أبحاث

ترجمات العهد القديم – القمص عبد المسيح بسيط

ترجمات العهد القديم – القمص عبد المسيح بسيط

ترجمات العهد القديم - القمص عبد المسيح بسيط
ترجمات العهد القديم – القمص عبد المسيح بسيط

ترجمات العهد القديم – القمص عبد المسيح بسيط

عن كتاب:  التوراة كيف كتبت وكيف وصلت إلينا؟ للقمص عبد المسيح بسيط

ترجمات العهد القديم اليونانية

تشتت بنو إسرائيل مرات متعددة فى تاريخهم ووجدت أعداد كبيرة منهم فى مصر وبابل وغيرها وتكلموا بلغات هذه البلاد التى عاشوا فيها فدعت الضرورة إلى إيجاد ترجمات لأسفار العهد القديم بلغات متعددة لكى يستطيعوا قراءتها وفهم إعلان الله، ولما انتشرت المسيحية زادت الحاجة أكثر إلى هذه الترجمات بل وإلى ترجمات أكثر.

1- الترجمات اليونانية:

1- الترجمة السبعينية للعهد القديم:

وهى أقدم ترجمة للعهد القديم من العبرية إلى اليونانية وقد عرفت بالسبعينية لاشتراك 70 عالماً يهودياً فى ترجمتها، وقد بدأ العمل فى ترجمتها أيام الملك بطليموس فلادليفوس ملك مصر (285-246ق.م.) وقد أمر الملك بترجمة أسفار العهد القديم بناء على نصيحة ارستيان أمين مكتبة الإسكندرية وفوض لجنة من العلماء اليهود للقيام بهذه المهمة فترجموا أسفار موسى الخمسة أولاً ثم ترجموا بقية أسفار العهد القديم الأخرى تدريجياً.

وبعد انتشار المسيحية استخدم المسيحيون الناطقون باليونانية هذه الترجمة بشكل واسع، واقتبس آباء الكنيسة منها واستشهدوا بنصوصاً ومازالت، هذه الترجمة، باقية فى مخطوطات قديمة عديدة أهمها المخطوطة الفاتيكانية والتى ترجع إلى القرن الرابع الميلادى والمخطوطة الإسكندرية والتى ترجع إلى القرن الخامس الميلادى. ثم ظهر فى القرن الثانى ترجمات يونانية أخرى ولكنها كانت أصغر وأقل.

ولكن انتشار الترجمة السبعينية بين المسيحيين واستشهادهم بها جعل اليهود يطلبون ترجمات أخرى للنصوص العبرية، فجاءت إلى الوجود عدة ترجمات أخرى.

2- ترجمة أكويلا للعهد القديم:

ترجم أكويلا البنطى الذى كان مهتديا حديثا إلى المسيحية ترجمته هذه (حوالى 150م) وحاول أن يترجم الكلمات العبرية إلى اليونانية كلمة كلمة بدون أى اعتبار لقواعد اللغة اليونانية أو بناء الجملة، فجاءت ترجمته حرفية للغاية ومن ثم وقعت فى أخطاء عديدة نتيجة لهذه الحرفية غير المقبولة لغوياً. ومع ذلك فقد قبلها يهود الشتات.

3- ترجمة ثيودوشن للعهد القديم:

وترجم ثيودوشن الأفسسى (161-180م) المتحول إلى اليهودية الأسفار العبرية مستخدماً يونانية أكثر اصطلاحية ويبدو أنه بنى ترجمته على ترجمة أخرى ترجمت فى القرن الأول.

4- ترجمة سيماخوس للعهد القديم:

وترجم سيماخوس، وهو يهودى مسيحى، ترجمته هذه فى القرن الثانى الميلادى أيضا وكانت أكثر اصطلاحية من ترجمة أكويلا البنطى. وجمع العلامة أوريجانوس هذه الترجمات الأربع مع النص العبرى بحروف عبرية والنص العبرى فى حروف يونانية فى ستة أعمدة متجاورة فى كتاب واحد دعاه الهيكسابلا أى السداسى، فكان عمله هذا أول دراسة نقدية لنص العهد القديم. ثم ظهرت ترجمات أخرى منقحة من القرنين الثالث والرابع مثل ترجم لوسيان وترجمة هسيخوس.

2- الترجمة الآرامية للعهد القديم:

كانت المجامع اليهودية تمارس ترجمة شفوية من العبرية إلى الآرامية منذ القرن الرابع قبل الميلاد، وترجع هذه الترجمات الشفوية إلى زمن عزرا ونحميا اللذين لما عادوا إلى أورشليم بعد السبى وجدا الشعب يتكلم لغة مهجنة لذا اضطروا إلى قراءة الأسفار بلغتها العبرية ثم ترجموها شفوياً إلى الآرامية التى يتكلم بها الشعب. وازدادت الحاجة إلى هذه الترجمة الشفوية مع الوقت حتى اتخذت الصفة الرسمية فى المجامع.

