فريق اللاهوت الدفاعي

التصنيف: الرد على محمود داود

الرد على محمود داود

  • محمود داود يتهرب من فريق اللاهوت الدفاعي في موضوع “علم الساعة” – تحدي دائم

    محمود داود يتهرب من فريق اللاهوت الدفاعي في موضوع “علم الساعة” – تحدي دائم

    محمود داود يتهرب من فريق اللاهوت الدفاعي في موضوع “علم الساعة” – تحدي دائم

    محمود داود يتهرب من فريق اللاهوت الدفاعي في موضوع "علم الساعة" - تحدي دائم
    محمود داود يتهرب من فريق اللاهوت الدفاعي في موضوع “علم الساعة” – تحدي دائم

    سلام ملك السلام مع جميعكم

    شبهة اليوم يقدمها الأخ ميمو، وهي شبهة قديمة رد عليها الآباء قديما وحديثا، لكن كما تعودنا من ميمو فهو يحب أن يضيف لمسته الخاصة لكي يغلق الطريق على جميع المدافعين الذين يردون عليه، وهو يظن أنه قادر على هذا في مواجهة المسيحيين، وكنا قد أثبتنا فشله مرات كثيرة وتحديناه أن يرد علينا فلم يرد.

    وشبهته بإختصار متعلقة بكلام الرب يسوع المسيح عن عدم علمه بالساعة، حيث جاء:

    “«وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ، وَلاَ الابْنُ، إِلاَّ الآبُ.” (مر 13: 32).
    “«وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ، إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ.” (مت 24: 36).
     
    ودعونا نلخص الشبهة كما يطرحها ميمو، حيث أنه يظن انه طرح فكرة جديدة، والشبهة بإختصار أن ميمو يقول أن في الآيتين النص يقول “ولا الإبن” وهذه الكلمة تعبر عن اللاهوت، أي كلمة الإبن، وليس عن الناسوت، بدليل أننا نقول “بإسم الآب والإبن والروح القدس” وبالتالي فلا يمكن أن نقول الرد التقليدي أن المسيح هنا كان يتكلم حسب الناسوت وليس حسب اللاهوت. وهنا يظن ميمو أنه قد دحض الرد المسيحي الآبائي ثم تتعالى صيحات الانتصار…
     
    ودعونا نشرح اعتراضه بلغة عامية وبطريقة حوارية لكي تفهموا كيف يرد على الردود التقليدية المعروفة..
     
    – إزاي المسيحيين بيجاوبوا على النص ده؟
    = بنقول إن المسيح كان بيتكلم هنا بحسب الطبيعة البشرية، فهو بطبيعته البشرية لا يعلم اليوم ولا الساعة، لكن بطبيعته اللاهوتية يعرف بالطبع بل أنه هو الذي سيدين

     
    – طيب ميمو بيرد إزاي على الرد ده؟
    = بيقول إن الرد ده غلط، لية؟ لأن النص بيقول كلمة “الإبن” والكلمة دي بتشير إلى اللاهوت، بدليل أن المعمودية بتكون بإسم الآب والإبن،
    وكمان احنا بنقول “بإسم الآب والإبن” وده معناه إن كلمة “الإبن” ليها مدليل ألوهي، يعني بتعبر عن أقنوم الإبن (اللاهوت) مش الناسوت،
    وبالتالي فالرد ده غلط لأن النص بيقول “ولا الإبن” يبقى إزاي الإبن مش عارف اليوم ولا الساعة؟

     
    حلو الكلام؟ حلو
     
    قبل ما نرد على ميمو، هانقول له كلمة لازم يكون عارفها وهو بيكلم مسيحيين وبالأخص المدافعين: علم اللاهوت لا يكيل بالباذنجان!صعب عليك أن ترفس مناخس… أنت صغير جدا وعلوم اللاهوت المسيحية دقيقة جدا.
     
    طيب أية الغلطة اللي وقع فيها الحج ميزو، لأنه مش عارف اللاهوت المسيحي.
     
     
    الكتاب المقدس عشان يعبر عن إتحاد اللاهوت بالناسوت، الإتحاد الكامل الحقيقي والمعجزي، فبيستخدم الألفاظ اللي في بتبان في ظاهرها إنها تعبر عن اللاهوت وينسب لها أمور للناسوت، والعكس صحيح.
    بيستخدم ألفاظ بتبان في ظاهرها إنها بتعبر عن الناسوت، وينسب لها أمور اللاهوت.
     
    يعني أية؟ 
    مثلا، لفظ زي “الإبن” أو لفظ “رئيس الحياة” أو لفظ “إبن الله” لما نقرأهم، هايوصل لنا معنى أية؟ أن دول ألفاظ لاهوتية بتعبر عن لاهوت المسيح، أو بتتكلم عن الألوهية بشكل عام، صح؟ صح
    طيب لفظ زي “إبن الإنسان” مثلا؟ لما بنقرأه بسطحية هايتفهم منه أنه لفظ يدل على “ناسوت المسيح” أو “إنسانية المسيح” أو “الطبيعة البشرية” للمسيح، صح؟ صح
     
    طيب جميل جدا، الكتاب المقدس بقى في مرات كتيرة جدا بيستخدم الألفاظ اللي بتدل حسب الظاهر عن اللاهوت في أمور الناسوت، وبيستخدم الألفاظ اللي بتدل حسب الظاهر عن الناسوت في أمور اللاهوت! يعني بشكل عكسي!
    طيب اية السبب؟ عشان يبين لنا ان اتحاد طبيعتي المسيح إتحاد قوي جدا ومعجزي وحقيقي…
     
     
    طيب ما يمكن أنا بقول الكلام ده عشان مش عارف أرد على ميمو، فبقول الكلام ده من عندي جدعنة كدا، لكن مفيش الكلام ده في الكتاب المقدس!؟
     
    يبقى شوفوا النصوص بنفسكم عشان نشوف بعينينا
     
     
    الألفاظ البشرية بحسب الظاهر (لقب “إبن الإنسان” كمثال):

    Mat 12:8  فإن ابن الإنسان هو رب السبت أيضا».

    Mat 13:41  يرسل ابن الإنسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم

    Mat 16:27  فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله.

    Mat 24:30  وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء. وحينئذ تنوح جميع قبائل الأرض ويبصرون ابن الإنسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير.

    Mat 25:31 «ومتى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده.

    Joh 3:13 وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان.

    Joh 6:62 فإن رأيتم ابن الإنسان صاعدا إلى حيث كان أولا!

    “وَلكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لابْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا». قَالَ لِلْمَفْلُوجِ:” (مر 2: 10).
     
    وزي ما شايفين من النصوص الكثيرة، أن إبن الإنسان واللي هو حسب الظاهر لفظ يشير للطبيعة البشرية، لكن النصوص بتقول عنه أية؟ بتقول عنه أنه “رب السبت” وأنه “بيرسل ملائكته” و”سيأتي في مجد أبيه على السحاب” وإنه نزل من السماء وأنه كان موجود في السماء أصلا قبل نزوله، وأنه بيغفر الخطايا، ودي كلها مع بعض صفات إلهية.
    والسبب في كدا أن الكتاب المقدس عشان يشير لطبيعة المسيح اللي هي من طبيعتين متحدتين (اللاهوت والناسوت) فبيستخدم صفات الطبيعة البشرية وينسبها للطبيعة اللاهوتية، والعكس صحيح.
     

    الألفاظ الإلهية:

    لقب “إبن الله”

    Heb 6:6 وسقطوا، لا يمكن تجديدهم أيضا للتوبة، إذ هم يصلبون لأنفسهم ابن الله ثانية ويشهرونه.

    زي ما شايفين هنا، الكتاب بينسب الصلب للقب “إبن الله” مع أن حسب ظاهر النص بيكون مفهوم إن إبن الله ده الأقنوم الثاني، وبالتالي هو لاهوت. وده بسبب عقيدة الاتحاد.
     
    لقب “رئيس الحياة”
    وَرَئِيسُ الْحَيَاةِ قَتَلْتُمُوهُ، الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَنَحْنُ شُهُودٌ لِذلِكَ.” (أع 3: 15).
     
     
    وهنا لو سألنا “مين هو رئيس الحياة”؟ هل هي الطبيعة البشرية أم اللاهوت (الله)؟ بالتأكيد “الله” لكن النص هنا بينسب القتل لرئيس الحياة على الرغم من أن اللاهوت لم ولا يُقتل أصلا، لكن بسبب الاتحاد بين الطبيعتين، فالكتاب بيستخدم الألفاظ بشكل معاكس مع النظرة السطحية لكل لفظ.
     
     
    وطبعا النص اللي ميمو بيستشهد بيه، فيه نفس الفكرة، النص بيستخدم لفظ “الإبن” اللي في ظاهره بيكون تعبيرا عن اللاهوت، لكن بينسب له عدم العلم، مع إن صفة عدم العلم نفسها هي للطبيعة البشرية زي ما قال آباء الكنيسة قديما وحديثا.. وبكدا نكون ردينا على شبهة ميمو ببساطة شديدة..
     
     
    بس طبعا، حبيبنا ميمو زي ما بيسأل عن “عِلم المسيح” إحنا برضو هانسأله عن “عِلم” إلهه، مش دي الأصول برضو يا ميمو انك تتكلم عن دينك قبل ما تتكلم عن دين غيرك؟
     
    عموما، النص القرآني:

    ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (٦٥) الْآنَ ‌خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (٦٦)﴾ [الأنفال: 65-66] 

    الله كان بيكلم رسول الاسلام وبيقول له “حرض المؤمنين على القتال” لو في 20 هايغلبوا 200، ولو فيكم 100 هايغلبوا 1000 يعني كل 1 هايغلب 10 كنِسبة وتناسب، حلو؟ حلو
    وبعد ما المسلمين اتقتل منهم ناس كتير بالنسبة دي (20 يغلبوا 200)، فالله قال أية بقى؟ ونركز هنا:
    الله قال “الآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآن خفف … وعلم أن فيكم ضعفا”
     
    يعني بعد النسبة الأولى (20:200) دلوقتي دلوقتي دلوقتي الله عِرف أن فيهم ضعف، فعمل اية؟
    خلى النسبة تكون كام؟ خلاها 100 يغلبوا 200، يعني نسبة 1:2 بعد ما كانت 1:10!!!!
     
    يعني هنا معانا نفس اللفظ اللي موجود مع المسيح (لا يعلم بهما أحد) فالله في القرآن هنا بيقول “علم” برضو! نفس اللفظ سبحان الله!
    ومعانا ظرف زماني وهو: الآآآآآن…
     
    يعني دلوقتي بس الله عرف ان المسلمين فيهم ضعفا، وبالتالي غيّر النسبة من 1:10 إلى 1:2!!
    يعني معانا دليل حرفي نصي، ومعانا دليل عملي على أن الله في البداية ماكنش يعرف أن فيهم ضعف، وعشان كدا لما عرف ان فيهم ضعف، غير النسبة لـ100:200…
     
     
    تقدر ترد يا ميمو من داخل النص نفسه؟

     

    لقب “إبن الانسان”

    Mat 12:8  فإن ابن الإنسان هو رب السبت أيضا».

    Mat 13:41  يرسل ابن الإنسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم

    Mat 16:27  فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله.

    Mat 24:30  وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء. وحينئذ تنوح جميع قبائل الأرض ويبصرون ابن الإنسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير.

    Mat 25:31 «ومتى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده.

    Mar 8:38 لأن من استحى بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ فإن ابن الإنسان يستحي به متى جاء بمجد أبيه مع الملائكة القديسين».

    Joh 3:13 وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان.

    Joh 6:62 فإن رأيتم ابن الإنسان صاعدا إلى حيث كان أولا!

    محمود داود يتهرب من فريق اللاهوت الدفاعي في موضوع “علم الساعة” – تحدي دائم

  • ما هو المانع الذي منع كتبة الأناجيل أن يعبروا بلفظ “الله الابن” كما عبروا بلفظ “الله الآب”؟ (18)

    ما هو المانع الذي منع كتبة الأناجيل أن يعبروا بلفظ “الله الابن” كما عبروا بلفظ “الله الآب”؟ (18)

    ما هو المانع الذي منع كتبة الأناجيل أن يعبروا بلفظ “الله الابن” كما عبروا بلفظ “الله الآب”؟ (18)

    أولا: فساد منطق السؤال

    منطق السؤال يفترض عدم وجود عقيدة “ألوهية الابن” طالما لا توجد عبارة “الله الابن”. وهذا منطق فاسد يدل على قلة دراية صاحبه. لماذا؟ لأنه يمكن لأي انسان أن يختار ألفاظا معينة ويسأل عنها ذات الأسئلة، فمثلا:

    1. أين قال إله القرآن “أنا الله” لمحمد؟ لا يوجد، فهل يعني هذا أن إلهكم ليس هو الله لأنه لم يقل لمحمد “أنا الله” حرفيا؟ ما هو المانع الذي منع إلهكم من كتابة هذه العبارة نصا؟
    2. أين قال إله القرآن “المسيح لم يصلب”؟ لا يوجد، فهل يعني هذا أن القرآن لا ينف صلب المسيح وقتله وفقًا لعقيدتكم، بسبب أنه لم يقل هذه العبارة حرفيا؟ ما هو المانع الذي منع إلهكم من كتابة هذه العبارة نصا؟
    3. أين ذكر -مجرد ذكر- القرآن الآب والابن والروح القدس، الثالوث المسيحي؟ لا يوجد، فهل يعني هذا أن القرآن يوافق على الثالوث المسيحي (الآب والابن والروح القدس)؟ ما هو المانع الذي منع إلهكم من كتابة هذه العبارة نصا؟
    4. أين ذُكر عدد الركعات وطريقة أداة الصلاة الإسلامية في القرآن؟ لا يوجد، فهل هذا يعني أن القرآن لا يدعو للصلاة بهذه الطريقة بالتحديد؟
    5. ما هو المانع الذي منع كاتب القرآن من كتابة “الإسلام دين توحيد”؟ أو كلمة “توحيد”؟ وهل يعني هذا أن كاتب القرآن لا يؤمن أن الإسلام دين توحيد؟

    وهكذا فإن السؤال عن عدم ورود أي عبارة حرفيا، هو أمرٌ لا قيمة له إذ أن كل كاتب له الحق في الكتابة ما شاء بالطريقة التي يراها مناسبة طالما سيقدم ما يريد تقديمه بطريقة أو بأخرى

     

    ثانيًا: هل المسلم يؤمن بما ورد عن المسيح فعلا، لكي يسأل عن عبارات يراها لم ترِد عن المسيح؟

    بالطبع لا، فالمسلم لا يؤمن بما ورد عن المسيح في الكتاب المقدس حرفيا. فمثلا، ورد عن المسيح أنه “رب لمجد الله الآب” (فيلبي 2: 11) وورد عنه أن “مهما عمل الآب فهذا يعمله الابن كذلك” (يوحنا 5: 19)، وورد عن الابن أن به وله خُلق كل شيء حتى المسلم نفسه مخلوق من المسيح (يوحنا 1: 3؛ 1كو 8: 6؛ كولوسي 1: 16؛ عبرانيين 1: 2) وورد عن المسيح أن له “كل ملء اللاهوت” (كولوسي 2: 9) وورد عنه أنه الابن الوحيد لله (يوحنا 3: 18) وقال عن نفسه أنه “رب السبت” (متى 12: 8)، وأنه “الله” (عبرانيين 1: 8؛ يوحنا 20: 28؛ أعمال الرسل 20: 28؛ رومية 9: 5؛ 1يوحنا 5: 20؛ تيطس 2: 13؛ 2بطرس 1: 1 إلخ.

