ المُرِّ” الساكن في قلبنا، حيث أن مركز القلب يقع بين الثديين. وعندما يبيت المسيح صُرَّةُ المُرِّ؛ في القلب، فإن رائحة أدهانه الطيبة) نـش ٣:١)؛ تفوح علينا ومن خلالنا للآخرين، فنصير نحنُ رائحة المسيح الذكية التي تعطر العالم من حولنا، فتصير هذه الرائحة العطرة لمن يقبل أن يتعطر بها، رائحة حياة جديدة منعشة لهُ(٢كو ١٦:٢)

٤ – الثدي كما رأينا هو مصدر التغذية الروحية للعروس أو النفس البشرية؛ كما هو مصدر التغذية للطفل الصغير، وكذلك أيضاً بالنسبة للعريس؛ فما يُشبع قلب المسيح المصلوب جدا هو أنه: من تعب نفسه يري ويشبع” (أش ١١:٥٣).. فشبع العريس أن يري تعبه على الصليب قد أثمر في عروسه الغالية على قلبه؛ فعزلت “ فسقها من بين ثدييها” (هو ۲:۲)، أي تركت حياة الخيانة لعريسها السماوي؛ وعادت إليه لتشبع من حبه، وتكون هي أيضاً مصدر فرح وشبع وسرور لقلبه، بقبولها له أن يحل ويبيت في قلبها(يو ١٢:١).

الإعتراض الثالث:

* “ هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ. عَيْنَاكَ حَمَامَتَان” (نش ۱۳:۱).

يُورد الناقد صورتين من العبادات والأساطير الوثنية القديمة، ويقول أنهما يمثلان ظلالاً لسفر النشيد، وأن كاتب سفر النشيد أخذ نفس الأساطير القديمة وقدمها في سفر النشيد، وأن اليمام أو الحمام ترمز للشهوة والإثارة الجنسية.

نشيد الانشاد هل هو سفر إباحي؟ ج4 - فليب كامل
نشيد الانشاد هل هو سفر إباحي؟ ج4 – فليب كامل

أولاً: الصورة الأولي التي يُوردها الناقد، يعود تاريخها للقرن الرابع أو الثالث قبل الميلاد، كما هو موضح بالصورة، أي أنها بعد سفر النشيد بستة قرون، فكيف يقتبس منها السفر وهو كتب قبلها؟!

ثانيا: الصورة الثانية واضح فيها أشكال لجداء وأرانب وعقارب وأيضاً لإبن للآلهة، وسفر النشيد لا يُوجد به على الإطلاق أي ذكر لجداء أو عقارب أو أرانب أو أبناء، فما العلاقة التي ربطها الناقد بين تلك الصور وبين ما جاء في سفر النشيد؟!

فأين وجه التشابه بين تلك الأساطير وبين ما جاء في سفر نشيد الإنشاد؟!

وهل يعني هذا أن نقول أن الحمام المنتشر في الدول الأوربية ويقوم بإطعامه الناس، أو ذلك الذي في المملكة العربية السعودية، والمعروف بحمام مكة، هل هذا يعني أن هذه البلدان تنشر الشهوة والإثارة الجنسية بتركها للحمام بين الناس؟!.

بالطبع كلا، فوجود الحمام آمناً في الشوارع ويقوم بإطعامه الناس من العادات المستحبة كثيراً عند الكثير من الشعوب، ولا يفكرون في مثل تلك الأفكار الشهوانية.

الأصحاح الثاني

– أَنَا نَرْجِسُ شَارُونَ سَوْسَنَةُ الْأَوْدِيَة.

۲ – كَالسَّوْسَنَةِ بَيْنَ الشَّوْكِ كَذَلِكَ حَبِيبَتِي بَيْنَ

٣ – كَالتُفَّاحٍ بَيْنَ شَجَرِ الْوَعْرِ كَذَلِكَ بَيْنَ الْبَنِينَ. تَحْتَ ظَلُّه اشْتَهَيْتُ أَنْ أَجْلِسَ وَثَمَرَتُهُ حُلْوَةً لِحَلْقِي.

٤ – أَدْخَلَنِي إِلَى بَيْتِ الْخَمْرِ وَعَلَمُهُ فَوْقِي مَحَبَّةٌ.

5- أَسْنِدُونِي بِأَقْرَاصِ الرَّبِيبِ. أَنْعِشُونِي بِالتَّفَّاحِ فَإِنِّي مَرِيضَةٌ حُبّاً.

شِمَالُهُ تَحْتَ رَأْسِي وَيَمِينُهُ تُعَانقُنِي.

