أبحاث

الأنبياء والإعلان الإلهى – القمص عبد المسيح بسيط

الأنبياء والإعلان الإلهى – القمص عبد المسيح بسيط

الأنبياء والإعلان الإلهى - القمص عبد المسيح بسيط
الأنبياء والإعلان الإلهى – القمص عبد المسيح بسيط

الأنبياء والإعلان الإلهى – القمص عبد المسيح بسيط

عن كتاب: التوراة كيف كتبت وكيف وصلت إلينا؟ للقمص عبد المسيح بسيط

1- أصل كلمة نبى :

كلمة “نبى” فى العبرية هى “نبى – Nabi” وينقسم العلماء والمفسرين فى تفسيرها وشرح معناها كالآتى :

  • الكلمة مشتقة من كلمتى “نون – nun” و”بيت – beth” بمعنى “ينبع” أو “ينفجر” وصيغته السلبية “انفجر فيه أو أندفق فيه” وهذا يعنى “اندفاق الروح فى النبى”.
  • الكلمة مشتقة من الآشورية أو الآكادية من الفعل “نابوـ Nabu” بمعنى “يدعو” أو “ينادى”.
  • الكلمة مشتقة من الفعل العربى “نبأ” أى أعلن أو أخبر.
  • هناك صلة بين “نبى” وبين الفعل “بو” أى “يدخل فى”، وبذلك يكون النبى هو من “يدخل فى علاقة مع الله”.
  • هناك ارتباط بين كلمتى “نبأ” و”نعم” التي تعنى يهوه، فيكون النبى هو المتكلم بوحى الله.

كلمة نبى فى العهد القديم :

ولكن “نبى” فى العهد القديم تعنى الشخص الذي يحمل رسالة، الذي يحمل إعلان الله، الذي يتكلم نيابة عن الله، واسطة أو وسيط الإعلان بين الله والناس. وتوضح لنا علاقة موسى بأخيه هارون هذا ما آمرك به .. وهرون أخاك يكلم فرعون (1)”. وأيضا علاقة موسى بالنسبة لله “أذهب وأنا أكون مع فمك وأعلمك ما تتكلم به (2)”.

فالنبى هنا هو من يتكلم نيابة عن الإله والذي يضع الله الكلام فى فمه فيتكلم بكلام الله وليس بكلامه هو. وهذا يتجلى بصورة واضحة فى قول الله لموسى الذي جعله مجازاً إلهاً لأخيه هرون وهرون نبيه “فتلكمه (أى هارون) وتضع الكلمات فى فمه. وأنا أكون مع فمك ومع فمه وأعلمكما هذا تصنعان.

وهو يكلم الشعب عنك. وهو يكون لك فماً وأنت تكون له إلهاً (3)”، والمعنى أن الله يضع الكلام فى فم النبى ويكون مع فمه ويوجهه ويعلمه ما يجب عليه أن يفعله والنبى يحمل هذا الكلام، كلام الله، والله معه، إلى الشعب أو متلقى الإعلان، وقال بعد ذلك عن النبى بصفة عامة “وأجعل كلامى فى فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به. ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامى الذي يتكلم به باسمى أنا أطالبه (4)”، النبى إذاً، هو الذي يتكلم باسم الله ويحمل كلامه ويعلنه، الكلام الذي وضعه الله فى فمه.

وكان لموسى النبى بالذات إمتياز خاص عن جميع الأنبياء فى بنى إسرائيل إذ يقول عنه الوحى “إن كان منكم نبى فبالرؤيا أستعلن له فى الحلم أكلمه. أما عبدى موسى فليس هكذا بل هو أمين فى مل بيتى فما إلى فم وعياناً أتكلم معه لا بالألغاز. وشبه الرب يعاين (5)”.

وكان الله يختار الأنبياء بحسب إرادته ودون علم سابق من النبى أو من الشعب بل وبصورة غير متوقعة على الإطلاق، فقد أختار موسى فى الوقت الذي رفض العبرانيان أن يحكم بينهما وقال أحدهما له “من جعلك رئيساً وقاضياً علينا (6)”، وموسى نفسه رأى أنه غير مناسب لهذه المهمة “من أنا حتى أذهب إلى فرعون وحتى أخرج بنى إسرائيل من مصر (7)”، وقال عاموس النبى “لست أنا نبياً ولا أنا ابن نبى بل أنا راع وجانى جميز.