    فإن كان المسلم لا يؤمن أصلا بما جاء حرفيًا عن المسيح في العهد الجديد، فما قيمة وجود عبارة “الله الابن”؟ لا يوجد، فالمسلم لن يؤمن بها هي أيضًا، فما قيمة السؤال؟

     

    وهنا نسأل سؤالا عكسيًا ونقول: ما هو المانع الذي منع كتبة العهد الجديد أن يقولوا عن الآب أن فيه “يحل كل ملء اللاهوت”؟ وهل يعني هذا أن الآب ليس له لاهوت فيه لأن النص لم يقل هذا إلا عن الإبن؟

    هذا قياسًا على الفهم الخاطيء لميمو.

     

     

    ثالثًا: عقيدة لاهوت الابن، موجودة حرفيا في العهد الجديد

    حتى إن كتبة العهد الجديد ينسبون له اسم يهوه وأفعال يهوه، فمثلًا:

     

    رسالة يهوذا 5:

    فأريد أن أذكركم، ولو علمتم هذا مرة، أن الرب بعدما خلص الشعب من أرض مصر، أهلك أيضا الذين لم يؤمنوا.

     

    ونضيف للرسل السابقين، رسولًا آخرًا، وهو يهوذا أخا يعقوب، فبمجرد قراءة هذا النص لن يلحظ المسيحي دليلاً لألوهية المسيح، وإن سألنا غير المسيحي وقلنا له، من المقصود بكلمة “الرب” الذي يقول عنه النص أنه خلص شعب بني إسرائيل قديما من أرض مصر؟ سيقول سريعًا بغير تردد، أنه يهوه إله العهد القديم.

     

    فنسأله: وكيف عرفت أنه يهوه؟ سيقول لنا أنه هو الذي تذكره نصوص العهد القديم الخاصة بقصة خروج شعب بني إسرائيل من مصر، فنقول له بالصواب أجبت.

     

    وهنا نقدم لك المفاجئة، وهي أن كلمة “الرب” هنا في أقدم وأصح وأفضل المخطوطات والترجمات وأقوال الآباء هي “يسوع”!

     

    نعم، فالنص في أصله يقول إن يسوع هو من أخرج الشعب من أرض مصر! نعم، النصوص في العهد القديم تقول إن يهوه هو من فعل هذا، والنصوص في العهد الجديد تقول إن يسوع هو نفسه يهوه إله العهد القديم -باعتباره أقنوم الابن- وهو الذي خلص الشعب من أرض مصر، كما رأينا في الآيات السابقة للآباء الرسل، وكما سنرى أيضًا في النصوص التالية

     

    كورنثوس الأولى 10: 1-10:

    “فَإِنِّي لَسْتُ أُرِيدُ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَجْهَلُوا أَنَّ آبَاءَنَا جَمِيعَهُمْ كَانُوا تَحْتَ السَّحَابَةِ، وَجَمِيعَهُمُ اجْتَازُوا فِي الْبَحْرِ، وَجَمِيعَهُمُ اعْتَمَدُوا لِمُوسَى فِي السَّحَابَةِ وَفِي الْبَحْرِ، وَجَمِيعَهُمْ أَكَلُوا طَعَامًا وَاحِدًا رُوحِيًّا، وَجَمِيعَهُمْ شَرِبُوا شَرَابًا وَاحِدًا رُوحِيًّا، لأَنَّهُمْ كَانُوا يَشْرَبُونَ مِنْ صَخْرَةٍ رُوحِيَّةٍ تَابِعَتِهِمْ، وَالصَّخْرَةُ كَانَتِ الْمَسِيحَ. لكِنْ بِأَكْثَرِهِمْ لَمْ يُسَرَّ اللهُ، لأَنَّهُمْ طُرِحُوا فِي الْقَفْرِ. وَهذِهِ الأُمُورُ حَدَثَتْ مِثَالًا لَنَا، حَتَّى لاَ نَكُونَ نَحْنُ مُشْتَهِينَ شُرُورًا كَمَا اشْتَهَى أُولئِكَ. فَلاَ تَكُونُوا عَبَدَةَ أَوْثَانٍ كَمَا كَانَ أُنَاسٌ مِنْهُمْ…. وَلاَ نَزْنِ كَمَا زَنَى أُنَاسٌ مِنْهُمْ، … وَلاَ نُجَرِّبِ الْمَسِيحَ كَمَا جَرَّبَ أَيْضًا أُنَاسٌ مِنْهُمْ، فَأَهْلَكَتْهُمُ الْحَيَّاتُ. وَلاَ تَتَذَمَّرُوا كَمَا تَذَمَّرَ أَيْضًا أُنَاسٌ مِنْهُمْ، فَأَهْلَكَهُمُ الْمُهْلِكُ.” (1 كو 10: 1-10).

     

    مثل النص السابق تمامًا، وتأكيدًا أن المسيح هو يهوه إله العهد القديم، وأن هذه هي عقيدة كتبة العهد الجديد، أن يسوع هو إله العهد القديم باعتباره الابن، فهنا أيضًا نجد أن بولس الرسول يحكي لنا عن حدث من أحداث خروج شعب بني اسرائيل وتيه الشعب العبراني في الصحراء وحاجتهم للماء، ويقول إن الماء الروحي الذي كانوا يشربوه، شربوه لأن الصخرة الروحية التي هي في حقيقة الأمر “المسيح” الذي كان يتابعهم في سيرهم. وأن هذا الشعب العبراني في العهد القديم قد جرب المسيح، فيهوه إله العهد القديم المذكور طولا وعرضًا في هذه القصة في كل تفاصيلها، كان المسيح كما قال الرسل أجمعين الذين ذكرنا كلامهم.

     

    كولوسي 10: 9

    ولا نجرب المسيح كما جرب أيضا أناس منهم فأهلكتهم الحيات.

    يكمل الرسول بولس كلامه، ليؤكد مفهومه أن المسيح هو يهوه، فيشير إلى تجربة شعب العبرانيين ليهوه الذين جربوه طوال فترة خروجهم من مصر وبعدها، ويوصي أهل كورنثوس ألا يجربوا المسيح كما جربه شعب العبرانيين قديما فأهلكتهم الحيات. فنجد القصة في سفر العدد والأصحاح الحادي والعشرين:

     

    Num 21:5-6 وتكلم الشعب على الله وعلى موسى قائلين: «لماذا أصعدتمانا من مصر لنموت في البرية! لأنه لا خبز ولا ماء وقد كرهت أنفسنا الطعام السخيف». 6 فأرسل الرب على الشعب الحيات المحرقة فلدغت الشعب فمات قوم كثيرون من إسرائيل.

     

    والنص في أصله العبري يقول:

    5 וַיְדַבֵּ֣ר הָעָ֗ם בֵּֽאלֹהִים֮ וּבְמֹשֶׁה֒ לָמָ֤ה הֶֽעֱלִיתֻ֙נוּ֙ מִמִּצְרַ֔יִם לָמ֨וּת בַּמִּדְבָּ֑ר כִּ֣י אֵ֥ין לֶ֙חֶם֙ וְאֵ֣ין מַ֔יִם וְנַפְשֵׁ֣נוּ קָ֔צָה בַּלֶּ֖חֶם הַקְּלֹקֵֽל׃

    6 וַיְשַׁלַּ֨ח יְהוָ֜ה בָּעָ֗ם אֵ֚ת הַנְּחָשִׁ֣ים הַשְּׂרָפִ֔ים וַֽיְנַשְּׁכ֖וּ אֶת־הָעָ֑ם וַיָּ֥מָת עַם־רָ֖ב מִיִּשְׂרָאֵֽל׃

     

    فالنص يذكر حرفيًا، اسمي يهوه وألوهيم.

     

    العبرانيين 1: 8- 12

    “وَأَمَّا عَنْ الابْنِ: …. «أَنْتَ يَا رَبُّ فِي الْبَدْءِ أَسَّسْتَ الأَرْضَ، وَالسَّمَاوَاتُ هِيَ عَمَلُ يَدَيْكَ. هِيَ تَبِيدُ وَلكِنْ أَنْتَ تَبْقَى، وَكُلُّهَا كَثَوْبٍ تَبْلَى، وَكَرِدَاءٍ تَطْوِيهَا فَتَتَغَيَّرُ. وَلكِنْ أَنْتَ أَنْتَ، وَسِنُوكَ لَنْ تَفْنَى».” (عب 1: 8-12).

     

    وبعيدا عن هذه الأوصاف الإلهية، مثل تأسيس الأرض، وأن السموات هي عمل يديه، وأنه سيبقى وكل شيء يفنى، فهذه الأوصاف وحدها تشير إلى أن الموصوف بها هو الله لا محالة، والقديس بولس الرسول ينسبها للمسيح (وأما عن الإبن) فعندما أراد القديس بولس مقارنة من هو المسيح بالنسبة للملائكة، ذكر هذا القول، وكثير لا ينتبه له كما يجب، فهذا القول ما هو إلا اقتباس من العهد القديم، من مزمور 102: 25 – 27. حيث يقول النص العربي:

     

    من قدم أسست الأرض والسماوات هي عمل يديك. 26 هي تبيد وأنت تبقى وكلها كثوب تبلى كرداء تغيرهن فتتغير. 27 وأنت هو وسنوك لن تنتهي. (مزمور 102: 25-27)

     

    والكلام هنا حرفيا عن يهوه، نعم، فالقديس بولس الرسول ينسب للمسيح حرفيا ما قيل أصلاً في حق يهوه إله العهد القديم

     

    Heb 11:24 بالإيمان موسى لما كبر أبى أن يدعى ابن ابنة فرعون، 25 مفضلا بالأحرى أن يذل مع شعب الله على أن يكون له تمتع وقتي بالخطية، 26 حاسبا عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر، لأنه كان ينظر إلى المجازاة.

    هنا نجد أيضًا صدى للعقيدة الراسخة المترسخة في أذهان وقلوب كل الرسل، ألا وهي أن يسوع هو يهوه حرفيًا. فنجد هنا أن بولس الرسول ينسب لموسى النبي أنه لما كبر شاء أن يذل مع شعب يهوه على أن يتنعم في قصر فرعون، وفضَّلَ عار المسيح على غنى خزائن مصر، فهل كان المسيح موجودا لكي يُفَضل موسى عاره على كنوز وخزائن مصر؟ نعم، إنه سرمدي بلا بداية وبلا نهاية، لأنه هو يهوه الذي فضل موسى ان يذل مع شعبه حتى أخرجه من مصر.

     

    أعمال الرسل 2: 25 – 28

    لأن داود يقول فيه: كنت أرى الرب أمامي في كل حين أنه عن يميني لكي لا أتزعزع. 26 لذلك سر قلبي وتهلل لساني. حتى جسدي أيضا سيسكن على رجاء. 27 لأنك لن تترك نفسي في الهاوية ولا تدع قدوسك يرى فسادا. 28 عرفتني سبل الحياة وستملأني سرورا مع وجهك. (أعمال الرسل 2: 25 – 28)

     

     

    هنا نجد القديس بطرس، يقول إن داود النبي قال هذا الكلام “فيه” أي قاله “في المسيح”، ثم نجد ان داود النبي يتحدث عن يهوه، فهل المسيح هو يهوه؟ نعم، هذه هي العقيدة المستقرة لدى كتبة العهد الجديد. ملحوظة: كلمة “الرب” الموجودة في النص العربي هنا هي الترجمة لكلمة “يهوه” في النص العبري للعهد القديم.

     

    فهذا النص فيه دليلين حرفيين صريحين على أن بطرس بنفسه يؤمن بألوهية المسيح المطلقة:

    فالدليل الأول الذي يمكن أن يلاحظه أي شخص تقريبًا هو أن بطرس الرسول ينسب للمسيح وجودًا سابقًا على ميلاده بالجسد، فالمسيح موجود منذ الأزل وإلى الأبد.

     

    أما الدليل الثاني فهو دليل لغوي، فكلمة “الرب” الموجودة في (أعمال الرسل 2: 25) هي في أصلها العبري هي “يهوه יהוה” وهو الاسم الخاص بالإله في العهد القديم، حيث جاء النص في سفر المزامير 16: 8-11:

     

    8  שִׁוִּ֬יתִי יְהוָ֣ה לְנֶגְדִּ֣י תָמִ֑יד כִּ֥י מִֽ֝ימִינִ֗י בַּל־אֶמּֽוֹט׃

    9  לָכֵ֤ן׀ שָׂמַ֣ח לִ֭בִּי וַיָּ֣גֶל כְּבוֹדִ֑י אַף־בְּ֝שָׂרִ֗י יִשְׁכֹּ֥ן לָבֶֽטַח׃

    10  כִּ֤י׀ לֹא־תַעֲזֹ֣ב נַפְשִׁ֣י לִשְׁא֑וֹל לֹֽא־תִתֵּ֥ן חֲ֝סִידְךָ֗ לִרְא֥וֹת שָֽׁחַת׃

     11 תּֽוֹדִיעֵנִי֮ אֹ֤רַח חַ֫יִּ֥ים שֹׂ֣בַע שְׂ֭מָחוֹת אֶת־פָּנֶ֑יךָ נְעִמ֖וֹת בִּימִינְךָ֣ נֶֽצַח׃

     

    فهاتين الدلالتين، أي دلالة الوجود قبل الميلاد الجسدي للمسيح ودلالة الاسم تدلان بشكل حرفي صريح على استقرار عقيدة لاهوت المسيح في العقل الباطن لبطرس، فهو لا يحتاج أن يشرح لهم كيف أن يسوع هو يهوه، بل يقولها في معرض كلامه عرضًا وهذا لا يحدث إلا إن كان المتكلم مستقر عنده هذه العقيدة جدا، تماما كما يتكلم أي إنسان بلهجته الأم، فهو لا يفكر كثيرا في مخارج الحروف ولا النطق، بل يتكلم فقط.

