فريق اللاهوت الدفاعي

التصنيف: مشاهير

الرد على مشاهير المشككين في الكتاب المقدس والعقيدة المسيحية.

  • هل سب المسيح غير اليهود [لا تعطوا القدس للكلاب، ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير] (متى 7: 6) – الأخ بولس

    هل سب المسيح غير اليهود [لا تعطوا القدس للكلاب، ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير] (متى 7: 6) – الأخ بولس

    هل سب المسيح غير اليهود [لا تعطوا القدس للكلاب، ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير] (متى 7: 6) – الأخ بولس

     

    هل سب المسيح غير اليهود [لا تعطوا القدس للكلاب، ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير] (متى 7: 6) – الأخ بولس

    هل سب المسيح غير اليهود [لا تعطوا القدس للكلاب، ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير] (متى 7: 6) - الأخ بولس
    هل سب المسيح غير اليهود [لا تعطوا القدس للكلاب، ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير] (متى 7: 6) – الأخ بولس
  • معاذ عليان حاول الرد على فريق اللاهوت الدفاعي فأدان نفسه وأظهر جهله باللغة الإنجليزية

    معاذ عليان حاول الرد على فريق اللاهوت الدفاعي فأدان نفسه وأظهر جهله باللغة الإنجليزية

    معاذ عليان حاول الرد على فريق اللاهوت الدفاعي فأدان نفسه وأظهر جهله باللغة الإنجليزية

    معاذ عليان حاول الرد على فريق اللاهوت الدفاعي فأدان نفسه وأظهر جهله باللغة الإنجليزية
    معاذ عليان حاول الرد على فريق اللاهوت الدفاعي فأدان نفسه وأظهر جهله باللغة الإنجليزية

    أية الموضوع؟

    الموضوع إن من حوالي أسبوع، طرح معاذ عليان شبهة إن مُعلمنا القديس لوقا البشير نقل كلام على لسان المسيح، لما المسيح له المجد قال:

    “فَدُفِعَ إِلَيْهِ سِفْرُ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ. وَلَمَّا فَتَحَ السِّفْرَ وَجَدَ الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ مَكْتُوبًا فِيهِ: «رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ، وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ».” (لو 4: 17-19).

    طيب اية المشكلة يا ميزو؟ المشكلة عنده أن الجزء اللي بيقول فيه المسيح له المجد “وللعمي بالبصر” مش موجود في النص العبري لسفر أشعياء (ده حسب كلام معاذ)، فإحنا عملنا إية؟

    فإحنا أثبنا خطأ كلامه بالتفصيل (راجع الموضوع هنا إن أحببت)، وكان من ضمن أدلة خطأ كلامه إننا أثبتنا إن الجزء “وللعمي بالبصر” موجود فعلا في النص العبري، ومش كدا وبس، دا بشهادة ترجمة (JPS) Jewish Publication Society of America اللي هي مسئولة عن ترجمة الكتاب المقدس العبري واصدار نسخة رسمية له تعبر عن النص العبري الماسوري، وكمان أثبتنا إن النص العبري فيه “وللعمي بالبصر” عن طريق المعاجم اللغوية، وحطينا أكتر من معجم لغوي… وكان الرد عليه قوي لدرجة إننا قلنا إن ردنا ده يعتبر “هدية لمعاذ” في عيد الأضحى.. والناس المسيحيين بدأوا يفضحوا جهله ويتريقوا عليه كمان زي ما واضح في الصورة:

    تعليق شخص عنده بيقول له إن النص العبري في ترجمة JPS فيه "وللعمي بالبصر"
    تعليق شخص عنده بيقول له إن النص العبري في ترجمة JPS فيه “وللعمي بالبصر”

     

    المهم، معاذ عمل اية؟

    قعد يفكر يفكر، إزاي يغلوش على الفضيحة بتاعته دي بأي شكل، لأن الموضوع مُحكم تماما ومقفول ومافيهوش ثغرة كعادة مواضيعنا في الردود عليه، فعمل اية ميزو؟

    قال إن ترجمة لجنة (JPS) Jewish Publication Society of America دي مش ترجمة أصلا من النص العبري!!!! ?? ولكنها مجرد نقل عن نسخة الملك جيمس الإنجليزية ? وبالتالي فمافيش أي قوة للاحتجاج بلجنة (JPS) Jewish Publication Society of America لأنها ماترجمتش النص العبري أصلا، لكنها نقلت من ترجمة انجليزية معروفة وقديمة عند الأمريكان! وراح حط صورة مكتوب فيها كلام بالانلجيزي، وقال ان الكلام ده بيؤكد كلامه هو، يعني يقصد أن الكلام اللي في الصورة اللي بالانجليزية دي بيأكد ان دي مش ترجمة، لكنها نقل لترجمة كينج جيمس الانجليزية. وبكدا يبقى هو قرطس المتابعين المغفلين بتوعه، لأنه عمليا مش هايقدر يرد علينا.

    ودي الصورة اللي هو بيستشهد بيها، ورجاء اقرأوا النص كويس جدا جدا جدا:

    تعليق شخص عنده بيقول له إن النص العبري في ترجمة JPS فيه "وللعمي بالبصر"
    تعليق شخص عنده بيقول له إن النص العبري في ترجمة JPS فيه “وللعمي بالبصر”

    المشكلة فين بقى؟

    أولا:

    المشكلة إن الصورة اللي هو جايبها والكلام الانجليزي اللي فيها مش بيقول أصلا إن لجنة (JPS) Jewish Publication Society of America أخذت الترجمة من ترجمة الملك جيمس الانجليزية، لكنها بتقول إن النسخة دي استخدمت بعض الألفاظ من اللغة الانجليزية القديمة archaic language لأنهم استعاروها من ترجمة الملك جيمس (ترجمة الملك جيمس قديمة فبتستخدم اللغة الإنجليزية القديمة) وحطوا أمثلة للألفاظ دي زي Shalt و thee و thou والألفاظ دي في الإنجليزية القديمة، لكن في الانجليزي الحديث بتكون shall و you، فأية علاقة الكلام ده بإن ترجمة JPS أخذت من ترجمة الملك جيمس؟ ده معناه إنه مش عارف يقرأ الصورة اللي هو جايبها أصلا، أو عارف يقرأ وبيدلس متعمد على المغفلين اللي عنده عشان ياخدوا منهم فلوس.

     

    ثانيا:

    معاذ عايز ينكر إن الترجمة دي تمت للنص العبري الماسوري عشان هو أصلا بيقول إن النص العبري الماسوري مافيهوش عبارة “وللعمي بالبصر”، طيب إحنا مش هانروح بعيد، إحنا هانثبت إن الترجمة اليهودية JPS هي ترجمة من النص العبري الماسوري، إزاي؟ كل اللي هانعمله اننا نقرأ عنوان الترجمة فقط!!! تخيلوا؟ معاذ مش عارف عنوان الترجمة!! مجرد قراءة العنوان مش عارفه..

    العنوان هو: The Holy Scriptures According to the Masoretic Text

    The Holy Scriptures According to the Masoretic Text
    The Holy Scriptures According to the Masoretic Text

     

    وللي مايعرفش الـMasoretic Text ده هو النص العبري الرسمي التقليدي. يعني تخيلوا، ميزو بيكذب على “الغلاااااااااف” بتاع الترجمة!!! تخيلوا إنه بيخدع متابعينه ويقول لهم ان الترجمة اليهودية دي اخدت ترجمة كينج جيمس، في حين إن الغلاااااف بيقول إن الترجمة من النص العبري الماسوري!!!!! هل في استغفال أكتر من كدا؟

     

    مش كدا وبس، إحنا هانثبت لكم من نفس الصورة اللي هو جابها إن الترجمة دي هي للنص العبري، مش ترجمة كينج جيمس ولا حاجة (ودا أصلا بديهي)، شوفوا الولد الكذاب حط الصورة دي:

    تعليق شخص عنده بيقول له إن النص العبري في ترجمة JPS فيه "وللعمي بالبصر"
    تعليق شخص عنده بيقول له إن النص العبري في ترجمة JPS فيه “وللعمي بالبصر”

    شايفين الجزء اللي هو ظلله بالأصفر ده؟ حلو، شوفوا الجزء اللي فوقيه على طول، هاتلاقوه بيقول حرفيا:

    This translation came to be known as the NJPS (New JPS) and the original 1917 translation as the OJPS (Old JPS). To date, the NJPS is the most widely read translation of the Hebrew (Jewish) Bible, and one of the world’s most “accessible and readable English Bibles.”[3]

    https://jps.org/books/holy-scriptures-tanakh-1917-edition

    تخيلوا الصورة اللي هو جايبها بنفسه مش عارف يقرأ الانجليزي اللي فيها، وبيقول عكس اللي الصورة بتقوله حرفيا! هم يقولوا Hebrew وهو يقول لأ، مش Hebrew ولا حاجة دي كينج جيمس بس متنكرة ?

    ثالثا: 

    الشيء المضحك جدا جدا، هو إننا لو أخدنا معاذ على قد عقله، ووافقناه إن ترجمة JPS أخذت من ترجمة الملك جيمس، فالمفروض إننا نلاقي إن ترجمة الملك جيمس هي كمان كاتبة “وللعمي بالبصر”!! صح؟ مش هو بيقول ان JPS واخدة من ترجمة الملك جيمس؟ يبقى المفروض نلاقي الترجمتين دول مكتوب فيهم “وللعمي بالبصر”، المفاجئة بقى اللي هو مايعرفهاش، إن ترجمة الملك جيمس مافيهاش أصلا “وللعمي بالبصر” فإزاي ترجمة JPS هاتكون واخدة منها أصلا؟ وها هي ترجمة الملك جيمس قدامكم عشان تتأكدوا بنفسكم:

    أشعياء 61: 1 ترجمة الملك جيمس
    أشعياء 61: 1 ترجمة الملك جيمس
    أشعياء 61: 1 ترجمة الملك جيمس
    أشعياء 61: 1 ترجمة الملك جيمس
    أشعياء 61: 1 ترجمة الملك جيمس
    أشعياء 61: 1 ترجمة الملك جيمس

    رابعا:

    هل في إنسان عاقل، أو حتى شبه عاقل، يقول إن في مترجمين، لما يجيو يعملوا ترجمة جديدة للكتاب المقدس العبري، يقوموا واخدين ترجمة موجودة أصلا بالفعل بنفس اللغة اللي هايترجموا ليها؟ إمال هم جايين يعملوا أية بقى اصلا؟! طيب ما يقولوا للناس إنها تقرأ من ترجمة الملك جيمس ع طول!

    اية لازمة ترجمة JPS أصلا لو إنها هاتنقل كل ترجمة الملك جيمس!! ما الترجمتين بالانجليزي!!! وده يوضح مستوى الـIQ عند معاذ، الولد يا عيني مش عارف يرد، فبيقول أي كلام مضحك.

     

    خامسا:

    إحنا في الرد الأساسي على شبهته، ما اكتفيناش بترجمة JPS وحدها لأ، احنا حطينا ترجمات تانية، وجيبنا معاجم اللغة العبرية اللي أثبتت كلامنا بالحرف الواحد وأثبتت كلام ترجمة اليهود JPS إن النص العبري فيه “وللعمي بالبصر” بالفعل، وده أصل الموضوع.. فالمفروض لو معاذ جريء ويقدر يرد على فريق اللاهوت الدفاعي، أنه يرد على المعاجم وكل الأدلة اللي موجودة في الموضوع!! لكن معاذ كذاب وهو عارف انه كذاب وبيعمل كدا عشان الكرونة السويدية.

     

    معاذ عليان حاول الرد على فريق اللاهوت الدفاعي فأدان نفسه وأظهر جهله باللغة الإنجليزية

  • عيدية معاذ عليان من فريق اللاهوت الدفاعي: “وللعمي بالبصر” (لوقا 4: 18) (أشعياء 61: 1-2) (أشعياء 42: 7)

    عيدية معاذ عليان من فريق اللاهوت الدفاعي: “وللعمي بالبصر” (لوقا 4: 18) (أشعياء 61: 1-2) (أشعياء 42: 7)

    عيدية معاذ عليان من فريق اللاهوت الدفاعي: “وللعمي بالبصر” (لوقا 4: 18) (أشعياء 61: 1-2) (أشعياء 42: 7)

    عيدية معاذ عليان من فريق اللاهوت الدفاعي: "وللعمي بالبصر" (لوقا 4: 18) (أشعياء 61: 1-2) (أشعياء 42: 7)
    عيدية معاذ عليان من فريق اللاهوت الدفاعي: “وللعمي بالبصر” (لوقا 4: 18) (أشعياء 61: 1-2) (أشعياء 42: 7)

    فهرس الردود على معاذ عليان – ميزو الكذاب في قبضة فريق اللاهوت الدفاعي

     

     

    أعزائنا متابعين فريق اللاهوت الدفاعي، أهلا بكم. اليوم معنا رد جديد وفريد للرد على أكاذيب ميزو الكذاب.. والرد سيكون بالعامية المصرية ليفهمه الجميع بسهولة وسلاسة.

    عيدية معاذ عليان من فريق اللاهوت الدفاعي: "وللعمي بالبصر" (لوقا 4: 18) (أشعياء 61: 1-2) (أشعياء 42: 7)
    عيدية معاذ عليان من فريق اللاهوت الدفاعي: “وللعمي بالبصر” (لوقا 4: 18) (أشعياء 61: 1-2) (أشعياء 42: 7)

    الولد معاذ زي ما واضح في الصورة بيطرح شبهة ساذجة جدا، لكن لجهله الشديد فهو فاكرها شبهة قوية لدرجة أنه بيحط لشبهته إختيارين على هواه، بحيث يكون هو المبتسم أخيرا.. وإحنا كفريق معروف عننا الكرم، ومعروف إننا هزارنا تقيل مع ميزو واللي زيه. فحابين إنهاردة نتقل الهزار العلمي مع ميزو شوية عشان العيدية توصل…

     

    أية الموضوع؟

    الموضوع أن معاذ بيقول إن مُعلمنا القديس لوقا البشير نقل كلام على لسان المسيح، لما المسيح له المجد قال:

    “فَدُفِعَ إِلَيْهِ سِفْرُ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ. وَلَمَّا فَتَحَ السِّفْرَ وَجَدَ الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ مَكْتُوبًا فِيهِ: «رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ، وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ».” (لو 4: 17-19).

    طيب اية المشكلة يا ميزو؟ المشكلة عنده أن الجزء اللي بيقول فيه المسيح له المجد “وللعمي بالبصر” مش موجود في النص العبري لسفر أشعياء (ده حسب كلام معاذ)، فالولد الشاطر النبيه ميزو قال لنا اختيارات كالآتي:

    1. يا إما الجزء [وللعمي بالبصر] هو جزء أصيل والمسيح قرأه، ودلوقتي مش موجود، وبالتالي فده تحريف بالنقص!
    2. يا إما الجزء [وللعمي بالبصر] هو جزء غير أصيل في النسخة اللي قرأ منها المسيح، وبالتالي النسخة اللي قرأ منها المسيح فيها تحريف بالزيادة…

    وهنا يشعر ميزو بالفخر أنه حط المسيحي بين خيارين أحلاهما مُر! وطبعًا الفريق أهل كرم، فإحنا هانقدم رد متكامل وميزو مش هايقدر يرد على ردودنا كالعادة.

     

    أولًا:

    هو مين اللي قال أن الجزء [وللعمي بالبصر] مش موجودة في سفر أشعياء أصلا؟!!!

    خلونا نحط النصين تحت بعض يمكن يشوف معاذ واللي زيه:

    لِتَفْتَحَ عُيُونَ الْعُمْيِ، لِتُخْرِجَ مِنَ الْحَبْسِ الْمَأْسُورِينَ، مِنْ بَيْتِ السِّجْنِ الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ.” (إش 42: 7).

    “«رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ،” (لو 4: 18).

     

    ونحطهم جنب بعض [لِتَفْتَحَ عُيُونَ الْعُمْيِ، لِتُخْرِجَ مِنَ الْحَبْسِ الْمَأْسُورِينَ] و[لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ]

    وبكدا نكون أثبتنا إن الجزء ده أصيل في النص العبري، وأنه موجود في سفر أشعياء اللي كان بيقرأ منه الرب يسوع المسيح.

     

    ثانيًا:

    من المعروف لكل من درس التراث اليهودي، أن هناك كتب للقراءات في المجامع اليهودية، تشبه كُتب القراءات في الكنيسة التقليدية بشكل عام والكنيسة المصرية بشكل خاص، مثل كتب أسبوع الآلام وكتب القراءات الكنسية اليومية مثل القطمارس والأجبية وغيرهم من الكتب.

    والكتب العبرية دي بتكون فيها ترتيب للصلوات والقراءات والنصوص بحيث تخدم الحدث واليوم والمناسبة، فيمكن أن تجد فيها نصوص من التوراة وتفسيرها أو كلمات إضافية للإيضاح أو دمج لنصوص من أكثر من مكان في السِفر الواحد أو من أكثر من سِفر، بحيث تُحقق الغرض منها لتعليم الشعب والوعظ.

    وبالتالي، فما هي المشكلة أن تكون النسخة التي كان يقرأ منها المسيح، نسخة للقراءات الهيكلية؟

     

     

    ثالثًا:

     لوقا البشير كان يكتب باللغة اليونانية في القرن الأول الميلادي، وكان بيكتب للأمم يعني غير اليهود، يعني اللي بيتكلموا أصلا باليوناني، وكمان اليهود نفسهم كان في جزء كبير منهم عارفين اللغة اليونانية، وطبعا يهود الشتات كانوا بيتكلموا يوناني لأن اللغة اليونانية كانت في الوقت ده لغة عالمية، زي الإنجليزي حاليا وأكتر.

    وكانت الترجمة السبعينية اليونانية منتشرة بين اليهود في إسرائيل وبين يهود الشتات وكانت الرسل يستخدمونها لأنها ترجمة يهودية ومش مسيحية، يعني اللي ترجمها اليهود بنفسهم، والجزء [وللعمي بالبصر] موجود طبعا في الترجمة اليونانية اللي ترجمها اليهود بنفسهم (وهانعرف سبب ترجمة الجزء ده [وللعمي بالبصر] في الترجمة السبعينية، وهل فعلا مش موجود في النص العبري الماسوري ولا لأ).

    والصورة هنا بتوضح التطابق النصي بين الترجمة السبعينية وبين كلمات القديس لوقا:

     

    يبقى كدا القديس لوقا اقتبس بالوحي من الترجمة اليونانية اللي ترجمها اليهود بنفسهم.

    المقطع موجود في الترجمة اليونانية السبعينية
    المقطع موجود في الترجمة اليونانية السبعينية

     

    رابعًا:

    ممكن ميزو هنا يجي ويقول لنا: تؤ تؤ تؤ طالما الجزء ده (وللعمي بالبصر) مش موجود في النص العبري، يبقى كدا الإنجيلي لوقا بيضيف بمزاجه على النص الماسوري، أو بيضيف بمزاجه على لسان المسيح.. وهنا بقى يتدخل فريق اللاهوت الدفاعي لإعطاء درس للولد معاذ.. ونفكره باللي قلناه قبل كدا: صعب عليك أن ترفس مناخس … يا ولد.

    نبدأ الحفلة:

    1. طيب لو القديس لوقا بيضيف الكلام ده بمزاجه، هل برضو اليهود قبل المسيح وقبل لوقا كانوا بيضيفوا الجزء ده بمزاجهم برضو؟ اليهود هم اللي ترجموا النص ده وترجموا فيه الجزء [وللعمي بالبصر καὶ τυφλοῖς ἀνάβλεψιν] بنفسهم! وياترى يا هل ترى: لية اليهود ترجموا الجزء ده؟ ومنين جابوه أصلا؟!!!
    2. طيب هل يا ترى اليهود القدامى هم فقط فقط اللي ترجموا النص ده في أشعياء بالشكل ده (اللي فيه “وللعمي بالبصر”)؟ ولا اليهود الحاليين؟ هنا نبدأ أول مفاجئة…

    ترجمة Jewish Publication Society of America:

    The spirit of the Lord GOD is upon me; because the Lord hath anointed me to bring good tidings unto the humble; He hath sent me to bind up the broken-hearted, to proclaim liberty to the captives, and the opening of the eyes to them that are bound; 2 To proclaim the year of the Lord’s good pleasure, and the day of vengeance of our God; to comfort all that mourn;

    Jewish Publication Society of America. 1917. Torah Nevi’im u-Khetuvim. The Holy Scriptures according to the Masoretic text. (Is 61:2). Jewish Publication Society of America: Philadelphia, PA

    نعم يا سادة، الجمعية اليهودية للنشر أصدرت هذه الترجمة بنفسها وقالت فيها عبارة and the opening of the eyes to them وهي نفس العبارة التي نقلها القديس لوقا، إذن فالآن لدينا الترجمة السبعينية وترجمة JPS ونص القديس لوقا! فإذا كان اليهود بنفسهم يترجمون النص بهذا الشكل، فهل هناك مشكلة؟

    1. لكن، هل هذه الترجمات فقط فقط التي ترجمت نص أشعياء 61: 1 بهذا الشكل ووضعت فيه “وللعمي بالبصر”؟ بالطبع لا، فشبهة ميزو كلها تقوم على المقارنة بين ترجمة عربية وحيدة وهي ترجمة فاندايك مع ترجمات أخرى، لكن سنورد هنا ترجمات ترجمت النص في العهد القديم وفيه هذا الجزء محل الحوار.

    ترجمة Amplified Bible:

    THE SPIRIT of the Lord God is upon me, because the Lord has anointed and qualified me to preach the Gospel of good tidings to the meek, the poor, and afflicted; He has sent me to bind up and heal the brokenhearted, to proclaim liberty to the [physical and spiritual] captives and the opening of the prison and of the eyes to those who are bound,

    The amplified Bible, containing the amplified Old Testament and the amplified New Testament. 1987 (Is 61:1). The Lockman Foundation: La Habra, CA

     

    ترجمة New Heart English Bible:

    The Spirit of the LORD is upon me, because he has anointed me to preach good news to the poor. He has sent me to bind up the brokenhearted, to proclaim liberty to the captives, and an opening of the eyes to the blind;

    ترجمة CLV:

    The spirit of My Lord Yahweh is on Me, because Yahweh anoints Me to bear tidings to the humble. He sends Me to bind up the broken hearted, to herald to captives, liberty, and, to the blind, the unclosing of the eyes, and, to the bound, to take the jubilee,

    وبكدا نكون عرفنا أن الجزء [وللعمي بالبصر] موجود فعلا في النص العبري، بشهادة اليهود قديما وحديثا وشهادة أكتر من ترجمة.

     

    خامسا: مين اللي قال لك أصلا أن النص العبري مافيهوش الجزء ده؟!

    في هامش ترجمة ESV للنص ده، بيقول:

    Or the opening [of the eyes] to those who are blind; Septuagint and recovery of sight to the blind[1]

    فهنا في ترجمة بديلة للنص العبرية بتقول: “فاتحا [أعين] العمي”..

    فمن أين جاء مترجمو ESV ومترجمو السبعينية وJPS بهذا المعنى من النص العبري؟ إنه من الكلمة المركبة פְּקַח־קוֹחַ وتُنطق “بكح-كوح”.. فهذه الكلمة تأتي بمعنى “فتح الأعين” و”فتح الآذان” أي فتح الأعين لترى النور أو الحرية، وفتح الآذان لتسمع للحق مثلا، أي تأتي بمعنى التحول من حال إلى حال. وهذا هو المعنى الذي فهمه مترجمو الترجمة السبعينية ومترجموا JPS وغيرهما، وهذا هو المعنى التقليدي للكلمة، ولهذا استخدمه المترجمون اليهود قبل الميلاد.

     

    الترجمة العبرية اليونانية بين السطور - عمانوئيل توف
    الترجمة العبرية اليونانية بين السطور – عمانوئيل توف[2]

    6495 פְּקַח־קֹוחַ, קֹוחַ [pâqach-qowach /pek·akh·ko·akh/] n m. From 6491 redoubled; TWOT 1803b; GK 7223 and 7751; AV translates as “opening of the prison” once. 1 opening (of eyes), wide.[3]

     

    1. פְּקַח־קוֹחַ peqaḥ-qôaḥ: A masculine noun indicating an opening; a release from captivity. This phrase means literally, opening of vision as eyesight. In context it indicates the freeing of those who had been bound (Isa. 61:1).[4]

    פְּקַח־קוֹחַ: opening (of eyesight) Is 61:1. [5]

     

    [7223] פְּקַח־קוֹחַ peqaḥ-qôaḥ 1x opening (of eyesight); some sources: opening a prison house to release prisoners [6495][6]

     

    7223 פְּקַח־קֹוחַ (peqǎḥ-∙qôa): n.[masc.]; ≡ Str 6495; TWOT 1803b—LN 37.127–37.138 release, formally, opening, i.e., the freeing of a prisoner from another’s control, implying a coming into a lighted area (Isa 61:1+), note: some sources more specifically give meaning as “recovery of sight” for blind, see also domain LN 24.42[7]

     

    פְּקַח־קוֹחַ, rd. פְּקַחְקוֹחַ n.[m.] opening (of eyes; prop. wide, or complete, opening); fig. of freeing fr. dark prison.[8]

     

    ومن ضمن معانيها “فتح الأسر” بشكل رمزي، أي “التحرير”، وهنا سيكون التحرير من الأسر بفتح الأعين، أو بكلمات أخرى، سيكون المعنى: فتح أعين المأسورين ليروا النور (بعد تحريرهم من الأسر).

    The phrase פְּקַח־קוֹחַ, opening [of eyesight], appears in Isa 61:1, in which God’s Servant says of his ministry, “the Lord has anointed me to … release from darkness the prisoners” (NIV, cf. Luke 4:18).[9]

     

    פְּקַח־קוֹחַ S6495 TWOT1803b GK7223, read פְּקַחְקוֹחַ n.[m.] opening (of eyes; cf. Comm., Ges§ 85 n, proposes wide, or complete, opening);—לַאֲסוּרִים Is 61:1, fig. of freeing from dark prison; but G CheHpt. read לְעִוְרִים, cf. Di-Kit.[10]

     

    ولكي نعطي دليلا واضحًا على صحة المعنى الذي ذهب إليه مترجمو السبعينية قديما وأصحاب ترجمة JPS، وبالتالي المعنى الذي اقتبسه القديس لوقا، دعونا نلقي نظرة على المقطعين الأخيرين من (أشعياء 61: 1) لتظهر لحضراتكم أن المعنى بهذا الشكل يدل على المعنى الذي ترجمه مترجمو السبعينية ومترجمو ترجمة JPS:

     

    ها هو النص كاملا: “رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ، وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ.” (إش 61: 1).

     

    وبالتحديد نريد التركيز على العبارات: لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ، وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ.

     

    ولو لاحظنا سنجد هنا تكرارا لا يقدم معنىً جديدًا، حيث أن “المسبيين” هم “المأسورين” وحين أن “العتق” هو “الإطلاق”. ولنضع العبارتان بشكل رأسي لكي يتضع المقصد:

     

    لأُنَادِيَ:

    لِلْمَسْبِيِّينَ  بِالْعِتْقِ

    لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ

     

    وهذا التطابق سببه أن ترجمة فاندايك لم تترجم الجزء الثاني (للمأسورين بالإطلاق) كما كان يفهمه اليهود وكما ترجمته ترجمة JPS وكما هو واضح لغويا حسب الاستخدام الشائع قديمًا، فنتج عن هذا تكرارا لا يفيد معنى جديد.