فأخذنى الرب من وراء الضأن وقال لى أذهب تنبأ لشعبى إسرائيل (8)”، وقال أرمياء النبى عندما أختاره الله “أنى لا أعرف أن اتكلم لأنى ولد. فقال الرب لا تقل أنى ولد لأنك إلى كل من أرسلك إليه تذهب وتتكلم بكل ما آمرك به .. ومد الرب يده ولمس فمى وقال الرب لى ها قد جعلت كلامى فى فمك (9)”.

وكانت وظيفة النبى أيضا أن يتنبأ وقد ذكر الفعل العبرى “نبأ ـ Naba” أى يتنبأ أولاً حين أختار موسى سبعيناً من الشيوخ لمعاونته فى قيادة الشعب فحل عليهم روح الرب “فلما حلت الروح عليهم تنبأوا (10)”، أى أن النبى يتنبأ بحلول الرب عليه، روح النبوة. وتنبأ شاول الملك عندما أستقرت عليه الروح وأيضا جماعة الأنبياء المذكورين فى صموئيل الأول (11).

والتنبؤ كما يصفه عاموس النبى هو أيضا إعلان كلام الله “السيد الرب لا يصنع أمراً إلا وهو يعلن سره لعبيده الأنبياء. الأسد قد زمجر فمن لا يخاف. السيد الرب قد تكلم فمن لا يتنبأ (12)”.

وقال الله لحزقيال النبى “وأنت يا ابن آدم فتنبأ وقل (13)”.

وكان مرنمو الهيكل أيضاً يتنبأون بالآلات الموسيقية “بنى آساف وهيمان ويدثون المتنبئين بالعيدان والرباب والصنوج بنو .. يدثون المتنبئ بالعود لأجل الحمد والتسبيح .. لخدمة بيت الله تحت يد الملك (داود) ويدثون وهيمان (14)”. وكان جماعة الأنبياء المذكورون فى سفر صموئيل الأول يتنبأون “وأمامهم رباب ودف وناى وعود (15)”، وكانت مريم النبية أخت موسى وهرون ترنم للرب وهى تقود النساء “بدفوف ورقص (16)”.

2- ألقاب الأنبياء :

“عبد الرب”، لقب الأنبياء بهذا اللقب لأن العبد ملكاً لصاحبه وخاضعاً له، والأنبياء أثارهم الله فلم يعودوا ملكاً لأنفسهم به لله، وكانوا خاضعين له ومنفذي لإرادته وحاملين لإعلانه. وقد وصف جميع الأنبياء بأنهم “عبيد الرب”، “كلام الرب الذي تكلم به عن يد عبيده الأنبياء (17)”.

 “رجل الله”، وهذا اللقب لقب به مجموعة من الأنبياء الذين قاموا بأعمال عظيمة مثل موسى المشرع العظيم (18)، وصموئيل آخر القضاة وأعظمهم (19)، والنبى الذي أعلن دينونة الله على بيت عالى الكاهن، وشمعيا (20)، ورجل الله الذي كلم الملك أمصيا (21)، وإيليا الذي قالت له المرأة بعد أن أقام أبنها من الموت “هذا الوقت علمت أنك رجل الله وأن كلام الرب فى فمك حق (22)”، وإليشع النبى الذي لقب بهذا اللقب حوالى 35 مرة (23)، كما دعت أم شمشون الملاك الذي بشرها بولادة شمشون “رجل الله (24)”.

 “الرائى” فى العبرية “رأه ـ roeh” من الفعل “رئى ـ ra,a” والذي معناه “يرى، يدرك، يفهم”، والرائى هو الشخص الذي يعلن الله ويكشف من خلاله أسراره” “رجل الله فيخبرنا عن طريقنا .. النبى اليوم كان يدعى سابقاً الرائى (25)”.

واستخدم الفعل “رئى” أيضا للتعبير عن الجانب الرؤى سواء فى حالات الظهورات الإلهية أو الأحلام أو الرؤى، فدعت هاجر اسم المكان الذي ظهر لها فيه ملاك الرب “إيل رئى” “لأنها قالت أهنا رأيت بعد رؤية (26)”.

