عام

تعافيت بك ف27 – رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف27 - رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف27 – رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف27 - رواية تعافيت بك PDF
تعافيت بك ف27 – رواية تعافيت بك PDF

 

 

الفصل السابع والعشرون (لن أتركك)

“رواية تَعَافَيِّتُ بِكَ”

كُتِبَ على ذلك القلب المسكين أن يقع في حبكِ سجين

____________

 

 

 

لا تسير الحياة كما نريد، فـكيف يحدث ذلك إن كنا نحن لا نعلم ماذا نريد، وما نحن سوى أناسٌ مشتتون، نُقِشَ بداخلهم الحزن كما على الحجرِ ينقشون.

 

 

 

“تَعَامدت آشعة الشمس على عيناكِ فتوغل الدفء إلى قلبي”

 

 

 

بعد تلك الجملة التي خرجت منه دون أن يشعر بماذا يتفوه صمتت هي ولم تُعقب بينما لاحظ هو صمتها فقال:

“خلاص يا ست الكل طالما سكتِ يبقى كدا أتثبتِ”

 

 

 

نظرت له وهي تبتسم بقوة تلك المرة على جملته الدائمة لها بعد أن يلقي عبارات الغزل بوجهها

 

 

 

 قد يبدو الأمر طبيعيًا، ولكن ما رآه أدهشه حقًا، فكان لون أعينها جميل وهاديء لدرجة مُريحة لأعصابه، بينما هي إبتسمت له ثم قالت بهدوء:

 

 

 

“شكرًا، بس هي لونها عادي يعني، بس في الشمس بتفتح”

 

 

 

حرك رأسه نفيًا ولازالت البسمة الهادئة تعلو ملامح وجهه، ثم قال:

“أبدًا والله ما عادية، دي دوبتني وأنا مكاني، حسيت بحاجة غريبة كدا مش قادر أوصفها، بس أنا قولتلهالك قبل كدا يا خديجة، كل العيون مرت منسية إلا عيونِك”

 

 

 

أخفضت رأسها في خجلٍ منه، بينما هو أخرج زفيرًا قويًا، ثم تنحنح يُنقي حنجرته وقال:

 

 

 

“المهم إعملي حسابك الفترة الجاية هننزل كتير، أنا خلاص خدت القرار، وأنتِ لازم تنفذيه”

 

 

 

نظرت له بأعين خاوية ثم قالت:

“أصلًا كل اللي أنتَ بتعمله معايا دا بيحسسني إنِ متقلة عليك، وحاسة إنك شايل فوق طاقتك”

 

 

 

إبتسم لها ثم قال:

“يا ست الكل أنا راضي وقولتلك أنا بعمل كل دا علشانك أنتِ، وعلشان أنتِ ملزومة مني خلاص”

 

 

 

قبل أن ترد عليه أتى النادل ووضع الطعام أمامهما، وتسأل بهدوء:

“حاجة تانية يا فندم؟”

 

 

 

إبتسم “ياسين” بمجاملة له ثم قال بهدوء:

“متشكر جدًا”

 

 

 

كانت “خديجة” تنظر بجانبها على منظر الغروب، كانت متعمدة الإنشغال عنه حتى لا تضطر لتناول الطعام، نظر لها هو ثم أخرج زفيرًا قويًا وقال بهدوء:

 

 

 

“يالا يا خديجة، علشان تاكلي”

 

 

 

حركت رأسها نفيًا ثم رسمت بسمة متوترة على شفتيها وهي تقول:

“صدقني مليش نفس آكل، كُل أنتَ بألف هنا وشفا”

 

 

 

رفع أحد حاجبيه، ثم نظر لها بحنقٍ وهو يقول:

“آه وماله، آكل أنا وأنتِ تتفرجي عليا، دا على أساس أنِ جايبك من سوق العبيد؟يالا يا ست الكل”

 

 

 

نظرت له بتعجب من تبديل لهجته ونبرته بتلك الطريقة، بينما قال هو بنبرة أعمق:

 

 

 

“يالا يا خديجة كُلي”

____________

 

 

 