٧ – أَحَلَّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ بِالطَّبَاءِ وَبِأَيَائِلِ الْحُقُولِ أَلَّا تُيَفِّظْنَ وَلَا تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ!

۸ – صَوْتُ حَبِيبِي. هُوَذَا آتِ طَافِراً عَلَى الْجِبَالِ قَافِزاً عَلَى التَّلَالِ. ۹ – حَبيبي هُوَ شَبيهٌ بالظَّبْيَ أَوْ بَغُفْر الأَيَائِلَ هُوَذَا وَاقِفٌ وَرَاءَ خَائِطنَا يَتَطَّلْعُ منَ الْكُوى يُوَصْوصُ مِنَ الشَّبَابِيك.

١٠ – أَجَابَ حبيبي وَقَالَ لِي: «قُومِي يَا حَبِيبَتِي يَا جَمِيلَتِي وَتَعَالَي. ١١ – لأَنَّ الشَّتَاءَ قَدْ مَضَى وَالْمَطَرَ مَرَّ وَزَالَ. ۱۲ – الزهورُ ظَهَرَتْ فِي الْأَرْضِ. بَلَغَ أَوَانُ الْقَضْبِ وَصَوْتُ الْيَمَامَةِ

سُمِعَ فِي أَرْضِنَا.

١٣ – التِّينَةُ أَخْرَجَتْ فِجَّهَا وَقُعَالُ الْكُرُوم تُفِيحُ رَائِحَتَهَا. قُومِي يَا حَبِيبَتِي

يَا جَمِيلَتِي وَتَعَالَيْ.

١٤ – يَا حَمَامَتِي فِي مَحَاجِئِ الصَّخْرِ فِي سِتْرِ الْمَعَاقِلِ. أَرِينِي وَجْهَكِ.

اسمعيني صَوْتَك لأنَّ صَوْتَك لَطِيفٌ وَوَجْهَكَ جَمِيلٌ». ١٥ – خُذُوا لَنَا التَّعَالِبَ التَّعَالِبَ الصَّغَارَ الْمُفْسِدَةَ الْكُرُومِ لَأَنَّ كُرُومَنَا قَدْ

أَفْعَلَتْ

١٦ – حَبِيبِي لِي وَأَنَا لَهُ الرَّاعِي بَيْنَ السَّوْسَنِ. ١٧ – إلَى أَنْ يَفِيحَ النَّهَارُ وَتَنْهَزِمَ الظُّلاَلُ ارْجِعْ وَأَشْبِهُ يَا حَبِيبِي الظَّبْيَ أَوْ غُفْرَ الأَيَائِلِ عَلَى الْجِبَالِ الْمُشَعَّبَة.

الإعتراض:

“ حَبيبي هو شَبية بالظَّبي أَو بِغُفْرِ الأَيائل. هوذا واقف وراء حائطنا، يتطَلَّعُ منَ الكوى،

يوَصوصُ مِنَ الشَّبابيك” (نش ٩:٢).

يستنكر الناقدون في صورة شديدة وعنيفة قول سفر النشيد عن الرب أنه: “ ظبي [ غزال ]” (نش (۹:۲، وأنه من غير المقبول ولا المعقول أن يكون كتاب الله يقول عن الله أنه «ظبي»؟!

أولاً: يبدو أن المتسائل لم يلاحظ، أو أنه قد تغافل عن عمد كلمة: شبيه” الواردة قبل كلمة “ ظبي” ، فالآية تقول:، فالآية تقول: «حَبِيبِي هُوَ شَبِيةٌ بالظبي” (نش ٩:٢).

فإن كان قد تغافل الناقد عن عمد وقصد لكلمة “ شبيه” ، فيكون تغافله هنا عن سوء نيه مقصود، وإن كان تغافله عن جهل تُصبح المصيبة أكبر وأعظم.

ولكن، في كلا الحالتين نجاوب على السؤال بعد تعديله ليكون هكذا: كيف تُشبه الله بالظبي؟!

وبداية أعطيك مثال بسيط يقرب لك المعنى: عندما يُقال في سورة النور؛ أن: “ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَات وَالْأَرْضِ “ (٣٥)، فمن المعروف أن النور مادة، فهل هذا يعنى أننى أصف الله بأنه مادة؟! حاشا.

