فريق اللاهوت الدفاعي

التصنيف: الرد على أحمد سبيع

الرد على أحمد سبيع: يختص هذا القسم بالرد على أكاذيب وهجوم أحمد سبيع وقناة البينة لمقارنة الأديان والرد على الشبهات حيث يقومان بنشر عددا كبيرًا من الأكاذيب مستغلين جهل العامة بالمسيحية.

  • حاول الرد على فريق اللاهوت الدفاعي، فكانت المفاجئة..

    حاول الرد على فريق اللاهوت الدفاعي، فكانت المفاجئة..

    حاول الرد على فريق اللاهوت الدفاعي، فكانت المفاجئة..

    حاول الرد على فريق اللاهوت الدفاعي، فكانت المفاجئة..
    حاول الرد على فريق اللاهوت الدفاعي، فكانت المفاجئة..

    حاول الرد على فريق اللاهوت الدفاعي، فكانت المفاجئة..

    رأينا في ردنا السابق على الكذاب أحمد سبيع (ستجد الرد هنا: https://www.difa3iat.com/50525.html) كيف أن أحمد يستغفل متابعيه الذين يصدقونه، كيف أنه لم يقدم ولا معلومة واحدة صحيحة لمتابعيه، وكيف أنه خدعهم واستغل جهلهم المدقع وأنهم لا يقرأون. واليوم سنرد على فيديو آخر له، كان قد سجّله وحاول فيه الرد على بوست نشرناه على صفحتنا، وسنرى الآن ما عقاب من يفكر -مجرد تفكير- أن يرد على فريق اللاهوت الدفاعي.

    سنقتبس فكرة سبيع ثم الرد عليها لنريكم كيف يخدع متابعيه وكيف أنه والجهل سواء. وسيكون الرد كله بالعامية المصرية.

     

    لكن قبل الرد، عايزين نوريكم دليل عملي على ضعف وجبن وخسة سبيع! ففي البوست النصي اللي سبيع بيقول أنه بيرد عليه، والبوست ده موجود على صفحة الفريق على فيس بوك، البوست مكتوب أنه “الجزء الأول” زي ما هو باين في أول سطر في اللينك:

    https://www.facebook.com/difa3iat/photos/3341604955875208

    فالمفروض سبيع لو هو شايف نفسه يقدر يرد على فريق اللاهوت الدفاعي، أنه ينتظر أن الرد كاملا ننزله ثم يرد علينا، على الأقل عشان يحاول يفهم احنا بنقول أية أصلا، لكنه لأنه ضعيف وخايف، فاستغل اننا نزلنا الرد على أجزاء، وأخد جزء لسة بنبدأ فيه تفنيد أكاذيبه، وبدأ يرد عليه. والبوست ده كان بيناقش الشبهة كلها عموما، سواء اللي بيقوله المسلمين او اللي قاله سبيع بالتحديد. عشان كدا هاتلاقوا البوست أحيانا ينسب كلام لسبيع ويرد عليه، واحيانا ينسب كلام للمسلمين ويرد عليهم. فسبيع خاف وحاول يرد على “جزء” من الرد.

    طيب، هل دلوقتي بعد ما نزلنا رد كامل على كل أكاذيب سبيع بشكل محدد، يقدر يرد على كلامنا المدعم بالأدلة؟ ولا هايرجع يحط راسه في الرمل تاني؟

     

    النقطة الأولى: يقول سبيع أنه وجد التعليق الذي نشرناه على صفحة الفريق، وجده ضعيفًا جدًا، وأنه فهم لماذا ليس لدينا جمهور كبير.

    الرد:

    أولا: سبيع ما قالناش كام هو الرقم الكبير واللي لو ماجيبناهوش يبقى عندنا عدد متابعين قليل؟ وعلى أنهو أساس بيقول أنه كبير ومش كبير؟!!

    ثانيا: قناة أحمد سبيع اللي بيتكلم فيها عدد مشتركين 662 ألف مشترك، وصفحة الفريق بها أكثر من 771 ألف مشترك! يعني عدد المشتركين عندنا أكثر من عدد المشتركين عنده هو شخصيًا! فلو عدد المشتركين عندنا قليل عشان ردودنا ضعيفة، فده معناه أن عدد شبهاتك أضعف وأضعف لان عدد المشتركين عندك أقل من عدد المشتركين عندنا. صح ولا أية؟ بنفس المنطق! وده يورينا ان أحمد سبيع الـ IQ عنده هو رجل النملة المسلوقة!

    ثالثا: عدد مشتركين قناة احمد سبيع بالمقارنة بعدد المسلمين في العالم اللي بيتكلموا اللغة العربية او في الوطن العربي قليل جدا، ففي الوطن العربي اكثر من 377 مليون انسان، لو قلنا ان 50 مليون عربي موجودين في الوطن العربي، فده معناه أن فيه عدد مسلمين مثلا 327 مليون مسلم عربي بيتكلم العربي، فلو قسمنا نسبة المشتركين عنده على العدد الإجمالي هايكون الناتج ٠.٠٠2 تقريبا، لكن لو عملنا نفس العملية الحسابية بالنسبة للفريق هايكون الناتج ٠.٠١٥، أي كنسبة وتناسب يكون سبيع مستواه ضعيف جدا في طرح الشبهات مقارنة بفريق اللاهوت الدفاعي.

    رابعا: هو الحق بيتقاس بالعدد أساسا؟ يعني مثلا هل يقدر سبيع يقول لنا كام واحد اتبعوا رسوله في مكة وهاجروا معاه؟ ولأننا نعرف ان معرفة سبيع بالإسلام كمعرفته باللغة الصينية القديمة، فهانجاوبه إحنا، فهانلاقي ان الامام شمس الدين الذهبي ذكر في “سير أعلام النبلاء” قرابة الـ 51 فرد فقط! وعندما حاول دكتور راغب السرجاني زيادة العدد خلاهم 70!! تخيلوا؟! يعني نبي الإسلام بنفسه وهو رسول من الله (حسبما يؤمن سبيع) وكان بينهم بنفسه ويدعوهم بنفسه لم يسلم معه إلا 70 انسان فقط! لكن سبيع مايقدرش يفتح بقه في الحاجات دي، لكن طبعا عند سبيع 771000 أقل من 70 نفر! ده مستوى سبيع الجاهل!

    خامسا: الكثرة دايما بيربطها القرآن بالأشياء السلبية، يعني دايما لما القرآن بيتكلم عن الناس الكتير، بيقول عليهم صفات سلبية مثلا:

    • وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (243) البقرة
    • وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (187) الأعراف
    • وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (17) هود
    • وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21) يوسف
    • وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (38) يوسف
    • وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40) (68) يوسف
    • وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103) يوسف
    • وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (1) الرعد
    • وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (38) النحل
    • فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (89) الاسراء

    ودي مجرد عينة لكن النصوص كتير أوي، فدايما هانلاقي العدد الكتير منسوب له في القرآن صفات سيئة، وعشان سبيع مايعرفش في قرآنه أي حاجة فغلط الغلط الفاحش ده!

     

    النقطة الثانية: الكذاب سبيع بيقول على الفريق أننا بندفع فلوس كتيرة عشان الإعلانات!

    الرد: وطبعا ده كذب صريح بنسبة 100% وده تحدي من فريق اللاهوت الدفاعي للكذاب سبيع، أثبت لنا عدد الإعلانات اللي اتعملت من يوم ما فتحنا الصفحة وكام جنية اتدفع في الإعلانات دي يا كذاب يا مخادع.

     

    النقطة الثالثة: يقول الجاهل أن مافيش حد مسلم قال أن القرن الصغير هو الإسلام ولا حد مسلم هايقول كدا.

    الرد:

    وطبعا ده جهل بل ومستوى ذكاء ينافس ذكاء رجل النملة المسلوقة! لية؟ لأن فيه مسلمين فسروا النبوة وقالوا ان الحيوان الرابع هو الإسلام ومعنى كدا ان العشرة ملوك بتوع الحيوان الرابع هم مسلمين والقرن الصغير برضو هو مسلم، لأن السفر نفسه بيقول كدا. لكن لأن سبيع جاهل ومش عارف المسلمين فسروا النبوة ازاي واختلافهم في التفسير ازاي فهو بيقول أي كلام فارغ وخلاص المهم انه يقرطس اللي بيسمعوه وخلاص وياخد الفلوس وخلاص.

    وتعالوا ناخد مثالين عشان نوريكم ازاي سبيع بيقول أي كلام فارغ وخلاص.

    يقول ابن ربن الطبري[1]:

    وهذه أيضا مفسرة منورة لا تحتاج الى افصاح ولا إيضاح أكثر مما فسره دانيال عليه السلام، فالحيوان الرابع الذي قال انه كان عظيما رائعا هائلا قويا عزيزا هو تمثال هذه المملكة التي قال الله انها أعظم المملكات واجلها، وأنها تغلب على الأرض كلها وتدوسها بأقدامها وتأكلها رغدا، وهي اخر الدول، وهذه أيضا تشهد بان النبي اخر الأنبياء وخاتمهم، وان النبوءات كلها تمت به وتناهت عنده ولم تتجاوزه

     

    يقول أبو البقاء الهاشمي[2]:

    [البشرى] السّابعة والسّتّون:

    …. قال دانيال: فقال لي الرّبّ: تأويل الحيوان الرابع مملكة رابعة تكون في آخر الممالك وهي أفضلها وأجلها تستولي على جميع الممالك وتدوسها وتدقها وتأكلها رغداً“. فقد شهد دانيال النبيّ عليه السلام وأخبر عن الله أن أمتنا هي الدائمة إلى الأبد. وأن ملتنا هي التي لا يقاومها أحد. وهي التي كانت أكلت الأمم ودقتها وداستها واستولت عليها بإذن الله.

    ووعده الحقّ وخبره الصدق. فهل يبقى بيان أبين من الله تعالى على ألسن أنبيائه الأطهار؟ وقد قال من فسر كتب أهل الكتاب: “إن الحيوان الأوّل هو دولة أهل بابل. والحيوان الثاني دولة أهل الماهين. والحيوان الثالث دولة الفرس، والحيوان الرابع دولة العرب. وفي ذلك تصديق قول الله في التوراة لإبراهيم عليه السلام: “إني أبارك إسماعيل ولدك وأعظمه جدّاً جِدّاً ومن تولى الله تعالى تعظيمه وتفخيمه وبركته كيف لا يكون كذلك؟ ‍‍!!.

     

    يبقى الحيوان الرابع فسره علماء الإسلام انه الإسلام نفسه، وطبعا سبيع بيقول ان الملوك العشرة هم من الحيوان الرابع، يعني ملوك مسلمين والقرن الصغير كمان قال سبيع عنه انه ملك من المملكة الرابعة، اللي بيقول عليها العلماء انها مملكة الإسلام، يبقى ازاي سبيع الجاهل يقول إن مافيش حد مسلم قال ان القرن الصغير هو الإسلام يا جاهل؟

    المسلمين بيقولوا أي حاجة طالما عايزين يثبتوا أي حاجة! المهم، عرفت ازاي المسلمين بيقولوا ان الحيوان الرابع، وبالتالي القرن الصغير مسلمين يا جاهل ولا نكمل؟

     

    وطبعا سبيع كذب على متابعيه وقالهم اننا بنقول انه ادعى ان القرن الصغير هو الإسلام! وده كذب صريح مالهوش معنى الا كدا. لان البوست مانسبش الكلام ده لسبيع أصلا! لكن قال أن فيه مسلمين بيقولوا ان القرن الصغير هو الإسلام. ولما جه عند سبيع قال ان سبيع بيقول ان القرن الصغير هو قسطنطين. فهل انت يا سبيع مابتعرفش تقرأ أصلا؟

     

    النقطة الرابعة: سبيع يقول إن هدم هيكل اليهود تم عام 135 ميلادي

    الرد:

    وبالطبع، ده خطأ فاحش ومايقعش فيه لا مبتديء ولا غيره في التاريخ او في اليهوديات، لكن أحمد سبيع، علّمة عصره وأوانه، واللي بيدرس اليهوديات من 14 سنة مايعرفش المعلومة البسيطة دي. وطبعا لان المعلومة بسيطة وبديهية، فاحنا مش هاننقل من الموسوعات العالمية او الكتب المتخصصة، لكن هاننقل من الكتب العربية اللي سبيع مابيقرأهاش، ومن ناس مسلمين كمان.

    يقول محمد إبراهيم الفيومي:

    بعد حرب اليهود والرومان سنة 70م التي انتهت بخراب بلاد فلسطين ودمار هيكل بيت المقدس وتشتت اليهود في أصقاع العالم قصدت جموع كثيرة أخرى من اليهود بلاد العرب[3].

     

    ويقول حمود بن أحمد بن فرج الرحيلي:

    أن ذلك كان إثر الحرب التي وقعت بين اليهود والرومان في سنة 70 م، وكانت الغلبة فيها للرومان على اليهود، حيث قتلوا منهم مقتلة عظيمة، وضربوا فلسطين، ودمروا هيكل بيت المقدس، عند ذلك تفرقت اليهود، وقصد كثير منهم بلاد العرب، فخرج بنو النضير، وبنو قريظة، وبنو هدل، هاربين إلى الحجاز، وسكنوا في يثرب[4].

     

    فأحمد خلط بين تدمير أورشليم كاملة وبناء هيكل وثني مكان الهيكل اليهودي اللي تم عام 135م، وبين تدمير الهيكل اليهودي اللي تم عام 70 ميلادية. وطبعا إحنا عارفين هو هايحاول يقول اية تحديدا والرد على كلامه جاهز من دلوقتي، فإحنا بس هانستناه يفضح جهله بنفسه.

     

    النقطة الخامسة: أنا ماقلتش أن شعب قديسي العلي اللي قسطنطين بيضطهدهم ويذلهم ويحاربهم هم المسلمين.

    الرد:

    طبعا ده كذب صريح، لكن في البداية، تعالوا نفترض ان سبيع ماقالش ان شعب قديسي العلي هم المسلمين وبعدها نثبت كذبه من كلامه.

    أولا: لو شعب قديسي العلي مش هم المسلمين حسب سبيع، أمال فين النبوة أصلا يابني؟ ما هو نص سفر دانيال بيقول أن المملكة والُلك هاياخدوه شعب قديسي العلي ده، فلو الشعب ده مش هو شعب قديسي العلي، يبقى اية علاقة النبوة بالمسلمين والإسلام؟ هو مش ده الهدف أصلا من الفيديو بتاعك وده عنوان الفيديو بتاعك اللي بتقول فيه “أغرب نبوءة قديمة عن الإسلام والمسيحية” وزي ما هانشوف دلوقتي إنك بتثبت ان المقصود باللي هاياخدوا المملكة هم المسلمين. فهل انت بتتعاطى حاجة؟ هل بتشرب حاجة بتذهب عقلك أكتر ما هو ذاهب؟

    يعني ابسطها لك، دلوقتي شعب قديسي العلي أنت مش بتقول انهم المسلمين، كويس؟ كويس، طيب نفترض انهم أي فئة تانية، وليكن الأريوسيين مثلا، أو أي فئة تانية، يبقى الأريوسيين دول او أي فئة تانية هايمتلكوا المملكة ويكون لهم الملك وياخدوه من القرن الصغير، يبقى فين الإسلام هنا يابني؟ ولا أنت مش فاهم بتقول اية أصلا؟ مش تركز امال ولا انت مش عارف ترد علينا؟

    ثانيا: طيب هل فعلا انت ماقلتش ان شعب قديسي العلي هم المسلمين؟ كذاب ومليون كذاب، ومن كلامك، انت في الفيديو الأول وفي الدقيقة 26 والثانية 40 قلت “مين اللي أنهى حكم الرومان على القدس؟”

    وقلت إن اللي عمل كدا هم المسلمين وانهم فتحوا القدس سنة 16 هجرية، مش ده كلامك يابني ولا كلام قرينك؟ أهو، بتقول “المسلمين”، وبعدها قلت عن النبوة أنها تتحدث عن إمتلاك قسطنطين هو وأتباعه للأرض واضطهادهم للصالحين في الدقيقة 27 والثانية 52 وقلت بالحرف الواحد بعدها “وتتحدث (النبوة) عن استمرار حكمهم (حكم قسطنطين واتباعه) لمدة 3 ازمنة ونصف ونلاقي أن بعد هذه المدة بالفعل يأتي الحكم الإسلامي ونلاقي في الفقرة 27 من النبوءة ان المملكة تعطى للصالحين وبالفعل نجدها أعطيت للمسلمين” فأهو يابني، أنت بتقول بعضمة لسان ان بعد الـ 3 أزمنة ونصف يأتي الحكم الاسلاااااااااااامي وأن المملكة أعطيت للمسلميييييييييين.

    مع ان النبوة بتقول ان المملكة تعطى لشعب قديسي العلي (27 وَالْمَمْلَكَةُ وَالسُّلْطَانُ وَعَظَمَةُ الْمَمْلَكَةِ تَحْتَ كُلِّ السَّمَاءِ تُعْطَى لِشَعْبِ قِدِّيسِي الْعَلِيِّ) يبقى النبوة بتقول إن المملكة تعطى لشعب قديسي العلي، وانت بتقول إن المملكة أعطيت للمسلمين وللحكم الإسلامي، يبقى ازاي ماقلتش أن شعب قديسي العلي هم المسلمين؟

    يعني النص بيقول أن المملكة تعطى لشعب قديسي العلي.. كويس؟ …. معلومة رقم 1

    المملكة تعطى لمين؟ لشعب قديسي العلي.. تمام؟ تمام.

    طيب سبعبع بيقول أية؟ بيقول أن المملكة أعطيت للمسلمين!.. كويس؟ …. معلومة رقم 2

    يبقى سبيع بيقول ان شعب قديسي العلي اللي في السفر بأنهم مين؟ جـ: المسلمين

    امال ليه بتتهرب من أنك قلت انهم المسلمين يابني؟ انت مش برضو كبير ومسئول عن كلامك؟ ولا انت عيل وبترجع في كلامك وتنكره بالبساطة دي؟

     

    وزي ما قلنا لك، حتى لو هانسامحك في الغلطة دي، فالغلطة دي هي الرابط الوحيد بين قسطنطين والإسلام في كلامك! يعني انت مش هاتعرف تربط بين النبوة وقسطنطين الا بالغلطة دي، فلو عايز تتراجع عنها، هانسامحك، اهو عيل وغلطت، لكن هايكون عليك تقول لنا مين هم شعب قديسي العلي اللي اخدوا المملكة؟ هل الأريوسيين؟ هل المارينجيين؟ هل الكاتالونيين؟ ما تنطق يابني ساكت ليه.

     

    النقطة السادسة: منين جبت القاعدة أن الحساب لازم يكون بطريقة “من ميلاد لميلاد” أو “من مُلك لمُلك” أو “موت بموت”؟

    الرد:

    طيب، خلينا نرد عليك بنفس مستوى تفكيرك، ونسألك:

    1. منين جيبت أن الحساب يكون من تولي قسطنطين الملك؟ لية مايكونش الحساب من ميلاد قسطنطين؟
    2. منين جيبت أن العشر ملوك في النبوة بيتكلموا عن عشر ملوك بيضطهدوا المسيحيين أصلا؟
    3. منين جيبت أن عشر ملوك هم اللي اضطهدوا المسيحيين؟ سواء اضطهاد أكبر او أصغر؟ الأماكن اللي انت استشهد بيها هي اللي بتقول عكس كده، زي موقع اسقفية الشباب وزي فيليب شاف وغيرهم يبقى منين جيبت انهم 10؟
    4. منين جيبت انهم العشرة دول بالتحديد؟ يعني ملوك الإمبراطورية الرومانية اكتر من خمسين، انت اخترت منهم 10 بس لية؟
    5. منين جيبت ان الحساب في الإمبراطورية الرومانية من عصر المسيح وليس من بداية الإمبراطورية الرومانية؟
    6. منين جيبت ان المملكة المقصودة هي القدس أصلا؟ وامتى كانت القدس مملكة أصلا؟!!!!!!!!!
    7. منين جيبت ان اول مرسوم تسامح هو بتاع قسطنطين أصلا؟ الحقيقة ان سبقه مرسومين برضو!
    8. منين جيبت ان مملكة المسلمين او الاريوسيين هي مملكة أبدية زي ما النبوة بتقول؟
    9. منين جيبت ان المسلمين هم قديسي العلي أصلا اللي اخدوا حكم القدس؟
    10. حتى إن تماشينا معك في كل ما تقول، فكل النبوة تتحدث -كما تزعم- عن قسطنطين، وليس عن الأباطرة الذين جاءوا بعده، فما علاقة المسلمين بقسطنطين الذي كان مات وشبع موت بأكثر من 300 عام؟

    إلخ!!!!

    انت كل النقاط اللي قلتها في موضوعك غلط تمامًا.

     

    النقطة السابعة: لازم تكون نبوة الأصحاح 12 هي نفس نبوة الأصحاح 7 عشان ينفع نستشهد بمعنى “زمان وزمانين ونصف زمان” من الأصحاح 12.

    الرد:

    الحقيقة أن الجملة دي، سبيع نفسه بنفسه عارف أنه بيستهبل فيها، بيستهبل استهبال صريح. بس خلونا نرد عليه في كل اللي قاله.

    أولا: هو سبيع عرف إزاي أصلا ان معنى “زمان وزمانين ونصف زمان” هو 350 عام؟ سبيع عمل حركة تدليسية ظريفة أوي، المفروض أنه يحاول يعرف التعبير ده (زمان وزمانين ونصف زمان) معناه كام سنة، ثم يروح يشوف بعد مرور السنين دي هايكون مين الملك ومين المملكة ومين اللي اخد الحكم. لأن أساسا سبيع المفروض انه عايز يعرف مين هم قديسي العلي اللي هايحكموا المملكة.

    بدل ما سبيع يعمل كدا، لأ، هو راح فرض المسلمين وفرض القدس وفرض فتح المسلمين للقدس بالفهلوة والبلطجة كدا، وقال إن المسلمين فتحوا القدس عام 637، وطرح الرقم ده من 306م اللي هو سنة تولي قسطنطين (305) وقال إن الناتج 330 وان الرقم ده قريب من 350 سنة، وقال هييييه يبقى عندنا 350 سنة وعندنا 3 أزمنة ونص، فراح قسم 350 على 3.5 زمن، وقال ان الزمن يساوي 100 عام تقريبا!!! شايفين الحلاوة في الأبحاث؟ شايفين التهريج والسخف؟

    الناتج اللي المفروض يخرج بيه من بحثه، هو مش عارف يثبته، فقام افترضه من دماغه وعلى هواه ومزاجه وقال إذن المقصود هو 350 سنة!! كدا بالفقاقة!!! ده بحث؟ ده بحثثثث؟ ده بحثثثثثث؟

    ثانيا: معروف في الدراسات العلمية (الشر برة وبعيد عن سبيع) أن لما بتحب تعرف أسلوب كتابة كاتب معين أو سفر معين وتحاول تفسره، فبتشوف هل السفر أو الكتاب أو المؤلف فسر اللي يقصده بالتعبير ده (زمان وزمانين ونصف زمان) ولا لأ؟ لأن اكيد الكاتب يعرف هو يقصد اية بكلامه وهو أجدر الناس بتفسير كلامه أو كلام السفر نفسه. عشان كدا فيه مبدأ عند المسلمين نفسهم، وسبيع عارفه جدا ولكنه بيعمل نفسه أعمى دلوقتي عنه، وهو تفسير القرآن بالقرآن.

    يعني لما نحب نفسر كلمة “وفاة” مثلا، هاتلاقي المسلمين بيستشهدوا بنصوص تانية جوة القرآن على تفسير المعنى المقصود بالكلمة دي في القرآن. وده اللي عملناه، جيبنا له نفس التعبير “زمان وزمانين ونصف زمان” من نفس السفر الأصحاح الـ12 عشان نفسر نفس التعبير اللي في الأصحاح السابع 7، يقوم أذكى اخواته يهرب ازاي من النقطة دي؟ يقول لأ، لازم تثبتوا لي الأول ان النبوة في الاصحاح 12 هي هي النبوة في الأصحاح 7.

    وهو مين أصلا اللي قال أن نبوة الأصحاح 12 هي نبوة الأصحاح 7 عشان تقول لنا نثبت لك ده؟ انت مستوى ذكائك مش مساعدك تفهم اننا بنستشهد عليك بمعنى التعبير ده “زمان وزمانين ونصف زمان” في نفس السفر، مش عشان دي نفس النبوة؟ صعبة عليك وعلى فهمك؟ ولا انت تقصد ان السفر في الأصحاح السابع كان يقصد 350 سنة وفجأة في الأصحاح 12 بقى بيقصد 3 سنين ونص؟!! ولا أنت مش عارف تهرب ازاي؟

    لكن الحقيقة كلها اللي انت مش عارف تهرب منها، أنك لقيت دليل نصي حرفي من نفس السفر، وعن نفس التعبير بيقول أن “زمان وزمانين ونصف زمان” معناها 3 سنوات ونصف، وطبعا ده هايدمر كل التخريف اللي قلته في الفيديو بتاعك، فلازم تهبد وتقول أي كلام مش علمي عشان تخرج من المطب اللي وقعت نفسك فيه بنفسك. لكن ماتخافش، كل الأخطاء والتدليسات هاتتكشف، لعلك تتكسف على دمك وتبطل خداع في اخواتك الغلابة.

    طيب تعالى أوريك انك بتقول أي كلام وخلاص، تعالى نوريك علماء استشهدوا بنفس النص في الأصحاح 12 عشان يفسروا الفترة في الأصحاح 7:

    Though the period of the enemy’s success is left indefinite in 7:22, it is later defined as 3.5 years (a time, times and half a time7:25). This same period is mentioned three times in chapter 12 (12:7, 11, 12), where the Arch angel Michael describes it as a time of intense persecution, unprecedented in world history (12:1).[5]

    الترجمة:

    بالرغم من أنه في النص 22: 7 تُركت فترة انتصار العدو بغير تحديد، إلا أنه تم تحديدها فيما بعد بأنها ثلاث سنوات ونصف السنة (زمان وزمانين ونصف زمان – 7: 25). ذُكرت هذه الفترة بذاتها ثلاث مرات في الأصحاح الثاني عشر (12: 7 ، 11 ، 12) ، حيث وصفها الملاك ميخائيل بأنها فترة اضطهاد عصيب، لم يكن مثله تاريخ العالم (12: 1).

    ولأن الموضوع واضح ولأن سبيع عارف كدا وبيستهبل، فهانحط كذا دليل على كلامنا رغم ان الكلام مش محتاج أدلة:

    a time and times and half a time. Also mentioned in 12:7 and Rev. 12:14. Understood to mean 3 1/2 times or 3 1/2 prophetic years. A prophetic year equals 12 months of 30 prophetic days each, or 360 prophetic days. The 3 1/2 prophetic years, also referred to as 42 months (Rev. 11:2; 13:5) or 1,260 prophetic days (Rev. 11:3; 12:6), correspond to 1,260 years (for the year-day equivalency, see Num. 14:34; Ezek. 4:4–6).[6]

     

    Much has been written about the period of time described as “a time, times and half a time.” It is clear that the enemy symbolized by the little horn will be allowed to do his work for a certain period of time, but what period of time? Judging from Old Testament and New Testament parallel passages, “time, times and half a time” is most likely the equivalent of 31/2 years (Daniel 12:11, 12; Revelation 12:6, 14; 13:5).[7]

     

    A time, times, and half a time (cf. Dan. 12:7; Rev. 12:14) refer to the three and one-half years of the Great Tribulation, with “a time” meaning one year, “times” two years, and “half a time” six months. This equals the 1,260 days in Revelation 12:6 and the 42 months in Revelation 11:2; 13:5. (Cf. comments on “times” in Dan. 4:16.)[8]

     

    The reference to a time, times, and a divided time is really a reference to the last three and a half years of the Tribulation. To support their interpretation, Premillennialists refer to Daniel 12:7, 12 and Revelation 12:6, 14.[9]

     

    يبقى تتعلم بقى ازاي العلماء بيستشهدوا ولا هاتفضل تخدع في اتباعك الطيبين اللي مايعرفوش حاجة؟

    فاللي كتب الجزء الأول من الرد على صفحتنا مافسرش نبوءة الأصحاح السابع بالأصحاح الثاني عشر زي ما بتقول يا كذاب، هو بيستشهد بنفس التعبير الوارد في النبوتين، وده اللي بيعملوا العلماء، مش الجهلاء امثالك يا سبيع.

     

    النقطة الثامنة: فمينفعش أني أنا أفسر المدة الزمنية الموجودة في دانيال 7 بالمدة الزمنية الموجودة في دانيال 12 لأنهم نبوتين مختلفتين.

    الرد: السؤال الآن، مين اللي قال ماينفعش؟ إنت؟!! إنت فاكر أن ليك قيمة حتى في دينك عشان تقول ينفع ولا ماينفعش!؟ علماء المسيحية واليهودية والإسلام بيسخدموا نفس الأسلوب دايما زي ما شفنا من الاقتباسات فوق، فإزاي ولية ماينفعش؟!! ولا أنت عشان تدلس وتخدع الناس مش عايز تخلي نفس السفر يقول لنا معنى كلامه أية؟ مين قال ان لازم تكون نفس النبوة عشان يتم تفسير ما تطابق في النبوتين؟!! دي قاعدة تهجيصية تقولها وانت على قاعد ع الترعة، مش في محضر علم ياض.

     

    النقطة التاسعة: شيء عجيب جدا ان المسيح هو المقصود بإبن الانسان في نبوة دانيال 7، لأن كل شخص فينا هو ابن انسان.

    الرد:

    من الواضح ان سبيع في هذا الفيديو كان في غير وعيه ربما يتعاطى شيء.

    أولا: طيب يا عم، هانصدقك شوية، طب مين هو برضو ابن الانسان اللي في النبوة؟ انت مريت عليه مرور الكرام ومافسرتهوش خالص، ولا في الفيديو الأول ولا التاني، فمين هو ابن الانسان ده؟ مين المقصود بيه؟ مش انت فسرت الأربعة حيوانات والعشرة قرون والقرن الصغير والمدة والقديسيين والمملكة إلخ؟ طيب لية خفت تفسر مين هو ابن الانسان؟ عشان انت جبان مثلا ولا عشان مش قادر؟! هانستنى تفسيرك له عشان نفحكم أكتر وأكتر.

    ثانيا: طبيعي أن كل واحد فينا ابن انسان، لكن النص بيقول شوية أوصاف عن ابن الانسان المقصود في النبوة دي، يعني النص نفسه بيقول لنا ان “ابن الإنسان” هنا مش “أي ابن انسان وخلاص” وتعالى نشوفها:

    14 فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا وَمَجْدًا وَمَلَكُوتًا لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ، وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ.

    فمين هو ابن الانسان ده اللي اعطى سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كـــــــل الشعوب والأمم والألسنة؟ مع ملاحظة أن سلطانه سلطان أبدي ولن يزول وملكوته لا ينقرض؟ انت بتهجّص (بتهبد) وتقول أن كلنا أبناء انسان، طيب عزيزي الهجّاص (الهبّاد)، شوف بقى مين فينا اللي تنطبق عليه الأوصاف دي كلها؟ مش انت عامل أبو العريف وبتفسر على مزاجك؟ طيب اتشجع يلا خلي المسلمين يضحكوا عليك قبل المسيحيين.

    ثالثا: طيب ما تيجي نشوف تفسير اليهود نفسهم للنبوة دي وناخد هدنة شوية من تهجيصك؟ يلا بينا؟

    إنجيل متى 9: 6

    وَلكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لابْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا». حِينَئِذٍ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «قُمِ احْمِلْ فِرَاشَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ!»

    إنجيل متى 12: 8

    فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضًا».

    إنجيل متى 13: 41

    يُرْسِلُ ابْنُ الإِنْسَانِ مَلاَئِكَتَهُ فَيَجْمَعُونَ مِنْ مَلَكُوتِهِ جَمِيعَ الْمَعَاثِرِ وَفَاعِلِي الإِثْمِ،

    إنجيل متى 16: 27

    فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ، وَحِينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ.

    إنجيل متى 16: 28

    اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ ههُنَا قَوْمًا لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوُا ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا فِي مَلَكُوتِهِ».

    إنجيل متى 24: 30

    وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ، وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ.

    إنجيل متى 25: 13

    فَاسْهَرُوا إِذًا لأَنَّكُمْ لاَ تَعْرِفُونَ الْيَوْمَ وَلاَ السَّاعَةَ الَّتِي يَأْتِي فِيهَا ابْنُ الإِنْسَانِ.

    إنجيل مرقس 8: 38

    لأَنَّ مَنِ اسْتَحَى بِي وَبِكَلاَمِي فِي هذَا الْجِيلِ الْفَاسِقِ الْخَاطِئِ، فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَسْتَحِي بِهِ مَتَى جَاءَ بِمَجْدِ أَبِيهِ مَعَ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ».