ويعبر أشعياء عن رؤياه بالقول “رأيت السيد الرب (27)”، كما يعبر كثير من الأنبياء مثل أرمياء وحزقيال ودانيال وعاموس عن رؤاهم بالقول أنهم رأوا أو أن كلمة الرب صارت إليهم فى رؤيا (28)، فقد كانت كلمة الله أيضا تعطى فى هيئة رؤيا.

“الرائى” الذي فى العبرية “حوزى ـ hozeh” والذي لقب به الأنبياء من مرنمى الهيكل الذين كانوا تحت قيادة داود النبى والملك، “هيمان وآساف ويدوثان (29)”. كما لقب اللقب أيضا “الرائين” الذي كانوا فى البلاط الملكى والذين تنبأوا أثناء حكم داود وسليمان ويهوشافاط ومنسى “جاد الرائى (30)”، “عدو الرائى (31)”، “حنانى الرائى (32)”، والموصوفين بـ “الرائين الذين كلموه باسم الرب (33)”. وكان هؤلاء “الرائين” ناصحين ومسيرين للملوك، وكانت لهم حولياتهم “أخبار الرائين (34)”التى كانت أحد مصادر الأسفار التاريخية، (صموئيل والملوك وأخبار الأيام).

والفعل “حزا ـ haza”، أى “يرى، يدرك” أستخدم فى العديد من كتب الأنبياء، “رؤيا أشعياء بن أموص التي رآها (35)”، “الأمور التي رآها أشعياء (36)”، “أقوال عاموس .. التي رآها (37)”، “قول الرب الذي صار إلى ميخا .. الذي رآه (38)”، “الوحى الذي رآه حبقوق (39)”، وذلك للتعبير عن رؤية النبى أو إدراكه لأقوال الله وإعلانه.

وتشير الأسماء المشتقة من “حزا” إلى الإعلان الذي أستلمه النبى فى هيئة رؤيا، والذي يشير عادة إلى حلم أو رؤيا كما هو فى سفر دانيال النبى، كما تعنى كلمة “حزون ـ hazon” فى أسفار أشعياء وعوبيديا وناحوم وأيضا فى ألقاب الأسفار التاريخية المكتوبة عن أنبياء معينين (40)، الرؤيا الإعلانية أو الإعلان الرئوى أو الإعلان الذي أستلمه الأنبياء فى هيئة رؤيا، موضوع الرؤيا هو كلمة الله نفسها.

3- رسالات الأنبياء :

كان الإعلان الذي حمله الأنبياء أو رسالاتهم التي حملوه إلى البشرية هى معرفة الله وفهم غايته والسير بحسب إرادته، وكانت تحمل الرسالات الوعود والتحذيرات وكانوا يبلغون الإعلان شفوياً أو مكتوباً فى لفائف (أدراج)، أو يقدمونه بأسلوب رمزى. وكان يقع عليهم مسئولية حمل الشعب على الرجوع إلى الله والسير بحسب وصاياه وكانت دعامتهم فى ذلك هى شخص الله ذاته ووحدانيته وعدله ورحمته وغفرانه وسيادته على الكون وسيادة حكمه فى التاريخ.

“ليكن أسم الله مباركاً من الأزل وإلى الأبد لأن له الحكمة والجبروت، وهو يغير الأوقات والأزمنة يعزل ملوكاً وينصب ملوكاً. يعطى الحكماء حكمة ويعلم العارفين فهماً. هو يكشف العمائق والأسرار. يعلم ما هو فى الظلمة وعنده يسكن النور (41)”.

أ- استلام الرسالة “الإعلان” :

اختلفت رسالة كل نبى والإعلان الذي حمله عن الأخر، فقد كان هناك أنبياء حملوا رسالة طويلة كموسى وصموئيل وأشعياء وأرمياء وحزقيال وهناك أنبياء حملوا رسالة قصيرة جداً حتى لم يظهر اسم بعضهم فى العهد القديم إلا مرات محدودة وبعضهم لم يذكر أسمه نهائياً بل أشير إليه بتعبير “رجل الله” فقط. وكان هناك أنبياء وظيفتهم هى النبوة مثل الأنبياء المذكورين وأنبياء آخرين كداود (42) الذي دعى فى الأصل ليكون ملكاً وكان الله يكلمه أحياناً من خلال النبيين ناثان وجاد ومع ذلك تنبأ وأوحى إليه وكانت كلمة الرب على لسانه (43).