     

    فها هو العهد الجديد لا ينسب الألوهية للمسيح وحسب، بل يقول ولأكثر من مرة أن المسيح هو يهوه إله العهد القديم. فهل سيؤمن ميمو بكل هذه الألقاب والأوصاف عن المسيح أم أن للهروب رأي آخر؟

     

    فإن كان مذكورٌ عن المسيح أنه “الابن” الوحيد، ومذكور عنه حرفيًا أنه الله وأنه يهوه وأن له كل ملء اللاهوت، فما مشكلة ميمو من دمج الكلمتين معا: الله + الابن = الله الابن!؟

     

    أما عن “الله الروح القدس” فالنص في قصة حنانيا وسفيرة، يقول صراحة بهذا اللفظ، ولنضع النصوص لكل عاقل:

     

    “فَقَالَ بُطْرُسُ: «يَا حَنَانِيَّا، لِمَاذَا مَلأَ الشَّيْطَانُ قَلْبَكَ لِتَكْذِبَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ وَتَخْتَلِسَ مِنْ ثَمَنِ الْحَقْلِ؟ أَلَيْسَ وَهُوَ بَاق كَانَ يَبْقَى لَكَ؟ وَلَمَّا بِيعَ، أَلَمْ يَكُنْ فِي سُلْطَانِكَ؟ فَمَا بَالُكَ وَضَعْتَ فِي قَلْبِكَ هذَا الأَمْرَ؟ أَنْتَ لَمْ تَكْذِبْ عَلَى النَّاسِ بَلْ عَلَى اللهِ».” (أع 5: 3-4).

    الآية 4: لتكذب على الروح القدس … على من مرة أخرى؟ الروح القدس

    الآية 5: لم تكذب على الناس بل على الله … يكذب على من مرة أخرى؟ الله

     

    إذن: الروح القدس هو الله!

     

    أما عن “الله الكلمة” فلا أصرح من النص الوارد في بداية مقدمة انجيل يوحنا حيث يقول “وكان الكلمة الله”..

    فهل “كان الكلمة الله” لا تعني “الله الكلمة”؟!

    مستوى رديء من الشبهات.

    ما هو المانع الذي منع كتبة الأناجيل أن يعبروا بلفظ “الله الابن” كما عبروا بلفظ “الله الآب”؟ (18)

  • هل العهد الجديد مكتوب بوحي؟ أين دعا الله إلى كتابته؟ (19)

    هل العهد الجديد مكتوب بوحي؟ أين دعا الله إلى كتابته؟ (19)

    هل العهد الجديد مكتوب بوحي؟ أين دعا الله إلى كتابته؟ (19)

    نستطيع تلخيص الإعتراض في سؤالين فقط:

    1. هل قال أي كاتب للأناجيل أنه يكتب بوحي؟
    2. هل قال الله لكتبة الأناجيل أن يكتب؟

    وسوف نجيب عليهما سويًا دفعة واحدة بتفصيل..

     

    الوحي في المسيحية هو من الروح القدس، فهو الذي يقوم بتعليم وتذكير رسل المسيح أجمعين بما قاله المسيح وما فعله وأمور أخر كثيرة، الأدلة:

    • “وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ.” (يو 14: 26).
    • “الَّتِي نَتَكَلَّمُ بِهَا أَيْضًا، لاَ بِأَقْوَال تُعَلِّمُهَا حِكْمَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ، بَلْ بِمَا يُعَلِّمُهُ الرُّوحُ الْقُدُسُ، قَارِنِينَ الرُّوحِيَّاتِ بِالرُّوحِيَّاتِ.” (1 كو 2: 13).
    • “فَمَتَى سَاقُوكُمْ لِيُسَلِّمُوكُمْ، فَلاَ تَعْتَنُوا مِنْ قَبْلُ بِمَا تَتَكَلَّمُونَ وَلاَ تَهْتَمُّوا، بَلْ مَهْمَا أُعْطِيتُمْ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَبِذلِكَ تَكَلَّمُوا. لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلِ الرُّوحُ الْقُدُسُ.” (مر 13: 11).
    • “فَانْصَرَفُوا وَهُمْ غَيْرُ مُتَّفِقِينَ بَعْضُهُمْ مَعَ بَعْضٍ، لَمَّا قَالَ بُولُسُ كَلِمَةً وَاحِدَةً: «إِنَّهُ حَسَنًا كَلَّمَ الرُّوحُ الْقُدُسُ آبَاءَنَا بِإِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ” (أع 28: 25).
    • “لأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.” (2 بط 1: 21).
    • “«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ، كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ هذَا الْمَكْتُوبُ الَّذِي سَبَقَ الرُّوحُ الْقُدُسُ فَقَالَهُ بِفَمِ دَاوُدَ، عَنْ يَهُوذَا الَّذِي صَارَ دَلِيلًا لِلَّذِينَ قَبَضُوا عَلَى يَسُوعَ،” (أع 1: 16).
    • “ثُمَّ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي الْهَيْكَلِ: «كَيْفَ يَقُولُ الْكَتَبَةُ إِنَّ الْمَسِيحَ ابْنُ دَاوُدَ؟ لأَنَّ دَاوُدَ نَفْسَهُ قَالَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ: قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي، حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ.” (مر 12: 35-36).

    وتجدر الإشارة هنا إلى ألوهية الروح القدس فهو الله الذي يوحي للأنبياء والرسل، لكن هذه ليست النقطة محل البحث الآن.

    فهنا نجد أن الروح القدس هو الذي يتكلم بفم الأنبياء والرسل والتلاميذ، فهل لدى التلاميذ هذا الروح القدس لغرض إعلان بشارة المسيح للعالم؟ وهل تكلموا بالروح القدس؟ الإجابة هي نعم، ومن كلام المسيح نفسه:

    • “وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ.” (يو 14: 26).
    • “وَهَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ مَوْعِدَ أَبِي. فَأَقِيمُوا فِي مَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَنْ تُلْبَسُوا قُوَّةً مِنَ الأَعَالِي».” (لو 24: 49).

    فها هو رب المجد بنفسه يوصي تلاميذه ألا يغادروا أورشليم إلى أن يلبسوا قوة من الأعالي، فما هي هذه القوة؟ إنها قوة الروح القدس الذي سيحل على رسل المسيح.

    “وَفِيمَا هُوَ مُجْتَمِعٌ مَعَهُمْ أَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يَبْرَحُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ، بَلْ يَنْتَظِرُوا «مَوْعِدَ الآبِ الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ مِنِّي، لأَنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِالْمَاءِ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَسَتَتَعَمَّدُونَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ، لَيْسَ بَعْدَ هذِهِ الأَيَّامِ بِكَثِيرٍ». أَمَّا هُمُ الْمُجْتَمِعُونَ فَسَأَلُوهُ قَائِلِينَ: «يَا رَبُّ، هَلْ فِي هذَا الْوَقْتِ تَرُدُّ الْمُلْكَ إِلَى إِسْرَائِيلَ؟» فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا الأَزْمِنَةَ وَالأَوْقَاتَ الَّتِي جَعَلَهَا الآبُ فِي سُلْطَانِهِ، لكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ».” (أع 1: 4-8).

     

    فالرب يسوع المسيح قد أنبأ رسله بأن الروح القدس سيحل عليهم لأجل أن يكونوا له شهودا في كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض، وليذكرهم بما قاله لهم المسيح ويعلمهم كل شيء. وبالفعل، حل الروح القدس على الرسل المجتمعين في العلية في يوم الخمسين، حيث يقول الكتاب:

    “وَلَمَّا حَضَرَ يَوْمُ الْخَمْسِينَ كَانَ الْجَمِيعُ مَعًا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ، وَصَارَ بَغْتَةً مِنَ السَّمَاءِ صَوْتٌ كَمَا مِنْ هُبُوبِ رِيحٍ عَاصِفَةٍ وَمَلأَ كُلَّ الْبَيْتِ حَيْثُ كَانُوا جَالِسِينَ، وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا.” (أع 2: 1-4).

     

    لكن، من الذين كانوا في العلية مجتمعين وحل عليهم الروح القدس؟

     

    “حِينَئِذٍ رَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ مِنَ الْجَبَلِ الَّذِي يُدْعَى جَبَلَ الزَّيْتُونِ، الَّذِي هُوَ بِالْقُرْبِ مِنْ أُورُشَلِيمَ عَلَى سَفَرِ سَبْتٍ. وَلَمَّا دَخَلُوا صَعِدُوا إِلَى الْعِلِّيَّةِ الَّتِي كَانُوا يُقِيمُونَ فِيهَا: بُطْرُسُ وَيَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا وَأَنْدَرَاوُسُ وَفِيلُبُّسُ وَتُومَا وَبَرْثُولَمَاوُسُ وَمَتَّى وَيَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى وَسِمْعَانُ الْغَيُورُ وَيَهُوذَا أَخُو يَعْقُوبَ. هؤُلاَءِ كُلُّهُمْ كَانُوا يُواظِبُونَ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ عَلَى الصَّلاَةِ وَالطِّلْبَةِ، مَعَ النِّسَاءِ، وَمَرْيَمَ أُمِّ يَسُوعَ، وَمَعَ إِخْوَتِهِ. وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ قَامَ بُطْرُسُ فِي وَسْطِ التَّلاَمِيذِ، وَكَانَ عِدَّةُ أَسْمَاءٍ مَعًا نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ. فَقَالَ:” (أع 1: 12-14).

     

    هنا نجد أن الذين كانوا في العلية ليسوا فقط هم التلاميذ الـ11، بل يقول النص أنهم نحو 120 شخصًا. منهم التلاميذ الـ11 ومريم العذراء ونساء أخريات، بالإضافة إلى اخوته. و”أخوته” يختلفون عن “التلاميذ الـ11” بدليل أن النص قد فصل بينهم وبين الـ11 الذين قال اسمهم واحدا فواحدا في النص السابق، وبدليل أنهم حينما أرادوا أن يختاروا التلميذ الثاني عشر، اختاروا ممن تبعوا الرب يسوع، وكان من بين الحاضرين في العلية حيث يقول النص:

    “فَيَنْبَغِي أَنَّ الرِّجَالَ الَّذِينَ اجْتَمَعُوا مَعَنَا كُلَّ الزَّمَانِ الَّذِي فِيهِ دَخَلَ إِلَيْنَا الرَّبُّ يَسُوعُ وَخَرَجَ، مُنْذُ مَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي ارْتَفَعَ فِيهِ عَنَّا، يَصِيرُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ شَاهِدًا مَعَنَا بِقِيَامَتِهِ». فَأَقَامُوا اثْنَيْنِ: يُوسُفَ الَّذِي يُدْعَى بَارْسَابَا الْمُلَقَّبَ يُوسْتُسَ، وَمَتِّيَاسَ.” (أع 1: 21-23).

    فالروح القدس جعل رسل المسيح يكرزون من هذا اليوم في البشرية كلها وإلى أقصى الأرض، وذكرهم بكل شيء وعلمهم بكل شيء.

    فكيف يسأل ميمو عن الوحي لكتبة الأناجيل وهم المسوقين بالروح القدس والذين حل عليهم الروح القدس لغرض البشارة؟ فالروح القدس الذي حل عليهم بغرض البشارة والكرازة لكل المسكونة جعلهم يطوفون الأرض يكرزون بالمسيح، سواء أكانت هذه الكرازة شفاهية أو مكتوبة (الأناجيل).

     

    فما هو الوحي إلا أن يحل الروح القدس على الرسل لأجل الغرض الذي حدده لهم المسيح (يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم … اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس إلخ إلخ)؟

    نحن لا نقدم دليلا أن الرسل كتبوا الأناجيل فقط بالوحي، بل أننا أثبتنا أن كرازة رسل المسيح كلهم كانت بالروح القدس (الوحي) سواء أكانت هذه البشارة كتابية أم شفاهية. ونحن هنا قدمنا شهادة عن حلول الروح القدس على الرسل أجمعين وليس عن التلاميذ الأحد عشر أو الاثني عشر فقط.

     

    لكننا نقدم شهادة إضافية عن مرقس ولوقا الرسولين.

    فمرقس الرسول إن قال المعترضون أن القديس مرقس لم يعاين الرب أي لم يكن من الرسل السبعين بل كان فقط مترجمًا/مفسرًا لبطرس الرسول الذي هو من التلاميذ الذين حل عليهم الروح القدس باتفاق حتى المخالفين، فتكون بشارته هي بشارة بطرس الرسول.

    وإن قال المعترضون أن القديس مرقس من السبعين رسولا (وقد شهد بذلك العلامة أوريجينوس[1] والقديس أبيفانيوس[2]) وأنه قد تبع المسيح منذ البداية، فقد أثبتوا له أنه قد حل عليه الروح القدس، كما أنه كان يكرز مع رسل آخرين كما يشهد بهذا الكتاب المقدس لفترة طويلة، وقد كان بيته هو العلية التي كان بقية الرسل والتلاميذ يجتمعون فيها دائمًا.

     

    وأما لوقا الرسول فهو بنفسه يقول أنه ينقل عن شهود العيان، أي التلاميذ الذين كانوا معاينين وخدامًا للكلمة منذ البداية، وبالطبع هؤلاء التلاميذ قد حل عليهم الروح القدس باتفاق المخالفين لنا في الايمان [“إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا، كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّامًا لِلْكَلِمَةِ، رَأَيْتُ أَنَا أَيْضًا إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيق، أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ،” (لو 1: 1-3).]

    إذن فلوقا الرسول قد تتبع كل شيء من الأول بتدقيق من الذين كانوا معاينين وخدام للكلمة منذ البدء، وكتب هذا التسليم الرسولي المتيقن عنده.

    ومن هنا نكون قد أثبتنا أنهم يكتبون بالروح القدس ويبشرون بالروح القدس، وأن الرب يسوع بنفسه هو من دعاهم للبشارة باسمه في كل المسكونة لليهود والأمم، وأن الروح القدس الذي هو الله كان هو العامل فيهم، وبهذا نكون قد رددنا على السؤالين دفعة واحدة.

     

    أما عن رسائل القديس بولس الرسول فلنرجع لقصة ظهور المسيح له ولنر هل يكتب بالروح القدس وبمعرفة شهود العيان أم لا، وهل الرب هو من دعاه للكتابة أم انه يبشر ويكتب من تلقاء نفسه.

    نجد أن الرب بعدما ظهر لشاول (بولس الرسول فيما بعد) قد ظهر أيضًا لحنانيا الرسول في رؤيا، وأعلمه ما حدث مع شاول وأرشده أن يذهب إلى شاول وقال له الرب أن السبب هو: لِيَحْمِلَ اسْمِي أَمَامَ أُمَمٍ وَمُلُوكٍ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ (أعمال الرسل 9: 15) فهذه هي “الدعوة” وهذا هو “السبب” الذي دعاه الرب لأجل تحقيقه، فهل أرشد الرب حنانيا الرسول ليعطي الروح القدس لشاول لأجل هذا الغرض؟ نعم، حيث نقرأ:

    “فَمَضَى حَنَانِيَّا وَدَخَلَ الْبَيْتَ وَوَضَعَ عَلَيْهِ يَدَيْهِ وَقَالَ: «أَيُّهَا الأَخُ شَاوُلُ، قَدْ أَرْسَلَنِي الرَّبُّ يَسُوعُ الَّذِي ظَهَرَ لَكَ فِي الطَّرِيقِ الَّذِي جِئْتَ فِيهِ، لِكَيْ تُبْصِرَ وَتَمْتَلِئَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ».” (أع 9: 17).