    إنجيل يوحنا 3: 13

    وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ.

    إنجيل يوحنا 6: 62

    فَإِنْ رَأَيْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ صَاعِدًا إِلَى حَيْثُ كَانَ أَوَّلًا!

    فإن رب السبت، والذي كان أولا في السماء ثم نزل إلينا ثم صعد مرة أخرى والذي يدين ويأتي بمجد الآب على السحاب هو المسيح له كل المجد. وعشان تعرف تفسير اليهود للقب ابن الانسان وانه معناه “المسيح” نروح لإنجيل يوحنا 12: 34، هانلاقيه بيقول:

    فَأَجَابَهُ الْجَمْعُ: «نَحْنُ سَمِعْنَا مِنَ النَّامُوسِ أَنَّ الْمَسِيحَ يَبْقَى إِلَى الأَبَدِ، فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَرْتَفِعَ ابْنُ الإِنْسَانِ؟ مَنْ هُوَ هذَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟»

    فهنا وقف الجمع مستغربين عندما قال لهم المسيح أنه ينبغي أن يتمجد ابن الانسان ويُرفع إلى السماء، فتعجبوا وقالوا له انهم يعرفون ان المسيح سيبقى إلى الأبد، فكيف يقول لهم المسيح أن ابن الانسان سيرتفع؟ والسؤال ده معناه أنهم عارفين ان لقب المسيح ولقب ابن الانسان يشيران لشخص واحد، فلما المسيح فاجئهم وقال لهم أنه هايصعد استغربوا لان المفروض طالما ان يسوع هو المسيح فالمفروض مايسيبهمش حسب اعتقادهم، فسألوه: امال ازاي انت بتقول أن ابن الانسان هايسيبنا؟

     

    رابعًا: مين بقى اللي قال أن “ابن الإنسان” مش معناها المسيح، وأن أنت ابن انسان وانا ابن انسان وخلاص زي ما انت هبدت كدا؟ مين؟ طيب تعالى نشوف اليهوووود نفسهم بيعتبروا مين هو ابن الانسان، وانهم بيعتبروا أن تعبير “ابن الانسان” ده لقب يدل على المسيح.

     

    وهانبدأ بسعاديا الفيومي، اللي انت قلت عليه أنه “واحد من أكبر علماء اليهود على مر التاريخ” ونشوف قال أية عن النبوات كلها عن المسيح:

    الرابي سعاديا جاؤون في تفسير دا 7

    כו-כח) פאמא קולה ודינא יִתְּב ושלטנה יהעדון, פהו מא וצפנא אן אלחכם למא וצע זאל אלסלטאן [מן] גמיע אלממאלך. והו מתל מא קאל והפכתי כסא ממלכות והשמדתי חזק ממלכות הגוים, ומא אשבה דלך. ואמא קולה ומלכותא ושלטנא ורבותא די מלכות תחות כל שמיא יהיבת לעם קדישי עליונין. פהו מתל מא קאל והיתה לה’ המלוכה והיה ה’ למלך על כל הארץ ביום ההוא יהיה הי אחד ושמו אחד.

    וקולה עד כה סופא די מלתא. יעני בה אן הדה אלנבוה וסאיר נבואת אלאנביא אקצאהא ונהאיאתהא אלי איאס אלישועה. ואמא כבר מא יכון פי דאר אלאכרה פלם יבין לנא בעד. וכמא קאל אלחכמים זכרם לברכה כל הנביאים כולן לא נתנבאו אלא לימות המשיח אבל העולם הבא עין לא ראתה אלהים זולתך יעשה למחכה לו. ואנמא תתבין שרוח מא יכון פי דאר אלאלרה פי וקת אלישועה. כמא קאל והיה אחרי כן אשפך את רוחי על כל בשר ונבאו בניכם ובנותיכם וסאיר אלקצה.

    [فأما قوله “فيجلس الدين وينزعون عنه سلطانه” (دا 7: 26)، فهو ما وصفناه ان الحكم لما وُضِع زال السلطان من جميع الممالك، وهو مثل ما قال “واقلب كرسي الممالك وابيد قوّة ممالك الامم” (حج 2: 22) وما اشبه ذلك. وأما قوله “والمملكة والسلطان وعظمة المملكة تحت كل السماء تعطى لشعب قديسي العلي” فهو مثل ما قال “ويكون الرب ملكا على كل الارض. في ذلك اليوم يكون الرب وحده واسمه وحده” (زك 14: 9).

    وقوله “إلى هنا نهاية الامر” (دا 7: 28) يعني أن هذه النبوات وسائر نبوات الأنبياء أقصاها ونهايتها إلى أيام اليشوعة (الخلاص). وأما خبر ما يكون في دار الآخرة فلم يُبين لنا بعد. وكما قال الحخميم (الحكماء) يتبارك ذكرهم: [كل الأنبياء جميعاً لم يتنبأوا إلا عن أيام المسيح وأما العالم الآتي فلم ترى عيناً إلهاً غيرك يصنع لمن ينتظره] (التلمود البابلي سنهدرين 99أ)، وإنما تتبين شروح ما يكون في دار الآخرة في وقت اليشوعة (الخلاص) كما قال “ويكون بعد ذلك إني اسكب روحي على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم” (يوئيل 2: 28) وسائر القصة.]

     

    فها هو سعاديا يستشهد بقول التلمود ان كل الأنبياء إنما تنبأوا عن المسيح وهو يقوم بتفسير سفر دانيال ونفس الأصحاح الذي يتكلم عن “ابن الإنسان” فهل هايفضل سعاديا “واحد من أكبر علماء اليهود على مر التاريخ” ولا هاتخليه مُغني أغاني شعبي؟!!

     

    بعد كدا هانجيب كلام اليهود نفسهم عن مين هو ابن الانسان المقصود ده، عشان نشوف جهل سبيع وصل لأية.

     

    متسودوت داود

    חזה – רואה הייתי במראות שינת הלילה והנה עם ענני השמים היה בא כדמות בן אדם ועל מלך המשיח ירמז.

    [“رؤى” (دا 7: 13) “الرؤية كانت رؤية في نوم الليل وإذا مع سحب السماوات جاء شكب ابن انسان وهذا يرمز الى الملك المسيح]

     

    راشي

    כבר אנש אתה – הוא מלך המשיח.

    [“مثل ابن انسان اتى” (دا 7: 13) هو الملك المسيح]

     

    ابن عزرا

    ובר אינש – הוא משיח צדקנו.

    [“ابن انسان” هو المسيح برَّنا.]

     

    يوسف ابن يحيا

    ואליו ינתן הממשלה והכבוד והמלכות. וכל העמים ואומות ולשונות אליו יעבדו וממשלתו ממשלת עולם אשר לא תסור כראשונים ומלכותו לא תוזק. והוא משיח צדקנו אשר יגיע לפני ה׳. ואליהו הנביא יקרבהו לפניו ואליו ינתן הממשלה לעד ולעולם.

    [“فأعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبّد له كل الشعوب والامم والألسنة. سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول ” (دا 7: 14)، كالأولين “وملكوته ما لا ينقرض” وهو المسيح برَّنا الذي يجئ قدام الرب، وايليا النبي يقربه أمامه وإليه يعطي (الرب) السلطان لأبد الآبدين]

     

    – التلمود البابلي – سنهدرين (מסכת סנהדרין) 98أ

    [قال الرابي الكسندر بن يهوشع ابن ليفي، مكتوب (دانيال 7: 13) “وإذا مع سحب (عَنَني-ענני) السماء مثل ابن انسان اتى” ومكتوب (زكريا 9: 9) “وديع (عَني- עני) وراكب على حمار” –التفسير هو ان كان لهم تزكية سيأتي المسيح “مع سحب السماء” وان لم يكن لهم تزكية “وديع وراكب على حمار”] في يلكوت شمعوني تكررت تلك العبارة التلمودية بضعة مرات

    ילקוט שמעוני דניאל – פרק ז – רמז תתרסה – פרק ט – רמז תקעו – פרק ט – רמז תקעו

    [וארו עם ענני שמיא – אמר רבי אלכסנדרי ריב״ל רמי כתיב וארו עם ענני שמיא כבר אנש אתה, וכתיב עני ורוכב על חמור, זכו עם ענני שמיא, לא זכו עני ורוכב על חמור. א״ל שבור מלכא לשמואל אמריתו משיח אחמרא אתי אשדר ליה אנא סוסיא ברקא דאית לי, א״ל מי אית לך בר חיור גווני.]

     

    “كنت ارى في رؤى الليل وإذا مع سحب (عنَني- עֲנָנֵ֣י) السماء مثل ابن انسان اتى وجاء الى القديم الايام فقربوه قدامه.” (دا 7: 13)

    لفظ سحاب جاء في العبرية (عنَني) ولأن النبوة تخص شخص المسيح، هم أطلقوا على المسيح هذا الاسم الذي جاء في النبوة عنه.

     

    – مدراش المزامير (מדרש תהלים) (21: 5)

    [(مزامير 21: 6) “لانك جعلته بركات الى الابد..” لانه يتبارك به (الملك المسيح) كل الامم، (مزامير 21: 6) “تفرحه ابتهاجا امامك”. الرابي براخيا باسم الرابي صموئيل قال: مكتوب في واحدة من الآيات “وإذا مع سحب السماء مثل ابن انسان اتى وجاء الى القديم الايام، فقربوه قدامه” (دانيال 7: 13) ومكتوب في واحدة من الآيات “.. وأقربه فيدنو اليّ..” (ارميا 30: 21) فكيف ذلك؟ – الملائكة ستحضره الى الجهة الخارجية لتجمعهم، والقدوس المبارك هو يبسط يده ويقربه عنده، ولذلك قيل “وأقربه” (ارميا 30: 21)]

     

    – ترجوم المزامير (תרגום התהלים) 80: 16-18

    16 ועוברא די נציבת ימינך ועל מלכא משיחא דחיילתא לך׃

    17 מתוקדא בנורא ומופרכא ממזופיתא דמן קדמך ייבדון׃

    18 תהי אידך על גבר דקיימתא ליה ביד ימינך על בר נש דחיילתא לך׃[10]

     

    16 والغرس الذي غرسته يمينك وعلى الملك المسيح الذي قويته لنفسك

    17 محروقة بنار ومقطوعة من انتهار وجهك يبيدون

    18 لتكن يدك على الرجل الذي حلفت له بيد يمينك، على ابن الانسان الذي قويته لنفسك.

     

    – كتاب أخنوخ الجزء الخامس الفصل 62 (يرجع الى 105-64 قبل الميلاد)

    في تطبيق مباشر لنبوة دانيال على المسيح (دا 7: 27) “والمملكة والسلطان وعظمة المملكة تحت كل السماء تعطى لشعب قديسي العلي. ملكوته ملكوت أبدي وجميع السلاطين اياه يعبدون ويطيعون.”

     

    7 כי בראשונה נעלם היה בן האדם ויצפנהו העליון לפני הילו ויגלה אותו אל הבחירים:

    8 ותזרע עדת הקדושים והבחירים ויעמדו לפניו כל הבהירים ביים ההוא:

    9 לפניו יפלו כל המלכים האדירים והרמים ומושלי הארץ על פניהם ואליו ישתחוו ואת תקותם ישימו על בן האדם הזה ויתחננו אליו וישאלו ממנו רחמים:

    [7 لأنه منذ البدء، ابن الانسان مخفي، والله العليّ ابقاه في محضر جلاله واظهره للمختارين

    8 ومجتمع المقدسين والمُختارين يُحصد، ويقف أمامه كل المختارين في هذا اليوم عينه 

    9 أمامه (المسيح) يقع كل الملوك والاقوياء والمتعالين والذين يحكمون الارض على وإليه ينحنون ويضعون املهم في ابن الانسان هذا، ويلتمسون ويتضرعون إليه ويسألوا منه الرحمة]

     

     

    وطبعا ممكن نستشهد بعشرات الأقوال للعلماء، لكن الموضوع واضح. واحنا هانستنى التفسير العبقري لسبيع.

     

    في النهاية، شفنا مستوى سبيع الحقيقي في الشبهات اللي بيطرحها، لدرجة انه تقريبا ماقالش أي معلومة صحيحة تخدمه في الفيديو الأول، لدرجة أننا ردينا على كل اللي قاله، ولما حاول يرد على “جزء” من ردنا، شفنا ارتكب كام خطأ وكذب كام كذبة! فده مستواه الحقيقي لما يناقش فريق اللاهوت الدفاعي.

     

     

    [1] الدين والدولة في اثبات نبؤة محمد، طبعة دار الافاق الجديدة ص 182

    [2] تخجيل من حرف التوراة والإنجيل، صالح بن الحسين الجعفري أبو البقاء الهاشمي (المتوفى: 668هـ)، تحقيق: محمود عبد الرحمن قدح. الناشر: مكتبة العبيكان، الرياض، المملكة العربية السعودية، ط1، صـ699-700.

    [3] محمد إبراهيم الفيومي، تاريخ الفكر الديني الجاهلي، ط: دار الفكر العربي (الرابعة)، صـ186.

    [4] حمود بن أحمد بن فرج الرحيلي، منهج القرآن الكريم في دعوة المشركين إلى الإسلام، ط: عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، المدينة المنورة (الأولى)، جـ1، صـ271.

    [5]Adeyemo, T. (2006). Africa Bible commentary (1029). Nairobi, Kenya; Grand Rapids, MI.: WordAlive Publishers; Zondervan.

    [6]Andrews Study Bible Notes. 2010 (J. L. Dybdahl, Ed.) (1124). Berrien Springs, MI: Andrews University Press.

    [7]Jeske, J. C. (1985). Daniel. The People’s Bible (146). Milwaukee, Wis.: Northwestern Pub. House.

    [8]Walvoord, J. F., Zuck, R. B., & Dallas Theological Seminary. (1983-c1985). The Bible knowledge commentary : An exposition of the scriptures (1:1354). Wheaton, IL: Victor Books.

    [9]Simpson, D. J. (2000). The Book of Daniel. Clear Study Series (63). Nashville, TN: Randall House Publications.

    [10]Comprehensive Aramaic Lexicon. (2005; 2005). Targum Psalms (Ps 80:16-18). Hebrew Union College.

    حاول الرد على فريق اللاهوت الدفاعي، فكانت المفاجئة..

  • نبوة دانيال وهروب سبيع الشتَّام المجهال – هل يجرؤ أحمد سبيع أن يرد؟

    نبوة دانيال وهروب سبيع الشتَّام المجهال – هل يجرؤ أحمد سبيع أن يرد؟

    نبوة دانيال وهروب سبيع الشتَّام المجهال – هل يجرؤ أحمد سبيع أن يرد؟

    نبوة دانيال وهروب سبيع الشتَّام المجهال - هل يجرؤ أحمد سبيع أن يرد؟نبوة دانيال وهروب سبيع الشتَّام المجهال – هل يجرؤ أحمد سبيع أن يرد؟

    منذ أكثر من خمسة عشر عامًا ونحن نطالع قارئين وسامعين ومشاهدين الأكاذيب والتدليسات والجهالات التي تتراكم بعضها فوق بعض لتكوين شبهات ساذجة لدرجة السخرية عند مطالعتها، لكن، أن تحوي شبهة واحدة كل هذه الصنوف من الغباءات والأكاذيب والتدليسات والآراء الشخصية والبتر المتعمَّد لإخفاء الحقيقة وعدم وجود منهجية في الشبهة كلها إلى آخره من نواقص ومفاسد شبهات هذا النوع مع المتعالمين… فهذا لم نره يومًا، وبالأخص عندما يصدر عن شخص يظن في نفسه أنه باحث ذا خبرة، ويسمح أن يلقبه دراويشه بالألقاب المنيفة مثل “دكتور” و”شيخ” ..إلخ.

     

    فصدقًا، إننا طوال هذه السنوات لم نجد شبهة واحدة بها كل هذا الكم من النواقص! رغم أن طارحو الشبهات الآخرين لا ينقصون عنه جهلا! فتقريبًا، لا توجد ولو نقطة واحدة، ولو دعامة واحدة، ولو رأي واحد، إلا وكان إما خاطئًا بالكلية، أو متنازع عليه في تفسيره ومعناه. لدرجة أننا في هذا الرد، سنرد على كل معلومة قالها تقريبًا، وليس نحن فقط من سنرد، بل سيكون بنو جلدته معنا يردون على سخافاته أيضًا، بل أننا سنرد عليه أحيانًا، من نفس مصادره التي استدل بها في شبهته، بل أحيانًا سنرد عليه من ذات الصفحة التي استخدمها!

     

    ما الموضوع؟ وماذا حدث؟

    طالعنا المدعو أحمد سبيع بفيديو سفيه كمعظم فيديوهاته التي يظهر فيها، يتحدث فيه عن نبوة دانيال المذكورة في الأصحاح السابع من سفره، والتي هي عن رؤيا دانيال لأربعة حيوانات مختلفة والحيوان الرابع له عشرة قرون، وقرن صغير… إلخ. وسينتهي هذا الولد سبيع بأن هذه النبوة تنبئ بمجيء الإسلام وبفتح القدس! وأن قديسو العلي هم الأريوسيون تارة، وهم المسلمون تارة أخرى كما ذكر هذا حرفيًا في كلامه.

    وسوف يفسر أن الأربعة حيوانات هم أربعة ممالك متعاقبة، والمملكة الأخيرة هي المملكة الرومانية، والعشرة قرون هم عشرة أباطرة (ملوك) اضطهدوا المسيحيين قبل قسطنطين الملك، وأن القرن الصغير هو قسطنطين نفسه، وأن قسطنطين مزج المسيحية بالوثنية، وأنه غير الأوقات، ونصر أثناسيوس الرسولي وعقيدته في الثالوث وألوهية المسيح ومجمع نيقية واضطهد الموحدين الأريوسيين (والذين سيكونون مسلمين أيضًا في خلال كلامه). وبالتالي، فقد حكم هؤلاء القدس (التي لا أعرف ما علاقتها بالموضوع كله وأدخلها سبيع عنوة في منتصف الموضوع دون دليل او حتى تقديم) حتى احتلّها المسلمون، والذين يعتبرهم سبيع هم شعب قديسي العلي الذين حاربهم قسطنطين (الأريوسيين)!!!!!!!!!! فيبدو ان سبيع قام بتسجيل هذا الفيديو بعد تعاطيه نوعٍ من مُذهِبات العقل ثم خرج علينا به، فكان ما كان.

    ونحن نعلم انه بعد ردنا هذا لن يجرؤ أن يحاول -مجرد محاولة- أن يرد علينا، بل سيعيد رأسه إلى الرمال مرة أخرى للتو، فلا مكان فوقها إلا للأدلة والمنطق والعقل.

     

    ما منهجنا في الرد؟ (كيف سنرد؟)

    في البداية، سنعرض ما انتهى إليه سبيع، سواء عن طريق رأيه الشخصي المحض أو عن طريق ما ارتضاه من الكتب التي استخدمها. ثم بعد ذلك، نظرًا لكون شبهته مثال أمثل للرداءة التي يصلون إليها دومًا في شبهاتهم، ونظرًا لكثرة الأخطاء والتدليسات والاكاذيب في شبهته، ونظرًا ان شبهته متتابعة البناء، أي يقوم بمحاولة إثبات نقطة ثم بعدما يظن أنه أثبتها، يبني عليها ويتبعها بنقطة أخرى يحاول إثباتها هي الأخرى أيضًا، ثم يبني عليها نقطة أخرى وهكذا إلى أن يصل لنتيجته. ولأن هذا الرد سيتم تسجيله في شكل ملف صوتي وملف فيديو كما هو الترتيب، فإننا سنعتمد طريقة الاقتباس المباشر والرد على الاقتباس. وذلك كيما نستطيع أن نحلل كل كلمة قالها ونريكم كيف يستغل جهل متابعيه وقلة تحصيلهم العلمي والعقلي إلا ندر. والسبب الآخر لاتباعنا تلك الطريقة في الرد هو أن الرد في الفيديو سيكون بنظام الاقتباس بالفيديو شبهته ثم الرد عليها بشكل مباشر. فالشبهة واهية بل أن الوهن يخجل من وصفها به.

    أيضًا، لكثرة الأخطاء والتدليسات التي ارتكبها، سنكتفي هنا ببيان خطأ كل ما قاله تقريبًا، حيث أن هذا هو الهدف من الرد، ولن نركز على كيفية تفسير علماء المسيحيين واليهود لهذه النبوة لأن هذا ليس مقام تفسير بل رد، ولكي لا يطول الرد أكثر.

     

    سيكون ردًا عبارة عن مزيج بين اللغة العربية الفصحى ليفهمه كل متحدث باللغة العربية، مع وجود بعض المرات التي سنتعمد استخدام الفاظا باللهجة المصرية او صياغات عامية لإيضاح ما نريده لكون هذه اللهجة يفهمها أغلب العرب.

     

    يقول أحمد سبيع:

    “لكن قبل كل شيء لابد ان نعلم أننا لا نحتاج إلى الكتاب المقدس من أجل اثبات نبوة النبي …. فالأدلة خارج الكتاب المقدس كثيرة جدًا… لكن هو مجرد دليل إضافي وينبغي أن نعلم أننا نؤمن بتحريف الكتاب المقدس وهذا معناه إن الكتاب به حق وبه باطل فهو غير مبدل بالكلية لكن به حق وبه باطل والنبوءة التي سنتحدث عنها اليوم تتحدث عن بطلان المسيحية وعن صحة الإسلام بوضوح حتى إنها تحدثت عن زمن الإسلام وتوقيته بطريقة مدهشة جدًا فهي من أقوى النبوءات ومن أوضحها ومع الاسم مش مشهورة جدا”

    الرد:

    أولا: نجد ان أحمد يقول بتحريف الكتاب المقدس كغالبية المسلمين، وهذا ليس بجديد عليهم، لكن ما يلفت النظر هو المعيار الذي يعرف به الأجزاء الصحيحة من الأجزاء المحرفة، فالمعيار عنده هو المصلحة من هذه النصوص، فأحمد يقول إن الكتاب به حق وبه باطل، حسنا يا صغيري، أخبرنا كيف تعرف الحق من الباطل في الكتاب المقدس بطريقة علمية؟ هل تبحث في المخطوطات فما تؤيده تعتبره حقا وما ترفضه المخطوطات يكون باطلا؟ لا، إذن هل لك طريقة علمية واحدة تقيس عليها النصوص المحرفة عن غير المحرفة؟ لا، إلا الهوى والزيغ.

    فالمعيار هو: النصوص التي يستطيع المسلم ليّ عنقها، كما يظن، هي النصوص التي هي من “بقايا الحق” والنصوص المعارضة لما يريده المسلم تكون بالطبع هي النصوص المحرفة! فهذه النبوة لأن احمد يريدها ان تكون نبوة عن دينه، فهي بالطبع من الحق الذي نجا من التحريف!!! والحقيقة إنه معيار طفولي (عيالي) لا يقول به إلا أبلة تستنكر الطفولة أن تدعى عليه لقبًا. فما هذا المعيار الجهولي يا أحمد؟

     

    ثانيًا: نجد ان المجادلين المسلمين من بعد ظهور الإسلام بقرون قليلة قد انتقلوا من مرحلة القول بـ(تحريف الكتاب المقدس) الى القول بـ(عدم موثوقية الكتاب المقدس لسقوط سنده) حيث اعتبروا ان (الاسناد) هو شرط التحقق من نسبة الكتب السماوية الى الأنبياء، حتى قالوا عن الانجيل انه ” لا يمكن ان ترقى عن الحديث الموضوع “[1] فمجرد استشهاد سبيع وغيره بآيات الكتاب المقدس تعني انهم يستحلون الاستشهاد بالحديث الموضوع لنصرة دينهم! فيا لها من نصرة!

    وقد قالها صراحة برفيسورهم (عبد الاحد داؤود) اذ يقول “ليس مُهمَّا ان يكون كاتب الفصل السابع من سفر دانيال نبيا او راهبا او مشعوذا، اذ المؤكد ان تنبؤاته ووصفه للحوادث قبل أربعة وعشرين قرنا ثبتت دقتها وصحتها” [2] فانظر الى هؤلاء الذين يستبيحون الاحتجاج بالكذب (من وجهة نظرهم) بل يستبيحون الاستشهاد بكلام المشعوذين من اجل نصره دينهم!

     

    ثالثًا: يقول أحمد أن هذا هو دليل إضافي من الكتاب المقدس، والحقيقة انه لا توجد ولو نبوة واحدة تدل على صحة نبوة رسول احمد قالها الكتاب المقدس، ونحن أنفسنا لنا مع أحمد نفسه وقفة لا يزال احمد يتذكرها إلى اليوم، حيث كان قد إدعى نبوة مماثلة منذ سنوات عن الملك سرجون (وحي من جهة بلاد العرب) ولم نترك له شارد ولا واردة إلا وألقمناه حجرًا، حتى إننا في نهاية ردنا عليه، قلنا له أننا سنسلم لك بكل ما تقول، ولن نعارضك فيه، فما علاقة كل هذا بنبوة عن رسول الإسلام؟!! ولم يستطع ان يثبت مجرد العلاقة حتى!! (وهو ما سيحدث في هذه المرة أيضًا)، فلربما ظن سبيع أننا نسينا ما فعلناه به سابقًا.

    رابعًا: يقول سبيع أن هذه من أقوى النبوات وأوضحها! والحقيقة أن لو كان كلامك صحيحا لما إحتجت لـ 30 دقيقة لتوضحها بكل هذا الكم من التدليسات والأكاذيب، والذي رغم كل ما فعلته لم تثبت ما أردته أصلا كما سنبين لاحقًا. ويقول سبيع أيضًا أن هذه النبوة مش مشهورة، ونرد عليه ونقول ان هذا من الطبيعي وغير المستغرب عند كل ذي عقل! فلا عاقل يقول ما تقول على الإطلاق، فسنحضر لك بنو جلدتك أنفسهم ليردوا عليك ويكشفون جهالاتك بأنفسهم مثلما سنفعل نحن، فكيف تريد ان تكون مشهورة؟ لن تكون مشهورة -ولله الحمد- إلا عند من لهم نفس مستوى عقلك أو أدنى (إن وُجد). وإني لأسألك، هل لم يلفت إنتباهك شيء من عدم شهرة هذه النبوة المزعومة؟ لماذا لم تظن إنك مخدوع وأنها ليست نبوة أصلا عن رسولك؟ ما هو مستوى الـ IQ عندك لكي لا تفهم ان هذه ليست نبوءة عن رسولك!؟

     

    يقول أحمد سبيع:

    “أرجو منك إن كنت غير مسلم أن تفكر في الموضوع بجدية. الغرض من الفيديو مش إني انا أضايقك ولا إني أنا ازعجك ولا إني أفحمك لكن الغرض إني أنا أوضح لك الحقيقة، فخد الكلام بجدية، وفكّر فيه وإدرسه كويس”

    الرد:

    الحقيقة يا سبيع إنك للأسف أزعجتنا بجهلك الفج وبتدليسك وكذبك، فكيف لا تريد منا ألا ننزعج وأنت قد تخطيت كل المستويات البشرية في التدليس والكذب ودمجتهم معًا بهذه الكيفية؟ وحسنًا، نحن سنفكر في الموضوع بجدية، لكن نرجو ألا تغضب من نتيجة تفكيرنا بجدية وبعلمية وبرصانة على عكس ما فعلت. وتأكد أنك لا تستطيع إفحامنا إلا بقدرتك على التدليس رغم قدرتنا على كشفه كما سنفعل، فسندرس كلامك ونعرض للمسيحي والمسلم العاقلين أكاذيبك وتدليساتك، ونرجو ألا تعود لجحرك مرة أخرى وأن ترفع رأسك من الرمال وتحاول -مجرد محاولة- ان ترد علينا مرة أخرى..

    ولكي ندخل في الرد المباشر، سنعرض نص الأصحاح السابع من سفر دانيال كاملاً مع إظهار بعض الكلمات والتعبيرات المهمة والتي سيعتمد عليها سبيع وسنعتمد عليها نحن أيضًا، فنرجو التوقف عندها والتفكر بها مليًا لأننا سنعيد استخدامها فيما بعد كثيرًا…

     