وكان الأنبياء يعبرون عن استلامهم أو تلقيهم للإعلان الإلهى بالقول “وصارت إلى كلمة الرب”، “جاءت كلمة الرب إلى”، “هوذا كلمة الرب على”، “روح الرب على”، “ودخل فى روح”، “وحملنى الروح”، أو “رؤيا .. النبى”، “وحى النبى” .. الخ. فقد تلقى الأنبياء الإعلان فى هيئة كلمات أو أقوال أو حلم أو رؤيا. فأرمياء النبى يقول أن الله وضع كلماته فى فمه (44)، وأشعياء يقول أنه قيل له “أذهب وقل (45)”، ودانيال يفسر الأحلام ويرى رؤى (46)، وإبراهيم وإسحق ويعقوب يتحدث الله إليهم من خلال ظهورات إلهية، وحزقيال يدخل فيه روحاً ويرى رؤى ويأكل الدرج.

كان روح الله هو الذي يحرك النبى ويقوده ويحمله ويهيمن عليه أثناء حمله للإعلان “روح الرب تكلم بى وكلمته على لسانى (47)”، “وكان روح الرب على عزريا .. فخرج .. وقال (48)”، “ولبس روح الرب زكريا .. فوقف وقال (49)”، “فدخل فى روح .. وقال لى يا ابن آدم أنا مرسلك (50)”، “أنا ملآن قوة روح الرب (51)”، وهكذا دعى الوحى النبى فى سفر هوشع “رجل الروح (52)”، ويقول زكريا النبى “الكلام الذي أرسله رب الجنود بروحه عن يد الأنبياء الأولين (53)”.

ب ـ تبليغ الرسالة “الإعلان” :

حمل الأنبياء الإعلان أولاً وبلغوا رسالتهم شفوياً فكان الإعلان فى أحيان كثيرة مرتبطاً بالأحداث الجارية ثم كانوا يدونونه بعد ذلك كما فعل أغلبهم مثل موسى ويشوع وصموئيل وأشعياء وأرمياء …. الخ. كما كانوا يقدمونه أو يبلغونه مكتوباً كالوصايا العشر ودرج أرمياء. فتكلم أشعياء مع احاز الملك مباشرة (54)، ومع حزقيا (55)، وكلم أرمياء الشعب فى الهيكل (56)، كما بشر الملك حزقيا بصفة خاصة (57)، وتنبأ حزقيال على رعاة إسرائيل وبالطبع كلمهم شفاهة ومباشرة (58)، قبل أن يدون سفره.

وكانت هذه الرسالات تشمل الوعود (59) والتذكير بعهد الله إلى جانب اللوم والتوبيخ والمراثى (60) والأحاجى (61).

كما كانت تقدم فى صور أدبية وبلاغية متنوعة ورائعة مثل تكرار الكلمات أو العبارات والكلمات المسرحية والتضادات أو المقابلات والأسلوب الشعرى السامى واستخدم صور الحديث التخيلية والواضحة إلى جانب النشر الحرفى البسيط (62)، وذلك إلى جانب الأسلوب الرمزى البسيط، كما شق أخيا الشيلونى النبى رداءه الجديد إلى أثنتى عشر قطعة ليشير إلى تمزق المملكة (63)، ودفن أرمياء منطقة الكتان إلى جوار الفرات كرمز لترك الله لنبى إسرائيل (64).

وذهب إلى منزل الفخارى ليرى درساً فى سيادة الله على خليقته (65)، وكسر ابريق الخزف أمام عيون الشعب ليصور دمار أورشليم القادم (66)، كما رسم حزقيال على لبنة سوراً لأورشليم وجعل عليها حصاراً رمزياً لحصار الأعداء القادم عليها (67)، وحمل أمتعته وحفر حفرة فى السور ليصور رحلة الشعب أثناء الجلاء عن أورشليم والسبى إلى بابل، وكان هدف الأنبياء من ذلك جذب انتباه الشعب صلب الرقبة الذي تمرد ولم يستمع لكلمة الله التي أرسلها له عن يد أنبيائه.