بالطبع أتفهم أن المعنى المقصود هنا ليس مادياً ولكنه رمزياً، فالكتاب المقدس يقول عن الله أن: “ اللَّهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ (ايو ٥:١)، أى أن الله يُعلن أن طبيعته نور، وهذا يُحتم أن لا يكون ظلمة على الإطلاق، ولا يقبل أن يتعامل مع الظُلمة، لأن طبيعته

نور، فهو القدوس الذي طبيعته طهراً مطلقاً.

ثانياً: أما عن تشبيه العريس أو الرب في سفر النشيد بالظبي فكما هو معروف أن الظبى أو الغزال هو مضرب الأمثال في الرشاقة والجمال والسرعة، كما قيل مثلاً عن عسائيل أخو يوآب؛ أنه كان: “ خَفِيفَ الرَّجُلَيْنِ كَظَبْى الْبَرِّ” (۲صم ١٨:٢).

ولكن لكي نفهم المعنى الكتابي لهذا التشبيه، فدعنا نعود إلى (مز (۲۲)؛ حيث ستجد أن عنوان المزمور هو: لإمام المغنيين على أيلة الصبح [ غزال الصبح ] أى الغزال الذي يقوم في الصباح الباكر قبل شروق الشمس. وكان هذا المزمور يُرتل قبل طلوع الشمس. ومزمور ۲۲، من أهم وأغنى المزامير في نبواته الدقيقة عن صلب وقيامة المسيح، والذي كتبه داود النبى قبل مجئ المسيح بحوالي ۱۰۰۰ سنة، حيث الظبى هنا إشارة إلى قيامة المسيح من القبر في فجر الأحد قبل طلوع الشمس، كطلوع الظبـ للبرية باكرا قبل طلوع الشمس في رشاقة وخفة.

لذلك فإن كلمة ظبى أو غزال تأتى في العبرية 123 – Tsebiy وتحمل عدة معانى في غاية الروعة والأهمية، بجوار كونها تعنى حرفياً غزال أو ظبي – Gazelle فهي تعني:

العظمة والبهاء Splendor – المجيد Glorious

– المشرق والبهيج Pleasant

فالكلمة تحمل كل صفات العظمة والبهاء والجمال والمجد والإشراق الذي للعريس المسيح القائم من الأموات.

والرائع أن النفس البشرية التي هي عروس المسيح، يشبهها سليمان سفر الأمثال بأنها “ ظبية” (أم ١٩:٥)، لذا فالرب بصلبه وقيامته أتي لكي يجعل منا ظبية جميلة كاملة قادرة أن تعيش في المرتفعات السماوية؛ كما يقول داود النبي: “ الذي يَجعَل رجلي كالإيل، وعلى مُرتفعاتي يُقيمُني” (مز ۳۳:۱۸).

الأصحاح الخامس

 – قَدْ دَخَلْتُ تُ جَنَّتِي يَا أُخْتِي الْعَرُوسُ قَطَفْتُ مُرِّي

طِيبِي. أكَلْتُ

شَهْدِي مَعَ عَسَلي. شَرِبْتُ خَمْرِي مَعَ لَبَني. كُلُوا أَيُّهَا الْأَصْحَابُ اشْرَبُوا وَاسْكَرُوا أَيُّهَا الْأَحبَّاءُ.

– أَنَا نَائِمَةً وَقَلْبِي مُسْتَيْقِظٌ صَوْتُ حَبِيبِي قَارِعاً: «افْتَجِي لِي يَا أُخْتِي يَا حَبِيبَتِي يَا حَمَامَتِي يَا كَامِلَتِي لأَنَّ رَأْسِي امْتَلَا مِنَ الطَّلِّ وَقَصَصي مِنْ

نَدَى الليل».

3 – قَدْ خَلَعْتُ ثَوْبِي فَكَيْفَ أَلْبِسُهُ؟ قَدْ غَسَلْتُ رِجْلَيَّ فَكَيْفَ أُوَسْخُهُمَا؟.

مَدَّ يَدَهُ مِنَ الْكُوَّةَ فَأَنَّتْ عَلَيْهِ أَحْشَائِي.

ه – قُمْتُ لأَفْتَحَ لِحَبيبي وَيَدَايَ تَقْطرانِ مُراً وَأَصَابِعِي مُرٌّ قَاطِرٌ عَلَى مَقْبَضِ القفل

٦ – فَتَحْتُ لِحَبِيبِي لَكِنَّ حَبِيبِي تَحَوَّلَ وَعَبَرَ.نَفْسِي خَرَجَتْ عِنْدَمَا أَدْبَرَ.طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ. دَعَوْتُهُ فَمَا أَجَابَنِي.

