فريق اللاهوت الدفاعي

التصنيف: روحيات

روحيات

  • أنتم شهودي – بيتر سمير

    أنتم شهودي – بيتر سمير

    أنتم شهودي – بيتر سمير

    أنتم شهودي
    أنتم شهودي

    أنتم شهودي – بيتر سمير

    أَنْتُمْ شُهُودِي، يَقُولُ الرَّبُّ، وَعَبْدِي الَّذِي اخْتَرْتُهُ، لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا بِي وَتَفْهَمُوا أَنِّي أَنَا هُوَ. قَبْلِي لَمْ يُصَوَّرْ إِلهٌ وَبَعْدِي لاَ يَكُونُ. أَنَا أَنَا الرَّبُّ، وَلَيْسَ غَيْرِي مُخَلِّصٌ. أَنَا أَخْبَرْتُ وَخَلَّصْتُ وَأَعْلَمْتُ وَلَيْسَ بَيْنَكُمْ غَرِيبٌ. وَأَنْتُمْ شُهُودِي، يَقُولُ الرَّبُّ، وَأَنَا اللهُ.” (إش 43: 10 12- ).

     

    يتحدث يهوه هنا عن انه وحده مخلص شعبه ولا يوجد غيره إله، ويلقى الضوء على اليهود كشهود له بأفعاله معهم من خروجهم الى مصر وما تلاه، ويلقى الضوء أيضا على عبده الذي اختاره.

     

    من هو هذا العبد، في الأصحاح السابق نجد مقطعا مسيانيا بامتياز يتحدث عن عبد الرب:

    “«هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ، مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ. لاَ يَصِيحُ وَلاَ يَرْفَعُ وَلاَ يُسْمِعُ فِي الشَّارِعِ صَوْتَهُ. قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً خَامِدَةً لاَ يُطْفِئُ. إِلَى الأَمَانِ يُخْرِجُ الْحَقَّ. لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَنْكَسِرُ حَتَّى يَضَعَ الْحَقَّ فِي الأَرْضِ، وَتَنْتَظِرُ الْجَزَائِرُ شَرِيعَتَهُ».” (إش 42: 1-4).

     

    ونظيره في الأصحاح 52

    “هُوَذَا عَبْدِي يَعْقِلُ، يَتَعَالَى وَيَرْتَقِي وَيَتَسَامَى جِدًّا. كَمَا انْدَهَشَ مِنْكَ كَثِيرُونَ. كَانَ مَنْظَرُهُ كَذَا مُفْسَدًا أَكْثَرَ مِنَ الرَّجُلِ، وَصُورَتُهُ أَكْثَرَ مِنْ بَنِي آدَمَ. هكَذَا يَنْضِحُ أُمَمًا كَثِيرِينَ. مِنْ أَجْلِهِ يَسُدُّ مُلُوكٌ أَفْوَاهَهُمْ، لأَنَّهُمْ قَدْ أَبْصَرُوا مَا لَمْ يُخْبَرُوا بِهِ، وَمَا لَمْ يَسْمَعُوهُ فَهِمُوهُ.” (إش 52: 13-15).

     

    ويجيب يسوع عن ذلك كيف سيكون شاهدا عن يهوه ويقول:

    وَأَمَّا أَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا، لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لأُكَمِّلَهَا، هذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.” (يو 5: 36).

     

    لاَ يَقْدِرُ الْعَالَمُ أَنْ يُبْغِضَكُمْ، وَلكِنَّهُ يُبْغِضُنِي أَنَا، لأَنِّي أَشْهَدُ عَلَيْهِ أَنَّ أَعْمَالَهُ شِرِّيرَةٌ.” (يو 7: 7).

     

    فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «أَفَأَنْتَ إِذًا مَلِكٌ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «أَنْتَ تَقُولُ: إِنِّي مَلِكٌ. لِهذَا قَدْ وُلِدْتُ أَنَا، وَلِهذَا قَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ لأَشْهَدَ لِلْحَقِّ. كُلُّ مَنْ هُوَ مِنَ الْحَقِّ يَسْمَعُ صَوْتِي».” (يو 18: 37).

     

    وَمِنْ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الشَّاهِدِ الأَمِينِ، الْبِكْرِ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَرَئِيسِ مُلُوكِ الأَرْضِ: الَّذِي أَحَبَّنَا، وَقَدْ غَسَّلَنَا مِنْ خَطَايَانَا بِدَمِهِ،” (رؤ 1: 5).

     

    وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ كَنِيسَةِ الّلاَوُدِكِيِّينَ: «هذَا يَقُولُهُ الآمِينُ، الشَّاهِدُ الأَمِينُ الصَّادِقُ، بَدَاءَةُ خَلِيقَةِ اللهِ:” (رؤ 3: 14).

     

    يَقُولُ الشَّاهِدُ بِهذَا: «نَعَمْ! أَنَا آتِي سَرِيعًا». آمِينَ. تَعَالَ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ.” (رؤ 22: 20).

     

    ولكن هنا يجدر بنا الإشارة الى الآتي:

     1 يهوه يشير دوما الى انه وحده مخلص شعبه الذى يأتي بالحق الى العالم و انه الوحيد الذى يجب أن يكون رجاء أي بشر، في الترجمة السبعينية نجد أن عبد الرب عليه سيكون رجاء الأمم، ذلك المقطع الذى أخذه متى البشير بحرفية عالية و معرفة واسعة للنصوص و الترجمات و اكمل به نبوة أشياء.

     

    “«هُوَذَا فَتَايَ الَّذِي اخْتَرْتُهُ، حَبِيبِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. أَضَعُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْبِرُ الأُمَمَ بِالْحَقِّ. لاَ يُخَاصِمُ وَلاَ يَصِيحُ، وَلاَ يَسْمَعُ أَحَدٌ فِي الشَّوَارِعِ صَوْتَهُ. قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لاَ يُطْفِئُ، حَتَّى يُخْرِجَ الْحَقَّ إِلَى النُّصْرَةِ. وَعَلَى اسْمِهِ يَكُونُ رَجَاءُ الأُمَمِ».” (مت 12: 18-21).

     

    He shall shine out, and shall not be discouraged, until he have set judgement on the earth: and in his name shall the Gentiles trust. (Isa. 42:4 LXE)

     

    ونجد مقاطع تعلن صراحة عن أن يسوع هو المخلص الوحيد:

    “وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ».” (أع 4: 12).

    هل هذا إذن تناقض؟ أيهما سيكون المخلص ويكون عليه رجاء الأمم ولا مخلص غيره؟ يهوه أم عبد الرب؟

    2 يشير يسوع الى انه لا يشهد عن يهوه كخارج عنه أو كشخص منفصل و لكن يبدو الأمر و كأن يسوع هو ذاته يهوه.

    أَنَا هُوَ الشَّاهِدُ لِنَفْسِي، وَيَشْهَدُ لِي الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي».” (يو 8: 18).

     

    وهذا يعطى تساؤلا آخر: هل يسوع هو الشاهد لنفسه أم الشاهد ليهوه؟ وكيف يشهد لنفسه إن كان شاهدا ليهوه؟

     

    كل تلك التساؤلات لا تمثل تناقضا على الإطلاق ولكنها إيضاحا تدريجيا يتماشى مع عقلية البشر لإعلان سر الله لهم، أحيانا كان الإيضاح في العهد القديم يكون صارخا على سبيل المثال: “«وَأُفِيضُ عَلَى بَيْتِ دَاوُدَ وَعَلَى سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ رُوحَ النِّعْمَةِ وَالتَّضَرُّعَاتِ، فَيَنْظُرُونَ إِلَيَّ، الَّذِي طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُونَ عَلَيْهِ كَنَائِحٍ عَلَى وَحِيدٍ لَهُ، وَيَكُونُونَ فِي مَرَارَةٍ عَلَيْهِ كَمَنْ هُوَ فِي مَرَارَةٍ عَلَى بِكْرِهِ.” (زك 12: 10).

     

    حتى أن يهوه في بقية المقطع يشير الى سبب شهادة عبد الرب، ليعلموا إنني هو، وهذا بالضبط التعبير الذي استخدمه يسوع فيما بعد.

     

    “فَقُلْتُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ، لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ».” (يو 8: 24).

     

    “فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ، فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ، وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئًا مِنْ نَفْسِي، بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي.” (يو 8: 28).

     

    “أَقُولُ لَكُمُ الآنَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ، حَتَّى مَتَى كَانَ تُؤْمِنُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ.” (يو 13: 19).

     

    وأخيرا عن فكرة العبد يجيبنا الحكيم بولس:

    “لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ.” (في 2: 7).

     

    أما عن المقطع المشار أعلاه كعنوان للموضوع نجد تفسيرا في ترجوم يوناثان للأنبياء:

    قال الرب: “أنتم تشهدون أمامي، وعبدي هو المسيا الذي اخترته. لكي تعرفني وتؤمن بي، ولكي تفهم أني أنا الذي كان منذ البداية، وأيضًا أن كل الأبدية تخصني، ولا يوجد إله غيري. ” [1]

     

    [1] Huckel, T. (1998). The Rabbinic Messiah (Is 43:10). Philadelphia: Hananeel House.

  • السعف والأغصان – الانبا مكاريوس

    السعف والأغصان – الانبا مكاريوس

    السعف والأغصان – الانبا مكاريوس

    السعف والأغصان - الانبا مكاريوس
    السعف والأغصان – الانبا مكاريوس

     لدى الأقباط شغف لا يوصف بالخوص (السعف) لا سيما في أحد الشعانين، حيث يكاد لا يخلو بيت منه في تلك ا لمناسبة، وينتشر من ثَمّ باعة الخوص في الشوارع وينادون عليه مرتبطًا بالأقباط (قلبك يامسيحي.. قلبك أبيض)، مثل البلح في النيروز، والقصب في الغطاس وغيرها..

    ويسهر الأقباط عادة في صنع قطع فنية من الخوص: الصلبان والحمير والخواتم والأكاليل والغويشات، وأكثر من ذلك ضفر الخوص حول الجريدة (ساق السعف) وعمل جيوب فيها لوضع القربانة، كما تُزيَّن الأغصان بالورود والرياحين وغيرها، ويندر أن يوجد قبطي يدخل الكنيسة دون الخوص. ولعل سبب حبهم فيه هو ظهوره مرتبطًا في الكتاب المقدس والتقليد بالاحتفالات المبهجة، لاسيما الشعانين والمظال واستقبال الملوك.