    الأصحاح السابع سفر دانيال

    1 فِي السَّنَةِ الأُولَى لِبَيْلْشَاصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ، رَأَى دَانِيآلُ حُلْمًا وَرُؤَى رَأْسِهِ عَلَى فِرَاشِهِ. حِينَئِذٍ كَتَبَ الْحُلْمَ وَأَخْبَرَ بِرَأْسِ الْكَلاَمِ. 2 أَجَابَ دَانِيآلُ وَقَالَ: «كُنْتُ أَرَى فِي رُؤْيَايَ لَيْلًا وَإِذَا بِأَرْبَعِ رِيَاحِ السَّمَاءِ هَجَمَتْ عَلَى الْبَحْرِ الْكَبِيرِ. 3 وَصَعِدَ مِنَ الْبَحْرِ أَرْبَعَةُ حَيَوَانَاتٍ عَظِيمَةٍ، هذَا مُخَالِفٌ ذَاكَ. 4 الأَوَّلُ كَالأَسَدِ وَلَهُ جَنَاحَا نَسْرٍ. وَكُنْتُ أَنْظُرُ حَتَّى انْتَتَفَ جَنَاحَاهُ وَانْتَصَبَ عَنِ الأَرْضِ، وَأُوقِفَ عَلَى رِجْلَيْنِ كَإِنْسَانٍ، وَأُعْطِيَ قَلْبَ إِنْسَانٍ. 5 وَإِذَا بِحَيَوَانٍ آخَرَ ثَانٍ شَبِيهٍ بِالدُّبِّ، فَارْتَفَعَ عَلَى جَنْبٍ وَاحِدٍ وَفِي فَمِهِ ثَلاَثُ أَضْلُعٍ بَيْنَ أَسْنَانِهِ، فَقَالُوا لَهُ هكَذَا: قُمْ كُلْ لَحْمًا كَثِيرًا. 6 وَبَعْدَ هذَا كُنْتُ أَرَى وَإِذَا بِآخَرَ مِثْلِ النَّمِرِ وَلَهُ عَلَى ظَهْرِهِ أَرْبَعَةُ أَجْنِحَةِ طَائِرٍ. وَكَانَ لِلْحَيَوَانِ أَرْبَعَةُ رُؤُوسٍ، وَأُعْطِيَ سُلْطَانًا. 7 بَعْدَ هذَا كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا بِحَيَوَانٍ رَابعٍ هَائِل وَقَوِيٍّ وَشَدِيدٍ جِدًّا، وَلَهُ أَسْنَانٌ مِنْ حَدِيدٍ كَبِيرَةٌ. أَكَلَ وَسَحَقَ وَدَاسَ الْبَاقِيَ بِرِجْلَيْهِ. وَكَانَ مُخَالِفًا لِكُلِّ الْحَيَوَانَاتِ الَّذِينَ قَبْلَهُ، وَلَهُ عَشَرَةُ قُرُونٍ. 8 كُنْتُ مُتَأَمِّلًا بِالْقُرُونِ، وَإِذَا بِقَرْنٍ آخَرَ صَغِيرٍ طَلَعَ بَيْنَهَا، وَقُلِعَتْ ثَلاَثَةٌ مِنَ الْقُرُونِ الأُولَى مِنْ قُدَّامِهِ، وَإِذَا بِعُيُونٍ كَعُيُونِ الإِنْسَانِ فِي هذَا الْقَرْنِ، وَفَمٍ مُتَكَلِّمٍ بِعَظَائِمَ. 9 كُنْتُ أَرَى أَنَّهُ وُضِعَتْ عُرُوشٌ، وَجَلَسَ الْقَدِيمُ الأَيَّامِ. لِبَاسُهُ أَبْيَضُ كَالثَّلْجِ، وَشَعْرُ رَأْسِهِ كَالصُّوفِ النَّقِيِّ، وَعَرْشُهُ لَهِيبُ نَارٍ، وَبَكَرَاتُهُ نَارٌ مُتَّقِدَةٌ. 10 نَهْرُ نَارٍ جَرَى وَخَرَجَ مِنْ قُدَّامِهِ. أُلُوفُ أُلُوفٍ تَخْدِمُهُ، وَرَبَوَاتُ رَبَوَاتٍ وُقُوفٌ قُدَّامَهُ. فَجَلَسَ الدِّينُ، وَفُتِحَتِ الأَسْفَارُ. 11 كُنْتُ أَنْظُرُ حِينَئِذٍ مِنْ أَجْلِ صَوْتِ الْكَلِمَاتِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا الْقَرْنُ. كُنْتُ أَرَى إِلَى أَنْ قُتِلَ الْحَيَوَانُ وَهَلَكَ جِسْمُهُ وَدُفِعَ لِوَقِيدِ النَّارِ. 12 أَمَّا بَاقِي الْحَيَوَانَاتِ فَنُزِعَ عَنْهُمْ سُلْطَانُهُمْ، وَلكِنْ أُعْطُوا طُولَ حَيَاةٍ إِلَى زَمَانٍ وَوَقْتٍ. 13 «كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ، فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ. 14 فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا وَمَجْدًا وَمَلَكُوتًا لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ، وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ. 15 «أَمَّا أَنَا دَانِيآلَ فَحَزِنَتْ رُوحِي فِي وَسَطِ جِسْمِي وَأَفْزَعَتْنِي رُؤَى رَأْسِي. 16 فَاقْتَرَبْتُ إِلَى وَاحِدٍ مِنَ الْوُقُوفِ وَطَلَبْتُ مِنْهُ الْحَقِيقَةَ فِي كُلِّ هذَا. فَأَخْبَرَنِي وَعَرَّفَنِي تَفْسِيرَ الأُمُورِ: 17 هؤُلاَءِ الْحَيَوَانَاتُ الْعَظِيمَةُ الَّتِي هِيَ أَرْبَعَةٌ هِيَ أَرْبَعَةُ مُلُوكٍ يَقُومُونَ عَلَى الأَرْضِ. 18 أَمَّا قِدِّيسُو الْعَلِيِّ فَيَأْخُذُونَ الْمَمْلَكَةَ وَيَمْتَلِكُونَ الْمَمْلَكَةَ إِلَى الأَبَدِ وَإِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. 19 حِينَئِذٍ رُمْتُ الْحَقِيقَةَ مِنْ جِهَةِ الْحَيَوَانِ الرَّابعِ الَّذِي كَانَ مُخَالِفًا لِكُلِّهَا، وَهَائِلًا جِدًّا وَأَسْنَانُهُ مِنْ حَدِيدٍ وَأَظْفَارُهُ مِنْ نُحَاسٍ، وَقَدْ أَكَلَ وَسَحَقَ وَدَاسَ الْبَاقِيَ بِرِجْلَيْهِ، 20 وَعَنِ الْقُرُونِ الْعَشَرَةِ الَّتِي بِرَأْسِهِ، وَعَنِ الآخَرِ الَّذِي طَلَعَ فَسَقَطَتْ قُدَّامَهُ ثَلاَثَةٌ. وَهذَا الْقَرْنُ لَهُ عُيُونٌ وَفَمٌ مُتَكَلِّمٌ بِعَظَائِمَ وَمَنْظَرُهُ أَشَدُّ مِنْ رُفَقَائِهِ. 21 وَكُنْتُ أَنْظُرُ وَإِذَا هذَا الْقَرْنُ يُحَارِبُ الْقِدِّيسِينَ فَغَلَبَهُمْ، 22 حَتَّى جَاءَ الْقَدِيمُ الأَيَّامِ، وَأُعْطِيَ الدِّينُ لِقِدِّيسِيِ الْعَلِيِّ، وَبَلَغَ الْوَقْتُ، فَامْتَلَكَ الْقِدِّيسُونَ الْمَمْلَكَةَ. 23 «فَقَالَ هكَذَا: أَمَّا الْحَيَوَانُ الْرَّابعُ فَتَكُونُ مَمْلَكَةٌ رَابِعَةٌ عَلَى الأَرْضِ مُخَالِفَةٌ لِسَائِرِ الْمَمَالِكِ، فَتَأْكُلُ الأَرْضَ كُلَّهَا وَتَدُوسُهَا وَتَسْحَقُهَا. 24 وَالْقُرُونُ الْعَشَرَةُ مِنْ هذِهِ الْمَمْلَكَةِ هِيَ عَشَرَةُ مُلُوكٍ يَقُومُونَ، وَيَقُومُ بَعْدَهُمْ آخَرُ، وَهُوَ مُخَالِفٌ الأَوَّلِينَ، وَيُذِلُّ ثَلاَثَةَ مُلُوكٍ. 25 وَيَتَكَلَّمُ بِكَلاَمٍ ضِدَّ الْعَلِيِّ وَيُبْلِي قِدِّيسِي الْعَلِيِّ، وَيَظُنُّ أَنَّهُ يُغَيِّرُ الأَوْقَاتَ وَالسُّنَّةَ، وَيُسَلَّمُونَ لِيَدِهِ إِلَى زَمَانٍ وَأَزْمِنَةٍ وَنِصْفِ زَمَانٍ. 26 فَيَجْلِسُ الدِّينُ وَيَنْزِعُونَ عَنْهُ سُلْطَانَهُ لِيَفْنَوْا وَيَبِيدُوا إِلَى الْمُنْتَهَى. 27 وَالْمَمْلَكَةُ وَالسُّلْطَانُ وَعَظَمَةُ الْمَمْلَكَةِ تَحْتَ كُلِّ السَّمَاءِ تُعْطَى لِشَعْبِ قِدِّيسِي الْعَلِيِّ. مَلَكُوتُهُ مَلَكُوتٌ أَبَدِيٌّ، وَجَمِيعُ السَّلاَطِينِ إِيَّاهُ يَعْبُدُونَ وَيُطِيعُونَ. 28 إِلَى هُنَا نِهَايَةُ الأَمْرِ. أَمَّا أَنَا دَانِيآلَ، فَأَفْكَارِي أَفْزَعَتْنِي كَثِيرًا، وَتَغَيَّرَتْ على هَيْئَتِي، وَحَفِظْتُ الأَمْرَ فِي قَلْبِي».

     

    يرى سبيع هذا الأصحاح كالتالي:

    الحيوانات الأربعة هي أربعة ممالك

    مملكة بابل ومملكة مادي وفارس ومملكة اليونان، ومملكة الرومان.

    الحيوان الرابع

    مملكة الرومان (الإمبراطورية الرومانية)

    العشر قرون

    عشر اباطرة (ملوك) اضطهدوا المسيحيين (الموحدين والمثلثين)

    القرن الصغير

    قسطنطين الملك (الامبراطور)، فهو:

    ·        إمبراطور روماني.

    ·        جاء بعد عشرة اباطرة.

    ·        سيغلب ثلاثة ملوك.

    ·        خالف الأباطرة السابقين.

    ·        سيتكلم بكلام عظيم ضد الله.

    ·        سيحارب المؤمنين

    قديسو العلي

    الأريوسيين (الموحدين) = المسلمين (لا أعرف كيف!)

    ملكوت شعب قديسي العلي للأبد

    مملكة الإسلام ستبقى للأبد

    زمان وزمانين ونصف زمان

    = 331 سنة ميلادية أو أكثر من 640 سنة!!!

     

    النقطة الأولى: هل الحيوانات الأربعة هي الأربعة ممالك المذكورة؟

    لا يوجد اجماع مسيحي على هذا التفسير، فيقول مثلا القس (مكسيموس صمويل) معلقا على الحيوان الرابع ” يمثل هذا الحيوان مملكة السلوقيين الشرسة في سفك الدماء”[3] وطالما لا يوجد اجماع مسيحي على هذا التفسير فخصمنا مطالب بدليل على كلامه ولماذا رجح تفسير دون الاخر!

    بل ان خصمنا خالف الاجماع الإسلامي في تفسير الحيوان الرابع، التفسير الذي بدأ بـ(ابن ربن الطبري) المتوفى سنة 237 حيث يقول ان المملكة الرابعة هي الإسلام نفسه! وبالتالي يكون القرن الصغير هو أحد ملوك الإسلام لا شك، بل يقول ان هذا الكلام على هذه النبوءة (مفسرة منورة لا تحتاج الى افصاح او إيضاح أكثر مما فسره دانيال عليه السلام، فالحيوان الرابع الذي قال انه كان عظيما رائعا هائلا قويا عزيزا هو تمثال هذه المملكة التي قال الله انها أعظم المملكات واجلها، وأنها تغلب على الأرض كلها وتدوسها بأقدامها وتأكلها رغدا، وهي اخر الدول، وهذه أيضا تشهد بان النبي اخر الأنبياء وخاتمهم وان النبوءات كلها تمت به وتناهت عنده” [4]

      ومنذ ان قال (الطبري) هذا صار الامر اجماعا فنجد بعده ب 400 سنة الشيخ القاضي (صالح بن الحسين الجعفري الهاشمي) المتوفى سنة 668 يقول [5]:

     

    [البشرى] السّابعة والسّتّون:

    قال دانيال النبيّ أيضاً: “رأيت في نومي كأن الرياح الأربع قد هاجت وتموج بها البحر. واعتلج اعتلاجاً شديداً، ثم صعد منه أربع حيوانات عظام مختلفة الصور، الأوّل مثل الأسد وله أجنحة نسر، والحيوان الثاني مثل الدب وفي فمه ثلاثة أضلاع، وسمعت قائلاً يقول له: قم فكل من اللحم واستكثر منه، والحيوان الثالث مثل النمر وفي جبينه أربعة أجنحة وله أربعة رؤوس وقد أعطي قوة، والحيوان الرابع عظيم قوي جداً، وله أسنان من حديد عظام فهو يأكل ويدق برجليه ما بقي. ورأيته مخالفاً لتلك الحيوانات وكانت له عشرة قرون فلم يلبث أن نجم له قرن صغير من بين تلك القرون ثم صار لذلك القرن عيون، ثم عظم القرن الصغير جداً أكثر من سائر القرون، فسمعته يتكلم كلاماً عجيباً وكان ينازع القديسين ويقاومهم.

    قال دانيال: فقال لي الرّبّ: تأويل الحيوان الرابع مملكة رابعة تكون في آخر الممالك وهي أفضلها وأجلها تستولي على جميع الممالك وتدوسها وتدقها وتأكلها رغداً“. فقد شهد دانيال النبيّ عليه السلام وأخبر عن الله أن أمتنا هي الدائمة إلى الأبد. وأن ملتنا هي التي لا يقاومها أحد. وهي التي كانت أكلت الأمم ودقتها وداستها واستولت عليها بإذن الله.

    ووعده الحقّ وخبره الصدق. فهل يبقى بيان أبين من الله تعالى على ألسن أنبيائه الأطهار؟ وقد قال من فسر كتب أهل الكتاب: “إن الحيوان الأوّل هو دولة أهل بابل. والحيوان الثاني دولة أهل الماهين. والحيوان الثالث دولة الفرس، والحيوان الرابع دولة العرب. وفي ذلك تصديق قول الله في التوراة لإبراهيم عليه السلام: “إني أبارك إسماعيل ولدك وأعظمه جدّاً جِدّاً ومن تولى الله تعالى تعظيمه وتفخيمه وبركته كيف لا يكون كذلك؟ ‍‍!!.

     

    فان كان هذا هو اجماع المسلمين – قبل ان يشذوا وينقضوا اجماعهم – ان المملكة الرابعة هي الدولة الاسلامية! فأين سيكون قسطنطين إذن؟ وأين كلامك أن المسلمين متفقون على أن الأربعة ممالك هي الممالك التي ذكرتها؟

     

    النقطة الثانية: هل الحيوان الرابع هو الدولة الرومانية؟

    بعدما عرضنا اجماع المسلمين الاوائل أن الحيوان الرابع يرمز لدولة الإسلام، نعرض شهادة أخرى من شخص مسلم آخر، وهذه المرة هو هشام كمال عبدالحميد[6]:

    ظهور حلف الأطلنطي بزعامة أمريكا: (الوحش ذو القرون العشرة والقرن الصغير في رؤيا التي دانيال).

    من نفس رؤيا النبي دانيال السابقة يتبقى لنا معرقة الوحش في القرون العشرة الذي أكل وسحق وداس كل الحيوانات السابقة برجليه، وأكل وسحق الأرض كلها.

    فهذا الوحش هو حلف الأطلنطي الذي أنشأته دول غرب أوروبا فيما بينها وبين أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية، وبعد هزيمة ألمانيا وحلفائها سيطر هذا الوحش على الكرة الأرضية، وعلى جميع القوى العظمى التي ظهرت قبله، ومعظم الدول التي تكون منها هذا الحلف تطل على المحيط الأطلنطي، وهو من بحور البحر الكبير “المحيط”.

    أما القرن الصغير المذكور في هذه الرؤيا فهو كما ذكرت بكتابي “هلاك ودمار أمريكا المنتظر” رمز لأمريكا زعيمة هذا الحلف، فهي برزت إلى الوجود كقوة عظمى فضل هذا الحلف بعد الحرب العالية الثانية، والقرون الثلاثة التي أذلهم من القرون العشرة هم: بريطانيا وألمانيا وإيطاليا. فقد دخلت كل من بريطانيا وألمانيا – الأسد والنمر – في هذا الملف بعد الحرب العالمية الثانية، رغم أنها كانتا تشكلان قوتين عظيمتين، وقد ألغت أمريكا بنفوذها سلطانها بالإضافة إلى سلطان إيطاليا، وفرضت على ألمانيا وإيطاليا قيودًا في التسليح والاقتصاد.

     

    إذن، فها هو مسلم آخر يخرج عن الاجماع القديم ويقول إن الحيوان الرابع هو حلف الأطلنطي والقرن الصغير هو أمريكا! وسواء كان تفسير هذا المسلم أو الآخر، فكل منهما ينهي الشبهة من جذورها، لأن الشتِّام أحمد سبيع بنى شبهته كلها على أن الدولة الرابعة هي الإمبراطورية الرومانية حصرًا. ومن هنا نستطيع التوقف عن بيان بطلان ما تبقى من شبهته إذ أنها قد هُدمَت تمامًا. لكننا سنكمل بيان المهازل التي وقع فيها هذا السبيع لنريكم كيف هو المستوى العلمي للباحث سبيع!

     

    النقطة الثالثة: من هم العشرة ملوك (قرون)؟

    في فيديو سبيع الأول الذي طرح فيه الشبهة، كان عليه أن يتراقص ويقوم بحركات بهلوانية أراجوزية لكي يأتي بالرقم 10، تحت أي مسمى وبأي طريقة وبأي كيفية لان سفر دانيال ذكر الرقم 10. فماذا فعل؟ جاء بحركة بهلوانية فقال إنه لربما يقول قائل إن المملكة الرومانية كان فيها أكثر من 30 ملك، ثم بعدها جاء بتفسير سعاديا الفيومي اليهودي، من العصور الوسطى للرد على هذا الاشكال.

    فاقترح سعاديا 3 طرق لتقليل الرقم 30 ملك (رغم انهم أكثر من 50 وليس 30 كما أخطأ سَعاديا) إلى الرقم 10 ملوك (الرقم الذي يريده سبيع)، ثم ماذا فعل سبيع بعدها؟ هل أخذ بأي رأي من الآراء الثلاثة لسعاديا؟ الإجابة: لا!!!! ترك سعاديا وكلامه كله وحلوله الثلاثة جميعها، واخترع وإفتكس و”هَبَدَ”[7] رأيه الخاص ولم يدلل عليه بدليل!!! بل هو هكذا، بلا دليل ولا شهادة!

    فقد اقترح سعاديا ثلاثة حلول هم:

    1. ذكر السِفر الأجلاء منهم وأهملَ الباقي.
    2. ذكر السِفر الآباء وأهملَ الأبناء.
    3. ذكر السِفر الذين كانوا من عشائر مختلفة وأهملَ الذين من نفس العشيرة.

    هذا الكلام قاله سعاديا، ولأنه من المستحيل تطبيق أي رأي من هؤلاء الثلاثة في حالتنا هذه على أباطرة الرومان، وبالأخص عندما يعرف سبيع أنهم أكثر من 50 ملك، وحتى إن تنازلنا واختار منهم 10 ملوك بحسب المعايير التي وضعها سعاديا (الأجلّاء فقط، الآباء فقط، عشائر مختلفة فقط) فلن يكن لهذا علاقة بما يريده سبيع بعدها، فهو يريد ان يأخذ هؤلاء العشرة ليجيء بعدهم مباشرة قسطنطين، وهنا الاستحالة الحقيقة، فماذا فعل سبيع ليخرج نفسه من ورطة الاستشهاد بكلام سعاديا الذي جاء هو بنفسه بكلامه؟ ترك كلامه تمامًا وكأنه يهذي، بل قال إن كلامه هو نفسه (أحمد سبيع) الشخصي هو الأقرب للصواب وأن هؤلاء العشرة ملوك هم الأباطرة الذين حكموا القدس بعد المسيح واضطهدوا المسيحيين، وإذا ما عددناهم سنجدهم 10 ملوك، بداية من نيرون وحتى دقلديانوس. وللرد على هذا الخبل الصافي، نقول:

     

    أولًا: لماذا بدأت العد من بعد المسيح؟! هل ذكر سفر دانيال هذا؟!! أم أن هذه من عندياتك كعادتك؟! نص سفر دانيال لم يقل هذا مطلقًا. الأباطرة الرومان كانوا قبل تجسد المسيح واستمروا بعده، فلماذا تبدأ العد (حساب العشرة ملوك) من المسيح؟!

    ثانيًا: من أين أتيت بزعمك بوجود تتابع تاريخي بين العشرة ملوك (قرون)؟! دانيال ٧: ٨ يقول: “كُنْتُ مُتَأَمِّلًا بِالْقُرُونِ [العشرة]، وَإِذَا بِقَرْنٍ آخَرَ صَغِيرٍ طَلَعَ بَيْنَهَا، وَقُلِعَتْ ثَلاَثَةٌ مِنَ الْقُرُونِ الأُولَى مِنْ قُدَّامِهِ…” النبوة تصرح بأن القرن الصغير (قسطنطين بحسب زعم سبيع) سيطلع بينها؛ أي بين القرون العشرة، ويقتلع ثلاثة منها؛ أي من القرون العشرة. هذا معناه أنه على الأقل معظم –إن لم يكن كل– الملوك (القرون) كانوا معاصرين لبعضهم البعض، حتى في الآخير يستطيع القرن الصغير أن يطلع من بينهم ويقتلع ثلاث منها. فلا توجد أي إشارة في النبوة تقترح وجود تتابع زمني أو تاريخي بين الملوك وبعضها. فعلى سبيل المثال، يقول فلورين في تفسيره لهذا

    “In all cases, the ten horns are not described as raising one after another, but they are always described as a group, and therefore meant to be understood as contemporary.”

    الترجمة:

    “في جميع الحالات، لا تُوصف القرون العشرة بأنها طلعت الواحد تلو الأخر، لكنها تُوصف دائماً كمجموعة، وبالتالي، من المفترض أن تُفهم على أنها معاصرة [لبعضها البعض].”[8]

     

    فإن كان يريد سبيع اثبات أن الأباطرة العشرة هم المعنيين بالقرون العشرة، ومن بعدهم قسطنطين، عليه أن يثبت لنا أولاً وجود إشارات إلى تتابع زمني أو تاريخي من نبوة دانيال نفسها.

     

    ثالثًا: لماذا القدس تحديدًا؟ ما علاقة القدس بالموضوع كله؟!! لماذا هبطت علينا من السماء هكذا دون سبب أو تمهيد في الموضوع؟! هل قال نص سفر دانيال أي شيء عن القدس (أورشليم)؟ لا، لم يقل سفر دانيال هنا أي شيء عن أورشليم! فلماذا أقحمها هذا الصغير في الرد عنوة؟!!

    رابعًا: حتى مع تنازلنا وبفرض الجدل: من قال لك أن هناك عشرة ملوك فقط بين المسيح وبين قسطنطين؟ من الذي خدعك وقال لك هذا؟! هناك 48 أو 49 إمبراطور بين المسيح وقسطنطين[9] ومن نيرون إلى دقلديانوس يوجد 45 امبراطور وليس 10 كما استغفلوك. وننقل الأسماء من الموسوعة البريطانية على سبيل المثال[10]:

    1. Augustus (31 BCE–14 CE)
    2. Tiberius (14–37 CE)
    3. Caligula (37–41 CE)
    4. Claudius (41–54 CE)
    5. Nero (54–68 CE)
    6. Galba (68–69 CE)
    7. Otho (January–April 69 CE)
    8. Aulus Vitellius (July–December 69 CE)
    9. Vespasian (69–79 CE)
    • Titus (79–81 CE)
    • Domitian (81–96 CE)
    • Nerva (96–98 CE)
    • Trajan (98–117 CE)
    • Hadrian (117–138 CE)
    • Antoninus Pius (138–161 CE)
    • Marcus Aurelius (161–180 CE)
    • Lucius Verus (161–169 CE)
    • Commodus (177–192 CE)
    • Publius Helvius Pertinax (January–March 193 CE)
    • Marcus Didius Severus Julianus (March–June 193 CE)
    • Septimius Severus (193–211 CE)
    • Caracalla (198–217 CE)
    • Publius Septimius Geta (209–211 CE)
    • Macrinus (217–218 CE)
    • Elagabalus (218–222 CE)
    • Severus Alexander (222–235 CE)
    • Maximinus (235–238 CE)
    • Gordian I (March–April 238 CE)
    • Gordian II (March–April 238 CE)
    • Pupienus Maximus (April 22–July 29، 238 CE)
    • Balbinus (April 22–July 29، 238 CE)
    • Gordian III (238–244 CE)
    • Philip (244–249 CE)
    • Decius (249–251 CE)
    • Hostilian (251 CE)
    • Gallus (251–253 CE)
    • Aemilian (253 CE)
    • Valerian (253–260 CE)
    • Gallienus (253–268 CE)
    • Claudius II Gothicus (268–270 CE)
    • Quintillus (270 CE)
    • Aurelian (270–275 CE)
    • Tacitus (275–276 CE)
    • Florian (June–September 276 CE)
    • Probus (276–282 CE)
    • Carus (282–283 CE)
    • Numerian (283–284 CE)
    • Carinus (283–285 CE)
    • Diocletian (east، 284–305 CE; divided the empire into east and west)

    خامسًا: ربما يقول سبيع الجاهل أن هؤلاء هم الذين اضطهدوا المسيحيين! فنرد عليه ونقول: أين جاء هذا الشرط او جاءت هذه العلامة في نص سفر دانيال؟ بمعنى: أين قال سفر دانيال ان هؤلاء العشرة قرون هم فقط الملوك الذين سيضطهدون المسيحيين؟! لم يقل السفر هذا، لكنك بكل وقاحة بحثت عن أي شيء يشمل الرقم 10 في الاباطرة الرومان ولم تلاحظ ان مجرد الرقم لن يكون قد تكلم عنه السفر الذي تدعي ان النبوة فيه، فأين جاء في السفر أن هؤلاء الملوك/الأباطرة لهم هذه الخاصية؟!

    سادسًا: ربما يقول هذا الصبي ان الكتب المسيحية هي من قالت ان هناك عشر اضطهادات رئيسية مرت بها الكنيسة وليس أنا… ونرد عليه ونقول: وما علاقة أننا مررنا بعشرة اضطهادات بأن هؤلاء هم العشرة اباطرة المذكورون في سفر دانيال؟ هل قالت الكتب المسيحيّة هذا؟ هل قال السفر هذا؟ أم ان المهم هو الرقم 10 فقط وكله عند العرب صابون؟!

    وإمعانًا في سحقك وشبهتك الطفولية أكثر وأكثر، ننقل لك من كلام فيليب شاف الذي نقلت عنه بنفسك لأدينك من الكتب التي اخترتها بنفسك، حيث قال:

    Number of Persecutions.

    From the fifth century it has been customary to reckon ten great persecutions: under Nero، Domitian، Trajan، Marcus Aurelius، Septimius Severus، Maximinus، Decius، Valerian، Aurelian، and Diocletian.12 This number was suggested by the ten plagues of Egypt taken as types (which، however، befell the enemies of Israel، and present a contrast rather than a parallel)، and by the ten horns of the Roman beast making war with the Lamb، taken for so many emperors.13 But the number is too great for the general persecutions، and too small for the provincial and local. Only two imperial persecutions—those، of Decius and Diocletian—extended over the empire; but Christianity was always an illegal religion from Trajan to Constantine، and subject to annoyance and violence everywhere.14 Some persecuting emperors—Nero، Domitian، Galerius، were monstrous tyrants، but others—Trajan، Marcus Aurelius، Decius، Diocletian—were among the best and most energetic emperors، and were prompted not so much by hatred of Christianity as by zeal for the maintenance of the laws and the power of the government. On the other hand، some of the most worthless emperors—Commodus، Caracalla، and Heliogabalus—were rather favorable to the Christians from sheer caprice. All were equally ignorant of the true character of the new religion.[11]

    الترجمة:

    منذ القرن الخامس، كان من المُعتاد حساب عشرة اضطهادات كبيرة: في عهد نيرون، دومتيانوس، تراجان، ماركوس أوريليوس، سبتيموس ساويرس، مكسيمينوس، ديسيوس، فالريان، أوريليان، ودقلديانوس.[12] أُقترَح هذا العدد من خلال الضربات العشرة لمصر باعتبارها رمزًا لها (والتي، مع ذلك، حلَّت بأعداء إسرائيل، وتُمثِل تباينًا لا نظيرًا)، ومن خلال القرون العشرة للوحش الروماني الذي يخوض حربًا مع الخروف، باعتبارهم العديد من الأباطرة.[13] لكن العدد كبير جدًا بالنسبة للاضطهادات العامة، وصغير جدًا بالنسبة للاضطهادات الإقليمية والمحلية. امتد اضطهادان إمبراطوريان فقط—وهما ديسيوس ودقلديانوس—على أنحاء الإمبراطورية؛ لكن المسيحية كانت دائمًا ديانة غير شرعيّة من تراجان حتى قسطنطين، وبالتالي كانت عُرضَة للإزعاج والعنف في كل مكان.14 كان بعض الأباطرة المُضطهِدين؛ مثل نيرون، دومتيانوس، وجاليريوس، من الطغاة الوحشيين، لكن آخرين—تراجان، ماركوس أوريليوس، ديسيوس، ودقلديانوس—كانوا من بين أفضل الأباطرة وأكثرهم نشاطًا، ولم يكن الدافع وراء ذلك كراهية المسيحية بقدر ما هو الحماسة للحفاظ على القوانين وسلطة الحكومة. من ناحية أخرى، كان بعض الأباطرة عديمي الجدوى—كومودوس، كاراكلا، وهيليوغابالوس (إيل جبل)—مؤيدين إلى حدٍ ما للمسيحيين من مُنطلَق نزعة مجردة. كان الجميع يجهلون بنفس القدر الطابع الحقيقي للدين الجديد.

     

    فها هو فيليب شاف يقول ان الرقم 10 مأخوذ كرمز (taken as types) للضربات العشر التي وقعت على شعب مصر وأيضًا كمثال للقرون العشرة للوحش الروماني الذي يصنع حربا مع الخروف الموجود في سفر الرؤيا (رؤ 17: 3 – 14)، فهو يوضح ان هذا الرقم اعتبره المؤرخون من القرن الخامس كمدلول رمزي للعذابات والاضطهادات التي وقعت على المسيحيين فرأوا فيه العشر ضربات، ورأوا فيه كأنها نهاية الأيام والوحش يحارب الكنيسة (المؤمنين).

     

    فكل ما فعله أحمد سبيع هو أنه وقع في مغالطة منطقية أخرى، حيث أنه أتى لنا بعدد الاضطهادات العشرة، والتي، كما رأينا، مأخوذة عن الضربات العشرة، والأهم من ذلك، مأخوذة أصلًا عن عدد قرون الوحش (المذكور في سفر الرؤيا، والذي ورد أيضًا في دانيال)، ليقول لنا أن الأباطرة العشرة المضطهديِن هم أنفسهم القرون العشرة!!!! فوقع في مغالطة الاستدلال الدائري. فكأنه يقول: القرون العشرة تاريخيًا هي عشرة اضطهادات، والاضطهادات هي عشرة رمزًا للقرون (والضربات) العشرة. أي كأنه فسر الماء بالماء!

    ويمكن شرح المغالطة بالشكل التالي:

    ليس هذا فحسب، بل أن فيليب شاف يقول ان هذا الرقم (10) هو رقم كبير جدا إذا ما قصدنا الاضطهادات العامة في الإمبراطورية على المسيحيين، ويذكر فقط اثنان من الأباطرة وهما ديسيوس Decius ودقلديانوس Diocletian، وهم الذين أجروا -حسب كلامه- اضطهادا عامًا لكل عموم الإمبراطورية، اثنان وليسا عشرة. ويقول أيضًا أن الرقم 10 لهو رقم قليل جدا بالنسبة لعدد الاضطهادات المحلية التي عانى منها المسيحي في هذه الإمبراطورية، حيث كانت المسيحية دومًا تحت الاضطهاد في بعض الأقاليم والمقاطعات.

    وأكثر من ذلك، فقد ذكر فيليب شاف أيضًا في الهامش أن أغسطينوس ذكر بدلا من الإمبراطور ماركوس أوريليوس، أنطونيوس بيوس، فأين ذهب الرقم 10 الآن في ظل تغيير اسم امبراطور منهم؟ وذكر أن المؤرخ لاكتنتيوس Lactantius ذكر أنهم 6 فقط! فأين ذهب الرقم 10؟ وذكر أيضًا أن سولبيتوس Sulpitius Severus ذكر 9 فقط! فأين الرقم 10 يا صغيري؟

    كل هذا والسفر لم يقل على الإطلاق بوجود علاقة بين القرون العشرة للحيوان الرابع، وبين الاضطهادات، فأين ذهب الرقم 10 يا عزيزي الصغير الآن؟! ها هو الرقم الذي لم يقل عنه السفر أن له علاقة بالاضطهادات على المسيحيين أصلا، والذي أدخلت فيه الاضطهادات بالفهلوة لتخدع به مستمعيك المساكين لتشابه الرقم 10 في سفر دانيال مع بعض الكتب المسيحية. فهل تجرؤ أن ترد؟!

     

    فهل اكتفى سبيع بتدليسه هنا؟ بالطبع لا! بل أتى باقتباس من موقع أسقفية الشباب، يدعي به أن المسيحيين يعترفون أن عدد الاضطهادات هم عشرة. وفي عرضه للاقتباس، بتر نصف الاقتباس بأكمله، ولم يعرضه حتى على الشاشة!! لنرى إذن، ولنقرأ ما لم يُردْ سبيع أن يقرأه مشاهديه:

     

    “+ منذ القرن الخامس الميلادي تعود المؤرخون علي تقدير الاضطهادات التي خاضتها الدولة الرومانية ضد الكنيسة المسيحية بعشرة اضطهادات كبيرة تحت حكم عشرة أباطرة هم علي الترتيب: نيرون – دومتيانوس – تراجان – مرقس أوريليوس – سبتيموس ساويرس – مكسيمينوس – ديسيوس – فالريان – أوريليان – دقلديانوس.

    + ولكن هذا التقسيم اصطلح عليه ولا يعني أن الاضطهادات حدثت عشر مرات فقط، لأن أكثر الفترات هدوءًا كانت فيها شهداء.

    + ولقد حاول البعض أن يربط بين الضربات العشر في مصر وهذه الاضطهادات باعتبارها رمزًا لها، كذلك يربطون بين العشرة قرون التى للوحش الوارد ذكرها في سفر الرؤيا الذي صنع حربًا مع الخروف على أنها هذه الحلقات العشر من الاضطهاد.

     

    فقد بترَ سبيع كل الجزء المظلل بالأحمر ولم يعرضه، والذي يصرح فيه الموقع بنفس ما صرح به فيليب شاف تقريبًا. فهذا العدد اصطلح عليه فقط، وليس بالضرورة يشمل العدد الصحيح للاضطهادات. فلماذا كل هذا الرعب من هذه الفقرة التي حذفها؟؟! لأنها ببساطة تنسف مجددًا كل تزويره، وتوقعه في مغالطات منطقية كما رأينا.

     

    ونكرر، أننا إلى هنا نستطيع التوقف لأننا نقضنا كل الأساسات التي أقام سبيع عليها الشبهة من جذورها، ورأينا أن أقوى أساس منهم لا يقوى امام وهن بيت العنكبوت! لكن، لنكون أكثر كرمًا، وسحقًا لسبيع مع شبهته، سنستمر بافتراض صحة كل ما أثبتنا خطأه، لنكمل..

     

    النقطة الرابعة: هل القرن الصغير هو قسطنطين؟ لماذا لا يمكن ان يكون هو قسطنطين؟

    إذا ما وافقنا سبيع، جدلًا، أن الدولة الرابعة هي الإمبراطورية الرومانية، وأن هناك عشرة ملوك فقط من الدولة الرومانية، وأن العشرة قرون هم الملوك الذين اختارهم سبيع ببهلوانية، فلابد لسبيع أن يثبت ان المقصود هو قسطنطين الملك، وهذا ما لم يثبته سبيع. ولكي يثبته كان عليه أن يقوم بحركات بهلوانية أخرى ويخدع مستمعيه ويقوم بإسقاط الاوصاف التي جاءت في سفر دانيال عن القرن الصغير على قسطنطين الملك. فماذا فعل؟

     

    أولًا: قال إن الإمبراطور لابد وأن يكون روماني، وأثبتنا وجود خلاف حول ماهية الحيوان الرابع الذي يقول انه لابد ان يكون المملكة الرومانية، وهو في الفيديو الثاني له قد كذب وقال ان أحدا من المسلمين لم يقل ان القرن الصغير مسلما، ويتناقض هنا فيقول ان القرن الصغير لابد ان يكون من نفس مذهب الحيوان الرابع، وعليه فان كان اجماع المسلمين ان الحيوان الرابع هو دولة الإسلام فلا شك ان قرنهم الصغير مسلما أيضا، ثم قال ان قسطنطين هو الملك الذي جاء بعد عشرة ملوك، وهذه الكذبة أثبتنا فُحش خطأه فيها من وجوه في النقطة السابقة، فبرجاء المراجعة.