– وَجَدَنِي الْحَرَسُ الطَّائِفُ فِي الْمَدِينَةِ. ضَرَبُونِي. جَرَحُونِي. حَفَظَةُ الْأَسْوَارِ رَفَعُوا إِزارِي عَنِّي.

– أُحَلَّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ إِنْ وَجَدْتُنَّ حَبِيبِي أَنْ تُخْبِرْنَهُ بِأَنِّي مَرِيضَةً حُبّاً.

۹ – مَا حَبِيبُكَ مِنْ حَبِيبٍ أَيَّتُهَا الْجَمِيلَةُ بَيْنَ النِّسَاءِ مَا حَبِيبُكَ مِنْ حَبِيبٍ حَتَّى تُحَلِّفَيْنَا هَكَذَا. حَبِيبِي أَبْيَضُ وَأَحْمَرُ. مُعْلَمٌ بَيْنَ رَبِّوَةٍ.

١١ – رأْسَهُ ذَهَبٌ إِبْرِيزٌ.قُصَصُهُ مُسْتَرْسِلَةٌ حَالِكَةٌ كَالْغُرَابِ.

عَيْنَاهُ كَالْحَمَامِ عَلَى مَجَارِي الْمِيَاهِ مَغْسُولَتَانِ بِاللَّبَنِ جَالِسَتَانِ فِي وَقَبَيْهما.

١٣ – خَدَّاهُ كَخَمِيلَةِ الطَّيبِ وَأَتْلَام رَيَاحِينَ ذَكِيَّةٍ. شَفَتَاهُ سَوْسَن تَقْطُرَانِ مُراً مائعاً.

١٤ – يَدَاهُ حَلْقَتَانِ مِنْ ذَهَبٍ مُرَصَّعَتَانِ بِالزُّبَرْجَد. بَطْنُهُ عَاجٌ أَبْيَضُ مُغَلَّفٌ بالْيَاقوت الأَزْرَقَ.

١٥ – سَاقَاهُ عَمُودَا رُخَامِ مُؤَسَّسَتَانِ عَلَى قَاعِدَتَيْنِ مِنْ إِبْرِيزِ.طَلْعَتُهُ كَلْبْنَانَ. فَتًى كَالأَرْز.

١٦ – حَلْقَهُ حَلاوَةٌ وَكُلُّهُ مُشْتَهَيَاتٌ. هَذَا حَبيبِي وَهَذَا خَلِيلِي يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ

الإعتراض الأول:

“ قد دَخَلْتُ جَنَّتي يا أختي العروس. قَطَفتُ مُرِّي مع طيبي. أكلتُ شَهدي مع عَسَلي. شَرِيتُ خمري مع لَبَني كُلوا أيُّها الأصحاب. اشربوا واسكروا أيُّها الأحباء” (نش ١:٥).

يقول الناقد: أن الله في سفر النشيد يُشجع على السكر، ففي الأصحاح الخامس يقول: «اشْرَبُوا واسْكَرُوا” (نش ١:٥).. والعروس تقول له في الأصحاح الثاني: “ أَدْخَلَنِي إِلَى بَيْتِ الْخَمْرِ وَعَلَمُهُ فَوْقِي مَحَبَّةٌ” (نش ٤:٢)، وأيضاً في الأصحاح الثامن: “ فَأَسْقِيكَ مِنَ الْخَمْرِ الْمَمْزُوجَةِ مِنْ سُلَافِ رُمَّانِي” ) نش ۲:۸). فهل من المقبول أو المعقول أن يأمر الله بشرب الخمر، أو أن تقول له العروس أنها تدعوه لشرب الخمر؟!. هل هذا كلام يليق بكتاب الله؟! وأليس هذا تصريح صريح لشرب الخمور والشكر والعربدة؟!

أولاً: أقول مرة أخرى، لو وجدنا أن كلمة “ اسكروا” في الكتاب المقدس تأتى بمعنى واحد وهو “ شُرب الخمور والسكر بها “ ، فيكون الناقد حق فيما يقول، ولكن إن وجدنا أن كلمة “ اسكروا” لها أكثر مع من معنى ومدلول فيبقى لنا أن نعرف المعنى الذي تهدف له الكلمة من خلال موقعها في الكلام، والمعنى المراد به.

* فمثلاً يقول في سفر إشعياء “ تَوَانَوْا وَابْهَتُوا. تَلَذُّذُوا وَاعْمَوْا.سَكرُوا وَلَيْسَ مِنَ الْخَمْرِ. تَرَبَّحُوا وَلَيْسَ منَ الْمُسْكِر” (إش ٩:٢٩)..