     

    يقول فاوست وديفد براون:

    فتح السجن] الأدق في اللغة العبرية هو “الفتح الكامل للعيون المقيدة” أي الخلاص من السجن. لأن الأسرى كما لو كانوا أصابهم العمى من ظلام السجن (أشعياء 14: 17؛ 35: 5؛ 42: 7). وهذا هو الفهم الذي فهمه لوقا والسبعينية. [11]

     

     

    وفي النهاية، نلخص الرد كاملا:

    ترجم اليهود النص العبري بالمعنى الذي اقتبسه القديس لوقا، وكانت القراءات العبرية في المجامع تكون من كتب خاصة للقراءات الهيكلية وليس فقط الأسفار المقدسة بترتيبها المعروف في العهد القديم، كما أن اليهود قديما وحديثا قد فهموا كلام أشعياء العبري بنفس الفهم الذي نقله لوقا عن الرب يسوع المسيح وهذا المعنى هو الأدق لغويا أيضًا، والذي يحقق ترادف في المعنى بين العبارتين الأخيرتين في نص أشعياء [لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ] و[ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ].

     

    وفي النهاية، إحنا عارفين إن ميزو مش هايفهم الكلام ده ولا حتى يحب يفهمه، لأن هدفه التدليس والكذب الصريح على المسيحين وليس الدراسة. بس إحنا حبينا نوضح لحضراتكم، عشان تعرفوا فارق المستوى بين أعضاء فريق اللاهوت الدفاعي، وبين مدعي العلم ميزو الكذاب. وإحنا ماحبيناش نطول في الرد عشان عارفين ان ميزو كدا كدا مش هايفهم الكلام ده، لكن مجهزين له هدايا على أي حاجة تيجي في خياله 🙂 

    وفي النهاية نسأل السؤال المعتاد بتاعنا: هل يجرؤ ميزو أنه يرد علينا؟ فين الجرأة يا ميزو؟

     

     

    [1]The Holy Bible: English Standard Version. 2001. Standard Bible Society: Wheaton

    [2]Tov, E., Computer Assisted Tools for Septuagint Studies, & Computer Assisted Tools for Septuagint Studies. 2003. The parallel aligned Hebrew-Aramaic and Greek texts of Jewish Scripture (Is 61:1). Logos Research Systems, Inc.: Bellingham, WA

    n n: noun

    m m: masculine

    TWOT Theological Wordbook of the Old Testament

    GK Goodrick-Kohlenberger

    AV Authorized Version

    [3]Strong, J. 1996. The exhaustive concordance of the Bible : Showing every word of the text of the common English version of the canonical books, and every occurrence of each word in regular order. (electronic ed.) (H6495). Woodside Bible Fellowship.: Ontario

    [4]Baker, W. 2003, c2002. The complete word study dictionary : Old Testament (915). AMG Publishers: Chattanooga, TN

    † all undisputed instances have been cited (see Introduction)

    [5]Holladay, W. L., Köhler, L., & Köhler, L. 1971. A concise Hebrew and Aramaic lexicon of the Old Testament. (296). Brill: Leiden

    [6]Mounce, W. D. 2006. Mounce’s Complete Expository Dictionary of Old & New Testament Words (1022). Zondervan: Grand Rapids, MI

    1. noun, or nouns

    masc. masculine

    Str Strong’s Lexicon

    TWOT Theological Wordbook of the Old Testament

    LN Louw-Nida Greek-English Lexicon

    + I have cited every reference in regard to this lexeme discussed under this definition.

    [7]Swanson, J. 1997. Dictionary of Biblical Languages with Semantic Domains : Hebrew (Old Testament) (electronic ed.) (DBLH 7223). Logos Research Systems, Inc.: Oak Harbor

    1. read
    2. nomen, noun
    3. masculine

    fig. figurative

    1. from

    [8]Whitaker, R., Brown, F., Driver, S. (. R., & Briggs, C. A. (. A. 1997, c1906. The Abridged Brown-Driver-Briggs Hebrew-English Lexicon of the Old Testament : From A Hebrew and English Lexicon of the Old Testament by Francis Brown, S.R. Driver and Charles Briggs, based on the lexicon of Wilhelm Gesenius. Edited by Richard Whitaker (Princeton Theological Seminary). Text provided by Princeton Theological Seminary. (824.2). Logos Research Systems, Inc.: Oak Harbor WA

    NIV New International Version

    [9]VanGemeren, W. 1998. New international dictionary of Old Testament theology & exegesis (3:666). Zondervan Publishing House: Grand Rapids, MI

    † prefixed, or added, or both, indicates ‘All passages cited.’

    S Strong’s Concordance

    TWOT Theological Wordbook of the Old Testament.

    GK Goodrick/Kohlenberger numbering system of the NIV Exhaustive Condordance.

    1. nomen, noun.
    2. masculine.
    3. confer, compare.

    Comm. Commentary, Commentaries, Commentators.

    Ges W. Gesenius, Heb. Gram. ed. by Kautzsch;

    fig. figurative.

    G Greek version of the LXX.

    Che T. K. Cheyene, Isaiah, in Hpt.’s sacred Books of the O. T. (‘Polychrome Bible’), Eng. Trans., and Heb. Text

    Di-Kit Di, Jesaia, ed. Kit

    [10]Brown, F., Driver, S. R., & Briggs, C. A. 2000. Enhanced Brown-Driver-Briggs Hebrew and English Lexicon. Strong’s, TWOT, and GK references Copyright 2000 by Logos Research Systems, Inc. (electronic ed.) (824). Logos Research Systems: Oak Harbor, WA

    [11]Jamieson, R., Fausset, A. R., Fausset, A. R., Brown, D., & Brown, D. 1997. A commentary, critical and explanatory, on the Old and New Testaments. On spine: Critical and explanatory commentary. (Is 61:1). Logos Research Systems, Inc.: Oak Harbor, WA [opening of the prison—The Hebrew rather is, “the most complete opening,” namely, of the eyes to them that are bound, that is, deliverance from prison, for captives are as it were blind in the darkness of prison (Is 14:17; 35:5; 42:7) [Ewald]. So Lu 4:18 and the Septuagint interpret it; Lu 4:18, under inspiration, adds to this, for the fuller explanation of the single clause in the Hebrew, “to set at liberty them that are bruised”; thus expressing the double “opening” implied; namely, that of the eyes (Jn 9:39), and that of the prison (Ro 6:18 Heb 2:15). His miracles were acted parables.]

    عيدية معاذ عليان من فريق اللاهوت الدفاعي: “وللعمي بالبصر” (لوقا 4: 18) (أشعياء 61: 1-2) (أشعياء 42: 7)

  • معاذ عليان يُدلس على البابا شنودة وشاب مسيحي يفضح كذبه

    معاذ عليان يُدلس على البابا شنودة وشاب مسيحي يفضح كذبه

    معاذ عليان يُدلس على البابا شنودة وشاب مسيحي يفضح كذبه
    معاذ عليان يُدلس على البابا شنودة وشاب مسيحي يفضح كذبه
  • محمود داود يتهرب من فريق اللاهوت الدفاعي في موضوع “علم الساعة” – تحدي دائم

    محمود داود يتهرب من فريق اللاهوت الدفاعي في موضوع “علم الساعة” – تحدي دائم

    محمود داود يتهرب من فريق اللاهوت الدفاعي في موضوع “علم الساعة” – تحدي دائم

    محمود داود يتهرب من فريق اللاهوت الدفاعي في موضوع "علم الساعة" - تحدي دائم
    محمود داود يتهرب من فريق اللاهوت الدفاعي في موضوع “علم الساعة” – تحدي دائم

    سلام ملك السلام مع جميعكم

    شبهة اليوم يقدمها الأخ ميمو، وهي شبهة قديمة رد عليها الآباء قديما وحديثا، لكن كما تعودنا من ميمو فهو يحب أن يضيف لمسته الخاصة لكي يغلق الطريق على جميع المدافعين الذين يردون عليه، وهو يظن أنه قادر على هذا في مواجهة المسيحيين، وكنا قد أثبتنا فشله مرات كثيرة وتحديناه أن يرد علينا فلم يرد.

    وشبهته بإختصار متعلقة بكلام الرب يسوع المسيح عن عدم علمه بالساعة، حيث جاء:

    “«وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ، وَلاَ الابْنُ، إِلاَّ الآبُ.” (مر 13: 32).
    “«وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ، إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ.” (مت 24: 36).
     
    ودعونا نلخص الشبهة كما يطرحها ميمو، حيث أنه يظن انه طرح فكرة جديدة، والشبهة بإختصار أن ميمو يقول أن في الآيتين النص يقول “ولا الإبن” وهذه الكلمة تعبر عن اللاهوت، أي كلمة الإبن، وليس عن الناسوت، بدليل أننا نقول “بإسم الآب والإبن والروح القدس” وبالتالي فلا يمكن أن نقول الرد التقليدي أن المسيح هنا كان يتكلم حسب الناسوت وليس حسب اللاهوت. وهنا يظن ميمو أنه قد دحض الرد المسيحي الآبائي ثم تتعالى صيحات الانتصار…
     
    ودعونا نشرح اعتراضه بلغة عامية وبطريقة حوارية لكي تفهموا كيف يرد على الردود التقليدية المعروفة..
     
    – إزاي المسيحيين بيجاوبوا على النص ده؟
    = بنقول إن المسيح كان بيتكلم هنا بحسب الطبيعة البشرية، فهو بطبيعته البشرية لا يعلم اليوم ولا الساعة، لكن بطبيعته اللاهوتية يعرف بالطبع بل أنه هو الذي سيدين

     
    – طيب ميمو بيرد إزاي على الرد ده؟
    = بيقول إن الرد ده غلط، لية؟ لأن النص بيقول كلمة “الإبن” والكلمة دي بتشير إلى اللاهوت، بدليل أن المعمودية بتكون بإسم الآب والإبن،
    وكمان احنا بنقول “بإسم الآب والإبن” وده معناه إن كلمة “الإبن” ليها مدليل ألوهي، يعني بتعبر عن أقنوم الإبن (اللاهوت) مش الناسوت،
    وبالتالي فالرد ده غلط لأن النص بيقول “ولا الإبن” يبقى إزاي الإبن مش عارف اليوم ولا الساعة؟

     
    حلو الكلام؟ حلو
     
    قبل ما نرد على ميمو، هانقول له كلمة لازم يكون عارفها وهو بيكلم مسيحيين وبالأخص المدافعين: علم اللاهوت لا يكيل بالباذنجان!صعب عليك أن ترفس مناخس… أنت صغير جدا وعلوم اللاهوت المسيحية دقيقة جدا.
     
    طيب أية الغلطة اللي وقع فيها الحج ميزو، لأنه مش عارف اللاهوت المسيحي.
     
     
    الكتاب المقدس عشان يعبر عن إتحاد اللاهوت بالناسوت، الإتحاد الكامل الحقيقي والمعجزي، فبيستخدم الألفاظ اللي في بتبان في ظاهرها إنها تعبر عن اللاهوت وينسب لها أمور للناسوت، والعكس صحيح.
    بيستخدم ألفاظ بتبان في ظاهرها إنها بتعبر عن الناسوت، وينسب لها أمور اللاهوت.
     
    يعني أية؟ 
    مثلا، لفظ زي “الإبن” أو لفظ “رئيس الحياة” أو لفظ “إبن الله” لما نقرأهم، هايوصل لنا معنى أية؟ أن دول ألفاظ لاهوتية بتعبر عن لاهوت المسيح، أو بتتكلم عن الألوهية بشكل عام، صح؟ صح
    طيب لفظ زي “إبن الإنسان” مثلا؟ لما بنقرأه بسطحية هايتفهم منه أنه لفظ يدل على “ناسوت المسيح” أو “إنسانية المسيح” أو “الطبيعة البشرية” للمسيح، صح؟ صح
     
    طيب جميل جدا، الكتاب المقدس بقى في مرات كتيرة جدا بيستخدم الألفاظ اللي بتدل حسب الظاهر عن اللاهوت في أمور الناسوت، وبيستخدم الألفاظ اللي بتدل حسب الظاهر عن الناسوت في أمور اللاهوت! يعني بشكل عكسي!
    طيب اية السبب؟ عشان يبين لنا ان اتحاد طبيعتي المسيح إتحاد قوي جدا ومعجزي وحقيقي…
     
     
    طيب ما يمكن أنا بقول الكلام ده عشان مش عارف أرد على ميمو، فبقول الكلام ده من عندي جدعنة كدا، لكن مفيش الكلام ده في الكتاب المقدس!؟
     
    يبقى شوفوا النصوص بنفسكم عشان نشوف بعينينا
     
     
    الألفاظ البشرية بحسب الظاهر (لقب “إبن الإنسان” كمثال):

    Mat 12:8  فإن ابن الإنسان هو رب السبت أيضا».

    Mat 13:41  يرسل ابن الإنسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم

    Mat 16:27  فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله.

    Mat 24:30  وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء. وحينئذ تنوح جميع قبائل الأرض ويبصرون ابن الإنسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير.

    Mat 25:31 «ومتى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده.

    Joh 3:13 وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان.

    Joh 6:62 فإن رأيتم ابن الإنسان صاعدا إلى حيث كان أولا!

    “وَلكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لابْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا». قَالَ لِلْمَفْلُوجِ:” (مر 2: 10).
     
    وزي ما شايفين من النصوص الكثيرة، أن إبن الإنسان واللي هو حسب الظاهر لفظ يشير للطبيعة البشرية، لكن النصوص بتقول عنه أية؟ بتقول عنه أنه “رب السبت” وأنه “بيرسل ملائكته” و”سيأتي في مجد أبيه على السحاب” وإنه نزل من السماء وأنه كان موجود في السماء أصلا قبل نزوله، وأنه بيغفر الخطايا، ودي كلها مع بعض صفات إلهية.
    والسبب في كدا أن الكتاب المقدس عشان يشير لطبيعة المسيح اللي هي من طبيعتين متحدتين (اللاهوت والناسوت) فبيستخدم صفات الطبيعة البشرية وينسبها للطبيعة اللاهوتية، والعكس صحيح.
     

    الألفاظ الإلهية:

    لقب “إبن الله”

    Heb 6:6 وسقطوا، لا يمكن تجديدهم أيضا للتوبة، إذ هم يصلبون لأنفسهم ابن الله ثانية ويشهرونه.

    زي ما شايفين هنا، الكتاب بينسب الصلب للقب “إبن الله” مع أن حسب ظاهر النص بيكون مفهوم إن إبن الله ده الأقنوم الثاني، وبالتالي هو لاهوت. وده بسبب عقيدة الاتحاد.
     
    لقب “رئيس الحياة”
    وَرَئِيسُ الْحَيَاةِ قَتَلْتُمُوهُ، الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَنَحْنُ شُهُودٌ لِذلِكَ.” (أع 3: 15).
     
     
    وهنا لو سألنا “مين هو رئيس الحياة”؟ هل هي الطبيعة البشرية أم اللاهوت (الله)؟ بالتأكيد “الله” لكن النص هنا بينسب القتل لرئيس الحياة على الرغم من أن اللاهوت لم ولا يُقتل أصلا، لكن بسبب الاتحاد بين الطبيعتين، فالكتاب بيستخدم الألفاظ بشكل معاكس مع النظرة السطحية لكل لفظ.
     
     
    وطبعا النص اللي ميمو بيستشهد بيه، فيه نفس الفكرة، النص بيستخدم لفظ “الإبن” اللي في ظاهره بيكون تعبيرا عن اللاهوت، لكن بينسب له عدم العلم، مع إن صفة عدم العلم نفسها هي للطبيعة البشرية زي ما قال آباء الكنيسة قديما وحديثا.. وبكدا نكون ردينا على شبهة ميمو ببساطة شديدة..
     
     
    بس طبعا، حبيبنا ميمو زي ما بيسأل عن “عِلم المسيح” إحنا برضو هانسأله عن “عِلم” إلهه، مش دي الأصول برضو يا ميمو انك تتكلم عن دينك قبل ما تتكلم عن دين غيرك؟
     
    عموما، النص القرآني:

    ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (٦٥) الْآنَ ‌خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (٦٦)﴾ [الأنفال: 65-66] 

    الله كان بيكلم رسول الاسلام وبيقول له “حرض المؤمنين على القتال” لو في 20 هايغلبوا 200، ولو فيكم 100 هايغلبوا 1000 يعني كل 1 هايغلب 10 كنِسبة وتناسب، حلو؟ حلو
    وبعد ما المسلمين اتقتل منهم ناس كتير بالنسبة دي (20 يغلبوا 200)، فالله قال أية بقى؟ ونركز هنا:
    الله قال “الآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآن خفف … وعلم أن فيكم ضعفا”
     
    يعني بعد النسبة الأولى (20:200) دلوقتي دلوقتي دلوقتي الله عِرف أن فيهم ضعف، فعمل اية؟
    خلى النسبة تكون كام؟ خلاها 100 يغلبوا 200، يعني نسبة 1:2 بعد ما كانت 1:10!!!!
     
    يعني هنا معانا نفس اللفظ اللي موجود مع المسيح (لا يعلم بهما أحد) فالله في القرآن هنا بيقول “علم” برضو! نفس اللفظ سبحان الله!
    ومعانا ظرف زماني وهو: الآآآآآن…
     
    يعني دلوقتي بس الله عرف ان المسلمين فيهم ضعفا، وبالتالي غيّر النسبة من 1:10 إلى 1:2!!
    يعني معانا دليل حرفي نصي، ومعانا دليل عملي على أن الله في البداية ماكنش يعرف أن فيهم ضعف، وعشان كدا لما عرف ان فيهم ضعف، غير النسبة لـ100:200…
     
     
    تقدر ترد يا ميمو من داخل النص نفسه؟

     

    لقب “إبن الانسان”

    Mat 12:8  فإن ابن الإنسان هو رب السبت أيضا».

    Mat 13:41  يرسل ابن الإنسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم

    Mat 16:27  فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله.

    Mat 24:30  وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء. وحينئذ تنوح جميع قبائل الأرض ويبصرون ابن الإنسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير.

    Mat 25:31 «ومتى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده.

    Mar 8:38 لأن من استحى بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ فإن ابن الإنسان يستحي به متى جاء بمجد أبيه مع الملائكة القديسين».

    Joh 3:13 وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان.

    Joh 6:62 فإن رأيتم ابن الإنسان صاعدا إلى حيث كان أولا!

    محمود داود يتهرب من فريق اللاهوت الدفاعي في موضوع “علم الساعة” – تحدي دائم

  • القبض على معاذ عليان مدلسا على القديس غريغوريوس النزينزي ? – فريق اللاهوت الدفاعي: تربية، تأهيل، اصلاح

    القبض على معاذ عليان مدلسا على القديس غريغوريوس النزينزي ? – فريق اللاهوت الدفاعي: تربية، تأهيل، اصلاح

    القبض على معاذ عليان مدلسا على القديس غريغوريوس النزينزي ? – فريق اللاهوت الدفاعي: تربية، تأهيل، اصلاح

    معاذ عليان، أو كما يسميه البعض #ميزو_الكذاب، هو ماكينة كذب متحركة، يكذب كلما تكلم!! واليوم، مع كذبة صريحة من كذباته، لا يمكن لأي مدافع عنه أن يتكلم بعدها، كذبة مباشرة في حق القديس غريغوريوس النزينزي…

    أية الموضوع؟

    الكذاب معاذ جاب الصورة دي 

    القبض على معاذ عليان مدلسا على القديس غريغوريوس النزينزي - فريق اللاهوت الدفاعي: تربية، تأهيل، اصلاح
    القبض على معاذ عليان مدلسا على القديس غريغوريوس النزينزي – فريق اللاهوت الدفاعي: تربية، تأهيل، اصلاح

     

     

    وبيقول: أهو بصو يا نصارى يا وحشين، غريغوريوس النزينزي بيعترف أنه بيعبد ثلاث آلهه…. وبيقول “نجد الثلاثة الذين نعبدهم”، شوفتوا بقى يا نصارى يا كوووووفاررر إنكم بتعبدوا 3 آلهه يا وحشين يا كخة؟ أهو إعتراف صرريييييح.

     

    وتعالوا نسمع قال أية أذكى اخواته… عشان ماحدش يقول أنه ما قالش الكلام الفارغ الكوميدي اللي قاله.

     

    أهو سمعنا كلنا أنه فسر عبارة “نجد الثلاثة الذين نعبدهم” أن الـ3 دول 3 آلهه، حلو؟

    طب مايمشيش معاك أنهم 3 أقانيم يعني يا ميزو؟ تؤ تؤ تؤ، هم  ثلاث آلهه….

     

    أصل لو هم 3 أقانيم، يبقى ميزو عمل اية؟ ما المسيحيين بيقولوا كدا بنفسهم لحد دلوقتي فعلا، أية الجديد؟ فميزو المضحك عايز يجيب اقتباس اننا بنعبد 3 آلهه… تخيلوا؟

     

    وإحنا كل اللي هانعمله، حاجة بسيطة خالص جدا جدا جدا. هو ميزو عايز يثبت أية؟ إننا بنعبد 3 آلهه من كلام غريغوريوس النزينزي، صح؟ صح. 

    طيب أية رأيكم لو جيبنا كلام حرفي صريح ومباشر للقديس غريغوريوس بنفسه بيقول إننا مش بنعبد إلااااااا إلــــــه وااااااااااااااحد؟ 

    مش كدا وبس، لأ، دا احنا هانجيب كلام القديس اغريغوريوس ده من نفس الكتاب اللي ميزو استشهد بيه،

    ومش بس كدا، ده من نفس الاقتباس اللي ميزو استشهد بيه، عشان نوريكم إزاي شخص زي ده جاهل، بيستغفل متابعينه اللي بيصدقوه وبياكل بعقلهم حلاوة

    يلا بينا؟

     

    ميزو استشهد بصفحة 150، واحنا هانستشهد بالصفحة اللي قبلها ع طول، في نفس الإقتباس، شوفوا بقى القديس اغريغوريوس بيقول اية بنفسه:

    ليس لنا نحن إلا إله واحد
    ليس لنا نحن إلا إله واحد

    أهو نكبرها عشان معاذ نظره ضعيف شويتين تلاتة:

    ليس لنا نحن إلا إله واحد

    ليس لنا نحن إلا إله واحد

    ليس لنا نحن إلا إله واحد

    ليس لنا نحن إلا إله واحد

    ليس لنا نحن إلا إله واحد

     

    لينا كام إله يا ميزو يا كذاب؟ إتنين؟ طب تلاتة؟ طب أربعة؟ طب خمسة؟

    اتعلم من كلام سيدك القديس غريغوريوس وهو بيقول لك: ليس لنا نحن إلا إله واحد

     

    والقاعدة بتقول أية يا ميزو؟ لا اجتهاد مع نص، وأهو النص قدامك لو بتعرف تقرأ وبتشوف كويس، إله واحد يا ميزو يا كذاب، مش 3 يعني..

    فهنا نلاقي القديس بيقول أن لينا إله واحد (مش تلاتة) لأن الألوهة واحدة. يعني الجوهر الإلهي واحد. إمال أية التلاتة يا ميزو يا كذاب؟ الأقانيم.

    نشوف القديس غريغوريوس بيرد حرفيا على “وهم” ميزو الكذاب

    لكي لا يتوهم المتوهم أن هنالك تعدد آلهة
    لكي لا يتوهم المتوهم أن هنالك تعدد آلهة

    طب يمكن ده كلامنا احنا انهاردة عشان نضحك عليك إكمنك عيل صغير وكدا؟ لأ أبسليوتلي، ده كلام القديس غريغوريوس نفسه وفي نفس الكتاب يا ميزو يا كذاب، وتعالوا نشوف

    الأقانيم الثلاثة واحد في الألوهة
    الأقانيم الثلاثة واحد في الألوهة

     

    أهو، القديس اغريغوريوس النزينزي بيقول “ميزة الأقانيم …في الطبيعة الواحدة” وبيقول “الثلاثة واحد ف الألوهة”

    يبقى تعالى نعلمك لفريق اللاهوت الدفاعي يعلمك يا ميزو:

    الثلاثة = أقانيم

    الواحد = إله = الألوهة = الطبيعة = اللاهوت

    وخلي بالك اننا مش بندوس عليك جامد، لكن بنوريك جهلك من نفس الكتاب اللي انت جيبته عشان نرأف بحالك.

     

    طب يمكن القديس غريغوريوس النزينزي قال اننا بنعبد إله واحد فقط، مرة والسلام؟ لأ، تعالوا نشوف من نفس الكتاب:

    إله واحد
    إله واحد
    ثلاثة أقانيم في لاهوت واحد
    ثلاثة أقانيم في لاهوت واحد

     

    ثلاثة أقانيم في لاهوت واحد

    ثلاثة أقانيم في لاهوت واحد

    ثلاثة أقانيم في لاهوت واحد

    ثلاثة أقانيم في لاهوت واحد

    ثلاثة أقانيم في لاهوت واحد

     

     

    مش ثلاثة آلهه يا معاذ، يبقى “الثلاثة الذين نعبدهم” أية يا ميزو يا كذاب؟

    أهو، بيقول حرفيا “إله واحد”! إزاي يجي ميزو الكذاب ويقول أن القديس بيقول “الثلاثة الذين نعبدهم” يعني 3 آلهه! والقديس نفسه بيقول أكتر من مرة في نفس الكتاب ونفس الاقتباس: ليس لنا نحن إلا إله واحد؟!!!! عرفتوا إن ميزو بلاص في اللاهوت وبيكذب على متابعينه؟

     

    وعشان تشوفوا ميزو قد أية مدلس وكذاب، تعالوا نشوف كلام القديس غريغوريوس ونشوف كلام ميزو الكذاب

    شوفوا واحكموا بنفسكم

    وهانعمل زوووم عشان الكلمة تكون واضحة

     

    شايفين النص بيقول أية، والمدلس بيقول أية في نفس الوقت؟ شايفين بيستغفلوا متابعينهم إزاي؟ النص بيقول “إله واحد” وميزو الكذاب بيقرأ النص ويقول “بس في 3 آلهه”!!!

    فين قال القديس أن في 3 آلهه!! دا في الكلمة اللي قبلها ع طول بيقول “إله واحد“! هل يقدر معاذ الكذاب أنه يرد على الكلام ده بعد الفضيحة دي؟ لأ، هايهرب كعادته.

     

    طبعا انتم فاكرين إن كدا الهدية خلصت؟ لأ طبعا، ودي تيجي؟ فريق اللاهوت الدفاعي، هداياه كبيرة.

     

    لحد دلوقتي احنا اثبتنا بالدليل والبرهان وبالنصوص الصريحة أن ميزو، يا إما أعمى البصر والبصيرة (لأنه بيقول كلام عكس اللي مكتوب قدامه) يا إما متعمد الكذب على متابعينه يعني مدلس.

     

    دلوقتي بقى تعالوا نشوف ميزو الكذاب إزاي جاهل بأبجديات المسيحية، وإنه فضح نفسه بنفسه.

    المفروض أن الثالوث المسيحي كما يعرفه المسيحيون هو “طبيعة/ألوهة/جوهر/إله/لاهوت/ واحد وثلاثة أقانيم فيه” وكلمة أقنوم هانعتبرها “شخص” إلهي (وده يختلف عن معنى كلمة “شخص” البشري، زي ما كلمة “يد الله” في القرآن لا تعني اليد البشرية مثلا).

     

    تعالوا نشوف فضيحة ميزو ونرجع نشرح الخطأ اللي وقع فيه.

     

    ميزو لما حب يضرب لنا مثال عن “ألوهة واحدة” قال إن زي “الجنس البشري” واحد، لكن في “أشخاص” — وركزوا هنا على كلمة “أشخاص” لأنها نفس الكلمة اللي المفروض يستخدمها عن الأقانيم.