    وأمّا عن النخلة التي يؤخذ منها السعف، فهي أشجار تمتاز بالشموخ والزهو والثمار وطول الحياة ولون الحياة، كما تكون أغصانها في وضع الأيادي المرتفعة للصلاة، حتى شُبِّه الصدِّيق بها: «الصِّدّيقُ كالنَّخلَةِ يَزهو، كالأرزِ في لُبنانَ يَنمو» (مزمور92: 12)، بينما شُبِّه الأولاد في البيت كغروس الزيتون الجدد حول مائدة الأسرة: «بَنوكَ مِثلُ أغراسِ الزَّيتونِ حَوْلَ مائدَتِكَ» (مزمور128: 3).

    هذا ولم يكن سعف النخل يًستخدم وحده في مثل تلك المناسبات، وإنما أُستُخدٍم معه أغصان الزيتون والآس وهو نبات عطر، وأغصان التين وغيرها…

    موكب المسيح:

    كان الشراح اليهود قد أعطوا تصورًا لدخول المسيا ظافرًا إلى أورشليم، حيث سيقف الكهنة والشعب على الأسوار لاستقباله، ويبدأ الموكب من جبل الزيتون إلى أورشليم حتى الهيكل، ويرافقه تسبيح الأنتيفونا (التسبيح التبادلي). ورسخت الصورة في الأذهان، ولذلك ما أن أُذيع أن المسيح قادم إلى أورشليم، حتى حدث هذا الانفجار الشعبي التلقائي، ولم يكن قصد الرب أن يحشد الشعب في هذه المناسبة لتأييده، ولكن الناس خرجوا وطرحوا ثيابهم تحت قدميه دلالة الخضوع ليملك عليهم، وكما دفعوا الكثير من الأغصان والورود، بل وبحسب التقليد فإن الأطفال أنفسهم رفعوا أغصان الزيتون..

    ولنا أن نتخيل أن أورشليم في ذلك الوقت كان بها ما لا يقل من مليونين من السائحين الحجاج، اشترك بالطبع منهم عدد كبير في هذا الاحتفال، وهم يلوّحون بآلاف الأغصان.

    كان الاحتفال بعيد التجديد (1مكابين – يوحنا10) قد اُستُخدِم فيه مثل ذلك حيث يرد أنهم رَفَعوا مَزاريقَ، وأغصانًا خضرًا وسعفًا (2مكابيين10: 7)، والمزاريق عبارة عن غصن من أي شجر ينتهي بنهاية مخروطية ويُلَف بأوراق اللبلاب والورود، والكروم. كذلك اُستُخدِم مثل ذلك في عيد المظال، حيث يرد في سفر اللاويين: «وتأخُذونَ لأنفُسِكُمْ في اليومِ الأوَّلِ ثَمَرَ أشجارٍ بَهِجَةٍ وسَعَفَ النَّخلِ وأغصانَ أشجارٍ غَبياءَ وصَفصافَ الوادي، وتَفرَحونَ أمامَ الرَّبِّ إلهِكُمْ سبعَةَ أيّامٍ» (لاويين23: 40).

    وهكذا كان الاحتفال السنوي بالمظال يتم بهذه الطريقة، واليوم السابع منه يُسمّى “يوم هوشعنا”، وهو يقابل أحد الشعانين هنا (شعانين = هوشعنا). وفي ذلك العيد وهذا اليوم تحديدًا كان اليهود يتخذون أغصان زيتون تُسمّى الأريزيون، يُصنع العود من غصن الزيتون أو الغار (الفل)، ويُلفُّ بالصوف، وتتدلّى منه ثمار الفاكهة، وإلى جوار بقية الأغصان التي ذُكِرت استخدموا فاكهة تُسمّى “هاوار” أو فاكهة الموسم.

    حدث ذلك أيضًا في احتفال اليهود بالدخول في القلعة التي بجوار الهيكل وهي التي احتلها الوثنيون زمانًا، حيث دخلوا «بالحمد (التسبيح) والسعف والكنّارات (القيثارات) والصنوج والعيدان والتسابيح والأناشيد» (1مكابيين13: 51).

    وفي عصر المكابين أيضًا ظهرت عادة عمل هدايا تذكارية من سعف النخل حتى اُشتُهِرت، فتبادل ملوك السلوقيين مع رؤساء الكهنة هذه الهدايا، مثلما أهدى سمعان رئيس الكهنة مثل هذه الهدايا للملك ديمتريوس الثاني (1مكابيين13: 26-37)، وقد عُثِر لاحقًا على عملات معدنية ترجع إلى عصر سمعان المكابي مرسومًا عليها صورة السعفة.

    ومن هنا جاء مصطلح السعفة Frond وشاع استخدامه، ويُقصَد به جريدة بها بعض السعفات وجميع ذلك من الذهب، وكانت تشير إلى الخير والسعادة، ومنها أهدى الملوك بعضًا ليُعلَّق في الهيكل أو يُحفَظ في الخزينة، مثلما كانوا يهدون عناقيد من العنب ورموزًا أخرى مثل الرمان والتين والزيتون.

    وفي سفر الرؤيا يرى الآباء أن التحقيق النهائي لمشهد الشعانين سيتم في السماء، حيث سبق القديس يوحنا اللاهوتي فنقل له هذا الاحتفال الشعانيني «بَعدَ هذا نَظَرتُ وإذا جَمعٌ كثيرٌ لَمْ يَستَطِعْ أحَدٌ أنْ يَعُدَّهُ، مِنْ كُلِّ الأُمَمِ والقَبائلِ والشُّعوبِ والألسِنَةِ، واقِفونَ أمامَ العَرشِ وأمامَ الخَروفِ، مُتَسَربِلينَ بثيابٍ بيضٍ وفي أيديهِمْ سعَفُ النَّخلِ (رؤيا7: 9).

    ومن هنا نرى أن العلامة الراسخة في الوعي الباطن من الكتاب المقدس والتقليد والأدب الرؤيوي للنصرة هي سعف النخل. وعند الاحتفال بمردخاي، زُيِّنت الشوارع بالرياحين أمام مردخاي (أستير10: 15)، وهو الاستقبال الملوكي الذي توقعه هامان لنفسه. ونقرأ كذلك عن “ياهو” وهو الملك الذي حالما سمع الشعب بمسحه ملكًا على إسرائيل حتى ألقوا ثيابهم تحته وقد هتفوا: “قد مَلَكَ ياهو”، ولا شك أن ذلك يرافقه رفع الأغصان (2ملوك9: 13). وهو الأمر الذي أراد اليهود ان يتمموه مع السيد المسيح عقب معجزة إشباع الجموع حيث اعتبروها معجزة مسيانية، كانوا ينوون إركابه على الحمارة والهتاف له ومعهم الأغصان قائلين:” قد مَلَكَ يسوع”.

    بل ربما كان في رفع اليد فيما يُسمّى “علامة النصر” إشارة إلى سعف النخل، لاسيما إذا علمنا أن كف اليد بالأصبع يُسمّى Palm، وهي نفس الكلمة التي تعني نخلة أو سعف.

    وإن كان البعض يرى أن علامة V التي يكوّنها رفع أصبعين (السبابة والوسطى) هي فيكتور = بقطر = نصر، وهي مأخوذة من الحرف اليوناني (ن) وشكله n وهو أول حرف في كلمة “ني كا= Nika” والتي تعني الغالب، وتقابلها في القبطية “بي اتشرو pisro”، وهما العبارتان اللتان كانتا توضعان تحت أيقونة الصليب.

    السعف والأغصان – الانبا مكاريوس

  • سقوط الإنسان وحاجته للصليب – دانيال كامبل (من الجنة إلى الفردوس)

    سقوط الإنسان وحاجته للصليب – دانيال كامبل (من الجنة إلى الفردوس)

    سقوط الإنسان وحاجته للصليب – دانيال كامبل (من الجنة إلى الفردوس)

    سقوط الإنسان وحاجته للصليب - دانيال كامبل (من الجنة إلى الفردوس)
    سقوط الإنسان وحاجته للصليب – دانيال كامبل (من الجنة إلى الفردوس)

    سقوط الإنسان وحاجته للصليب – دانيال كامبل (من الجنة إلى الفردوس)

    بينما ليس كثيرين الناس يعرفون قصه سقوط الإنسان ولا معظمهم يستطيع أن يفهم هذه القصة ولكن نستطيع أن نستنتج أن هناك شيء غير سليم في هذا العالم. التقط الجرائد وافتح الكمبيوتر انظر في هاتفك المحمول وانظر الى علمنا فهو يمتلئ بكل أنواع الدمار والتخريب.

    ويندهش الطلاب عندما يدرسوا العهد القديم ويجدوا أن عالمنا لا يوجد اختلاف بينه وبين الكتاب المقدس. إلا كان ينبغي أن يوجد هناك فرق بين ما نقراه في الصحف وبين ما ورد في الكتاب المقدس… بالتأكيد لا فان الكتاب المقدس يخبرنا عن قصه تاريخ الخلاص وهي القصة التي يحتاجها الإنسان لكي يخلص.

    وعندما نكرر الدراسة في دروس الكتاب المقدس ” فان الخطية تلد الخطية ” ونستطيع أن نرى للتو قصه الخروج من عدن وان الجنس البشري قد فقد التحكم وهو يدور في دائرة من الفوضى. قايين قتل أخاه هابيل. طوفان نوح جلب الدمار. برج بابل عمل الانقسام. أبو الآباء إبراهيم لديه أولاد وأحفاد وأحفاد أحفاد والان يحاربون بعضهم البعض.

    يوسف أنقذ عائلته من المجاعة في مصر ولكن قومه انتهى بهم الأمر الى العبودية في ارض مصر بواسطة فرعون جديد. موسى يحرر شعب إسرائيل من مصر ويقودهم الى الخروج بعد عشر ضربات ويشق البحر الأحمر ولكنهم بعد ذلك يعبدوا العجل الذهبي. يرفض الإسرائيليون دخول ارض الموعد وبدلا من ذلك يكون تائهين في البرية لمده 40 سنه وفي هذه الفترة ابتعدوا عن الله بعد الأخرة.