وكان المترجم يدعى “ميترجمان” وكانت ترجمته تدعى “ترجوم” أى ترجم. وقد ظلت هذه الترجمة تتم شفوية حتى دونت فى القرن الخامس الميلادى تقريباً. ودعى الكتاب المدون فيه هذه الترجمة “ترجوم”. وأهم هذه الترجمات هو ترجوم انكيلوس للأسفار الخمسة الأولى أو التوراة وترجوم يوناثان بن أوزيل للأنبياء، ويعتقد أنها كتبا فى القرن الخامس الميلادى. وأصبحا كلاهما كتابين رسميين فى اليهودية. ويميل الأول إلى الترجمة الحرفية المحافظة على القديم ويميل الثانى إلى التفسير. وهناك ترجومات عديدة ظهرت عبد ذلك.

3- الترجمة السريانية للعهد القديم:

وجدت عدة ترجمات فى العصور الأولى للمسيحية بالسريانية، اللهجة الشرقية للآرامية، وأهم هذه الترجمات هى البشيتا أى “البسيطة” أو العامة، والتى يرجع تاريخها إلى القرن الأول الميلادى. وتتميز هذه الترجمة بالحرفية المتزنة فى أسفار مثل التوراة – أسفار موسى الخمسة – وسفر أيوب، كما تمتاز بالشرح المنساب الحر فى أسفار راعوث وأخبار الأيام.

وهناك تنقيحان للنص بين مخطوطات البشيتا أحدهما حرفى أكثر والأخر تفسيرى أكثر مع تأثير للترجوم الفلسطينى، وتتأثر أجزاء كثيرة من هذه الترجمة بالترجمة السبعينية. وتوجد لهذه الترجمة مخطوطات عديدة أهمها مخطوطة المتحف البريطانى والتى تؤرخ بسنة 464م وهى أقدم مخطوطة كتابية مؤرخة.

وهناك ترجمات أخرى إلى السريانية مثل ترجمة الفيلوكسينيان والسيريانية الفلسطينية وترجمة جاكوب الاديسى والسريو هكسابلا التى بنيت على نص العمود الخامس من هيكسابلا أوريجانوس والتى ترجمها بولس أسقف تيلا (615-617م) والموجودة فى مخطوطة ترجع إلى القرن الثامن الميلادى.

4- الترجمة اللاتينية للعهد القديم:

بدأت هذه الترجمة أولاً فى شمال أفريقيا وكان أول شاهدان على وجود ترجمات لاتينية هما القديسان ترتليان وكبريان من القرن الثانى الميلادى. وكان هناك عدداً من الترجمات ولكنها لم تكن ثابتة فتشعبت قراءتها مما دعى داماسوس أسقف روما (383م) إلى تفويض سكرتيره القديس جيروم لإعداد ترجمة لاتينية يعتمد عليها.

وبدأ القديس جيروم ترجمة العهد القديم بترجمة سفر المزامير، ثم أدرك أنه لكى يترجم العهد القديم بدقة يجب علية أن يترجم من اللغة العبرية مباشرة وانتهى من ترجمة العهد القديم كله سنة 405م ودعيت هذه الترجمة بالفولجاتا Volgate أو العامة. واكتسبت هذه لترجمة دوراً بارزاً واحترام الكنيسة اللاتينية بالتدريج وعلى مر العصور حتى كانت أول الكتب التى طبعت بعد اختراع الطباعة على يد وليم جوتنبرج (1400ـ1468م).

5ـ الترجمة القبطية للعهد القديم:

تمت هذه الترجمة، باللهجة الصعيدية، فى القرن الثانى الميلادى تحت إشراف القديس بنتينوس الذى تولى رئاسة مدرسة الإسكندرية سنة 181م والذى ادخل الأبجدية القبطية مستخدماً الحروف اليونانية والتى أضاف إليها سبعة حروف من اللهجة الديموطيقية القديمة، أخر تطور للمصرية القديمة بعد الهيروغليفية والهيراطيقية. ويعود أقدم شاهد من هذه الترجمة إلى حوالى سنة 300م وهى مخطوطة على ورق البردى ومحفوظة فى المتحف البريطانى. وهناك أيضاً الترجمة القبطية باللهجة البحيرية والتى يبدو أنها ترجمت بعد الصعيدية، وهناك ترجمات باللهجة الأخميمية  واللهجة الفيومية والتى مازال يوجد منها جزئيات تعود إلى القرن الرابع والخامس الميلاديين.

6ـ الترجمة العربية للعهد القديم:

جاءنا أول دليل على وجود ترجمة عربية لأى جزء من العهد القديم فى مدراش سيفير على تث 3:34 والذى يقول أن التوراة جاءت إلى إسرائيل بأربع لغات هى العبرية واليونانية والعربية والسريانية وهذا يعنى أنه كانت هناك ترجمات عربية للعهد القديم من قبل القرن السادس أو السابع الميلاديان ولكن أقدم جزء باق من العهد القديم باللغة العربية يرجع إلى القرن الثامن الميلادى وقد وجد فى مسجد بدمشق. وقد ترجمت أهم ترجمة عربية سنة 942م فى بابل وكانت مقبولة من أقباط مصر. وهناك ترجمات عربية عديدة ترجمت بعد ذلك.

وهناك العديد من الترجمات التى ترجمت بعد القرن الثانى الميلادى وحتى اليوم والتى تمثل معظم اللغات القديمة والحديثة.

فهرس الكتاب:

ترجمات العهد القديم – القمص عبد المسيح بسيط

تقييم المستخدمون: 5 ( 2 أصوات)