    لكن لما جه يتكلم عن “الألوهة” لقى كلام القديس اغريغوريوس زنقه وحطه في خانة اليك، فلقى نفسه مش عارف يضرب مثال صحيح في حالة كلام القديس، فقال أية أذكى أخواته؟

    فإستخدم نفس الكلمة، استخدم “الألوهة” و”إله”… لكن الصحيح أنه يقول “الألوهة” واحدة و”3 أشخاص”/”3أقانيم”

    يعني المفروض يكون التماثل كدا (ركزوا في الألوان):

    الجنس البشري // الألوهة

    أشخاص (بَشَر) // أشخاص (أقانيم)

     

    لكن أذكى اخواته غير كلمة “أشخاص/أقانيم” إلى “آلهه” رغم ان القديس بيقول “إله واحد” لأنه أصلا عايز يثبت حاجة في دماغه ومش موجودة في كلام القديس غريغوريوس، فقال “آلهه كثيرين” في نفس الوقت اللي القديس اغريغوريوس بيقول فيه “ليس لنا نحن إلا إله واحد”!!!

     

    وآخر سؤال: هل يقدر ميزو الكذاب أنه يرد على كذبه وتدليسته المتعمد والكلام ضد الكتاب اللي بيقرأه؟

     

    بس كدا يا ميزو، بالشفا يا حبيبي … كل شبهة وانت طيب، وكل علقة وانت بخير..

    القبض على معاذ عليان مدلسا على القديس غريغوريوس النزينزي - فريق اللاهوت الدفاعي: تربية، تأهيل، اصلاح
    القبض على معاذ عليان مدلسا على القديس غريغوريوس النزينزي – فريق اللاهوت الدفاعي: تربية، تأهيل، اصلاح

    القبض على معاذ عليان مدلسا على القديس غريغوريوس النزينزي – فريق اللاهوت الدفاعي: تربية، تأهيل، اصلاح

  • معاذ عليان في ورطة مع أعضاء فريق اللاهوت الدفاعي والبابا تواضروس ?

    معاذ عليان في ورطة مع أعضاء فريق اللاهوت الدفاعي والبابا تواضروس ?

    معاذ عليان في ورطة مع أعضاء فريق اللاهوت الدفاعي والبابا تواضروس؟

    معاذ عليان في ورطة مع أعضاء فريق اللاهوت الدفاعي والبابا تواضروس ?
    معاذ عليان في ورطة مع أعضاء فريق اللاهوت الدفاعي والبابا تواضروس ?

    البابا تواضروس ورسائل بولس الضائعة؟!!

    طالعنا معاذ عليان بكذبة جديدة من أكاذيبه التي لا تنتهي ولا تتوقف، فهو بحق بارع في الكذب، لدرجة أن الناس تسميه #ميزو_الكذاب من كثرة كذبه. المهم، الكذبة اليوم، أن البابا تواضروس يقول بضياع أسفار من الكتاب المقدس! وبالطبع، فإن أي شخص مسيحي سيسمع هذا الكلام المضحك، سيضحك على ماكينة الكذب معاذ.

     

     

    سنقسم الرد إلى جزء بسيط سريع للتعليق على ما قاله ميزو، ثم نقدم بحث علمي رصين لبحث هذه المسألة بتمامها، فمن يريد الرد على ميزو، فيكفيه الجزء الأول ومن أراد التوسع فليقرأ الجزء الثاني:

    الجزء الأول:

    فأين قال البابا هذا؟

    ها هي صورة من كلامه الذي يخدع به البسطاء من المسلمين ولاحظوا أنه قال “أسفار من الكتاب المقدس” أي أن هذه الأسفار كانت من أسفار الكتاب المقدس ثم ضاعت:

    معاذ يكذب على البابا تواضروس ويقول أنه يقول أن هناك أسفار ضائعة من الكتاب المقدس
    معاذ يكذب على البابا تواضروس ويقول أنه يقول أن هناك أسفار ضائعة من الكتاب المقدس

    وها هي الصورة المقصودة من كتاب البابا تواضروس:

    كتاب مفتاح العهد الجديد ج2 صفحة 124 للبابا تواضروس
    كتاب مفتاح العهد الجديد ج2 صفحة 124 للبابا تواضروس

    فهل قرأتم أن البابا قال أنه كانت هناك أسفار في الكتاب المقدس ثم ضاعت؟ البابا يقول حرفيا ولاحظوا هنا الكلمات الملونة باللون الأحمر:

    [كانت رسائله تتبادلها كنائس كثيرة (كو 4: 16) ونعلم منها أن بعض رسائله ربما ضاعت أو فقدت لأسباب عديدة (1كو 5: 9) (2كو 2: 3) وكان يرى أن رسائله ثقيلة وقوية (2كو 10: 10]

    فأولا: البابا تواضروس لم يقل أن هناك أسفار من الكتاب المقدس ضاعت، بل قال فقط أنها رسائله، ولم يقل أنها رسائل موحى بها ضاعت أو كانت رسائل من الكتاب المقدس ثم ضاعت، فلماذا يكذب معاذ على البابا؟

    ثانيا: البابا يقول “ربما” والتي تعني الاحتمالية. احتمالية ماذا؟ هل ضياع أسفار من الكتاب المقدس أو أسفار موحى بها؟ بالطبع لا، فلم يقل البابا هذا، بل رسائل لبولس الرسول، فهل يعتقد معاذ أن القديس بولس منذ تعلَمَ الكتابة لم يكتب في حياته كلها إلا الرسائل الموحى بها الموجودة في العهد الجديد؟ هل لم يمارس الكتابة في حياته اليومية أبدا إلا عندما كتب رسائله الموجودة في العهد الجديد؟ هل يقول بهذا عاقل؟!

     

    فمعاذ لأن مستواه العلمي ضعيف ومستواه الإدراكي منعدم، يظن ان كل ما يكتبه بولس الرسول هو وحي إلهي ومن الأسفار القانونية الإلهية! وهذا لا يقول به عاقل أو غير عاقل، اللهم إلا معاذ! فمن الطبيعي أن يمارس أي انسان الكتابة كما نمارسها نحن في حياتنا اليومية. فهل يتخيل أحد أن القديس بولس تعلم الكتابة ثم لم يكتب أي شيء في حياته إلا هذه الرسائل الموجودة في العهد الجديد اليوم؟ بالطبع لا بل من المؤكد أنه كتب رسائل كثيرة قبل أن يصير مسيحيا وبعدما صار. فكتابة الرسائل كانت هي وسيلة التواصل في كل العالم القديم، سواء أكان مسيحي أم غير مسيحي، لم يكن لديهم WhatsApp ولا Messenger يا ميزو، فكيف سيتواصلون؟ بالموبايل؟

     

    بالطبع يا أخوة، كان التواصل في العالم القديم بين الأشخاص يكون عن طريق الرسائل، وبين اجزاء الامبراطوريات عبر الرسائل، فكانت الرسائل هي الوسيلة الأشهر والأسهل، وكرازة بولس الرسول كانت واسعة جدا والمسيحين اجتاحت العالم القديم كله بالمحبة والمعجزات وليس بالسيف، وقد أسس رسل المسيح كنائس كثيرة في كل بقاع العالم آن ذاك، فكيف سيفتقدون تلك المدن والشعوب ويتواصلون معهم؟ الوسيلة كانت الرسائل، وهذا ليس لبولس الرسول فقط، بل لجميع الرسل والآباء الرسوليون وتلاميذهم….إلخ، فكانت دوما الرسائل هي التي يستخدمونها لمعرفة الأخبار وتوجيه الشعب والكنيسة.

    لكن ميزو بعقله الضحل يعتقد أن كل شيء سيكتبه بولس أو أي رسول آخر، هو موحى به كسفر قانوني في الكتاب المقدس، وهذا لا يقول به جاهل فضلا عن عالم، لكن ميزو لأنه يسابق الزمن لانتاج أكبر عدد من الأكاذيب فيكذب مثلما يتنفس.

     

    الخلاصة العامية:

    1. البابا لم يقل أصلا أن هناك رسائل ضاعت، بل قال “ربما” وسيتم تفصيل الرد في الجزء التالي من هذا الرد.
    2. البابا لم يقل أصلا أن هذه الرسائل كانت من الكتاب المقدس أصلا، كما يدعي #ميزو_الكذاب.
    3. الرسائل كانت هي الأساس في التواصلات بين الشعوب القديمة، فلا مشكلة إن كتب القديس بولس أو أحد الرسل رسائل (غير موحى بها) وضاعت، فهذه الرسائل كانت مختصة بزمن معين فقط.

     

    إلى هنا نكون قد إنتهينا من التعليق على جهالات وأكاذيب معاذ، فهو لم يقدم أي شيء يتم الرد عليه إلا أكاذيبه على البابا.

     

    لكن دعونا نتكلم كلام العلماء ونقدم بحث تفصيلي عن هذه القضية كاملة، فالموضوع أعمق من عبث الأطفال هذا الذي يقدمه ميزو..

    الجزء الثاني (هذا كان بحثا للأخ مينا صلاح كتبه في عام 2010 ردا على جهالات شخص آخر وهو محمد شاهين (التاعب)):

     

    قبل أن ندخل في عُمق البحث والأدلة دعوني أريكم كم أن الفكرة برمتها هشة جدا، فنقول.. سنفترض – جدلاً – أن فعلاً هناك رسائل ضائعة للقديس العظيم الخادم بولس الرسول، وهكذا أيضاً بعض الكتابات للآباء تم تدميرها عبر الإضطهادات العنيفة التي لاقتها الكنيسة في بداياتها، فمن الذي قال أن هذه الرسائل هى وحيٌ؟! ألا يعرف هذا المُدَعي أن ليست كل كتابات الآباء وحي!؟، أم أنه يتخيل أن كل ما كتبوه هو وحي!؟

    على هذا فكل كَتَبَةْ العهد الجديد لم يكتبوا إلا أسفار العهد الجديد فقط! عجبي!، أيقول عاقل أو شبة عاقل أن كل كتابات الرُسل هى وحي!؟ ، فكتابات الآباء الآخرين موجودة بين أيدينا فهل قال أحد أنها وحيٌ! فالعاقل يقول أن لا ضرر أن تضيع رسائل للقديس بولس الرسول أو لغيره طالما أنها ليست وحيٌ، بل بالأخص القديس بولس الرسول لانه تعب أكثر من جميع الرُسل وصال جال الدنيا شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً ولم يَدّخِرُ لنفسهِ جُهْداً إلا وبذله في الخدمة وفي كل مدينة كان يدخلها تقريبا كان يتفقدها ويتفقد ما بناه عندهم سابقاً ويختبر إيمانهم ويصحح ما قد يقعوا فيه أو يصحح الأخطاء التي وقعوا بها بالفعل، فمن الطبيعي أن يراسلهم كثيراً بأكثر من طريقة ليتفقد أحوال رَعِيّة المسيح.

     

    ولهذا كان على المُعترض أن يثبت أولاً أن هذه الرسائل المزعومة هى وحي قانوني للمسيحيين وكانت لها قانونية والآن ليست ضمن قانون العهد الجديد هذا كله على فرض انه يوجد رسالة بالفعل وايضاً بفرض ان هذه الرسالة المزعومة قد ضاعت!،

    ولسوء حُسن حظ المعترض فلا هذه ولا تلك يستطيع أن يثبتها بأدلة نَقليّة!، بل أنكم كما سترون سنهدم كل كلامه بكل أنواع الأدلة، وهكذا فقد رددنا على بحثه بالكامل بإفتراض ما ذهب إليه ثم مطالبته بإثبات وحي هذه الرسائل وقانونيتها..

    ألم أقل لكم أن كتابات هذا المعترض تُعَد أضحوكة للعلماء وحتّى أنصافهم؟، ولكن الغريب والعجيب أنه يعتقد أنه بمثل هذه الكتابات الساذجة التي لا تساوي في ميزان العلم مِثقال ذَرّة الهيدروجين أنه يرد على العلاَّمة القمص عبد المسيح بسيط! فأُفً لهكذا خَبَلٍ! وأُفً للعلماء الذين يُضِيعون أعمارهُم في الدِراسة ليأتي مِثل هَذا المُعترض ليُحاوِل – فقط محاولة – الرد!

    قام المشكك بطرح شبهته في آيتين دمجهم معاً في موضوعٍ واحد، وسَنَرُد على كل ما قاله، ولكن في هذا البحث سَنَرُد فقط على شبهته في الآية الخاصة برسالة معلمنا القديس بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس وفي بحث تالي بإذن المسيح سَنَرُد على شبهته الساذجة الأُخرى. فأدعوا له أن يتحمل الصدمات المتوالية فإني مشفق عليه لأنه دخل مُعترك العلم ولا يملك به علم.

     

    هل توجد شُبهة لو إفترضنا (جدلاً) ما توصل إليه؟

    حاول المعترض أن يثبت ما يريده بكل الوسائل الممكنة وغير الممكنة – كما سنرى – وأن يقول أن هذه الرسالة المزعومة ضائعة ولكي لا أصيبه بصدمة دماغية من البداية سأفترض معه ما توصل إليه ونجعل العلماء يردون عليه، فسيقول العلماء أن حتى لو كانت الرسالة ضائعة فليس كل رسائل القديس بولس هى رسائل موحى بها بل توجد رسائل شخصية تخص فرد معين او حدث معين او حل لمشكلة معينة وبالطبع هم ليسوا في الكتاب المقدس، ولكي لا تضيع الدقة اللغوية لأقوال العلماء سأضع النصوص كلها باللغة الإنجليزية.

     

    يقول ألان جونسون:

    Paul’s Previous Letter Clarified (5:9–11) I have written you in my letter is the first clear reference in the New Testament to an apostolic letter that has not survived in our canonical collection. There were apparently others as well (cf. Col 4:16). This should not be troublesome for us. Not all the apostolic instruction was universal enough in scope to address different congregations’ needs, and the Holy Spirit worked providentially to give us those writings in the collection (canon) that would best serve the church in its continuing witness to the gospel of Christ.[4]

     

    ويقول جون جيل في التفسير الذي إقتطعه المشكك تدليساً منه على القاريء المُسْلِم:

    I wrote unto you in an epistle,….. Not in this same epistle, and in 1Co_5:2 as some think; for what is here observed is not written in either of those verses, but in some other epistle he had sent them before, as is clear from 1Co_5:11 which either came not to hand, or else was neglected by them; and so what he here says may be considered as a reproof to them, for taking no notice of his advice; but continuing to show respect to the incestuous person, though he in a former epistle had advised them to the contrary: no doubt the apostle wrote other epistles to the Corinthians, besides those that are in being; see 2Co_10:10 nor does such a supposition at all detract from the perfection of Scripture; for not all that were written by him were by divine inspiration; and as many as were so, and were necessary for the perfection of the canon of Scripture, and to instruct us in the whole counsel of God, have been preserved; nor is this any contradiction to this epistle’s being his first to this church; for though it might not be his first to them, yet it is the first to them extant with us, and therefore so called: what he had written to them in another epistle was not.[5]

     

    يقول ويليام ماكدونالد:

    هنا يشرح الرسول لأهل كورنثوس أنه كان قد كتب إليهم رسالة قال لهم فيها أن “لا تخالطوا الزناة”. إن كون الرسالة المشار إليها قد ضاعت لا يؤثر في وحي الكتاب المقدس البتة. فليس كل ما كتبه بولس (غير الرسائل الموجودة في كتا العهد الجديد) موحى به، بل فقط كل ما رأى الله أنه من الضروري ضمه إلى الكتاب المقدس.[6]

     

    ويقول الدكتور ويليان إدي:

    كتبت إليكم في الرسالة: ذهب بعض المفسرين أنه عنى بهذا كلاماً سبق في هذه الرسالة والذي يعارض هذا المذهب أنه ليس في ما سبق مثل هذا النهي. وذهب آخرون (ومذهبهم هو الأرجح) أنه أشار بذلك إلى رسالة مختصرة أرسلها قبلاً إليهم مقصورة على فائدتهم دون غيرهم من الكنائس ولذلك لم يعتن الروح القدس بأن تُحفظ. ولا عجب من أن يكون الرسول قد كتب كثيراً من الرسائل إلى ما أسسه من الكنائس الكثيرة إجابة على مسائل منها وبغية تعليمها وتزيتها وأن تلك الرسائل أكثر من الرسائل الأربع عشرة التي بقيت لنا. ولكن لنا أن نؤكد أن للكنيسة الآن كل صحف الوحي التي قصد الله أن تبقى لتعليمها ونيانها.[7]

     

     

    ويقول دانيال بور:

    The allusion must therefore be to some earlier letter now lost. [This is the conclusion of Calvin, Beza, Bengel, de Wette, Meyer, Wordsworth, Alford, Hodge, Barnes, and most other modern commentators, and as Words. argues, “is perfectly consistent with the position, ‘that no Canonical Book of Holy Scripture has been lost.[9]

    ويقول متى هنري:

    Some think this was an epistle written to them before, which is lost. Yet we have lost nothing by it, the Christian revelation being entire in those books of scripture which have come down to us, which are all that were intended by God for the general use of Christians, or he could and would in his providence have preserved more of the writings of inspired men.[10]

    ويقول هيرولد مير:

    Though the letter here referred to could possibly be a reference to the preceding part of the present letter and the verb egrapsa could be taken to mean, “I write” (an epistolary aorist, taken from the reader’s viewpoint; cf. Rom 16:22), it is more natural to conclude that this is a reference to a former letter that we do not possess. (That not all of an apostle’s writings have been preserved presents no problem regarding the completeness of the canon. The church has all of the inspired writing God intended his people to have.[11]

    ويقول روبرت جيمسون:

    Paul probably wrote a former brief reply to inquiries of the Corinthians: our first Epistle, as it enters more fully into the same subject, has superseded the former, which the Holy Spirit did not design for the guidance of the Church in general, and which therefore has not been preserved.[12]

     

    و يوجد الكثير والكثير من الأدلة على هذا الكلام، وهذا بالرغم من انهم هُم أنفسهم نفس العلماء الذين يقولون بضياع الرسالة المزعومة، بل لا أكون مخطيء عندما أقول أن كل من قال بضياع هذه الرسالة سواء ذكر انها ليست من الرسائل الموحى بها أو لم يقل ذلك فهو يعرف ذلك ويؤمن بذلك والذين لم يكتبوا هذا الكلام، لم يكتبوه، فقط، لانه شيء بديهي معروف للقاصي والداني!

    وهكذا يمكنني ان أنهي الرد على شبهته تماماً فقد اتفقت معه (جدلاً) في ما ذهب إليه وأثبتُ انه لا ضرر البتة حتى لو اعتبرنا أن الرسالة المزعومة ضائعة، ولكن لأن هذا كان فقط عارض وليس هو أصل الرد في البحث فسنكمل توضيح ما إلتبس عليه وعلى العلماء ونجب على الأسئلة جميعها مُتَّبِعِينَ في ذلك أمر الله ” امتحنوا كل شيء، تمسكوا بالحسن “.

     

    هل توجد أدلة نقلية في أن المقصود هي رسالة ضائعة؟

    نقصد هنا بـ ” الأدلة النقلية ” أي الادلة الخارجية أي هل هناك حقاً دليل ملموس أن هناك فعلاً رسالة قد أرسلها القديس مار بولس الرسول الى أهل كورنثوس قبل هاتين الرسالتين الموجودتين بين أيدينا اليوم؟ أم أن العلماء إستدلوا على وجودها غيباً بعدم قدرتهم على فهم الآيات المقدسة؟ أي أنهم لم يجدوا تفسيراً آخر غير أن يقولوا أن هذه الرسالة المُشار إليها في رسالة كورنثوس الأولى (5: 9) هى رسالة آُخرى كان قد أرسلها القديس بولس الرسول وهى الآن ضائعة ولا نعرف عنها شيئاً؟!

    بكل أسى وأسف أقول أني وعلى مدار ما يقرب من 250 تفسيراً لم اجد دليل نقلي واحد، نعم واحد فقط، على هذا الزعم بل على النقيض تماماً وجدت العلماء يقولون هذا الزعم بسبب أدلة داخلية واهية جداً أستطيع أن أرد عليها واحد تلو الآخر وبل على النقيض تماماً رأيت العلماء قد تركوا أكثرية تفاسير الآباء الذين قالوا أن كلمة ” الرسالة ” مقصود بها نفس الرسالة التي يكتبها، وراحوا يرفضوا هذا الدليل ويقولون ضمنياً لو كان هذا التفسير الآبائي صحيحاً لكُنا وجدنا الذي يتحدث عنه القديس بولس، ألا وهو ” لا تخالطوا الزناة ” وظنوا بالخطأ أنهم بهذا الزعم الثاني يكون هناك رسالة أرسلها القديس بولس قبل الرسالة المعروفة الآن بكورنثوس الأولى، وأكملوا القصة الدرامية بأنهم طالما توصلوا إلى ان هذه الرسالة ارسلها القديس بولس وهى نفسها أيضا (المزعومة) لا نعرف عنها شيئاً، فإذاً هى مفقودة وتبنى هذا الرأي كالفين وبيزا وإستيوس وجروتيُس وبنجل ومن بعدهم تقريباً معظم المفسرين المعاصرين عاملين بمبدأ ” لماذا نتعب في التفسير الصحيح طالما بين أيدينا تفسير سهل لن يستغرق مِنّا إلا بضع كلمات هى ” الرسالة المقصودة قد ضاعت ” ” بغض النظر عن ان هذا التفسير صحيح أم لا وما هو أدلته وبراهينه لنفسر به كلام الله، وللأسف كل أدلتهم تتسابق في وهنها لكي يكون أي منها هو ” الأوهن “..

     

    أدلة بعض العلماء على الرأي القائل بضياع الرسالة والرد عليها

    كما اوضحنا أني لم أجد دليل نقلي خارجي واحد في أدلتهم، بل رأيت أن كل أدلتهم هى أدلة داخليه واهية جداً لمن يفندها بعقل راجح كما فعل العلّامة القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير واعطانا ما بعد علامة الـ يساوي (=) بدون أن يدخلنا في صعوبات البحث العلمي الأصيل، أي بعد بحث شاق ومرير أعطانا النتيجة النهائية وهى ذاتها التي سوف نصل اليها هنا، فسنعرض أدلة العلماء الداخلية واحدة تلو الاخرى ونشرحها ثم نفندها تفنيدا مريراً.

     

    • الدليل الأول:

    النص باليونانية يقول ” Ἔγραψα ὑμῖν ἐν τῇ ἐπιστολῇ μὴ συναναμίγνυσθαι πόρνοις, ” وبالتحديد الكلمة المقصودة هنا هى ” Ἔγραψα ” وتُنطَق ” إجربسا ” وتعني ” أنا كتبت ” او ” قد كتبت (أنا) ” أو ” انا اكتب “[13] وسنعتبر الآن صيغة الماضي كما أقرتها الترجمات ونترك صيغة المضارع تماماً، فيقول العلماء هنا أن الكلمة تدل على الماضي وبالتالي فلا يمكن ان تدل على هذه الرسالة لان هذه الرسالة هى تُكتب في الحاضر وليس الماضي وعليه خلِصوا الى النتيجة المعروفة والتي قالوا فيها ان هذا الفعل ماضٍ يدل على رسالة سابقة – أكرر – رسالة سابقة قد كتبها القديس بولس قبل هذه الرسالة الحالية (الاولى) وقد فُقِدت ولم تعد بين أيدينا.!

    • الرد على الدليل الأول:

    بكل بساطة، هذا ليس دليلاً داخلياً بأي حال، سوى فقط خطأ منطقي في الإستدلال والتفكير، فَهُم يقولون انه طالما أن الفعل هو فعل ماضٍ إذن فيدل على رسالة سابقة ونحن بدورنا نقول لهم من أين أتيتم بأن المقصود رسالة سابقة؟! فالرسول لم يقل أبداً ” كتبت أليكم في رسالتي السابقة ” أو ” كتبت إليكم في الرسالة السابقة ” لكي تقولوا أنه هناك رسالة سابقة بل انه قال ” كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ فِي الرِّسَالَةِ ” فالفعل الماضي يدل على فعل ” الكتابة ” نفسه وليس على ” الرسالة ” فهو قال ” كَتَبْتُ ” وعليه نقول لماذا لا يكون قد كتب في هذه الرسالة في أي آيات سابقة؟!، فلو كتب في أي جزء من نفس الرسالة قبل الآية التاسعة من الأصحاح الخامس فيحق له أن يقول ” كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ فِي الرِّسَالَةِ ” فهو فعلاً سيكون قد كتب فعلاً في الرسالة ولكن في نفس الرسالة.

    أي ببساطة الفعل الماضي هذا يدل على أن الكتابة كانت في الماضي ولا يدل على الرسالة الماضية فهو في حالاته الثلاثة ” سأكْتِبُ ” و” أَكْتِبُ ” و” كَتَبْتُ ” يدل بحالاته على الكتابة نفسها وهذا لا يعطي دليل على رسالة سابقة بل على كتابة سابقة قد تكون في رسالة سابقة وقد تكون في نفس الرسالة كما ذُكرت في مواضع كثيرة سنبينها بعد قليل، فلا يوجد ما يؤيد أنه كتب في رسالة أخرى سوى عدم مقدرة العلماء أن يفسروا هذه الآية مخالفين في ذلك الآباء والمفسرين القدامى.

     

     

    • الدليل الثاني:

    عرفنا من الدليل السابق والرد عليه أنه لا يوجد إلزام في كلمة ” كتبتُ ” أن يكون قد كتب في رسالة سابقة بل المهم هو أنه يكون قد كتب سابقاً سواء في رسالة أخرى أو في نفس الرسالة ولكن في موضوع سابق، وهنا يقف العلماء على أن الصواب هو الكتابة في رسالة سابقة وحجتهم في ذلك انهم يقولون انه لايوجد مكان سابق في الرسالة قد قال فيه القديس بولس هذا الكلام!، وعندما أشرنا إليهم الى المكان السابق لهذه الآية في نفس الرسالة والذي فيه قال القديس بولس هذا الكلام لم يردوا بشيء سوى أنهم قالوا أنه لم ” يقتبس ” كلامه حرفياً!