    حتى عندما دخل الإسرائيليون ارض الموعد لم يعيشوا بشكل مختلف بقية الأرض بل رفضوا ملك الله عليهم والذي أدى الى أقامه مملكة داود وحتى بعد ذلك أعظم الملوك وهو الملك داود يسقط في خطية الزنا والقتل.

    تنقسم مملكة داود الى مملكتين المملكة الشمالية والتي سوف تذهب الى السبي على يد الأشوريين في عام 722 قبل الميلاد والمملكة الجنوبية مملكة يهوذا سوف تذهب الى السبي على يد البابليين في عام 586 قبل الميلاد مع تدمير اورشليم والهيكل.

    ثم يرجع اليهود من السبي ولكن لم ترجع الأمور كما في السابق فهم يعيشوا تحت حكم أجنبي وهذا يقود الى ثوره المكابيين ضد اليونانيين والتي استمرت قرن ونصف من الزمان قبل مجيء المسيح. قرات كل هذه الأحداث العهد القديم قد يعطي التفكير بانه لا خروج من هذه الدوامة حيث أن الخطية قد دخلت العالم. ونري انه لم توجد خطية لم يتم ممارستها من عباده الأوثان والتضحية بالأطفال كممارسات دينه الزنا وقتل الفقراء كله هذه مارسها شعب الله كما شعب الأمم.

    سقوط الإنسان وحاجته للصليب - دانيال كامبل (من الجنة إلى الفردوس)
    سقوط الإنسان وحاجته للصليب – دانيال كامبل (من الجنة إلى الفردوس)

    ولكن: لماذا لا يوجد حل لسقوط الإنسان في العهد القديم؟

    هل الأجيال القادمة بعد ادم ستعيش بلا خطية ام ستسقط عاجلًا ام آجلًا لنفرض أن هناك شخص عاش مئة سنة بلا خطية وشخص آخر مئتين هل سيعيشون للأبد بدون أي فعل خطية؟ هل من يستطيع أن يوقف نزيف الخطية ام أن جميع الأجيال ستسقط والله استبق الأحداث من خلال ادم؟

    وبالتدقيق لان الخطية هي مواجهه الى شخص الله نفسه فلا يستطيع الإنسان أن يقدم التوبة وحده. وبعد ذلك كيف ستتمكن كل الخليقة من استرضاء عدل الله. وكيف المحدود سيتمكن من تطبيق العدل في ميزان حكم اللامحدود؟ والبشرية مستنزفة بالخطية.

    عندما يسقط الإنسان في الخطية فهو يوجه ثمنها الى الله وهذا الثمن لا يمكن دفعه لأننا بالفعل مديونون لله بكل شيء. لأنه خلقنا ولكن الآن مديون له. كما كلنا أخطأنا في ادم “فان كنا مكان ادم لنستحق الموت “عندما أخطأ أدم ضد الله ورفض طاعته بالإضافة الى خطايا الشخصية التي نرتكبها.

    بهذا قد رفضنا حياه الله الموهوبة لنا بالنعمة التي هي فوق الطبيعة وأصبحنا في دين له. انه مثل مدمن القمار الذي يستمر في خسارة المال عن طريق مضاعفه الرهان فيستمر في خسارة المزيد والمزيد من المال. الإنسان لا يستطيع أن يكفر عن خطاياه ولا عن خطايا الاخرين وبهذا يكون قد غرس في الوحل ولا مكان يستطيع الفرار له بل ينغمس أكثر وأكثر.

    لذا وصف بولس الرسول أن زمن العهد القديم هو زمن العبودية وهنا كان يحتاج الإنسان لمخلص لان هناك شيئا يحتاج الخلاص منه.

    هل يوجد أي رجاء في العهد القديم وهل تاريخ قصه الخلاص هي مجرد قصه طويله من الإحباط والتعدي على الله. ونشكر الله لان هنا يأتي الوعد بالخلاص من الله هذا الوعد الذي اعطي لإبراهيم بالبركة التي تتبارك بها كل نسل قبائل أهل الأرض وهذا الوعد الذي اعطى لداود بان ملكه سيستمر الى الأبد. وعد الله شعبه إذا رجعوا الى سوف يعطيهم قلب جديد روح جديده عهد جديد راعي جديد وخلقه جديدة.

    نعم العهد القديم ممتلئ بالغضب كل شر يستطيع أن يرتكبه إنسان ولكن هناك خيط جميل وهو الوعد بالخلاص فلا نرى فقط في العهد القديم الهمجية ولكن حب الله العجيب الذي يبحث عن استعاده الإنسان الى النعمة والتوبة عن الخطية. وبالرغم من طول الانتظار وعد الله لكنه لم يأتي الى ثمر في العهد القديم ولكن كان يستطيع الشخص أن يرتاح بانه يعلم كان هذا الوعد سوف يتم. الله أمين لوعده. وبالطبع ‏ فان الخلاص لم يتم بالطريقة أو في الوقت الذي كان يتوقعه الجميع ولكنه تم بالفعل.

    هذا أنا ورده في رسالة العبرانيين 11: 13: في الإيمان مات هؤلاء أجمعون، وهم لم ينالوا المواعيد، بل من بعيد نظروها وصدقوها وحيوها، وأقروا بأنهم غرباء ونزلاء على الأرض

    الله لم يعد فقط بالخلاص ولكنه برهن انه صادق في وعوده فكان يكفي على الإنسان أن يؤمن بالله الذي وهب الخلاص ويستريح لان الذي وعد قادر أن ينفذ. وهناك أيضا وعد الحرية قد أتى قبل عهد الآباء والملوك والأنبياء عندما نقرا سفر التكوين الأصحاح 3: 15 واضع عداوة بينك وبين المرأة، وبين نسلك ونسلها. هو يسحق راسك، وأنت تسحقين عقبه»

    هنا وعد واضح وصريح بان السيد المسيح يسحق راس الحية وفي الثقافات القديمة فان هذا رمز السلطان والنصرة وعندما نرى كل هذا معاُ نلاحظ رحمه الله على غير محدودة وعظم الله غير المحدود فان عدله ورحمته غير محدودين. ونرى في هذا الموقف من سفر التكوين في عز ارتكاب الإنسان الخطية ضد الله فساد طبيعة الإنسان فان الله وعد بالخلاص.

    الله يبشر بإنجيل المسيح مصلوبا ويعطي البركة لآدم الله رحيم جدا لا يريدنا أن نهلك بالخطية ولا يريده أن تكون للخطية الكلمة الأخيرة. ولكن الطريقة التي تم بها الخلاص بإرسال ادم الثاني القدوس الكلمة المتجسد نفسه سوف يصبح إنسانا ويقبل الموت في أبشع طريقه ويدفن ويقدم ذاته فداءً لغفران الخطايا حتى لكل من صلبه وينتصر على الموت. انه عجيبًا، كم أحببنا الله حتى يموت على الصليب ومهما حاولت لتكتب للرحمة مثل هذه لم تجدها.

    From Paradise then to Paradise now Daniel Campbell

    سقوط الإنسان وحاجته للصليب – دانيال كامبل (من الجنة إلى الفردوس)

  • المحبة في القرن الأول الميلادي – مينا كيرلس

    المحبة في القرن الأول الميلادي – مينا كيرلس

    المحبة في القرن الأول الميلادي – مينا كيرلس

    المحبة في القرن الأول الميلادي - مينا كيرلس
    المحبة في القرن الأول الميلادي – مينا كيرلس

    المحبة في القرن الأول الميلادي – مينا كيرلس

    يذكر لنا التلمود البابلي (كتاب يهودي يحتوي على التقليد الشفاهي والمتعارف عليه بين المعلمين اليهود وقد كُتب التلمود البابلي وقت السبي البابلي ثم تم الإضافة عليه والانتهاء من كتابته بين 450م و55م) سبب تدمير الهيكل للمرة الأولى وكانت الأسباب كالاتي[1]:

    1. عباده الأوثان.
    2. علاقات جنسية مُحرمة.
    3. إراقة الدماء.

    أما أسباب تدمير الهيكل للمرة الثانية فكانت لسبب واحد وحيد وهي الكراهية، كما انه مذكور:

    يأتي هذا ليعلمك أن خطيئة الكراهية الطائشة تعادل التجاوزات الثلاثة الجسيمة[2].

    وهنا نجد بُعد آخر لارتكاب الخطيئة، فأصبحت الخطيئة من مجرد فعل سيء اتجاه الله والآخرين الى مشاعر سلبيه اتجاه الآخرين، وهذا ما حدثنا المسيح عنه كمعلم يهودي في القرن الأول الميلادي ليُعالج هذه الآفة الخطيرة ويرتقي بطبيعتنا البشرية الى مستوى القداسة.

    يخبرنا القديس كيرلس الكبير أن المسيح يضع ناموس المحبة كأساس وحجر زاوية لكل ما هو صالح، فكما هو مكتوب:

    5 فَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُوَّتِكَ. سفر التثنية 6: 6

     18بَلْ تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. سفر اللاويين18:19

    وقال أيضا يوحنا الحكيم:

    21 وَلَنَا هذِهِ الْوَصِيَّةُ مِنْهُ: أَنَّ مَنْ يُحِبُّ اللهَ يُحِبُّ أَخَاهُ أَيْضًا. رسالة يوحنا الأولى 4: 21

    بهذا يشير الى الجدة الموجودة في وصيته، والدرجة التي يمتد إليها الحب الذي يوصى به، ولهذا أضاف:

    34 كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. إنجيل يوحنا 13: 34

    ولذلك يجب أن نسأل كيف احبنا المسيح؟ لكي نفهم المعنى الكامل لهذه الكلمات.