    فمن جهة لا يوجد أصلا عشرة ملوك بل أكثر من 50 ولم يخبرنا بأي دليل جعلهم 10، ولا السِفر قال بوجود علاقة بين القرون وبين الأباطرة الذين اضطهدوا المسيحيين، ولا سبيع أثبت انهم عشرة أباطرة أصلا، ولا السفر حدد الفترة بالفترة بين تجسد المسيح وبين قسطنطين ولا أن الأباطرة هؤلاء بين المسيح وبين قسطنطين هم 10 ..إلخ.

     

    ثانيًا: قال ان قسطنطين هزم ثلاثة ملوك آخرين كانوا ينازعونه في حكم الإمبراطورية الرومانية، وبهذا تكون النبوة تنطبق عليه. وللرد، علينا فقط أن نقرأ نص النبوة لنعرف كيف دلَّسَ سبيع واستغل جهل المُصدقين له من مستمعيه واستغفلهم أيما استغفال. فماذا تقول النبوة:

     

    7 …. وَإِذَا بِحَيَوَانٍ رَابعٍ ….. أَكَلَ وَسَحَقَ وَدَاسَ الْبَاقِيَ بِرِجْلَيْهِ. …. وَلَهُ عَشَرَةُ قُرُونٍ. 8 كُنْتُ مُتَأَمِّلًا بِالْقُرُونِ، وَإِذَا بِقَرْنٍ آخَرَ صَغِيرٍ طَلَعَ بَيْنَهَا، وَقُلِعَتْ ثَلاَثَةٌ مِنَ الْقُرُونِ الأُولَى مِنْ قُدَّامِهِ، ……

    وبيت القصيد هنا، أن القرون الثلاثة التي قُلعت من أمام القرن الصغير هي من القرون العشرة التي كانت للحيوان الرابع، فالنص يقول [وَقُلِعَتْ ثَلاَثَةٌ مِنَ الْقُرُونِ الأُولَى]، وهذه هي القرون العشرة التي فسرها سبيع أنهم الاباطرة من نيرون إلى دقلديانوس، فهل كان هناك إمبراطور على قيد الحياة من الإمبراطور نيرون إلى الإمبراطور دقلديانوس؟ أم كانوا قد ماتوا او قتلوا؟!! فالنص يقول بوضوح وحرفية أن هذا القرن الصغير (“قسطنطين” بحسب جهل سبيع) عندما ظهر اُقتُلعت ثلاثة قرون من القرون الأولى (الملوك العشرة بحسب جهل سبيع) فهل قتل قسطنطين نيرون او دقلديانوس او أي آخر جاء بينهما؟ فإذا نظرنا مرة أخرى في قائمة الأباطرة العشرة التي اقترحها سبيع، لن نجد من بينهم الثلاث ملوك (جاليريوس، ماكسنتيوس، وليسينيوس) الذين ادعى سبيع أن قسطنطين قد انتصر عليهم.

     

    فالخدعة التي انطلت على من يصدقون هذا الأفَّاق هي أنه قال لهم أن قسطنطين هزم ثلاثة ملوك ممن كانوا معاصرين له ويقاسمونه الحكم في الإمبراطورية.. وهذا لم تقله النبوة على الإطلاق، بل تكلمت حرفيًا عن اقتلاع ثلاثة قرون من هذه القرون العشرة التي ظهرت أولا، وليست عن ثلاثة قرون أخرى مختلفة عن العشرة. لكن، بالطبع، مَن كان مستواه العقلي يسمح له بأن يصدق ما يقوله سبيع، لا يلومنَّ إلا نفسه عندما يستغفله سبيع ويدوس على عقله.

     

    ولكن، حتى لو تنازلنا جدلاً، وقبلنا بثلاث ملوك ليسوا من الأباطرة العشرة، لن يستطيع سبيع أن يثبت أن قسطنطين انتصر على ثلاث ملوك تحديدًا وليس أكثر أو أقل. ففي الواقع، الورطة التي وقع فيها سبيع أكبر بكثير من هذا، وهذه الورطة يمكن أن نرى نتائجها، فقط إن قرأنا ما قالته المراجع التي استشهد بها هو! عرض سبيع مرجعيّن لإثبات أن قسطنطين انتصر على ثلاث ملوك؛ الأول هو “تاريخ الكنيسة” للمؤرخ المسيحي فيليب شاف، والذي يقول فيه شاف عن قسطنطين:

    “مع كل انتصار له على منافسيه الوثنيين، جالريوس، مكسنتيوس، وليسنيوس، ازداد ميله الشخصي إلى المسيحية وثقته في القوة السحرية لعلامة الصليب….”

    والثاني هو كتاب بعنوان “الصراع بين المسيحية والوثنية”، حيث قرأ سبيع منه عن الصراع بين الحكام الأربعة في الإمبراطورية الرومانية، لكنه لم يجرؤ أن يقرأ لنا أسماء هؤلاء الملوك الاربعة من هذا الكتاب. ففي نفس الكتاب بل وفي نفس ذات الصفحة نقرأ التالي:

    “In the East, Maximinus Daza and Licinius (who had succeeded to the position of Galerius), after arraying themselves against each other, made peace again, and divided the Orient between them. The West was ruled by Constantine and Maxentius.”

    الترجمة:

    “في الشرق، قام مكسيمينوس دايا وليسينوس (الذي تولى منصب جاليروس)، بعد أن اصطفوا ضد بعضهما البعض، بعودة السلام مرة أخرى، وقسموا الشرق بينهما. والغرب حُكم من قِبَل قسطنطين ومكسنتيوس.”[14]

     

    الإشكالية التي وقع فيها سبيع هنا هي أنه أراد أن يفهم مستمعيه بأن انتصار قسطنطين على ثلاث (وليس أقل وليس أكثر) منافسين له هي حقيقة تاريخية مسلم بها عن المؤرخين. ثم بعد ذلك اقتبس من مرجعين مختلفين، عند فحص ما يقولانه جيداً، نجد أن المرجعين متضاربين من حيث أسماء هؤلاء الملوك!!! فالمرجع الأول يذكر أن الملوك هم جالريوس، مكسنتيوس، وليسنيوس، بالإضافة إلى قسطنطين الذي انتصر عليهم. لكن المرجع الثاني، يذكر مكسيمينوس دايا بدلاً من جاليريوس، ويصرح بأن ليسينيوس هو من تولى منصب جاليروس! وهنا تنكشف الورطة الحقيقة التي وقع فيها أحمد سبيع. فإن كان هناك ثلاث ملوك منافسين لقسطنطين في الحكم، فمَن هم هؤلاء الملوك؟ ما هي أسماؤهم؟ ومتى حكموا بالضبط؟ ولماذا نجد هذا التضارب بين أقوال المراجع التي أتى بها؟

    السبب في هذا هو أن سبيع افترض، عن جهل وانعدام الفكر، أنه طالما كان هناك حُكْم رباعي في الإمبراطورية الرومانية، أي أربعة ملوك يحكمون أربعة مناطق من الإمبراطورية، إذن يجب أن يتواجد الأربعة دائماً جنباً إلى جنب، بدون زيادة أو نقصان أو حتى تبديل!!!

    بمعنى أنه لم يضع في حسبانه احتمالية مرور قسطنطين بفترات تاريخية من حكمه يكون فيها منافسيه أكثر من ثلاث ملوك. وهو تمامًا ما حدث. ولذلك نقرأ في مراجع كثيرة أن قسطنطين مرَّ بفترات تواجد معه خمس ملوك يتنافسون فيما بينهم على العرش. فعلى سبيل المثال، يقول الدكتور محمود سعيد عمران، الاستاذ بكلية الأداب:

    “ويلاحظ أنه في الفترة الممتدة من ٣٠٥–٣١١م وهي الفترة المضطربة التي تلت اعتزال دقلديانوس ومكسيميان، كان يحكم الإمبراطورية جاليروس بالاشتراك مع قسطنطيوس الأول وسيفريوس الثاني وليسينوس وقسطنطين الأول ومكسيميان في فترات مختلفة. ومنذ عام ٣٠٩م كان هناك ستة حكام يحملون لقب أوغسطس، ثم انفرد قسطنطين الأول وليسنيوس بالحكم من ٣١٢–٣٢٤م، وساد هذه الفترة أيضًا الفوضى والاضراب والحروب الأهلية نتيجة لمطامع كل منهما، ونشبت الحرب الأهلية من جديد وانتصر قسطنطين على منافسه عام ٣٢٤م وانفرد بالسيادة على الإمبراطورية بعد معركتي أدرنة وكريوبوليس، وانتهى الأمر بموت ليسينوس.”[15]

     

    أي كان هناك ستة أباطرة يتنافسون على الحكم في نفس الوقت، ومن ضمنهم قسطنطين. ونقرأ أيضاً في مرجع آخر ما يلي:

    “By 308, six emperors were vying jealously with each other, three in the East, and Maximian, his son Maxentius, and Constantine in the West.”

    الترجمة:

    “بحلول عام ٣٠٨م، كان ستة أباطرة يتنافسون بغيرة مع بعضهم البعض، ثلاثة في الشرق، ومكسيميانوس وابنه ماكسنتيوس، وقسطنطين في الغرب.”[16]

     

    وآخيرًا، وليس آخرًا، تقول الموسوعة البريطانية:

    “Eighteen years later Constantine, the sole survivor of six rival emperors, united the whole empire under his own rule.”

    الترجمة:

     “بعد ثمانية عشر عامًا، وحَّد قسطنطين، الناجي الوحيد من ستة أباطرة متنافسين، الإمبراطورية بأكملها تحت حكمه.”[17]

     

    كل هذه المراجع، وغيرها الكثير تثبت تواجد أكثر من ثلاث ملوك منافسين لقسطنطين، بل الصحيح هو ضعف العدد الذي اقترحه سبيع. فكوْن فيليب شاف أو غيره ذكروا ثلاث ملوك فقط، هذا لا يعني أنهم حصروا عدد منافسيه في ثلاث فقط، بل ولا يعني أيضًا أنه لم يتواجد في أي فترة أخرى أكثر من ذلك العدد!! فكما رأينا الأمر وصل إلى ستة أباطرة تواجدوا في نفس الفترة يتنافسون على عروش الإمبراطورية. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: لماذا وعلى أي أساس اختار سبيع ثلاث ملوك فقط وتجاهل الثلاث الآخرين، علمًا بأن المراجع تذكر أن جميع الملوك الستة كانوا منافسين لقسطنطين، وهو الذي انتصر ونجى في الآخير؟؟!! وهذا السؤال ليس له سوى إجابة واحدة: إنه الضلال والإضلال في أغبى صوّره!

     

    ثالثًا: قال سفر دانيال أن هذه الممالك الثلاثة ستكون معاصرة للمملكة الرابعة (الرومانية، بحسب سبيع)، بل وتغلبهم هذه المملكة الرابعة (أَكَلَ وَسَحَقَ وَدَاسَ الْبَاقِيَ بِرِجْلَيْهِ)، بدليل أن هذه المملكة الرابعة ستسحق بقية الممالك الأخرى، وليس مملكة أو مملكتين منهم، فكيف تكون المملكة الرابعة هي امبراطورية الرومان في حين ان الإمبراطورية الرومانية لم تنهي حكم كل الثلاثة ممالك السابقة لها (البابلية والمادية-الفارسية واليونانية) بل جاءت الإمبراطورية الرابعة بعدهم؟ فهل أنهت الإمبراطورية الرومانية حكم الإمبراطورية البابلية مثلا؟! وهل أنهت الإمبراطورية الرومانية وجود الإمبراطورية الفارسية أم كانا سويًا يعيشان ثم ضعفا سويًا؟ وهل إنتهت الإمبراطورية الرومانية بوجود الإسلام أم أن القسطنطينية (عاصمة دولة الروم القديمة) ظلت إلى القرن الخامس عشر عندما احتلّها محمد الثاني؟؟ أين أحمد سبيع من كل هذه الحقائق التاريخية؟

     

    7 بَعْدَ هذَا كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا بِحَيَوَانٍ رَابعٍ هَائِل وَقَوِيٍّ وَشَدِيدٍ جِدًّا، وَلَهُ أَسْنَانٌ مِنْ حَدِيدٍ كَبِيرَةٌ. أَكَلَ وَسَحَقَ وَدَاسَ الْبَاقِيَ بِرِجْلَيْهِ. وَكَانَ مُخَالِفًا لِكُلِّ الْحَيَوَانَاتِ الَّذِينَ قَبْلَهُ، وَلَهُ عَشَرَةُ قُرُونٍ. 8 كُنْتُ مُتَأَمِّلًا بِالْقُرُونِ، وَإِذَا بِقَرْنٍ آخَرَ صَغِيرٍ طَلَعَ بَيْنَهَا، وَقُلِعَتْ ثَلاَثَةٌ مِنَ الْقُرُونِ الأُولَى مِنْ قُدَّامِهِ، … 16 فَاقْتَرَبْتُ إِلَى وَاحِدٍ مِنَ الْوُقُوفِ وَطَلَبْتُ مِنْهُ الْحَقِيقَةَ فِي كُلِّ هذَا. فَأَخْبَرَنِي وَعَرَّفَنِي تَفْسِيرَ الأُمُورِ: … 19 حِينَئِذٍ رُمْتُ الْحَقِيقَةَ مِنْ جِهَةِ الْحَيَوَانِ الرَّابعِ الَّذِي كَانَ مُخَالِفًا لِكُلِّهَا، ….، وَقَدْ أَكَلَ وَسَحَقَ وَدَاسَ الْبَاقِيَ بِرِجْلَيْهِ، 20 وَعَنِ الْقُرُونِ الْعَشَرَةِ الَّتِي بِرَأْسِهِ، وَعَنِ الآخَرِ الَّذِي طَلَعَ فَسَقَطَتْ قُدَّامَهُ ثَلاَثَةٌ … 23 «فَقَالَ هكَذَا: أَمَّا الْحَيَوَانُ الْرَّابعُ فَتَكُونُ مَمْلَكَةٌ رَابِعَةٌ عَلَى الأَرْضِ مُخَالِفَةٌ لِسَائِرِ الْمَمَالِكِ، فَتَأْكُلُ الأَرْضَ كُلَّهَا وَتَدُوسُهَا وَتَسْحَقُهَا.

     

    فإن كانت هذه الأوصاف لا تنطبق على الإمبراطورية الرومانية، فكيف يكون القرن الصغير هو امبراطور روماني سواء أكان قسطنطين أو غيره؟

     

    رابعًا: قال إن مخالفة القرن الصغير للقرون الأخرى يُقصَد بها أن قسطنطين سيغير تعامله مع المسيحيين ولن يضطهدهم، ونحن نسأله: من أين عرفت أن هذا هو المقصود؟ وبأي دليل؟ فالسفر لم يقل إن المخالفة ستكون في تعامل هذا القرن مع القديسين مثلا، السفر قال إن هذا القرن مخالف للأولين، أي مخالف للقرون العشر الأولى، فبأي دليل أسقطت هذه المخالفة على التعامل مع المسيحيين؟

     

    فيقول أحمد سبيع: “قسطنطين كانت سياسته مختلفة أو مخالفة لجميع مَن سبقوه، فلأول مرة يصدر الإمبراطور مرسومًا للتسامح مع المسيحيين؛ أصدر في سنة ٣١٣م مرسوم ميلانو، وهو مرسوم يسمح للمسيحيين بالحرية الدينية، وبعدها تدخل في الشؤن الدينية كما في مجمع نيقية سنة ٣٢٥م.”

     

    وللرد نقول:

     في محاولته لإثبات مخالفة قسطنطين مَن سبقوه مِن الأباطرة، ادّعى سبيع أن قسطنطين هو أول إمبراطور روماني يصدر مرسومًا للتسامح مع المسيحيين. وهذا جهل مُطبق بتاريخ الإمبراطورية الرومانية! بل إن جاليريوس أصدر مرسومًا وهو على سرير الموت حيث أوقف بهذا المرسوم الاضطهاد الواقع على المسيحيين وسمح فيه للمسيحيين بحقهم في ممارسة شعائرهم علنًا بكل حرية[18]. فعلى سبيل المثال، لا الحصر، يقول الدكتور محمود عمران:

    “لم يكن مرسوم ميلان أول مرسوم بالتسامح مع المسيحيين بل سبقه المرسوم الذي حمل إسم جالريوس وليسينوس.”[19]

    ولكن يمكن أن يكون هذا المرسوم أقل شهرة من مرسوم ميلان، والسبب في ذلك كان قصر مدة حكم جاليريوس، وما عانته الإمبراطورية البيزنطية من بعده من انقسامات وصراعات داخلية أدت في النهاية إلى عودة اضطهاد المسيحيين مرة أخرى، وهو الأمر الذي لم ينتهي كليةً حتى بعد مرسوم ميلان كما سنرى. علاوةً على أن مرسوم ميلان لم يصدره قسطنطين منفردًا، بل صدر بالاتفاق مع شريكه في الحكم ليسينوس.[20]

     

    بل، لم يكن هذا هو المرسوم الوحيد الذي سبق مرسوم قسطنطين، فقبل مرسوم قسطنطين، وقبل مرسوم جاليريوس، كان هناك مرسومًا سابقًا لكليهما، وهو مرسوم جالينوس حيث أنه في عام 261 نشر جالينوس، الذي جلس على العرش بعد أن أزال عنه الفرس فليريان، أول مرسوم يقضي بالتسامح الديني اعترف فيه بأن المسيحية من الأديان المسموح بها وأمر أن يرد إلى المسيحيين ما صودر من أملاكهم، وحدثت اضطهادات خفيفة في السنين الأربعين التالية، ولكن هذه السنين كانت في معظمها سني هدوء ونماء سريع للمسيحية لم ترَ لها مثيلاً من قبل[21].

    إذن، فمرسوم قسطنطين، مع أنه الأشهر عند عوام الناس، إلا أنه لم يكن المرسوم الأول، وهكذا لم يكن المرسوم الثاني، بل الثالث، إذ سبقه مرسومان من جاليريوس عام 311، وقبله مرسوم جالينوس عام 261 وهو الذي كان المرسوم الأول الذي يسمح للمسيحية بأن تكون ديانة مسموح بها قانونًا. فسقطت حجتك بان (قسطنطين) قد خالف سياسة كل من سبقوه، وهذا السقوط بسبب جهلك الظاهر.

     

    فالحقيقة إنك سقطتَ في الاستدلال الدائري، افترضت أولا ان القرن الصغير هو قسطنطين ثم بدأت بتهيئة كل ما قيل عن القرن الصغير عليه بحيث يتناسب معه، لكن نسيت ان تعطينا أية أدلة تدعم بها كلامك المهترئ. فمثلاً، كما ذكر فيليب شاف، أنه كان هناك أباطرة لا يضطهدون المسيحيين بشكلٍ عامٍ قبل قسطنطين فلماذا لا يكون أي منهم هو المقصود مثلًا؟

     

    بل كيف يكون المقصود في الخلاف مع الملوك العشرة الآخرين هو في عامل الاضطهاد، والسفر ذاته والأصحاح ذاته يقول إن هذا القرن الصغير سيضطهد قديسي العلي حيث يقول السفر عنه أنه “يُحَارِبُ الْقِدِّيسِينَ فَغَلَبَهُمْ“؟ فبنفس طريقة فهمك للنصوص، فطالما أن هذا القرن سيحارب القديسين وطالما ان هذا القرن سيكون مخالفًا لغيره، إذن فالأباطرة الرومان لم يكونوا يضطهدوا المسيحين سواء الموحدين او المثلثين (كما تسميهم) وأنت بنفسك شهدت بخلاف هذا. والاحتمال الثاني أن نقول إن بما أن الأباطرة السابقين كانوا يضطهدون المسيحيين، وهذا القرن الصغير مخالف لهؤلاء الأباطرة، فيجب ألا يضطهد هذا القرن الصغير المسيحيين (الموحدين والمثلثين، كما تسميهم)؟ أرأيت كيف أن تخريفك يصل بك دائمًا إلى نتائج تُظهر جهلك؟

     

    وبما أننا أثبتنا أنه لا يمكن أن يكون قسطنطين هو المقصود، فلماذا تفترض ان هذه النبوة تحققت أصلا وتبحث عمن كان مخالف لمن سبقه؟ المسيحيون يفسرون النبوة بشكل آخر تماما ويفسرون هذه المخالفة للقرن الصغير بشكل آخر أيضًا.

     

    نقطة أخرى، قسطنطين عاش وثنيًا إلى آخر لحظات عمره، حتى انه تعمد وهو على فراش الموت من أسقف أريوسي، وبالطبع كان الأباطرة من قبله وثنيون أيضًا مثله، فلماذا لا يعتبر سبيع أن هذه الموافقة في الوثنية بين قسطنطين وغيره من الأباطرة الذين سبقوه، طاعنة ونافية للمخالفة التي يتكلم عنها السفر عن القرن الصغير (قسطنطين بحسب جهل سبيع)؟ فكل ملك سيختلف عمن سبقه بشيء أو أكثر ويكون موافقًا له في شيء أو أكثر، وهذه هي طبيعة البشر إلى اليوم، فهل أي اختلاف بين قسطنطين وبين من سبقوه سيفسر عبارة سفر يونان؟ فعلى هذا فكل الأباطرة يختلفون مع بعضهم البعض وبالتالي، فهم يحققون هذا الشرط.

     

    خامسًا: قال إن قسطنطين تكلم بعظائم ضد الله، والحقيقة ان سبيع لم يثبت ما هي هذه العظائم التي تكلم بها ضد الله! فكل ما ذكره سبيع ان الإمبراطور قتل ليسينيوس بعد ما بدر منه، وقتل ابن اخته (حسبما ذكر سبيع) وفي الأخير قتل ابنه الأكبر كريسبوس، وزوجته. لكن هل هذا هو الكلام الذي تكلم به ضد الله؟! كإمبراطور روماني، فهذا معتاد منهم كحاكم روماني يحارب الكثيرين ويقتل الكثيرين ويتعرض لمؤامرات ودسائس، وهذا ما فعله من سبقوه من الأباطرة الوثنيين كما من بعده وقبلهم وإلى اليوم، فمع أننا اليوم نعتبر هذه كلها جرائم إلا أن هذا كان معتاد في هذا العصر ومعتادة بالأكثر من إمبراطور وثني! فهل تظنه كان يبتاع السِبَح ولا يفارق صلاة الجماعة! كم قتل الخليفة الأول في حروب الردة؟ وكم قتل الخلفاء وأمراءهم؟! هل يمكنك أن ترد؟! فإن كانوا هؤلاء مؤمنين وفعلوا كل هذا، فما بالك بإمبراطور وثني!

    إلا ان هناك بعض الترّاهات والأكاذيب التي خرجت من فم هذا الصبي، فسنوردها والرد عليها، رغم أنها تتناقض فيما بينها، وتتناقض مع ما قاله سابقًا، وتتناقض مع ما يريده منها، إلا أنه كحاطب ليل يقول كل شيء وإن تناقض أوله مع آخره.

     

    1. قال إن الإمبراطور قسطنطين حارب الموحدين (الأريوسيين) وانتصر للمثلثين (أتباع أثناسيوس)

    وهذا كلام غريب، إذ أن قسطنطين تاريخيًا (في هذه الحقبة بالتحديد) لم يفعل إلا انه طبّقَ القرار الذي قرره مجمع نيقية المسكوني الأول بأساقفته، ولم يتدخل في القرار ذاته. فهو كسلطة تنفيذية قام بتنفيذ قرار المجمع. ولتقريب الصورة اليوم، فدور قسطنطين هنا كان كمنفذ للحكم الذي أصدره القاضي على المنصة، فلا يصح ولا يسوغ أن نقول ان منفذ الحكم حارب المحكوم عليه وانتصر للقاضي! فلا هو حارب ولا هو انتصر -في هذه الفترة-، بل نفذ ما قرره المجمع المسكوني. ثم بعدها أصدر قوانين ضد أريوس والاريوسيين لعدم تأثيرهم على سلام الإمبراطورية.

    ومما يدل على هذا أنه هو نفسه لم يكن مسيحيًا لا من أتباع أريوس ولا من أتباع أثناسيوس! بل والأغرب من هذا أنه عندما تعمد وهو على فراش الموت، تعمد من أسقف أريوسي!

     

    فعندما حاول أريوس بعد حرمانه عندما حاول ان يستعطف الامبراطور مرة أخرى، وطلب الامبراطور من البابا أثناسيوس حينها أن يعيد أريوس إلى الكنيسة مرة أخرى، رفض أثناسيوس لأن قرار حرمانه كان بقرار مجمع مسكوني، فنفاه قسطنطين إلى فرنسا. وهذا يوضح بجلاء ان الإمبراطور لم يكن له القوة لإعادة أريوس إلى الكنيسة مرة أخرى ولا كان له قوة التدخل في الأمور الدينية أو الإدارية في الكنيسة وإلَّا كان قد أعاده دون طلب من البابا أو بعدما نفى البابا أثناسيوس.

    فكيف يقال بعد هذا أنه حارب الأريوسيين؟ وكيف يقال إنه نصر المثلثين؟ فطالما نصر المثلثين كان قد تعمد منهم (مثلما قرأ سبيع بلسانه من موقع سانت تكلا).

    بل قد نُفي أثناسيوس لخمس مرات بداية من نفي قسطنطين نفسه مرورا بمن خلفه من الأباطرة، فكيف يحاول الجويهل سبيع تصوير أن الأباطرة من قسطنطين ومن جاء بعده كانوا موافقين لأثناسيوس؟

     

    ولو شئنا لأغرقناه بالمراجع التي تثبت جهله بأبجديات التاريخ المسيحي! ولكن لضيق المساحة، ولضعف مستواه الأكاديمي، سنكتفي بأمثلة بسيطة من بعض المراجع. فعلى سبيل المثال، يقول أندرو مِلر:

    لم يكن للإمبراطور [قسطنطين] رأي خاص مستقل في المسائل الكنسية، ولا تمييز روحي في هذه الخلافات التعليمية، ولذلك فلا يمكن التعويل على استمرار رضاه وتأييده ومعاونته. وهذا ما حدث إذ تغير فكره كلية في أقل من سنتين. […] كان لقسطنطيا أرملة ليسينيوس وأخت قسطنطين نفوذ عظيم وتأثير كبير على أخيها، وكانت تعطف على الأريوسيين، وقد وُفقت وهي على فراش الموت سنة ٣٢٧م في إقناع أخيها بأن أريوس عونل معاملة ظالمة، واقترحت عليه أن يستدعيه إلى قصره، فاستدعاه فحضر أريوس. ولما مثل بين يدي الإمبراطور عرض عليه تعاليمه، وبيّن بطريقة عامة اعتقاده في تعليم الآب والابن والروح القدس، والتمس من الامبراطور أن يضع حداً لما يزعمون أنه نظرية باطلة ومبادئ خيالية، حتى تشفى الكنيسة من هذا الداء العضال، داء الانقسام، ويعود الجميع إلى الوحدة، ويرفعوا بنفس واحدة صلوات وطلبات لأجل الامبراطور لكي يكون ملكه في هدوء وسلام، ولأجل كل أفراد عائلته. وبواسطة كلامه الجذاب وحديثه الرقيق نال غرضه وحظى بمرغوبه، فأظهر قسطنطين رضاه وسروره بما سمع، وأصبح لأريوس وأتباعه منزلة عالية لدى الامبراطور، وحازوا درجة سامية من عطفه فأمر بإرجاع المنفيين إلى أوطانهم. وهكذا غيّر هذا الأمر الامبراطوري المنظر الخارجي للكنيسة، وأصبح للحزب الأريوسي نفوذاً كبيراً لدى الامبراطور، فأسرعوا بدون إبطاء ولا توان في استخدام هذا النفوذ لمنفعتهم ومصلحتهم.[22]

     

    وربما -أخي المسيحي- تكون قد تضايقت من كلمة “المثلثين” التي قالها سبيع أعلاه، وكررتها أنا ليعرف ما هو الذي أرد عليه تحديدا فاستخدمت نفس ألفاظه. لكن، هل أريوس وأتباعه من الموحدين؟! إن أريوس -كما تخبرنا المصادر التاريخية- كان يقول بأن المسيح إله، لكن ليس من ذات الآب، وكان يقول إن المسيح هو الذي خلقه الآب ليخلق به المخلوقات، فالمسيح هو الخالق وهو المخلوق أيضًا. وفي آخر حياته أراد أن يتناول من الأسرار المقدسة على يد أسقف مستقيم العقيدة إلا أن الأسقف رفض ثم بعدها مات أريوس.

     

    ومن الجهالات التي قالها سبيع أيضا عن قسطنطين، أنه قال “استطاع قسطنطين وأتباعه من بعده القضاء على الأريوسية وكتاباتها تمامًا”

    وللرد نقول: أن هذه الجملة وحدها كفيلة بأن تجعلك تعرف أن ما يعرفه أحمد سبيع عن مجمع نيقية يتناسب طرديًا مع ما يعرفه عن اللغة الصينية! فكل قارئ -مجرد قارئ- في أحداث مجمع نيقية سيكون عارفًا أن الأريوسية استمرت إلى بعد نياحة قسطنطين وأريوس وأثناسيوس نفسه، وهذا كان في صور متعددة، بل أنه مما لا يسع القارئ -وليس الدارس- عدم معرفته هو أن قسطنطين نفسه (الذي يقول الجاهل سبيع عنه انه أنهى على الأريوسية) تعمد في نهاية حياته على يد أسقف أريوسي! فكيف يكون قسطنطين أنهى الأريوسية وهو نفسه تعمد في نهاية حياته على يد أسقف أريوسي؟! وكيف يكون هذا، وقسطنطين نفسه أراد إرجاع أريوس إلى شركة الكنيسة مرة أخرى بعد مجمع نيقية؟!!

     

    لنكمل…

    1. قال إن التاريخ يقول إن قسطنطين مزج بين المسيحية والوثنية وكان له التأثير الأكبر على المسيحية بصورتها الحالية.

    هذه العبارة مُلتبسة مُبهمة، فيمكن تفسيرها بطريقة صحيحة وطريقة خاطئة، فهل يقصد سبيع، مثلا، أن قسطنطين مزج بين المسيحية والوثنية في نفسه أو في إمبراطوريته؟ بمعنى أنه كان وثنيا في نفسه ولكنه يتخذ الصليب شعارًا لينتصر في حروبه، أو بأنه يسمح للمسيحيين أن يعيشوا في الإمبراطورية بلا اضطهاد كما لم يمنع الوثنية من الإمبراطورية؟ إن كان هذا هو المقصود، فالكلام صحيح على عمومه، فهو ظل وثنيًا ومتقلبًا بين حال وآخر، لكن إن كان مقصد سبيع ان قسطنطين مزج المسيحية نفسها بالوثنية، وهذا الذي يفيد سبيع، بمعنى انه مزج عقائد المسيحية بالعقائد الوثنية، فهذا تخريف صريح، فالعقائد المسيحية الأساسية (الثالوث، التجسد، الفداء، ألوهية المسيح..إلخ) يمكن استخراجها بها من الآباء الذين عاشوا قبل مجمع نيقية بتمامها، بل أن هناك مؤلفات كاملة عن هذه الاستشهادات.

    الجزء الثاني من عبارته هو أنه كان له التأثير الأكبر على المسيحية بصورتها الحالية. وهذه الجزء كسابقه، مبهم المعنى، خصوصا أن الولد سبيع لم يعطنا أية مصادر تقول ما يريد أن يقول، فالتاريخ المسيحي يحفظ لقسطنطين الأمور الجيدة التي فعلها والأمور الخاطئة أيضًا، فمن الأمور الجيدة أنه سمح للمسيحيين ان يعيشوا بلا اضطهاد بعدما مروا بأبشع العذابات لسنوات طويلة، فهذا من الأمور الجيدة. وبالطبع له أمور سيئة كالتي عرضها سبيع وأكثر. لكنه في أموره الجيدة او تلك السيئة لم يكن له التأثير على المسيحية نفسها كعقيدة مطلقًا.

     

    وبعد هذا عرض هذا السبيع اقتباسا يقول:

    [ومن ذلك الحين، اتخذ قسطنطين مقام رأس الكنيسة، بصورة علنية أمام العالم أجمع، وفي الوقت ذاته، احتفظ لنفسه بمقام الكاهن العظيم للأوثان، ذلك اللقب الذي لم يتخل عنه قط، حتى مات وهو حائز اللقبين- رأس الكنيسة والكاهن العظيم للأوثان]

     

    وإني لأسأل هذا الصبي: ماذا في هذا الاقتباس يدل على تبديل العقيدة المسيحية أو تغييرها؟ ألم تقل المصادر التاريخية ونحن أيضًا انه كان وثنيًا إلى أن كان على فراش موته؟ وألم نقل إنه يحتفظ لنفسه وليس في تغيير المسيحية!؟ فأين استشهادك في هذا الاقتباس؟! الاقتباس يتحدث عن قسطنطين وليس عن الإيمان المسيحي.