     

    • الرد على الدليل الثاني:

    بالطبع هذا الكلام لا أساس مطلقاً له من الصحة بل ويميل إلى السذاجة ففي البداية القديس بولس الرسول قد أشار فعلاً لهم أن يتجنبوا هذه الأفعال وان لا يخالطوا الزناة والغريب والعجيب أن هذا الكلام ورد في نفس الأصحاح الذي به هذه الآية محل البحث فقد ورد في بداية الأصحاح الخامس لرسالة القديس بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس النهي عن هذه الأفعال حيث قال:

    ” يُسْمَعُ مُطْلَقاً أَنَّ بَيْنَكُمْ زِنًى! وَزِنًى هَكَذَا لاَ يُسَمَّى بَيْنَ الأُمَمِ حَتَّى أَنْ تَكُونَ لِلإِنْسَانِ امْرَأَةُ أَبِيهِ 2 أَفَأَنْتُمْ مُنْتَفِخُونَ وَبِالْحَرِيِّ لَمْ تَنُوحُوا حَتَّى يُرْفَعَ مِنْ وَسَطِكُمُ الَّذِي فَعَلَ هَذَا الْفِعْلَ؟ 3 فَإِنِّي أَنَا كَأَنِّي غَائِبٌ بِالْجَسَدِ وَلَكِنْ حَاضِرٌ بِالرُّوحِ قَدْ حَكَمْتُ كَأَنِّي حَاضِرٌ فِي الَّذِي فَعَلَ هَذَا هَكَذَا 4 بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ – إِذْ أَنْتُمْ وَرُوحِي مُجْتَمِعُونَ مَعَ قُوَّةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ 5 أَنْ يُسَلَّمَ مِثْلُ هَذَا لِلشَّيْطَانِ لِهَلاَكِ الْجَسَدِ لِكَيْ تَخْلُصَ الرُّوحُ فِي يَوْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ 6 لَيْسَ افْتِخَارُكُمْ حَسَناً. أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ خَمِيرَةً صَغِيرَةً تُخَمِّرُ الْعَجِينَ كُلَّهُ؟ 7 إِذاً نَقُّوا مِنْكُمُ الْخَمِيرَةَ الْعَتِيقَةَ لِكَيْ تَكُونُوا عَجِيناً جَدِيداً كَمَا أَنْتُمْ فَطِيرٌ. لأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضاً الْمَسِيحَ قَدْ ذُبِحَ لأَجْلِنَا

    فالكلمات ” وَزِنًى هَكَذَا لاَ يُسَمَّى ” و” يُرْفَعَ مِنْ وَسَطِكُمُ ” و” يُسَلَّمَ مِثْلُ هَذَا لِلشَّيْطَانِ ” و” نَقُّوا مِنْكُمُ ” جميعها تحمل نفس المعنى الذي قال القديس بولس الرسول أنه قاله بالفعل حينما قال ” أَنْ لاَ تُخَالِطُوا الزُّنَاةَ ” بل أيضاً أن هذه العبارة (أَنْ لاَ تُخَالِطُوا الزُّنَاةَ) تحمل تلخيصاً وتركيزاً وتسليط للضوء بشكل مباشر على كل ما قاله منذ بداية الأصحاح.

    هنا يأتي العلماء ويقولون انه لم يقتبس بشكل حرفي كلامه، وصراحة انا اضحك على هذا الكلام كثيراً جداً فهل هم يتملكون أصلاً الرسالة المزعومة حتى يقولون انه إقتبس بشكل حرفي منها ولم يقتبس بشكل حرفي من كلامه في هذا الأصحاح!؟ ألا ترون أن هذا إدعاء باطل لانهم لا يملكون الرسالة المزعومة ليعرفوا هل إقتبس معلمنا القديس بولس منها ام لا فلو لم يقتبس منها بشكل حرفي فينقلب كلامهم ضدهم حيث انه في هذه الحالة سيكون لم يقتبس بشكل حرفي من نفس الرسالة الاولى لأهل كورنثوس أيضاً لم يقتبس من الرسالة المزعوم ضياعها فلماذا الكيل بمكيالين!؟، هذا كان الرد الأوسع على الإدعاء القائل بانه لم يقتبس حرفياً من هذه الرسالة واما عن الردود المنطقية البسيطة على سؤالهم ” لماذا لم يقتبس من كلامه في نفس الرسالة بشكل حرفي؟ ” فهى كثيرة جداً أُلخصها في الآتي.

    أولاً، هل يعقل أن أقوم بكتابة بحث (مثلا كهذا) واقتبس منه انا نفسي بشكل حرفي؟! ألست انا لمؤلف ولي حق التعبير بما أريد؟ ام لابد أن اقتبس انا من كلامي أنا ايضاً بشكل حرفي؟! فما الذي يجبره أن يقتبس من كلامه بشكل حرفي ما قاله قبلها بأيتين فقط؟! ومن وضع هذا الشرط؟!،

    ثانياً، هذا شيء طبيعي جداً بل وغيره لا يُعد طبيعياً حيث أنه يلخص ما قاله هنا ” وَزِنًى هَكَذَا لاَ يُسَمَّى ” و” يُرْفَعَ مِنْ وَسَطِكُمُ ” و” يُسَلَّمَ مِثْلُ هَذَا لِلشَّيْطَانِ ” و” نَقُّوا مِنْكُمُ ” في جمُلة واحدة صريحة ” أَنْ لاَ تُخَالِطُوا الزُّنَاةَ “، ويظهر هنا سؤال لم يسأله أي عالم بل سأطرحه أنا وارد أنا أيضاً عليه لربما يأتي في مخيلة بعض القُراء الأعِزاء، وهو ” لماذا يكرر الرسول بولس هذا التنبيه مرتان؟ “والأجابة بسيطة جداًَ وتتلخص في سببين رئيسيين وهما،

    أولاً، انه في بداية الأصحاح وحتى الآية السابعة وهو يقول لهم أن يعزلوا هذا مثل هذا الشخص ويضع بعد كل آية سبب هذا وان الاخلاق المسيحيية لا ترضى أن نتشارك في هذه الاعمال فنجده يقول لهم تارة ” وَزِنًى هَكَذَا لاَ يُسَمَّى بَيْنَ الأُمَمِ ” ونرى أنه يقارنهم بالأمم وتارة أخرى يقول لهم ” أَفَأَنْتُمْ مُنْتَفِخُونَ وَبِالْحَرِيِّ لَمْ تَنُوحُوا ” وتارة أخرى ” لِكَيْ تَخْلُصَ الرُّوحُ فِي يَوْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ ” وايضاً ” أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ خَمِيرَةً صَغِيرَةً تُخَمِّرُ الْعَجِينَ كُلَّهُ؟ ” وايضاً ” لِكَيْ تَكُونُوا عَجِيناً جَدِيداً ” فهو يذكر كل مخاطر هذا الإختلاط وفوائد البعد عنه واخلاق الإنسان المسيحي وهذا هو السبب الاول،

    أما عن السبب الثاني فهو ” التفسير ” فقد ذكر ” 10 وَلَيْسَ مُطْلَقاً زُنَاةَ هَذَا الْعَالَمِ أَوِ الطَّمَّاعِينَ أَوِ الْخَاطِفِينَ أَوْ عَبَدَةَ الأَوْثَانِ وَإِلاَّ فَيَلْزَمُكُمْ أَنْ تَخْرُجُوا مِنَ الْعَالَمِ ” أي انه يقول لهم أنه لا يقصد بهذا الكلام أن يبتعدوا عن الأماكن التي بها هؤلاء الناس ولا يكونوا معهم في مكان وإلا فلابد ان يخرجوا من هذا العالم ولذلك فأن الكلمة المستخدمة اليونانية بليغة جداً وهى ” συναναμίγνυμι ” وتعني ” to mix up together ” أي ” نتخالط معهم ” أو ” نتشارك معهم ” فقد اوضح القديس بولس انه بهذه الكلام لا يقصد أن نترك كل الاماكن التي هم يعيشون فيها وإلا فلن يوجد لنا مكان على الأرض ولكن اوضح أنه يريد ان نتشارك معهمفكان كل الكلام الى الآية التاسعة عبارة عن إنذار وتوبيخ.

     

    • الدليل الثالث:

    هذا الدليل أعتبره ساذج للغاية حيث أن العلماء قالوا فيه أن هذه الآية تدل على رسالة سابقة لان نفس هذا التعبير (ἐν τῇ ἐπιστολη) المستخدم في الرسالة الاولى لأهل كورنثوس هو نفسه المستخدم في الرسالة الثانية لأهل كورنثوس (7: 8) وبالتالي فهو طالما يقصد هنا (الرسالة الثانية) الرسالة الاولى، ففي الرسالة الأولى كان يقصد رسالة قبل الاولى وهى الضائعة الآن! وعجبي!

     

    • الرد على الدليل الثالث:

    صراحة هذا إن عددناه ضمن الادلة فأنا أستنكف أن ارد عليه! ولكن لأجل الذين يخدعون من هذه الأفكار الهشة سأفنده، فالعلماء هنا بغرابة قد استدلوا على تفسيرهم بتفسيرهم أيضاً!، أي اتخذوا تفسيرهم كدليل يؤيدهم في تفسير الآية الأخرى! ورغم أن الآية الثانية لا تحتوي على أي إشارة بأنه يقصد رسالته السابقة فالآية تقول ” لأَنِّي وَإِنْ كُنْتُ قَدْ أَحْزَنْتُكُمْ بِالرِّسَالَةِ لَسْتُ أَنْدَمُ، مَعَ أَنِّي نَدِمْتُ. فَإِنِّي أَرَى أَنَّ تِلْكَ الرِّسَالَةَ أَحْزَنَتْكُمْ وَلَوْ إِلَى سَاعَةٍ ” فهو يقول ” أَحْزَنْتُكُمْ بِالرِّسَالَةِ ” فأي رسالة؟ يمكن ان تكون هذه ويمكن أن تكون الاولى فعلاً ولكن ما أقصده ببطلان هذا الدليل ليس أنه هنا يشير أو لا يشير الى رسالته السابقة بل إستخدامه كدليل في تفسير الآية الواردة في الرسالة الأولى، فحتى إن فرضنا صحة تفسيرهم (جدلاً كالعادة) لا يوجد دليل قطعي يجزم بأنه في كل مرة يقصد رسالة سابقة لهذه الرسالة الحالية، وهكذا فإين هذا لا دليل أبدا عليه.

    إثبات أن المقصود هو نفس هذه الرسالة بعينها

    أبقيت على هذا الجزء للنهاية حتى لا يصاب المعترض بصمدة دماغية، فإلى الآن أستطيع ان اتوقف ولا أكمل البحث فقد رددنا على كل محاولة وأثبتنا خطا هذا التفسير من كل الجوانب تقريباً وأقول ” تقريباً ” لان ما ستجدوه في هذا الجزء سيكون بمثابة صاعقة على رأس المعترض الذي حاول أن يضع نفسه ضمن مصاف أشباه العلماء فضلاً عن العلماء والباحثين.

     

    الدليل الآبائي:

    ينقل لنا القمص تاردس يعقوب مالطي الرأي الآبائي فيقول ” يرى القديس يوحنا ذهبي الفم وثيؤدورت وأغلب المفسرين اللاتين مع إجماع الكتاب الألمان بأن النص هنا يشير إلى ذات الرسالة وليس إلى رسالة سابقة مفقودة ” [14]، ونضيف عليهم الأب إيكومينوس[15].

     

    الدليل اللغوي:

    نقل لنا المعترض بنفسه هذا الدليل ولكنه لأنه اخطأ في الترجمة فلم يفهم أنه نقل دليل إدانته بنفسه وذلك لجهل من يترجم له وأريدكم ان تضاعفوا التركيز جداً في هذه الفقرة لانها مهمة، قال المعترض:

    ” في رسالة – ἐν τῇ ἐπιστολῇ. كان هناك اختلاف كبير في الرأي بخصوص هذه العبارة. عدد كبير من المفسرين مثل كريسوستوم, ثيودوريت, أويسومينيوس, أغلب المفسرين الـلاتين, وجميع المفسرين الألمان تقريباً, يفترضون أن العبارة تشير إلى الرسالة نفسها (كورنثوس الأولى)، وأن الرسول يقصد بالعبارة الإشارة إلى جزء من الرسالة نفسها (كورنثوس الأولى 5: 2) والتي فيها أعطاهم هذا التعليم. ولتدعيم هذا التفسير قالوا أن τῇ مستخدمة بدلاً من ταυτῇ ويشيرون إلى نصوص مثل (روميا 16: 2 , كولوسي 4: 6, تسالونيكي الأولى5: 27 , تسالونيكي الثانية 3: 3-4) “[16]، والكلمة التي اخطأ في ترجمتها هى ” مستخدمة بدلاً من ” والصحيح هو ” مستخدمة كـ ” أو ” مستخدمة بمعنى “، ونجد بالفعل العالم سكوت ولديل في قاموسهما اليوناني يقولان نفس هذا الكلام حيث قالا ” τῇ, dat. fem. of ὁ, like ταύτῃ, here, there, Hom[17]،

    فهل حاول المعترض أن يبحث عن معنى الكلمة التي أشار لها بنفسه أم إكتفى بالتشكيك فقط؟ بالطبع هو لا يعرف أصلاً كيف يبحث عنها ولكن دعونا نرى المفاجأة فلو ذهبنا للقواميس اليونانية المعتمدة سنجدها تقول لنا امراً صاعقاً وهو:

    “ταύτῃ taútē; dat, gen. taútēs, acc taútēn, fem. sing. forms of hoútos (3778), this one ” [18]

    وأيضاً قاموس آخر:

    ” ταύτῃ, dat. fem. dat. of οὗτος, in this way[19]

    وسأكتفي بهذه فقط للرأفة بحال المعترض والرفق عليه وعلى الدكتور الذي سيعالجه من الصدمة العصبية التي أصابته الآن، والآن دعونا نقرأ الآية كما أخبرتنا القواميس اليونانية المعتمدة، فسنجدها تقول لنا ” كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ فِي هَذِهِ الرِّسَالَةِ ” فهل عبارة ” في هذه الرسالة ” تدل على أنه كتب في رسالة أخرى أيها المُسَمّى بالطلاً بـ ” باحث “؟!

    الدليل بالقياس:

    في هذا الدليل سَنُثبِتُ أن كلمة ” كَتَبْتُ ” في صيغتها الماضية لا تدل دائماً على كتابة ماضية بل في نفس الوقت أي الحاضر فأدعوا للمُعتَرِض بالشفاء، بالفعل هذا من عمق اللغة اليونانية للعهد الجديد والتي لا يدركها إلا العلماء والباحثين فقد جاء في رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية (6: 11) ” اُنْظُرُوا، مَا أَكْبَرَ الأَحْرُفَ الَّتِي كَتَبْتُهَا إِلَيْكُمْ بِيَدِي! ” 11 Ἴδετε πηλίκοις ὑμῖν γράμμασιν ἔγραψα τῇ ἐμῇ χειρί.

    Aland, B., Aland, K., Black, M., Martini, C. M., Metzger, B. M., & Wikgren, A. 1993, c1979. The Greek New Testament (4th ed.) (502). United Bible Societies: Federal Republic of Germany

     

    فهو هنا يكلم أهل غلاطية الذين سَيُرسِل إليهم الرسالة التي يكتبها الآن ومع ذلك يقول لهم ” كتبتها ” فهو هنا قد كتب الحروف هذه (ماضي) ومع ذلك فهو مازال لم يُرسل الرسالة لانه مازال يكتبها فهو لك يقل ” الأحرف التي أكتبها ” مع انه مازال يكتب، فهل يوجد رسالة أخرى لأهل غلاطية ليتكلم بصيغة الماضي؟!

     

    مثال آخر، رسالة بولس الرسول أيضاً إلى فليمون (1: 19) ” أَنَا بُولُسَ كَتَبْتُ بِيَدِي. أَنَا أُوفِي. حَتَّى لاَ أَقُولُ لَكَ إِنَّكَ مَدْيُونٌ لِي بِنَفْسِكَ أَيْضاً ” 19 ἐγὼ Παῦλος ἔγραψα τῇ ἐμῇ χειρί, ἐγὼ ἀποτίσω· ἵνα μὴ λέγω σοι ὅτι καὶ σεαυτόν μοι προσοφείλεις.

    Aland, B., Aland, K., Black, M., Martini, C. M., Metzger, B. M., & Wikgren, A. 1993, c1979. The Greek New Testament (4th ed.) (561). United Bible Societies: Federal Republic of Germany

     

    فهو بالرغم من انه مازال يكتب ومازال لم يرسل الرسالة بعد إلا أنه يتكلم بصيغة الماضي ويقول ” كتبت ” ولم يقل ” أكتب ” وأيضاً فلا توجد رسالة أولى لفليمون وأخرى لهم أيضاً!، مثال آخر، في نفس الرسالة (لفليمون) ولكن هذه المرة مع الآية 21، فقد قال معلمنا القديس بولس الرسول ” إِذْ أَنَا وَاثِقٌ بِإِطَاعَتِكَ كَتَبْتُ إِلَيْكَ، عَالِماً أَنَّكَ تَفْعَلُ أَيْضاً أَكْثَرَ مِمَّا أَقُولُ ”

    21 Πεποιθὼς τῇ ὑπακοῇ σου ἔγραψά σοι, εἰδὼς ὅτι καὶ ὑπὲρ ἃ λέγω ποιήσεις.

    Aland, B., Aland, K., Black, M., Martini, C. M., Metzger, B. M., & Wikgren, A. 1993, c1979. The Greek New Testament (4th ed.) (562). United Bible Societies: Federal Republic of Germany

    فبالرغم من أنه مازال يكتب وبالرغم من أن الرسالة مازالت لم تصل له بعد يقول له ” كتبتُ “. ونلاحظ هنا أننا أحضرنا نفس الفعل اليوناني ἔγραψά في نفس التصريف الزمني اللغوي الذي هو محل البحث في نص (1 كورنثوس 5 : 9). والفكرة نفسها موجودة في اللغة العربية، فعندما أقول “لقد كتبت إليكم هذا الرد” فهذا لا يعني أني كتبت لكم ردا قبل هذا الرد، بل اكتب بصيغة الماضي لأن عندما تقرأون هذا الرد سيكون هذا الوقت قد فات وأصبح من “الماضي”.

     

    طبعاً سنركز فيما بعد عن السبب الحقيقي في هذا والذي لربما بعض الأذكياء (بعد الشر عليك) قد لاحظوه ولكن لنكمل درس الأخلاق، مثال آخر في رسالة بولس الرسول أيضاً وأيضاً إلى أهل كولوسي والأصحاح الرابع ” 7 جَمِيعُ احْوَالِي سَيُعَرِّفُكُمْ بِهَا تِيخِيكُسُ الأَخُ الْحَبِيبُ، وَالْخَادِمُ الأَمِينُ، وَالْعَبْدُ مَعَنَا فِي الرَّبِّ 8 الَّذِي ارْسَلْتُهُ الَيْكُمْ لِهَذَا عَيْنِهِ، لِيَعْرِفَ احْوَالَكُمْ وَيُعَزِّيَ قُلُوبَكُمْ، 9 مَعَْ انِسِيمُسَ الأَخِ الأَمِينِ الْحَبِيبِ الَّذِي هُوَ مِنْكُمْ. هُمَا سَيُعَرِّفَانِكُمْ بِكُلِّ مَا هَهُنَا ” فكيف يقول لهم أنه أرسل لهم تيخيكس وهم لم يرسله بعد؟!، بالتأكيد الجواب واضح لمن يعقلون ويبحثون بأمانة وشرف علمي، وننتقل في النهاية إلى مثال قوي جداً يوضح كل شيء وهو في رسالة معلمنا يوحنا الأولى والأصحاح الثاني عشر وسأضعهم بتنسيق مختلف لكي يسهل إيصال الفكرة:

    1Jn 2:13 أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الآبَاءُ لأَنَّكُمْ قَدْ عَرَفْتُمُ الَّذِي مِنَ الْبَدْءِ. أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَحْدَاثُ لأَنَّكُمْ قَدْ غَلَبْتُمُ الشِّرِّيرَ. أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ لأَنَّكُمْ قَدْ عَرَفْتُمُ الآبَ.

    1Jn 2:14 كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الآبَاءُ لأَنَّكُمْ قَدْ عَرَفْتُمُ الَّذِي مِنَ الْبَدْءِ. كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَحْدَاثُ لأَنَّكُمْ أَقْوِيَاءُ، وَكَلِمَةُ اللهِ ثَابِتَةٌ فِيكُمْ، وَقَدْ غَلَبْتُمُ الشِّرِّيرَ.

    هذا المثال هو خير بيان لكل شيء بحق، حيث ان فيه القديس يوحنا الحبيب قد أستخد كل من صيغة الماضي وصيغة الحاضر في آيتيين متتاليتين فقال في الأولى ” أكتب ” وقال في الثانية ” كتبت ” وفي كلاهم كان يكلم الآباء والأحداث فهل هو في قد كتب ويكتب في نفس الوقت؟! فلو كان قد كتب ومازالت الرسالة معه ولم يرسلها فهل هذا يدل على انه يتكلم عن الرسالة السابقة؟و إين كان مازال يكتب فهل كان يكتب في ذلك الوقت في الرسالة السابقة؟! بالطبع الإجابة سهلة وبسيطة جداً وسوف أخبركم بها في الدليل التالي.

     

    الدليل في السياق:

    هذا الدليل هو دليل حاسم للقضية كلها ولم يناقشه أي عالم (حسب ما قرأت) من الذين تبنوا فكرة ضياع الرسالة المزعومة، وهو بحق أسميه ” دليل صاعق ” وهو يتلخص في الآية 11 في نفس الأصحاح محل البحث والذي فيه يقول القديس مار بولس الرسول ” وَأَمَّا الآنَ فَكَتَبْتُ إِلَيْكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ مَدْعُوٌّ أَخاً زَانِياً أَوْ طَمَّاعاً أَوْ عَابِدَ وَثَنٍ أَوْ شَتَّاماً أَوْ سِكِّيراً أَوْ خَاطِفاً أَنْ لاَ تُخَالِطُوا وَلاَ تُؤَاكِلُوا مِثْلَ هَذَا ” وكلمة ” كَتَبْتُ ” هى في اليونانية ” εγραψα ” أي هى نفس الكلمة المستخدمة في الآية محل البحث (9) وبالطبع هى في صيغة الماضي كما هو واضح من ترجمتها العربية، والسؤال البسيط الذي يطرح نفسه الآن هو ” كيف يقول مار بولس الرسول ” الآنَ ” وبعدها مباشرة يقول ” فَكَتَبْتُ “؟!

    أليس من المفترض أن يقول ” وَأَمَّا الآنَ فَأكْتِبُ إِلَيْكُمْ ” حيث انه على حسب زعم هؤلاء العلماء هو يكتب في رسالة منفصلة تماماً عن الرسالة السابقة المزعومة؟! ولكن ما أعظم الكتاب المقدس الذي يقول ” أليست هكذا كلمتي كنار، يقول الرب، وكمطرقة تحطم الصخر؟ (إر29: 23) ” فالقديس بولس الرسول بنفسه قد رد على هذه الشبهة الساذجة حيث أنه استخدم نفس الفعل في المرتين، والسبب هنا في إستخدامه هذا الفعل بصيغة الماضي هو أنه يتكلم في زمن وصول تلك الرسالة إليهم وقراءتهم لها كما بينا في الدليل بالقياس أي أنه يتكلم بعينهم وهى تقرأ رسالته فليس من الصحيح أن يكتب لهم وهم يقرأون ” أكْتِبُ إِلَيْكُمْ فِي الرِّسَالَةِ أَنْ لاَ تُخَالِطُوا الزُّنَاةَ ” بل الصحيح هو ” كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ فِي الرِّسَالَةِ أَنْ لاَ تُخَالِطُوا الزُّنَاةَ ” لان كل من سيقرأ الرسالة هذه سواء المُرسَل إليهم او نحنُ مِن بعدهم سيكون حدث الـ ” كتابة ” هو حدث، قد تم، وانتهى، أي انه في زمن الماضي، ولهذا نجده أيضا عندما كان يكتب الرسالة الأولى هذه وفي الأصحاح الخامس والآية الحادية عشر مازال يقول ” كتبتُ ” وقبلها يقول ” الآن ” ففي الآية 9 قال ” كتبت ” وفي الآية 11 قال ” كتبت ” فلماذا الكيل بمكيالين، تارة تقولون يقصد رسالة سابقة وتارة تقولون في هذه الرسالة!؟

     

    الدليل التفسيري:

    في هذا الدليل سنضع بعض العلماء الذين قالوا بأن الآية تشير إلى نفس الرسالة..

    يقول روبرت جروماكي:

    The second alternative is that 5:9 does not refer to a former letter, but to the epistle Paul was presently writing. The Greek verb translated “wrote” (egrapsa) can be interpreted to mean that Paul looked at his present discussion of fornication from the viewpoint of the Corinthian readers. At the time they would read Paul’s admonition, his writing of it would be in the past. This is why he used a past verbal tense (“wrote”) rather than the present (“write”). It is difficult to be positive here, but either alternative is an acceptable evangelical option.[20]

    ويقول أدم كلارك:

    The wisest and best skilled in Biblical criticism agree that the apostle does not refer to any other epistle than this; and that he speaks here of some general directions which he had given in the foregoing part of it; but which he had now in some measure changed and greatly strengthened, as we see from 1 Corinthians 5:11. The words εγραψα εν τη επιστολη may be translated, I had written to you in this epistle; for there are many instances in the New Testament where the aorist, which is here used, and which is a sort of indefinite tense, is used for the perfect and the plusquam-perfect. Dr. Whitby produces several proofs of this, and contends that the conclusion drawn by some, viz. that it refers to some epistle that is lost, is not legitimately drawn from any premises which either this text or antiquity affords. The principal evidence against this is 2 Corinthians 7:8, where εν τη επιστολη, the same words as above, appear to refer to this first epistle. Possibly the apostle may refer to an epistle which he had written though not sent; for, on receiving farther information from Stephanas, Fortunatus, and Achaicus, relative to the state of the Corinthian Church, he suppressed that, and wrote this, in which he considers the subject much more at large. See Dr. Lightfoot.[21]

    يقول جون لايتفوت:

    The Aorist ἔγραψα may be rendered I had written, without any wrong to grammar. “ ‘I had written in this Epistle, Company not,’ &c. before the report of this wickedness came to me: but now hearing it I sharpen my pen the more, and I bind you with a straiter prohibition, namely, ‘That ye do not eat with such.’ ”[22]

    ويقول هارولد مير:

    I have written you in my letter. Or, this could be translated, ‘I write you in my letter.’ The use of the past tense of the Greek verb here may refer to instructions Paul gave them in another letter which has not been preserved, or could mean the instructions he has just given in 5:1–8. When the Corinthians received this letter it would be instructions written in the past which, from Paul’s standpoint, would be instructions he is now writing that is, ‘I write you in my letter’ (which I am now writing). In Greek this can be called an ‘epistolary aorist’. ‘The writer of a letter or book, the dedicator of an offering, may put himself into the position of the reader or beholder who views the act as past.’2 [23]

    و يقول روبرت هوربر:

    I have written you in my letter.† Paul here may be clarifying a previous letter (one not preserved) which the Corinthians mistook to mean that, on separating from sin, they should disassociate themselves from all immoral persons, including non-Christian people. Or this verse may begin, “I am writing you,” since the Greek verb here is the same as in v. 11, where it is so translated (and there would be no previous letter, now lost). In either case Paul means that they should separate from immoral persons in the church who claimed to be Christian brothers (vv. 10–11).[24]

     

    القس أنطونيوس فكري:

    ” في الرسالة = يقول ذهبي الفم أن الرسول يقصد نفس هذه الرسالة أي الرسالة الأولي لكورنثوس، حيث طلب منهم في هذا الإصحاح بالذات ومن أول آية أن يرفعوا من وسطهم الذي فعل هذا الفعل الرديء. والبعض يقول أن هناك رسالة مفقودة قال لهم فيها هذا، وهذا رأي مستبعد. “

     

    تفسير ناشد حنا:

    ” ظن الناس أنه توجد رسالة أخرى كتب فيها الرسول هذا الكلام. لكن لا يوجد داع لهذا الفكر على الإطلاق. فقوله في هذا الأصحاح «لم تنوحوا حتى يرفع من وسطكم الذي فعل هذا الفعل» (ع2) يعني لا تخالطوه. وقوله «نقوا منكم الخميرة العتيقة» (ع7) يعني لا تخالطوه. فقول الرسول “كتبت لكم في الرسالة» يقصد هذه الرسالة عينها لا غيرها. لكن لا يقصد الرسول عدم مخالطة زناة هذا العالم عموماً فقد يكون التاجر الذي اشتري منه حاجتي زانياً والزميل في المكتب قد يكون زانياً هل يمكن عدم مخالطة هؤلاء أو التعامل معهم؟ نحن نتعامل معهم تعاملاً عادياً ومع كل الناس لكن ليست لنا شركة معهم وإلا وجب علينا الخروج من هذا العالم “

     

    تفسير بنيامين بنكرتن:

    ” كتبت إليكم في الرسالة. أي في هذه الرسالة في الفصل السابق حيث أمرهم بأن ينقوا عنهم الخميرة العتيقة مشيرًا إلى الأخ الزاني الذي كانوا يخالطونهُ. ثمَّ يميز بين الذين من خارج والذين من داخل. لأنهُ يوجد فرق عظيم بين معاشرتنا أخوتنا المسيحيين والذين لم يعترفوا بالمسيح بعد “

     

     

    كلمة أخيرة للمعترض،،

    حاول بقدر الإمكان ان تكون محترم ومهذب وتعرف قدرك وحجمك العلمي وانت ترد علينا وحاول أن تتخذ العلم بدون الدافع الهجومي بغير علم، وحقدك على المسيحيية، فالمسيحيية قد نشأت في أعظم إمبراطوريات العالم في الفكر والفلسفة والمنطق وفي أوج عصورها ومع ذلك فقد غلبت كل قوة المعاند بحكمة لا تستطيع ان تدرك معانيها وفوق هذا كله فإن الروح القدس قال ” لأَنِّي أَنَا أُعْطِيكُمْ فَماً وَحِكْمَةً لاَ يَقْدِرُ جَمِيعُ مُعَانِدِيكُمْ أَنْ يُقَاوِمُوهَا أَو ْيُنَاقِضُوهَا ” فحاول أن تعرف قدر نفسك فلو أراد الرب أن أتفرغ لما بقى من ابحاثك سأجعلك تكره انسان أسمه ” مولكا مولكان ” فمهما وصل عدد المراجع التي تستخدمها، فطالما في الباطل فيسهل علينا هدمها بمراجع أقوى واحق منها وبمنطق لا تستطيع فهمه فضلا عن رده، فكن على يقين أن لكل شبهة او سؤال، رد يجعل طارح الشبهة يكره اليوم الذي جاء فيه إلى هذه الدنيا، فأنا لكم بالمرصاد إلى أن تتعلموا الحق وتتعلمون المنهجية في الحوار والعلم. فتظل العين عين والحاجب حاجب، فإعرف حجمك جيداً..