    فنحن نعرف أن المسيح 6 الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً ِللهِ. 7 لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. 8 وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. الرسالة إلى فيلبي 6: 2 – 8

    وأيضا:

    9 أَنَّهُ مِنْ أَجْلِكُمُ افْتَقَرَ وَهُوَ غَنِيٌّ، الرسالة الثانية إلى كورنثوس 8: 9

    ألا ترى جدة محبته من نحونا؟

    وهذا هو ما فعله بالضبط تلاميذ مخلصنا المغبوطين، وكذلك أيضا أولئك الذين جاءوا بعدهم؛ حاسبين خلاص الآخرين اهم من حياتهم الشخصية[3].

    محبة المسيح لم تكن مجرد كلمات صادره من سيد الى عبد بل من شخص قدير أتم الوصية أولا بنفسه ثم أوصانا أن نخطو على نفس طريقه، فتصل بنا محبه المسيح أن نبذل أنفسنا من اجل خلاص الاخرين.

    نجد المحبة أيضا تتضمن حتى أعدائنا:

    44 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، إنجيل متى 5: 44

    وعلى الرغم من أن ربما الأشخاص المعاصرون ليسوع اعتقدوا اقل في أن الكتاب المقدس يدعوا الى الكراهية “تجاه عدو شخصي” عن “مواجهه خطر مشترك لإسرائيل أو تهديد أخلاقيات المجتمع مثل “الغرباء” لإسرائيل.

    في حين تضمنت الوصية الكتابية محبة الجيران (لا ١٩:١٨) وكذلك الغرباء في الأرض (ارض إسرائيل) (لا ١٩: ٣٣-٣٤) وأيضاً القيام بما هو صحيح حتى اتجاه العدو الشخصي (خر ٢٣: ٤-٥)، هناك بعض النصوص الأخرى تبجل ولاء عميق تجاه قضية الله والتي ولدت كراهية معارضيها.

    التقوى الشعبية المتمثلة في قسم مجتمع قمران “أكره أبناء الظلام” وقد توسعت هذه الأيديولوجية الكتابية في أيام يسوع، لم يكن مجتمع قمران وحده بالطبع بل أيضا نوبات حب الأصدقاء وكره الأعداء التي تتناسب مع مصلحه الإنسان الذاتية.[4]

    تظل كلمات المسيح ووصاياه المذكورة والغير مذكورة قائمه على المحبة، محبة الله، محبة الاخرين، وحتى محبة الأعداء، السيد المسيح بصفته معلم يهودي في القرن الأول كان يُعلم تعاليم كدواء يقضي على آفة أصابت المجتمع اليهودي، فكان مصير هؤلاء الذين تقبلوا الدواء انهم تخلصوا من تلك الأفة وكان مصير أولئك الذين لم يتقبلوا الدواء بأن خسروا الكثير ومن ثم قضت عليهم الأفة.

    فيجب ألا ننسى الدرس وان نظل متمسكين بتعاليم السيد المسيح.

    [1] The Babylonian Talmud, (The William Davidson edition) Yoma, 9b.3

    [2] The Babylonian Talmud, (The William Davidson edition) Yoma, 9b.8

    [3] شرح إنجيل يوحنا لكيرلس عامود الدين، الكتاب التاسع (بحسب تقسيم القديس كيرلس) ص١٢٧-١٢٨

    [4] A commentary on the gospel of Matthew, Craig S. Keener, p.257

    المحبة في القرن الأول الميلادي – مينا كيرلس

  • عن نهاية الأزمنة – الأب سيرافيم روز – أسرة التراث الأرثوذكسي

    عن نهاية الأزمنة – الأب سيرافيم روز – أسرة التراث الأرثوذكسي

    عن نهاية الأزمنة – الأب سيرافيم روز – أسرة التراث الأرثوذكسي

    نقلتها إلى العربية أسرة التراث الأرثوذكسي

    عن نهاية الأزمنة - الأب سيرافيم روز - أسرة التراث الأرثوذكسي
    عن نهاية الأزمنة – الأب سيرافيم روز – أسرة التراث الأرثوذكسي

    أول ما ينبغي اقتناؤه للتفسير الصحيح لعلامات الأزمنة هو معرفة الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، لا بالطريقة التي يبدو بها وحسب، بل وفقًا للطريقة التي فسرته بها الكنيسة؛ معرفة كتابات الآباء القديسين؛ معرفة تاريخ الكنيسة؛ والإلمام بمختلف أنواع البدع والأخطاء التي هاجمت فهم الكنيسة الحقيقي للعقيدة، وخاصة في الماضي.

    إذا لم يكن لدينا أساس في مصادر مثل هذه، فسوف نجد أنفسنا مرتبكين وغير مستعدين. فبالضبط ما يخبرنا به ربنا: كونوا على أهبة، كونوا مستعدين. ما لم يكن لدينا هذه المعرفة الأساسية، فإننا لن نكون مستعدين وسنسيء تفسير علامات الأزمنة…

    أهم ما يكتسبه المرء من خلال الكتابات الأرثوذكسية الأساسية هو فضيلةٌ تسمى التمييز. عندما نلتقي ظاهرتين يبدو أنهما متطابقتان أو متشابهتان تمامًا مع بعضهما البعض، فإن فضيلة التمييز تسمح لنا برؤية أي هي الصحيحة وأي هي الباطلة: أي تحمل روح المسيح وأي قد تحمل روح ضد المسيح.

    إن طبيعة ضد المسيح، الذي سيصبح آخر حاكم عالمي عظيم وآخر معادٍ للمسيح، أنه ليس ضد للمسيح وحسب. “ضد” لا تعني “معادياً” وحسب، بل أيضًا “أنه يقلّده ويدّعي مكانه”. ضد المسيح، كما يقول جميع الآباء القديسين في كتاباتهم عنه، هو الشخص الذي يقلّد المسيح، أي يحاول خداع الناس بالنظر، كما لو كان المسيح قد عاد إلى الأرض.

    لذلك، مَن كان فهمه للمسيحية ضبابياً أو يقرأ الكتاب المقدس بالاستناد إلى افكاره وحسب، وآراء المرء قد تأتي من الجو الذي ليس مسيحيًا بل معادٍ للمسيحية، فعندئذ سيصل إلى استنتاجات ضد المسيحية. عند رؤية شخص ضد المسيح، قد ينخدع الإنسان إلى الاعتقاد بأنه المسيح.

    يمكننا أن نعطي عدداً من الأمثلة عن كيفية عمل فضيلة التمييز على فهم بعض الظواهر المعقدة قليلاً. إحدى هذه الظواهر هي الحركة المواهبية (الكاريزماتيك)… إذا نظرتم بعمق إلى ما يقولونه في هذه الحركة… ترون أن ما يسمّونه إحياءً روحياً وحياةً روحية هو في الواقع ما وصفه الآباء الجدد مثل الأسقف إغناتيوس بريانشانينوف بعناية بأنه خداع، أي نوع من حمّى الدم مما يجعلهم يبدون كما لو كان روحانيين في حين أنهم حقاً لا يدركون الحقيقة الروحية على الإطلاق. في الواقع، إنهم مختلفون عن الحياة المسيحية الحقيقية التي تنعكس في هذه الكتب الأرثوذكسية الأساسية اختلاف السماء من الأرض…

    مرة أخرى، يمكنكم أن تروا كيف يمكِّنُنا التمييزُ في تقييم الظواهر الأخرى التي قد لا تكون متطابقة مع الظاهرة الأرثوذكسية، بل هي أشياء جديدة. عندما تنظرون إليها لأول مرة، تتساءلون عن ماهية كل شيء. هذه هي سمة الموضات الفكرية: شيء ما ينطلق في الجو، يمسك به الجميع لأن الوقت مؤاتٍ، وبعد ذلك يبدأ الجميع في الحديث عنه ويصير موضة العصر. لا أحد يعرف كيف. كل ما في الأمر أن الجميع كانوا على استعداد لذلك، وفجأة ذكره أحدهم فبدأ في الانتشار في كل مكان.

    وهكذا، عودة إلى النقطة الأولى: نحن نراقب علامات الأزمنة من أجل التعرّف على المسيح عندما يأتي، حيث أنه كان هناك العديد من المسحاء الكذبة، وسيأتي المزيد من الكذابين، وفي النهاية سيأتي شخص يُدعى ضد المسيح. سيوحّد المسيح الدجّال كل الذين خُدعوا باعتقادهم أنه المسيح، وهذا سيشمل كل الذين فشِل تفسيرهم للمسيحية. في كثير من الأوقات يحدث أن تنظروا إلى بعض الأشخاص الذين يعترفون بالمسيحية، ويبدو أن العديد من أفكارهم صحيحة، أي أنهم يتكلّمون بحسب الكتاب المقدس. ثم تنظرون هنا وهناك، فترون خطأ من هناك، وخطأ من هناك…

    علامة أخرى من أعراض عصرنا هي العلامة التالية المذكورة في هذا الفصل من متى: أن محبة الكثيرين تبرد. يبدو أن هذه خاصية محددة في عصرنا، إلى درجة أكبر بكثير من أي وقت في التاريخ الماضي. يمكن للمرء أن يرى هذا في ما يُسمّى العدمية. يرتكب الناس جرائم بدون سبب معين، لا من أجل الربح ولكن فقط من أجل التشويق لأنهم لا يملكون الله بداخلهم. في مختلف الأماكن الآن، يمكن للمرء أن يرى غياب العلاقات الإنسانية الطبيعية في العائلات، والتي تنتج أناساً باردين. هذا النوع من الناس، في المجتمع الشمولي، يُستخدم كسائقين عبيد، يعملون في معسكرات الاعتقال وما إلى ذلك…

    كل علامات الأزمنة سلبية للغاية. إنها علامات على أن العالم ينهار، وأن نهاية العالم قريبة وأن ضد المسيح على وشك القدوم. من السهل جدًا النظر إلى كل علامات الأزمنة السلبيّة هذه والدخول في مثل هذه الحالة المزاجية التي لا نبحث فيها إلا عن الأشياء السلبية. في الواقع، يمكن للمرء أن يطور شخصية كاملة، أي نوعاً سلبياً من الشخصية، بناءً على ذلك.

    عندما يأتي أي خبر جديد، يقول أحدهم “نعم، بالطبع، هذا ما هو عليه، وسيزداد الأمر سوءًا.” يأتي الأمر التالي ويقول أحدهم، “نعم، نعم، من الواضح أن هذا ما سيحدث، والآن سيكون أسوأ من ذلك.” كل ما يحدث يُمظَر إليه على أنه مجرد تحقيق سلبي للأوقات الرهيبة.