    إذن، فالدعوة هي أن يحمل اسم المسيح أمام الأمم والملوك وبني إسرائيل (البشارة) وهذا سيتم بالروح القدس الذي إمتلأ به.

    ليس هذا وحسب، بل أن بولس الرسول التقى بالتلاميذ الذين حل عليهم الروح القدس قبله في يوم الخمسين، وجلس معهم وكرز معهم لوقت طويل، حيث يقول الكتاب:

    “وَلَمَّا جَاءَ شَاوُلُ إِلَى أُورُشَلِيمَ حَاوَلَ أَنْ يَلْتَصِقَ بِالتَّلاَمِيذِ، وَكَانَ الْجَمِيعُ يَخَافُونَهُ غَيْرَ مُصَدِّقِينَ أَنَّهُ تِلْمِيذٌ. فَأَخَذَهُ بَرْنَابَا وَأَحْضَرَهُ إِلَى الرُّسُلِ، وَحَدَّثَهُمْ كَيْفَ أَبْصَرَ الرَّبَّ فِي الطَّرِيقِ وَأَنَّهُ كَلَّمَهُ، وَكَيْفَ جَاهَرَ فِي دِمَشْقَ بِاسْمِ يَسُوعَ. فَكَانَ مَعَهُمْ يَدْخُلُ وَيَخْرُجُ فِي أُورُشَلِيمَ وَيُجَاهِرُ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.” (أع 9: 26-28).

    وعرض على التلاميذ البشارة التي كان يبشر بها فأعطوه يمين الشركة كشريك معهم في خدمة بشارة المسيح:

    ثُمَّ بَعْدَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً صَعِدْتُ أَيْضاً إِلَى أُورُشَلِيمَ مَعَ بَرْنَابَا، آخِذاً مَعِي تِيطُسَ أَيْضاً. (2) وَإِنَّمَا صَعِدْتُ بِمُوجَبِ إِعْلاَنٍ، وَعَرَضْتُ عَلَيْهِمِ الإِنْجِيلَ الَّذِي أَكْرِزُ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، وَلَكِنْ بِالاِنْفِرَادِ عَلَى الْمُعْتَبَرِينَ، لِئَلاَّ أَكُونَ أَسْعَى أَوْ قَدْ سَعَيْتُ بَاطِلاً. (غلاطية 2 / 1-2)

     

    وَأَمَّا الْمُعْتَبَرُونَ أَنَّهُمْ شَيْءٌ، مَهْمَا كَانُوا، لاَ فَرْقَ عِنْدِي: اللهُ لاَ يَأْخُذُ بِوَجْهِ إِنْسَانٍ – فَإِنَّ هَؤُلاَءِ الْمُعْتَبَرِينَ لَمْ يُشِيرُوا عَلَيَّ بِشَيْءٍ. (7) بَلْ بِالْعَكْسِ، إِذْ رَأَوْا أَنِّي اؤْتُمِنْتُ عَلَى إِنْجِيلِ الْغُرْلَةِ كَمَا بُطْرُسُ عَلَى إِنْجِيلِ الْخِتَانِ. (8) فَإِنَّ الَّذِي عَمِلَ فِي بُطْرُسَ لِرِسَالَةِ الْخِتَانِ عَمِلَ فِيَّ أَيْضاً لِلأُمَمِ. (9) فَإِذْ عَلِمَ بِالنِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لِي يَعْقُوبُ وَصَفَا وَيُوحَنَّا، الْمُعْتَبَرُونَ أَنَّهُمْ أَعْمِدَةٌ، أَعْطَوْنِي وَبَرْنَابَا يَمِينَ الشَّرِكَةِ لِنَكُونَ نَحْنُ لِلأُمَمِ وَأَمَّا هُمْ فَلِلْخِتَانِ. (غلاطية 2 / 6-9)

     

    ليس هذا وحسب، بل أن القديس بولس الرسول في قصة عليم الساحر الذي كان يقاوم الرب، يقول عنه (بولس) الكتاب أنه امتلأ من الروح القدس حتى قاوم عليم الساحر باسم الرب وأغلق عيناه:

    وَأَمَّا شَاوُلُ، الَّذِي هُوَ بُولُسُ أَيْضًا، فَامْتَلأَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَشَخَصَ إِلَيْهِ وَقَالَ: «أَيُّهَا الْمُمْتَلِئُ كُلَّ غِشٍّ وَكُلَّ خُبْثٍ! يَا ابْنَ إِبْلِيسَ! يَا عَدُوَّ كُلِّ بِرّ! أَلاَ تَزَالُ تُفْسِدُ سُبُلَ اللهِ الْمُسْتَقِيمَةَ؟ فَالآنَ هُوَذَا يَدُ الرَّبِّ عَلَيْكَ، فَتَكُونُ أَعْمَى لاَ تُبْصِرُ الشَّمْسَ إِلَى حِينٍ». فَفِي الْحَالِ سَقَطَ عَلَيْهِ ضَبَابٌ وَظُلْمَةٌ، فَجَعَلَ يَدُورُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَقُودُهُ بِيَدِهِ. فَالْوَالِي حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى مَا جَرَى، آمَنَ مُنْدَهِشًا مِنْ تَعْلِيمِ الرَّبِّ.” (أع 13: 9-12).

    وليست هذه المعجزة الوحيدة التي فعلها الرسول بولس بل أن الكتاب يقول:

    “فَأَقَامَا زَمَانًا طَوِيلًا يُجَاهِرَانِ بِالرَّبِّ الَّذِي كَانَ يَشْهَدُ لِكَلِمَةِ نِعْمَتِهِ، وَيُعْطِي أَنْ تُجْرَى آيَاتٌ وَعَجَائِبُ عَلَى أَيْدِيهِمَا. فَانْشَقَّ جُمْهُورُ الْمَدِينَةِ، فَكَانَ بَعْضُهُمْ مَعَ الْيَهُودِ، وَبَعْضُهُمْ مَعَ الرَّسُولَيْنِ.” (أع 14: 3-4).

     

    فها هو الرسول بولس، يبشر بدعوة من المسيح نفسه، وحل عليه الروح القدس لأجل البشارة والكرازة، ويعمل الرب به المعجزات، وقد عرض إيمانه على التلاميذ والرسل الآخرين. فهل -بعد كل هذا- يمكن أن يقول قائل: أين قال كتبة العهد الجديد أنهم يكتبون بوحي وهم كل بشارتهم إنما كانت من الروح القدس؟

     

    [1] De Reta in Deum Fide.

    [2] Adv. Haer. 51:5.

    هل العهد الجديد مكتوب بوحي؟ أين دعا الله إلى كتابته؟ (19)

  • لأول مرة محمود داود يعلن إيمانه بالمسيح صادم!!!

    لأول مرة محمود داود يعلن إيمانه بالمسيح صادم!!!

    لأول مرة محمود داود يعلن إيمانه بالمسيح صادم!!!

    لأول مرة محمود داود يعلن إيمانه بالمسيح صادم!!!

  • محمود داود يذيع اعتراف: المسيح مات وقام من الأموات – الأخ بولس

    محمود داود يذيع اعتراف: المسيح مات وقام من الأموات – الأخ بولس

    محمود داود يذيع اعتراف: المسيح مات وقام من الأموات – الأخ بولس

    محمود داود يذيع اعتراف: المسيح مات وقام من الأموات – الأخ بولس

  • ميمو يسأل لماذا لم يقل المسيح لفظا “أنا الله”؟ والجواب يصعقه فيهرب (17)

    ميمو يسأل لماذا لم يقل المسيح لفظا “أنا الله”؟ والجواب يصعقه فيهرب (17)

    ميمو يسأل لماذا لم يقل المسيح لفظا “أنا الله”؟ والجواب يصعقه فيهرب (17)

     

    أولا: هل من لم يقل “أنا الله” لا يكون هو الله حتما؟ حسنا، إله الإسلام لم يقل عبارة “أنا الله” لفظا (نصًا) لرسول الإسلام محمد، إبحثوا ولن تجدوا ولا مرة واحدة قال هذا اللفظ حرفا حرفا “أنا الله” لرسول الإسلام محمد. فإن كان عدم قول المسيح “أنا الله” لفظا، ينقض كونه هو الله، فعدم قول إلهكم لرسول الإسلام محمد “أنا الله” لفظا ينقض كونه هو الله! بسيطة! مع العلم أن المسيح قد تجسد، وإلهكم لم يتجسد، فلا يوجد عذر لعدم قوله (وفقا لمنطقكم).

    ثانيا: لو كان كل من يقول عن نفسه شيء كهذا ستعبدونه، فها فرعون لديكم في كتابكم قال عن نفسه “أنا ربكم الأعلى” (النازعات 24) فلماذا لم تعبدون إن كان للكلام قيمة دون اثبات؟ لهذا نجد المسيح له المجد قد قدم الدلائل أولا، ثم الأقوال الدالة على لاهوته.

    ثالثا: قال المسيح في صلاته المطولة للآب في أصحاح 17 من بشارة القديس يوحنا: “«وَلَسْتُ أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ هؤُلاَءِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا مِنْ أَجْلِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِي بِكَلاَمِهِمْ،” (يو 17: 20). هنا المسيح يؤكد على صحة إيمان الذين يؤمنون به هو بكلام التلاميذ، فيجب أن نعرف ماذا قال التلاميذ عنه، مع العلم أن حتى أقوال المسيح هذه نقلها التلاميذ بأنفسهم، من يرفض أقوال رسل المسيح لن يصل إليه كلام المسيح لأنهم هم الذين نقلوا كلام المسيح، فمتى ومرقس ولوقا ويوحنا وغيرهم هم رسل للمسيح.

     

    أقوال رسل المسيح عن المسيح له المجد

     

    • “لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه” (أعمال الرسل 20: 28)، فمع أن الله روح، وليس جسد، وهو بالطبع ليس له دم بحسب طبيعته اللاهوتية الروحية، إلا أن المقصود هو الله الابن بحسب جسده، ومع ذلك قال عنه النص صراحة “الله”

     

    • “رب السبت (متى 12: 8)، السبت هو يوم الرب يهوه في العهد القديم، والمسيح قال عن نفسه أنه “رب السبت” حرفيًا.

     

    • “فينظرون إليّ الذي طعنوه وينوحون عليه” (زكريا 12: 10) يتحدث هنا يهوه عن نفسه ويُنبئ أنه سيُطعن وسينظرون إليه هو

     

    أعمال الرسل 2: 25 – 28

    لأن داود يقول فيه: كنت أرى الرب أمامي في كل حين أنه عن يميني لكي لا أتزعزع. 26 لذلك سر قلبي وتهلل لساني. حتى جسدي أيضا سيسكن على رجاء. 27 لأنك لن تترك نفسي في الهاوية ولا تدع قدوسك يرى فسادا. 28 عرفتني سبل الحياة وستملأني سرورا مع وجهك. (أعمال الرسل 2: 25 – 28)

     

    هنا نجد القديس بطرس، هو نفسه قال أيضًا أن داود قال هذا الكلام في المسيح، ووصفه هنا بأنه “الرب”، فهذا النص فيه دليلين حرفيين صريحين على أن بطرس بنفسه يؤمن بألوهية المسيح المطلقة، فالدليل الأول الذي يمكن أن يلاحظه أي شخص تقريبًا هو أن بطرس الرسول ينسب للمسيح وجودًا سابقًا على ميلاده بالجسد، فهو يقول أن داود قد قال هذا الكلام “فيه” أي في المسيح، فهذا يعني أن المسيح موجود قبل أن يوجد داود، وقبل أن يوجد إبراهيم(يوحنا 8: 58).

     

    أما الدليل الثاني فهو دليل لغوي، فكلمة “الرب” الموجودة في (أعمال الرسل 2: 25) هي في أصلها العبري هي “يهوه יהוה” وهو الاسم الخاص بالإله في العهد القديم، حيث جاء النص في سفر المزامير 16: 8-11:

    8  שִׁוִּ֬יתִי יְהוָ֣ה לְנֶגְדִּ֣י תָמִ֑יד כִּ֥י מִֽ֝ימִינִ֗י בַּל־אֶמּֽוֹט׃

    9  לָכֵ֤ן׀ שָׂמַ֣ח לִ֭בִּי וַיָּ֣גֶל כְּבוֹדִ֑י אַף־בְּ֝שָׂרִ֗י יִשְׁכֹּ֥ן לָבֶֽטַח׃

    10  כִּ֤י׀ לֹא־תַעֲזֹ֣ב נַפְשִׁ֣י לִשְׁא֑וֹל לֹֽא־תִתֵּ֥ן חֲ֝סִידְךָ֗ לִרְא֥וֹת שָֽׁחַת׃

     11 תּֽוֹדִיעֵנִי֮ אֹ֤רַח חַ֫יִּ֥ים שֹׂ֣בַע שְׂ֭מָחוֹת אֶת־פָּנֶ֑יךָ נְעִמ֖וֹת בִּימִינְךָ֣ נֶֽצַח׃

     

    فهاتين الدلالتين، أي دلالة الوجود قبل الميلاد الجسدي للمسيح ودلالة الاسم تدلان بشكل حرفي صريح على استقرار عقيدة لاهوت المسيح في العقل الباطن لبطرس، فهو لا يحتاج أن يشرح لهم كيف أن يسوع هو يهوه، بل يقولها في معرض كلامه عرضًا وهذا لا يحدث إلا إن كان المتكلم مستقر عنده هذه العقيدة جدا، تماما كما يتكلم أي إنسان بلهجته الأم، فهو لا يفكر كثيرا في مخارج الحروف ولا النطق، بل يتكلم فقط.

     

    وعلى كلٍ، فها هو بطرس الذي قال عن المسيح أنه “رجل” يقول إن داود خاطبه بـ”يهوه”، وهذا يدل مرة أخرى على ما أوردناه سابقًا من أن هؤلاء الذين يريدون نقد لاهوت المسيح عبر ناسوته مخطئون جدًا ولا يعرفون أبجديات العقيدة المسيحية حتى.

     

    سنقتبس من ذات الكاتب، لوقا الرسول، ما كتبه في انجيل لوقا، فنجد أن الملاك عندما بشر زكريا بميلاد يوحنا، قال له أنه يوحنا سيتقدم أمام الرب:

     

    Luk 1:16  ويرد كثيرين من بني إسرائيل إلى الرب إلههم.

    Luk 1:17  ويتقدم أمامه بروح إيليا وقوته ليرد قلوب الآباء إلى الأبناء والعصاة إلى فكر الأبرار لكي يهيئ للرب شعبا مستعدا». وعندما وُلِد يوحنا، قال له أبوه زكريا نفس هذا الكلام:

    Luk 1:76  وأنت أيها الصبي نبي العلي تدعى لأنك تتقدم أمام وجه الرب لتعد طرقه.

