سؤال وجواب

أدلة أستشهد بها النقاد في نسبة سفر اللاويين لحزقيال النبي

أدلة أستشهد بها النقاد في نسبة سفر اللاويين لحزقيال النبي

أدلة أستشهد بها النقاد في نسبة سفر اللاويين لحزقيال النبي

أدلة أستشهد بها النقاد في نسبة سفر اللاويين لحزقيال النبي
أدلة أستشهد بها النقاد في نسبة سفر اللاويين لحزقيال النبي

 

19- ما هي الأدلة التي أستشهد بها النقاد في نسبة سفر اللاويين لحزقيال النبي؟ وما الدليل على بطلانها؟ وما هي الأدلة الدامغة على نسبة هذا السفر لموسى النبي؟

الإدعاءات بأن حزقيال النبي هو كاتب المصدر الكهنوتي:

ج- من أهم هذه الأدلة التي أوردها أصحاب مدرسة النقد الأعلى ويستشهدون بها على نسبة سفر اللاويين لحزقيال النبي ما يلي:

1- قالوا إن سفر اللاويين ميز بين الكهنة واللاويين، وإن هذا التمييز لم يكن معروفًا إلا في زمن حزقيال النبي في القرن السادس قبل الميلاد.

تعليق: التمييز بين الكهنة واللاويين كان معروفًا منذ أيام موسى النبي، فالكهنوت كان قاصرًا على هرون وبنيه، فقال الرب ” تقدم هرون وبنيه إلى باب خيمة الاجتماع وتغسلهم بماء، وتلبس هرون الثياب المقدسة وتمسحه وتقدسه ليكهن لي، وتقدم بنيه وتلبسهم أقمصة، وتمسحهم كما مسحت أباهم ليكهنوا لي، ويكون ذلك لتصير لهم مسحتهم كهنوتًا أبديًا في أجيالهم” (خر 40:12-15) أما اللاويين فقد وكل لهم موسى النبي خدمة المسكن، فقال الرب لموسى ” وكل اللاويين على مسكن الشهادة وعلى جميع أمتعته وعلى كل ما له، هم يحملون المسكن وكل أمتعته وهم يخدمون وحول المسكن ينزلون.. والأجنبي الذي يقترب يقتل” (عد 1: 50،51) كما كان اللاويون يخدمون كهنة الرب “وكلم الرب موسى قائلًا، قدم سبط لاوى وأوقفهم قدام هرون الكاهن وليخدموه.. فتعطى اللاويين لهرون وبنيه، إنهم موهوبون له هبة من عند بني إسرائيل، وتوكل هرون وبنيه فيحرسون كهنوتهم والأجنبي الذي يقترب يقتل” (عد 3: 5-1-) و”قُورَحُ بْنُ يِصْهَارَ بْنِ قَهَاتَ بْنِ لاَوِي” (عد 16: 1) كان من سبط لاوي ولكنه لم يكن من أبناء هرون فلم يكن له الكهنوت، وعندما تجرأ وأراد أن يقوم بعمل الكهنوت ويقدم بخورًا للرب ” قال موسى لورح اسمعوا يا بنى لاوي، أقليل عليكم أن إله إسرائيل أفرزكم من جماعة إسرائيل ليقربكم إليه لكي تعملوا خدمة مسكن الرب وتقفوا قدام الجماعة لخدمتها، فقربك وجميع أخوتك بنى لاوي معك وتطلبون أيضًا كهنوتًا. إذن أنت وكل جماعتك منفقون على الرب، وأما هرون فما هو حتى تتذمروا عليه” (عد 16: 80، 11) وجاءت النهاية ” خرجت نار من عند الرب وأكلت المئتين والخمسين رجلًا الذين قربوا البخور” (خر 16: 35) إذا ادعاء هؤلاء النقاد بأن التمييز بين الكهنة واللاويين لم يعرف إلا في زمن حزقيال هو إدعاء باطل كاذب.