    صحيح أن علينا أن نكون على دراية بهذه الأشياء وألا نكون متفائلين من غير داعٍ بشأن الأحداث المعاصرة، لأن الأخبار في عصرنا نادراً ما تكون جيدة. ولكن في الوقت نفسه، علينا أن نضع في اعتبارنا الغرض الكامل من مشاهدتنا لعلامات الأزمنة. نحن نراقبها ليس فقط حتى نعرف متى سيأتي ضد المسيح. هذا شيء ثانوي.

    نحن نراقب علامات الأزمنة حتى نعرف متى سيأتي المسيح. هذا شيء أساسي يجب أن نضعه في الاعتبار حتى لا نغرق في الحزن والاكتئاب أو الاعتزال بعد أن نخزّن الطعام من أجل الكارثة العظيمة. هذا ليس من الحكمة. علينا أن نكون مسيحيين أكثر، أي أن نفكّر بالآخرين، محاولين مساعدة الآخرين. إذا كنا أنفسنا باردين ومكتئبين ومتشائمين، فنحن نشارك في هذا البرودة، وهي علامة على النهاية. علينا أن نكون دافئين وأن نساعد بعضنا البعض. هذه هي علامة المسيحية.

    إذا نظرتم إلى التاريخ (في الواقع، هذا سبب وجيه آخر لقراءة تاريخ الكنيسة)، فسترون أنه طوال تاريخ البشرية بأكمله، في كل أنحاء العهد القديم والعهد الجديد وجميع الممالك المسيحية بعد ذلك، وإذا نظرتم إلى العالم الوثني، فالقصة نفسها: هناك معاناة مستمرة. حيث يكون المسيحيون هناك محاكمات واضطهاد، ومن خلال كل هذا بلغ المسيحيون ملكوت السماء. لذلك، عندما يأتي وقت الاضطهاد، من المفترض أن نفرح…

    عن نهاية الأزمنة – الأب سيرافيم روز – أسرة التراث الأرثوذكسي

  • محبة المسيح الإلهية – مينا مكرم

    محبة المسيح الإلهية – مينا مكرم

    محبة المسيح الإلهية – مينا مكرم

    محبة المسيح الإلهية - مينا مكرم
    محبة المسيح الإلهية – مينا مكرم

    إذا كان هناك شيء واحد يعترف به كل من سمع عن المسيح تقريبًا، فهو أنه كان شخصًا يتمتع بمحبة لا مثيل لها. لكن ما يفتقده معظم الناس هو أن محبة يسوع تظهر أنه أكثر من مجرد إنسان عظيم. تأمل في صلاة بولس للمسيحيين لكي يعرفوا “محبة المسيح”:

    ١٧ لِيَحِلَّ الْمَسِيحُ بِالإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ، ١٨ وَأَنْتُمْ مُتَأَصِّلُونَ وَمُتَأَسِّسُونَ فِي الْمَحَبَّةِ، حَتَّى تَسْتَطِيعُوا أَنْ تُدْرِكُوا مَعَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ، مَا هُوَ الْعَرْضُ وَالطُّولُ وَالْعُمْقُ وَالْعُلْوُ، ١٩ وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الْفَائِقَةَ الْمَعْرِفَةِ، لِكَيْ تَمْتَلِئُوا إِلَى كُلِّ مِلْءِ اللهِ. (أفسس ٣: ١٧-١٩)

     

    هل يمكن لأي شخص أن يتخيل التحدث بهذه الطريقة عن حب أي إنسان آخر؟ فكر في أي شخص آخر في التاريخ معروف بأنه شخص محب. هل يمكن لأي شخص أن يتحدث عن حب الأم تيريزا، على سبيل المثال، باعتباره تجاوزًا للمعرفة؟ هل يتخيل أي شخص أنه من خلال التعرف على محبتها، سيتمتع المرء بملء الله في حياته؟ مما نعرفه عن الأم تيريزا، ستكون أول من يعترض على رؤيتها بهذه الطريقة.

     

    ومع ذلك، لم ينظر بولس إلى يسوع بهذه الطريقة فقط (انظر أيضًا رومية 8: 35-39؛ غلاطية 2: 20؛ أفسس 5: 2)، لقد أوعز يسوع نفسه إلى تلاميذه أن ينظروا إليه على أنه المثال الأسمى للمحبة.

    • وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. (يوحنا ١٣: ٣٤)
    • ١٢ «هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ. ١٣ لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ. (يوحنا ١٥: ١٢، ١٣)

     

    بدعوى أنه المثال الأسمى للحب، لم يكن يسوع يرفع نفسه فوق الآب. لكنه ادعى صراحة أنه أحب تلاميذه بنفس الحب الذي كان للآب تجاهه: “كما أحبني الآب، كذلك أحببتكم؛ لقد أحببتكم أيضًا. ثبت في حبي ” (يوحنا 15: 9). سيكون هذا ادعاءً جريئًا للغاية، وحتى شائنًا، من جانب أي مخلوق، بغض النظر عن حجمه. ومع ذلك، فإن ادعاء يسوع لا يصدم أي شخص تقريبًا باعتباره متهورًا أو مبالغًا فيه.

     

    يسوع هو هكذا عمليا في كل صفحة من الأناجيل. يقدم بهدوء ادعاءات تبدو متعجرفة – إن لم تكن جنون العظمة – قادمة من أي شخص آخر، لكنه في نفس الوقت ينقل أعمق إخلاص وحتى تواضع.

    بالنسبة لمؤمني العهد الجديد، لم تكن محبة المسيح هي محبة أعظم إنسان عاش على الإطلاق، رغم أنه كان كذلك أيضًا: بل كانت محبة الله نفسه، التي تم التعبير عنها في المسيح ومن خلاله.

     

    لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. (يوحنا ٣: ١٦)

    وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. (رومية ٥: ٨)

     

    ٣٥ مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضَيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟ ٣٦ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ:«إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ. قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ». ٣٧ وَلكِنَّنَا فِي هذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا. ٣٨ فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ، وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ، وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً، ٣٩ وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ، وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى، تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا. (رومية ٨: ٣٥-٣٩)

     

    ٥ وَمِنْ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الشَّاهِدِ الأَمِينِ، الْبِكْرِ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَرَئِيسِ مُلُوكِ الأَرْضِ: الَّذِي أَحَبَّنَا، وَقَدْ غَسَّلَنَا مِنْ خَطَايَانَا بِدَمِهِ، ٦ وَجَعَلَنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً للهِ أَبِيهِ، لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ. (رؤيا ١: ٥، ٦)

     

    حقًا، الاعتراف بمحبة يسوع المسيح على أنها محبة الله ذاتها يجب أن يدفعنا إلى منح المسيح المجد إلى الأبد. هذا ما يعنيه تكريم يسوع باعتباره الله.

    محبة المسيح الإلهية – مينا مكرم

  • ما أعظم اعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت – الجزء الثاني – الأم: موناليزا

    ما أعظم اعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت – الجزء الثاني – الأم: موناليزا

    ما أعظم اعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت – الجزء الثاني – الأم: موناليزا

    ما أعظم اعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت - الأم: موناليزا
    ما أعظم اعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت – الأم: موناليزا

    ما أعظم اعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت – الجزء الثاني – الأم: موناليزا

    لقد خلق الله الإنسان في اجمل صورة  على شبهه ومثاله . ولم يتمكن العلم الحديث حتى الآن من اكتشاف ولو نقطة في بحر معجزات الخالق في جسم الإنسان.

    البصمات :

    تعريف البصمة :

    البصمة هي الأثر الذي يتركه الإنسان – نقول: ترك بصمته اي ترك اثرا يشهد عليه -لا يمكن ان يتشابه إنسان في بصماته مع انسان آخر حتى لو كانا توأمان متماثلان – اذن فالبصمات مهمة جدا لتحديد هوية الشخص ( إذ لا يتشابه فيها شخصان على وجه الأرض )  لكشف الجرائم والسرقات -هذه البصمات هي اكبر شاهد على  اكتشاف المجرمين- بسبب تركهم  لبصماتهم –

    بصمات جسدية : (15) بصمات وحيدة فريدة ( تخص كل فرد وحده )…. لا يشاركه فيها اي شخص آخر وهي:

    بصمات الأصابع — بصمة قزحية العين — بصمة شبكة العين — بصمة الأسنان — بصمة الصوت — بصمة الأذن — بصمة الشفاه — بصمة الرائحة العرق — بصمة اللسان — بصمة ملامح وانماط الوجه — بصمة الحمض النووي البصمة الوراثية — بصمة الدماغ — بعض القياسات الحيوية الأخرى .

     

    ما اعظم اعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت

    بصمة العين

    بصمة قزحية العين :

    ما هي بصمة العين :

    يوجد 200 نقطة تعريف مختلفة ومميزة وفريدة داخل القزحية من بينها :

    اختلاف اللون .

    اختلاف ترتيب صبغات الميلانين الملونة في القزحية ( مع العلم ان لون وهيكل القزحية يحدده جينات ) .

    اختلاف هيكل القزحية .

    إختلاف نمط القزحية ( وهي الحفر والأخاديد والدوامات والصدوع في السطح الأمامي للقزحية ) – مع ملاحظة ان نمط القزحية ( لا يحدده جينات ) بل تحدث اثناء نمو الجنين .

    إختلاف شكل القزحية مع اتساع وضيق حدقة العين .إختلاف ترتيب الأوعية الدموية للقزحية .

     

    تطبيق استخدام بصمة العين

    لقد بدأوا بتطبيق بصمة العين سنة 1997 — وهذه التقنية اصبحت متبعة  في اغلب دول العالم لأنها افضل التقنيات واكثرها امانا – وقد استعملت في البنوك – والمطارات – والحدود البرية والبحرية والجوية وفي الكثير من المجالات– لأن بصمة العين هي بطاقة شخصية متميزة ومتفردة — كما انه من المستحيل تزوير بصمة العين – ولا يمكن تقليدها –

    تشخيص بصمة العين – عن طريق جهاز  المصباح الشقي

     

     هذا الجهاز اسمه المصباح الشقي –( وهو ميكروسكوب  يطلق عليه المصباح الشقي لفحص الجزء الأمامي من العين — يوجه هذا المجهر خطا كثيفا وضيقا من الضوء على العين — ويعطي هذا المصباح الشقي رؤية مكبرة ثلاثية الأبعاد للعينين– كما يسمح للطبيب اكتشاف كافة حالات الشذوذ الصغيرة للجزء الأمامي داخل مقلة العين .