    إلى اللقاء في الرد على شبهته في الآية (كولوسي 4: 16)

    « إِلَى هُنَا أَعَانَنَا الرَّبُّ »

     

    لأَنِّي أَنَا أُعْطِيكُمْ فَماً وَحِكْمَةً لاَ يَقْدِرُ جَمِيعُ مُعَانِدِيكُمْ أَنْ يُقَاوِمُوهَا أَوْ يُنَاقِضُوهَا

    (لو 21: 15)

     

    Molka Molkan

    24 / ديسمبر / 2010

     

     

     

    [1] هذه المقدمة منقولة بالحرف من كتاب العلّامة القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير أستاذ اللاهوت الدفاعي واللاهوت والعقيدي والنقد الكتابي بالكلية الإكلريكيّة والذي هو بعنوان ” هل هناك أسفار مفقودة من الكتاب المقدس؟ ” حيث أن المعترض قد أخذ هذه المقدمة وأبدل بعض الكلمات في محاولة منه لقلب الحقائق وكأن عندما يقول عالم لبعض الجُهال أنهم جُهال ويأتي هؤلاء الجُهال ويضعوا نفس المقدمة مع تغير الموجة إله هذه المقدمة سيصبح الجاهل عالماً والعالماً يصير جاهلاً! فهذا هو عقل المعترض السقيم، فأفً لهذا الجهل، أفلا يعقلون؟!

    [2] أنظر الشواهد التالية: (مر1: 1)، (رو1: 9)، (رو15: 29)، (1كو9: 18)، (2كو2: 12)، (2كو4: 4)، (2كو10: 14)، (غل1: 6)، (غل1: 7)، (غل2: 7)، (أف1: 13)، (أف6: 15)، (1تس2: 8)، (1تس3: 2)، (2تس1: 8)، (1تي1: 11)، (1بط4: 17)، (رو2: 16)، (رو16: 25)، (2تي2: 8)، (مت13: 26)، (مر8: 35)، (مر10: 29)، (أع15: 7)، (رو10: 16)، (رو11: 28)، (1كو9: 14)، (1كو9: 18)، (1كو9: 23)، (2كو8: 18)، (غل1: 11)، (غل2: 2)، (غل2: 5)، (غل2: 14)، (أف6: 19)، (في1: 5)، (في1: 7)، (في1: 12)، (في1: 17)، (في1: 27)، (في2: 22)، (في4: 3)، (في4: 15)، (كو1: 5)، (كو1: 23)، (1تس2: 4)، (2تي1: 8)، (2تي1: 10)، (فل1: 13)، (مر1: 15)، (مر13: 10)، (مر16: 15)، (1كو4: 15)، (1كو9: 14)، (1كو15: 1)، (أف3: 6)، (رو1: 16)، (رو15: 19)، (2كو11: 7)، (1تس2: 2)، (1تس2: 9).

    [3] ” وأنا ابشر اجعل إنجيل المسيح بلا نفقة حتى لم استعمل سلطاني في الإنجيل ” (1كو18: 9)، ” ولكن لما جئت إلى ترواس لأجل إنجيل المسيح ” (2كو12: 2)، ” إنارة إنجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله ” (2كو4: 4)، ” وصلنا إليكم أيضا في إنجيل المسيح ” (2كو14: 10)، ” تيموثاوس أخانا وخادم الله والعامل معنا في إنجيل المسيح ” (1تس2: 3)، و” إنجيل ربنا يسوع المسيح ” (2تس8: 1)، ” أكملت التبشير بإنجيل المسيح ” (رو19: 15)، “عيشوا كما يحق لإنجيل المسيح ” (في27: 1)

    [4] Alan F. Johnson The IVP New Testament commentary series, 1 Corinthians (Page 91)

    [5] http://www.freegrace.net/gill/1_Corinthians/1_Corinthians_5.htm

    [6] وليام ماكدونالد: تفسير الكتاب المقدس للمؤمن – العهد الجديد – الجزء الثاني – أعمال الرسل إلى فيلبي – (صـ778).

    http://www.waterlive.org/Read.aspx?vn=1,3&t=2&b=46&c=5

    [7] الدكتور وليم إدي: الكنز الجليل في تفسير الإنجيل – الجزء السادسشرح رسالتي كورنثوس الأولى والثانيةصـ57

    [8] Called to Be Saints: An Exposition of I Corinthians, An Exposition of I Corinthians , (Page xv).

    [9] A commentary on the Holy Scriptures: 1 Corinthians (Page 116).

    [10] Matthew Henry’s commentary on the whole Bible: complete and unabridged in one volume, (1 Co 5:9).

    [11] The Expositor’s Bible Commentary, Volume 10: Romans Through Galatians (Page 219).

    [12] A commentary, critical and explanatory, on the Old and New Testaments, 1 Co 5:9

    [13]الفعل المضارع لهذه الكلمة اليونانية قاله فعلاً بعض العلماء ولكن لن ندع له اهمية الآن بل سنفرض أيضاً صيغة الماضي لكي نماشي الكل على هواه وسنعود له في النهاية لنعرف رأي العلماء فيه.

    [14] J.-P. Migne, ed. Patrologiae cursus completus. Series Graeca. 166 vols. Paris: Migne, 1857-1886. 82:263.

    [15] Albert Barnes’ Notes on the Bible – 1Co 5:9.

    [16] Albert Barnes’ Notes on the Bible – 1Co 5:9 [In an epistle – ἐν τῇ ἐπιστολῇ en tē epistolē. There has been considerable diversity of opinion in regard to this expression. A large number of commentators as Chrysostom, Theodoret, Oecumenius, most of the Latin commentators, and nearly all the Dutch commentators suppose that this refers to the same Epistle (our 1 Corinthians), and that the apostle means to say that in the former part of this Epistle 1Co_5:2 he had given them this direction. And in support of this interpretation they say that τῇ tē here is used for ταυτῇ tautē, and appeal to the kindred passages in Rom_16:2; Col_4:6; 1Th_5:27; 2Th_3:3-4.

    dat. dative

    fem. feminine

    Hom. Homer

    [17] H.G. Liddell, A Lexicon: Abridged from Liddell and Scott’s Greek-English Lexicon, (Page 804).

    dat (dative)

    gen (genitive)

    sing (singular)

    [18] Spiros Zodhiates, The Complete Word Study Dictionary: New Testament (electronic ed.; Chattanooga, TN: AMG Publishers, 2000, c1992, c1993), G5026.

    dat. dative

    fem. feminine

    [19] H.G. Liddell, A Lexicon: Abridged from Liddell and Scott’s Greek-English Lexicon, (Page 794).

    [20] Robert Gromacki, Dr., Called to Be Saints: An Exposition of I Corinthians (The Woodlands, TX: Kress Christian Publications, 2002), xvi.

    [21]Adam Clarke, Clarke’s Commentary: First Corinthians (electronic ed.;, Logos Library System; Clarke’s Commentaries Albany, OR: Ages Software, 1999), 1 Co 5:9.

    [22]John Lightfoot, A Commentary on the New Testament from the Talmud and Hebraica, Matthew-1 Corinthians: Volume 4, Acts-1 Corinthians (Reprint of the 1859 ed. published by Oxford University Press, Oxford, England, under title: Horae hebraicae et talmudicae.; Originally written in Latin and published at intervals between 1658 and 1674. It is not known by whom the translation was made.;Bellingham, WA: Logos Research Systems, Inc., 2010), 193.

    2 H. W. Smyth, Greek Grammar, rev. G. M. Messing (Cambridge: Harvard University Press, 1963), p. 433, section 1942.

    [23] W. Harold Mare, New Testament Background Commentary: A New Dictionary of Words, Phrases and Situations in Bible Order (Ross-shire, UK: Mentor, 2004), 261.

    This note has been added or revised for this edition.

    [24] Robert G. Hoeber, Concordia Self-Study Bible (“Lutheran edition of the NIV study Bible” –Foreword.;, electronic ed.; St. Louis: Concordia Pub. House, 1997, c1986), 1 Co 5:9.

    معاذ عليان في ورطة مع أعضاء فريق اللاهوت الدفاعي والبابا تواضروس ?

  • ما هو المانع الذي منع كتبة الأناجيل أن يعبروا بلفظ “الله الابن” كما عبروا بلفظ “الله الآب”؟ (18)

    ما هو المانع الذي منع كتبة الأناجيل أن يعبروا بلفظ “الله الابن” كما عبروا بلفظ “الله الآب”؟ (18)

    ما هو المانع الذي منع كتبة الأناجيل أن يعبروا بلفظ “الله الابن” كما عبروا بلفظ “الله الآب”؟ (18)

    أولا: فساد منطق السؤال

    منطق السؤال يفترض عدم وجود عقيدة “ألوهية الابن” طالما لا توجد عبارة “الله الابن”. وهذا منطق فاسد يدل على قلة دراية صاحبه. لماذا؟ لأنه يمكن لأي انسان أن يختار ألفاظا معينة ويسأل عنها ذات الأسئلة، فمثلا:

    1. أين قال إله القرآن “أنا الله” لمحمد؟ لا يوجد، فهل يعني هذا أن إلهكم ليس هو الله لأنه لم يقل لمحمد “أنا الله” حرفيا؟ ما هو المانع الذي منع إلهكم من كتابة هذه العبارة نصا؟
    2. أين قال إله القرآن “المسيح لم يصلب”؟ لا يوجد، فهل يعني هذا أن القرآن لا ينف صلب المسيح وقتله وفقًا لعقيدتكم، بسبب أنه لم يقل هذه العبارة حرفيا؟ ما هو المانع الذي منع إلهكم من كتابة هذه العبارة نصا؟
    3. أين ذكر -مجرد ذكر- القرآن الآب والابن والروح القدس، الثالوث المسيحي؟ لا يوجد، فهل يعني هذا أن القرآن يوافق على الثالوث المسيحي (الآب والابن والروح القدس)؟ ما هو المانع الذي منع إلهكم من كتابة هذه العبارة نصا؟
    4. أين ذُكر عدد الركعات وطريقة أداة الصلاة الإسلامية في القرآن؟ لا يوجد، فهل هذا يعني أن القرآن لا يدعو للصلاة بهذه الطريقة بالتحديد؟
    5. ما هو المانع الذي منع كاتب القرآن من كتابة “الإسلام دين توحيد”؟ أو كلمة “توحيد”؟ وهل يعني هذا أن كاتب القرآن لا يؤمن أن الإسلام دين توحيد؟

    وهكذا فإن السؤال عن عدم ورود أي عبارة حرفيا، هو أمرٌ لا قيمة له إذ أن كل كاتب له الحق في الكتابة ما شاء بالطريقة التي يراها مناسبة طالما سيقدم ما يريد تقديمه بطريقة أو بأخرى

     

    ثانيًا: هل المسلم يؤمن بما ورد عن المسيح فعلا، لكي يسأل عن عبارات يراها لم ترِد عن المسيح؟

    بالطبع لا، فالمسلم لا يؤمن بما ورد عن المسيح في الكتاب المقدس حرفيا. فمثلا، ورد عن المسيح أنه “رب لمجد الله الآب” (فيلبي 2: 11) وورد عنه أن “مهما عمل الآب فهذا يعمله الابن كذلك” (يوحنا 5: 19)، وورد عن الابن أن به وله خُلق كل شيء حتى المسلم نفسه مخلوق من المسيح (يوحنا 1: 3؛ 1كو 8: 6؛ كولوسي 1: 16؛ عبرانيين 1: 2) وورد عن المسيح أن له “كل ملء اللاهوت” (كولوسي 2: 9) وورد عنه أنه الابن الوحيد لله (يوحنا 3: 18) وقال عن نفسه أنه “رب السبت” (متى 12: 8)، وأنه “الله” (عبرانيين 1: 8؛ يوحنا 20: 28؛ أعمال الرسل 20: 28؛ رومية 9: 5؛ 1يوحنا 5: 20؛ تيطس 2: 13؛ 2بطرس 1: 1 إلخ.

    فإن كان المسلم لا يؤمن أصلا بما جاء حرفيًا عن المسيح في العهد الجديد، فما قيمة وجود عبارة “الله الابن”؟ لا يوجد، فالمسلم لن يؤمن بها هي أيضًا، فما قيمة السؤال؟

     

    وهنا نسأل سؤالا عكسيًا ونقول: ما هو المانع الذي منع كتبة العهد الجديد أن يقولوا عن الآب أن فيه “يحل كل ملء اللاهوت”؟ وهل يعني هذا أن الآب ليس له لاهوت فيه لأن النص لم يقل هذا إلا عن الإبن؟

    هذا قياسًا على الفهم الخاطيء لميمو.

     

     

    ثالثًا: عقيدة لاهوت الابن، موجودة حرفيا في العهد الجديد

    حتى إن كتبة العهد الجديد ينسبون له اسم يهوه وأفعال يهوه، فمثلًا:

     

    رسالة يهوذا 5:

    فأريد أن أذكركم، ولو علمتم هذا مرة، أن الرب بعدما خلص الشعب من أرض مصر، أهلك أيضا الذين لم يؤمنوا.

     

    ونضيف للرسل السابقين، رسولًا آخرًا، وهو يهوذا أخا يعقوب، فبمجرد قراءة هذا النص لن يلحظ المسيحي دليلاً لألوهية المسيح، وإن سألنا غير المسيحي وقلنا له، من المقصود بكلمة “الرب” الذي يقول عنه النص أنه خلص شعب بني إسرائيل قديما من أرض مصر؟ سيقول سريعًا بغير تردد، أنه يهوه إله العهد القديم.

     

    فنسأله: وكيف عرفت أنه يهوه؟ سيقول لنا أنه هو الذي تذكره نصوص العهد القديم الخاصة بقصة خروج شعب بني إسرائيل من مصر، فنقول له بالصواب أجبت.

     

    وهنا نقدم لك المفاجئة، وهي أن كلمة “الرب” هنا في أقدم وأصح وأفضل المخطوطات والترجمات وأقوال الآباء هي “يسوع”!

     

    نعم، فالنص في أصله يقول إن يسوع هو من أخرج الشعب من أرض مصر! نعم، النصوص في العهد القديم تقول إن يهوه هو من فعل هذا، والنصوص في العهد الجديد تقول إن يسوع هو نفسه يهوه إله العهد القديم -باعتباره أقنوم الابن- وهو الذي خلص الشعب من أرض مصر، كما رأينا في الآيات السابقة للآباء الرسل، وكما سنرى أيضًا في النصوص التالية

     

    كورنثوس الأولى 10: 1-10:

    “فَإِنِّي لَسْتُ أُرِيدُ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَجْهَلُوا أَنَّ آبَاءَنَا جَمِيعَهُمْ كَانُوا تَحْتَ السَّحَابَةِ، وَجَمِيعَهُمُ اجْتَازُوا فِي الْبَحْرِ، وَجَمِيعَهُمُ اعْتَمَدُوا لِمُوسَى فِي السَّحَابَةِ وَفِي الْبَحْرِ، وَجَمِيعَهُمْ أَكَلُوا طَعَامًا وَاحِدًا رُوحِيًّا، وَجَمِيعَهُمْ شَرِبُوا شَرَابًا وَاحِدًا رُوحِيًّا، لأَنَّهُمْ كَانُوا يَشْرَبُونَ مِنْ صَخْرَةٍ رُوحِيَّةٍ تَابِعَتِهِمْ، وَالصَّخْرَةُ كَانَتِ الْمَسِيحَ. لكِنْ بِأَكْثَرِهِمْ لَمْ يُسَرَّ اللهُ، لأَنَّهُمْ طُرِحُوا فِي الْقَفْرِ. وَهذِهِ الأُمُورُ حَدَثَتْ مِثَالًا لَنَا، حَتَّى لاَ نَكُونَ نَحْنُ مُشْتَهِينَ شُرُورًا كَمَا اشْتَهَى أُولئِكَ. فَلاَ تَكُونُوا عَبَدَةَ أَوْثَانٍ كَمَا كَانَ أُنَاسٌ مِنْهُمْ…. وَلاَ نَزْنِ كَمَا زَنَى أُنَاسٌ مِنْهُمْ، … وَلاَ نُجَرِّبِ الْمَسِيحَ كَمَا جَرَّبَ أَيْضًا أُنَاسٌ مِنْهُمْ، فَأَهْلَكَتْهُمُ الْحَيَّاتُ. وَلاَ تَتَذَمَّرُوا كَمَا تَذَمَّرَ أَيْضًا أُنَاسٌ مِنْهُمْ، فَأَهْلَكَهُمُ الْمُهْلِكُ.” (1 كو 10: 1-10).

     

    مثل النص السابق تمامًا، وتأكيدًا أن المسيح هو يهوه إله العهد القديم، وأن هذه هي عقيدة كتبة العهد الجديد، أن يسوع هو إله العهد القديم باعتباره الابن، فهنا أيضًا نجد أن بولس الرسول يحكي لنا عن حدث من أحداث خروج شعب بني اسرائيل وتيه الشعب العبراني في الصحراء وحاجتهم للماء، ويقول إن الماء الروحي الذي كانوا يشربوه، شربوه لأن الصخرة الروحية التي هي في حقيقة الأمر “المسيح” الذي كان يتابعهم في سيرهم. وأن هذا الشعب العبراني في العهد القديم قد جرب المسيح، فيهوه إله العهد القديم المذكور طولا وعرضًا في هذه القصة في كل تفاصيلها، كان المسيح كما قال الرسل أجمعين الذين ذكرنا كلامهم.

     

    كولوسي 10: 9

    ولا نجرب المسيح كما جرب أيضا أناس منهم فأهلكتهم الحيات.

    يكمل الرسول بولس كلامه، ليؤكد مفهومه أن المسيح هو يهوه، فيشير إلى تجربة شعب العبرانيين ليهوه الذين جربوه طوال فترة خروجهم من مصر وبعدها، ويوصي أهل كورنثوس ألا يجربوا المسيح كما جربه شعب العبرانيين قديما فأهلكتهم الحيات. فنجد القصة في سفر العدد والأصحاح الحادي والعشرين:

     

    Num 21:5-6 وتكلم الشعب على الله وعلى موسى قائلين: «لماذا أصعدتمانا من مصر لنموت في البرية! لأنه لا خبز ولا ماء وقد كرهت أنفسنا الطعام السخيف». 6 فأرسل الرب على الشعب الحيات المحرقة فلدغت الشعب فمات قوم كثيرون من إسرائيل.

     

    والنص في أصله العبري يقول:

    5 וַיְדַבֵּ֣ר הָעָ֗ם בֵּֽאלֹהִים֮ וּבְמֹשֶׁה֒ לָמָ֤ה הֶֽעֱלִיתֻ֙נוּ֙ מִמִּצְרַ֔יִם לָמ֨וּת בַּמִּדְבָּ֑ר כִּ֣י אֵ֥ין לֶ֙חֶם֙ וְאֵ֣ין מַ֔יִם וְנַפְשֵׁ֣נוּ קָ֔צָה בַּלֶּ֖חֶם הַקְּלֹקֵֽל׃

    6 וַיְשַׁלַּ֨ח יְהוָ֜ה בָּעָ֗ם אֵ֚ת הַנְּחָשִׁ֣ים הַשְּׂרָפִ֔ים וַֽיְנַשְּׁכ֖וּ אֶת־הָעָ֑ם וַיָּ֥מָת עַם־רָ֖ב מִיִּשְׂרָאֵֽל׃

     

    فالنص يذكر حرفيًا، اسمي يهوه وألوهيم.

     

    العبرانيين 1: 8- 12

    “وَأَمَّا عَنْ الابْنِ: …. «أَنْتَ يَا رَبُّ فِي الْبَدْءِ أَسَّسْتَ الأَرْضَ، وَالسَّمَاوَاتُ هِيَ عَمَلُ يَدَيْكَ. هِيَ تَبِيدُ وَلكِنْ أَنْتَ تَبْقَى، وَكُلُّهَا كَثَوْبٍ تَبْلَى، وَكَرِدَاءٍ تَطْوِيهَا فَتَتَغَيَّرُ. وَلكِنْ أَنْتَ أَنْتَ، وَسِنُوكَ لَنْ تَفْنَى».” (عب 1: 8-12).

     

    وبعيدا عن هذه الأوصاف الإلهية، مثل تأسيس الأرض، وأن السموات هي عمل يديه، وأنه سيبقى وكل شيء يفنى، فهذه الأوصاف وحدها تشير إلى أن الموصوف بها هو الله لا محالة، والقديس بولس الرسول ينسبها للمسيح (وأما عن الإبن) فعندما أراد القديس بولس مقارنة من هو المسيح بالنسبة للملائكة، ذكر هذا القول، وكثير لا ينتبه له كما يجب، فهذا القول ما هو إلا اقتباس من العهد القديم، من مزمور 102: 25 – 27. حيث يقول النص العربي:

     

    من قدم أسست الأرض والسماوات هي عمل يديك. 26 هي تبيد وأنت تبقى وكلها كثوب تبلى كرداء تغيرهن فتتغير. 27 وأنت هو وسنوك لن تنتهي. (مزمور 102: 25-27)

     

    والكلام هنا حرفيا عن يهوه، نعم، فالقديس بولس الرسول ينسب للمسيح حرفيا ما قيل أصلاً في حق يهوه إله العهد القديم

     

    Heb 11:24 بالإيمان موسى لما كبر أبى أن يدعى ابن ابنة فرعون، 25 مفضلا بالأحرى أن يذل مع شعب الله على أن يكون له تمتع وقتي بالخطية، 26 حاسبا عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر، لأنه كان ينظر إلى المجازاة.

    هنا نجد أيضًا صدى للعقيدة الراسخة المترسخة في أذهان وقلوب كل الرسل، ألا وهي أن يسوع هو يهوه حرفيًا. فنجد هنا أن بولس الرسول ينسب لموسى النبي أنه لما كبر شاء أن يذل مع شعب يهوه على أن يتنعم في قصر فرعون، وفضَّلَ عار المسيح على غنى خزائن مصر، فهل كان المسيح موجودا لكي يُفَضل موسى عاره على كنوز وخزائن مصر؟ نعم، إنه سرمدي بلا بداية وبلا نهاية، لأنه هو يهوه الذي فضل موسى ان يذل مع شعبه حتى أخرجه من مصر.

     

    أعمال الرسل 2: 25 – 28

    لأن داود يقول فيه: كنت أرى الرب أمامي في كل حين أنه عن يميني لكي لا أتزعزع. 26 لذلك سر قلبي وتهلل لساني. حتى جسدي أيضا سيسكن على رجاء. 27 لأنك لن تترك نفسي في الهاوية ولا تدع قدوسك يرى فسادا. 28 عرفتني سبل الحياة وستملأني سرورا مع وجهك. (أعمال الرسل 2: 25 – 28)

     

     

    هنا نجد القديس بطرس، يقول إن داود النبي قال هذا الكلام “فيه” أي قاله “في المسيح”، ثم نجد ان داود النبي يتحدث عن يهوه، فهل المسيح هو يهوه؟ نعم، هذه هي العقيدة المستقرة لدى كتبة العهد الجديد. ملحوظة: كلمة “الرب” الموجودة في النص العربي هنا هي الترجمة لكلمة “يهوه” في النص العبري للعهد القديم.

     

    فهذا النص فيه دليلين حرفيين صريحين على أن بطرس بنفسه يؤمن بألوهية المسيح المطلقة:

    فالدليل الأول الذي يمكن أن يلاحظه أي شخص تقريبًا هو أن بطرس الرسول ينسب للمسيح وجودًا سابقًا على ميلاده بالجسد، فالمسيح موجود منذ الأزل وإلى الأبد.

     

    أما الدليل الثاني فهو دليل لغوي، فكلمة “الرب” الموجودة في (أعمال الرسل 2: 25) هي في أصلها العبري هي “يهوه יהוה” وهو الاسم الخاص بالإله في العهد القديم، حيث جاء النص في سفر المزامير 16: 8-11:

     

    8  שִׁוִּ֬יתִי יְהוָ֣ה לְנֶגְדִּ֣י תָמִ֑יד כִּ֥י מִֽ֝ימִינִ֗י בַּל־אֶמּֽוֹט׃

    9  לָכֵ֤ן׀ שָׂמַ֣ח לִ֭בִּי וַיָּ֣גֶל כְּבוֹדִ֑י אַף־בְּ֝שָׂרִ֗י יִשְׁכֹּ֥ן לָבֶֽטַח׃

    10  כִּ֤י׀ לֹא־תַעֲזֹ֣ב נַפְשִׁ֣י לִשְׁא֑וֹל לֹֽא־תִתֵּ֥ן חֲ֝סִידְךָ֗ לִרְא֥וֹת שָֽׁחַת׃

     11 תּֽוֹדִיעֵנִי֮ אֹ֤רַח חַ֫יִּ֥ים שֹׂ֣בַע שְׂ֭מָחוֹת אֶת־פָּנֶ֑יךָ נְעִמ֖וֹת בִּימִינְךָ֣ נֶֽצַח׃

     

    فهاتين الدلالتين، أي دلالة الوجود قبل الميلاد الجسدي للمسيح ودلالة الاسم تدلان بشكل حرفي صريح على استقرار عقيدة لاهوت المسيح في العقل الباطن لبطرس، فهو لا يحتاج أن يشرح لهم كيف أن يسوع هو يهوه، بل يقولها في معرض كلامه عرضًا وهذا لا يحدث إلا إن كان المتكلم مستقر عنده هذه العقيدة جدا، تماما كما يتكلم أي إنسان بلهجته الأم، فهو لا يفكر كثيرا في مخارج الحروف ولا النطق، بل يتكلم فقط.