    Luk 1:77  لتعطي شعبه معرفة الخلاص بمغفرة خطاياهم

     

    وهنا، إن سألنا محمود داود عن كلمة “الرب” هنا فسيخبرنا أنها كلمة عادية تطلق على البشر العاديين وعلى الإله نفسه، فهي ليست محصورة للإله وحده فلا يمكن الاستشهاد بها لبيان الألوهية. وعلى الرغم من أن النص الأول نفسه يقول “الرب إلههم” فنحن سنضع دليل نصي آخر أن المقصود بكلمة “الرب” هنا هو يهوه نفسه، فنقرأ في الأصحاح الثالث:

     

    Luk 3:2  في أيام رئيس الكهنة حنان وقيافا كانت كلمة الله على يوحنا بن زكريا في البرية

    Luk 3:3  فجاء إلى جميع الكورة المحيطة بالأردن يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا

    Luk 3:4  كما هو مكتوب في سفر إشعياء النبي: «صوت صارخ في البرية أعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة.

     

    وإذا رجعنا للنص العبري لسفر أشعياء 40: 3 – 5 فسنجد أن كلمة الرب هي יְהוָ֑ה:

     

    3 ק֣וֹל קוֹרֵ֔א בַּמִּדְבָּ֕ר פַּנּ֖וּ דֶּ֣רֶךְ יְהוָ֑ה יַשְּׁרוּ֙ בָּעֲרָבָ֔ה מְסִלָּ֖ה לֵאלֹהֵֽינוּ׃

    4 כָּל־גֶּיא֙ יִנָּשֵׂ֔א וְכָל־הַ֥ר וְגִבְעָ֖ה יִשְׁפָּ֑לוּ וְהָיָ֤ה הֶֽעָקֹב֙ לְמִישׁ֔וֹר וְהָרְכָסִ֖ים לְבִקְעָֽה׃

    5 וְנִגְלָ֖ה כְּב֣וֹד יְהוָ֑ה וְרָא֤וּ כָל־בָּשָׂר֙ יַחְדָּ֔ו כִּ֛י פִּ֥י יְהוָ֖ה דִּבֵּֽר׃  ס

     

    فنجد هنا أن القديس لوقا الذي نقل كلام تلميذي عمواس، قال أيضًا أن المسيح هو “يهوه” إله إسرائيل.

     

     Heb 1:1-14 الله، بعد ما كلم الآباء بالأنبياء قديما، بأنواع وطرق كثيرة، 2 كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه – الذي جعله وارثا لكل شيء، الذي به أيضا عمل العالمين. 3 الذي، وهو بهاء مجده، ورسم جوهره، وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته، بعد ما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا، جلس في يمين العظمة في الأعالي، 4 صائرا أعظم من الملائكة بمقدار ما ورث اسما أفضل منهم. 5 لأنه لمن من الملائكة قال قط: «أنت ابني أنا اليوم ولدتك»؟ وأيضا: «أنا أكون له أبا وهو يكون لي ابنا»؟ 6 وأيضا متى أدخل البكر إلى العالم يقول: «ولتسجد له كل ملائكة الله». 7 وعن الملائكة يقول: «الصانع ملائكته رياحا وخدامه لهيب نار». 8 وأما عن الابن: «كرسيك يا ألله إلى دهر الدهور. قضيب استقامة قضيب ملكك. 9 أحببت البر وأبغضت الإثم. من أجل ذلك مسحك الله إلهك بزيت الابتهاج أكثر من شركائك». 10 و«أنت يا رب في البدء أسست الأرض، والسماوات هي عمل يديك. 11 هي تبيد ولكن أنت تبقى، وكلها كثوب تبلى، 12 وكرداء تطويها فتتغير. ولكن أنت أنت، وسنوك لن تفنى». 13 ثم لمن من الملائكة قال قط: «اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك؟» 14 أليس جميعهم أرواحا خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص!

     

    في هذا النص نجد أكثر من وصف للمسيح، نكتفي منها بأن بالابن خلق العالمين، وأن الابن هو بهاء مجد الله الآب ورسم جوهره وهو أعظم من الملائكة وجميعها تسجد له، وأنه هو الله. فالنص يقول صراحة أن الابن أعظم من الملائكة، وأن كل الملائكة تسجد له، ويقول حرفيًا أن الابن هو الله، لكن لأن محمود يعرف كل هذا فأراد أن يبدأ اقتباسه من النص من الأصحاح الثاني.

     

    إنجيل يوحنا 1: 1، 3، 18

    Joh 1:1  في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله.

    Joh 1:3  كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان.

    Joh 1:18  الله لم يره أحد قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر.

     

    نبدأ باللاهوتي، يوحنا الحبيب، التلميذ الذي كان يسوع يحبه، فماذا وصف به الرب يسوع؟ قال عنه أنه كان “في البدء” أي في “الأزل” فالكلمة هنا تعني هذا المعنى، ووصفه بأنه هو الله، ثم وصفه بأن كل شيء به قد خُلق، فهو خالق كل شيء فالآب يخلق بالابن في الروح القدس كل شيء، حتى أن القديس يوحنا يقول “وبغيره لم يكن شيء”، فبغير أقنوم الابن، الكلمة، لم يكن ليكون شيء مما كان.

     

    يختتم اللاهوتي القديس يوحنا مقدمته لإنجيله بهذا النص رقم 18، فبعدما افتتحه بشهادة حرفية صريحة عن لاهوت الابن واصفا إياه بانه “الله” (يوحنا 1: 1) اختتم أيضا هذه المقدمة بإعادة الوصف مرة أخرى أنه “الله” لكن أين؟ النص يقول “الابن الوحيد” لكن في أقدم وأفضل وأصح المخطوطات والترجمات القديمة واقتباسات الآباء القدماء من العهد الجديد لهذا النص، يقول النص: μονογενὴς θεὸς أي “الإله الوحيد”. فالقديس يوحنا مثلما بدأ بقوله “وكان الكلمة الله” أنهى بقول أيضًا “الإله الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبَّر”. فهذه هي شهادة يوحنا اللاهوتي عن المسيح، فهل يؤمن بها محمود؟!

     

    يوحنا 20: 28:

    Joh 20:28  أجاب توما: «ربي وإلهي».

    ومع توما المؤمن، الذي بمجرد أن رأى المسيح، قال له “ربي وإلهي”، ونلاحظ هنا أن توما كيهودي، لم يكن سهلا عليه أن يؤمن بأن المسيح هو الرب والإله إن لم يكن فعلا يعرف هذا ويؤمن من صميم قلبه وعقله بهذا، والمسيح قد صادق على كلامه وقال له “أنك رأيتني يا توما آمنت! طوبى للذين آمنوا ولم يروا” فالمسيح قد وصف كلام توما هذا بأنه “إيمان”، بل وأوضح له أنه طوبى لمن يؤمن بإيمان توما (ربي وإلهي) بدون ان يرى، فهل لابد لمحمود داود ان يرى لكي يؤمن؟!

     

    متى 13: 34:

    هذا كله كلم به يسوع الجموع بأمثال وبدون مثل لم يكن يكلمهم 35 لكي يتم ما قيل بالنبي: «سأفتح بأمثال فمي وأنطق بمكتومات منذ تأسيس العالم».

     

    نجد هنا التلميذ الآخر، متَّى، يخبر عن إيمانه بالمسيح، أهو مجرد انسان أو مجرد نبي أو رسول؟ كلا، إنه هو يهوه إله بني إسرائيل، وهو بذلك يعلن ليس فقط عن وجوده الأزلي بل عن ألوهيته بنصٍ صريح. كيف؟ لقد إقتبس القديس متى من العهد القديم، من سفر المزامير 78: 2:

    Psa 78:2 أفتح بمثل فمي. أذيع ألغازا منذ القدم.

     

    فمتى الرسول هنا يقتبس ما قاله يهوه عن نفسه في العهد القديم وينسبه للمسيح، فالمسيح كان يكلمهم بالأمثال وبغير مثل كان لا يكلمهم وهذا تصديقًا لكلامه سابقًا (بإعتباره يهوه) الذي قال فيه: أفتح فمي بمثل، أذيع ألغازًا منذ القدم. فها هو إيمان متى الرسول أيضًا، فهل يؤمن محمود داود؟!

     

    سفر أعمال الرسل 10: 36؛ 20: 28:

    Act 10:36  الكلمة التي أرسلها إلى بني إسرائيل يبشر بالسلام بيسوع المسيح. هذا هو رب الكل.

    فهنا يتكلم الرسول بطرس (بعدما نقلنا شهادات كل من متى ويوحنا)، عن المسيح يسوع، ويسميه بـ”رب الكل”، ولا أجد تعليق بعد كلام القديس بطرس الواضح.

     

    Act 20:28  احترزوا اذا لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه.

    وهنا نجد الرسول بولس، يحث الأساقفة أن يرعوا الرعية وأن يحترزوا لأنفسهم، فإن الروح القدس قد أقامهم في كنيسة الله التي اقتناها بدمه، فهل لله دم؟! بالتأكيد نعم لأن الله تجسد، فهو “دم المسيح الذي سفكه على عود الصليب” فإننا قد أشترانا المسيح له المجد بثمن (1كو 6: 20). فهنا نجد أن القديس بولس يدعو المسيح صراحة بأنه “الله” فهل يؤمن محمود أم أن ليس للعناد والكِبر حدود؟

     

    رسالة يهوذا 5:

    فأريد أن أذكركم، ولو علمتم هذا مرة، أن الرب بعدما خلص الشعب من أرض مصر، أهلك أيضا الذين لم يؤمنوا.

     

    ونضيف للرسل السابقين، رسولًا آخرًا، وهو يهوذا أخا يعقوب، فبمجرد قراءة هذا النص لن يلحظ المسيحي دليلاً لألوهية المسيح، وإن سألنا غير المسيحي وقلنا له، من المقصود بكلمة “الرب” الذي يقول عنه النص أنه خلص شعب بني إسرائيل قديما من أرض مصر؟ سيقول سريعًا بغير تردد، أنه يهوه إله العهد القديم.

     

    فنسأله: وكيف عرفت أنه يهوه؟ سيقول لنا أنه هو الذي تذكره نصوص العهد القديم الخاصة بقصة خروج شعب بني إسرائيل من مصر، فنقول له بالصواب أجبت.

     

    وهنا نقدم لك المفاجئة، وهي أن كلمة “الرب” هنا في أقدم وأصح وأفضل المخطوطات والترجمات وأقوال الآباء هي “يسوع”!

    نعم، فالنص في أصله يقول إن يسوع هو من أخرج الشعب من أرض مصر! نعم، النصوص في العهد القديم تقول إن يهوه هو من فعل هذا، والنصوص في العهد الجديد تقول إن يسوع هو نفسه يهوه إله العهد القديم -باعتباره أقنوم الابن- وهو الذي خلص الشعب من أرض مصر، كما رأينا في الآيات السابقة للآباء الرسل، وكما سنرى أيضًا في النصوص التالية 

     

    كورنثوس الأولى 10: 4، 9:

     1Co 10:4 وجميعهم شربوا شرابا واحدا روحيا – لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم والصخرة كانت المسيح.

    مثل النص السابق تمامًا، وتأكيدًا أن المسيح هو يهوه إله العهد القديم، وأن من ذكرناهم لم يكونوا شذوذا عن القاعدة، بل أنهم هم القاعدة التي تؤكد أن يسوع هو إله العهد القديم باعتباره الابن، فهنا أيضًا نجد أن بولس الرسول يحكي لنا عن حدث من أحداث الخروج وتيه الشعب العبراني في الصحراء وحاجتهم للماء، ويقول إن الماء الروحي الذي كانوا يشربوه، شربوه لأن الصخرة الروحية التي هي في حقيقة الأمر “المسيح” الذي كان يتابعهم في سيرهم. فيهوه إله العهد القديم المذكور طولا وعرضًا في هذه القصة، كان المسيح كما قال الرسل أجمعين الذين ذكرنا كلامهم.

     

    1Co 10:9  ولا نجرب المسيح كما جرب أيضا أناس منهم فأهلكتهم الحيات.

    يكمل الرول بولس كلامه، ليؤكد مفهومه أن المسيح هو يهوه، فيشير إلى تجربة شعب العبرانيين ليهوه الذين جربوه طوال فترة خروجهم من مصر وبعدها، ويوصي أهل كورنثوس ألا يجربوا المسيح كما جربه شعب العبرانيين قديما فأهلكتهم الحيات. فنجد القصة في سفر العدد والأصحاح الحادي والعشرين:

     

    Num 21:5-6  وتكلم الشعب على الله وعلى موسى قائلين: «لماذا أصعدتمانا من مصر لنموت في البرية! لأنه لا خبز ولا ماء وقد كرهت أنفسنا الطعام السخيف». 6 فأرسل الرب على الشعب الحيات المحرقة فلدغت الشعب فمات قوم كثيرون من إسرائيل.

     

    والنص في أصله العبري يقول:

    5 וַיְדַבֵּ֣ר הָעָ֗ם בֵּֽאלֹהִים֮ וּבְמֹשֶׁה֒ לָמָ֤ה הֶֽעֱלִיתֻ֙נוּ֙ מִמִּצְרַ֔יִם לָמ֨וּת בַּמִּדְבָּ֑ר כִּ֣י אֵ֥ין לֶ֙חֶם֙ וְאֵ֣ין מַ֔יִם וְנַפְשֵׁ֣נוּ קָ֔צָה בַּלֶּ֖חֶם הַקְּלֹקֵֽל׃

    6 וַיְשַׁלַּ֨ח יְהוָ֜ה בָּעָ֗ם אֵ֚ת הַנְּחָשִׁ֣ים הַשְּׂרָפִ֔ים וַֽיְנַשְּׁכ֖וּ אֶת־הָעָ֑ם וַיָּ֥מָת עַם־רָ֖ב מִיִּשְׂרָאֵֽל׃

     

    فالنص يذكر حرفيًا، اسمي يهوه وألوهيم.

     

    العبرانيين 1: 8- 12

    “وَأَمَّا عَنْ الابْنِ: …. «أَنْتَ يَا رَبُّ فِي الْبَدْءِ أَسَّسْتَ الأَرْضَ، وَالسَّمَاوَاتُ هِيَ عَمَلُ يَدَيْكَ. هِيَ تَبِيدُ وَلكِنْ أَنْتَ تَبْقَى، وَكُلُّهَا كَثَوْبٍ تَبْلَى، وَكَرِدَاءٍ تَطْوِيهَا فَتَتَغَيَّرُ. وَلكِنْ أَنْتَ أَنْتَ، وَسِنُوكَ لَنْ تَفْنَى».” (عب 1: 8-12).