     

    عند استخدام عدسات خاصة مع المصباح الشقي توفر رؤيا تفصيلية للجزء الخلفي من العين

    يمكن تكبير الصورة  المأخوذة للقزحية الى 300 مرة

     

    ما اعظم اعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت —

    —————————————————————

    بصمة الأصابع

    هي علامة مميزة لكل شخص اثبتها العالم وليم هرشلو حيث يتم اعتمادها في التعرف على  هوية الشخص – وعادة تكون بصمة الإبهام –

     

    بصمات الأصابع : اصابع اليدين ( ايضا اصابع القدمين ).

    تتكون البصمة عند الجنين في الأسبوع 13 ( الشهر الرابع ) وتبقى معه الى ان يموت .

     

    وظيفة البصمات : لم يتمكن العلماء من معرفة تفسير نهائي لوظيفتها .

    ربما لزيادة الإحتكاك عند الإمساك بالأشياء — ربما لتحمي الأصابع – لكي يلامس جزء صغير من الجلد  بدلا من اطراف الأصابع الناعمة – ربما لتوفر حاسة لمس اكبر.

     

    نبذة تاريخية :

    الصينيون هم  اول من اكتشفوا هذه الظاهرة منذ 2000 سنة – كان الأباطرة يوقعون على الوثائق المهمة ببصمات ابهامهم -في سنة 1877 ابتكر هنري فولدز طريقة تصوير البصمة على الورق- حيث استخدم حبر المطابع الأسود – وفي سنة 1892 كان العالم الإنجليزي السيرفرانسيس غالتون هو اول من اثبت بأنه لا يمكن ان تتشابه بصمتا اصبعين بين البشر حتى لو كانا توأم وأكد ايضا ان صورة البصمة لأي اصبع تبقى  كما هي طولة حياته -وفي عام 1901 طبقت شرطة التحقيقات الشهيرة في لندن سكوتلانديارد نظام التعرف على المجرمين من خلال بصمات اصابعهم -هذا التظام طوره السير إدوارد هنري مع بعض التعديلات وهو النظام الذي تطبقه  دوائر الشرطة في العالم الى يومنا هذا –

     

    دليل جنائي :

    عرف الإنسان الجريمة منذ  فجر البشرية حيث وقعت اول جريمة قتل في التاريخ الإنساني عندما قتل قايين اخيه هابيل – وكلما تعددت اساليب الجرائم من قتل او سرقة او سطو مسلح او ارهاب – كلما تطورت وسائل الكشف عنها- – لهذا تعتبر علوم الأدلة الجنائية محصلة هذه الجرائم -تتطور طرق الكشف عنها والوقاية منها والبحث وراء الحقيقة وتعقب المجرمين –

     

    اما بصمات اصابع الحيوانات :

    موجودة فقط  عند الغوريلا والشمبانزي ودببة الكوالا .

    بصمات اصابع  الغوريلا والشمبانزي ليست متطابقة مع بصمات الإنسان .

    بصمات اصابع  دببة الكوالا متطابقة تقريبا مع بصمات البشر.

    إذن حسب رأي التطوريين …. لا بد ان تكون الكوالا الأسترالية اكثر قربا الى البشر وليس الغوريلا والشمبانزي .

    بصمات  الأنف عند الحيوان : مثلا لدى الخنازير والكلاب .

    بصمات على الخطم ( المنطقة بيت فتحتي الأتف ) عند الحيوانات .. مثلا المواشي .

    بصمات الذيل عند الحيوانات : مثلا بعض انواع القرود في اميركا الحنوبية .

    الى اللقاء في حلقة قادمة تتمة البصمات .

     

    ما اعظم اعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت

    مع تحيات موناليزا

  • ما أعظم اعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت – الجزء الأول – الأم: موناليزا

    ما أعظم اعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت – الجزء الأول – الأم: موناليزا

    ما أعظم اعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت – الأم: موناليزا

    ما أعظم اعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت - الأم: موناليزا
    ما أعظم اعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت – الأم: موناليزا

    ما أعظم اعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت – الأم: موناليزا

    الساعة البيولوجية

    الساعة البيولوجية موجودة في الإنسان – والحيوانات – والنباتات – والبكتيريا – والفطريات-

    سأتكلم عن الساعة البيولوجية في جسم الإنسان –

    الساعة البيولوجية هي نظام وضعه الله في اجسامنا حتى ينظم حركة كل الأعضاء والأجهزة في الجسم حتى يكون الليل للراحة والنهار للعمل – وهذا النظام دورته ثابتة لمدة 24 ساعة –

     

    اين توجد الساعة البيولوجية في اجسامنا –

    اكتشف العلماء مجموعة من الخلايا أسفل وسط المخ اسمها النواة -يعتقد انها مركز التحكم في الساعة البيولوجية -وهي الغدة الصتوبرية وتتكون من جزأين:

    جزء يوجد في النصف الأيمن من المخ –

    والجزء الثاني في النصف الأيسر من المخ –

    وكل جزء يتكون من عشرة آلاف خلية عصبية ملتصفة بعضها ببعض وهي تنظم الجداول الزمنية وتنسق مع بقية الخلايا حتى تنشط الجسم على مدار اليوم –

    وهذه النواة توجد فوق نقطة التقاء العصبين البصريين في قاع الجمجمة -وعملها يرتبط بالضوء الذي يعمل على خلق التزامن بين الساعة الداخلية ودورات النور –

    يوجد في جسم الإنسان او الثدييات كلها جينات مسؤولة عن الساعة البيولوجية تقوم بتشغيلها وتوقيفها بروتينات تأمر بها هذه الجينات –

     

    كيف تعمل الساعة البيولوجية في جسم الإنسان:

    ان هرمون الميلاتونين هو المسؤول الأساسئ عن تنظيم ساعة الجسم البيولوجية طول حياتنا -يتم انتاج هذا الهرمون في الغدة الصنوبرية الموجودة في أسفل المخ ويزداد افرازه في ساعات الليل وعن اقتراب الصباح يتوقف انتاجه مرة اخرى –

    نوم القيلولة في النهار يساعد على تحسين الساعة البيولوجية لأنه يجعلها أكثر دقة فعمل الكبد والكليتين والرئتين والذاكرة يتحسنون بعد ساعة واحدة في فترة القيلولة –

     

    يوجد ثلاث شروط حتى تعمل الساعة البيولوجية بشكل صحيح وهي:

    1 – الضوء: يحتاج الدماغ الى ادخال ضوء الشمس من خلال العينين (شبكية العين – مستقبلات ضوئية: قضبان ومخاريط – خلايا) لضبط الساعة البيولوجية يوميا – وإذا بقي الإنسان في الظلمة بشكل مستمر فقد يحدث خلل في دورة 24 ساعة –

    2 – الجينات: تساعد الجينات على التحكم في دورة 24 ساعة في الساعة البيولوجية – وإذا افتقر الأشخاص او الحيوانات إلى هذه الجينات فإن دورات النوم والإستيقاط يمكن ان تختل او تغيب تماما –

    3 – درجات الحرارة: تؤثر درجات الحرارة على عمل هرمون الميلاتونين -في ساعات الليل تنخفض درجات حرارة الجسم وهذا يزيد من إفراز الهرمون –

     

     ما هي فائدة الساعة البيولوجية في اجسامنا:

    هي التي تنظم وظائف الجسم مثل النوم والتمثيل الغذائي والسلوك وانقسام الخلايا – وانتاج الهرمونات – فإن كل عضو في جسم الإنسان يعطي أحسن ما في وظيفته في ساعة معينة –

     

     

    الأعضاء التي تكون في أحسن حالاتها –

    من 9 الى 11 مساء يتم فيها التخلص من السموم الزائدة في الجهاز اللمفاوي – يجب تمضيته في هدوء-

    من 11 الى 1 مساء يتخلص الكبد من السموم ويكون هذا الوقت المثالي للنوم العميق

     من 1 الى 3 صباحا تتخلص المرارة من السموم وأيضا يجب ان يكون وقت مثالي للنوم العميق –

    من 3 الى 5 صباحا تتخلص الرئة من السموم فنجد ان المريض الذي يعاني من السعال يعاني أكثر في هذا الوقت والسبب ان عملية التخلص من السموم قد بدأت في الجهاز التنفسي فلا داعي لتناول دواء لإيقاف السعال –

    5 صباحا ميعاد تخلص المثانة البولية من السموم – لذلك يجب تفريغ المثانة من البول والتخلص من السموم –

    من 7 الى 9 صباحا ميعاد امتصاص الغذاء في الأمعاء الدقيقة ومن المهم ان يتم الإقطار في هذا الوقت –

    من منتصف الليل الى الرابعة صباحا هو الوقت الذي ينتج فيه النخاع العظمي خلايا الدم الحمراء والبيضاء -لذلك يجب النوم باكرا لأن النوم المتأخر يعطل الجسم من التخلص من السموم –

     

    لقد ساعد التطور السريع في علم الهندسة الوراثية في ايجاد حلول لبعض الغاز الكائن الحي- لقد ظلت الساعة البيولوجية لغزا محيرا للكثير من العلماء رغم مئات الأبحاث عنها – وأخيرا تمكنوا من تحديد مكانها في جسم الإنسان – فالساعة البيولوجية هي التي تجعلنا نشعر بالزمن وتنظم حياتنا وتحدد اوقات النوم واليقظة

     العقلية – وهي ايضا مسؤولة عن الشعور بالجوع والمزاج والتوتر ووظيفة القلب

    وتبرد اجسامنا ليلا وتسخنها نهارا – ان معظم الذين يستخدمون الساعات المنبهه لإيقاظهم يستيقظون عادة قبل ان يدق جرس المنبه بلحظات -لأن الساعة البيولوجية الطبيعية التي خلقها الله في اجسامنا هي المنبه الطبيعي –