2- قالوا أنه يوجد تشابه بين السفرين يتمثل في صفات وسلوكيات الكهنة التي وردت في سفر اللاويين وسفر حزقيال، مثل عدم شرب الخمر والمسكر والتمييز بين النجس والطاهر، فجاء في سفر اللاويين “كلم الرب هرون قائلًا خمرًا ومسكرًا لا تشرب أنت وبنوك معك عند دخولكم إلى خيمة الاجتماع لكي لا تموتوا. فرضًا دهريًا في أجيالكم والتمييز بين المقدس والمحلل وبين النجس والطاهر” (لا 10: 8-10) وأوصى بعدم تنجس الكهنة بالموتى “وقال الرب لموسى كلم الكهنة بنى هرون وقل لهم لا يتنجس أحد منكم لميت في قومه، إلا لأقربائه الأقرب إليه أمه وأبيه وأبنه وأبنته وأخيه وأخته العذراء..” (لا 21:1-3) وأوصى بالامتناع عن أكل لحوم الحيوانات أو الطيور الميتة “وكلم الرب موسى قائلًا. كلم هرون وبنيه، ميتة أو فريسة لا يأكل فيتنجس بها. أنا الرب” (لا 22: 1-8) وهذه الأمور وردت في سفر حزقيال النبي ” ولا يشرب كاهن خمرًا عند دخوله إلى الدار الداخلية.. ويرون شعبى التمييز بين المقدس والمحلل ويعلمونهم التمييز بين النجس والطاهر.. ولا ينقوا إنسان من ميت فيتنجسوا، أما لأب أو أم أو ابن أو ابنه أو أخ أو أخت لم تكن لرجل يتنجسون” (حز 44: 21-25).

ويقول الأب أنطون نجيب في معرض حديثه عن التوراة في الفكر الحديث ” يجد العلماء في الوقائع السابقة دليلًا كافيًا على أن كتاب اللاويين وباقي أجزاء المصدر الكهنوتي (P) تنتمي إلى المدرسة الكهنوتية، وقد كان حزقيال النبي أكبر من قام بإحياء هذه المدرسة. وبالتالي يرجع المصدر الكهنوتي إلى زمن الأسر البابلي (586 – 538 ق.م) أو إلى الزمن التابع له مباشرة(1).

تعليق: كان حزقيال النبي يتنبأ عن عودة الشعب من السبي، وعودة الحياة إلى هيكل أورشليم، فكان يتمنى أن يسلك الكهنة في وصايا الله، ولذلك اقتبس من سفر اللاويين صفات الكاهن، وليس معنى اقتباس حزقيال من سفر اللاويين أنه هو الذي كتب سفر اللاويين منحلًا شخصية موسى، تمامًا كما رأينا بالنسبة للرد على القائلين بأن أرميا النبي انتحل شخصية موسى النبي وكتب سفر التثنية، فالرجاء الرجوع إلى تعليقنا في هذا الشأن، ولو أخذنا بهذا المنطق المريض فهل نقول أن السيد المسيح والآباء الرسل الذين اقتبسوا من التوراة والمزامير هم الذين كتبوا هذه الأسفار؟!!

والذين قالوا أن هناك تشابهًا بين سفري اللاويين وحزقيال، لماذا لم يبحثوا عن أوجه التشابه العديدة بين سفر اللاويين وبقية أسفار التوراة ونذكر هنا أمثلة قليلة من كثيرة(2):

أ – كلام الرب إلى موسى في خيمة الاجتماع (لا 1: 1 – عد 7: 89، 12: 4، 5).

ب – تقديم التقدمات من فطير وليس من خبز مختمر (لا 2: 11 – خر 23: 18،34: 25).

ج – التعويض عن الشيء المسلوب (لا 6: 4-6 – عد 5: 7، 8).

د – نصيب الكهنة من الذبائح (لا 7: 31 – تث 18: 3).

ه – ارتداء هرون الكاهن للصدرة (لا 8: 8 – خر 28: 29).

و – شريعة الختان (لا 12: 3 – تك 17: 12).

ز – النهى عن أكل الدم (لا 17: 10-تث 12: 16).

ح- النهى عن الجور في القضاء (لا 19: 15 – خر 23: 2، 3).

ط- النهى عن أكل الغرباء في الأقداس (لا 22: 10-خر 29: 32).

ى- الحث على تقديم زيت الزيتون (لا 24: 1، 2 -خر 27: 20).. إلخ.

أما الأدلة على كتابة موسى لسفر اللاويين فهي أكيدة وتمثل:

أدلة داخلية:

أ – أوضح السفر إن كاتبه هو موسى النبي وليس حزقيال النبي ولا شخصًا آخر، فبعد أن تحدث موسى عن شريعة الذبائح في السبع إصحاحات الأولى يقول موسى النبي “تلك شريعة المحرقة والتقدمة وذبيحة الخطية وذبيحة الإثم وذبيحة الملء وذبيحة السلامة، التي أمر الرب بها موسى في جبل سيناء يوم أمره بني إسرائيل بتقريب قرابينهم للرب في برية سيناء” (لا 7: 37،38) وبعد الحديث المستفيض عن الأحكام والشرائع يقول “هذه هي الفرائض والأحكام والشرائع التي وضعها الرب بينه وبين بني إسرائيل في جبل سيناء بيد موسى” (لا 26: 46) وبعد الوصايا التي وردت في السفر قال موسى النبي ” وهذه الوصايا التي أوصى الرب بها موسى إلى بني إسرائيل في جبل سيناء” (لا 27: 34).