     

    وبعيدا عن هذه الأوصاف الإلهية، مثل تأسيس الأرض، وأن السموات هي عمل يديه، وأنه سيبقى وكل شيء يفنى، فهذه الأوصاف وحدها تشير إلى أن الموصوف بها هو الله لا محالة، والقديس بولس الرسول ينسبها للمسيح (وأما عن الإبن) فعندما أراد القديس بولس مقارنة من هو المسيح بالنسبة للملائكة، ذكر هذا القول، وكثير لا ينتبه له كما يجب، فهذا القول ما هو إلا اقتباس من العهد القديم، من مزمور 102: 25 – 27. حيث يقول النص العربي:

     

    من قدم أسست الأرض والسماوات هي عمل يديك. 26 هي تبيد وأنت تبقى وكلها كثوب تبلى كرداء تغيرهن فتتغير. 27 وأنت هو وسنوك لن تنتهي. (مزمور 102: 25-27)

     

    والكلام هنا حرفيا عن يهوه، نعم، فالقديس بولس الرسول ينسب للمسيح حرفيا ما قيل أصلاً في حق يهوه إله العهد القديم

     

    Heb 11:24 بالإيمان موسى لما كبر أبى أن يدعى ابن ابنة فرعون، 25 مفضلا بالأحرى أن يذل مع شعب الله على أن يكون له تمتع وقتي بالخطية، 26 حاسبا عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر، لأنه كان ينظر إلى المجازاة.

     

    هنا نجد أيضًا صدى للعقيدة الراسخة المترسخة في أذهان وقلوب كل الرسل، ألا وهي أن يسوع هو يهوه حرفيًا. فنجد هنا أن بولس الرسول ينسب لموسى النبي أنه لما كبر شاء أن يذل مع شعب يهوه على أن يتنعم في قصر فرعون، وفضَّلَ عار المسيح على غنى خزائن مصر، فهل كان المسيح موجودا لكي يُفَضل موسى عاره على كنوز وخزائن مصر؟ نعم، إنه سرمدي بلا بداية وبلا نهاية، لأنه هو يهوه الذي فضل موسى ان يذل مع شعبه حتى أخرجه من مصر.

     

    كولوسي 2: 9:

    Col 2:9 فإنه فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديا.

    ونبدأ بسؤال صريح: إن كان “كل ملء اللاهوت” في المسيح، فكيف لا يكون هو الله؟! وإن كان كل الملء فيه، فمن يكون له أي لاهوت آخر؟!

     

    كولوسي 1: 16-19:

    Col 1:16 فإنه فيه خلق الكل: ما في السماوات وما على الأرض، ما يرى وما لا يرى، سواء كان عروشا ام سيادات ام رياسات ام سلاطين. الكل به وله قد خلق. 17 الذي هو قبل كل شيء، وفيه يقوم الكل 18 وهو رأس الجسد: الكنيسة. الذي هو البداءة، بكر من الأموات، لكي يكون هو متقدما في كل شيء. 19 لأنه فيه سر ان يحل كل الملء،

     

    هنا نجد شرحًا لما سبق، فإن كل المخلوقات، مخلوقة بالمسيح وفي المسيح وللمسيح، إذ أن المسيح هو الله الذي هو قبل كل شيء. إذن فهو ليس مثل أي شيء، لأنه خالق كل شيء وبغيره لم يكن شيئًا مما كان، ولما لا وهو فيه كل ملء اللاهوت؟

     

    فيلبي 2: 6 -11:

    Php 2:6 الذي إذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله. 7 لكنه أخلى نفسه، آخذا صورة عبد، صائرا في شبه الناس. 8 وإذ وجد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب. 9 لذلك رفعه الله أيضا، وأعطاه اسما فوق كل اسم 10 لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض، 11 ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب.

     

    لكن هذا الذي يقول عنه محمود داود انه مجرد إنسان ونبي ورسول، ليس هو كذلك، بل أنه معادلا لله الآب، فهذه هي طبيعته الأساسية والثابتة من الأبد وإلى الأزل، إنه الله. لكنه أخلى نفسه من كل مجد الألوهية وإرتضى بإرادته وحده أن يلبس جسد بشريتنا وضعفنا لكي يقوينا فيه ويفدينا. لك يعترف كل إنسان، ومنهم محمود، ان يسوع هو رب لمجد الله الآب، فلماذا لا يعترف محمود بهذا رغم انه يعرف هذه النصوص؟

     

    رؤيا 1: 7

    Rev 1:7  هوذا يأتي مع السحاب، وستنظره كل عين، والذين طعنوه، وينوح عليه جميع قبائل الأرض. نعم آمين.

     

    ونختتم هذا النوع من النصوص بالنص الوارد في سفر الرؤيا 1: 7، فهذا النص هو في حقيقته تطبيقًا لنبوة من سفر زكريا 12: 10 عن المسيح:

    Zec 12:10  وأفيض على بيت داود وعلى سكان أورشليم روح النعمة والتضرعات فينظرون إليّ الذي طعنوه وينوحون عليه كنائح على وحيد له ويكونون في مرارة عليه كمن هو في مرارة على بكره.

     

    والكلام في سفر زكريا قائله هو يهوه إله إسرائيل، لكن هنا يقتبسه القديس يوحنا اللاهوتي عن المسيح نفسه، موضحًا بهذا أن المسيح في لاهوته هو يهوه.

     

     

    أما ردا على ما قاله معاذ في نهاية الفيديو

     

    سنخاطب معاذ بالمستوى العقلي الذي يفهمه لأنه لا يفهم الأمور اللاهوتية، نقول له:

    من هو الأول والآخر يا معاذ يا حبيبي؟

     

    القرآن: هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3) الحديد

     

    الحديث: كانَ أَبُو صَالِحٍ يَأْمُرُنَا إذَا أَرَادَ أَحَدُنَا أَنْ يَنَامَ، أَنْ يَضْطَجِعَ علَى شِقِّهِ الأيْمَنِ، ثُمَّ يقولَ: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَرَبَّ الأرْضِ وَرَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيءٍ، فَالِقَ الحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ كُلِّ شَيءٍ أَنْتَ آخِذٌ بنَاصِيَتِهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الأوَّلُ فليسَ قَبْلَكَ شَيءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فليسَ بَعْدَكَ شَيءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فليسَ فَوْقَكَ شَيءٌ، وَأَنْتَ البَاطِنُ فليسَ دُونَكَ شَيءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الفَقْرِ. وَكانَ يَرْوِي ذلكَ عن أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ.

    الراوي: أبو هريرة | المحدث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم

    الصفحة أو الرقم: 2713 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

     

    الكتاب المقدس: “أَنَا الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، الأَوَّلُ وَالآخِرُ». طُوبَى لِلَّذِينَ يَصْنَعُونَ وَصَايَاهُ لِكَيْ يَكُونَ سُلْطَانُهُمْ عَلَى شَجَرَةِ الْحَيَاةِ، وَيَدْخُلُوا مِنَ الأَبْوَابِ إِلَى الْمَدِينَةِ، لأَنَّ خَارِجًا الْكِلاَبَ وَالسَّحَرَةَ وَالزُّنَاةَ وَالْقَتَلَةَ وَعَبَدَةَ الأَوْثَانِ، وَكُلَّ مَنْ يُحِبُّ وَيَصْنَعُ كَذِبًا. «أَنَا يَسُوعُ، أَرْسَلْتُ مَلاَكِي لأَشْهَدَ لَكُمْ بِهذِهِ الأُمُورِ عَنِ الْكَنَائِسِ. أَنَا أَصْلُ وَذُرِّيَّةُ دَاوُدَ. كَوْكَبُ الصُّبْحِ الْمُنِيرُ».” (رؤ 22: 13-16).

     

    ها يا كابتن معاذ؟ مين هو الأول والآخر؟

    ميمو يسأل لماذا لم يقل المسيح لفظا "أنا الله"؟ والجواب يصعقه فيهرب (17)
    ميمو يسأل لماذا لم يقل المسيح لفظا “أنا الله”؟ والجواب يصعقه فيهرب (17)

    ميمو يسأل لماذا لم يقل المسيح لفظا “أنا الله”؟ والجواب يصعقه فيهرب (17)

  • اجلس عن يميني – دفع إليّ كل سلطان – تخاريف معاذ عليان (16)

    اجلس عن يميني – دفع إليّ كل سلطان – تخاريف معاذ عليان (16)

    اجلس عن يميني – دفع إليّ كل سلطان – تخاريف معاذ عليان (16)

    مجرد ثواني قليلة، مع تخاريف كثيرة من معاذ توضح بجلاء مستوى المتخصصين المسلمين الذين يتصدرون المشهد، فكيف وما سيكون حال الأتباع العوام؟!!

     

    أولا: نحن لا نقول إن أقنوم الكلمة دُفع إليه كإله أي كلاهوت. وهذا لا يمكن أصلا، وغير منطقي، ومجرد أن تقول هذا فهذا يعني أنك مغيب. لأن اللاهوت غير مختلف وغير منفصل بين الآب والإبن، فلكي يكون هناك دافع ومدفوع إليه، لابد من وجود لاهوتان منفصلان لكي يكون هناك فاعل ومفعول به، وهذا لا يقول به أحد من المسيحيين، فدل هذا على منتهى الجهل والعمى لك.

    ثانيا: النص الذي يقول فيه المسيح “أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيء” (يوحنا 5: 30) المقصود به أنه ليس منفصلا عن الآب لكي يكون له أفعال يفعلها “من نفسه” فالمسيح لم يقل “أنا لا أقدر أنا أفعل شيء” بل “من نفسي شيء” والاختلاف كبير جدا، فلكي يفعل المسيح شيء من نفسه، لابد ان يكون منفصلا عن الآب بحسب اللاهوت، وهذا بالطبع غير حاصل أصلا وبالتالي فكلام المسيح يؤكد على الوحدانية بين الإبن والآب.

    ثالثا: كدليل على صحة فهمنا للنص، وخطأ فهمك للنص، بل كدليل أن قدرة المسيح هي ذاتها قدرة الآب تمامًا بلا أي فرق، فالمسيح قد ذكر نصا في نفس الأصحاح، بل وقبل النص 30 الذي تستشهد به وهو النص 19، حيث قال “”فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الابْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئًا إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهذَا يَعْمَلُهُ الابْنُ كَذلِكَ.” (يو 5: 19)” فلكي لا يفهم أصحاب العقول المعدومة مثل ما فهمه هذا الشاب الأرعن -للأسف- قال المسيح عبارته التي تتهربون منها مثل الفئران حيث قال “لأن مهما عمل ذاك (الآب) فهذا يعمله الابن كذلك” فأي شيء يستطيع الآب عمله، يستطيع الابن عمله، وفقا لهذا النص الحرفي الصريح المباشر! فكيف يكون الآب يدفع للابن السلطان، والابن يستطيع عمل كل شيء يعمله الاب؟

    رابعا: المسيح قيل عنه أنه فيه “يحل كل ملء اللاهوت جسديا” (كو 2: 9)، ونسأل: أولا: بما إن المسيح يحل فيه كل ملء اللاهوت، فهل هذا -بحسب فهمك الكوميدي- يعني أن الآب ليس له لاهوت (طالما “كل ملء اللاهوت” في المسيح)؟ أما ثانيا: فإن كان المسيح له كل ملء اللاهوت، فكيف سيدفع له الآب سلطانا بمعنى أنه كان ضعيف وعاجز كما تفهم أنت؟ وكيف سيقول المسيح أنه لا يقدر أن يفعل من نفسه شيء بحسب المعنى الذي تفهمه أنت (أنه ضعيف وعاجز)؟

    خامسًا: أجبني بربك ودينك: ما هو الجزء الموجود في جسدك الذي استخدمته لتفسير عبارة “اجلس عن يميني” أنها تعني أن الآب يعرف أن الابن خاضع له ولا يقدر أن يفعل شيء؟ حقًا أريد أن أعرف، هل هو المخ أم جزء آخر؟ من قال أن عبارة “اجلس عن يميني” تعني أن الابن لا يقدر أن يفعل شيء أو أنه خاضع؟ كيف استخرجت هذا المعنى من هذه العبارة؟ ينبغي أن تستخدم أجزاء جسدك بشكل صحيح، فالجزء المسئول عن التفسير والمنطق موجود في المخ يا عزيزي وليس في منطقة أخرى في جسدك. هذا إن لم تكن تعلم هذا.

    سادسًا: الجلوس على اليمين، تعبير يدل على القوة، واليمين دائمًا تُستخدم بهذا المعنى، والرب يسوع عندما تجسد قد أخلى نفسه وأخذ صورة عبد. لكن من قال إن بما أن الآب سيضع أعداء الابن تحت قدميه أن الابن لا يستطيع عمل هذا؟ لنطرح مثال جدلي لبيان هشاشة فكر معاذ: هل -جدلا- عندما يقوم أحد مساعدي الملك (مثال غير مطابق لبيان هشاشة فكرة معاذ) بقيادة جيش وهزيمة أعداء الملك، فهل يكون الملك أضعف من مساعده؟ هل يكون المساعد أعلى مرتبة من الملك نفسه؟! من أين لك هذا الفكر الغريب الكوميدي؟

    سابعا: بنفس أسلوب فهمك للنص (والذي لازلت أبحث عن الجزء الذي استخدمته لهذا الفهم) فالمسيح قال للآب: “وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ، لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ، وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ».” (يو 17: 26)، فهل لأن المسيح قد عرّف الناس اسم الآب، فالآب لا يقدر أن يُعرف للناس اسمه بنفسه لأنه ضعيف؟ هذا هو مستوى معاذ الفكري (مع الاعتذار للفكر)، ونستطيع أن نكرر نفس هذه الأمثلة في الرد على الفكرة الجهولية التي قالها معاذ!

    ثامنا: بعدما أوضحنا جهل معاذ في نقطة الدافع والمدفوع إليه، وأوضحنا نقطة “قال الرب لربي”، نحن نعبد الجوهر الواحد الذي هو الإله الواحد والوحيد، وهذا الإله في طبيعته الواحدة، نعرفه بالدخول إلى تلك الطبيعة الواحدة له (بحسب اعلاناته) فنجد أنه ثالوث متحد في جوهر واحد. ولا يمكن أن يكون الآب آبا إلا وهناك ابن، فكيف نعبد الآب دون الابن وهما متحدان في جوهر واحد؟ (أنا والآب واحد) (يوحنا 10: 30)

    اجلس عن يميني - دفع إليّ كل سلطان - تخاريف معاذ عليان (16)
    اجلس عن يميني – دفع إليّ كل سلطان – تخاريف معاذ عليان (16)

    اجلس عن يميني – دفع إليّ كل سلطان – تخاريف معاذ عليان (16)

  • محمود داود يستعرض مهاراته أمام مدافع مسيحي – [أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيء] Vs [دُفع إليّ كل سلطان في السماء وعلى الأرض] (15)

    محمود داود يستعرض مهاراته أمام مدافع مسيحي – [أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيء] Vs [دُفع إليّ كل سلطان في السماء وعلى الأرض] (15)

    محمود داود يستعرض مهاراته أمام مدافع مسيحي – [أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيء] Vs [دُفع إليّ كل سلطان في السماء وعلى الأرض] (15)

    شخصيا، أنا أستمتع جدا ببيان جهل محمود داود، وأستمتع أكثر بهزيمته بنفس الأسلوب الذي يعتقد أنه بارع فيه. ميمو لديه مشكلة كبيرة، وهي أنه يظن انه ذكي، ويحاول أن يجد مشكلات سواء في العقيدة أو في الكتاب المقدس ليس لها رد، فتجده يحب أن يضع المحاور المسيحي بين خيارين أو ثلاثة، بحيث يكون أي خيار منهم ضد الطرف المسيحي، فيجد المسيحي أنه لابد أن يصدق كلام محمود داود. ما أقوم بفعله أنا، ليس هو فقط بيان خطأ كلامه وسذاجة فكره، وأنه لا يستطيع إقامة حجة منطقية لها مقدمات ونتائج منطقية بحيث يُحكم الخناق على المحاور المسيحي، بل أني أحيانا، أبين له أننا حتى لو تنزلنا وتواضعنا وقبلنا شروطه على علاتها، فلن يصل إلى ما يريد أن يصل إليه، لدرجة أننا نتبنى كل كلامه، ونهزمه به.