     

    الأمراض عند حدوث خلل في الساعة البيولوجية:

    1: السكري: إذا حصل طفرة في مستقبلات الميلاتونين (وهو المسؤول عن النوم) فهذا يزيد من احتمالية الإصابة بالسكري – لأن الجينات التي تتحكم في مستقبلات الميلاتونين تشترك في إفراز هرمون السكري –

    2: امراض القلب: ان الخلل الوراثي في عمل الساعة البيولوجية في الدماغ يؤثر ايضا على النشاط الكهربائي في القلب مما يزيد في الإصابة بمشاكل في القلب –

    3: مرض الهوس الإكتئابي: إن حدوث خلل في الجينات المسؤولة عن نشاط الساعة البيولوجية تزيد من نسبة الإصابة بمرض الهوس الإكتئابي –

    4: اضطرابات النوم المتأخر: يعاني المصابون بهذا المرض من مشكلة ضبط ساعات النوم والاستيقاظ في الساعة البيولوجية والتي يمكن ان تكون غير مريحة عند محاولة وضع جدول انشطة مثل العمل والمدرسة –

    5: امراض نفسية أخرى: إرتبطت الساعة البيولوجية والصحة النفسية بحالات امراض مثل الزهايمر – باركنسون – هنتنغتون (هو مرض من الأمراض الوراثية التي تسبب الإنهيار التدريجي – اي الانتكاس -للخلايا العصبية بالدماغ -وهذا يؤدي الى اضطرابات حركية وإدراكية ونفسية -) ايضا اضطرابات طيف التوحد -حيث يجد الباحثون ان الساعة البيولوجية المتعطلة يمكن ان تسبب ضعف ادراكي معتدل ويأتي مع التقدم في العمر –

     

    اخيرا بعض النصائح للحفاظ على سلامة الساعة البيولوجية:

    1: الالتزام بجدول النوم الذي يعمل بشكل جيد للجسم للحفاظ على نظام النوم الطبيعي –

    2: تأجيل جزء من العمل للصباح بدلا من البقاء لساعة متأخرة حتى إكماله _

    3: إذا اردت تغيير وقت النوم فالأفضل ان يكون تدريجيا وليس دفعة واحدة –

    4: اقفال التلفزيون وتخفيف الأضواء ليلا – وأيضا الهواتف وأي شئ يضئ –

    5: توقف عن ممارسة الرياضة قبل ساعتين من موعد النوم –

    6: الابتعاد عن الوجبات الثقيلة والأطعمة الحارة والكافيين في الساعات المتأخرة – وبدل ذلك تناول المربوهيدرات الخفيفة –

     

    ما أعظم اعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت –

     مع تحيات موناليزا

  • إلهي إلهي لماذا تركتني – علاء أنيس رزق الله

    إلهي إلهي لماذا تركتني – علاء أنيس رزق الله

    إلهي إلهي لماذا تركتني – علاء أنيس رزق الله

    إلهي إلهي لماذا تركتني - علاء أنيس رزق الله
    إلهي إلهي لماذا تركتني – علاء أنيس رزق الله

    إلهي إلهي لماذا تركتني – علاء أنيس رزق الله

    مُقدمة:

    بالإشارة إلى النبذات التي سبق وأصدرناها والتي تدور حول لاهوت السيد المسيح ومع إيماننا المطلق بأنه الله الظاهر في الجسد، إلا أنه قد يكون لدينا أحياناً بعض التساؤلات وفي احتياج  لفهم بعض العبارات التي صدرت عن رب المجد في مواقف متعددة منها على سبيل المثال “وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين في في السماء ولا الابن إلا الآب” (مر13: 32)، و “أبي أعظم مني” (يو14: 28) [سبق إصدارها]، و”لماذا تدعوني صالحاً” (مر10: 18) [سبق إصدارها]، و “إلهي إلهي لماذا تركتني” (مت27: 46) وهذه الأخيرة موضوع تأملنا.

    الموضوع:

    فلنبدأ تأملنا أولاً في بعض هذه المواقف في حوار السيد المسيح مع تلاميذه والتي كان يتكرر معها عدم الفهم بصورة متعددة منها على سبيل المثال “وأما هم فلم يفهموا ما هو الذي كان يكلمهم به” (يو10: 6)، وفي موقف آخر يكلمهم السيد المسيح ويهيئ أذهانهم لصلبه وآلامه “إن ابن الإنسان سوف يسلم إلى أيدي الناس، وأما هم فلم يفهموا هذا القول” (لو9: 45،44)، وأيضاً عندما يكلمهم عن سر الإفخارستيا وعن الحياة بتناول جسده ودمه “لأن جسدي مأكلٌ حق ودمي مشربٌ حق .. فمن يأكلني يحيا بي” (يو6: 55-57) يتسائل تلاميذه “أن هذا الكلام صعب. من يقدر أن يسمعه؟!” (يو 60:6). ويرجع عدم الفهم هذا لسبب واضح أفصح عنه السيد المسيح في بشارة يوحنا “إن لي أموراً كثيرة أيضاً لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن، وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق” (يو1: 13،12). بمعنى أن الفهم سيكون مرتبطاً بحلول الروح القدس المرشد والمعلم متى جاء.

    غير أن هناك دافعاً أخر رئيسياً وراء عدم الفهم لبعض العبارات التي أعلنها رب المجد أو بعض المواقف الأخرى التي كان يقفها وتثير دهشة الجميع، من حيث أنها كانت تتوالى إتماماً لأقوال الأنبياء وأقوال الكتب، وما أكثر العبارات التي وردت على مستوى البشائر بهذا الصدد منها على سبيل المثال “لكي يتم ما قيل بإشعياء النبي” (مت4: 14)، و “لكي يتم ما قيل بالأنبياء” (مت2: 23)، و “يتم فيّ أيضاً هذا المكتوب” (لو22: 37)، و “ليتم الكتاب القائل” (يو19: 36). ولنتأمل الآن في بعض هذه المواقف:

    • موقف جدير بالذكر، أثناء هروب يوسف به من وجه هيرودس هو وأمه من أرض إسرائيل، ثم عودتهم وخوف يوسف على يسوع من أرخيلاوس الذي ملك عوض أبيه قاتل أطفال بيت لحم، أُوحِيَ إإليه في حلم أن ينصرف نواحي الجليل. ترى ما كان الدافع؟ كان الدافع جلياً كما يوّضحه الشاهد التالي “وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: «إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيّاً»” (مت 32:2).
    • الكم الهائل من الأمثال التي كان يستعرضها رب المجد مفسراً من خلالها تعاليمه للجموع، حتى أنه “بِدُونِ مَثَلٍ لَمْ يَكُنْ يُكَلِّمُهُمْ. لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ: «سَأَفْتَحُ بِأَمْثَالٍ فَمِي وَأَنْطِقُ بِمَكْتُومَاتٍ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ»” (مت 34:13-35).
    • موقف آخر، وهو المسافات الطويلة التي كان رب المجد يقطعها سيراً على الأقدام، نذكر منها سفره من اليهودية إلى الجليل مروراً بالسامرة حيث ذُكر عنه أنه “تعب من السفر” (يو4: 6) بينما في موضع آخر وهو يمثل مسافة قريبة للغاية بين بيت عنيا وأورشليم، حيث قطعها راكباً على الأتان ويوضح لنا الغرض معلمنا مار متى البشير على وجه التفصيل “فَكَانَ هَذَا كُلُّهُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ:. «قُولُوا لاِبْنَةِ صِهْيَوْنَ: هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِيكِ وَدِيعاً رَاكِباً عَلَى أَتَانٍ وَجَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ». (مت 4:21-5).

    كانت تلك بعض المواقف أو الأحداث على سبيل المثال وليس الحصر التي توالت إتماماً لأقوال الأنبياء، على أن نعي تماماً أن تحقيقها لم يكن عن عمد لهذا الإتمام، بل كان الكثير منها يتوالى تلقائياً في توافق وإنسجام تام مع نبوات وأقوال أولئك الأنبياء الذين تكلموا “مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ” (2بطرس 21:1).

    والآن نقترب من الصليب ونتمعن في بعض العبارات التي قالها رب المجد مع ضرورة الربط بين كل ما ذُكر على مستوى البشائر الأربع أثناء واقعة الصلب وأيضاً بناءً على إتمام أقوال الأنبياء.

    في بشارة معلمنا متى مذكور “ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلاً إيلي إيلي لما شبقتني أي إلهي إلهي لماذا تركتني. فقوم من الواقفين هناك لما سمعوا قالوا إنه ينادي إيليا وللوقت ركض واحد منهم وأخذ إسفنجة وملأها خلاً وجعلها على قصبة وسقاه” (مت27: 46-48) وهنا يتبادر إلى أذهاننا تساؤل: كرد فعل من وجهة نظر صالبيه الخاصة، ترى ما علاقة طلبه لمساندة إيليا له، بأن يركض واحد منهم ويملأ إسفنجة خلاً ليسقيه؟!! من الواضح وجود فراغٍ ما في تلك الواقعة!!!

    يملأ هذا الفراغ ويجيب على هذا التساؤل معلمنا مار يوحنا البشير “بعد هذا رأى يسوع أن كل شئ قد كمُل فلكي يتم الكتاب قال أنا عطشان وكان إناءً مملوءً خلاً. فملأوا إسفنجة من الخل ووضعوها على زوفا وقدموها إلى فمه” (يو19: 29،28).

    إذاً فمن خلال الشمول والرؤيا المتكاملة على مستوى البشائر قدموا له خلاً عندما قال “أنا عطشان” (يو19: 28) وكان الدافع لقوله هذا يلي عبارة “فلكي يتم الكتاب” (يو19: 28) حيث لم يكن أساس معاناة رب المجد هو مجرد شعور بالعطش بعد كل ما تعرض له من جلدات وحشية مزقت جسده، وإكليل شوك يوخز رأسه، ثم مسامير غُرست في يديه وقدميه الطوباوية، بل كان الدافع كما أشرنا “لكي يتم الكتاب” (يو19: 28).