    ثم عرض اقتباس آخر يقول:

    [وهكذا وقفت المسيحية على قدم المساواة مع الوثنية، وكان تعاطف قسطنطين مع المسيحية لدوافع سياسية في أكثره، فقد اردا ان يكون مع الجانب الفائز، ومع كل نجاح جديد كان يزداد ميلا إلى المسيحية رغم ان حياته في مجملها كانت وسطا، وكان يحلم بأن يمزج الوثنية والمسيحية في مجتمع واحد تحت نفس النظام القوانين والشرائع، فهو لم يحظر الوثنية بأي حال من الأحوال]

    وإني لأسأل هذا الصبي مرة أخرى: أين جاء هنا تبديل العقيدة المسيحية؟ وهل تأكدت أن المزج المقصود هنا هو “في مجتمع واحد تحت نفس النظام”؟ وليس دمجًا يؤدي إلى تغيير العقيدة؟ فهذا هو اقتباسك الذي أتيت به بنفسك ينفي ما تقول، إذ أنه يقول “وكان يحلم”، أي أن هذه كانت رغبة عنده، ولم يتممها، فلو كان تممها لكان قال “وقد مزج الوثنية بالمسيحية” وليس “كان يحلم”. فأنت كمدلس، حوَّلت عبارة “كان يحلم أن يمزج” بأنه “مزج” فعلا بين الوثنية والمسيحية! يا لفعلتك الشنعاء، أتستغفل بني جلدتك لأنهم يصدقونك؟! بئس الفعل!

    الغريب أنه، ويا لبجاحته، بعد هذا قال إن هذا “مثال واضح على مزجه للمسيحية بالوثنية” وكان هذا بعدما قال إن عملة قسطنطين كان على أحد وجهيها حروف اسم المسيح، وعلى الجانب المقابل Sol Invictus مع رسمة للشمس. وهذا تأكيد لكلامنا أنه كان امبراطور وثني طيلة حياته إلا في آخره، مع سماحه للمسيحيين بأن يعيشوا بلا اضطهاد، لكن أين العلاقة بين ان تكون عملته بها هذا وأنه غير في الإيمان المسيحي او أثّرَ عليه؟ هل يتغير الإيمان لدى المسيحيين بتغيير العملة لدى الامبراطور؟! هل كنت ثملًا وانت تسجل هذا الفيديو؟!

    ثم بعد هذا الغثاء الفكري، ظل يكرر أن قسطنطين انتصر لرأي ألوهية المسيح وأنه غير مخلوق، ولم يقدم ولا حتى نصف شبهة دليل في كلامه! فهو يظن أن ما تكرر قد تقرر، وأنه كلما كرر كلامه مرة تلو المرة، فإن هذا سيعفيه من تقديم الأدلة! لكن، نحن على عكس ما يفعل هذا الصبي، سنقدم أقوال لآباء مختلفين كثيرين عن ألوهية المسيح قبل مجمع نيقية.

     

    العلّامة أوريجانوس

    لكنه حينما تحدث مع الفريسيين قال: “وإن كنت أشهد لنفسي فشهادتي حق، لأني أعلم من أين أتيت وإلى أين أذهب”، إذ كان يتحدث عن طبيعته الإلهية، كشخص يتحدث عن الأساس الذي به هو بكر الخليقة (كو ١: ١٥)[23].

    أن السيّد أعلن لاهوته للذين صعدوا على الجبل العالي، أمّا للذين هم أسفل فظهر لهم في شكل العبد. إنه يسأل من يشتاق أن يتعرّف على حقيقة السيّد ويتجلّى قدامه أن يرتفع مع يسوع خلال الأناجيل المقدّسة على جبل الحكمة خلال العمل والقول.[24]

    تأمَّل الرسل الله الكلمة لا بكونهم قد أبصروا المسيح المخلِّص المتجسّد، بل رأوا الله الكلمة (هنا لا يقصد انفصال المسيح إلى شخصين إنما يؤكِّد التزامنا إدراك حقيقة المخلِّص المتجسّد وبالطبع الرؤية هي رؤية إيمانية). لو كانت رؤيّة المسيح بالجسد (مجردًا) يعني رؤيّة الله الكلمة، لكان هذا يعني أن بيلاطس الذي أسلم يسوع قد رأى الكلمة، وكذا يهوذا الذي أسلمه وكل الذين صرخوا: “أصلبه أصلبه”. هذا الفكر بعيدًا عنه تمامًا، إذ لا يستطيع غير المؤمن أن يرى كلمة الله. رؤيّة الله الكلمة أوضحها المخلِّص بقوله: “الذي رآني فقد رأى الآب”. [25]

    صمت زكريَّا هو صمت الأنبياء عند شعب إسرائيل، فلا يتكلَّم الله بعد مع اليهود بينما جاء الله الكلمة الذي من البدء. لقد صار معنا المسيح الذي لا يصمت، لكنه صامت حتى يومنا هذا بالنسبة لليهود.[26]

    إن كان ليس هو إله أموات بل أحياء، وكما أنه هو إله إبراهيم واسحق ويعقوب فهو إله بقية الأنبياء، والأنبياء هم أحياء، إذ حفظ هؤلاء كلمة ابن الله عندما جاءت كلمة الله إلى هوشع وإلى إرميا وإلى إشعياء. فإنه ليست كلمة الله جاءت إلى أي واحدٍ منهم سوى ذاك الذي من البدء مع الله، ابنه، الله الكلمة.[27]

    بعد ان علمنا الانجيلي الثلاثة اوامر من خلال الثلاثة مقترحات التي سبق ذِكرها، فانه يجمع الثلاثة تحت راس واحد قائلا “هذا كان في البدء عند الله”. الآن لقد تعلمنا من المقترحات الثلاثة، أولاً، ماذا كان الكلمة أي “في البدء”، ومع من كان الكلمة اي “الله”، ومن كان الكلمة أي “الله”. وبالتالي، يبدو الأمر كما لو أنه يشير الى الله الكلمة باللفظ ” هو نفسه” ثم يجمع الثلاثة: “في البدء كان الكلمة”، و”الكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله” في تصريح رابع ويقول: “هو نفسه كان في البداية مع الله”.[28]

     

     

    القديس إكليمنضس السكندري

    إذ يقول الرسول “فلتسكن فيكم كلمة الرب بغنى” يختار الله الكلمة الأوقات والمراسم المناسبة لسكناه في الأشخاص. ففي حالتنا الراهنة هو ضيف فينا، إذ يضيف الرسول ثانية: “معلميِّن ومنذرين بعضكم بعضًا بكل حكمة بمزامير وترانيم وأغاني روحية مرنمين في قلوبكم لله”.[29]

     

    القدِّيس كبريانوس

    إن كان قد تعب وسهر وصلى من أجلنا ومن أجل خطايانا، فكم بالحري يلزمنا نحن أن نصلي على الدوام، نصلي ونتوسل إلى الرب نفسه وخلاله لنرضي الآب. لنا الرب يسوع المسيح إلهنا محامٍ وشفيع من أجل خطايانا، إن كنا نتوب عن خطايانا الماضيّة ونعترف مدركين خطايانا التي بها عصينا الرب، وننشغل بالسلوك في طرقه ومخافة وصاياه.[30]

     

    أثيناغوراس المدافع

    فمن ذا الذي لا يندهش عندما يسمع أناساً يتكلمون عن الله الآب، وعن الله الإبن، وعن الروح القدس، ويجاهرون بما لهما من قوة في الإتحاد وتمايز في الترتيب، ومع ذلك يدعون ملحدين؟[31]

     

    القديس إيريناؤوس

    فالآب إذًا رب والابن رب، الآب إله والابن هو إله، لأن الذي يُولد من إله هو إله[32]. هكذا إذن فبحسب كيانه وقوته وجوهره هو إله واحد. ولكن بحسب تدبير خلاصنا يوجد آب واحد وابن واحد. وحيث إن أبا الجميع هو غير منظور وغير مدرك من المخلوقات، فمن الضروري على من يريدون أن يقتربوا إلى الله أن ينالوا نعمة القدوم إلى الآب بالابن[33].

    ويتحدّث داود بوضـوح عن الآب والابن فيقـول: ” كرسيك يا الله إلى دهر الدهور. قضيب استقامة قضيب ملكك. أحببت البر وأبغضت الاثم من أجل ذلك مسحك الله إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك[34]. طالما أن الابن هو إله بالحقيقة فهو يأخذ عرش الملكوت الأبدي من الآب أي من الله ويُمسح بدهن الابتهاج أكثر من رفقائه. “ودهن الابتهاج” أو زيت المسحة هو الروح الذي مُسح به، ورفقائه هم الأنبياء، والأبرار والرسل وجميع الذين ينالون شركة في ملكوته، أي تلاميذه.[35]

     

    القديس إغناطيوس الأنطاكي

    “لأنه لا يوجد إلا إله واحد غير مولود هو الله الآب، وابنه الوحيد أي الله الكلمة المتأنس، ومُعَزِ واحد أي روح الحق، وأيضًا تعليم واحد وإيمان واحد ومعمودية واحدة، وكنيسة واحدة أسسها الرسل القديسون من أقاصي المسكونة إلى أقاصيها بدم المسيح، وبعرقهم وكَدّهم. فحري بكم إذًا “كجنس مختار وأمه مقدسة (1بط 2: 9)” أن تفعلوا كل شيء باتفاق في المسيح”[36]

     

    “أمجد الله أبا ربنا يسوع المسيح. الذي قد نلتم بواسطته تلك الحكمة الجزيلة. إذا أراكم كاملين في إيمان لا يتزعزع كأنكم قد سُمّرتُم جسدًا وروحًا في صليب ربنا يسوع المسيح. متوطدين في المحبة بواسطة دم المسيح. ومفعمين إيمانًا بربنا يسوع المسيح ابن الله “بكر كل خليقة (كو 1: 15)”، الله الكلمة، الابن الوحيد، “من نسل داود حسب الجسد (رو 1: 3)”، ولِد من مريم العذراء، وأعتمد بيد يوحنا “ليكمل كل بِر (مت 3: 15)”، وعاش حياة طاهرة بلا خطية، وصُلب بالجسد عنا في عهد بيلاطس البنطي وهيرودس رئيس الرُبع”[37]

     

    لأنه يوجد طبيب واحد، الذي هو جسد وروح، مولود وغير مولود، الذي هو الله المتأنس (God in man)، الحياة الحقيقية في الموت (الطبيعة الإنسانية المائتة)، من مريم ومن الله (الآب)، متألم وغير متألم[38]، ربنا يسوع المسيح.[39]

     

    لان إلهنا يسوع المسيح، قد حُبِلَ به بسماح من الله، فهو من نسل داود، كما من الروح القدس: قد وُلِدَ، واعتمد، أعتمد لكي بتقديم ذاته يطهر المياه.[40]

     

    بهذا بَطُلَ كل سحِر واندحرت كل رباطات الشر إلى غير رجعة، نًزِع الجهل، والمملكة العتيقة دُمِرَت، لأن الله ظهر في الجسد (أو: ظهر كإنسان) من أجل جِدّة الحياة الأبدية. وذاك هو ما قد أعدّه الله، قد بدأ يتحقق.[41]

     

    أنظروا، بعد أن أشرت إلى كل بنِيَة الإيمان الظاهرة في الأشخاص الذين ذكرتهم سابقًا وطوبتهم، أوصيكم: “كونوا غيورين أن تفعلوا كل شيء في انسجام مع الله، ومع الأسقف الذي يترأسكم كممثل لله، ومع القسوس (الشيوخ) كممثلين للرسل، ومع الشمامسة الذين هم الأعز على قلبي، المؤتَمَنين على خدمة يسوع المسيح الذي هو مع الآب منذ الأزل وظهر في ملء الزمان (غل4: 4).”[42]

     

    أتركوني لأتبع مَثَل آلام إلهي، لو أن أحد منكم يملكه في داخله؛ فليفهم إذا ما أريده وليتعاطف معي كعارف بما يُقيّدَني.[43]

     

    أمجد يسوع المسيح، الله الذي أعطاكم الحكمة، إذ أراكم كاملين في إيمان لا يتزعزع كأنكم قد سُمّرتُم جسدًا وروحًا في صليب ربنا يسوع المسيح. متوطدين في المحبة بواسطة دم المسيح. ومفعمين إيمانًا بربنا يسوع المسيح وبأنه بالحقيقة “من نسل داود حسب الجسد (رو 1: 3)”، وبإنه ابن الله بالإرادة والقوة، وبأنه ولِد بالحقيقة عذراء، وأعتمد بيد يوحنا “ليكمل كل بِر (مت 3: 15)”.[44]

     

    الرسالة إلى ديوجينيتُس

    “كما يرسل ملك ابنه الذي هو ملك أيضاً، وبالتالي أرسله، هكذا هو (الآب) أرسله (الإبن) كإله، هكذا أرسله للبشر، هكذا كمُخَلِّص أرسله إليهم، طالبًا منا أن نؤمن به عن اقتناع لا عن إجبار؛ لأنه لا مكان للعنف في شخصية الله”[45]

     

    القديس يوستينوس الشهيد

    وأيضًا كما ذكرنا، أن يسوع عندما كان في وسطهم قال “ليس أحد يعرف الآب إلا الابن ولا أحد يعرف الابن إلا الآب ومن أراد الابن أن يعلن له.” (مت 11: 27). ويؤكد اليهود دائمًا أن أبا الكل هو من كلم موسى بالرغم من أن من كلم موسى في الحقيقة هو ابن الله نفسه الذي دُعي أيضًا ملاكًا ورسولًا، ولهذا فقد استحقوا التوبيخ من روح النبوة ومن المسيح نفسه لأنهم لم يعرفوا الآب ولا الابن. فإن من يدَّعون أن الابن هو الآب يوبَّخون لأنهم لم يعرفوا الآب ولا أن الآب له ابن وإذ إنه [أي الابن] هو كلمة الله وبكره، فهو الله. وقد ظهر لموسى ولأنبياء آخرين في شكل نار وبهيئة غير جسدانية ولكن الآن في عهد حكمكم وُلِد من عذراء كإنسان كما ذكرنا قبلًا بتدبير من الله الآب من أجل خلاص كل من يؤمن به، وقد احتمل الهوان والآلام لكي بموته وقيامته يهزم الموت. أما الكلمات التي قيلت لموسى من العليقة: “أنا هو الكائن إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب وإله آبائك” (خر 3: 14، 15) فتعني أن الذين ماتوا، ما زالوا موجودين بل وينتسبون للمسيح ذاته، لأنهم هم أول من شغلوا أنفسهم بالبحث عن الله، وقد كان إبراهيم أبا إسحق وإسحق أبا يعقوب كما كتب موسى.[46]

     

    وقال تريفو: لقد سمعنا رأيك في هذه الأمور فأكمل كلامك من حيث توقفت ومن ثمّ قم بإنهائه، لأن بعضه يبدو لي أنه لا يعقل وغير قابل للإثبات. حيث عندما تقول بأن هذا المسيح هو الله الكائن قبل الدهور، الذي وافق على أن يولد ويصير إنسانًا مع أنه ليس من أصل بشرى لا يبدو لي متناقضًا فقط بل مناف للطبيعة والعقل.[47]

     

    وكما أن يشوع وليس موسى هو الذي قاد الشعب إلى الأرض المقدسة وقسمها بالقرعة بين من دخلوها، هكذا أيضا يسوع المسيح سوف يجمع الشعب المتفرق ويوزع عليهم الأرض الطيبة ولكن ليس بنفس الطريقة، لأن يشوع أعطاهم ميراثًا لزمن معين فقط إذا لم يكن هو المسيح الذي هو الله ولا إبن الله. أما يسوع فهو أعطانا بعد قيامته المقدسة ميراثًا أبديًا … وقد أثبتُ لكم أن يسوع هو الذي ظهر وتحدث لموسى وإبراهيم وجميع الآباء الآخرين بلا أي استثناء وتحدث معهم مُمثلاً (ministering) لإرادة الآب وأقول هو أيضا صار إنساناً مولوداً من مريم العذراء ويحيا إلى الأبد.[48]

     

    وعليكم أن تصدقوا زكريا عندما يصف بمثل خفى سر المسيح حيث يعلن ذلك بغموض، فكلماته التالية: “[تَرَنَّمِي وَافْرَحِي يَا بِنْتَ صِهْيَوْنَ لأَنِّي هَئَنَذَا آتِي وَأَسْكُنُ فِي وَسَطِكِ يَقُولُ الرَّبُّ 11 فَيَتَّصِلُ أُمَمٌ كَثِيرَةٌ بِالرَّبِّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وَيَكُونُونَ لِي شَعْباً فَأَسْكُنُ فِي وَسَطِكِ فَتَعْلَمِينَ أَنَّ رَبَّ الْجُنُودِ قَدْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكِ 12 وَالرَّبُّ يَرِثُ يَهُوذَا نَصِيبَهُ فِي الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ وَيَخْتَارُ أُورُشَلِيمَ بَعْدُ 13 اُسْكُتُوا يَا كُلَّ الْبَشَرِ قُدَّامَ الرَّبِّ لأَنَّهُ قَدِ اسْتَيْقَظَ مِنْ مَسْكَنِ قُدْسِهِ] 1 وَأَرَانِي يَهُوشَعَ الْكَاهِنَ الْعَظِيمَ قَائِماً قُدَّامَ مَلاَكِ الرَّبِّ وَالشَّيْطَانُ قَائِمٌ عَنْ يَمِينِهِ لِيُقَاوِمَهُ 2 فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: [لِيَنْتَهِرْكَ الرَّبُّ يَا شَيْطَانُ. لِيَنْتَهِرْكَ الرَّبُّ الَّذِي اخْتَارَ أُورُشَلِيمَ. أَفَلَيْسَ هَذَا شُعْلَةً مُنْتَشَلَةً مِنَ النَّارِ؟]” (زك 10:2-13، 2،1:3)، وبينما كان تريفو على وشك أن يجيبني ويعترضني، قلت: انتظر وأسمع ما أقول أولاً، فأنا لن أعطي التفسير الذي تظنه أنت، كما لو لم يكن قط كاهن يدعى يشوع في بابل الأرض التي سُبى إليها شعبكم. كما لو لم يكن هناك كاهناً باسم يشوع (يسوع) في أرض بابل حيثما كانت أُمَّتَكُم مسبية، وحتى إن كنت سأفعل (سأفسر) فأنا قد بيّنتُ أنه حتى ولو كان هناك كاهناً يسمى يشوع (يسوع) في أُمتكُم فالنبي لم يرهُ في رؤياه كما أنه لم ير الشيطان أو ملاك الرب بعينه في صَحوِهِ بل في حالة تنبؤ (trance) عندما كانت الرؤيا له … كذلك أنا الآن أشرح لكم لأريكم أن الرؤيا التي حدثت بين شعبكم في بابل في أيام يسوع (يشوع) الكاهن كانت إعلان عما سيفعله كاهننا الذي هو الله، والمسيح إبن الله الآب لكل الأشياء.[49]

     

    وفقاً لذلك فإن إسم “إسرائيل” يبين هذا، إنسان يتغلب على القوة، لأن “إسرا” تعني إنسان يتغلب، و”ئيل” تعنى قوة، وأن المسيح سيفعل هذا عندما يتجسد فهذا مُخْبَر عنه في مصارعة يعقوب معه (المسيح) فهو الذي ظهر له، مما يشير إلى أن المسيح نفّذَ إرادة الآب مع أنه هو الله، البكر (πρωτότοκον) لكل خليقة.[50]

     

    قلت: ولكن يا تريفو لو كنت تعلم من هو الذي دعيّ ذات مرة حزقيال ملاك المشورة[51] وإنسانًا بواسطة حزقيال، ومثل ابن إنسان يدعوه دانيال، وولداً بواسطة أشعياء، ويدعوه داؤود الله والمسيح لكي يُعبَد، ويدعوه (أنبياء) كثيرون مسيحًا وحجرًا، ويدعوه سليمان الحكمة، ويدعوه موسى يوسف ويهوذا والنجم، ويدعوه زكريا الشرق، ويدعوه أشعياء أيضا المتألم ويعقوب وإسرائيل والعصا والزهرة وحجر الزاوية وابن الله، لو كنت تعلم ما جدفت عليه، ذاك الذي الآن قد اتى ووُلدَ وتألمَ وصعد إلى السماوات والذي سيأتي أيضاً مرة أخرى، حينئذ تبكى وتنوح عليه أسباطكم الإثني عشر.[52]حقًا لو أنكم فهمتم ما كتبه الأنبياء لما أنكرتم أنه الله وابن الإله غير الموصوف (المرئي) والمولود (الآب).[53]

     

    الرسالة إلى ديوجنيتس:

    لأنه ـ كما قلت ـ لم يكن اختراعا ارضياً محضاً ذلك الذي أعطي لهم، ولم تكن ايضًا مجرد فلسفة إنسانية يمكنهم أن يحكموا عليها بالصحة كي يتبعوها بالتدقيق. أو إعفاء من الاساطير التي اخترعها البشر وألزموهم بها. لكنه بالحقيقة الله نفسه، الذي هو قدوس، وخالق كل الاشياء، و[هو] الغير مرئي قد أرسل من السماء وجعل بين البشر [هذا الذي هو] الحق والقدوس [الذي هو] كلمته الذي لا تدركه الأفهام [البشرية]. وقد وطده في قلوبهم. وهو [الآب] ـ كما يمكن لأي أحد ان يتصورـ لم يرسل للبشر أحد من الخدام، او ملاك، أو حاكم، أو اي من هؤلاء الذين يملكون السيطرة على الأرضيات. أو واحد من هؤلاء الذين اوكلهم رب السماء، بل أرسل [هذا الذي هو] الخالق نفسه ومبدع كل الاشياء، الذي به صنع السماوات والذي به وضع للبحر حدوده، الذي تلتزم العناصر[54] أحكامه ـ الغير مفحوصة ـ. الذي منه تلقت الشمس الأمر بأن تحفظ مسارها اليومي. الذي يطيعه القمر حين يأمره أن يسطع ليلاً. الذي تطيعه النجوم أيضًا ـ كما القمر ـ في مساراتها. الذي به نُظّمَت كل الأشياء ووضعت في حدودها المناسبة. الذي يخضع له الجميع؛ الشمس بمحتوياتها، الأرض وما فيها، والبحر وما فيه، والنار والهواء والهاوية، ما في الأعالي وما في الأعماق وما بينهما. هذا [الرسول] الذي أرسله [الآب] لهم، أ كان ذلك [مرسلاً] ـ كما يمكن أن يتصور أحد البشرـ لأجل ممارسة الاستبداد، أو نفث الرعب والرهبة؟ حاشا. لكنه بدافع رحمته ووداعته كملك يرسل ابنه الذي هو بدوره ملك أيضًا؛ لذلك أرسله [أبوه].[55] كإله [أي يسوع] أرسله [الآب] للبشر. كمخلص أرسله، ساعيًا لإقناعنا لا لإجبارنا. [56]

     

    هذا الذي هو منذ الدهر، يُبَجل اليوم كابن.[57] هذا الذي بواسطته تغتني الكنيسة، والنعمة تنتشر وتتسع، وتزداد في القديسين، وتعطي الفهم، وتكشف الاسرار، وتعلن الأزمنة، متهللة بالأمناء، وتعطي للذين يسعون [خلفها]. هذا الذي بواسطته لا يمكن أن تُختَرق حدود الإيمان. أو تُتَخطي الحدود التي وضعها الآباء[58].[59]

     

    تاتيان السوري:

    وان الارواح المطيعة للحكمة، تجذب اليها الروح الجوهر الواحد. لكن الغير مطيعين يرفضون خدمة الله الذي تألم، وقد أظهروا أنفسهم كمحاربين ضد الله، بدلاً من ان يكونوا عابدين. [60]

     

    لأننا لا نتصرف كالحمقى، يا ايها اليونانيين، ولا نتفوه بحكايات بالية عندما نعلن بأن الله ولد في هيئة إنسان. [61]

     

    ميليتو أسقف ساردس:

    لسنا نحن بمن يعطي الإجلال للأحجار (الاصنام) عديمة الاحساس. لكننا من الإله الوحيد [الآب] الذي هو قبل الكل وعلى الكل. ونحن أيضًا نعبد مسيحه ـ الذي هو بالحقيقة ـ الله الكلمة الكائن قبل كل الدهور. [62]

     

    العلامة ترتليان:

    ثم، ايضا، عامة الشعب الان عنده بعض المعرفة عن المسيح، ويظن بانه ليس أكثر من انسان، الذي في الواقع تم إدانته من قبل اليهود، بحيث ان البعض بطبيعة الحال يظن اننا نعبد مجرد انسان. ولكننا لسنا نستحي بالمسيح (لأننا نفرح بان نحسب تلاميذه وان نتألم من اجل اسمه) ولا نختلف عن اليهود فيما يخص الله. لهذا ينبغي ان نشير لعلامة او اثنين الى لاهوت المسيح. [63]

     

    لقد علمونا او أخبرونا بانه خرج من عند الله، وفي ذلك الانبثاق وُلِدَ؛ فهو ابن الله، ويدعى الله بسبب الوحدة في الجوهر مع الله. لان الله ايضا هو روح. حتى ان الشعاع الخارج من الشمس، هو جزء من الكتلة المرسلة؛ الشمس سوف تبقى في الشعاع، لأنه شعاع من الشمس (لا يوجد انقسام في الجوهر، ولكن مجرد امتداد. هكذا المسيح هو الروح من الروح، والله من الله، كما النور من النور يضئ. وان الموصوفة المادية تبقى كاملة بنفس الخاصية من دون تجزئة وان كان ينطلق منها العدد الكثير من الاطلاقات الحاملة نفس الامتيازات او الصفات؛ هكذا ايضا، الذي خرج من عند الله هو الله نفسه وابن الله، والاثنان واحد. وبهذه الطريقة ايضا كما هو الروح من الروح والله من الله، وجعل في المرتبة الثانية من جهة الوجود – الوظيفي، وليس في الطبيعة؛ ولم يتراجع او ينسحب او يترك المصدر الاصلي، ولكنه ذهب متقدما. هذا النور المنبثق من الله، هو كما كان دائما مخبر به من الازمنة القديمة، اتى الى عذراء مختارة او معينة وصار جسدا في رحمها، ففي ولادته هو الله والانسان المتحدان[64].

     

    لأنه قد أعلن لنا عن مجيئين للمسيح؛ مجيء المسيح الاول قد تم بالاتضاع البشري، مجيئه الثاني سيحدث للعالم، وهو قريب حاليا، بكل عظمة لاهوته غير المعلن؛ وبسبب عدم فهمهم المجيء الاول، فلقد استنتجوا المجيء الثاني- الذي وضعوا رجاؤهم وامالهم عليه- بانه المجيء الوحيد[65].

    ولكن المسيح ربنا اعطى لنفسه لقب الحق، وليس المخصص. إذا كان المسيح هو دائماً، ويسبق الكل، مساويا للحق هو شيء قديم وسرمدي[66].

     

    ولكن اسم المسيح يمتد الى كل مكان، الكل يؤمن به في كل مكان، يعبد من قبل امم لا تعد ولا تحصى، يملك على كل مكان، مهوب في كل مكان، هبة متساوية للجميع في كل مكان. لا يوجد ملك اخر بجانبه له افضلية أكبر، ولا بربري اقل فرحا، لا كرامات ولا انساب تتمتع باستحقاقات مميزة؛ للجميع هو مساوي، لجميع الملوك، لجميع القضاة، للجميع هو الله والرب[67].

     

    ربنا يسوع المسيح….، أي كان هو فانه، من اي إله كان فهو الابن، من اي جوهر كان فهو انسان والله، من اي ايمان كان فهو المعلم، من اي هدية او مكافأة كان فهو الوعد او المتعهد، كان بينما هو يعيش على الارض، ذاته اعلنت من هو، وماذا كان منذ الازل، وماذا كانت مشيئة الاب التي اراد ان يدبرها.[68]

    لان الله وحده بلا خطية، والرجل الوحيد الذي هو بلا خطية هو المسيح، لان المسيح هو الله ايضا. [69]

    والان رغم ان المسيح هو الله، مع ذلك، كونه ايضا انسان، مات حسب الكتب، وحسب الكتب ذاتها دفن[70].

     

    المسيح لا يمكن ان يوصف كانسان من دون جسد، ولا ابن الانسان من دون اي ابويين بشريين؛ كما انه ليس إله من دون روح الله، ولا ابن لله من دون ان يكون الله اباه. هكذا الطبيعة الخاصة بالجوهريين ظهرتا فيه كانسان واله، – من ناحية واحدة مولود، وفي الاخرى غير مولود، من ناحية واحدة جسدي وفي الاخرى روحي؛ في حالة واحدة ضعيف وفي الاخرى عظيم القوة؛ في حالة يموت وفي الاخرى يحيا[71].

     

    الآن، من الضروري ان نبين ما كان السبب المسبق لابن الله يولد من عذراء. إن الذي كان سيقدس ترتيباً جديداً للولادة، ينبغي انه هو بنفسه يولد على اسلوب الرواية، فيما يتعلق بنبوة اشعياء وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً. ماذا اذن هي الآية؟ “هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا” 5 وفقا لذلك، حبلت عذراء وولدت عمانوئيل، الله معنا. 6 هذه هي الطبيعة الجديدة؛ انسان يولد في الله. وفي هذا الانسان الله ولِدَ، اخذاً جسداً من سبط قديم، بدون معونة بذر قديم أيا كان، لكي يقدر ان يكون نسل جديد، على نحو روحي، ويطهره بطرح كل اللطخات او البقع القديمة[72].

     

    وهكذا نرى من هذا العدد القليل من المنقولات عن آباء وعلماء المسيحية، بل والمهرطقين، أنهم يؤمنون ان المسيح هو الله، وأن له نفس طبيعة الآب، وأنه هو الخالق، وأنه لا ابتداء له، بل هو سرمدي. ثم يأتيك جويهل مثل هذا ويقول إن قسطنطين انتصر لألوهية المسيح وأنه غير مخلوق! ولا يعرف هذا الجاهل أن أريوس نفسه يقول ان المسيح خلقه وخلق أحمد سبيع نفسه!! فدور الإمبراطور هو كمنفذ لما قرره المجمع المسكوني، والدليل على هذا كما قلنا سابقًا أنه عندما أراد ذات الإمبراطور أن يعيد أريوس إلى شركة الكنيسة، لم يستطع هذا، ولم يوافق أثناسيوس إذ أن القضية ليست قضية أثناسيوس بل هو قرار مجمعي لاهوتي لا شأن للإمبراطور فيه، مما أدى إلى نفي أثناسيوس إلى فرنسا، ولم يعد أريوس إلى الكنيسة رغم ذلك ورغم رغبة الإمبراطور ورغم عدم وجود أثناسيوس.

     

    1. قال سبيع أن قسطنطين اختار الدين الأقرب له، وهو دين أثناسيوس. وهذه العبارة لا تصدر إلا من مستويات ذلك الجوهيل. فإن كانت عقيدة أثناسيوس هي الأقرب بالحقيقة للامبراطور، فلماذا كان المجمع المسكوني أصلاً؟ كان يمكن للإمبراطور ان ينفي أريوس او يقتله وتنتهي القضية كلها. فنجد أن الحقيقة التاريخية تقول إن الإمبراطور إنما أصدر مرسوما بالقرار الذي اتخذه المجمع المقدس في نيقية بعد انتهاء المجمع، وهو الذي كان يمكن أن يفعله دون الرجوع للمجمع مطلقًا. بل إن كانت عقيدة أثناسيوس هي الأقرب بالحقيقة للإمبراطور، فلماذا لم يتعمد الإمبراطور لا قبل مجمع نيقية ولا بعده على يد أي أسقف يتبع لعقيدة أثناسيوس أو الكسندروس؟ أليس يقول هذا الجويهل أنها العقيدة الأقرب للإمبراطور؟ فلماذا نجد أن الإمبراطور تعمد على يد أسقف أريوسي في نهاية حياته!؟

     

    ما الدليل الذي قدمه هذا الصبي ليثبت كلامه؟ لا يوجد! ثم يقول لنا أنه ذكر على كل كلمة قالها مصادر ومراجع! فيبدو انه يظن ان كلامه في حد ذاته مرجع! بلى، إنه مرجع للأقوال التي تخرج من الثمل كالصور التي توضح على السجائر للتحذير من مخاطرها، هكذا هذه الكلمات التي تصدر منه، تُعد دليلا على ما يحدث للإنسان الطبيعي عندما يكون سُبيعًا.