     

    فها هو العهد الجديد لا ينسب الألوهية للمسيح وحسب، بل يقول ولأكثر من مرة أن المسيح هو يهوه إله العهد القديم. فهل سيؤمن ميمو بكل هذه الألقاب والأوصاف عن المسيح أم أن للهروب رأي آخر؟

     

    فإن كان مذكورٌ عن المسيح أنه “الابن” الوحيد، ومذكور عنه حرفيًا أنه الله وأنه يهوه وأن له كل ملء اللاهوت، فما مشكلة ميمو من دمج الكلمتين معا: الله + الابن = الله الابن!؟

     

    أما عن “الله الروح القدس” فالنص في قصة حنانيا وسفيرة، يقول صراحة بهذا اللفظ، ولنضع النصوص لكل عاقل:

     

    “فَقَالَ بُطْرُسُ: «يَا حَنَانِيَّا، لِمَاذَا مَلأَ الشَّيْطَانُ قَلْبَكَ لِتَكْذِبَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ وَتَخْتَلِسَ مِنْ ثَمَنِ الْحَقْلِ؟ أَلَيْسَ وَهُوَ بَاق كَانَ يَبْقَى لَكَ؟ وَلَمَّا بِيعَ، أَلَمْ يَكُنْ فِي سُلْطَانِكَ؟ فَمَا بَالُكَ وَضَعْتَ فِي قَلْبِكَ هذَا الأَمْرَ؟ أَنْتَ لَمْ تَكْذِبْ عَلَى النَّاسِ بَلْ عَلَى اللهِ».” (أع 5: 3-4).

    الآية 4: لتكذب على الروح القدس … على من مرة أخرى؟ الروح القدس

    الآية 5: لم تكذب على الناس بل على الله … يكذب على من مرة أخرى؟ الله

     

    إذن: الروح القدس هو الله!

     

    أما عن “الله الكلمة” فلا أصرح من النص الوارد في بداية مقدمة انجيل يوحنا حيث يقول “وكان الكلمة الله”..

    فهل “كان الكلمة الله” لا تعني “الله الكلمة”؟!

    مستوى رديء من الشبهات.

    ما هو المانع الذي منع كتبة الأناجيل أن يعبروا بلفظ “الله الابن” كما عبروا بلفظ “الله الآب”؟ (18)

  • هل العهد الجديد مكتوب بوحي؟ أين دعا الله إلى كتابته؟ (19)

    هل العهد الجديد مكتوب بوحي؟ أين دعا الله إلى كتابته؟ (19)

    هل العهد الجديد مكتوب بوحي؟ أين دعا الله إلى كتابته؟ (19)

    نستطيع تلخيص الإعتراض في سؤالين فقط:

    1. هل قال أي كاتب للأناجيل أنه يكتب بوحي؟
    2. هل قال الله لكتبة الأناجيل أن يكتب؟

    وسوف نجيب عليهما سويًا دفعة واحدة بتفصيل..

     

    الوحي في المسيحية هو من الروح القدس، فهو الذي يقوم بتعليم وتذكير رسل المسيح أجمعين بما قاله المسيح وما فعله وأمور أخر كثيرة، الأدلة:

    • “وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ.” (يو 14: 26).
    • “الَّتِي نَتَكَلَّمُ بِهَا أَيْضًا، لاَ بِأَقْوَال تُعَلِّمُهَا حِكْمَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ، بَلْ بِمَا يُعَلِّمُهُ الرُّوحُ الْقُدُسُ، قَارِنِينَ الرُّوحِيَّاتِ بِالرُّوحِيَّاتِ.” (1 كو 2: 13).
    • “فَمَتَى سَاقُوكُمْ لِيُسَلِّمُوكُمْ، فَلاَ تَعْتَنُوا مِنْ قَبْلُ بِمَا تَتَكَلَّمُونَ وَلاَ تَهْتَمُّوا، بَلْ مَهْمَا أُعْطِيتُمْ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَبِذلِكَ تَكَلَّمُوا. لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلِ الرُّوحُ الْقُدُسُ.” (مر 13: 11).
    • “فَانْصَرَفُوا وَهُمْ غَيْرُ مُتَّفِقِينَ بَعْضُهُمْ مَعَ بَعْضٍ، لَمَّا قَالَ بُولُسُ كَلِمَةً وَاحِدَةً: «إِنَّهُ حَسَنًا كَلَّمَ الرُّوحُ الْقُدُسُ آبَاءَنَا بِإِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ” (أع 28: 25).
    • “لأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.” (2 بط 1: 21).
    • “«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ، كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ هذَا الْمَكْتُوبُ الَّذِي سَبَقَ الرُّوحُ الْقُدُسُ فَقَالَهُ بِفَمِ دَاوُدَ، عَنْ يَهُوذَا الَّذِي صَارَ دَلِيلًا لِلَّذِينَ قَبَضُوا عَلَى يَسُوعَ،” (أع 1: 16).
    • “ثُمَّ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي الْهَيْكَلِ: «كَيْفَ يَقُولُ الْكَتَبَةُ إِنَّ الْمَسِيحَ ابْنُ دَاوُدَ؟ لأَنَّ دَاوُدَ نَفْسَهُ قَالَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ: قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي، حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ.” (مر 12: 35-36).

    وتجدر الإشارة هنا إلى ألوهية الروح القدس فهو الله الذي يوحي للأنبياء والرسل، لكن هذه ليست النقطة محل البحث الآن.

    فهنا نجد أن الروح القدس هو الذي يتكلم بفم الأنبياء والرسل والتلاميذ، فهل لدى التلاميذ هذا الروح القدس لغرض إعلان بشارة المسيح للعالم؟ وهل تكلموا بالروح القدس؟ الإجابة هي نعم، ومن كلام المسيح نفسه:

    • “وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ.” (يو 14: 26).
    • “وَهَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ مَوْعِدَ أَبِي. فَأَقِيمُوا فِي مَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَنْ تُلْبَسُوا قُوَّةً مِنَ الأَعَالِي».” (لو 24: 49).

    فها هو رب المجد بنفسه يوصي تلاميذه ألا يغادروا أورشليم إلى أن يلبسوا قوة من الأعالي، فما هي هذه القوة؟ إنها قوة الروح القدس الذي سيحل على رسل المسيح.

    “وَفِيمَا هُوَ مُجْتَمِعٌ مَعَهُمْ أَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يَبْرَحُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ، بَلْ يَنْتَظِرُوا «مَوْعِدَ الآبِ الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ مِنِّي، لأَنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِالْمَاءِ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَسَتَتَعَمَّدُونَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ، لَيْسَ بَعْدَ هذِهِ الأَيَّامِ بِكَثِيرٍ». أَمَّا هُمُ الْمُجْتَمِعُونَ فَسَأَلُوهُ قَائِلِينَ: «يَا رَبُّ، هَلْ فِي هذَا الْوَقْتِ تَرُدُّ الْمُلْكَ إِلَى إِسْرَائِيلَ؟» فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا الأَزْمِنَةَ وَالأَوْقَاتَ الَّتِي جَعَلَهَا الآبُ فِي سُلْطَانِهِ، لكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ».” (أع 1: 4-8).

     

    فالرب يسوع المسيح قد أنبأ رسله بأن الروح القدس سيحل عليهم لأجل أن يكونوا له شهودا في كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض، وليذكرهم بما قاله لهم المسيح ويعلمهم كل شيء. وبالفعل، حل الروح القدس على الرسل المجتمعين في العلية في يوم الخمسين، حيث يقول الكتاب:

    “وَلَمَّا حَضَرَ يَوْمُ الْخَمْسِينَ كَانَ الْجَمِيعُ مَعًا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ، وَصَارَ بَغْتَةً مِنَ السَّمَاءِ صَوْتٌ كَمَا مِنْ هُبُوبِ رِيحٍ عَاصِفَةٍ وَمَلأَ كُلَّ الْبَيْتِ حَيْثُ كَانُوا جَالِسِينَ، وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا.” (أع 2: 1-4).

     

    لكن، من الذين كانوا في العلية مجتمعين وحل عليهم الروح القدس؟

     

    “حِينَئِذٍ رَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ مِنَ الْجَبَلِ الَّذِي يُدْعَى جَبَلَ الزَّيْتُونِ، الَّذِي هُوَ بِالْقُرْبِ مِنْ أُورُشَلِيمَ عَلَى سَفَرِ سَبْتٍ. وَلَمَّا دَخَلُوا صَعِدُوا إِلَى الْعِلِّيَّةِ الَّتِي كَانُوا يُقِيمُونَ فِيهَا: بُطْرُسُ وَيَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا وَأَنْدَرَاوُسُ وَفِيلُبُّسُ وَتُومَا وَبَرْثُولَمَاوُسُ وَمَتَّى وَيَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى وَسِمْعَانُ الْغَيُورُ وَيَهُوذَا أَخُو يَعْقُوبَ. هؤُلاَءِ كُلُّهُمْ كَانُوا يُواظِبُونَ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ عَلَى الصَّلاَةِ وَالطِّلْبَةِ، مَعَ النِّسَاءِ، وَمَرْيَمَ أُمِّ يَسُوعَ، وَمَعَ إِخْوَتِهِ. وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ قَامَ بُطْرُسُ فِي وَسْطِ التَّلاَمِيذِ، وَكَانَ عِدَّةُ أَسْمَاءٍ مَعًا نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ. فَقَالَ:” (أع 1: 12-14).

     

    هنا نجد أن الذين كانوا في العلية ليسوا فقط هم التلاميذ الـ11، بل يقول النص أنهم نحو 120 شخصًا. منهم التلاميذ الـ11 ومريم العذراء ونساء أخريات، بالإضافة إلى اخوته. و”أخوته” يختلفون عن “التلاميذ الـ11” بدليل أن النص قد فصل بينهم وبين الـ11 الذين قال اسمهم واحدا فواحدا في النص السابق، وبدليل أنهم حينما أرادوا أن يختاروا التلميذ الثاني عشر، اختاروا ممن تبعوا الرب يسوع، وكان من بين الحاضرين في العلية حيث يقول النص:

    “فَيَنْبَغِي أَنَّ الرِّجَالَ الَّذِينَ اجْتَمَعُوا مَعَنَا كُلَّ الزَّمَانِ الَّذِي فِيهِ دَخَلَ إِلَيْنَا الرَّبُّ يَسُوعُ وَخَرَجَ، مُنْذُ مَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي ارْتَفَعَ فِيهِ عَنَّا، يَصِيرُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ شَاهِدًا مَعَنَا بِقِيَامَتِهِ». فَأَقَامُوا اثْنَيْنِ: يُوسُفَ الَّذِي يُدْعَى بَارْسَابَا الْمُلَقَّبَ يُوسْتُسَ، وَمَتِّيَاسَ.” (أع 1: 21-23).

    فالروح القدس جعل رسل المسيح يكرزون من هذا اليوم في البشرية كلها وإلى أقصى الأرض، وذكرهم بكل شيء وعلمهم بكل شيء.

    فكيف يسأل ميمو عن الوحي لكتبة الأناجيل وهم المسوقين بالروح القدس والذين حل عليهم الروح القدس لغرض البشارة؟ فالروح القدس الذي حل عليهم بغرض البشارة والكرازة لكل المسكونة جعلهم يطوفون الأرض يكرزون بالمسيح، سواء أكانت هذه الكرازة شفاهية أو مكتوبة (الأناجيل).

     

    فما هو الوحي إلا أن يحل الروح القدس على الرسل لأجل الغرض الذي حدده لهم المسيح (يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم … اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس إلخ إلخ)؟

    نحن لا نقدم دليلا أن الرسل كتبوا الأناجيل فقط بالوحي، بل أننا أثبتنا أن كرازة رسل المسيح كلهم كانت بالروح القدس (الوحي) سواء أكانت هذه البشارة كتابية أم شفاهية. ونحن هنا قدمنا شهادة عن حلول الروح القدس على الرسل أجمعين وليس عن التلاميذ الأحد عشر أو الاثني عشر فقط.

     

    لكننا نقدم شهادة إضافية عن مرقس ولوقا الرسولين.

    فمرقس الرسول إن قال المعترضون أن القديس مرقس لم يعاين الرب أي لم يكن من الرسل السبعين بل كان فقط مترجمًا/مفسرًا لبطرس الرسول الذي هو من التلاميذ الذين حل عليهم الروح القدس باتفاق حتى المخالفين، فتكون بشارته هي بشارة بطرس الرسول.

    وإن قال المعترضون أن القديس مرقس من السبعين رسولا (وقد شهد بذلك العلامة أوريجينوس[1] والقديس أبيفانيوس[2]) وأنه قد تبع المسيح منذ البداية، فقد أثبتوا له أنه قد حل عليه الروح القدس، كما أنه كان يكرز مع رسل آخرين كما يشهد بهذا الكتاب المقدس لفترة طويلة، وقد كان بيته هو العلية التي كان بقية الرسل والتلاميذ يجتمعون فيها دائمًا.

     

    وأما لوقا الرسول فهو بنفسه يقول أنه ينقل عن شهود العيان، أي التلاميذ الذين كانوا معاينين وخدامًا للكلمة منذ البداية، وبالطبع هؤلاء التلاميذ قد حل عليهم الروح القدس باتفاق المخالفين لنا في الايمان [“إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا، كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّامًا لِلْكَلِمَةِ، رَأَيْتُ أَنَا أَيْضًا إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيق، أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ،” (لو 1: 1-3).]

    إذن فلوقا الرسول قد تتبع كل شيء من الأول بتدقيق من الذين كانوا معاينين وخدام للكلمة منذ البدء، وكتب هذا التسليم الرسولي المتيقن عنده.

    ومن هنا نكون قد أثبتنا أنهم يكتبون بالروح القدس ويبشرون بالروح القدس، وأن الرب يسوع بنفسه هو من دعاهم للبشارة باسمه في كل المسكونة لليهود والأمم، وأن الروح القدس الذي هو الله كان هو العامل فيهم، وبهذا نكون قد رددنا على السؤالين دفعة واحدة.

     

    أما عن رسائل القديس بولس الرسول فلنرجع لقصة ظهور المسيح له ولنر هل يكتب بالروح القدس وبمعرفة شهود العيان أم لا، وهل الرب هو من دعاه للكتابة أم انه يبشر ويكتب من تلقاء نفسه.

    نجد أن الرب بعدما ظهر لشاول (بولس الرسول فيما بعد) قد ظهر أيضًا لحنانيا الرسول في رؤيا، وأعلمه ما حدث مع شاول وأرشده أن يذهب إلى شاول وقال له الرب أن السبب هو: لِيَحْمِلَ اسْمِي أَمَامَ أُمَمٍ وَمُلُوكٍ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ (أعمال الرسل 9: 15) فهذه هي “الدعوة” وهذا هو “السبب” الذي دعاه الرب لأجل تحقيقه، فهل أرشد الرب حنانيا الرسول ليعطي الروح القدس لشاول لأجل هذا الغرض؟ نعم، حيث نقرأ:

    “فَمَضَى حَنَانِيَّا وَدَخَلَ الْبَيْتَ وَوَضَعَ عَلَيْهِ يَدَيْهِ وَقَالَ: «أَيُّهَا الأَخُ شَاوُلُ، قَدْ أَرْسَلَنِي الرَّبُّ يَسُوعُ الَّذِي ظَهَرَ لَكَ فِي الطَّرِيقِ الَّذِي جِئْتَ فِيهِ، لِكَيْ تُبْصِرَ وَتَمْتَلِئَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ».” (أع 9: 17).

    إذن، فالدعوة هي أن يحمل اسم المسيح أمام الأمم والملوك وبني إسرائيل (البشارة) وهذا سيتم بالروح القدس الذي إمتلأ به.

    ليس هذا وحسب، بل أن بولس الرسول التقى بالتلاميذ الذين حل عليهم الروح القدس قبله في يوم الخمسين، وجلس معهم وكرز معهم لوقت طويل، حيث يقول الكتاب:

    “وَلَمَّا جَاءَ شَاوُلُ إِلَى أُورُشَلِيمَ حَاوَلَ أَنْ يَلْتَصِقَ بِالتَّلاَمِيذِ، وَكَانَ الْجَمِيعُ يَخَافُونَهُ غَيْرَ مُصَدِّقِينَ أَنَّهُ تِلْمِيذٌ. فَأَخَذَهُ بَرْنَابَا وَأَحْضَرَهُ إِلَى الرُّسُلِ، وَحَدَّثَهُمْ كَيْفَ أَبْصَرَ الرَّبَّ فِي الطَّرِيقِ وَأَنَّهُ كَلَّمَهُ، وَكَيْفَ جَاهَرَ فِي دِمَشْقَ بِاسْمِ يَسُوعَ. فَكَانَ مَعَهُمْ يَدْخُلُ وَيَخْرُجُ فِي أُورُشَلِيمَ وَيُجَاهِرُ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.” (أع 9: 26-28).

    وعرض على التلاميذ البشارة التي كان يبشر بها فأعطوه يمين الشركة كشريك معهم في خدمة بشارة المسيح:

    ثُمَّ بَعْدَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً صَعِدْتُ أَيْضاً إِلَى أُورُشَلِيمَ مَعَ بَرْنَابَا، آخِذاً مَعِي تِيطُسَ أَيْضاً. (2) وَإِنَّمَا صَعِدْتُ بِمُوجَبِ إِعْلاَنٍ، وَعَرَضْتُ عَلَيْهِمِ الإِنْجِيلَ الَّذِي أَكْرِزُ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، وَلَكِنْ بِالاِنْفِرَادِ عَلَى الْمُعْتَبَرِينَ، لِئَلاَّ أَكُونَ أَسْعَى أَوْ قَدْ سَعَيْتُ بَاطِلاً. (غلاطية 2 / 1-2)

     

    وَأَمَّا الْمُعْتَبَرُونَ أَنَّهُمْ شَيْءٌ، مَهْمَا كَانُوا، لاَ فَرْقَ عِنْدِي: اللهُ لاَ يَأْخُذُ بِوَجْهِ إِنْسَانٍ – فَإِنَّ هَؤُلاَءِ الْمُعْتَبَرِينَ لَمْ يُشِيرُوا عَلَيَّ بِشَيْءٍ. (7) بَلْ بِالْعَكْسِ، إِذْ رَأَوْا أَنِّي اؤْتُمِنْتُ عَلَى إِنْجِيلِ الْغُرْلَةِ كَمَا بُطْرُسُ عَلَى إِنْجِيلِ الْخِتَانِ. (8) فَإِنَّ الَّذِي عَمِلَ فِي بُطْرُسَ لِرِسَالَةِ الْخِتَانِ عَمِلَ فِيَّ أَيْضاً لِلأُمَمِ. (9) فَإِذْ عَلِمَ بِالنِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لِي يَعْقُوبُ وَصَفَا وَيُوحَنَّا، الْمُعْتَبَرُونَ أَنَّهُمْ أَعْمِدَةٌ، أَعْطَوْنِي وَبَرْنَابَا يَمِينَ الشَّرِكَةِ لِنَكُونَ نَحْنُ لِلأُمَمِ وَأَمَّا هُمْ فَلِلْخِتَانِ. (غلاطية 2 / 6-9)

     

    ليس هذا وحسب، بل أن القديس بولس الرسول في قصة عليم الساحر الذي كان يقاوم الرب، يقول عنه (بولس) الكتاب أنه امتلأ من الروح القدس حتى قاوم عليم الساحر باسم الرب وأغلق عيناه:

    وَأَمَّا شَاوُلُ، الَّذِي هُوَ بُولُسُ أَيْضًا، فَامْتَلأَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَشَخَصَ إِلَيْهِ وَقَالَ: «أَيُّهَا الْمُمْتَلِئُ كُلَّ غِشٍّ وَكُلَّ خُبْثٍ! يَا ابْنَ إِبْلِيسَ! يَا عَدُوَّ كُلِّ بِرّ! أَلاَ تَزَالُ تُفْسِدُ سُبُلَ اللهِ الْمُسْتَقِيمَةَ؟ فَالآنَ هُوَذَا يَدُ الرَّبِّ عَلَيْكَ، فَتَكُونُ أَعْمَى لاَ تُبْصِرُ الشَّمْسَ إِلَى حِينٍ». فَفِي الْحَالِ سَقَطَ عَلَيْهِ ضَبَابٌ وَظُلْمَةٌ، فَجَعَلَ يَدُورُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَقُودُهُ بِيَدِهِ. فَالْوَالِي حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى مَا جَرَى، آمَنَ مُنْدَهِشًا مِنْ تَعْلِيمِ الرَّبِّ.” (أع 13: 9-12).

    وليست هذه المعجزة الوحيدة التي فعلها الرسول بولس بل أن الكتاب يقول:

    “فَأَقَامَا زَمَانًا طَوِيلًا يُجَاهِرَانِ بِالرَّبِّ الَّذِي كَانَ يَشْهَدُ لِكَلِمَةِ نِعْمَتِهِ، وَيُعْطِي أَنْ تُجْرَى آيَاتٌ وَعَجَائِبُ عَلَى أَيْدِيهِمَا. فَانْشَقَّ جُمْهُورُ الْمَدِينَةِ، فَكَانَ بَعْضُهُمْ مَعَ الْيَهُودِ، وَبَعْضُهُمْ مَعَ الرَّسُولَيْنِ.” (أع 14: 3-4).

     

    فها هو الرسول بولس، يبشر بدعوة من المسيح نفسه، وحل عليه الروح القدس لأجل البشارة والكرازة، ويعمل الرب به المعجزات، وقد عرض إيمانه على التلاميذ والرسل الآخرين. فهل -بعد كل هذا- يمكن أن يقول قائل: أين قال كتبة العهد الجديد أنهم يكتبون بوحي وهم كل بشارتهم إنما كانت من الروح القدس؟

     

    [1] De Reta in Deum Fide.

    [2] Adv. Haer. 51:5.

    هل العهد الجديد مكتوب بوحي؟ أين دعا الله إلى كتابته؟ (19)

  • معاذ عليان في قبضة فريق اللاهوت الدفاعي – فهل يجرؤ أن يرد؟ ?

    معاذ عليان في قبضة فريق اللاهوت الدفاعي – فهل يجرؤ أن يرد؟ ?

    معاذ عليان في قبضة فريق اللاهوت الدفاعي – فهل يجرؤ أن يرد؟ 🙂 

    معاذ عليان في قبضة فريق اللاهوت الدفاعي – فهل يجرؤ أن يرد؟ ?
    معاذ عليان في قبضة فريق اللاهوت الدفاعي – فهل يجرؤ أن يرد؟ ?

    الأحباب أعضاء صفحة فريق اللاهوت الدفاعي، سلام ملك السلام مع جميعكم الذي لم يفعل ولم يعرف خطية.

    اليوم موعدنا مع سلسلة جديدة للرد على معاذ عليان. سلسلة جديدة بأسلوب جديد..

    طالعنا الشاب معاذ عليان بأكذوبة جديدة من أكاذيبه التي رددنا عليها كثيرا ويتهرب من أمامنا في كل مرة نظرا لقوة الحجة والدليل والمنطق وليس لقوتنا. وأكذوبة اليوم هي ربما أكبر أكذوبة لا يتخيلها أي مسيحي أو مسلم، وهي أن للمسيح له كل المجد، خطايا، ولكي لا نطيل دعونا نبدأ الرد مباشرة.

    ما القضية؟ معاذ يريد أن يثبت للمسيح خطية من خلال الكتاب المقدس والتفاسير المسيحية، فهل نجح؟

    سينقسم ردنا إلى عدة محاور، للتسهيل والتقسيم ووضوح الأفكار، ولأن المسيحي قوي بعقيدته وكتابه وأدلته ومنطقه، فسوف نعطي معاذ درسًا جديدًا مع الدروس القديمة، ولن ينساه…

    المحور الأول: معاذ يخبرنا بالمصدر الذي يحتكم إليه لإثبات أن للمسيح خطية، فهل حقا سيلتزم بما قاله؟

    قال معاذ في بداية شبهته حرفيا الكلام الآتي، ونرجو التركيز الشديد في كلامه لأننا -من فرط قوتنا كمسيحيين وفرط ضعفه- سنرد عليه من خلال كلامه هو بنفسه، قال معاذ:

    [هل يسوع كان معصوم من الخطية فعلا؟ إحنا هانتكلم من نظرة مسيحية مش من نظرة إسلامية. هل فعلا يسوع بلا خطية؟ يعني لم يرتكب أي خطأ بحسب الكتاب المقدس الذي يؤمن به النصارى اليوم، خلونا نشوف أول خطية ارتكبها يسوع حسب الكتاب المقدس وحسب التفاسير المسيحية]

    هل ترون هذه الكلمات الملونة باللون الأحمر؟ لا تنسوها لأن هذه الكلمات سيهرب منها معاذ بعد قليل لأنه يستغل عدم دقة المتابعين المسلمين ويوهمهم أنه سيثبت كلامه من الكتاب المقدس والتفاسير المسيحية ثم لا يثبت شيء منهما، بل يضيف من عنده ما لا يجده في الكتاب المقدس والتفاسير المسيحية.

    أولا: هناك قاعدة يعرفها المسلم جيدا، وهي أنه “لا اجتهاد مع نص” بمعنى أن طالما يوجد نص صريح وحرفي ويقول بشيء معين، فلا مجال للاجتهاد في تفسيره، لماذا؟ لأن النص واضح وحرفي ومباشر. والسؤال الآن: هل شهد الكتاب المقدس، ولأكثر من مرة أن المسيح بلا خطية أم لا؟ والجواب هو أن الكتاب المقدس قال لأكثر من مرة أن المسيح له المجد بلا خطية، فلماذا تعامى وتغافل معاذ عن هذه النصوص الحرفية الصريحة وهو الذي يقول إنه سيتكلم بحسب الكتاب المقدس؟ دعونا نقرأ النصوص الحرفية:

    “لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، #بِلاَ_خَطِيَّةٍ.” (عب 4: 15).

    “«الَّذِي #لَمْ_يَفْعَلْ_خَطِيَّةً، وَلاَ وُجِدَ فِي فَمِهِ مَكْرٌ»،” (1 بط 2: 22).

    “وَتَعْلَمُونَ أَنَّ ذَاكَ أُظْهِرَ لِكَيْ يَرْفَعَ خَطَايَانَا، #وَلَيْسَ_فِيهِ_خَطِيَّةٌ.” (1 يو 3: 5).

    “لأَنَّهُ كَانَ يَلِيقُ بِنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ مِثْلُ هذَا، #قُدُّوسٌ_بِلاَ شَرّ_وَلاَ_دَنَسٍ، قَدِ انْفَصَلَ عَنِ الْخُطَاةِ وَصَارَ أَعْلَى مِنَ السَّمَاوَاتِ” (عب 7: 26).

    #مَنْ_مِنْكُمْ_يُبَكِّتُنِي_عَلَى_خَطِيَّةٍ؟ فَإِنْ كُنْتُ أَقُولُ الْحَقَّ، فَلِمَاذَا لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِي؟” (يو 8: 46).

    “لاَ أَتَكَلَّمُ أَيْضًا مَعَكُمْ كَثِيرًا، لأَنَّ رَئِيسَ هذَا الْعَالَمِ يَأْتِي #وَلَيْسَ_لَهُ_فِيَّ_شَيْءٌ.” (يو 14: 30).

    “لأَنَّهُ جَعَلَ #الَّذِي_لَمْ_يَعْرِفْ_خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ.” (2 كو 5: 21).

