الردود على الشبهات

كيف يسأل المسيح وهو الإله؟ – البابا شنودة

كيف يسأل المسيح وهو الإله؟ – البابا شنودة

كيف يسأل المسيح وهو الإله؟ - البابا شنودة
كيف يسأل المسيح وهو الإله؟ – البابا شنودة

فعندما أقام لعازر من الموت، سأل ” أين وضعتموه “؟ (يو 11: 34).

وفي معجزة إشباع الجموع، سأل ” كم رغيفاً عندكم “؟ (مر 6: 38).

وفي معجزة شفاء المرأة نازفة الدم، سأل قائلاً ” من الذي لمسني “؟ (لو 8: 45).

كذلك سأل التلاميذ ” من يقول الناس إني أنا..؟ وأنتم من تقولون إني أنا؟” (مت 16: 13، 15).

وأسئلة أخري كثيرة من هذا النوع.. وقد فسر البعض ذلك ن بأنه كإنسان لم يكن عارفاً بكل شئ. لأن المعرفة بكل شئ ليست من اختصاص البشر. فهل هذا التفسير صحيح؟

 

كلا، فليس كل سؤال بقصد طلب المعرفة.

إن الله في العهد القديم سأل قايين ” أين هابيل أخوك؟” (تك 4: 9) ولم يكن قصده أن يعرف أين هابيل. بدليل أنه قال لقايين بعد ذلك (حينما أنكر): ” صوت دم أخيك من يدك ” (تك 4: 10، 11). وبنفس الوضع سأل الرب اَدم قائلاً ” أين أنت؟” هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منه “؟ (تك 3: 9، 11). ولم يكن قصد الرب من السؤال أن يعرف… إنما بالسؤال أعطي لآدم فرصة أن يعترف بما فعله.

وفي علم البيان – في أدب اللغة – كثيراً ما يخرج الإستفهام من معناه الأصلي إلى معان أخري كثيرة:

 

فمثلاً حينما يقول الشاعر مستهيناً بمن هدده:

فدع الوعيد فما وعيدك ضائري أطنين أجنحة الذباب يضير

قطعاً هو لا يقصد أن يسأل: هل طنين أجنحة الذباب يمكنه أن يضر أحداً؟! بل المقصود بالاستفهام هنا التحقير والازدراء.

…وكذلك حينما يقول الشاعر معتزاً بنسبه:

وأبي كسري علا أيوانه أين في الناس أب مثل أبى

هولا يقصد بلا شك إجابة عن سؤاله (أين؟)، إنما يقصد بالسؤال الافتخار، وأنه لا يجد من يماثل اباه في العظة.

وعلى هذا النحو، كان السيد المسيح يسأل وهو يعرف!

ولم يكن مطلقاً يسأل لكي يعرف!

 

فحينما قال عن جسد لعازر المدفون ” أين وضعتموه؟”، لم يكن يقصد معرفة مكان القبر. فالذي كان يعرف مكان روح لعازر التي فارقت جسده، ويعرف أن يأمرها بالرجوع إلى جسدها فترجع… أكثير عليه أن يعرف أين دفنوا الجسد؟! بل المقصود بسؤاله: هيا بنا إلى المكان الذي فيه وضعتم الجسد.. وهذا هو الذي حدث بعد سؤاله.

وحينما قال لتلاميذه: من يقول الناس إني أنا؟

 

إنما كان يريد أن يفتح معهم هذا الموضوع، لكي يخبروا بما في قلوبهم وأفكارهم. ويقودهم إلى الإيمان السليم ويطوبهم عليه.. لأن السيد المسيح بلا شك، كان يعرف ما يقول الناس عنه. ومن غير المعقول أن تكون معرفته اقل من معرفة تلاميذه! فيسأل تلاميذه ليعرف منهم!

وإن كان يعرف ما يدور في أفكار الناس.. كما عرف ما دار في أفكار الكتبة، حينما قال للمفلوج ” مغفورة لك خطاياك ” (مر 2: 5 – 8).. وإن كان قد عرف ما كان يجول في نفس سمعان الفريسي، لما وقفت الخاطئة عند قدمي الرب باكية، وبدأت تبل قدميه بالدموع وتمسحهما بشعر رأسها (لو 7: 38 – 40).. أفكثير عليه أن يعرف ما يقوله الناس بألسنتهم؟! ولكنه سأل – لا لكي يعرف – إنما لكي يصل بتلاميذه إلى حقيقة الإيمان به..

وفي معجزة إشباع الجموع، لما سأل ماذا عندهم من الخبز؟

 

لم يكن يقصد أن يعرف، إنما قصد إعلان ذلك القليل الموجود عندهم (خمس خبزات).. لكي تثبت عند الناس مقدار البركة التي حلت. لأنه لو لم يعرف ما عندهم، ربما ظن البعض أن عندهم مؤن كثيرة مخزونة، منها قد أخذوا ما أشبع الجموع وما تبقي..

وعندما سأل: من لمسني؟ (لو 8: 45).

 

كان يريد أن يشرح الناس أن قوة قد خرجت منه لتشفي المرأة. وبسؤاله ” جاءت المرأة مرتعدة، وخرت أمامه وأخبرته قدام الجميع لأي سبب لمسته، وكيف برئت في الحال ” (لو 8: 47).

هل أخطأ الكتاب المقدس في ذِكر موت راحيل أم يوسف؟! علماء الإسلام يُجيبون أحمد سبيع ويكشفون جهله!

هل الله يتغير؟ وهل يعبد المسيحيون الجسد؟ – المذيع المسلم يذيعها مدوية: أنا لا أعرف شيء

كتاب أعجوبة نقل جبل المقطم PDF – قراءة جديدة في مخطوط سير البيعة المقدسة – شريف رمزي

كيف يسأل المسيح وهو الإله؟ – البابا شنودة