     

    غير أن سبيع عندما ذكر أن مرسوم ميلان أعطى للمسيحيين حرية دينية، تغافل عن عمد –لحَبْك تزويره عن اضطهاد “غير المثلثين” حسب ادعاءه– عن أن مرسوم ميلان أعطى الحرية لجميع الطوائف الدينية، بمن فيهم المسيحيين المؤمنين بالثالوث وغيرهم من الطوائف الأخرى.

    فإننا نقرأ في مرسوم ميلان:

    “عندما تقابلنا نحن قسطنطين أوغسطس وليسينوس أوغسطس في ميلان مكللين بالرعاية والعناية، أخذنا نبحث في جميع الوسائل الخاصة بالصالح العام لرعايانا. ومن هذه المسائل التي تهم الكثيرين وتعود بالنفع عليهم مسألة حرية العقيدة. لذلك قررنا إصدار مرسوم يضمن للمسيحيين وكافة الطوائف الأخرى حرية اختيار وممارسة العقيدة التي يرتضونها، وبذلك نضمن رضاء جميع الآلهة والقوى السماوية علينا، كما نضمن رضاء جميع رعايانا ممن يعيشون في كنف سلطتنا.”[73]

     

    من هذا الجزء من المرسوم يمكن استخلاص نقطتين هامتين: ١- إن مرسوم ميلان لم يصدره قسطنطين منفردًا، بل صدر بالاتفاق مع شريكه في الحكم ليسينوس؛ ٢- وقد أعطى المرسوم كل فرد في الإمبراطورية حق اختيار ديانته، سواء كان مثلثًا أم لا؛ ٣- علاوةً على أنه لم يجعل من المسيحية ديانة رسمية، كما إدعى سبيع، بل مجرد ديانة شرعيّة في الإمبراطورية. لكن بالتأكيد هذه العبارة “وكافة الطوائف الأخرى ” لم تعجب سبيع أيضًا؛ لأنها تنسف كل ما حاول أن يدعيه من اضطهاد كل من رفض الثالوث، ومنهم أتباع أريوس! فلماذا يستشهد بمرسوم ميلان على سماحة قسطنطين مع المسيحيين واختلافه بذلك عن الأباطرة السابقين، وفي نفس الوقت يرفض نفس ذات المرسوم الذي يصرح بأنه أعطى كل طائفة حقها في اختيار عقيدتها؟؟! هنا تظهر الانتقائية مجدداً.

     

    وفي ادعاءه باضطهاد قسطنطين لغير المثلثين، أتي سبيع باقتباس من كتاب لچون لوريمر، يصرح فيه لوريمر بأن قسطنطين أمر بحرق كل كتابات أريوس ومعاقبة من يتبع فكره. ولكن مرة أخرى يحاول سبيع تزوير ما قرأه، فبدلاً من قراءة كل الفقرة التي عرضها، تغافل عن الجزء الأول منها، والسبب لا يخفى على أحد! فلنقرأ إذن كلام چون لوريمر بأكمله:

    مع أن قسطنطين الذي لم تكن المسائل اللاهوتية واضحة أمامه مطلقاً قد اقتنع برأي يوسابيوس أسقف نيكوميديا حول إعادة النظر في أفكار أريوس. إلا أنه لم يهتم بأريوس مطلقاً حتى سنة ٣٣٢م كان يكتب هكذا ’إذا اكتشفت رسالة كاتبها أريوس فليكن مصيرها النار.. حتى لا يترك أي ذكرى له مهما كانت… وإذا قبض على أي شخص يخفي كتاباً لأريوس ولا يظهره ويحرقه على الفور، فعقابه الموت. وتنفذ فيه العقوبة فور ثبوت الجريمة.”[74]

     

    فعلى الرغم أن سبيع عرض لمشاهديه كل الفقرة، إلا أنه لم يُعِرْ الجزء الأول منها (المظلل بالأحمر) أي اهتمام، وبدأ يقرأ النص من قول الكاتب “كان يكتب هكذا….” السبب لهذا هو أن لوريمر لم يقل أبداً أن كراهية قسطنطين لأريوس وأتباعه استمرت طويلا أو استمرت حتى عند من تبعوا قسطنطين من الاباطرة الرومان. بل على العكس، هنا يصرح لوريمر بأن يوسابيوس أمال قلب الإمبراطور، وجعله يعيد النظر في أريوس، حتى أنه عزل أثناسيوس وآخرين بغواية من أريوس نفسه وأتباعه. فيقول لوريمر أيضًا:

    “وهكذا، فإنه بعزل يوستاثيوس، وأثناسيوس، ومرسيللوس، أخرج من ساحة المعركة ثلاثة من أبطال قانون الإيمان الرئيسيين في نيقية. ويعتبر إعادة أريوس إلى منصبه نصرًا آخر له، ولو أنه مات في القسطنطينية سنة ٣٣٦م، قبل أن يحضر الاحتفال بإعادته إلى مركزه. ومع ذلك فإن القانون النيقوي لم يقدم لمراجعته مطلقاً. فبالرغم من كل المنافسات الشخصية المحيطة بهذا العمل، فقط ظل النص كما تم التوقيع عليه في سنة ٣٢٥م كما هو بدون تغيير بل إن الإمبراطور نفسه اعتبر نيقية إنجازًا شخصيًا من الدرجة الأولى. وكما كتب جيبون Gibbon المؤرخ في الفصل ٢١ من كتابه: ’تدهور إمبراطورية روما وسقوطها The Decline and Fall of the Roman Empire‘ ’لقد قدم قسطنطين الحماية لأريوس واضطهد أثناسيوس (لكنه) مع ذلك اعتبر مجمع نيقية حصنًا للإيمان المسيحي، ومجداً وشرفًا خاصًا لحكمه شخصيًا‘.”[75]

     

    فلم يكن الأمر كما صوّره المدلس سبيع، بل على العكس تماماً، اضطهاد أريوس واتباعه لم يستمر طويلاً، حتى اعاده قسطنطين إلى منصبه قبل وفاته وعزل ثم نفى أثناسيوس، فتحول الاضطهاد مرة أخرى إلى شخصيات مثلثة (حسب تعبير سبيع). أما محاولة ادعاءه أن الاضطهاد كان لكل غير المثلثين، وعلى رأسهم أريوس، هو تزوير فاضح للحقائق. في الواقع، لم يسلم أي طرف من اضطهاد قسطنطين، سواء مسيحيين مؤمنين بالثالوث أو آريوسيين أو حتى وثنيين في بعض الأحيان!

     

    سادسًا: من قال أصلا أن الأريوسيين موحدين؟! أريوس كان يؤمن بألوهية المسيح لكن ليس بالمعنى المعروف قبله ولا بعده عند مستقيمي العقيدة، بل كان يؤمن أن المسيح إله لكنه إلخ مخلوق، إله ليس من نفس طبيعة الآب، إله خلقه الآب قبل كل الخلائق ليخلق به هذه الخلائق. فالمسيح في عقيدة أريوس هو الخالق لكل المخلوقات. وهذه من بدهيات المعرفة التاريخية عن أريوس، فهل الإيمان بأن المسيح إلهًا (لكن ليس من طبيعة الآب) وأنه هو الخالق الذي خلق به الآب العالمين، وهو إبن للآب لكن ليس من طبيعته، هذا تعتبره توحيد؟

     

    من هم الموحدين الذين قصدهم سبيع؟ وما الدليل على وجود هكذا عقيدة في ذلك الوقت؟ فسبيع لم يقدم دليلًا أو مرجعًا واحدًا على وجود موحدين (بالمعنى الحرفي للكلمة)؟ فهل كان يقصد أريوس بهذا الكلام؟ فإن كان يقصده، فلن نرد نحن على هذه القمامة الفكرية، وسنجعل بنو جلدته يردون عليه ويصفعونه ويلقنونه درسًا ربما لا ينساه..

     

    نبدأ الآن بشيخه، وشيخ الإسلام بن تيمية وهو ينقل عن ابن البطريق كلام أريوس فيقول:

     

    [قال أريوس: أقول: إن الأب كان إذ لم يكن الابن ثم الله أحدث الابن، فكان كلمة له إلا أنه محدث مخلوق، ثم فوض الأمر إلى ذلك الابن المسمى “كلمة” فكان هو خالق السماوات والأرض وما بينهما كما قال في إنجيله، إذ يقول: “وهب لي سلطانا على السماء والأرض” فكان هو الخالق لهما بما أعطى من ذلك”.][76]

    فهل من الإيمان، ومن التوحيد، ان تؤمن ان المسيح هو الخالق لكل الكون وأنه هو خالقك أنت شخصيًا؟ إن كان هذا هو الإيمان الحقيقي التوحيدي، فأخبرنا.

     

    ثم في فيديو لسامي عامري (دكتور، كما يدعون) بعنوان “آريوس كان موحدا .. خطأ!”، وتأملوا العنوان نفسه، مجرد أن تقول ان أريوس كان موحِّد هو خطأ، يقول سامي عامري:

     

    “أريوس النصراني الموحد، في الحقيقة هذا الخطأ هو من أكثر الأخطاء الإسلامية التي تحرجني شخصيا عندما أراها في كتاب إسلامي… نحن نمنح خصوم الإسلام عقديا، نمنحهم فُرص ليثبتوا اننا نقول أشياء باطلة، وأننا نحرف التاريخ، نزيف التاريخ، أو، في أحسن الأحوال، لا نفهم التاريخ… قضية أن أريوس كان موحدًا دعوة فاسدة باطلة، … ، أريوس، اللاهوتي الليبي الذي دعا إلى لاهوته في الإسكندرية .. ما كان يعتقد البتة بعقيدة التوحيد كما نفهمها في حدها الأدنى، أريوس لم يقل أبدًا، إن المسيح بشر، إنه بشر رسول… هناك إجماع بين النقاد على ان أريوس لم يقل البتة إن المسيح عبد رسول…فكان الأريوسيون يعتقدون بألوهية المسيح وأنه مع ذلك مخلوق، لكنه مخلوق قبل الزمان، وهذا التصور لا علاقة له البتّة بالقول إن أريوس كان موحدًا كما نفهمه… القول إن أريوس موحدٌ على الفهم الإسلامي، قولٌ باطلٌ فاسدٌ منكرٌ مخالف للمعلوم من التاريخ بالضرورة، على المسلمين التخلي عن هذا الزعم.”

     

    وفي فيديو آخر لمحمد شاهين بعنوان “إثم الأريسيين؟! نظرة في كتب التراث الإسلامي” يقول:

     

    “ما هو الدافع لكل هذا الشغف والحب والإصرار ان أريوس كان موحدا؟ الناس اللي بتدعي ان هذا هو الظاهر، هذا من أبطل الباطل. الظاهر من كل طريقة وفي كل مكان ان أريوس كان من النصارى الكفار…. لم ينقل أبدا عن أريوس في أي مرجع تاريخي معتبر أنه بيقول ان المسيح عبد الله ورسوله

     

    والآن، وبعد كل هذه الشهادات، وكل هذا الانكار، وكل هذا الكذب من أحمد، لدينا سؤالًا واحدًا له، ألا وهو: أين أنت يا حمرة الخجل من أحمد؟!

     

    سابعًا: هل كان أثناسيوس أوّل من أدان أريوس وحرمه (على فرض أن أثناسيوس حرمه في مجمع نيقية أصلاً)؟ لا، مطلقًا. بل قد حرمه البابا بطرس الأول، خاتم الشهداء، واستمر حرمه مع تلميذه البابا الكسندروس، وحرمه مرة أخرى البابا الكسندروس في مجمع في الإسكندرية، وأدانه المجمع وجرده من رتبته وفصله عن شركة الكنيسة. ثم بعدها جاء مجمع نيقية الذي فيه حضر أكثر من 300 أسقف من كل بقاع العالم المسيحي وقتها، وحرموا أريوس وبدعته وكل ما قال بها. إذن، فسبيع يفتري الكذب أو أنه جاهل جهلًا مدقعًا لا يعرف فيه أبسط المعلومات عن هذه الفترة تاريخيًا.

     

    النقطة الخامسة: هل قالت النبوة عن القرن الصغير أنه سيغير الأعياد والشريعة؟

    إذا تصفحنا النبوة نفسها التي يدعي سبيع أنها تقول هذا، سنجد النص يقول:

    • ترجمة فاندايك: وَيَظُنُّ أَنَّهُ يُغَيِّرُ الأَوْقَاتَ وَالسُّنَّةَ.
    • الترجمة العربية المشتركة: ويَظنُّ أنَّهُ يُغَيِّرُ الأزمِنَةَ والشَّريعَةَ.
    • الترجمة الكاثوليكية: وَينْوي أَن يُغَيِّرَ الأَزمِنَةَ والشَّريعَة.
    • ترجمة كتاب الحياة: وَيُحَاوِلُ أَنْ يُغَيِّرَ الأَوْقَاتَ وَالْقَوَانِينَ.

     

    [يظن، ينوي، يحاول]، فهل هذه الكلمات تعني أنه غيّرَ فعلًا الأوقات/الأزمنة والشريعة؟ أم أنه فكّرَ أو حاول أو ظن في نفسه أنه يستطيع التغيير؟! فإن كان أحمد سبيع يظن أن قسطنطين غير الأزمنة والشريعة، فهذا دليل كافي لكي يفهم أن المقصود ليس قسطنطين، لأن النص في سفر دانيال لا يقول بأن القرن الصغير سيغير، بل سيحاول وينوي ويظن، وبالتالي فهو، في النهاية، لن يغير! فلو غيّر قسطنطين، فسيكون، إذًا، ليس هو القرن الصغير الذي سيحاول فقط!

     

    لكن، كعادتنا، بعدما نقضنا مبدأ كلام سبيع كله الذي من أجله قال ما قال، نبدأ الآن في افتراض صحة كلامه جدلًا وتنزلًا مِنّا، رأفةً بحاله، حيث نبدأ مناقشة ما قاله وعرضه على معيار الحقيقة التاريخية، فتُرى، هل ينجح أم في الخطأ منغمسُ؟

     

    عرض أحمد سبيع مثالين للتدليل على هذا التغيير الذي ابتدعه قسطنطين في الأعياد، وهما: تغير يوم السبت كيوم راحة، بيوم الأحد؛ وابتداع يوم 25 ديسمبر كعيد ميلاد للمسيح. وسوف يتم الرد على كلامه فيهما.

     

    أولًا: مسألة تغيير يوم السبت بالأحد.

    ماذا أراد سبيع أن يقول؟ هو يريد أن يثبت أن قسطنطين قام بابتداع يوم الأحد، وأن يكون هذا التغيير والابتداع، هو بالمخالفة مع التوراة التي تقول لليهود أن يحفظوا يوم السبت، فماذا فعل قسطنطين -حسب جهل سبيع-؟ استبدل يوم السبت بالأحد. فهل هذا صحيح، والرد على هذا من وجوه:

     

    أولا: علينا أن نُثبت أن المسيحيين كانوا يجتمعون معًا في اجتماعات دورية ويقرأون الأناجيل ويستمعون للعظات ويصلون سويًا ثم يتناولون من الإفخارستيا … إلخ، وكل هذا قبل قسطنطين بسنوات طويلة، وهذا ما سنفعله الآن عبر ما قاله الشهيد يوستينوس المدافع في دفاعه الأول، حيث يقول فيه:

     

    وهكذا نحن دائما نذِّكر بعضنا بعضا بهذه الأمور. والأغنياء بيننا يسارعون لمساعدة الفقراء، ونبقى معا دائمًا. كما أننا نبارك خالق الكل على كل الخيرات التي ننعم بها في ابنه يسوع المسيح والروح القدس. ولنا في اليوم الذي يدعى يوم الشمس (Day of the Sun – Sunday) لأي يوم الأحد اجتماع لكل سكان المدن والضواحي وفي هذا الاجتماع تقرأ مذكرات الرسل [يقصد بها الأناجيل أو كتابات الأنبياء] حسبما يسمح الوقت، وبعد الانتهاء من القراءات يتقدم الرئيس ويعظ الحاضرين ويشجعهم على ممارسة الفضائل. ثم نقف جميعا لنرفع الصلوات، وكما قلنا من قبل بعد أن ننتهي من الصلوات يتم تقديم الخبز والخمر والماء، ثم يصلي الرئيس ويرفع الصلوات والشكر على قدر استطاعته، أما الشعب فيرد قائلا “آمين. ثم توزع الإفخارستيا على الحاضرين ويرسل منها للغائبين عن طريق الشمامسة. ويقدم الأغنياء إذا أردوا ما يودون أن يتبرعوا به وتجمع التبرعات وتترك في عهدة الرئيس. وبهذه التبرعات) هو يساعد الأرامل والأيتام والمحتاجين بسبب مرض أو خلافه وأيضا المسجونين والمتغربين عندنا، وباختصار هو يهتم بجميع المحتاجين. ويوم الأحد هو بالحقيقة اليوم الذي نعقد فيه اجتماعنا المشترك، لأنه اليوم الأول الذي فيه حول الله الظلمة والمادة وخلق العالم، وفيه أيضا قام مخلصنا يسوع المسيح من الموت، لأنهم صلبوه في اليوم الذي يسبق السبت وفي اليوم الذي يليه، أي الأحد، ظهر لتلاميذه ورسله وعلمهم الأشياء التي نقلناها لكم للتأمل فيها.[77]

     

    بالطبع، هذا الاقتباس قاسِم لظهر وفكر (جدلا) سبيع، إذ أنه سابق على عصر قسطنطين بسنوات طويلة، إذ أن هذا الدفاع مكتوب في عام 150م تقريبًا، أي قرابة 200 عام تقريبًا قبل قسطنطين، فإن كان الآباء يجتمعون منذ هذا العصر، لدرجة أن هذه الاجتماعات أصبحت عادة، فكيف يقول هذا الجاهل أن قسطنطين هو الذي غير يوم السبت بيوم الأحد؟

    لكن ليست هذا هو بيت القصيد، إذ أن محتوى الاقتباس فيه ما يفحم سبيع تمامًا، إذ أن القديس يوستينوس لا يصرح فقط بأن هذه كانت اجتماعات دورية، بل أنه يعطي الأسباب، واحدًا تلو الآخر، لكونهم يجتمعون في هذا اليوم بالتحديد، يوم الاحد، إذ يقول إن هذا هو اليوم الذي قام الرب يسوع فيه من الموت (يوم الرب)، وهو اليوم الذي حول الله فيه الظلمة والمادة وخلق العالم. وهذا يعني أن هذا اليوم له تقليد في ذهن يوستينوس وليس مجرد يوم تم اختياره بلا سبب.

     

    ثانيًا: نزيد سبيع من الشعر بيتًا، وننقل له ما يدحض فكرته تمامًا:

     

    يقول تيني بيكر:

    ليس لدينا صورة واضحة للعبادة المسيحية المبكرة حتى عام ١٥٠م، عندما وصف يوستينوس الشهيد طقوس العبادة الاعتيادية في كتاباته. نحن نعلم أن المسيحيين الأوائل أقاموا قُدّاساتهم يوم الأحد، أول أيام الأسبوع. لقد أطلقوا على هذا “يوم الرب” لأنه اليوم الذي قام فيه المسيح من بين الأموات. التقى المسيحيون الأوائل في الهيكل في أورشليم، في المجامع، أو في منازل خاصة (أعمال الرسل ٢: ٤٦؛ ١٣: ١٤-١٦؛ ٢٠: ٧-٨).

    يعتقد العلماء أن المسيحيين الأوائل كانوا يصلون في أُمسيات الأحد، وأن طقسهم تركّز على العشاء الرباني. ولكن في وقت ما بدأ المسيحيون في إقامة قُدّاسيّن عبادة يوم الأحد كما يصف يوستينوس الشهيد؛ واحد في الصباح الباكر والأخر في وقت متأخر بعد الظهر. تم اختيار التوقيتات من أجل السرّية ومن أجل العُمّال الذين لا يستطيعون حضور قُدّاسات العبادة خلال النهار. [78]

     

    وأيضًا يقول جُيفري بروميلي:

    تتوافق شهادة اليوم الأول للعبادة في العصر ما بعد الرسولي مع هذا الرأي من جميع النواحي. بحلول وقت يوستين (منتصف القرن الثاني)، مع ذلك، تجمّع معظم المسيحيين صباح الأحد، على ما يبدو لأن مرسوم الإمبراطور تراجان ضد التجمعات المثيرة للفتنة حظر الاجتماعات المسائية. من ذلك الوقت وحتى اليوم، اعتاد المسيحيون على الصلاة في صباح و/أو مساء اليوم الأول من الأسبوع. [79]

     

    ثالثًا: هل قال الاقتباس الذي جاء به سبيع بأن قسطنطين ابتدع يوم الأحد؟ الإجابة هي: لا. فسبيع لا يقرأ، وإن قرأ لا يفهم! الاقتباس يتحدث بوضوح عن البدء في استخدام يوم الاحد يوم عطلة في الإمبراطورية الرومانية، أي بالمصطلح الحديث، “يوم إجازة رسمي”، أي يوم ليس به عمل رسمي حكومي. ولن نفعل شيء إلا أن نحضر الاقتباس نفسه مع ترجمة سبيع نفسه أيضًا لنثبت لكم أنه قام بتسجيل هذا الفيديو وهو تحت تأثير مادة “أصفرة“.

     

    يقول سبيع بنفسه:

    [لم يكن الأحد يوم راحة في البداية، هذا يتوافق تمامًا مع المضمون العام للكنيسة الأولى، واحتفالها بالقيامة، سوف يمر 300 عام قبل أن تترسخ فِكرة معاملة الأحد مثل يوم الراحة أو السبت. تأسست الفِكرة بموجب مرسوم إمبراطوري للإمبراطور الروماني قسطنطين، سنة 321. وحتى في هذا المرسوم، فإنه تم استثناء المزارعون إن كانوا في حاجة إلى العمل في أراضيهم[80].

    وهو يقول:

    من قسطنطين إلى إلبيديوس، فليستريح جميع القضاة وسكان المُدن والحرفيين في يوم الشمس الجليل، لكن من الممكن أن يمارس الريفيون زراعتهم دون مانع، لأنه في مرات كثيرة يكون أن هذا هو أنسب يوم لبذر الحبوب أو لغرس الكروم، وهذا لكيلا تضيع الفرصة التي تتيحها العناية الإلهية، لأن الوقت المناسب مقصرٌ 7 مارس 321.] [81]

     

    فهل قرأتم نص المرسوم؟ ما علاقة هذا بتغيير احتفالات المسحيين او اجتماعاتهم؟ القضية كلها في أنه قام بتحديد يوم للعطلة الرسمية للعاملين مثل القضاة والمزارعين، فما علاقة كل هذا بتغير شيء في الأعياد المسيحية فضلا عن تغيير في العقيدة؟! الغريبة ان الاقتباس الأول قرأه سبيع ولم يفهمه، فقسطنطين كان يريد ان يكون هذا اليوم عطلة تامة كعطلة اليهود التامة (فكرة معاملة الأحد مثل يوم الراحة أو السبت).

    لكن المفاجئة الكُبرى، والتي تثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن سبيع يقصد ويريد التدليس والخداع، هو أن الاقتباس الخاص بالقديس يوستينوس الذي نقلناه أعلاه والذي يتحدث فيه عن أن يوم الأحد هو اليوم الذي يجتمع فيه المسيحيون ويُصلون ويُرنِّمون ويُعزون بعضهم البعض ويتشاركون فيه الإفخارستيا، هذا الاقتباس موجود في نفس الصفحة التي ينقل منها سبيع الاقتباس الذي عرضه في الفيديو وأراد أن يخدع به المشاهد ويقول إن هذا الاقتباس يثبت تغير قسطنطين الخاص بيوم الأحد.

    فعلى الرغم ان الاقتباس الأول ينفي تماما ان يكون هناك علاقة لقسطنطين بابتداع يوم الأحد، وعلى الرغم من وجود هذا الاقتباس مع الاقتباس الذي نقله سبيع لنا وأثبتنا انه لا يفهمه وانه لا يوجد ما يفيده فيه، إلا أن سبيع جاء بالاقتباس الثاني وترك الاقتباس الأول الذي ينفي فكرته غير الموجودة لا في الاقتباس الثاني ولا الأول. فترى، هل لا يقرأ سبيع ما ينقله؟ أم أنه لا يفهم ما يقرأه؟ او أنه أراد التدليس الصريح؟

     

    ثانيًا: مسألة ابتداع يوم 25 ديسمبر.

    حاول أحمد سبيع أن يقول ان قسطنطين ابتدع يوم 25 ديسمبر، كيوم لميلاد المسيح، بعد ان كان يومًا لميلاد الشمس. وللرد على هذا نقول:

     

    • الاقتباسات التي عرضها سبيع نفسها لم تقل أن قسطنطين أصدر مرسومًا او قرارا بأن يكون يوم 25 ديسمبر هو يوم ميلاد المسيح، فعلى عكس ما عرضه سبيع من أن قسطنطين أصدر مرسوم لتحديد يوم الاحد كعطلة رسمية حكومية (وليس دينية) للشعب، فإن سبيع لم يقدم أي دليل أن هناك مرسومًا كهذا أو قرارا بجعل عيد ميلاد المسيح يوم 25 ديسمبر، وهذا لأن هذا التاريخ لا علاقة له بقسطنطين كمصدر للمراسيم، أي لم يكن هناك مرسوم من قسطنطين يحدد عيد ميلاد المسيح على الإطلاق.
    • الاحتمال الذي يقوله البعض في أن يوم 25 ديسمبر كان عيد وثني للشمس، ثم استغلته الكنيسة وحولته من عيد وثني للشمس إلى عيد مسيحي للمسيح شمس البر، إن كان قد حدث هذا الاحتمال، فهو احتمال محمود من الكنيسة، فلا يُعاب عليها بل تمدح بسببه إذ أبعدت الشعب المسيحي الداخل إلى الإيمان حديثًا من الممارسات الوثنية التي كان قد اعتاد عليها طوال حياته، بتذكار ميلاد الرب يسوع حسب الجسد، فإن كان هناك من يريد أن يلوم الكنيسة، فعليه أن يثبت لنا أن الكنيسة كانت تمارس طقوسًا وثنية حينها استمدتها من الوثنيين، أو أن الكنيسة مارست مع الوثنيين طقوسهم. أما تحويل يوم/تاريخ عيد وثني ليوم تذكار لميلاد الرب يسوع بحسب الجسد ليس فيه من الوثنية شيء. والمحصلة لما فعلته الكنيسة، هي اندثار العيد الوثني تمامًا.

     

    يقول كيث دروري:

    لماذا ٢٥ ديسمبر؟

    من المحتمل أن يكون يسوع لم يوُلد فعلًا في ديسمبر. يشير [نص] “الرعاة في الحقول” إلى موسم آخر. فلماذا إذن اختار المسيحيون ٢٥ ديسمبر باعتباره اليوم الذي سيحتفلون فيه بميلاده؟ هناك نظريتان: (١) قام المسيحيون بحساب التاريخ من خلال حساب معقّد، أو (٢) قام المسيحيون ببساطة بتكييف يوم العيد الوثني وقدسوه.

    جاءت نظرية الحساب في ٢٥ ديسمبر بافتراض أن يسوع مات في ٢٥ مارس. ثم من خلال مجموعة معقدة من الحسابات، توصلت النظرية إلى أن يسوع حُبِلَ به أيضًا في ٢٥ مارس ووُلِد بعد تسعة أشهر في ٢٥ ديسمبر. كان اليهود معروفين لمثل هذه النظريات الخيالية، وكذلك بعض المسيحيين الأوائل، لذا فهذه على الأقل نظرية محتملة لتاريخ ٢٥ ديسمبر.

    النظرية الثانية والأكثر منطقية بكثير هي أن المسيحيين الرومان أقاموا عيدهم ببساطة لتذكر ميلاد المسيح في يوم ينافس عن قصد (وفي النهاية يهزم) عيد وثني. في عام ٢٧٢م، أقام الإمبراطور أوريليان عيد “إحياء ذكرى إميسا”، ومكرس لإله الشمس السوري.  في هذا اليوم –الانقلاب الشتوي– كانت الشمس في أدنى نقطة لها في الأفق، والتي من خلالها “تولد من جديد” للعودة طوال الربيع. (كان التقويم اليولياني بحلول هذا الوقت يفرق عن الانقلاب الشتوي الفعلي بأربعة أيام، مما يفسر تاريخ ٢٥ ديسمبر.) ربما قرر المسيحيون ببساطة إحلال محل (overprint) العيد الوثني لعودة الشمس. ربما حتى أنهم استخدموا هذا العيد المنافس لأغراض كرازية، مدعين أن الرب يسوع هو الشمس الحقيقية التي أُقيمت حقًا وستعود يومًا ما حقًا. مهما حصل بالفعل، فقد فاز عيد الميلاد في المنافسة. حيث اختفى العيد الوثني بينما نستمر في الاحتفال بميلاد يسوع في ٢٥ ديسمبر. [82]

     

    ويقول رونالد هُجنز:

    من الكلمة الإنجليزية القديمة Cristes Mæsse (عيد الميلاد – الكريسماس). لم تكن الكنيسة الأولى تعرف تاريخ ميلاد المسيح، فقد سعت إلى ذلك من خلال الجمع بين التخمينات التقويمية مع تفسير الأرقام الكتابية. تم اقتراح عدة تواريخ، بما في ذلك ٢٥ مارس، ٢ أبريل، ٢٠ مايو، ٨ نوفمبر، ٢٥ ديسمبر، ٦ يناير. أقدم دليل، [تأريخ] Depositio martyrum، والذي يذكر أن عيد الميلاد كان يُحتفل به في ٢٥ ديسمبر بحلول عام ٣٣٦ في روما. في غضون قرن من الزمان، كان هذا التاريخ مقبولًا عالميًا تقريبًا.

     

    ميَّز يوم ٢٥ ديسمبر، في التقويم اليولياني، الانقلاب الشتوي (بداية انتصار الضوء على الظلام بعد أطول ليلة في العام)، وبعد ٢٧٤م، عيد ميلاد Sol Invictus (“الشمس التي لا تقهر”) الإله الراعي للإمبراطور. العلاقة بين يسوع والشمس حدثت في وقت مبكر وبشكل طبيعي؛ حيث قام يسوع في يوم الأحد (Sunday) (“يوم الرب”). في وقت مبكر كوقت كليمنضس السكندري (تنيح عام ٢١٦م) كان يتم الإشارة إلى يسوع بـ “شمس البر” (في الفولجاتا Sol Iustitiae) في ملاخي ٤: ٢.  حدد تقليد مبكر ذو صلة ٢٥ مارس، “الأحد” لأسبوع الخليقة، كتاريخ للحبل بالمسيح (تسعة أشهر قبل ٢٥ ديسمبر!). كان من الطبيعي أنه بعد أن تخلى قسطنطين عن رعاية Sol Invictus عام ٣٢٤م، كان يجب أن يحل محله Sol Iustitiae، نور العالم. [83]

     

    النقطة السادسة: “سيحارب المؤمنين، قديسي العلي”، من هم المؤمنين الذين يقصدهم سبيع هنا؟

    لنراجع، أولًا، النص لنعرف ما هي صفات قديسي العلي، الذين يسميهم سبيع “المؤمنين”، فيقول النص الكتابي:

    18 أَمَّا قِدِّيسُو الْعَلِيِّ فَيَأْخُذُونَ الْمَمْلَكَةَ وَيَمْتَلِكُونَ الْمَمْلَكَةَ إِلَى الأَبَدِ وَإِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ … 21 وَكُنْتُ أَنْظُرُ وَإِذَا هذَا الْقَرْنُ يُحَارِبُ الْقِدِّيسِينَ فَغَلَبَهُمْ، 22 حَتَّى جَاءَ الْقَدِيمُ الأَيَّامِ، وَأُعْطِيَ الدِّينُ لِقِدِّيسِيِ الْعَلِيِّ، وَبَلَغَ الْوَقْتُ، فَامْتَلَكَ الْقِدِّيسُونَ الْمَمْلَكَةَ. 23 … 24 وَالْقُرُونُ الْعَشَرَةُ مِنْ هذِهِ الْمَمْلَكَةِ هِيَ عَشَرَةُ مُلُوكٍ يَقُومُونَ، وَيَقُومُ بَعْدَهُمْ آخَرُ، وَهُوَ مُخَالِفٌ الأَوَّلِينَ، وَيُذِلُّ ثَلاَثَةَ مُلُوكٍ. 25 وَيَتَكَلَّمُ بِكَلاَمٍ ضِدَّ الْعَلِيِّ وَيُبْلِي قِدِّيسِي الْعَلِيِّ، وَيَظُنُّ أَنَّهُ يُغَيِّرُ الأَوْقَاتَ وَالسُّنَّةَ، وَيُسَلَّمُونَ لِيَدِهِ إِلَى زَمَانٍ وَأَزْمِنَةٍ وَنِصْفِ زَمَانٍ. 26 فَيَجْلِسُ الدِّينُ وَيَنْزِعُونَ عَنْهُ سُلْطَانَهُ لِيَفْنَوْا وَيَبِيدُوا إِلَى الْمُنْتَهَى. 27 وَالْمَمْلَكَةُ وَالسُّلْطَانُ وَعَظَمَةُ الْمَمْلَكَةِ تَحْتَ كُلِّ السَّمَاءِ تُعْطَى لِشَعْبِ قِدِّيسِي الْعَلِيِّ. مَلَكُوتُهُ مَلَكُوتٌ أَبَدِيٌّ، وَجَمِيعُ السَّلاَطِينِ إِيَّاهُ يَعْبُدُونَ وَيُطِيعُونَ.