    “فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا #الْقُدُّوسُ_الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.” (لو 1: 35).

    “عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ، بَلْ #بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَل #بِلاَ_عَيْبٍ_وَلاَ_دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ،” (1 بط 1: 18-19).

    “فَلَمَّا رَأَى بِيلاَطُسُ أَنَّهُ لاَ يَنْفَعُ شَيْئًا، بَلْ بِالْحَرِيِّ يَحْدُثُ شَغَبٌ، أَخَذَ مَاءً وَغَسَلَ يَدَيْهِ قُدَّامَ الْجَمْعِ قَائِلًا: «إِنِّي بَرِيءٌ مِنْ دَمِ هذَا #الْبَارِّ! أَبْصِرُوا أَنْتُمْ!».” (مت 27: 24).

    “قَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «مَا هُوَ الْحَقُّ؟». وَلَمَّا قَالَ هذَا خَرَجَ أَيْضًا إِلَى الْيَهُودِ وَقَالَ لَهُمْ: «#أَنَا_لَسْتُ_أَجِدُ_فِيهِ_عِلَّةً_وَاحِدَةً.” (يو 18: 38).

    فها هم أكثر من 10 نصوص تقول حرفيا [بلا خطية، لم يفعل خطية، ليس فيه خطية، قدوس بلا شر ولا دنس، من منكم يبكتني على خطية، الذي لم يعرف خطية، القدوس المولود، حمل بلا عيب ولا دنس إلخ]، فهل هذه النصوص ليست في الكتاب المقدس؟

    فإذا كان معاذ باحث وصادق ولا يستغفل متابعيه السذّج، فكيف يترك كل هذه النصوص الحرفية الواضحة الصريحة، والموضوع كله عن “خطايا يسوع” حاشاه؟

    أمر عجيب وغريب على كل باحث مُنصف عاقل بحق، لكن لأن معاذ ليس هدفه لا البحث ولا الحق، فهو ترك هذه النصوص الحرفية وذهب لقصة في الانجيل، وقال من عنده أن المسيح هنا ارتكب خطية فيها. وهنا يكون قد خدع المستمعين له إذ أوهمهم أنه سيثبت من الكتاب المقدس والتفاسير المسيحية خطايا يسوع، وإذ به لا يقدم لنا كلام الكتاب المقدس أو التفاسير بل كلامه الشخصي أن المسيح ارتكبت خطية.

    ثانيا: صدعنا الأخوة المسلمون بعبارات مثل: أين قال المسيح كذا وكذا؟ أين قال الكتاب المقدس كذا وكذا؟ فها هو الكتاب المقدس يقول حرفيا عن المسيح أنه “بلا خطية، لم يفعل خطية، لم يعرف خطية إلخ] فلماذا لا يلتزم معاذ بكلام الكتاب المقدس الذي قال أنه سيتكلم بحسب نصوصه؟ الإجابة الواضحة: لأنه لا يبحث عن الحق بل عن المال وخداع السذج الذين يتابعونه كي يتعلمون من تدليسه. والسؤال الآن: ألا يدل هذا على القضية عند معاذ ليست قضية نصوص بل أنه يهوى الضلال والاضلال؟

    ثالثا: استشهد معاذ بتفاسير مسيحية (سنأتي لها بالتفصيل بعد قليل)، ليقول إن التفاسير تقول إن المسيح ارتكب خطية، وعلى الرغم من أنه لا يوجد تفسير واحد قال إن المسيح ارتكب خطية، إلا أنه وضع كلامه الشخصي في الفيديو ولم يقرأ من أي تفسير أنه قال إن المسيح فعل خطية، وهذا هو التدليس الصريح، أن يفتح التفاسير ثم يقول كلاما لا يوجد في التفسير ويقول لك “بحسب الكتاب المقدس والتفاسير” يا لتدليسكم.

    وما سنفعله هنا، أننا سنحضر التفاسير التي أحضرها هو بنفسه، ونرى كلام مفسريها وهم يؤكدون أن المسيح له المجد بلا خطية، وبهذا سيكون رددنا على ميزو بنفس القانون والمعيار الذي وضعه على نفسه (راجعوا الكلام باللون الأحمر أعلاه) حيث قال إنه سيتكلم حسب الكتاب المقدس والتفاسير المسيحية، وبالطبع هو كاذب وسيستمر كاذبًا.

    لقد استشهد بالتفاسير التالية:

    • تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
    • التفسير التطبيقي للكتاب المقدس
    • الكنز الجليل في تفسير الإنجيل
    • تفسير متى هنري
    • التفسير الحديث للكتاب المقدس

    ألم يقل إنه سيتكلم بحسب الكتاب المقدس والتفاسير المسيحية؟ حسنا، رأينا أن الكتاب المقدس في أكثر من 10 نصوص يقول حرفيًا أن المسيح بلا خطية، والآن جاء الدور على التفاسير المسيحية لتقول هي الأخرى أن المسيح بلا خطية.

    • تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

    [كان رؤساء الكهنة والكهنة في العهد القديم خطاة كسائر الشعب، يحتاجون معهم إلى من يقدسهم، أما رئيس الكهنة يسوع فهو “قُدُّوسٌ بِلاَ شَرٍّ وَلاَ دَنَسٍ، قَدِ انْفَصَلَ عَنِ الْخُطَاة،ِ وَصَارَ أَعْلَى مِنَ السَّماَوَاتِ” [٢٦]. فإن كان قد صار كواحد منا، لكنه لا يزال القدوس وحده، المنفصل عن الخطاة المرتفع إلى السماوات، به وفيه نتقدس، ونجد لنا موضعًا في حضن أبيه السماوي. كهنة العهد القديم محتاجون إلى تقديم ذبائح أولاً عن أنفسهم ثم بعد ذلك عن خطايا الشعب، مكررين هذا العمل بلا انقطاع، أما رئيس الكهنة يسوع فقد “فَعَلَ هَذَا مَرَّةً وَاحِدَةً، إِذْ قَدَّمَ نَفْسَهُ. فَإِنَّ النَّامُوسَ يُقِيمُ أُنَاسًا بِهِمْ ضُعْفٌ رُؤَسَاءَ كَهَنَةٍ. وَأَمَّا كَلِمَةُ الْقَسَمِ الَّتِي بَعْدَ النَّامُوسِ فَتُقِيمُ ابْنًا مُكَمَّلاً إِلَى الأَبَدِ” [٢٧-٢٨]، وشتان ما بين الناس الذين بهم ضعف والابن الكامل الأبدي!] [عبرانيين 7 – تفسير رسالة العبرانيين]

    [جاء لينزع شوكة الخطية، ويعلن أنه بلا خطية، فنقتدي به ونتعلق به، ثابتين فيه كي نصير نحن أيضًا بلا خطية. لكن هل يعني هذا أنه يوجد إنسان على الأرض بلا خطية؟!] [يوحنا الأولى 3 – تفسير رسالة يوحنا الأولى]

    [لم يقصد الرسول أن يتحدث هنا عن قداسة المسيح، فهو قدوس بلا خطية، لكنه يسير معنا في طريق الصليب لكي نقتفي آثار خطواته، فإنه لم يفعل خطية واتُّهِمَ بأنه صانع شر؛ ولا وُجِدَ في فمه مكر واتُّهِمَ كمضلل.] [بطرس الأولى 2 – تفسير رسالة بطرس الأولى]

    [لكي لا يكون لهم عذر قال لهم أنه سبق فأخبرهم بالكلام كما بالعمل. سبق فأعلن لهم أنه ابن الله وابن الإنسان الذي له الحياة في ذاته، وأنه صاحب سلطان أن يدين، أفليس هو المسيح؟ لقد تظاهروا أنه تركهم في حيرة، لكنه أكد لهم أنهم لا يريدوا أن يؤمنوا. أشار إلى أعماله وإلى حياته، فهو الذي بلا خطية، أعماله وحياته تشهد لحقيقة شخصيته الفريدة.] [إنجيل يوحنا 10 – تفسير إنجيل يوحنا]

    إذن: فالقمص تادرس يعقوب ملطي الذي استشهد ميزو بتفسيره، يقول حرفيًا أيضا أن المسيح بلا خطية، فلماذا يدلس معاذ على القمص ويقول إنه سيستخرج من التفاسير المسيحية خطايا للمسيح (حاشاه)؟ ج: لأنه كاذب.

    • التفسير التطبيقي للكتاب المقدس

    [وقد اختبر يسوع، مثلنا، كل التجارب التي نجتازها اليوم. لكنه يختلف عنا، لأنه برغم التجربة لم يسقط في الخطية. فهو الإنسان الوحيد الذي لم يقترف إثما، ولم يرتكب خطية طوال حياته على الأرض. وهو الآن في السماء يتفهم ضعفاتنا ويدرك تجاربنا ويهبنا الغفران.] (عبرانيين 4: 15)

    [لا يمكن لأي إنسان أن يتهم الرب يسوع بخطية واحدة. والناس الذين أبغضوه وأرادوا قتله فحصوا حياته بتدقيق لكن لم يمكنهم أن يجدوا فيه خطأ واحدا. وقد برهن الرب يسوع على أنه الله الظاهر في الجسد حينما عاش حياته بلا خطية، وهو المثال الوحيد الكامل الذي ينبغي أن نتبعه.] (يوحنا 8: 46)

    [برغم عدم مقدرة الشيطان الانتصار على الرب يسوع (مت 4) إلا أنه مازال يحاول المقاومة. إن سلطان الشيطان كائن فقط لأن الله يسمح له بالعمل. ولكن لأن الرب يسوع بلا خطية فليس للشيطان سلطان عليه أو دعوى عليه. وكلما أطعت الرب يسوع وسرت في مشيئة الله، قلت سلطة الشيطان عليك وتضاءلت.] (يوحنا 14: 30)

    • الكنز الجليل في تفسير الإنجيل

    [بل مجرب في كل شيء مثلنا اي انه مثل الناس اختبر جميع الضعف الانساني وذلك على معنيين (1) انه احتمل المقاومة والبغض والاضطهاد لأجل الحق. (۲) احتمل التجارب من الشيطان ولكن ليس على شكل انها كانت تفعل فيه كما تفعل فينا لأننا كثيرا ما تخضع لها خضوعا تاما أو جزئيا واما المسيح فلم يخضع لها قط بوجه من الوجوه.

    بلا خطية: قيد صريح لكونه قد تعرض للتجارب بدون ان يخضع لها. فكان مثلنا في التعرض للتجارب لا في السقوط في الخطية

    كان رئيس الكهنة قادراً ان يرثي لضعفات الشعب لأنه خاطي مثلهم وكونه خاطنا جعله غير قادر ان يخلصهم واما يسوع الكاهن العظيم الكامل في كل صفاته فيقدر ان يرثي لضعفات الشعب لأنه مجرب مثلهم ويقدر ان يخلصهم لأنه بلا خطية وأعظم التجارب يصيب الذين لا يسقطون فكان يسوع كمقاتل يبقى يقاتل بعد سقوط كل من سواه من المقاتلين.] (الكنز الجليل في تفسير الإنجيل، ج8، ص39)

    • تفسير متى هنري

    [شر ولا دنس…» ( ع ٢٦ – ٢٨ ). إن حالتنا كخطاة استلزمت وجود رئيس كهنة ليقوم بعمليتي الإرضاء (إرضاء العدالة الإلهية) والشفاعة من أجلنا، ولا يوجد أي كاهن يصلح أو فيه الكفاية لمصالحتنا مع الله إلا واحد هو بارا برا كاملا. لقد كان الرب يسوع هو رئيس الكهنة الذي نحتاج إليه، لأنه قدوس ذاته وكامل تماما، فهو قدوس ليس فيه خطية رغم وجود الخطية في أفضل المؤمنين. لم يصنع أدنى شر نحو الله أو نحو إنسان، إنه طاهر ورغم أنه أخذ على نفسه ذنب خطايانا، لكنه لم يقحم نفسه في عمل أو خطأ يصدر عن خطية. إنه منفصل عن الخطاة. وعلى الرغم من أنه اتخذ لنفسه طبيعة بشرية حقيقية، ولكن الطريقة المعجزية التي حبل بها جعلته مختلفا عن بقية الجنس البشري. لقد صار أعلى من السماوات إذ ارتفع إلى يمين الله ليمارس كهنوته من أجلنا. إن صلاحية وشمول كهنوت المسيح في ع هي دليل عدم تحيز هذا الكهنوت أو أنانيته، فهو لم يكن محتاجا أن يقدم ذبيحة عن نفسه، بل كانت ذبيحته نيابة عن الآخرين ولأجلهم.] (تفسير متى هنري للعهد الجديد (التفسير الكامل)، ج2، ص529)

    • التفسير الحديث للكتاب المقدس

    [وبهذه العبارة المحددة والهامة عن خلو يسوع من الخطية، يمكننا أن نقارن قول بولس في ٢ كو ٥: ٢١. فإنه لعامل مكمّل لتعليم العهد الجديد – ومهم جداً بصفة خاصة بالنسبة التعليم كاتب هذه الرسالة عن رئيس الكهنة) قارن العبارات الواردة في ٧: ٢٦ – إلخ) – أن يسوع رغم كونه إنساناً، إلا أنه كان بلا خطية] (التفسير الحديث للكتاب المقدس، العهد الجديد، الرسالة إلى العبرانيين، ص115)

    إذن، هذه هي كتب التفاسير التي اختارها معاذ بنفسه ليثبت من خلالها (هيهات) أن المسيح حاشاه قد ارتكب خطية. هي نفسها الكتب التي قالت حرفيًا، ونصيًا أن المسيح بلا خطية. فأين كلام معاذ أنه سيتكلم حسب الكتاب المقدس والتفاسير المسيحية؟ ها هي التفاسير المسيحية التي اخترتها بنفسك يا معاذ، فلتستخرج منها أن للمسيح خطية، وهي التي صرحت وقالت حرفيا أنه بلا خطية!

    فهل تأكدتم كيف يخدع الكذاب وأبو كل كذاب وبنيه، متابعينه؟ يبدأ بعنوان ليوهم المستمع أن كلامه موجود في كتاب المسيحيين وتفاسيرهم، ثم يبدأ في إدخال أفكاره الخاصة على الكتاب والتفاسير ولا يقدم لنا دليلا من الكتاب أو التفاسير، بل كلامه الخاص أثناء قراءة التفاسير والكتاب، فلاحظوا كم مرة أوقف قراءة الكتاب والتفسير وتكلم هو بما لا يوجد في الكتاب أو التفاسير لتعرفوا ان الكتاب المقدس لا يسعفه في كذبه ولا التفاسير أيضًا.

    أقوال بعض الآباء

    • مات آدم لأنه أخطأ، ومات المسيح الذي بلا خطية، غالبًا الموت الذي جاء من الخطية. ويقوم كل أحدٍ، البار والشرير، على السواء في المسيح، لكن غير المؤمنين يُسلمون للعقوبة، بالرغم من ظهورهم أنهم قاموا من الأموات، إذ هم يقبلون أجسادهم لكي يتحملوا عقوبةً أبديةً بسبب عدم إيمانهم[1].

    أمبروسياستر

    • لأن بدون الناموس الخطية ضعيفة، فإنها وإن كانت تمارس بدونه لم يكن إدانتها بالكامل. ومع أن الشر صار له موضع لكن لم يُشر إليه بوضوح هكذا. لهذا فإن الناموس سبب تغييرًا ليس بقليلٍ. أولاً جعلنا نتعرف على الخطية بطريقة أفضل وقدَّم العقوبة… نعم لكي يظهر أن الناموس ليس في ذاته يهب الخطية القوة، لذلك أكمل المسيح الناموس كله وكان بلا خطية[2].

    القديس يوحنا الذهبي الفم

    • المسيح هو بابي إليكم، بالمسيح أجد مدخلاً، لا إلى بيوتكم بل إلى قلوبكم. بالمسيح أدخل، إنه المسيح الذي فيّ، هو الذي تريدون أن تسمعوا له. ولماذا تريدون أن تسمعوا المسيح فيّ؟ لأنكم قطيع المسيح، أُشتريتم بدم المسيح. إنكم تعرفون ثمنكم، الذي لا يُدفع بواسطتي، وإنما يكرز به بواسطتي. إنه هو، وهو وحده المشتري، الذي سفك دمه الثمين – الدم الثمين لذاك الذي بلا خطية[3].

    القديس أغسطينوس

    يمكننا أن نتوقف هنا ونكون قد رددنا على أكذوبته الساذجة أنه سيتكلم بحسب الكتاب المقدس والتفاسير، حيث أننا أحضرنا من الكتاب المقدس ومن التفاسير تصريحات حرفية ومباشرة وصريحة في كون المسيح: بلا خطية. وبالتالي فأي محاولة لجعل المسيح قد ارتكب خطية لهي محاولة مضحكة فاشلة ساذجة. لكننا سنكمل في الرد على ما قاله.

    المحور الثاني: دعونا نفترض أن المسيح بكونه الله قال للمرأة: يا كلبة، حرفيًا، فهل بهذا يكون شتمها

    المسيح له كل المجد لم يقل للمرأة “أنتي كلبة” أو “يا كلبة” أو شيء من هذا القبيل. لكن في علم اللاهوت الدفاعي، يمكن للمدافع أن يفترض أقصى شيء يقوله المعترض لكي عندما يرد عليه يكون قد رد على ما هو أقل من هذا الافتراض. بكلمات أخرى، ماذا لو كان المسيح قال للمرأة: يا كلبة؟ أليست هذه الكلمة أقوى في المعنى الذي يريده معاذ؟ حسنا، نحن سنفترض أن المسيح له كل المجد قال هذه الكلمة الأقوى، فهل إن قالها المسيح سيكون له خطية؟

    لكي نفهم هذه النقطة دعونا نتساءل: هل الله عندما يقول [“اَلثَّوْرُ يَعْرِفُ قَانِيَهُ وَالْحِمَارُ مِعْلَفَ صَاحِبِهِ، أَمَّا إِسْرَائِيلُ فَلاَ يَعْرِفُ. شَعْبِي لاَ يَفْهَمُ».” (إش 1: 3).] فهل يكون الله قد ارتكب خطية؟ بالطبع لا، ولا يقول بهذا عاقل، لماذا؟ لأسباب كثيرة، منها

    • أن الله قدوس قداسة مطلقة في طبيعته فلا يمكن للخطية أن تصدر عنه أصلا لأن الخطية شر فكيف يوجد الشر في طبيعة الله؟
    • ومنها أن الله يصف شعب إسرائيل لأن علمه ليس محدود، بل هو علم مطلق وبره بر مطلق، وبالتالي فعندما يوبخ إنسانا فهو يصفه بالحقيقة الموجودة فيه. فبما أن هذا التوبيخ هو صفة حقيقية في الموصوف، فلا يكون هذا الوصف “تجاوزا” في حق الموصوف، فالتجاوز لفظا هو التعدي من الحق إلى غير الحق. وبما أن الله لا يقول إلا الحق، والحق المطلق، فلا يمكن أن يكون كلامه تجاوزا في حق الموصوف.
    • الواصف والموصوف: هل يرفض المؤمن أن يكون عبدا وخاضعا لله؟ بالطبع نعم، فهل يرفض المؤمن أن يكون عبدا وخاضعا لغير الله؟ بالطبع لا، لماذا؟ فمع أن صفة “العبودية” و”الخضوع” صفتان سيئتان لغير الله، إلا أن هذه صفات واجبة من الانسان لله. ومن هنا نعرف، أن الكلمات التي يقولها المسيح بكونه الله تخلف في صفتها إذا قالها إنسان لآخر.
    • أما السبب الأوضح فهو “المعيار”، فما هو المقياس/المعيار الذي نقيس عليه الفعل أو القول أنه خاطئ أو غير خاطئ؟ هذه تسمى الحجة الأخلاقية في علوم الدفاعيات وبالتحديد في الرد على الإلحاد. والفكرة ببساطة هي وجود معيار/مقياس/مسطرة لقياس الأفعال، فيظهر أن بعضها خاطئ وبعضها صحيح بالقياس لهذا المعيار. ولنضرب مثلا لتوضيح الفكرة لمن لم يفهمها. فكرة الدستور والقانون. فالدستور والقانون يضعان القواعد العامة والخاصة لأفعال الناس، وبالتالي، يحاسبهم على الأفعال التي يحسبها هذا القانون “جريمة/خطأ” بالنسبة لنصوص الدستور والقانون. وبالتالي، فأي فعل لم يجرمه هذا القانون، لا يعد فعل خاطئ في هذه الدولة التي يحكمها هذا الدستور والقانون. فمثلا: لماذا لا يعتبر شرب عصير البرتقال فعلا خاطئًا؟ لأن القانون لم يقل إن هذا الفعل خاطئ، فلو افترضنا أن القانون قال ان شرب عصير البرتقال هو فعل يحاسب عليه القانون؟ عندها سيكون كل شخص يشرب عصير البرتقال يقع تحت طائلة القانون ويحاسب منه. نفس الفكرة، فالله هو من يضع المعيار/القانون/الدستور/المقياس، وهذا القانون للحكم بين البشر، وبالتالي، لله السلطة الأعلى في وضع هذا القانون، فكيف يكون من وضع القانون للحكم بين البشر خاضع للقانون؟

    هذا يعني أن الرب يسوع المسيح بكونه هو الإله، حتى وإن افترضنا جدلًا أنه قال للمرأة “يا كلبة” وهو لم يقل هذا من الأساس، فلن تكون هذه خطية له، بل ستكون المرأة كلبة بحق وليس في هذا إساءة لها على الاطلاق. كما يقول الله لنا “أنتم عبيدي” ويقول لنا إنسان آخر “أنتم عبيدي”، فهل اختلفت الكلمة أم اختلف صاحب الكلمة؟ لم تختلف الكلمة وانما صاحبها، وبالتالي فالكلمة من الله مقبولة لأنها حق، والكلمة من غير الله غير مقبولة (ليس مطلقا) لأنها ليست حق بالضرورة).

    المحور الثالث: من فمك ندينك أيها العبد الشرير معاذ

     

    إنه لمن عجائب زماننا الحاضر أن يأتي معاذ المسلم ويتهم المسيح بالعنصرية، وهذا يعني أن معاذ يجهل ما يوجد في عقيدته ونصوص القرآن والحديث والفقه والفتاوى، وأنه يكيل بمكيالين، فهذه القضية يعرفها كل انسان مسلم حق المعرفة. فدعونا نبدأ باقتباس ما قاله معاذ حرفيا ثم نستعرض أمثلة عديدة ونسأله عما بها: هل هذه عنصرية أم لا.

     

    يقول معاذ:

    • [فقال لها المسيح كلمة عنصرية بغيضة، قال لها ما نصه “ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب … سب وشتيمة وعنصرية وتشبيه لبشر بالكلامقمة العنصرية مع امرأة … ومهما حاولت تبرر الكلام ده فأكيد استحالة تعرف تبرر العار والعنصرية اللي فيه]
    • [اعتبار كل الأمم من غير اليهود كلاب أليس هذا سبا وخطية في نظر المسيحي؟]

     

    نركز هنا على اعتبار معاذ أن كلمة “كلبة” التي لم يقولها المسيح له المجد للمرأة الكنعانية أصلا، هي تعتبر عنصرية وشتيمة وسب، ونبدأ بعرض النصوص التي يجهلها معاذ لكي نعطيه درسًا قاسيا في دينه الذي يجهله أيضا:

    • من التوبة: “إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ” (28)

    التعليق: هنا نجد القرآن يقول إن أي مشرك هو “نجس” وبالطبع معاذ يقول عن المسيحي مشرك، فمعاذ لا يرى في هذا النص سبا وشتيمة للمسيحيين (طالما يعتبرنا مشركين) ويرى في كلام اليهود الذي قاله المسيح ليصححه “سبا وشتيمة وعنصرية”..

    • من الفرقان: “أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا” 44

    التعليق: ها هو النص يصف الآخرين أنهم أضل من الأنعام! ليسوا فقط حيوانات = أنعام، بل أنهم أضل من الحيوانات، وبالطبع هذا النص لا يعتبره معاذ سبا أو شتيمة أو عنصرية إلخ إلخ.

    • من المائدة: “قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ” 60

    التعليق: طبعا وصف مجموعة من البشر أنهم قردة وخنازير، ده حلو ومافيهوش ولا شتيمة ولا عنصرية… حلو وزي الفل عند معاذ، لكن كلام المسيح اللي نقله على لسان اليهود للتصحيح (كما سنرى) كلام عنصري وسب وشتيمة وكخة!

    • من الأعراف: “فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ” 176

    التعليق: ها هو نفس اللفظ “الكلب” يطلقه معاذ على كل شخص غير مسلم، لأن النص يقول “كذبوا بآياتنا” وبالطبع المسيحي وكل من هو غير مسلم لا يؤمن بالقرآن، فهم بالنسبة للقرآن مجرد “كلاب” فهل سيقول معاذ على هذا النص أنه به سب وشتيمة وعنصري لكونه يصف البشر بالكلاب؟ بالطبع لا، لأنه يكيل بمكيالين، رغم ان المسيح لم يقل أصلا للمرأة: أنتي كلبة، أو: يا كلبة! لكن معاذ يتجنى على المسيح له كل المجد.

    • من الجمعة: “مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ” 5

    التعليق: نستمر مع قائمة الشتائم المباشرة والصريحة والحرفية للبشر، ها هو النص يشتم اليهود ويقول إنهم مثل الحمار! وطبعا معاذ يعتبر هذا النص مقدسا ويقرأه ويتعبد به، ولا يقول أنه به سب أو شتيمة أو عنصرية تجاه اليهود.. لكن يا حرام، المسيح اللي ما قالش أصلا للمرأة أنها كلبة، أصبح يشتم ويسب وعنصري!! هذا هو مستوى معرفتهم بكتابهم.

    • سورة القلم: (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (١٠) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (١١) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (١٢) ‌عُتُلٍّ ‌بَعْدَ ‌ذَلِكَ ‌زَنِيمٍ (١٣)) 13

    التعليق: زنيم = إبن الزنى![4] تخيلوا؟ معاذ زعلان على كلمة “كلاب” وبيقول أنها عنصرية وسب وشتيمة ومش زعلان من وصف “إبن زنى” ولا بيقول أنها سب وشتيمة ولا عنصرية!! ثم ما ذنب الإنسان أنه إبن زنى!! أين أخطأ هذا الشخص الذي جاء من زنى؟ لماذا نعته القرآن بهذا؟

    أما عن العنصرية فحدث ولا حرج..

    • فمعروف أن القرآن لم يحرم أن يكون المرء عبدًا أو أمة أو ملك لليمين وهو الدين الخاتم كما يقولون، بل وضع تشريعات خاصة بكل هذه الفئآت ولم يلغها.
    • ومعروف أن دم المسلم لا يساوي دم الكافر (كل غير مسلم) ولذلك لقول الحديث “لا يُقتل مسلم بكافر”، أي أن لو أن شخصا مسلما، قتل شخصا لا يؤمن بالإسلام، فلا يجب قتل المسلم لأنه قتل الكافر، بل فقط يجب وضع عقوبة له دون القتل على الأغلب.
    • ومعروف أن المسلم يعتقد أنه لا يستوي مع الكافر، بل أن المسلم أعلى من الكافر عمومًا[5].
    • ﴿‌يَوْمَ ‌تَبْيَضُّ ‌وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (١٠٦) ﴾ [آل عمران: 106] – ما ذنب الذين ولدوا ببشرة سمراء أن يجدوا في القرآن أن الكافرين في يوم القيامة ستكون وجوههم سوداء أيضا؟! وكيف ينظر لهم الناس وسط هذه الثقافة! ولماذا تسود أو تبيض وجوه أصلا وربط الإيمان والكفر بألوان محددة؟ مع ملاحظة أني أعرف تفاسير المسلمين وأعذارهم هنا، لكن سؤالي عن اللون نفسه.
    • لا تَبْدَؤُوا اليَهُودَ ولا النَّصارَى بالسَّلامِ، فإذا لَقِيتُمْ أحَدَهُمْ في طَرِيقٍ، فاضْطَرُّوهُ إلى أضْيَقِهِ.