     

    فكرة محمود داود الحالية هي كالآتي لمن لم يفهم كلامه: هو يقول إنه عندما يعرض النص القائل “أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئا” فالمسيحي يقول إن هذا ناسوت المسيح (برجاء التركيز في مصطلحاته لتعرفوا كيف أنه لا يفهم الإيمان المسيحي أصلا) وبالتالي فلا مشكلة ان يقول المسيح هذا. وهنا يأتي ميمو بنص آخر ألا وهو “دُفع إليّ كل سلطان في السماء وعلى الأرض” فالمتحدث في الآيتين هو المسيح له المجد، ثم يبدأ ميمو بطرح أحجيته المنطقية (من وجهة نظره) ويقول الآتي:

    + إن كان المسيح عندما قال إنه لا يقدر أن يفعل من نفسه شيئًا كان “هو الناسوت”، فهل الذي دُفع إليه كل سلطان في السماء وعلى الأرض، هو الناسوت أم اللاهوت؟

    – فإن قال المسيحي “الناسوت هو الذي دُفع إليه كل سلطان” – فيرد ميمو ويقول: إذن، فكيف يقول المسيح أنه لا يقدر أن يفعل من نفسه شيئًا؟

    – وإن قال المسيح أن “اللاهوت هو الذي دُفع إليه كل سلطان” – فمعنى هذا أن اللاهوت نفسه لم يكن لديه كل سلطان، وأن هناك آخر (الآب) هو من دفع إليه كل سلطان، وهذا يعني أن الإبن ليس هو الله!

    ها يا مسيحي؟ ها ميمو وضعك أمام خيارين احلاهما مر! ثم يبدأ ميمو في مصمصة شفتيه لأنه انتصر وهميا في عقله!

    وأنا أستمتع بتدمير ليس فقط حجته اللامنطقية واللامعرفية، بل بتدمير ثقته الزائفة هذه! لأننا هادمين ظنونا وكل علو يرتفع ضد معرفة الله ومستأسرين كل فكر الى طاعة المسيح (2 كو 10: 5)

    ونقول:

    أولا: النص (يوحنا 5: 30) الذي يقول فيه المسيح “أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئًا” هو ضد محمود داود، فهو يثبت قدرة المسيح اللامحدودة، بل والمساوية لقدرة الآب، فالمسيح قال “لا يقدر الابن ان يعمل من نفسه شيئا الا ما ينظر الآب يعمل. لان مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك” فالمسيح قال “مهما” (يوحنا 5: 19) معبرا عن قدرته التامة والمساوية لقدرة الآب أن يفعل أي شيء يفعله الآب. فالرب يسوع قال أن أي شيء يستطيع الآب عمله، فالإبن يستطيع عمله كذلك، لكي ينفي عن أفكار هؤلاء الفكر الذي وصلوا إليه فيما بعد، ومن هنا فالنص الأول الذي يعتمد عليه ميمو، أصبح ضده بل ويتهرب منه

    ثانيا: لكن لنتنازل ونعتبر أن النص الذي استشهد به ميمو، يقول ما يريده ميمو بنفسه، فهل هناك مشكلة؟ ميمو لا يستطيع التفريق بين “المسيح ناسوت” وبين “المسيح يتكلم هنا حسب الناسوت”، لذلك نجده يكرر أن هذه العبارة غير أرثوذكسية (وهذه سنتكلم عنها في النقطة التالية) فهو يعتبر إما أن المسيح كان ناسوتا أو أنه كان لاهوتا، وليس أن المسيح لاهوت متحد بناسوت في نفس الوقت وفي كل فعل. لكن تأثير الفعل يقع على طبيعة وتتأثر به طبيعة دون الأخرى، ففعل الموت أو الألم او الجوع أو الحزن، تتأثر به طبيعة الناسوت وليس اللاهوت، رغم أن اللاهوت متحد بالناسوت وقد شرحنا مرارا مثال الحديد المحمى بالنار كمثال (قاصر بالطبع للتعبير عن طبيعة الله او حتى طبيعتي المسيح المتحدتين) فعند الطرق على هذا الحديد المحمى بالنار، نجد ان الحديث ينثني ويتشكل حسب الطرق، بينما النار لا تتأثر بالطرق، وعند غمر الحديد المحمى بالنار في الماء، فإن الحديد لا ينثني، بل تتأثر النار وتنطفي، فعلى الرغم من اتحاد (وليس هذا كاتحاد الناسوت باللاهوت بالطبع) الحديد مع النار، إلا أن كل فعل تتأثر به طبيعة دون الأخرى. أو مثل الإنسان، عندما تُجرح يداه مثلا، فروحه لا تُجرح، وهما متحدتان في جسد واحد، ومن هنا يظهر جهل ميمو برد المسيحي، فالمسيح يقول “بحسب الناسوت” ولا يقول “كان المسيح ناسوتا هنا” بمعنى أنه لم يكن هنا متحدا باللاهوت. فهذا يفهمه ميمو وحده بالخطأ لأن قدراته العقلية ضعيفة.

    ثالثا: أظهرنا جهل ميمو كثيرا ومنذ أكثر من 5 سنوات في هذا الموضوع، ألا وهو ماذا تقول العقيدة الأرثوذكسية في مسألة الاتحاد بين طبيعتي المسيح، حيث تقول أن بعد الإتحاد لا “يُنسب” فعل إلى طبيعة دون الأخرى كأنها منفصلة عنها، وفي نفس الوقت تقول العقيدة الأرثوذكسية بـ”تأثير” فعل ما على طبيعة دون الأخرى، لذلك كنا نظهر جهل ميمو من نفس الكتب التي يستشهد بها وللآباء الكبار، مثل أثناسيوس وكيرلس الكبير وغيرهما لأن كل أب من هؤلاء أوضح تفصيلا. فإذا كان الكتاب نفسه يقول “مماتا في الجسد ولكن محييا في الروح” فهل يظن هذا العيي أن الآباء سيخالفون الكتاب المقدس صراحة ولا يقولون “الجسد” أو “الناسوت” هو الذي مات ولم يمت اللاهوت مع معرفتهم التامة بالوحدة بينهما؟ هزُلت!

    رابعا: دعونا نرد على اختيارات ميمو: وبالطبع الخيار الثاني الذي يقول أن اللاهوت دُفع إليه كل سلطان، هو خيار غير صحيح وغير عقلاني أصلا، وأما الخيار الأول فهو أيضا خاطئ بحسب تعبيراتك، فالخيار الصحيح هو أن الله عندما تجسد، أخلى ذاته من مجده الذي كان له عند الآب قبل كون العالم، وأخذ صورة عبد وصار في شبه الناس وتواضع، فبحسب هذه الصفات لطبيعة المسيح الواحدة، دُفع للمسيح من الآب هذا السلطان في هذه الفترة لذلك يقول الرسول ” لذلك رفعه الله ايضا واعطاه اسما فوق كل اسم لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الارض ومن تحت الارض ويعترف كل لسان ان يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب” (فيلبي 2: 9-11)، فهذه الرِفعة كانت في تجسده. بينما ما فهمته أنت من النص “أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئًا” خاطيء، لأن فهمت أن المسيح له المجد يقول أنه ضعيف، بينما المسيح أثبت ليس مجرد القوة فقط، بل أثبت أن قدرته تتساوى مع قدرة الآب، وقال “لأن مهما عمل ذاك (الآب) فهذا يعمله الابن كذلك” (يوحنا 5: 19)، ومن هنا فلا يوجد أصلا تعارض لكي يكون خيارات للتوفيق بينهما.

    إذن فإجابة السؤال: أن المسيح دفع إليه كل سلطان في تجسده، بينما النص الآخر (مهما عمل ذاك فهذا يعمله الإبن كذلك) يثبت القدرة الكاملة للاهوت بالمساواة مع الآب، فالنصين يؤكدان بعضهما البعض، ولا يناقض أحدهما الآخر لكي يكون هناك مفاضلة أمام المسيحي واختيار.

     

    خامسًا: قلنا سابقا أني أستمتع بهزيمة ميمو في عقر داره، وفقا لشروطه ووفقا لأفكاره الخاصة، فدعونا نستعرض فكرته مرة أخرى، ثم أعرض على حضراتكم ردودا عديدة للرد على خياراته غير الصحيحة لنريه أن لدينا خيارات كثيرة لا يريدها هو ولا يقوى على نقدها فضلا عن نقضها (مع العلم ان هذه الخيارات، هي من باب الجدال فقط وبيان قدرة المدافع المسيحي أن يُظهر جهل المسلمين المتطاولين على عقيدتنا)

    فكرة ميمو: قال المسيح عبارتان، الأولى هي “أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئًا” ويفهم ميمو من هذه العبارة أن المسيح ضعيف عاجز لا يستطيع عمل شيء لأن قدرته محدودة كإنسان (وسوف أتنازل وأقبل تفسيره الخاطئ لهزيمته بتفسيره). أما العبارة الثانية فيقول فيها المسيح أنه “دُفع إليه كل سلطان في السماء وعلى الأرض”، وبالتالي سؤال ميمو ببساطة: لو كان دُفع له كل سلطان في السماء وعلى الأرض، فكيف يكون عاجزا بحسب النص الأول (بحسب فهم ميمو)؟ فإن كان هذا هو الناسوت الذي دُفع إليه كل سلطان، فكيف يقول المسيح “لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئا” وهو معه كل سلطان في السماء وعلى الأرض؟

    ودعونا نعطيه خيارات كثيرة لم يعرضها هو، لبيان ضعفه المنطقي في طرح الأحاجي المنطقية.

    1. وجود السلطان مع عدم الاستخدام

    يمكن للمسيح له المجد أن يكون لديه كل سلطان في السماء وعلى الأرض، ومع ذلك لا يستخدم هذا السلطان (سواء أكان سلطان لاهوته أو/و حتى ناسوته)، وبالتالي، فقد يجمع بين أنه له كل سلطان، ورغم ذلك لا يقدر أن يفعل شيء (بمعنى الضعف الذي يريده ميمو) لأنه لا يستخدم هذا السلطان. فهذا الخيار لم يطرحه محمود داود، وهو ينقض حجته اللامنطقية. وهذه الفكرة متواجدة بشكل أو بآخر في العقيدة المسيحية، حيث أن لاهوت المسيح لم يمنع ناسوته من التأثر بالعوارض الذي يتأثر بها الناسوت، بمعنى أن اللاهوت لم يعزل الناسوت عن الألم والجوع والعطش والتعب والحزن والموت إلخ إلخ. فمع الاتحاد الكامل بين الطبيعتين، إلا أن اللاهوت ترك الناسوت لمُتأثراته.

    1. الحصول على السلطان الكامل في مرحلة متأخرة

    يمكن للمسيح له المجد أن يكون قد حصل على هذا السلطان الكامل (كإنسان) في مرحلة متأخرة من حياته على الأرض بحسب الجسد فالمسيح قال هذه العبارة في الثلاث آيات الأخيرة من بشارة القديس متى (متى 28: 18). وبالتالي، فيمكن الجمع بين أنه له كل سلطان في السماء وعلى الأرض في المرحلة المتأخرة من حياته، لكنه قبل أن يحصل على هذا السلطان قبل هذه الفترة من حياته الأرضية فهو لا يقدر أن يفعل شيء (بمعنى الضعف الذي يريده ميمو). فهذا الخيار لم يطرحه محمود داود أيضًا، وهو ينقض حجته اللامنطقية.

    1. وجود السلطان لكن لا يمكن للابن استخدام سلطانه بمعزل عن الآب

    النص الذي يستشهد به ميمو لا يقول “أنا لا أقدر أن أفعل شيئا” بل يقول “أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئا” حيث قال المسيح “من نفسي” والمسيح أقنوميا، متحد مع الآب في الجوهر، فهو ليس منفصلا عن الآب، فكيف سيفعل “من نفسه” شيئًا وهو متحدٌ مع الآب؟ وبالتالي، فالتركيز هنا في هذا النص يكون على كلمة “من نفسي” (حتى مع الفهم الخاطئ لميمو). وعليه، فمكن الجمع بين أن للمسيح كل سلطان في السماء وعلى الأرض، لكن بالطبع المسيح أقنوميا لا يفعل شيء بمعزل عن الآب. وهذا الخيار لم يطرحه محمود داود أيضًا، وهو ينقض حجته اللامنطقية.

    1. دفع السلطان من لاهوته إلى ناسوته

    أثناء طرح ميمو لحجته، قال أن الذي دَفعَ غير الذي دُفِع إليه، أي أن الدافع غير المدفوع إليه، وقال أنه وفقا للعقيدة المسيحية فلا يجوز قول أن الذي يدفع للمسيح هو نفسه، وهو هنا يشير إلى أقنوم الآب، أي أن أقنوم الآب هو أقنوم آخر عن الابن، وبالتالي لا يجوز للمسيحي أن يقول أن الآب هو نفسه الابن، أي أن الآب هو الابن! وإمعانًا في هزيمته وفق أفكاره ووفق قواعده نقول: لماذا اعتبرت أن الذي دَفَع (الدافع) هو الآب لأقنوم الإبن؟ لماذا لا يكون اللاهوت (وبالطبع، لاهوت الآب والابن والروح القدس هو لاهوت واحد لا يتجزأ ولا ينفصل) إلى الناسوت؟

    والإجابة انه اضطر أن يعتبر أن الدافع هو أقنوم الآب لكي يرد على كلمة “نفسه” التي افترضها على لسان المسيحي، لأن يحفظ -ولا يفهم- أن الآب هو آخر بالنسبة للإبن في الأقنومية، لكن يمكن أن تكون كلمة “نفسه” بمعنى أن لاهوته (واللاهوت لا يتجزأ) دفع إلى ناسوته داخل الطبيعة الواحدة للمسيح. فجدلا نقول: أن لاهوت المسيح قد دفع كل سلطان في السماء وعلى الأرض بعد القيامة وقبل الصعود الأخير إلى الناسوت، ويكون هذا وحده تفسيرا لقول الكتاب [“«كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ، فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ. فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا وَمَجْدًا وَمَلَكُوتًا لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ، وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ.” (دا 7: 13-14).]