     

    والآن علينا أن نحصر الأوصاف التي جاءت عن قديسي العلي، ثم نعود لهذا الجويهل سبيع سريعًا..

    القرن الصغير سيحارب القديسين ويغلبهم ويبليهم، ثم بعد مرور زمان وزمانين ونصف زمان، يأتي القديم الأيام، ويعيد الملك للقديسين فيمتلكون المملكة إلى الأبد…

     

    والآن: من هم هؤلاء: قديسو العلي؟! أمامنا ثلاث خيارات بحسب فِهم سبيع، وهم: إمّا المسلمون، وإمّا الأريوسيون، وإمّا المسيحيون الحقيقيون. فماذا اختار سبيع؟ قال إن قديسو العلي هم المسلمون، وأن حُكم قديسو العلي هو الحكم الإسلامي للقدس (التي لا أعلم لماذا وكيف حشرها سبيع حشرًا في الموضوع).

     

    حسنًا، لنسأله: بحسب النص، فإن القرن الصغير، الذي تقول عنه انت انه قسطنطين يجب أن يحارب قديسي العلي، الذين تقول عنهم انت انهم المسلمين ويغلبهم، فمتى حدث ذلك أيها السبعبع الجهبذ؟ قسطنطين مات قبل ميلاد رسول الإسلام بمئاتٍ من السنواتِ، فكيف حاربكم قسطنطين؟ أبُعث من جديد؟ لاحظ أن النص واضح وحرفي، ولا يتكلم عن أتباع قسطنطين (رغم أنهم ليسوا أتباعه) بل عن القرن الصغير نفسه، ويتكلم عن القديسين أنفسهم، فعليك ان تجد لنا حادثة حاربكم فيها قسطنطين.

     

    ثمَّ، حتى إن تنزّلنا وتفضلّنا عليك وسلمنا لك بأن قسطنطين حارب المسلمين، وأن المقصود هي مملكة المسلمين، فهل بقيت مملكة المسلمين إلى الأبد؟ سواء في القدس أو في أي بقعة من بقاع الأرض؟ فالنصوص تشير إلى مُلك القديسين للمملكة إلى الأبد، فأين تملكتُم القدس إلى الأبد؟

     

    فالواقع الحالي اليوم يقول ان القدس (إسرائيلية) بعد ان كانت (بريطانية)، بل ان مملكة الإسلام نفسها قد انحطت و زالت، فيكتب عبد الحميد احمد سليمان كتابا بعنوان “انهيار الحضارة الإسلامية و إعادة بناءها” و يتكلم عن الدولة العثمانية باعتبارها “اخر كبريات الدولة الإسلامية” اهها في عصر “الانحطاط” صـ 27، و نفس مصطلحه “الانحطاط” سيكون هو عنوان احد اشهر الكتب “ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين” الذي يصف “تحول القيادة من الأمم الإسلامية الي الأمم الأوروبية” صـ 225، بل يصف المسلمين في “كثير من نواحي الأرض بل في مراكز الإسلام و عواصمه حلفاء للجاهلية الأوروبية و جنودا متطوعين لها” 229، و هذا المعلوم بالضرورة ينسف مرةً أخرى شبهات سبيع كلها بأن مملكة الإسلام قد زالت فلا هي ابدية ولا يحزنون.

     

    ثمَّ، كيف يكون المقصود بـ”المملكة” أنها القدس، في حين أن النبوة مكتوب فيها أن مُلك قديسو العلي سيكون أبديًا، ونجد اليوم أن اليهود يحكمون القدس وليس المسيحيين ولا المسلمين؟ وقبلها حكم القدس الصليبيون، فأين حكم المسلمون للقدس الآن وقديمًا؟ فهذه وحدها كفيلة بأن يعرف سبيع مدى سخف كلامه كله، فإنه خرج علينا بهذا الفيديو في الفترة التي يحكم فيها اليهود القدس ويسيطرون عليها تمامًا، ويقول إن المملكة المقصودة هي مملكة القدس التي مكتوب عنها (بحسب سبيع) أن القديسون سيملكون المملكة! أو لربما يقول ان القديسين هم اليهود أنفسهم، فسبيع زئبقي، ولا تتوقعه أبدًا (ابتسامة).

     

    فمن هذا كله نعرف، أنه لا يمكن أن يكون المقصود هو مملكة المسلمين (لأنهم لم يمتلكوا أي شيء إلى الأبد)، ولا يمكن أن تكون القدس هي المذكورة (لأنها ليست مملكة ولأن المسلمون لم يملكوها).

     

    لماذا أدخل سبيع القدس في الموضوع فجأة وعنوة دون دليل أو مقدمات؟ اختار سبيع القدس لأنها كانت من أوائل المدن التي احتلها المسلمون عام 16هـ/637م، فلأجل ان يجعل “زمان وزمانين ونصف زمان” تعني “قرن وقرنين ونصف قرن” أي 350 عام تقريبا، قام باختيار القدس تحديدًا ليقيس عليها، لتكون العملية الحسابية عبارة عن 636م – 306 (بداية حكم قسطنطين) فتكون المحُصلة هي 330 عام ميلاديًا، ليقوم بقسمتها على 3.5 فيكون الناتج هو: 94 عام تقريبا، ليقوم بعد ذلك بتقريبها إلى 100 عام وهو عدد سنوات القرن من الزمان. فتكون لها وجاهة ولو قليلاً لأنه لم يعط لنا ولا شبهة دليل على هذا الحساب.

     

    بينما كان الأجدر به أن يستخدم القسطنطينية بدلًا من القدس، وذلك لعدة أسباب، منها انها كانت عاصمة العالم المسيحي حينها، ومنها انها كانت عاصمة الإمبراطورية الشرقية، ومنها أنها المدينة التي أسسها قسطنطين ودعاها على اسمه وجعلها العاصمة ومركز الحكم، فكان من باب أولى أن يبدأ الحساب وينهيه بناءًا على القسطنطينية وليس القدس التي لا ناقة لها ولا جمل في القضية. لكن لأن القسطنطينية تأخر احتلالها للقرن الخامس عشر، فلو بدأ الحساب بناء عليها، ستكون المعادلة كالتالي: 1453 – 636 = 817 والرقم 817 إن قام بقسمته على 3.5 قرن، سيكون الناتج هو: 233 تقريبًا، والتي لا تعني أي شيء في التاريخ البشري، فسيظهر حتى عند ضعاف التفكير ممن يصدقونه أنه يهذي فضلا عن من لا يصدقونه من العقلاء المدققين الباحثين. فلهاذا اختار القدس التي لا علاقة لها بالموضوع.

     

    حسنًا، لربما يقول سبيع أن الاريوسيين هم قديسو العلي وأن قسطنطين حاربهم، فنقول: بحسب حَرفية النص، فإن قسطنطين (كما تريده أنت) قد حارب الأريوسيين (وانتصر لأثناسيوس)، فهل تم تسليم الأريوسيين لقسطنطين 350 عام كما تفسرها انت؟ وهل عاش قسطنطين 350 عام؟

     

    لنكمل: هؤلاء الأريوسيون (حسب سبيع) سُلِموا إليه لزمان وزمانين ونصف زمان، ثم بعدها جاء القديم الأيام وأعاد المُلك والمملكة لهؤلاء القديسين، أي الأريوسيين، وامتلكوها للأبد، وأنت تقول إن المملكة المقصودة هي القدس.

     

    والآن السؤال لك: هل امتلك الأريوسيون القدس؟ أو هل امتلكوا أية مملكة على الإطلاق حتى وإن كانت في كوالالمبوور؟! بل: هل كانت القدس مملكة أصلاً؟ أما لجهلك حدود؟!

     

    ثمَّ: قد مات قسطنطين نفسه واستمر الأريوسيون بعده لسنوات وسنوات ثم اندثروا، فكيف يكون كلامك صحيحًا في حين النص نفسه يقول إن قديم الأيام سينزع سلطان قسطنطين (بحسب رأيك)، وقسطنطين هذا مات وهو الإمبراطور بكامل سلطانه! بل أنك بنفسك تقول انه حارب ثلاث أباطرة كانوا يقاسمونه الحكم وأصبح هو الحاكم الوحيد للإمبراطورية، فأين نزع قديم الأيام سلطان قسطنطين؟ خصوصًا إنك فسرت الزمان والزمانين والنصف زمان بأنهم 350 عام تقريبًا، فهل كان الأريوسيين يملكون القدس بعد 350 عامًا؟ أو هل ملكوها بعدها؟ بل هل كان قسطنطين على قيد الحياة حتى يتم نزع المملكة منه واعطاؤها للقديسين؟!

    عيب عليك يا سبيع أن تقول هذا الكلام وانت في محضر المسيحيين، هذا الكلام لا تقوله إلّا وأنت في الترعة تسبح.

     

    بالطبع، لا يمكن ان يفترض سبيع أن قديسو العلي هم المسيحيون الحقيقيون، أو كما يسميهم أتباع أثناسيوس والذين يؤمنون بالثالوث وبألوهية المسيح، لأن هذا سيعني صحة المسيحية من كلامه هو نفسه، وعندها، لن تكون هناك علاقة للإسلام بهذا الفيديو كله، فهو قد سجَّلَ هذا الفيديو كله ليصل لهذه النتيجة: ان سفر دانيال أنبأ عن أمة الإسلام انها ستحكم القدس وأنهم هم قديسو العلي.

     

    بالطبع، يمكن لسبيع ان يفتكس افتكاسة جديدة كعادته، ويقول ان المسلمون هم ورثة الأريوسيين. وفي هذه الحالة، سيتناوب أصدقاء سبيع قبل أعداءه عليه ضربًا وردًا وسخريةً. فعقائد الأريوسية معروفة تمامًا في أنهم يقولون إن المسيح هو إله لكنه إله مخلوق، وهو الخالق للعالم بعد ان خلقه الآب، وإن المسيح هو إبن لله لكن ليس من نفس طبيعته، وكانوا يؤمنون بنفس العهد الجديد الذي يقول عنه سبيع وغيره أنه محرف وأن به عقائد كفرية بالنسبة لمعتقده ..إلخ، وبعد هذا كله لن يكون هناك علاقة بينهم وبين الأريوسيين وفقًا للنبوة نفسها.

     

    النقطة السابعة: زمان وزمانين ونصف زمان، كم تبلُغ هذه المدة؟

    إن أقصر الطرق لمعرفة قصد الكاتب، أي كاتب، من مصطلح ما هو البحث في استخدام الكاتب لذات المصطلح في ذات العمل، ثم البحث عنه في كتاباته الأخرى لنعرف كيف يستخدم الألفاظ وماذا يقصد بها، وهذا يتم عبر ربطها بعضها ببعض. ثم، في المستوى التالي، يكون ربط هذا المصطلح مع الكتابات المتوفرة القريبة من الكاتب ومن ثقافته وبيئته واللغة المحيطة به.

    ولكي نعرف معنى مصطلح “زمن” الذي جاء في سفر دانيال (زمان وزمانين ونصف زمان) علينا أن نبحث في سفر دانيال نفسه لنعرف ما المقصود بهذا المصطلح، فسنجد أنه في الأصحاح الرابع، يفسر دانيال للملك نبوخذنصّر الحلم الذي رآه، حيث قال له دانيال:

    24 فَهذَا هُوَ التَّعْبِيرُ أَيُّهَا الْمَلِكُ، وَهذَا هُوَ قَضَاءُ الْعَلِيِّ الَّذِي يَأْتِي عَلَى سَيِّدِي الْمَلِكِ: 25 يَطْرُدُونَكَ مِنْ بَيْنِ النَّاسِ، وَتَكُونُ سُكْنَاكَ مَعَ حَيَوَانِ الْبَرِّ وَيُطْعِمُونَكَ الْعُشْبَ كَالثِّيرَانِ، وَيَبُلُّونَكَ بِنَدَى السَّمَاءِ، فَتَمْضِي عَلَيْكَ سَبْعَةُ أَزْمِنَةٍ حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّ الْعَلِيَّ مُتَسَلِّطٌ فِي مَمْلَكَةِ النَّاسِ وَيُعْطِيهَا مَنْ يَشَاءُ. (دانيال 4: 24-25)

     

    ومن هنا نستطيع ان نعرف ان المعنى المقصود بـ”سبعة أزمنة” هي “سبعة سنوات” كما فهمها اليهود قديمًا، وعلى رأسهم المؤرخ الشهير يوسيفوس[84]، لأنه لا يمكن ان تكون 700 عام، فنبوخذنصر لم يعش كل هذه السنوات. فلماذا يكذب سبيع ويقول أن تعبير “زمان وزمانين ونصف زمان” يعني قرن وقرنين ونصف قرن؟ ومن أين أتى بهذا الكلام من الكتاب المقدس؟! وإمعانًا في إفحام هذا الصبي، نورد له نصًا آخرًا من ذات السفر:

    7 فَسَمِعْتُ الرَّجُلَ اللاَّبِسَ الْكَتَّانِ الَّذِي مِنْ فَوْقِ مِيَاهِ النَّهْرِ، إِذْ رَفَعَ يُمْنَاهُ وَيُسْرَاهُ نَحْوَ السَّمَاوَاتِ وَحَلَفَ بِالْحَيِّ إِلَى الأَبَدِ: «إِنَّهُ إِلَى زَمَانٍ وَزَمَانَيْنِ وَنِصْفٍ. فَإِذَا تَمَّ تَفْرِيقُ أَيْدِي الشَّعْبِ الْمُقَدَّسِ تَتِمُّ كُلُّ هذِهِ». 8 وَأَنَا سَمِعْتُ وَمَا فَهِمْتُ. فَقُلْتُ: «يَا سَيِّدِي، مَا هِيَ آخِرُ هذِهِ؟» 9 فَقَالَ: «اذْهَبْ يَا دَانِيآلُ لأَنَّ الْكَلِمَاتِ مَخْفِيَّةٌ وَمَخْتُومَةٌ إِلَى وَقْتِ النِّهَايَةِ. 10 كَثِيرُونَ يَتَطَهَّرُونَ وَيُبَيَّضُونَ وَيُمَحَّصُونَ، أَمَّا الأَشْرَارُ فَيَفْعَلُونَ شَرًّا. وَلاَ يَفْهَمُ أَحَدُ الأَشْرَارِ، لكِنِ الْفَاهِمُونَ يَفْهَمُونَ. 11 وَمِنْ وَقْتِ إِزَالَةِ الْمُحْرَقَةِ الدَّائِمَةِ وَإِقَامَةِ رِجْسِ الْمُخَرَّبِ أَلْفٌ وَمِئَتَانِ وَتِسْعُونَ يَوْمًا. (دانيال 12: 7 – 11).

     

    ومن هنا نستطيع التأكد من معنى كلمة “زمان” هنا، حيث أنها مفَسرة بعدد الأيام، فالسفر يقول “زمان وزمانين ونصف” ويقول 1290 يومًا، وبعملية قسمة بسيطة سنعرف أن المقصود هو ثلاث سنوات ونصف تقريبًا. وهو نفس التعبير المستخدم في نفس السفر في الأصحاح السابع، فلماذا لم يحضره سبيع؟ لأنه يريد أن يختلق نبوة عنوة لدينه، يريد أن يحقق الهدف ولو كان بالكذب وبلا دليل وبالتفسير الشخصي! فالمسيحي عندما يتكلم عن القرآن، فيأتي بالتفاسير المعتمدة لدى كل مذهب ويحاج محاوره بها، لكن يتهرب من الأدلة في كل مرة ثم يتبجح ويقول إنه يستخدم الأدلة.

     

    وحيث أن سبيع مُغرم بمعجم جيزينيوس، فنجعل هذا المعجم يرد عليه لعله يخرسه إن كان لديه ولو القليل من الخجل، فيقول المعجم:

    עִדָּן m. Chald.—

    (1) time; Syriac ܥܶܕܳܢ, Arabic عَدَّانُ id.; from the root עָדַד Dan. 2:8, seq.; 3:5, 15; 7:12.

    (2). specially a year, Dan. 4:13, 20, 22, 29; 7:25, עַד־עִדָּן וְעִדָּנִין וּפְּלַג עִדָּןduring a year, (two) years, and the half of a year;” i.e. during three years and a half; comp. Josephus, Bellum Jud. i. 1. Seeמוֹעֵד  No. 2, and יָמִים  No. 4.[85]

     

    وبالطبع يمكن أن نؤكد الحساب الصحيح للمدة الزمنية وأنها ثلاثة سنوات ونصف عبر ثلاث أدلة صريحة من سفر الرؤيا، حيث جاء فيه:

    • “وَالْمَرْأَةُ هَرَبَتْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ، حَيْثُ لَهَا مَوْضِعٌ مُعَدٌّ مِنَ اللهِ لِكَيْ يَعُولُوهَا هُنَاكَ أَلْفًا وَمِئَتَيْنِ وَسِتِّينَ يَوْمًا.” (رؤ 12: 6)
    • 10 وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا قَائِلًا فِي السَّمَاءِ: «الآنَ صَارَ خَلاَصُ إِلهِنَا وَقُدْرَتُهُ وَمُلْكُهُ وَسُلْطَانُ مَسِيحِهِ، لأَنَّهُ قَدْ طُرِحَ الْمُشْتَكِي عَلَى إِخْوَتِنَا، الَّذِي كَانَ يَشْتَكِي عَلَيْهِمْ أَمَامَ إِلهِنَا نَهَارًا وَلَيْلًا. 11 وَهُمْ غَلَبُوهُ بِدَمِ الْخَرُوفِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ، وَلَمْ يُحِبُّوا حَيَاتَهُمْ حَتَّى الْمَوْتِ. 12 مِنْ أَجْلِ هذَا، افْرَحِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ وَالسَّاكِنُونَ فِيهَا. وَيْلٌ لِسَاكِنِي الأَرْضِ وَالْبَحْرِ، لأَنَّ إِبْلِيسَ نَزَلَ إِلَيْكُمْ وَبِهِ غَضَبٌ عَظِيمٌ! عَالِمًا أَنَّ لَهُ زَمَانًا قَلِيلًا». 13 وَلَمَّا رَأَى التِّنِّينُ أَنَّهُ طُرِحَ إِلَى الأَرْضِ، اضْطَهَدَ الْمَرْأَةَ الَّتِي وَلَدَتْ الابْنَ الذَّكَرَ، 14 فَأُعْطِيَتِ الْمَرْأَةُ جَنَاحَيِ النَّسْرِ الْعَظِيمِ لِكَيْ تَطِيرَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ إِلَى مَوْضِعِهَا، حَيْثُ تُعَالُ زَمَانًا وَزَمَانَيْنِ وَنِصْفَ زَمَانٍ، مِنْ وَجْهِ الْحَيَّةِ. (رؤ 12: 10-14)
    • 2 وَأَمَّا الدَّارُ الَّتِي هِيَ خَارِجَ الْهَيْكَلِ، فَاطْرَحْهَا خَارِجًا وَلاَ تَقِسْهَا، لأَنَّهَا قَدْ أُعْطِيَتْ لِلأُمَمِ، وَسَيَدُوسُونَ الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ شَهْرًا. 3 وَسَأُعْطِي لِشَاهِدَيَّ، فَيَتَنَبَّآنِ أَلْفًا وَمِئَتَيْنِ وَسِتِّينَ يَوْمًا، لاَبِسَيْنِ مُسُوحًا». (رؤ 11: 2-3)

     

    وسنجد هنا الفترات الزمنية الواردة هي: زمانا وزمانين ونصف زمان، 42 شهرًا، 1260 يوما. وكل هذه الفترات تساوي تقريبًا ثلاثة سنوات ونصف، ولهذا لم يأت سبيع بهذه الشواهد لكي لا ينفضح أمره.

     

    في نهاية الفيديو الأول، وجّه سبيع إلينا سؤالًا وقال: هل يستطيع المسيحيون أن يخبرونا من هو الملك الروماني الذي تنطبق عليه الصفات المذكورة في النص؟ ومع ردنا على كل نقطة ذكرها سبيع، وبيان كيف أنه دلّس ولبّس على مستمعيه واستغل جهلهم، ومع أنه لا يلزم أن تكون النبوة قد تمت في الماضي بل يمكن ان تكون نبوة مستقبلية عن أحداث نهاية العالم وعودة إلهنا الحبيب، الرب يسوع المسيح على السحاب حيث ستنظره كل عين، إلا أنّا سنجيبه من القصص الديني لبولس الفغالي، وعلى الرغم من عدم اعترافنا أو تأيدنا لكلامه، إلا أننا سنورده هنا لبيان أن هناك تفاسير أخرى حققت شروطا معينة من الصفات المذكورة عن هذا القرن الصغير، وعلى الرغم من أن كل شروط سبيع تقريبا أثبتنا بطلانها، إلا أننا سنرد على اشكاله من حيث المبدأ، فهناك آخرين فعلوا ما حاول أن يفعله سبيع، يقول الفغالي:

     

    آ 24-25 الملوك العشرة هم الملوك السلوقيون الذين منهم سلوقس نيکاتور (أي المنتصر) وأنطيوخس الأول سوتر (أي المخلص) وأنطيوخس الثاني تيوس (أي الإله) وبعدها نصل إلى الملك الحادي عشر، أنطيوخس الرابع الذي أطاح بديمتريوس وأنطيوخس وبطلیمس فيلوميتور قبل أن يستلم الحكم.

    يلوم الكاتب الملهم أنطيوخس هذا الثلاثة أمور بالغة الأهمية.

    الأول، لأنه نطق بأقوال ضد الله العلى. تشامخ ملك أنطاكية وألَّه نفسه (11: 36) فتصور أنه يلامس كواكب السماء (۲ مك 9: 10). ضرب نقودا جعل فيها صورته، وفوقها نجمة. كان اسمه من سنة 175 إلى سنة 169 الملك أنطيوخس، ثم صار من سنة 169 إلى 166 الملك أنطيوخس تيوس أبيفانيوس (أي الإله المنظور). تحدّى الرب الإله فدخل هيكله بكبرياء وحطم محتوياته وسلب كنوزه (1 مك 1: 23 – 24)، لذلك سيعاقبه الله.

    الثاني: غير أنطيوخس الأزمنة والشرائع، أي أدخل تقويما طقسًا جديدا يتوافق وادخال عبادة «بعل شميم» إلى هيكل أورشليم. كان اليهود يعتبرون التقويم (حساب الازمنة) نقطة رئيسية في الشريعة الدينية (1مك 1: 41 – 42) فمن مسّه مسّ مبدأ الحرية الدينية. ثم أن أنطيوخس بدل الشرائع ليطبع الجماعة اليهودية بالطابع الهلينستي، فأصدر حكما يأمر جميع القاطنين في مملكته أن يتخلوا عن شرائعهم الخاصة ليكونوا شعبا واحدا بعاداتهم الواحدة (1 مك 1: 41 – 42). أجل، تميزت سياسة أنطيوخس الرابع الدينية عن سیاسة سلفه أنطيوخس الثالث: فأنطيوخس الثالث رضي على اليهود لأنهم عاونوه خلال حملته على مصر (۱۹۸ ق. م.) فمنحهم الامتيازات العديدة، ومنها: إعادة بناء المدينة المهدمة، أي أورشليم، إعادة بناء الهيكل بل مشاركة في نفقات الهيكل، إعفاء من بعض الضرائب، اعتراف بالشريعة الموسوية اعترافا رسميا. ولكن أنطيوخس الرابع سيعود عن هذه الامتيازات.

    الثالث: اضطهد أنطيوخس الرابع قديسي الله، أي أبناء شعبه. ما أكتفى بإلغاء امتيازات، بل اضطهد ودام اضطهاده ثلاث سنوات ونصف السنة (عدن الآرامية تعني أيضا السنة رج 4: 13مثل “موعد” العبرية رج 12: 7). بدأ الاضطهاد مع حملة ابولونيوس على أورشليم (حزيران 168) الذي أراد أن ينفذ حالا قرار أنطيوخس (۱ مك 1: 41 – 53) وانتهى يوم تقديس الهيكل وموت أنطيوخس الرابع سنة 164 ق. م. ثلاث سنوات ونصف السنة (رج 9: 27) هو زمن رمزي (آ 2). هو نصف «سبعة» العدد الكامل. هذا يعني أن الاضطهاد الكافر نهاية قريبة أو بعيدة (رج رؤ 12: 14؛ 11: 2 يتحدث عن 42 شهرا) [86].

     

    فكما نرى، قام الخوري بولس الفغالي باقتراح شخصية أخرى تمامًا، في زمن آخر، وطبّقَ عليها تقريبا كل ما جاء في السفر عن القرن الصغير.

     

    الغريب والمضحك للثكالى، أن أحمد سبيع كان يقول في بداية الفيديو الأول أن هذه “النبوة” من أقوى النبوات ومن أوضحها لكنها مع الأسف غير مشهورة! فالآن عرفنا لماذا أنها غير مشهورة، لأنها غير صحيحة لا في هدفها العام، ولا فيما تقوم عليه، فكل نقطة ذكرها سبيع تقريبا هي نقطة خاطئة جدا. ثم يأتي سبيع ليقول إن هذه النبوة هي نبوة صريحة. نعم هي دليل صريح أن هناك من البشر من لديهم هذا المستوى من التفكير الضئيل وهذا المستوى من الجهل.

     

    في النهاية، هل يستطيع ويجرؤ سبيع أن يرد على ما جاء في هذا البحث ردًا عليه؟ نحن على يقين انه حتى لا يستطيع قراءة المكتوب لأننا رددنا على كل نقطة ذكرها تقريبا بالعديد من المعارضات التي لا تقبل الشك فضلا عن الرد. وهكذا رأينا لماذا يتهرب سبيع من الردود على فريق اللاهوت الدفاعي، إذ أن الفريق سيرد عليه نصيا ويفضح جهله أمام الجميع. ندعوه أن يتجرأ وأن يرفع رأسه من الرمال وأن يحاول الرد.

     

    [1] عزية علي طه، منهجية جمع السنة وجمع الاناجيل ص 554

    [2] عبد الاحد داؤد، محمد كما ورد في كتاب اليهود و النصارى ص 74

    [3] تفسير سفر دانيال و تتمته ص 18

    [4] الدين و الدولة في اثبات نبؤة محمد، طبعة دار الافاق الجديدة ص 182

    [5] تخجيل من حرف التوراة والإنجيل، صالح بن الحسين الجعفري أبو البقاء الهاشمي (المتوفى: 668هـ)، تحقيق: محمود عبد الرحمن قدح. الناشر: مكتبة العبيكان، الرياض، المملكة العربية السعودية، ط1، صـ699-700.

    [6] الحرب العالمية القادمة في الشرق الأوسط – هشام كمال عبد الحميد – الناشر: دار الفكر العربي – الطبعة: الثالثة (طبعة مزيدة ومنقحة) – تاريخ النشر:2011 م، صـ 272 (136).

    [7] لا نحب استخدام هذه الكلمة لكن ليعلم المصريون ما فعله سبيع في حقيقته، فسبيع يجلس على كرسيه ثم يطلق لكلماته العنان ويقول ما يريد بلا ضابط.

    [8]  Florin Gh Laiu, An Exegetical Study of Daniel 7-9 (University of South Africa; Master Dissertation, 1999), 56.

    [9] يختلف العدد بحسب ما إذا أدخلنا أغسطس في الحسبان ام لا وهو الذي عاصر المسيح.

    [10] https://www.britannica.com/topic/list-of-Roman-emperors-2043294

    12 So Augustin, De Civit. Dei, xviii. 52, but he mentions Antoninus for Marcus Aurelius. Lactantius counts six, Sulpitius Severus nine persecutions.

    13 Ex. chs. 5-10; Rev. 17:12 sqq. Augustin felt the impropriety of referring to the Egyptian plagues, and calls this a mere conjecture of the human mind which “sometimes hits the truth and sometimes is deceived.” He also rectifies the number by referring to the persecutions before Nero, mentioned in the N. T., and to the persecutions after Diocletian, as that of Julian, and the Arian emperors. “When I think of these and the like things,” he says, “it does not seem to me that the number of persecutions with which the church is to be tried can be definitely stated.”

    14 On the relation of Christianity to the laws of the Roman empire, see Aubé, De la legatité du Christianisme dans l’empire Romain au Ier siècle. Paris 1866.

    [11]Schaff, P., & Schaff, D. S. (1997). History of the Christian church. Oak Harbor, WA: Logos Research Systems, Inc.

    [12] كما يَحسِبُها أوغسطينوس (De Civit. Dei, xviii. 52)، لكنه يَذْكُر أنطونيوس بدلًا من ماركوس أوريليوس. لكن يَحسِب لاكتانتيوس ستة اضطهادات، سولبيسيوس سيفيروس تسعة.

    [13] الخروج الإصحاحات ٥–١٠؛ الرؤيا ١٧: ١٢. شعَر أوغسطينوس بالخطأ في الإشارة إلى الضربات المصرية، ووصَف ذلك بأنه مجرد تخمين من عقل بشري” أحيانًا يُصيب الحقيقة وأحيانًا يُخدَع. “ كما أنه صحَّح العدد بالإشارة إلى الاضطهادات ما قبل نيرون، والمذكورة في العهد الجديد، وإلى الاضطهادات بعد دقلديانوس، مثل تلك التي في عهد يوليان والأباطرة الآريوسيين. فهو يقول:” عندما أفكر في هذه الأشياء وما شابهها، لا يبدو لي أنه يمكن تحديد عدد الاضطهادات والتي ستُحاكَم بها الكنيسة. “

    [14] Gerhard Uhlhorn, The Conflict of Christianity with Heathenism, ed. and trans., Egbert Coffin Smyth‏ and Charles Joseph Hardy Ropes, 3rd ed. (New York: Charles Scribner’s sons, 1908), 423.

    [15] محمود سعيد عمران، حضارة الإمبراطورية البيزنطية (الاسكندرية: دار المعرفة الجامعية، ٢٠١١م)، صـ ٢٣.

    [16] Brian Moynahan, The Faith: A History of Christianity, 91.

    [17] The Encyclopaedia Britannica: A Dictionary of Arts, Sciences, and Literature, Vol. XX, 9th ed., 778.

    [18] مختصر تاريخ الكنيسة، أندرو مِلر، ط4، صـ151.

    [19] محمود سعيد عمران، حضارة الإمبراطورية البيزنطية (الاسكندرية: دار المعرفة الجامعية، ٢٠١١م)، صـ ٢٧.

    [20] المرجع السابق.

    [21] قصة الحضارة، ول ديورنت، ت: زكي نجيب محمُود وآخرين، ط: (1988) دار الجيل، بيروت – لبنان، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، تونس، جـ11، صـ378.

    [22] مِلر، مختصر تاريخ الكنيسة، صـ ١٦٠.

    [23] Commentary on John, Book 19:7, 10.

    [24] In Matt. 17.

    [25] In Luc. hom 1: 5.

    [26] In Luc. hom 5: 1

    [27] Commentary on John, Book 20: 398.

    [28]Elowsky, J. C. (2006). John 1-10. Ancient Christian Commentary on Scripture NT 4a (18). Downers Grove, IL: InterVarsity Press. After the Evangelist has taught us the three orders through the three propositions that were previously mentioned, he sums up the three under one head, saying, “The same was in the beginning with God.” Now we have learned from the three propositions first, in what the Word was, namely, “in the beginning,” and with whom he was, namely, “God,” and who the Word was, namely, “God.” It is as if, therefore, he indicates the previously mentioned God the Word by the expression “the same” and gathers the three, “in the beginning was the Word” and “The Word was with God, and the Word was God,” into a fourth proposition and says, “The same was in the beginning with God.”

    [29] Padagogus, 2:4.

    [30] Ep. 7: 6.

    [31] Athenagoras. (1997). A Plea for the Christians B. P. Pratten, Trans.). In The Ante-Nicene Fathers Vol. II: Translations of the writings of the Fathers down to A.D. 325 (133). Oak Harbor: Logos Research Systems.

    [32] راجع أيضًا القديس إيرينيوس AH1:1:18. وعن كون أن الابن هو الله، يقول القديس كيرلس الأورشليمى: [نقول إن الله حقيقى لا يلد إلهًا باطلاً، ولا هو تمعن وبعد ذلك وَلدَ، بل وَلدَ أزليًا بأكثر سرعة من ولادة كلماتنا وأفكارنا، إذ نحن نتكلّم فى زمان ونستهلك زمانًا، لكن بالنسبة للقوة الإلهية، فالميلاد هو بلا زمن…] كيرلس الأورشليمى، المرجع السابق، المقالة الحادية عشر: 14، ص218.