    الراوي: أبو هريرة | المحدث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم

    الصفحة أو الرقم: 2167 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

    لماذا يجبر المسلم (يضطر) اليهود والنصارى إلى أضيق الطريق؟ أليسوا ببشر مثل المسلم؟ التفريق هنا فقط على أساس الدين، فهذا النصراني أو اليهودي إن جاء قبل مقابلة المسلم بنصف متر، ثم قال الشهادتين سيصبح حالا مسلم ولن يطبق عليه هذا الحكم في الحديث! إذن، فالعبرة هنا بكونك مسلم او غير مسلم: فلو كنت غير مسلما فلن يبدأ المسلم بالسلام معك وسيجبرك أن تلتزم أضيق الطريق وهو لا لكونك غير مسلم مثله!

    لاحظوا أننا هنا نذكر الأمور المعروفة للعامة فقط، ولا نذكر كل شيء، وإلا فيمكننا ذكر أمثلة كثيرة جدا جدا جدا، لكن الأهم أن الفكرة أصبحت واضحة.

    ليست العنصرية هنا ضد غير المسلمين فقط، بل إلى النساء المسلمات أيضا، ويمكن ذكر بعض الأمثلة كالآتي:

    المثال الأول: أعرض هنا الحديث الشهير الذي يقول عن النساء أنهن “ناقصات عقل ودين” فهذا واضح ومعروف، وإن قالوا إن نقصان العقل لأن المرأة تنسى، فالذكور أيضا تنسى، فلماذا لم يقل عنهم مثلما قال عن المرأة؟ وإن كانت المرأة الأخرى تذكر المرأة الأولى، فماذا إن نسيت المرأة الثانية أيضًا؟ فالمرأة الثانية هي أيضا ناقصة عقل، فهل سيلزمها امرأة ثالثة وهكذا؟

    وإن قالوا إن نقصان الدين لأنها لا يمكنها ممارسة كل العبادات في كل وقت في الشهر، فمن المسئول عن هذا؟ أليس الذي خلقها؟ أليس الذي خلقها هو الذي وضع فيها هذا الأمر كل شهر؟ ثم بعدما وضع هذا في جسدها، كان يمكنه أن يجعلها تمارس كل العبادات كل شهر أيضا فهو لن يتضرر، لكنه خلقها بهذا الأمر، ثم منعها من ممارسة الدين كما الذكر، ثم لم يكتف بهذا، بل وصفها أنها ناقصة!!! فما دخل المرأة بنقصان عقلها ودينها والله هو الذي خلقها على هذا الأمر (هذا إن كان هذا تبرير أصلا).

    المثال الثاني: سنستعرض نصا لا يعرفه أغلب المسلمين وهكذا المسيحيين ونرى كيف فسره علماء الإسلام، النص يقول [﴿وَلَا تُؤْتُوا ‌السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا (٥)﴾ [النساء: 5]]

    والسؤال الآن؟ من هم السفهاء المقصودون في هذا النص؟ وسنتكلم هنا بالمراجع والتفاسير المسيحية ولن نضيف فكرنا الخاص، ونتحدى معاذ أن يحاول، مجرد محاولة، أن يرد على تفاسيره وأن يتوقف عن التهرب من الردود التي ردت كل شبهاته الواهية.

    تفسير العز بن عبدالسلام (المتوفى: 660هـ):

    {السُّفَهَآءَ} النساء، أو الصبيان، أو كل مستحق للحَجْر، أو الأولاد المفسدين، نهى أن يقسم ماله بينهم ثم يصير عيالاً عليهم، والسَّفَه: خِفَّة الحُلم، ولذا وصف به الناقص العقل، والمفسد للمال لنقصان تدبيره، والفاسق لنقصانه عند أهل الدين. {أَمْوَالَكُمُ} أيها الأولياء، أو أموال السفهاء. {قيماً} و {قياماً} قوام معايشكم. {وَارْزُقُوهُمْ} أنفقوا من أموالكم على سفهائكم، أو لينفق الولي مال السفيه عليه. {قَوْلاً مَّعْرُوفًا} وعداً جميلاً، أو دعاء كقوله: ” بارك الله فيك “.

    «تفسير سفيان الثوري» (ص88):

    «188: 24: 7 سفيان عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ عَنْ مُجَاهِدٍ ‌ولا ‌تؤتوا ‌السفهاء أموالكم قال ‌النساء الآية 5) .

    189: 15: 8 سفيان عَنْ أَبِي عَمْرٍو عَنْ مُسْلِمٍ الْبطِينِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عن بن عَبَّاسٍ ‌وَلا ‌تُؤْتُوا ‌السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ قَالَ الْمَرْأَةَ قَالَ تَقُولُ أُرِيدُ مرطا بكذى أريد شيئا بكذى أَوْ تَقُولُ هِيَ أَسْفَهُ السُّفَهَاءِ 190»

    «تفسير القرآن من الجامع لابن وهب» (1/ 93):

    «213 – قال: وحدثني سفيان الثوري، عن حميد بن قيس، عن مجاهد في قول الله: {‌ولا ‌تؤتوا ‌السفهاء أموالكم}، قال: هم ‌النساء»

    «تفسير الإمام الشافعي» (2/ 523):

    «قال الشَّافِعِي رحمه الله: في قوله عز وجل: (‌وَلَا ‌تُؤْتُوا ‌السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ) الآية.

    إنهم: ‌النساء والصبيان، لا تملِّكهم ما أعطيتك من ذلك، وكن أنت الناظر لهم فيه»

    «تفسير الطبري جامع البيان – ط دار التربية والتراث» (1/ 293):

    «القول في تأويل قوله جل ثناؤه: {قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ}

    قال أبو جعفر: والسفهاء جمع سَفِيه، كما العلماء جمع عليم (1) ، والحكماء جمعُ حكيم. والسفيه: الجاهل، الضعيفُ الرأي، القليلُ المعرفة بمواضع المنافع والمضارّ. ولذلك سمى الله عز وجل ‌النِّساء والصبيانَ سفهاء، فقال تعالى: (‌وَلا ‌تُؤْتُوا ‌السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا) [سورة ‌النساء: 5] ، فقال عامة أهل التأويل: هم ‌النساء والصبيان، لضعف آرائهم، وقلة معرفتهم بمواضع المصالح والمضارِّ التي تصرف إليها الأموال»

    «تفسير السمرقندي = بحر العلوم» (1/ 281):

    «ثم قال تعالى: ‌وَلا ‌تُؤْتُوا ‌السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ يعني ‌النساء والأولاد الصغار، يعني لا يجعل الرجل ماله في يدي امرأته وأولاده، ثم يجعل نفسه محتاجاً إليهم فلا يدفع إليه عند حاجته. ويقال: لا تدفعوا أموالكم مضاربة، ولا إلى وكيل لا يحسن التجارة. وروي عن عمر رضي الله عنه أنه قال: مَنْ لَمْ يتفقه فلا يتجر في سوقنا. فذلك قوله تعالى ‌وَلا ‌تُؤْتُوا ‌السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ يعني الجهال بالأحكام»

    «تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين» (1/ 347):

    «{‌وَلَا ‌تُؤْتوا ‌السُّفَهَاء أَمْوَالكُم} قَالَ الْكَلْبِيّ: يَعْنِي: ‌النِّسَاء وَالْأَوْلَاد؛ إِذا علم الرجل أَن امْرَأَته سَفِيهَة مفْسدَة، أَو ابْنه سَفِيه مُفسد؛ فَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَن يُسَلط أَيهمَا على مَاله»

    «الوجيز للواحدي» (ص252):

    «{‌ولا ‌تؤتوا ‌السفهاء} أَي: ‌النِّساء والصِّبيان {أموالكم التي جعل الله لكم قياماً} لمعايشتكم وصلاح دنياكم يقول: لا تعمدْ إلى مالك الذي خوَّلك الله وجعله لك معيشةً فتعطيه امرأتك وبنيك فيكونوا هم الذين يقومون عليك ثمَّ تنظر إلى ما في أيديهم ولكن أمسك مالك وأصلحه وكن أنت الذي تنفق عليهم في كسوتهم ورزقهم»

    «التفسير البسيط» (6/ 320):

    «قوله تعالى: {‌وَلَا ‌تُؤْتُوا ‌السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا} الآية قال ابن عباس في هذه الآية: لا تَعمَد إلى مالك الذي خَوَّلك الله وجعله لك معيشةً؛ فتعطيه امرأتك وبنيك، فيكونوا هم الذين يقومون عليك ثم تنظر إلى ما في أيديهم، ولكن أَمْسِك مالك وأَصْلِحه وكن أنت الذي تنفق عليهم في كِسوتهم ورِزقهم ومؤنتهم (3).

    والسفهاء: هم ‌النساء والصبيان في قول ابن عباس (4)، والحسن وقتادة، وسعيد بن جبير، والسدي (5)، واختيار الفراء (6)، وابن قتيبة (7).

    وقال الكلبي: إذا علم الرجل أنّ امرأته سفيهةٌ مُفْسِدةٌ، وأن ولدَه سفيهٌ مُفسِد فلا ينبغي له أن يُسلِّط واحدًا منهما على ماله فيفسد (8)»

    «التفسير الوسيط للواحدي» (2/ 11):

    «ف السفهاء هم ‌النساء والصبيان.

    هذا قول الحسن، وقتادة، وسعيد بن جبير، والسدي»

    «درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة» (1/ 108):

    «أي أنّ السفيه هو الجاهل الضعيف الرأي القليل المعرفة بمواضع المصالح والمضار، ولهذا سمّى الله ‌النساء والصبيان سفهاء فقال تعالى: {‌وَلَا ‌تُؤْتُوا ‌السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا} [‌النساء: 5] وهذا ما ذهب إليه عامة علماء التفسير كالإمام الطبري وابن كثير وغيرهما وقال أبو إسحاق الزجاج: أصل السفه في اللغة خِفَّةُ الحلم»

    «تفسير السمعاني» (1/ 397):

    «قَوْله تَعَالَى: {‌وَلَا ‌تُؤْتوا ‌السُّفَهَاء أَمْوَالكُم} أَكثر الْمُفَسّرين على أَن المُرَاد بالسفهاء: الصّبيان وَالنِّسَاء هَاهُنَا، وَقَالَ الشّعبِيّ: الْمَرْأَة أسفه من كل سَفِيه»

    «تفسير الراغب الأصفهاني» (1/ 589):

    «وقوله: {فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا} أي مبذرا لقوله: {‌وَلَا ‌تُؤْتُوا ‌السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ} وقيل: عنى بالسفيه ‌النساء، وبالضعيف الصغير وبالذي لا يستطيع أن يمل هو المغلوب على عقله، ومنهم من حمل السفيه والضعيف على شيء واحد، وقال أو زائدة، وذلك ظاهر الفساد في اللغة»

    «تفسير البغوي – طيبة» (2/ 164):

    «قَوْلُهُ تَعَالَى: {‌وَلَا ‌تُؤْتُوا ‌السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا} اخْتَلَفُوا فِي هَؤُلَاءِ السُّفَهَاءِ فَقَالَ قَوْمٌ: هُمُ ‌النِّسَاءُ، وَقَالَ الضَّحَّاكُ: ‌النِّسَاءُ مِنْ أَسْفَهِ السُّفَهَاءِ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: نَهَى الرِّجَالَ أَنْ يُؤْتُوا ‌النِّسَاءَ أَمْوَالَهُمْ وَهُنَّ سُفَهَاءُ، مَنْ كُنَّ، أَزْوَاجًا أَوْ بَنَاتٍ أَوْ أُمَّهَاتٍ، وَقَالَ آخَرُونَ: هُمُ الْأَوْلَادُ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: يَقُولُ لَا تُعْطِ وَلَدَكَ السَّفِيهَ مَالَكَ الَّذِي هُوَ قِيَامُكَ بَعْدَ اللَّهِ تَعَالَى فَيُفْسِدُهُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُمُ ‌النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ، وَقَالَ الْحَسَنُ: هِيَ امْرَأَتُكَ السَّفِيهَةُ وَابْنُكَ السَّفِيهُ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَا تَعْمَدْ إِلَى مَالِكَ الَّذِي خَوَّلَكَ اللَّهُ وَجَعَلَهُ لَكَ مَعِيشَةً فَتُعْطِيَهُ امْرَأَتَكَ أَوْ بَنِيكَ فَيَكُونُوا هُمُ الَّذِينَ يَقُومُونَ عَلَيْكَ»

    «التيسير في التفسير – أبو حفص النسفي» (4/ 437):

    «{‌وَلَا ‌تُؤْتُوا ‌السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا}.

    قوله تعالى: {‌وَلَا ‌تُؤْتُوا ‌السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا}: قال السُّديُّ: لا تعطِ امرأتكَ وولدَكَ مالَكَ، فيكونوا هم الَّذين يقومون عليك، وأطعمْهم مِن مالِكَ واكسُهم»

    «تفسير القرآن العظيم – السخاوي» (1/ 168):

    «{‌وَلا ‌تُؤْتُوا ‌السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ} يعني: النساء والصبيان»

    فها هو القرآن وفقا لعلماء الإسلام يقول أن النساء من السفهاء، فهل وصف نصف المجتمع ونصف الجنس البشري بأنه سفيه، ليس عنصرية مبنية على “الجنس”؟

    فإن كان معاذ لديه مشكلة مع وصف المرأة الكنعانية بالكلبة (رغم أن الرب لم يصفها أصلا بالكلبة) فهل يقبل معاذ وصف أهل بيته بأنهن سفيهات في التفاسير الاسلامية؟ هل يقبل أن يقول أحد أن أهل معاذ من النساء سفيهات أم سيعتبرها شتيمة؟

    فكيف يترك معاذ كل هذه الأوصاف والكلمات والتفرقة على أساس الدين واللون والجنس ويأتي لكلام المسيح الذي لم يصف فيه المرأة بانها كلبة أصلا ويقول إن هذا سبا وشتيمة بل وعنصرية!

    المحور الرابع: شرح ما حدث كتابيًا

    سنستخدم اللهجة العامية المصرية..

    وردت القصة في انجيلي متى ومرقس:

    إنجيل متى:

    “ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَانْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي صُورَ وَصَيْدَاءَ. وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ قَائِلَةً: «ارْحَمْنِي، يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ! اِبْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدًّا». فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: «اصْرِفْهَا، لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!» فَأَجَابَ وَقَالَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ». فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ، أَعِنِّي!» فَأَجَابَ وَقَالَ: «لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَب». فَقَالَتْ: «نَعَمْ، يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا!». حِينَئِذٍ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ». فَشُفِيَتِ ابْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ. ثُمَّ انْتَقَلَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى جَانِب بَحْرِ الْجَلِيلِ، وَصَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ وَجَلَسَ هُنَاكَ. فَجَاءَ إِلَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ، مَعَهُمْ عُرْجٌ وَعُمْيٌ وَخُرْسٌ وَشُلٌ وَآخَرُونَ كَثِيرُونَ، وَطَرَحُوهُمْ عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ. فَشَفَاهُمْ” (مت 15: 21-30).

    إنجيل مرقس:

    “ثُمَّ قَامَ مِنْ هُنَاكَ وَمَضَى إِلَى تُخُومِ صُورَ وَصَيْدَاءَ، وَدَخَلَ بَيْتًا وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ لاَ يَعْلَمَ أَحَدٌ، فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَخْتَفِيَ، لأَنَّ امْرَأَةً كَانَ بِابْنَتِهَا رُوحٌ نَجِسٌ سَمِعَتْ بِهِ، فَأَتَتْ وَخَرَّتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ. وَكَانَتْ الامْرَأَةُ أُمَمِيَّةً، وَفِي جِنْسِهَا فِينِيقِيَّةً سُورِيَّةً. فَسَأَلَتْهُ أَنْ يُخْرِجَ الشَّيْطَانَ مِنِ ابْنَتِهَا. وَأَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهَا: «دَعِي الْبَنِينَ أَوَّلًا يَشْبَعُونَ، لأَنَّهُ لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ». فَأَجَابَتْ وَقَالَتْ لَهُ: «نَعَمْ، يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَحْتَ الْمَائِدَةِ تَأْكُلُ مِنْ فُتَاتِ الْبَنِينَ!». فَقَالَ لَهَا: «لأَجْلِ هذِهِ الْكَلِمَةِ، اذْهَبِي. قَدْ خَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنِ ابْنَتِكِ». فَذَهَبَتْ إِلَى بَيْتِهَا وَوَجَدَتِ الشَّيْطَانَ قَدْ خَرَجَ، وَالابْنَةَ مَطْرُوحَةً عَلَى الْفِرَاشِ. ثُمَّ خَرَجَ أَيْضًا مِنْ تُخُومِ صُورَ وَصَيْدَاءَ، وَجَاءَ إِلَى بَحْرِ الْجَلِيلِ فِي وَسْطِ حُدُودِ الْمُدُنِ الْعَشْرِ. وَجَاءُوا إِلَيْهِ بِأَصَمَّ أَعْقَدَ، وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ.” (مر 7: 24-32).

    النقطة الأولى: وهي نقطة يغفل عنها عدد من المفسرين المفسرين، المسيح كان ذاهبا إلى نواحي صور وصيداء وبعدما شفى الرب يسوع إبنه هذه المرأة، أكمل طريقه وذهب إلى الجليل، ومن المعروف أن الجليل كان به أمم كثيرون جدًا، حتى قال الكتاب عنه أنه “جليل الأمم” (أشعياء 9: 1؛ متى 4: 15)، ويخبرنا الإنجيل أنه ذهب إلى الجليل وذهب إلى صور وصيداء، وكل هذه الأماكن هي أماكن للأمم في الأساس، والمرأة الكنعانية هي من الأمم أيضا، وكانت في صور وصيداء مع بقية الأمم.

    فهنا السؤال المحوري والذي يتهرب منه معاذ: إن كان المسيح هو بنفسه يحتقر الأمم ويعتبرهم كلابًا بنفسه، وليس أنه يقتبس فكر اليهود لكي يصححه أمام الجموع والتلاميذ ويعلن خطأ فكر اليهود، فلماذا ذهب للمرأة السامرية وبشرها وبشر أهلها وهي من الأمم، ولماذا شفى المرأة الكنعانية، ولماذا كان ذاهبا لنواحي صور وصيداء ثم ذهب إلى منطقة الجليل حيث يسكن الأمم، وشفى مرضاهم هناك في الجليل إن كان بالفعل يقصد أنه الأمم كلاب وهو لا يشفيهم بل يشفي اليهود فقط؟

    فالحل الوحيد هو أن المسيح كان يقتبس فكر اليهود وكلامهم عن الأمم لكي يصححه وليس لأنه يوافق عنه، وهذا ما حدث فعلا حيث أنه شفى الكنعانية وغيرها من الأمم، وبهذا تكون شبهة معاذ انتهت تماما بدون أي شرح إضافي، لأن شبهته قائمة على أن المسيح هو الذي شتم الكنعانية وقال لها “يا كلبة” بنفسه وبقصده، فإن لم يكن المسيح قد قال لها “يا كلبة” من الأساس، بل اقتبس كلام اليهود وصححه، وكان أصلا ذاهبا إلى صور وصيداء حيث يوجد أمم، وبعدها ذهب إلى الجليل حيث يوجد أمم وشفاهم هناك، فكيف سيكون المسيح يقصد أن يشتم المرأة؟

    لاحظوا أن المسيح كان ذاهبا أصلا لصور وصيداء حيث الأمم، ثم قابل المرأة الكنعانية، ثم أكمل طريقه تجاه الجليل حيث يوجد الأمم أيضًا.

    النقطة الثانية: الرب يسوع المسيح لم يقل للمرأة الكنعانية أصلا أنها كلبة، هذا لم يقله الرب أبدًا. بل انه استخدم ما كان اليهود يقولونه، وهو موجود في كتبهم إلى اليوم، حيث يعتبرون الأمم ككلاب. فعندما حاول بطرس الرسول منع المسيح من الصلب بمجرد الكلام، واجهة المسيح بكل حزم وقال له “شيطان”، فالرب لو أراد أن يقول لها أنها كلبة لقال، فقد قال لليهودي بطرس الذي هو تلميذه، أنه شيطان بشكل صريح. لكن لأن الرب يسوع لا يرغب أصلا في قول هذه الكلمة للمرأة بل أراد أن يعطي للتلاميذ واليهود درسا قويا، اقتبس فكرهم الخاطئ، ثم رد عليه وصححه.

    والنقطة المنطقية هنا هي: هل لو كان المسيح فعلا فعلا يقصد أن المرأة كلبة، وبالتالي فلا يجوز له أن يشفي ابنتها، فهل بمجرد أن تعترف المرأة بأنها كلبة، فهذا سيجعل المسيح يشفي ابنتها؟ أين العقل؟ المسيح حسب فكر معاذ، قال لها أنها كلبة لكي لا يشفي ابنتها لأنها من الأمم. وكل ما فعلته المرأة أنها أقرت بكلام المسيح، إذن فكان المنطقي أن يتمسك المسيح بكلامه ولا يعطيها خبز البنين ولا يشفي ابنتها (أتكلم بحسب ما يريده معاذ وليس ما فعله الرب فعلا). فما الذي تغير عندما أقرت المرأة بكلام المسيح؟ فالمسيح لم ينتظر منها اقرارا لكي يشفي ابنتها ولا قال لها ان هذا شرط لكي أشفي ابنتك، بل أنه قال (بحسب فكر معاذ) أنه لن يشفي ابنتها لأنها كلبة، فهل نفت المرأة أنها كلبة لكي يشفي ابنتها أم اعترفت؟ بالطبع اعترفت انها كلبة (حسب فكر معاذ) إذن: فليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويعطى للكلاب (بحسب فكر اليهود)

    النقطة الثالثة: كان من ضمن آلهه الشعوب الساكنة في هذه المنطقة من الأمم الوثنيين، آلهه عديدة، منها آلهه على شكل الكلاب، ولهذا السبب ذكر لها المسيح هذا اللفظ، فهذا اللفظ عند هذه المرأة ليس محل تحقير أصلا، ولا قالت المرأة أي كلمة لتظهر أن هذا تحقيرا لها، وهذا لأن الثقافة التي لدى تلك الشعوب (ليس كنعان وحدها) تعطي توقيرا للكلاب في شكل الآلهه الوثنية. الأمر أشبه اليوم بالهندوس، فهم يقدسون أنواعا معينة من الحيوانات مثل الأبقار، وبالتالي فالبقر لديهم شيء يفخرون به وليس شتيمة، ولهذا لم تشعر المرأة أصلا بشتيمة، فهذه الكائنات محل توقير في الثقافة العامة هناك.

    وتتضح الصورة أكثر وأكثر عندما نعرف الكلمة التي استخدمها المسيح هنا لوصف “كلب” لا تعني كلبا من كلاب الشارع، بل تعني الكلاب المدللة في البيت، أو ما نسميه اليوم “الكلاب الأليفة الـPets ولهذا ردت عليه المرأة أن هذه الكلاب تأكل من أكل المائدة الذي يأكل عليه أهل البيت، وهذه الكلاب إلى اليوم، لو يعرف معاذ، ربما تأكل أكلا ربما أفضل مما يأكله معاذ نفسه ويتم الاعتناء بها أكثر مما يعتني معاذ بنفسه!! وهذا ليس تقليلا منه، فلا نحتاج لهذا، لكن لبيان أن هذه النقطة مهمة في فهم ثقافة وحضارة هذه الشعوب في وقتها السابق، وليس حسب فهمنا نحن اليوم.

    ولمعلومات اكثر برجاء مراجعة هذا الموضوع: https://www.difa3iat.com/1999.html

    وأيضًا:

    Nibhaz — barker, the name of an idol, supposed to be an evil demon of the Zabians. It was set up in Samaria by the Avites (2 Kings 17:31), probably in the form of a dog.

    Easton, M. 1996, c1897. Easton’s Bible dictionary. Logos Research Systems, Inc.: Oak Harbor, WA

     

    Nib´haz (the barker), a deity of the Avites, introduced by them into Samaria in the time of Shalmaneser. 2 Kings 17:31. The rabbins derived the name from a Hebrew root nâbach, “to bark,” and hence assigned to it the figure of a dog, or a dog-headed man. The Egyptians worshipped the dog. Some indications of this worship have been found in Syria, a colossal figure of a dog having formerly stood at a point between Berytus and Tripolis.

    Smith, W. 1997. Smith’s Bible dictionary. Thomas Nelson: Nashville

     

    NIBHAZ (nĭbʾhăz, Heb. nivhaz). A god whose image in the form of a dog was made and worshiped by the Avvites when the Samaritan race was being formed (2 Kings 17:31).

    Douglas, J., & Tenney, M. C. 1987. New International Bible Dictionary. Originally published as: The Zondervan pictorial Bible dictionary. 1963. (707). Zondervan: Grand Rapids, MI

    النقطة الرابعة: جميع التفاسير التي أتى بها معاذ، لم يقل أي منها ولو لمرة واحدة، أن المسيح “شتم” أو “سب” المرأة الكنعانية!! فلماذا يدلس معاذ على التفاسير وهي لم تقل ما يقول؟

    النقطة الخامسة: أن الرب يسوع وصف بنفسه رد هذه المرأة وقال لها «يَا امْرَأَةُ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ»، فإن كان المسيح يقصد أنها من الأمم وأنها مجرد كلبة، وغير مستحقة لنوال الشفاء لإبنتها، فكيف يمدحها المسيح له المجد، بل ويصف ردها بأنه “إيمان” وهي مازالت أممية وكلبة (حسب فهم معاذ)؟ فالفهم الوحيد الصحيح المنطقي لهذه القصة أن الرب اقتبس كلام اليهود الخاطيء، ثم صححه لها بل وشفى إبنتها بل ومدح إيمانها وهي لاتزال من الأمم (لأن القصة لم تقل أنها آمنت به مثلا).

    [1] CSEL 81:171.

    [2] On 1 Cor., hom 42:4.

    [3] St. Augustine: On the Gospel of St. John, tractate 47: 2.

    [4] «تفسير القرآن الكريم وإعرابه وبيانه – الدرة» (10/ 79):

    «{‌زَنِيمٍ:} هو ولد الزنى الملحق في النسب بالقوم، وكان الوليد دعيا في قريش ليس من أصلهم، ادعاه أبوه بعد ثماني عشرة سنة من مولده، قال الشاعر: [الوافر] زنيم ليس يعرف من أبوه… بغيّ الأمّ ذو حسب لئيم»

    [5] «تفسير القرآن الكريم وإعرابه وبيانه – الدرة» (7/ 408):

    «{‌لا ‌يَسْتَوُونَ:}  لا يكونون عند الله بمنزلة ودرجة واحدة»

    «زاد المسير في علم التفسير» (3/ 442):

    «قوله تعالى: ‌لا ‌يَسْتَوُونَ قال الزّجّاج: لا يستوي المؤمنون والكافرون»

    معاذ عليان في قبضة فريق اللاهوت الدفاعي – فهل يجرؤ أن يرد؟ 🙂