جـ محتوى الرسالة “الإعلان”:

غطت رسالة أنبياء بنى إسرائيل حوالى ألف ومائة سنة من موسى سنة 1500ق.م. إلى ملاخى سنة 1400 ق.م. تغيرت فيها الظروف والأحوال الاجتماعي والسياسية والدينية مرات عديدة إذ عاشوا تحت حكم أنبياء عظماء كموسى وصموئيل وملوك صالحين كداود ويوشيا وملوك أشرار وهم كثيرون، كما عاشوا تحت العبودية فى مسر والسبى فى بابل إلى جانب الحكم الآشوري والفارسى واختلاطهم فى أحيان كثيرة بالشعوب والقبائل التي كانت محيطة بهم.

فتنوعت رسالات الأنبياء وحمل كل منهم إعلان للشعب عامة أو للملوك خاصة، كما تنبأوا على مستقبل شعوب المنطقة كمصر وبابل وآشور وصور وصيدا واشقلون كما تنبأوا عن مستقبل بنى إسرائيل أنفسهم.

ولكن كان يربطهم دائماً عامل واحد هو شرائع ووصايا الله التي أعطاها لهم بواسطة موسى النبى، التوراة، وكان اختيار بنى إسرائيل وخلاصهم من مصر والعهد مع الله والإيمان به كرب لهم وتطبيق شرائعه ووصاياه هى الأركان الأساسية لرسالات الأنبياء جميعا. فكانوا يحثون الشعب دائماً على القيام بواجباتهم الأدبية والأخلاقية وممارسة الطقوس بروحانية للتقرب من الله والشركة الدائمة معه.

وكان الأنبياء يصورون ويقيسون علاقة الله بالشعب، بعلاقة الأب بالابن (68) والفخرانى بالطمى (69) والراعى بالقطيع (70) والزوج بزوجته (71)، بل أن محور ارتكاز دعوة الأنبياء جميعاً كان هو الإيمان بوحدانية الله (يهوه) واجب الوجود، الدائم الوجود، أصل وعلة وسبب كل وجود، سيد الكون ومدبره والمهيمن عليه، وعبادته تعالى دون سواه، ورفض عبادة الأوثان التي هى من صناعة أيدى البشر، فبركات العهد لا ينالها إلا الذين يحبون الله ويخافونه ويعبدونه وحده (72) ويكونوا قديسين لأنه القدوس (73).

ولكن بنى إسرائيل تعدوا على وصايا الله ونقضوا عهده وعصوه وأرتدوا عنه وعبدوا الأوثان، فأعلن الأنبياء كراهية الله لأعمالهم ووبخوهم على خطاياهم وحذروهم من دينونة الله لهم وحلول لعنة العهد عليهم (74) وهزيمتهم عسكريا وسبيهم إلى بابل أن لم يتوبوا (75). وطالبوهم أن يتجنبوا هذا المصير بالعودة إلى الله (76)، ولكنهم أهملوا كلام الأنبياء الذي هو كلام الله وساروا وراء كلام الأنبياء الكذبة الذين خدعوهم وأضلوهم (77).

ولكن الأنبياء، لم يكونوا دعاة دينونة فقط، بل كانوا أيضا مبشرين بعطف الله وحبه ورأفته ورحمته على خليقته فتنبأوا بعودة المشتتين من الأمم (78)، بل وبعودة الأمم إليه، ورفع غضبه عن خليقته (79) لأن حبه أبدى ورحمته دائمة (80)، وأنه سوف يخلص شعبه من أجل اسمه (81) ويجدد عهده ووعوده السابقة بعهد (82) جديد يسكب فيه روحه على كل بشر بالنسل الآتي، نسل إبراهيم واسحق ويعقوب الذي تتبارك به جميع القبائل والشعوب والأمم (83).

ابن داود الذي سيجلس على عرشه إلى الأبد (84) الذي سيولد من عذراء (85) فى قرية بيت لحم أرض يهوذا (86) فى ملئ الزمان (87)، فى زمن الإمبراطورية الرابعة من الإمبراطوريات العالمية التي رآها دانيال النبى (88)

والتى بدأت ببابل ثم فارس ثم اليونان ثم الرومان بل وتحدد بدء عمله بـ 490 سنة تبدأ بخروج الأمر ببناء وتجديد أورشليم (89) والذي صدر سنة 454 ق.م. (90) ، وسوف يتألم لكى بآلامه وجراحاته يحمل خطايا الكثيرين وتأتى إليه جميع الأمم، إلى أورشليم (91)، الروحية، ويؤسس ملكوت الله ويسود على جميع الأمم والشعوب سيادة أبدية لا تنقرض ولا تزول (92). ثم تموت الأرض، تزول (93) ويخلق الله أرضاً جديدة (94) وسماء جديدة ويقوم الموتى من القبور للحياة (95)، الأشرار إلى الدينونة الأبدية والأبرار إلى الحياة الأبدية (96).