إستمعت “هدير” لما تفوهت به “هيام” حيث قالت الأخيرة في هدوء:

“وليد إبن عمك كان بيتعالج مع عمر إبن عمي، بس كلمة حق وليد إضحك عليه، لكن إبن عمي دخل الطريق دا بمزاجه، بس إزاي أنتم بيت عيلة ومتعرفوش، دا طارق ووئام هما اللي عالجوه”

 

 

 

حمحمت “هدير” ثم قالت بصوتٍ متلعثم:

“ها..عادي يعني هو غاب عن البيت فترة كبيرة، وساعتها إفتكرناه في شغل أو حاجة، خصوصًا إن أنا وهو مش على وفق مع بعض وكدا”

 

 

 

هزت رأسها في تفهم ثم قالت:

“بس الحمدلله ربنا عوضه وكرمه بعبلة أهوه، وإبن عمي برضه خطب وفرحه قرب”

 

 

 

إبتسمت “هدير” بتكلف ثم قالت:

“ربنا يكرمهم هما الأتنين، المهم عاوزة رقمك علشان نتكلم بقى، ربنا يعلم مقابلتك دي فرحت قلبي إزاي”

 

 

 

خرجت الجملة الأخيرة منها بخبثٍ كبير، بينما الأخرى إبتسمت لها ثم قالت:

“طبعًا ولازم نتقابل تاني قبل ما أسافر”

 

 

 

أنهت “هدير” تلك الجلسة بأخذها رقم “هيام” ثم سارت مُسرعة نحو بيتها، دخلت “البيت” ولكنها دلفت لشقة “مُشيرة” أولًا بالمفتاح المـخصص لها، دخلت الشقة فوجدت والدتها تجلس مع عمتها، تعجبا الأثنتين حينما دخلت “هدير” الشقة، فأول من تحدثت كانت “فاطمة” حينما سألتها مستفسرة:

 

 

 

“رجعتي بدري يعني يا هدير، مش عادتك”

 

 

 

تحدثت “هدير” بنبرة عادية وهي تقول:

“عادي يعني يا ماما خلصت بدري وجيت، المهم أطلعي أنتِ شوفي بابا وجهزيلي العشا”

 

 

 

تدخلت “مُشيرة” قائلة:

“أنا عاملة الأكل اللي بتحبيه، كُلي معايا وخلاص، أنا لسه ماكلتش”

 

 

 

نظرت لها “هدير” نظرة ذات مغذى، ثم قالت:

“خليها بس تطلع تشوف بابا علشان ميشدش عليا لما أطلع”

 

 

 

فهمت “مُشيرة” أن إبنة أخيها تود أن تخبرها شيئًا هامًا، لذلك أردفت بهدوء:

“خلاص روحي شوفي محمود يا فاطمة، وتعالي تاني وعرفيه إنها معايا هنا، بدل ما يكون دا كله فاكرها برة البيت”

 

 

 

نفخت وجنتيها بضيق ثم قالت بضجرٍ:

“ماشي يا مُشيرة أنتِ وهدير، لما أشوف أخرتها معاكم”

 

 

 

خرجت من الشقة، فإقتربت “مشيرة” من هدير وهي تقول:

“ها قوليلي خليتي أمك تطلع من الشقة ليه، أكيد عاوزة تقولي حاجة مهمة”

 

 

 

أومأت “هدير” بقوة ثم قالت:

“أيوا وحاجة هتريح قلبك كمان”

 

 

 

أنتاب الفضول “مُشيرة” فقالت بسرعة كبيرة:

“قولي بسرعة في إيه وبخصوص مين”

 

 

 

إبتسمت “هدير” بإتساع ثم قالت:

“أنا عرفت الفترة اللي وليد أختفى فيها من البيت كان فين”

 

 

 

نظرت لها “مُشيرة” بسخرية ثم قالت:

“يا فرحة فاطمة بكِ ياختي، ما كلنا عارفين إنه كان عند خاله إبراهيم في السويس علشان يساعده في المصنع بتاعه”

 

تعافيت بك ف27 – رواية تعافيت بك PDF