    محمود داود يستعرض مهاراته أمام مدافع مسيحي - [أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيء] Vs [دُفع إليّ كل سلطان في السماء وعلى الأرض]
    محمود داود يستعرض مهاراته أمام مدافع مسيحي – [أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيء] Vs [دُفع إليّ كل سلطان في السماء وعلى الأرض]

    محمود داود يستعرض مهاراته أمام مدافع مسيحي – [أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيء] Vs [دُفع إليّ كل سلطان في السماء وعلى الأرض]

  • وحدة الآب والإبن – أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئًا – قال الرب لربي (14)

    وحدة الآب والإبن – أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئًا – قال الرب لربي (14)

     

    وحدة الآب والإبن – أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئًا – قال الرب لربي (14)

    الاعتراض الطفولي الأول من الشاب ميزو، هو: كيف يكونوا واحدا وهما يتكلمان مع بعضهما البعض؟

    الحقيقة أن هذا الاعتراض يُظهر بجلاء أن المعترضين ضد المسيحية يصيبهم نسيان مفاجئ لعقائد المسيحية أو مشكلة عقلية وقتية فتجدهم كما لو أنهم لا يعرفون عن المسيحية شيئًا، وهذا كله لكي يظهر اعتراض ساذج.

    لو كانت المسيحية تقول إن الله “أقنوما” واحدا، فلم يكن من المنطق أن نقول أن أقنوم الابن يكلم أقنوم الآب، لأنهما أقنومان. بل حتى لو لم يكن أقنوم الآب يكلم أقنوم الابن، كان سيكون اعتراض ميزو منطقيا، إذ كيف نقول إننا نؤمن بـ” أقنوم” واحد ثم نقول أن هناك أقنوم وأقنوم؟ هذا فعلا سيكون غير منطقي لو أننا نقول بهذا. لكن، هذا ليس الواقع، نحن لا نقول أن الله أقنوم واحد، بل أنه جوهر واحد، وثلاثة أقانيم داخل هذا الجوهر الواحد. أي ثلاثة أقانيم تقوم داخل الجوهر الإلهي الواحد.

    ومن هنا نقول أن أقنوم الابن يكلم أقنوم الآب وأقنوم الآب يكلم أقنوم الابن، وهذا الكلام داخل الجوهر الألوهي الواحد وليس خارجا عنه، وهو لا يشبه أو يمثل أي صورة يعرفها العقل البشري عن كلام المخلوقات، فما أبعد طبيعة الله عن الفحص والإدراك والمماثلة والتشبيه.

    لكن من حيث المنطق، وبغير تكييف أو تمثيل إلخ، ما المشكلة التي يواجها ميزو في فهم أن أقنوم الابن يكلم أقنوم الآب ويكونا الاثنان واحدا في الجوهر (وليس في الأقنوم)؟

    هل لا يجد ميزو تعارضا في صفات ربه لو اخذناها بالمنطق البشري؟ مثلا، هل كان إلهه في السماء وهو متجليا للجبل وقت موسى؟ وهل يكون ربه فيه السماء عندما “ينزل” إلى السماء الدنيا؟ وهل معنى أنه “ينزل” أنه يتحرك من مكان لمكان فيكون محدودا بحدود المكان؟

    هنا يتلعثم ميزو ويبدأ في انكار الصفات البشرية والتمثيل والتكييف والتشبيه عن إلهه، وسيقول لنا “السؤال عنها بدعة” وأن “ليس كمثله شيء” (بغض النظر عن الخطأ المنطقي واللغوي في هذا النص). فلماذا حين يجيء المسلم إلى العقيدة المسيحية تجده يستخدم المنطق البشري والأفعال البشرية والأفكار البشرية وموروثاتها ليقيس عليها إله المسيحية القدوس، بينما حين يعود لدينه، يصاب بالبكم والعمى والطرش ويكرر أن “ليس كمثله شيء”؟! استقيموا يرحمكم المسيح.

     

    الاعتراض الطفولي الثاني، وهو اعتراض أكثر طفولية من الأول، لان صاحبه هو الضاقطور، يقول فيه معاذ: إن النص الذي يقول “قال الرب لربي” مقصود به أن الآب يقول للابن، اجلس عن يميني، حتى يضع الآب أعداء الابن موطئ لقدمي الابن. ويعلق هنا الشاب اللوذعي ميمو ويقول “لماذا لا يضع الابن بنفسه هؤلاء الأعداء؟ ألا يقدر؟” فيرد عليه الشاب الأكثر لوذعيه ويجاريه ويقول له: أن هذه الحادثة في العهد القديم، وبالتالي فإن المسيحيين لا يمكنهم أن يقولوا إن الابن هنا كان يتكلم بالجسد، لأنه لم يكن قد تجسد بعد، فكيف لا يقدر الابن؟!!

    ولسذاجة الطرح المقدم من هؤلاء الصغار، سنرد عليه ونشرح بعض النقاط الأخرى لإن اعتراضاتهم وحدها لا تشجع على الرد.

    1. الكلام في العهد القديم نعم، لكن هذه نبوة من داود النبي يحققها المسيح في العهد الجديد وقد استشهد المسيح له المجد بها بنفسه (لوقا 20: 42)، وبهذا نكون أبطلنا الحجة الرئيسية المضحكة لمعاذ التي تقول إن المسيحيين لن يستطيعوا الرد بأن المسيح كان يتكلم حسب الناسوت. فما أكثر حججكم سطحية!؟
    2. دعونا نتنازل جدلا، زيادة في بيان قوة الرد المسيح وضعف المنطق الإسلامي أمامنا، لنفرض أن النص لا يتحدث عن المسيح بحسب الجسد، بل عن لاهوت الابن، فحتى في هذه الحالة، من قال إن الابن لا يقدر أن يضع الأعداء بنفسه عند قدمي الآب؟ هل كل من لا يفعل شيء يكون غير قادرا على فعله؟ بالطبع لا، فمثلا نجد صديق يتولى قيادة سيارة رغم ان صديقه الآخر الموجود معه يستطيع قيادة السيارة هو الآخر، لكن أحدهما تولى القيادة هذه المرة والآخر في مرة أخرى وهكذا! والأمثلة كثيرة جدا، فما العلاقة بين أن يقوم الآب بجعل أعداء الابن تحت قدميه، وبين أن الابن لا يقدر أن يفعل هذا؟!
    3. النص الذي يحلو للمعترضين الاستشهاد به رغم انه يكشف في كل مرة جهلهم الشديد وبلاهة تفكيرهم وفهمهم، ألا وهو النص الذي يقول فيه المسيح له المجد ” انا لا أقدر ان افعل من نفسي شيئا. كما اسمع أدين ودينونتي عادلة لأني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي ارسلني”. (يوحنا 5: 30) وهنا يوجد معنيان للنص يمكن أن تصل إحداهما إلى القارئ:

    المعنى الأول هو أن المسيح ضعيف ولا يستطيع عمل شيء، وهذا المعنى بسيط وساذج جدا، ينم عن عدم دراسة الإنجيل أو حتى قراءته بتركيز.

    المعنى الثاني هو ان المسيح لكونه واحد مع الآب في الجوهر، فلا يوجد فعل يقوم به من نفسه، أي بمعزل عن الآب والروح القدس، فكل أفعال الثالوث يشترك فيها الثالوث، ولا يوجد فعل يفعله الآب بدون الابن أو الروح القدس، وهكذا عن الروح القدس.

    الآن، دعونا نقتبس من كلام المسيح قول مثل هذا القول تماما، بل، وفي نفس الأصحاح الخامس، بل أن قول المسيح التالي، يسبق قول المسيح السابق، فمن المنطقي والطبيعي أن أي شخص قرأ وبحث حتى وصل إلى النص رقم 30، قد قرأ قبلها النص رقم 19 من نفس الأصحاح، أليس كذلك؟ إلا أن كان ينقل النصوص دون أن يدري سياقها وما قبلها وما بعدها، حيث يقول المسيح في النص 19 من نفس الأصحاح:

    19 فاجاب يسوع وقال لهم الحق الحق اقول لكم لا يقدر الابن ان يعمل من نفسه شيئا الا ما ينظر الآب يعمل. لان مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك. (يوحنا 5: 19)

    المسيح له المجد كرر العبارة “أنا لا أقدر ان أفعل من نفسي شيئًا” وقال “لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئًا” ثم قال بعدها عبارة لكي لا يفهم صغار العقول والمعرفة أمثال ميزو ومعاذ وقال “لأن مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك”، أي مهما عمل الآب، فالإبن يعمله كذلك! والآن قد انعكس تماما الفهم الأول المغلوط والساذج إلى دليل قوي على قوة المسيح، فهو يقول أن أي شيء يستطيع الآب عمله، يستطيع الابن عمله كذلك بلا أدنى مشكلة أو فرق!

    وتذكروا أن هذا الاعتراض يقدمه إلينا من يصفان أنفسهمها أنهما باحثان في المسيحية ولهم كتب، ولهم أكثر من 10 سنوات في معرفة ودراسة ونقد المسيحية، فنحن لا نتكلم عن عوام المسلمين في الهجوم لنعذرهم بجهلهم، بل من الأكيد أنهم يعرفون النص 19 الذي يسبق النص الذي يستشهدون به بجهل وسذاجة (النص 30)!

    وحدة الآب والإبن - أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئًا (14)
    وحدة الآب والإبن – أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئًا (14)

    وحدة الآب والإبن – أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئًا – قال الرب لربي (14)

  • هل الله محدود أم غير محدود؟ – ميمو وميزو يكشفان جعلهما بالعقيدة المسيحية والاسلامية (13)

    هل الله محدود أم غير محدود؟ – ميمو وميزو يكشفان جعلهما بالعقيدة المسيحية والاسلامية (13)

    هل الله محدود أم غير محدود؟ – ميمو وميزو يكشفان جعلهما بالعقيدة المسيحية والاسلامية (13)

    مجرد ثوان قليلة من هذا الفيديو تكشف عن جهل معاذ وميمو وخطأ في التصور الإسلامي عن الإله.

    لاحظوا إننا نتكلم عن شخص يصف نفسه بأنه باحث في المسيحية، ويقول إنَّ له سنوات طويلة في دراسة المسيحية!

    ما العلاقة بين “الله غير محدود” أو “الله موجود في كل مكان” بكون ميمو هو الله؟

    هل يظن الجويهل معاذ أن المسيحية تقول إن المسيح هو الله لمجرد أن الله موجود فيه؟

    فهل لم يسمع طوال هذه السنوات عن “اتحاد اللاهوت بالناسوت” أي اتحاد طبيعة الله بالناسوت؟ المسيح ليس هو الله فقط لكون الله لم يحل إلا فيه بطرق مختلفة، فهذا غير دقيق على الإطلاق. فالحلول شيء والتجسد شيء آخر، ففي الحلول يكون الإله غير متحدا مع الجسم الحال فيه، فالمسيح هو الله لأن فيه هو وحده تجسد الله، أي أن اللاهوت قد اتخذ جسدًا خاصًا به ووحدهُ معه وأصبح جسده الله الكلمة المتجسد بغير انفصال.

    فكان -مثلا- روح الله يحل في أنبياء العهد القديم وغيرهم لأسباب مختلفة، وبالطبع روح الله هو الله (الروح القدس هو الله) فهل قال أحد من المسيحيين أن هؤلاء البشر صاروا آلهه لأن الله (الروح القدس) حل فيهم؟ من أين يستقي هذا الضال معلوماته عن المسيحية؟

    هذا أولًا. فلا نعرف كيف فهم هذا الجويهل أن عبارة “الله في كل مكان” تعني أن كل إنسان سيكون هو الله! نهر من الغباء والجهل يخرج من فمه عند الكلام.

     

    أما ثانيًا، فهنا نجد أن هذا الجويهل، قد وضع لله حدًا محصورا به، والمحدود بحدٍ محصور ولا يكون إلها. لأن كل شيء خلاف الله هو مخلوق، فمعنى ان الله محدود، أنه محدود بأحد مخلوقاته أي محصور بغيره، وبما أن له حد، فهو محوي داخل حدود معينة بحيث يكون ليس هو أكبر ما في الكون بل هناك أكبر منه لأنه فيه ومحدود بحدوده.

    بكلمات أخرى، إن كان الله محدود بالسماء مثلا، فالسماء مخلوقة، وبما أنها مخلوقة فهي لها نهاية حد، فإن كان الله في السماء فقط، فيكون محدودا بحدودها، وبالتالي فالذي يحوي السماء نفسها هو أكبر منها وبالتالي هو أكبر من الله المحدود بحدود السماء، وهذا لأن كل ما سوى الله مخلوق.

    أما ثالثا، فإن كل ما سوى الله مخلوق، والمخلوق لم يكن في الوجود قبل أن يُخلق، فإن كان الله محدود بأي مخلوق، فهذا يعني:

    • إما أن الله لم يكن محدودا ثم أصبح محدودا بحدود هذا الحد بعد أن خلقه، لكون هذا الحد ليس أزليا، بل مخلوق من مخلوقات الله بعد أن كان غير مخلوقًا، وبهذا يكون هذا الكائن ليس هو الله ليس لأنه له حد فقط، بل لأن التغيير طرأ عليه، والذي يطرأ عليه تغييرا في طبيعته لا يكون هو الله.
    • وإما أن يكون هذا الحد أزليا بأزلية الله نفسه، وبالتالي يكون هناك أزليان، وبالتالي فهذا شِرك صريح لأن -في هذه الحالة- سيكون هناك أكثر من “أزلي” وفي الاصطلاح الإسلامي يسمونه “قديم”، وبالتالي فالقديم غير مخلوق، فيظهر من هذا وجود آخر غير الله وليس من مخلوقاته.
    • وإما أن يكون الله غير محدودا، ولا تجري عليه ما يجري على مخلوقاته، فحلوله ليس كحلول مخلوقاته، ولا يجري عليه تغيير ولا يتدنس ولا يتنجس إلخ إلخ، وهذا هو الصحيح.

    الله في المسيحية لا يحده مكان أو زمان أو غيرهما، ولا يتأثر بحلوله في كل مكان، ولا يتحول كل مكان إلى إله بحلوله، فيجب ألا يتم التفكير في الله بأي طريقة وإدراك للتفكير في مخلوقاته، فهو أسمى من هذا بما لا يقارن أو يُدرَك.

    وبهذا يكون كلامهما بلا قيمة كما هو.

    هل الله محدود أم غير محدود؟ - ميمو وميزو يكشفان جعلهما بالعقيدة المسيحية والاسلامية (13)
    هل الله محدود أم غير محدود؟ – ميمو وميزو يكشفان جعلهما بالعقيدة المسيحية والاسلامية (13)

    هل الله محدود أم غير محدود؟ – ميمو وميزو يكشفان جعلهما بالعقيدة المسيحية والاسلامية (13)