 

فهرس الكتاب:

(1) خر 1:7

(2) خر 12:4

(3) حز 15:4،16

(4) تث 18:18،19

(5) عدد 6:12-8

(6) خر 14:2

(7) حز 11:3

(8) عا 14:7،15

(9) أر 6:1-9

(10) عدد 25:11

(11) 1صم 5:10-13؛ 21:19-24

(12) عا 7:3،8

(13) حز 28:21،30، 2:30 … الخ

(14) 1أخ 1:25،3،6

(15) 1صم 5:10

(16) خر 20:15،21

(17) 2مل 23:17؛ 10:21؛ 2:24

(18) أنظر تث 1:33؛ يش 4:14؛ 1أخ 14:23؛ 2أخ 16:20

(19) 1صم 27:2

(20) 1مل 22:2، 2أخ 2:11

(21) 2مل 7:25-9

(22) 1مل 24:17

(23) أنظر 2مل 7:4-27

(24) قض 6:13

(25) 1صم 8:9-10

(26) تك 13:16

(27) أش 1:6

(28) أر 11:1-13؛ حز 1:1؛ دا 2:8؛ عا 8:7؛ زك 8:1

(29) 1 أخ 1:25-7؛ 2أخ 30:39؛ 15:35

(30) 2صم 11:24

(31) 2أخ 9:9

(32) 2أخ 2:19

(33) 2أخ 18:33

(34) 2أخ 19:33

(35) أش 1:1

(36) أش 1:2

(37) ى 1:1

(38) ميخا 1:1

(39) حب 1:1

(40) 2أخ 29:9، 32:32

(41) دا 20:2،21

(42) أع 39:2،30

(43) 2صم 2:23،3

(44) أر 1:1-10

(45) أش 6

(46) حز 1-10

(47) 2صم 2:23

(48) 2أخ 1:15

(49) 2أخ 20:24

(50) حز 2:2،3

(51) ميخا 8:3

(52) هو 7:9

(53) زك 12:7

(54) أش 3:7

(55) أش 5:39-8

(56) أر 2:7

(57) أر 1:34،2

(58) حز 34

(59) 2أخ 1:15،2

(60) عا 1:5-3

(61) حز 2:18

(62) 1مل 21:13،22

(63) 1مل 30:11،31

(64) أر 1:13-11

(65) أر 1:18-10

(66) أر 19

(67) حز 1:4-3

(68) هو 11

(69) أر 18، أش 8:64.

(70) حز 34.

(71) هو 1-3، اش 1:54-8، أر 2:2، 1:3-11، 23:16.

(72) أنظر اش 5:45، أر 1:10-16، حز 5:8-18، لا 4:19.

(73) حز 8:20-43، 9:43-7، لا 44:11،45.

(74) أنظر تث 15:27-26، لا 14:26-29.

(75) أر 12:3-14.

(76) عا 4:5،6،14.

(77) أر 11:8، حز 10:13.

(78) أش 13:6، 3:7.

(79) أر 12:3 ، أش 7:54،8.

(80) أر 3:31.

(81) أش 11:48، حز 22:36-25.

(82) هو 10:1، أر 31:30، حز 25:34-31.

(83) تك 3:12، 18:18، 18:22.

(84) 2 صم 11:17،12، مز 11:132، أش 726:9، 5:16، أر 5:23، رؤ 7:3.

(85) أش 4:7.

(86) ميخا 3:5.

(87) غل 4:4.

(88) دا ص 2،7.

(89) دا 24:9-27.

(90) عز 24:4، 1:6، 15،1:7، نح 1:2-6.

(91) ميخا 1:4-7.

(92) دا 13:7،14.

(93)

(94)

(95) أش 8:25، 19:16.

(96) دا 1:12، 2.

الأنبياء والإعلان الإلهى – القمص عبد المسيح بسيط

تقييم المستخدمون: 5 ( 1 أصوات)