    فلبلورة الصورة ولتحديد معالمها بالتمام نرتب من خلال البشائر ككل الشواهد التي تستعرض واقعة الصلب على النحو التالي: “بعد هذا رأى يسوع أن كل شئ قد كمُل فلكي يتم الكتاب قال” (يو 28:19) “إلهي إلهي لماذا تركتني” (مت27: 46)، “أنا عطشان” (يو19: 28)، “يا أبتاه في يديك أستودع روحي” (لو23: 46) ثم “قد أُكمل” (يو19: 30).

    ولكن ما هو الكتاب الذي أتم من خلاله رب المجد قوله “إلهي إلهي لماذا تركتني” (مت27: 46). كان هذا الكتاب هو ما افتتح به داود النبي المزمور الثاني والعشرين والذي يُعَد من أبرز المزامير الغنية بنبوات قاطعة شاهدة بآلام وصلب ربنا يسوع المسيح. كما يجدر بالذكر إشارة السيد المسيح نفسه في ظهوره بعد القيامة لتلاميذه إلى المزامير بقوله “هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا بعد معكم، أنه لابد أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء والمزامير” (لو24: 44).

     

    والآن نقوم بمطابقة المكتوب في المزمور الثاني والعشرين وما قيل وتم أثناء واقعة الصلب على مستوى البشائر:

    المزمور 22

    البشائر

    “إلهي إلهي لماذا تركتني” (ع1)

    “إلهي إلهي لماذا تركتني” (مت27: 46)

    “كل الذين يرونني يستهزئون بي” (ع7)

    “وكانوا يجثون قدامه ويستهزئون به قائلين السلام لك يا ملك اليهود” (مت27: 21)

    “يفغرون الشفاه وينغضون الرأس” (ع7)

    “وكان المجتازون يجدفون عليه وهم يهزون رؤوسهم..” (مر15: 29)

    “قد اتكل على الرب فلينجه، لينقذه لأنه سُر به” (ع8)

    “قد اتكل على الله فلينقذه الآن إن اراده” (مت27: 43)

    “ثقبوا يدي ورجلي” (ع16)

    “ولما مضوا به إلى الموضع الذي يُدعى جمجمة صلبوه هناك” (لو23: 33)

    “وهم ينظرون ويتفرسون فيّ” (ع17)

    “وأيضاً يقول كتاب آخر سينظرون إلى الذي طعنوه” (يو19: 37)

    “يقسمون ثيابي بينهم وعلى لباسي يقترعون” (ع18)

    “ولما صلبوه اقتسموا ثيابه مقترعين عليها لكي يتم ما قيل بالنبي اقتسموا ثيابي بينهم وعلى لباسي ألقوا قرعة” (مت27: 35)

     

    تفسير أباء الكنيسة لعبارة “إلهي إلهي لماذا تركتني؟!”

    كتاب “كلمات السيد المسيح على الصليب” – مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث

    يرى الكثير من المفسرين أن الرب بقوله “إلهي إلهي لماذا تركتني” إنما كان يُذَكِّر اليهود بالمزمور الثاني والعشرون الذي يبدأ بهذه العبارة.  فهم كانوا “يضلون إذ لا يعرفون الكتب” (متى 29:22)، بينما كانت هذه الكتب “هي التي تشهد لي” (يوحنا 39:5)، فأحالهم السيد المسيح إلى هذا المزمور بالذات.

    تُرى ما في هذا المزمور عنه؟

    أنه يتضمن “ثقبوا يدي وقدمي، وأحصوا كل عظامي..  وهم ينظرون ويتفرَّسون فيَّ.  يقسمون ثيابي بينهم، وعلى قميصي يقترعون” (ع18،17).  وواضح أن داود النبي الذي قال هذا المزمور، لم يثقب أحد يديه ولا قدميه، ولم يقسم أحد ثيابه، ولم يقترعوا على قميصه..  وإنما هذا المزمور، قد قيل بروح النبوة عن المسيح … وكأن المسيح على الصليب يقول لهم: اذهبوا واقرأوا مزمور “إلهي إلهي لماذا تركتني؟!” وأنظروا ما قيل عني..  فقد قيل فيه عني أيضًا: “عارٌ عند البشر، ومحتقر الشعب.  كل الذين يرونني يستهزئون بي، يفغرون الشفاه وينغضون الرأس قائلين: اتكَل على الرب فليُنَجه، ليُنْقِذَهُ لأنه سُرَّ به!” (ع6-8). يمثل هذا المزمور صورة واضحة لآلام المسيح على الصليب، وجَّههُم إليه، وفتح أذهانهم ليفهموا الكتب (لوقا 45:24).

    كل نص المزمور بدأ يتحقق، لذلك قال بعد حين “قد أُكْمِل”.  ولكن لم يقل “قد أكمل” مباشرة بعد “ألهي ألهي لماذا تركتني؟”، لأنه هناك عبارة أخرى في المزمور لم تكتمل بعد وهي عبارة “يبست مثل شقفة قوّتي، ولصق لساني بحنكي” (ع15). إن هذه العبارة أيضًا ستتحقق بعد حين عندما يقول: “أنا عطشان”.  لذلك قال بعدها “قد أُكْمِل”.

    كذلك لا تعني هذه العبارة أن لاهوته قد ترك ناسوته، ولا أن الآب قد ترك الابن.. فهي لا تعني الانفصال، وإنما تعني أن الآب تركه يستوفي الألم والعذاب نائباً عن البشرية. فهي لم تكن نوعًا من الاحتجاج أو الشكوى إنما كانت مجرد تسجيل لآلامه، وإثبات حقيقتها. فمن جهة علاقته بالآب، لم يتركه الآب “لأنه في الآب والآب فيه” (يوحنا 11:14). وعليه فالترك، لم يكن تركًا أقنوميًا، بل تركًا تدبيريًا..  تركه بحب إذ “سُرَّ أن يسحقه بالحزن” (إشعياء 10:53).

    أخيراً “إلهي إلهي لماذا تركتني” (مت27: 46) قيلت لكي يتم ما بالكتاب، في حين أننا نؤمن ونعلن “أن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين” (القداس الإلهي)، له كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد، آمين.

    بقلم / علاء أنيس رزق الله

  • تجربة المسيح في البرية – لماذا؟ الجزء الأول

    تجربة المسيح في البرية – لماذا؟ الجزء الأول

    تجربة المسيح في البرية – لماذا؟ الجزء الأول

    تجربة المسيح في البرية - لماذا؟ الجزء الأول
    تجربة المسيح في البرية – لماذا؟ الجزء الأول

    تجربة المسيح في البرية – لماذا؟ الجزء الأول

    صعد يسوع الي البرية ليُجرب من ابليس بواسطة الروح القدس أي بإرادته الكاملة بحسب ما ورد في متى 4

    1 ثم أصعد يسوع إلى البرية من الروح ليجرب من إبليس.

    قال McKinley ان يسوع الذي هو بلا خطية ذهب للتجربة. وقف يسوع مكان الخاطئين يعاني من هجمات التجربة. وانتصر عليها. فهو يتعاطف ويرغب في مساعدة من يقعون في التجارب. فكانت تجربته الشخصية هي صراع بين الحق والباطل. وهذه الرغبة في المساعدة قد أعلنها الوحي الالهي حينما قال:

    في رسالة العبرانيين 4         

    15 لأن ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يرثي لضعفاتنا، بل مجرب في كل شيء مثلنا، بلا خطية.

    16 فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عونا في حينه.

    وقد جاء في الكتاب المقدس ان الرب قد قاد بني اسرائيل لمدة 40 سنة في البرية وكانوا غير امناء. في المقابل يسوع قصي 40 يوماً اميناً.

    • تجربة المسيح الأولى

    وهذه التجربة كانت تجربة الأكل، وقد سقط فيها آدم واستجاب لها وايضاً اصابة بني اسرائيل حينما كانوا يشتكون علي موسي بحرمانهم من الخبز الذي كان لهم في مصر والان هم في البرية.

    يسوع رفض هذه التجربة. وايضاً الله وبخ بني اسرائيل في تثنية 8: 3

    فأذلك وأجاعك وأطعمك المن الذي لم تكن تعرفه ولا عرفه آباؤك، لكي يعلمك أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل ما يخرج من فم الرب يحيا الإنسان.

    • تجربة المسيح الثانية

    تقديم ليسوع كل ممالك الارض إذا سجد للشيطان. وهذا الفهم الخاطئ للشيطان هو كان فهم ايضاً خاطئ لدور المسيا السياسي الذي رفضه يسوع فمملكة يسوع ليست من هذا العالم يوحنا 18: 36.

    وايضاً مفهوم السجود للشيطان هو تجربة كانت لبني اسرائيل حينما تركوا الرب وذهبوا لعبادة العجل الذهبي في خروج 32: 4 ولاويين 17: 7.

    وقد رفض الرب يسوع كل هذا وانتصر ايضاً في هذه التجربة.

    • تجربة المسيح الثالثة

    وهي اختبار لله، يحاول الشيطان باقتباسه من مزمور 91: 11 – 12 ان يلعب على نقطة الحماية التي من الله. فدعي يسوع الي المخاطر والتهور لاختبار كلمة الله. ويسوع اقتبس من تثنية 6: 16 عندما وبخ الله اسرائيل لأنهم ارادوا تجربة الرب في البرية.

    16 لاَ تُجَرِّبُوا الرَّبَّ إِلهَكُمْ كَمَا جَرَّبْتُمُوهُ فِي مَسَّةَ.

    هذه التجربة تشير إلى معنى خلاصي لاهوتي هام

    يسوع هو آدم الجديد ٍ انتصر بطبيعتنا بدلاً من ادم الاول الذي سقط في التجربة. وبدلاً من اسرائيل في البرية. المسيح كشف لنا انه بطاعة الارادة الالهية بشكل كامل هي الغلبة على التجارب والشر. هذا المفتاح هو التغلب على الشيطان. يسوع استعاد ما نهب منا انتصر يسوع علي المجرب في البرية.

    إقرأ أيضًا: نظرة يهودية إلى تجربة المسيح على الجبل ما بين لوقا ومتى

    تجربة المسيح في البرية – لماذا؟ الجزء الأول