ب – وردت عبارة “كلم الرب موسى قائلًا” في سفر اللاويين مرارًا وتكرارًا (لا 4: 1، 5: 14، 6: 1، 8، 19، 24، 7: 22،28، 12: 1، 14: 1، 33، 17: 1، 18: 1، 19: 1، 20: 1، 22: 1، 23: 1، 24: 1، 27: 1)… إلخ. لقد تكررت هي ومثيلاتها أكثر من ثلاثين مرة.

ج – كتب السفر بينما كانت خيمة الاجتماع قائمة، والهيكل لم يبنى بعد ” ودعا الرب موسى وكلمه من خيمة الاجتماع” (لا 1: 1) وحزقيال النبي لم ير خيمة الاجتماع هذه، وكتب السفر في جبل سيناء المكان الذي لم يره حزقيال “وكلم الرب موسى في جبل سيناء قائلًا” (لا 25: 1) وكتب السفر في بداية الشهر الأول من السنة الثانية للخروج من أرض مصر (خر 40: 17) وقبل مغادرة جبل سيناء في بداية الشهر الثاني من السنة الثانية للخروج من أرض مصر (عد 1: 1) قبل ولادة حزقيال بنحو ثمانية قرون، وكتب السفر بينما كان هرون مازال على قيد الحياة ” وفي اليوم الثامن دعا موسى هرون وبنيه وشيوخ إسرائيل وقال لهرون” (لا 9: 1،2) وورد اسم هرون في السفر مرات عديدة، وبين هرون وحزقيال مئات السنين، وكتب هذا السفر قبل دخول أرض كنعان ” ومتى دخلتم الأرض” (لا 19: 23).. ” متى جئتم إلى الأرض” (لا 23: 10).. ” متى أتيتم إلى الأرض” (لا 25: 2) فلو كان حزقيال هو كاتب السفر في أرض الموعد فكيف يشير للأحداث وكأن الله لم يحقق وعده بعد؟! وكأن الشعب مازال متغربًا في برية سيناء؟! وكيف يكتب السفر ولا يشير مطلقًا بأي إشارة إلى سبى بابل، ولا إلى الهيكل المتهدم؟!

د- بدأ السفر بحرف العطف “ودعا الرب موسى وكلمه من خيمة الاجتماع قائلًا” (لا 1: 1) عطفًا على آخر ما جاء في سفر الخروج.

و- أسلوب سفر اللاويين هو أسلوب بقية أسفار التوراة الخمسة.

أدلة خارجية:

أ- عندما تقدم رجل أبرص إلى السيد المسيح ليشفيه قائلًا “إن أردت تقدر أن تطهرني. فمد يسوع يده ولمسه قائلًا أريد فأطهر. وللوقت طهر برصه. فقال له يسوع أنظر أن لا تقول لأحد. بل اذهب أر نفسك للكاهن وقدم القربان الذي أمر به موسى شهادة لهم” (مت 8: 2-4) وشريعة تطهير الأبرص وردت في سفر اللاويين، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فيكون السيد المسيح ذاته يقول ” كما أمر به موسى ” فهذه شهادة دامغة أن موسى هو كاتب هذا السفر، ولا يصح بعد هذا أن إنسانًا يدعو نفسه مسيحيًا ويؤمن بكلام السيد المسيح ويشكك في كتابة موسى لهذا السفر، أو نسبة التوراة لموسى النبي.. ألا ينبغي أن يطاع الله أكثر من الشيطان؟!

ب- قال بولس الرسول “لأن موسى يكتب في البر الذي بالناموس أن الإنسان الذي يفعلها سيحيا بها” (رو 10: 5).. فأين كتب موسى هذا..؟ لقد كتبه في سفر اللاويين كقول الرب له “أحكامي تعملون وفرائضي تحفظون لتسلكوا فيها. أنا الرب إلهكم. فتحفظون فرائضي وأحكامي التي إذا فعلها الإنسان يحيا بها. أنا الرب” (لا 18: 4).

ج- أجمع علماء اليهود والمسيحيين، وآباء الكنيسة، والتقليد اليهودي والتقليد المسيحي، أن كاتب سفر اللاويين هو موسى النبي.

_____

(1) رسالة صديق الكاهن سبتمبر 1971م ص 41.

(2) راجع نجيب جرجس – تفسير سفر اللاويين ص 9، 10.

 

أدلة أستشهد بها النقاد في نسبة سفر اللاويين لحزقيال النبي