فهنا يتكلم عن السكر بالشرور.

كما تعبّر أيضاً الكلمة عن معاني أخرى:

*الحيرة الروحية كشخص يتحسّس في الظلام وليس نور، ويترنّح كترنّح السكران في قيئه (أي ٢٥:١٢ إش ١٤:١٩ / إر ٩:٢٣).

*الأرض تترنح كالسكران؛ في يوم الرب (إش ٢٠:٢٤).

كما أن هناك معنى آخر، فمثلاً يقول سفر الأمثال: «الْحِكْمَةُ بَنَتْ بَيْتَهَا.نَحَتَتْ أَعْمدَتَهَا السَّبْعَةَ ذَبَحَتْ ذَبْحَهَا. مَزَجَتْ خَمْرَهَا.أَيْضًا رَتَّبَتْ مَائِدَتَهَا أَرْسَلَتْ جَوَارِيَهَا تُنَادِي عَلَى ظُهُورٍ أَعَالِي الْمَدِينَةِ مَنْ هُوَ جَاهِلٌ فَلْيَمَلْ إِلَى هُنَا.والنَّاقَصُ الْفَهْم قَالَتْ لَهُ: هَلُمُوا كُلُوا مِنْ طَعَامِي، وَاشْرَبُوا مِنَ الْخَمْرِ الَّتِي مَزَجْتُهَا” (أم ۱:۹ – ٥).فهل “ الحكمة” لديها خمر مادى أو مسكر أو عصير عنب؟! بالطبع لا، فالصورة هنا رمزية عن “ وليمة الحكمة” (إش٢:٥٥ / يو ٢٧:٦)

* وكانت الخمر تُستخدم للتطهير من الجروح(لو ١٠:٢٤). إذاً، فليس كل كلمة “ سُكر “ أو “ اسكروا “ في الكتاب المقدس تعنى شُرب الخمور والترنح بها، ولكنها قد يكون لها معنى رمزى آخر مختلف عن المعنى الظاهر، وذلك بحسب موقعها في الكلام.

ثانياً: لا تُوجد آية واحدة في الكتاب المقدس تحلل أو تشجع على شرب الخمور والسكر بها، ولا حتى الإسترزاق من بيعها.

والرائع والهام جداً أن الذي كتب كلمات سفر النشيد، هو نفسه الذي كتب في سفر الأمثال كلمات الوحى الإلهي عن تحريم السكر، فاسمع ماذا يقول سليمان الحكيم مثلاً في سفر الأمثال: “ الْخَمْرُ مُسْتَهْزِئَةٌ. الْمُسْكِرُ عَجَّاجٌ [ عربدة ]، وَمَنْ يَتَرَنَّحُ بِهِمَا فَلَيْسَ بِحَكِيمٍ” (أم١:٢٠) إقرأ أيضاً: أم 23: 29، 20- 30/ أم 31: 4)

إذاً، فهو بالتأكيد يفهم جيداً أن السكر غير لائق بأولاد الله، وبالتالي فليس من المقبول ولا المعقول أن يكتب نفس الشخص أن السكر نافع. لذا فهو في سفر نشيد الإنشاد يقصد معنى رمزى مختلف تماماً

عن المعنى السيئ للسكر المذكور في سفر الأمثال.

الكتاب المقدس أيضاً به العديد من الآيات التي تنهي نهياً تاماً عن السكر وتشرح أضراره الكثيرة، وأنها من الأمور الخاطئة التي تحرم الإنسان من ملكوت الله.. ومن أضرارها:

* أعراض جسمانية كالترنح

يَتَمَايَلُونَ وَيَتَرتِّحُونَ مثْل السَّكْران وَكُلُّ حكمتهم ابْتُلِعَتْ” (مز ۲۷:۱۰۷).

راجع أيضاً: أي ۱۲: ۲۵ / إش ١٤:١٩ / إر ٢٥:١٦}.

جروح بلا سبب.. إحمرار العينين.. جلب الشقاوة

“ لِمَنِ الْوَيْلُ؟ لِمَنِ الشَّقَاوَةُ لِمَنِ الْمُخَاصَمَاتُ؟ لَمَنِ الْكَرْبُ لَمَن الْجُرُوحُ بِلاَ سَبَبٍ؟ لِمَنِ ازْمِهْرَارُ الْعَيْنَيْنِ؟.» (أم ٢٩:٢٣).

 

نشيد الانشاد هل هو سفر اباحي؟ ج4 – فيليب كامل

تقييم المستخدمون: 5 ( 1 أصوات)