    [33] انظر أف18:2 و12:3.

    [34] انظر مز6:45ـ7، عب8:1و9.

    [35] القديس إيريناؤوس، الكرازة الرسولية مع دراسة عن حياته وتعليمه – ترجمة د. نصحى عبد الشهيد، صـ115-116.

    [36] Roberts, A., Donaldson, J., Coxe, A. C., Donaldson, J., & Coxe, A. C. (1997). The Ante-Nicene Fathers Vol.I : Translations of the writings of the Fathers down to A.D. 325. The apostolic fathers with Justin Martyr and Irenaeus. (81).

    [37] Roberts, A., Donaldson, J., Coxe, A. C., Roberts, A., Donaldson, J., & Coxe, A. C. (1997). The Ante-Nicene Fathers Vol.I : Translations of the writings of the Fathers down to A.D. 325. The apostolic fathers with Justin Martyr and Irenaeus. (86).

    [38] يتكلم القديس هنا عن طبيعتي اللاهوت والناسوت ناسبًا لكل واحدة منهما خصائصها لذلك نلحظ في كلامه ثنائيات مثل “متألم وغير متألم، مولود وغير مولود ….. إلخ)

    [39] The Apostolic fathers (P. Clement I, S. Ignatius, Bishop of Antioch, S. Polycarp, Bishop of Smyrna & K. Lake, Ed.). The Loeb classical library. (1:181).: There is one Physician, who is both flesh and spirit, born and yet not born, who is God in man, true life in death, both of Mary and of God, first passible and then impassible, Jesus Christ our Lord.

    [40]  Ibid. (1:191-193).: For our God, Jesus the Christ, was conceived by Mary by the dispensation of God, “as well of the seed of David” as of the Holy Spirit: he was born, and was baptized, that by himself submitting1 he might purify the water.

    [41]Ibid.(1:193).: By this all magic was dissolved and every bond of wickedness vanished away, ignorance was removed, and the old kingdom was destroyed, for God was manifest as man for the “newness” of eternal life, and that which had been prepared by God received its beginning.

    [42]  Ibid. (1:201-203).: Seeing then that I have looked on the whole congregation in faith in the persons mentioned above, and have embraced them, I exhort you:—Be zealous to do all things in harmony with God, with the bishop presiding in the place of God and the presbyters in the place of the Council of the Apostles, and the deacons,1 who are most dear to me, entrusted with the service of Jesus Christ, who was from eternity with the Father and was made manifest at the end of time.

    [43] Ibid. (1:235).: Suffer me to follow the example of the Passion of my God. If any man have him within himself, let him understand what I wish, and let him sympathise with me, knowing the things which constrain me.

    [44] Ibid. (1:253).: I give glory to Jesus Christ, the God who has thus given you wisdom; for I have observed that you are established in immoveable faith, as if nailed to the cross of the Lord Jesus Christ, both in flesh and spirit, and confirmed in love by the blood of Christ, being fully persuaded as touching our Lord, that he is in truth of the family of David according to the flesh, God’s son by the will and power of God, truly born of a Virgin, baptised by John that “all righteousness might be fulfilled by him,”

    [45] ECF 1.1.2.1.0.7: οὐ μὲν οὖν· ἀλλ ̓ἐν ἐπιεικείᾳ καὶ πραΰτητι ὡς βασιλεὺς πέμπων υἱὸν βασιλέα ἔπεμψεν, ὡς θεὸν ἔπεμψεν,ὡς ἄνθρωπον πρὸς ἀνθρώπους ἔπεμψεν, ὡς σώζων ἔπεμψεν, ὡς πείθων, οὐ βιαζόμενος· βία γὰρ οὐ πρόσεστι τῷ· θεῷ·

    [46] القديس يوستينوس الشهيد، القديس يوستينوس الفيلسوف والشهيد – الدفاعان والحوار مع تريفون ونصوص أخرى، سلسلة النصوص المسيحية في العصور الأولى، دار بناريون للنشر والتوزيع، صـ91-92.

    [47] Ibid. (219).: And Trypho said, “We have heard what you think of these matters. Resume the discourse where you left off, and bring it to an end. For some of it appears to me to be paradoxical, and wholly incapable of proof. For when you say that this Christ existed as God before the ages, then that He submitted to be born and become man, yet that He is not man of man, this [assertion] appears to me to be not merely paradoxical, but also foolish.”

    [48]  Ibid. (255).: And as he, not Moses, led the people into the Holy Land, and as he distributed it by lot to those who entered along with him, so also Jesus the Christ will turn again the dispersion of the people, and will distribute the good land to each one, though not in the same manner. For the former gave them a temporary inheritance, seeing he was neither Christ who is God, nor the Son of God; but the latter, after the holy resurrection, 4 shall give us the eternal possession … For I have proved that it was Jesus who appeared to and conversed with Moses, and Abraham, and all the other patriarchs without exception, ministering to the will of the Father; who also, I say, came to be born man by the Virgin Mary, and lives for ever.

    [49] Ibid. (256).: “But you ought to believe Zechariah when he shows in parable the mystery of Christ, and announces it obscurely. The following are his words: ‘Rejoice, and be glad, O daughter of Zion: for, lo, I come, and I shall dwell in the midst of thee, saith the Lord. And many nations shall be added to the Lord in that day. And they shall be my people, and I will dwell in the midst of thee; and they shall know that the Lord of hosts hath sent me unto thee. And the Lord shall inherit Judah his portion in the holy land, and He shall choose Jerusalem again. Let all flesh fear before the Lord, for He is raised up out of His holy clouds. And He showed me Jesus (Joshua) the high priest standing before the angel [of the Lord7]; and the devil stood at his right hand to resist him. And the Lord said to the devil, The Lord who hath chosen Jerusalem rebuke thee. Behold, is not this a brand plucked out of the fire?’ ”8

    [50] Ibid. (262).: Accordingly the name Israel signifies this, A man who overcomes power; for isra is a man overcoming, and el is power.5 And that Christ would act so when He became man was foretold by the mystery of Jacob’s wrestling with Him who appeared to him, in that He ministered to the will of the Father, yet nevertheless is God, in that He is the first-begotten of all creatures.

    [51] النص اليوناني لكلام يوستينوس في هذا اللقب هو ” ἄγγελος μεγάλης βουλῆς” وهو مأخوذ من النص اليوناني السبعيني لسفر أشعياء حيث جاء فيه اللقب “Μεγάλης βουλη̂ςἄγγελος “.

    [52] زكريا 12: 10: وافيض على بيت داود وعلى سكان اورشليم روح النعمة والتضرعات فينظرون اليّ الذي طعنوه وينوحون عليه كنائح على وحيد له ويكونون في مرارة عليه كمن هو في مرارة على بكره.

    [53] Ibid. (262).: “But if you knew, Trypho,” continued I, “who He is that is called at one time the Angel of great counsel,7 and a Man by Ezekiel, and like the Son of man by Daniel, and a Child by Isaiah, and Christ and God to be worshipped by David, and Christ and a Stone by many, and Wisdom by Solomon, and Joseph and Judah and a Star by Moses, and the East by Zechariah, and the Suffering One and Jacob and Israel by Isaiah again, and a Rod, and Flower, and Corner-Stone, and Son of God, you would not have blasphemed Him who has now come, and been born, and suffered, and ascended to heaven; who shall also come again, and then your twelve tribes shall mourn. For if you had understood what has been written by the prophets, you would not have denied that He was God, Son of the only, unbegotten, unutterable God.

    [54] أي العناصر التي يتكون منها الكون.

    [55] راجع مثل الكرم والكرامين (مت21: 33- 40).

    [56]Roberts, A., Donaldson, J., Coxe, A. C., Donaldson, J., & Coxe, A. C. (1997). The Epistle of Mathetes to Diognetus [The apostolic fathers with Justin Martyr and Irenaeus.]. In The Ante-Nicene Fathers Vol.I: Translations of the writings of the Fathers down to A.D. 325. The apostolic fathers with Justin Martyr and Irenaeus. (27). Oak Harbor: Logos Research Systems.

    [57] أنظر (مز2: 7، 2: 12).

    [58] أنظر (أم22: 8).

    [59]Roberts, A., Donaldson, J., Coxe, A. C., Roberts, A., Donaldson, J., & Coxe, A. C. (1997). The Epistle of Mathetes to Diognetus [The apostolic fathers with Justin Martyr and Irenaeus.]. In The Ante-Nicene Fathers Vol.I: Translations of the writings of the Fathers down to A.D. 325. The apostolic fathers with Justin Martyr and Irenaeus. (29). Oak Harbor: Logos Research Systems.

    [60]Tatian. (1997). Address of Tatian to the Greeks [Fathers of the second century: Hermas, Tatian, Athenagoras, Theophilus, and Clement of Alexandria (Entire)] J. E. Ryland, Trans.). In The Ante-Nicene Fathers Vol. II : Translations of the writings of the Fathers down to A.D. 325. Fathers of the second century: Hermas, Tatian, Athenagoras, Theophilus, and Clement of Alexandria (Entire) (71). Oak Harbor: Logos Research Systems.

    [61]Tatian. (1997). Address of Tatian to the Greeks [Fathers of the second century: Hermas, Tatian, Athenagoras, Theophilus, and Clement of Alexandria (Entire)] J. E. Ryland, Trans.). In The Ante-Nicene Fathers Vol. II : Translations of the writings of the Fathers down to A.D. 325. Fathers of the second century: Hermas, Tatian, Athenagoras, Theophilus, and Clement of Alexandria (Entire) (74). Oak Harbor: Logos Research Systems.

    [62]http://www.earlychristianwritings.com/text/melito.html  : From the apology addressed to Marcus Aurelius Antoninus.

    [63]Tertullian. (1997). The Apology S. Thelwall, Trans.). In The Ante-Nicene Fathers Vol. III : Translations of the writings of the Fathers down to A.D. 325 (34). Oak Harbor: Logos Research Systems.

    [64]Tertullian. (1997). The Apology S. Thelwall, Trans.). In The Ante-Nicene Fathers Vol. III : Translations of the writings of the Fathers down to A.D. 325 (34). Oak Harbor: Logos Research Systems.

    [65]Tertullian. (1997). The Apology S. Thelwall, Trans.). In The Ante-Nicene Fathers Vol. III : Translations of the writings of the Fathers down to A.D. 325 (35). Oak Harbor: Logos Research Systems.

    [66]Tertullian. (1997). On the Veiling of Virgins S. Thelwall, Trans.). In The Ante-Nicene Fathers Vol. IV : Translations of the writings of the Fathers down to A.D. 325 (27). Oak Harbor: Logos Research Systems.

    [67]Tertullian. (1997). An Answer to the Jews S. Thelwall, Trans.). In The Ante-Nicene Fathers Vol. III : Translations of the writings of the Fathers down to A.D. 325 (158). Oak Harbor: Logos Research Systems.

    [68]Tertullian. (1997). The Prescription against Heretics P. Holmes, Trans.). In The Ante-Nicene Fathers Vol. III : Translations of the writings of the Fathers down to A.D. 325 (252). Oak Harbor: Logos Research Systems.

    [69]Tertullian. (1997). A Treatise on the Soul P. Holmes, Trans.). In The Ante-Nicene Fathers Vol. III : Translations of the writings of the Fathers down to A.D. 325 (221). Oak Harbor: Logos Research Systems.

    [70]Tertullian. (1997). A Treatise on the Soul P. Holmes, Trans.). In The Ante-Nicene Fathers Vol. III : Translations of the writings of the Fathers down to A.D. 325 (231). Oak Harbor: Logos Research Systems.

    [71]Tertullian. (1997). On the Flesh of Christ P. Holmes, Trans.). In The Ante-Nicene Fathers Vol. III : Translations of the writings of the Fathers down to A.D. 325 (525). Oak Harbor: Logos Research Systems.

    [72]Tertullian. (1997). On the Flesh of Christ P. Holmes, Trans.). In The Ante-Nicene Fathers Vol. III : Translations of the writings of the Fathers down to A.D. 325 (536). Oak Harbor: Logos Research Systems.

    [73] الترجمة العربية مأخوذة عن عمران، حضارة الإمبراطورية البيزنطية، صـ ٢٦.

    [74] چون لوريمر، تاريخ الكنيسة: عصر الآباء: من القرن الأول وحتى السادس (القاهرة: دار الثقافة، ٢٠١٣)، صـ ٢٥٣.

    [75] لوريمر، تاريخ الكنيسة، صـ ٢٦٠.

    [76] الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس، دار العاصمة – الرياض، ط1، جـ4، صـ219.

    [77] القديس يوستينوس الشهيد، القديس يوستينوس الفيلسوف والشهيد – الدفاعان والحوار مع تريفون ونصوص أخرى، سلسلة النصوص المسيحية في العصور الأولى، دار بناريون للنشر والتوزيع، صـ94-95.

    [78]Packer, J., Tenney, M. C., & White, W. (1997, c1995). Nelson’s illustrated manners and customs of the Bible (544). Nashville: Thomas Nelson.

    [79]Bromiley, G. W. (1988; 2002). The International Standard Bible Encyclopedia, Revised (3:159). Wm. B. Eerdmans.

    [80] الكلمات المائلة لم يترجمها سبيع، ولكنها ترجمتنا الشخصية.

    [81]Drury, K. (2005). The Wonder of Worship: Why We Worship the Way We Do (138). Indianapolis, IN: Wesleyan Publishing House.

    [82]Drury, K. (2005). The Wonder of Worship: Why We Worship the Way We Do (155). Indianapolis, IN: Wesleyan Publishing House.

    [83]Huggins, R. V. (2000). Christmas. In D. N. Freedman (Ed.), Eerdmans dictionary of the Bible (D. N. Freedman, Ed.) (240). Grand Rapids, MI: W.B. Eerdmans.

    [84] Antiquities of the Jews, X:X:6.

    [85]Gesenius, W., & Tregelles, S. P. (2003). Gesenius’ Hebrew and Chaldee lexicon to the Old Testament Scriptures. Translation of the author’s Lexicon manuale Hebraicum et Chaldaicum in Veteris Testamenti libros, a Latin version of the work first published in 1810-1812 under title: Hebräisch-deutsches Handwörterbuch des Alten Testaments.; Includes index. (609). Bellingham, WA: Logos Research Systems, Inc.

    [86] القصص الديني، بولس الفغالي، طبعة أولى (1997) – البولسية، صـ243-244.

    نبوة دانيال وهروب سبيع الشتَّام المجهال – هل يجرؤ أحمد سبيع أن يرد؟

  • من الذي قتل جليات داود أم الحانان؟ – لماذا يتهرب أحمد سبيع من الردود عليه؟

    من الذي قتل جليات داود أم الحانان؟ – لماذا يتهرب أحمد سبيع من الردود عليه؟

    من الذي قتل جليات داود أم الحانان؟ – رد جديد على جهالات أحمد سبيع

    من الذي قتل جليات داود أم الحانان؟ - رد جديد على جهالات أحمد سبيع
    من الذي قتل جليات داود أم الحانان؟ – رد جديد على جهالات أحمد سبيع

    من الذي قتل جليات داود أم الحانان؟ – رد جديد على جهالات أحمد سبيع

    سؤال بمليون دولار لـ أحمد سبيع… ردًا على تحريف قصة داود وجليات، والتلاعب في نصوص الكتاب المقدس، وعرض 10 ألاف دولار للرد عليه

     

    لدينا أحد الذين يهاجمون الكتاب المقدس، ليقول 10 نقاط عن أخطاء وتناقضات الكتاب المقدس في قصة قتل داود لجليات وما يحويه الكتاب المقدس من تفاصيل حول هذه القصة التي وردت في سفر صموئيل الأول الإصحاحين السادس عشر والسابع عشر، وما يدعيه المهاجم من التعارض مع سفر صموئيل الثاني الإصحاح 21، وأخبار الأيام الأول الإصحاح العشرون.

     

     

    الاعتراض الأول:

    كيف تعرف شاول داود؟ هل من خلال وجوده في بيت الملك كعازف وحامل سلاح الملك أم خلال الحرب مع الفلسطينيين وقتل جليات؟ كيف عرف شاول الملك داود أنه ابن يسى ثم بعد قتل داود لجليات يعاود شاول السؤال ثانية «ابْنُ مَنْ هذَا الْغُلاَمُ يَا أَبْنَيْرُ؟».

     

    هل الصحيح ما هو موجود في صموئيل الأول 16: 19 أن شاول عرف أن داود ابن يسى، أم ما في صموئيل الأول 17: 55 أن شاول لا يعرف أن داود ابن يسى ويسأل ابن من هذا؟

     

     وقال ” فولتير”: “كيف جهل شاول من هو داود؟ وكيف خفي عليه ضارب كنارته وحامل سلاحه؟ فنحن لا نرى وجهًا لحل هذه المعضلة”

     

    الرد على الاعتراض الأول:

    ج: 1- يمكن تتبع تعرُف شاول على داود كالآتي:

     

    كان اللقاء الأول بين شاول وداود، عندما أحضر عبيد شاول داود ليضرب على العود لشاول حتى تهدأ نفسه، لأن شاول قد بغته روح رديء من عند الرب، وهذا يعني أنه أصيب بحالة عصبية تفقده اتزانه العقلي كإنسان طبيعي، فلهذا أشار عليه الخدام أن يأتوا إليه بانسان ضارب لكي يهدأ شاول، وهذا ما كان، وها النصوص تبين:

    14 وذهب روح الرب من عند شاول وبغته روح رديء من قبل الرب. 15 فقال عبيد شاول له هوذا روح رديء من قبل الله يبغتك. 16 فليأمر سيدنا عبيده قدامه ان يفتشوا على رجل يحسن الضرب بالعود ويكون اذا كان عليك الروح الرديء من قبل الله انه يضرب بيده فتطيب. 17 فقال شاول لعبيده انظروا لي رجلا يحسن الضرب وأتوا به اليّ. 18 فاجاب واحد من الغلمان وقال هوذا قد رأيت ابنا ليسّى البيتلحمي يحسن الضرب وهو جبار بأس ورجل حرب وفصيح ورجل جميل والرب معه. 19 فارسل شاول رسلا الى يسّى يقول ارسل اليّ داود ابنك الذي مع الغنم. (1صم 16)

     

    وهنا يجب أن نعرف أن عبارة “ فاجاب واحد من الغلمان وقال” لا تقول ان هذا الشخص أجاب على شاول وقال له على اسم داود، النص لم يقل أن هذا الخادم قال ها الكلام لداود، بل يمكن أن يكون هذا ما فكر فيه الخادم وتذكر داود. لكن، سنفترض أن هذا الخادم قال لشاول اسم داود، فما هي الحالة التي كان عليها شاول والتي فيها قال له الخادم على اسم داود؟ إنها نفس الحالة التي بسببها طلب الخدام من شاول أن يأتي برجل يحسن الضرب، أي أنها الحالة العقلية المضطربة التي كانت لشاول والتي يلخصها الكتاب في “روح رديء”، فهل في هذه الحالة يجب على الملك أن يظل متذكرًا لاسم داود؟ أم أنه من الطبيعي أن ينساه لأنه ليس مهم عند الملك بالقدر الذي يجعل الملك يتذكره دوما؟ وبالأخص إن كان شاول في حالة عدم اتزان عقلي؟!

     

    الأمر الآخر الذي نلاحظه هنا، وهو الذي بنى عليه أحمد سبيع اعتراض قادم له سنرد عليه، وهي عبارة “وهو جبار بأس ورجل حرب وفصيح”، فالذي قال هذه العبارة ليس الكتاب المقدس، ولا أقرها الكتاب المقدس، بل هو الخادم فقط، فهذا كلام الخادم يذكره لنا الكتاب المقدس ولا ينفيه أو يقرّه. وربما كذب الخادم في هذا الادعاء لأنه اعتقد ان الملك سيرفض أن يأتي شاب صغير إليه، أو لأي سبب آخر. فالملاحظ هنا ان هذا هو كلام الخادم وليس كلام الكتاب المقدس نفسه.

     

    طلب شاول من يسَّى أن يظل داود في القصر الملكي: “فأرسل شاول إلى يسَّى يقول ليقف داود أمامي لأنه وجد نعمة في عينيَّ” (1صم 16: 21).

     

    ونذكر أن أغلب إن لم تكن كل أوقات داود في القصر، يكون شاول معتلاً مضطرباً وفي أغلب هذه الأوقات لا يتذكر ما حدث إثناء اضطرابه، فالحالة التي يكون عليها الملك إثناء اعتراء الروح الرديء، في الغالب تفقده ميزة تذكر ما حدث إثناء تلك النوبة وكان داود لا يكون أمام الملك شاول إلا إثناء فترة اختلال واضطراب شاول، وهذا بدليل أن داود لم يكن قد سمع بما قاله جليات وتعييره لشعب بني إسرائيل رغم ان جليات ظل يغيرهم لمدة 40 يوم، والكتاب يذكر ان داود كان يرجع ليرعى الأغنام ثم يعود مرة أخرى لشاول [15 واما داود فكان يذهب ويرجع من عند شاول ليرعى غنم ابيه في بيت لحم (1صم 17)]، وخاصة أن عمر الملك شاول إثناء قتل جليات والحرب مع الفلسطينيين تقريباً 55 عاماً، ولد شاول عام 1080 قبل الميلاد، والحرب مع الفلسطينيين وقتل جليات كانت 1025 ق. م، بالإضافة إلى نوبات اعتراء الروح الرديء مع مشغوليات الملك.

     

    ولكن هل داود كان هو الوحيد حامل سلاح الملك؟! بالقطع لا، لأن “يوآب” كان له عشرة يحملون سلاحه: “وأحاط به عشرة غلمان حاملوا سلاح يوآب وضربوا أبشالوم وأماتوه” (2صم 18: 15) فكم تظن يكون حملة سلاح شاول الملك نفسه؟! ومع وجود عدد ليس بقليل حملة سلاح شاول نستطيع أن نقول إن عمله الأساسي في القصر الملكي كان العزف على العود متى بغت الروح الرديء شاول، وكان عمله الثانوي حمل سلاح شاول، وعندما كانت تمر فترات هدوء لشاول الملك، كان داود يجد الفرصة المناسبة للعودة إلى بيت لحم لرعاية غنم أبيه، وهذا ما أوضحه الكتاب: “وأما داود فكان يذهب ويرجع من عند شاول ليرعى عنم أبيه في بيت لحم” (1صم 17: 17).

     إذن، داود كان يتردَّد على شاول الملك، ولكنه لم يقم لديه بصفة مستمرة إلاَّ بعد انتصاره على جليات: “فأخذه شاول في ذلك اليوم ولم يدعه يرجع إلى بيت أبيه” (1صم 18: 2) فواضح جدًا التسلسل المنطقي في القصة.

     

    والنص في (1صم 17:15) وأما داود فكان يذهب ويرجع من عند شاول وتوزعت واجبات داود بين وظيفته لدى شاول، كواحد من بين كثيرين ممن يحملون سلاحه (1صم 16:21) ورعاية غنم أبيه في بيت لحم. (تفسير الكتاب المقدس، جون ماك آرثر، ص 493.)

     

    وقد يكون تعيين داود كحامل سلاح شاول تعيناً شرفياً وفي أغلب الأوقات لم يمارس مهمة حمل سلاح الملك، وكان داود واحد من عدد ضخم من الذين التقوا بشاول فالكل يعرف الملك، ولكن الملك لا يعرف الكل، وإن كان شاول قد تعرَّف عليه في اللقاء الأول وأحبه، فاضطرابه النفسي ربما لم يساعده على استمرار هذه العلاقة، وأيضًا كان شاول يحصر كل تركيزه في منظر جليات وقوته، ذاك الكابوس المُرعب، وهل ستنجح مهمة هذا الشاب الحدث؟! وعندما انتصر داود وأتى برأس جليات لم يكن شاول ليُصدق ما حدث.

    لهذا لا نجد أن شاول يسأل عن اسم داود، بل عن اسم أبيه لثلاث مرات ولم يسأل -ولو مرة واحدة- عن اسمه هو شخصيًا، فيقول النص:

    55 ولما رأى شاول داود خارجا للقاء الفلسطيني قال لابنير رئيس الجيش ابن من هذا الغلام يا ابنير. فقال ابنير وحياتك ايها الملك لست اعلم. 56 فقال الملك اسأل ابن من هذا الغلام. 57 ولما رجع داود من قتل الفلسطيني اخذه ابنير واحضره امام شاول وراس الفلسطيني بيده. 58 فقال له شاول ابن من انت يا غلام. فقال داود ابن عبدك يسّى البيتلحمي. (1صم 17)

     

    شاول عرف داود، ولكنه قد نسى ابن من هو؟ وإذ أراد أن يضمه إلى صفوفه بصورة أقوى، بل وضع في قلبه أن يزوّجه ابنته، ويجعل بيت أبيه حرًّا في إسرائيل فلا يدفع الضرائب المفروضة على بقية الشعب، ولذلك سأل عن أسرة هذا الشاب الحدث: “ولما رأى شاول داود خارجًا للقاء الفلسطيني قال لأبنير رئيس الجيش ابن من هذا الغلام يا أبنير. فقال أبنير وحياتك أيها الملك لست أعلم.. ولما رجع داود من قتل الفلسطيني أخذه أبنير وأحضره أمام شاول ورأس الفلسطيني بيده. قال له شاول ابن من أنت يا غلام. فقال داود ابن عبدك يسَّى البيتلحمي” (1صم 17: 55 – 57).

     

    كان فرح شاول به عظيمًا وسأله: (ابن من أنتَ يا غلام؟).. ابن من؟ كانت ذرية داود في منتهى الأهمية بالنسبة إلى شاول في هذه الظروف بالذات إذ ان الذي يغلب جليات سوف يتزوج من عائلته (1صم 17 :25)، (18: 18). == (تفسير الكتاب المقدس، جون ماك آرثر، ص 495.)

     

    ولنوضح أسباب عدم معرفة شاول لداود نذكر الآتي:

    • كان داود غير مستقر في قصر الملك بل كان يذهب ويرجع مرات ومرات، ولم يمكث هناك إلا في وقت اضرابه.
    • في البداية، لم يهتم شاول كثيراً بداود فأعتبره مجرد شخص من أحد رجاله الكثيرين، وهذا طبيعي لمن هم في منصب الملوك، حيث يكون لديهم خدم واعمال كثيرة.
    • كان داود يستغل فرصة تحسن الملك شاول ويذهب إلى بيت لحم لرعى غنم والده (1صم 17: 17).
    • بالتأكيد كان قد مر فترة زمنية طويلة لم ير شاول داود، لتحسن شاول خلال تلك الفترة.
    • ربما كان داود قد تغير في هيئته قليلا بعد ان وصل سن الرشد.
    • عرفَ شاول داود لكن الملك كان يسأل عن والد وأسرة وسبط داود. كان يسأل لزيادة تفاصيل عن هذا الرجل الذي لفت أنظار الجميع.

     

    الخلاصة

     أن شاول يصرعه روح رديء من وقت لآخر، فهو شخص غير مستقر، لم يذكر لنا الكتاب أن داود كان مقيم إقامة كاملة في بيت شاول الملك، بل ذكر أنه كان يأتيه أحيانًا ليعزف له، وهذا ما نفهمه من إرسال يسى لابنه داود إلى أخوته بطعام وقت الحرب، مما يؤيد أنه كان يقيم في بيته بصورة عادية، وأن العلاقة معه ليست علاقة وطيدة، بل سطحية بين ملك وخادم للملك، إرسال شاول إلى يسى كي يرسل داود لعزف للملك، لا تعني أن شاول عرف من هو يسى أبو داود، وأن بينهما علاقة ما، كي يصبح موجودًا في ذاكرته طويلاً.

     

    رسالة شاول إلى يسى واضح أنها كانت عن طريق خدامه، لم يسبقها معرفة، ولم يتبعها علاقة. وسؤال شاول عن أبو داود بعد مقتل جليات، كان سؤالاً طبيعيًا، فهل تظن أن ملك أو رئيس، لديه بعض الخدام يهتم بمعرفة تفاصيل أهل كل منهم، ويتذكر ابن من هذا، ففي صموئيل الأول 16: 18 تحدث أحد خدام الملك شاول عن داود بن يسى، بطريقة عابرة، وليس مطلوبًا من الملك أن يحفظ اسم أبوه ويتذكره وقت الحرب والسؤال كذلك له مغزى آخر، عن سبط هذا الشخص، فاليهود كانوا أسباطًا، ومهم جدًا لملك في مثل تلك الظروف أن يعرف تفاصيل عن هذا الشاب بعد ما قتل الشخص الجبار الذي أهان شعبه.

     

    وفي صموئيل الأول 17: 31- 32 جاءوا بداود ليقابل شاول، لا نجد أي شيء غير طبيعي في مقابلته له، لكن السؤال عن أبوه بعد الانتصار سؤال عادي لا يؤيد وجهة نظر المهاجم في شيء، فملك لم يتذكر اسم أبو الشاب الذي قتل العدو، أما القول عن تعارف شاول وداود مرة ثانية في إصحاح 17، هو فهم خاطئ بقصد أو بغير قصد، فكل ما أراد شاول معرفته، ابن من هذا ولم يسأل الملك عن داود كشخص، حين جاءوا به قبل التوجه لمحاربة جليات أو بعده، ما سأل فيه الملك فقط هو “ابن من هذا”.

     

    وما يوضح ترابط ذلك أكثر أن من بداية إصحاح 18، بدأت علاقة يوناثان بن شاول الملك لـ داود، بالرغم أن داود كان يذهب لقصر شاول الملك ليعزف له، ولو كان داود في علاقة قوية مع ناثان أو شاول الملك لاتضح ذلك قبلاً، لكن هذا يدل على أن وجود داود في قصر شاول كان لأوقات قليلة لم تسنح لشاول أن يتعرف على داود بشكل كبير، فقد كان في مقام واحد من خدام الملك الذين لم يهتم أن يعرف عنهم أو عن عائلتهم الكثير.

     

    الاعتراض الثاني

    وصف داود، هل داود رجل حرب (صموئيل الأول 16: 18) أم لا (صموئيل الأول 17: 33)؟، وفي عدد 39 لم يتمكن من لبس الملابس العسكرية.

     

    الرد على هذا الاعتراض:

    1-في صموئيل الأول 16: 19 نجد وصف داود “18فَأَجَابَ وَاحِدٌ مِنَ الْغِلْمَانِ وَقَالَ: «هُوَذَا قَدْ رَأَيْتُ ابْنًا لِيَسَّى الْبَيْتَلَحْمِيِّ يُحْسِنُ الضَّرْبَ، وَهُوَ جَبَّارُ بَأْسٍ وَرَجُلُ حَرْبٍ، وَفَصِيحٌ وَرَجُلٌ جَمِيلٌ، وَالرَّبُّ مَعَهُ».

     

    جبار بأس، رجل حرب، فصيح، جميل، أصهب، حلو العينين، الرب معه، من قائل هذه الأوصاف؟ هل الكتاب المقدس أم “واحد من الغلمان”؟ بالطبع إنه “واحد من الغلمان” كما يقول النص، والكتاب المقدس لا يقر هذا الغلام، أي لا يشهد لصحة كلامه أو يناقضها، هو فقط يذكرها.

     

    فقَبِله شاول كحارس له إلى حين في فترة ضربه للموسيقى، ربما تدرب على استخدام السيف لكنه لم يتدرب على ارتداء الحلة العسكرية لذا وجد صعوبة بل استحالة في استخدامها عند مبارزته لجليات. “فَتَقَلَّدَ دَاوُدُ بِسَيْفِهِ فَوْقَ ثِيَابِهِ وَعَزَمَ أَنْ يَمْشِيَ، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ جَرَّبَ. فَقَالَ دَاوُدُ لِشَاوُلَ: «لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَمْشِيَ بِهذِهِ، لأَنِّي لَمْ أُجَرِّبْهَا». وَنَزَعَهَا دَاوُدُ عَنْهُ. (1صموئيل 17:39) فالنص يؤكد ان داود لم يرتدي الزي العسكري من قبل أو يتدرب عليه.

     

    فإن كان وصف هذا الغلام صحيحًا، فالمعنى سيكون أنه رجل بأس وحرب وشجاع لأنه قتل الأسد والدب وقد ظهرت عليه علامات القوة لكن لم يتمرس مطلقا على ارتداء الزي العسكري ولم يكن معتاد على شيء يقيد حريته. وكان داود يعتمد أكثر على الله لا على السلاح والترس. “قَال دَاوُدُ لِلْفِلِسْطِينِيِّ: «أَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ بِسَيْفٍ وَبِرُمْحٍ وَبِتُرْسٍ، وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ بِاسْمِ رَبِّ الْجُنُودِ إِلهِ صُفُوفِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ عَيَّرْتَهُمْ.” (1صموئيل 17:45)

     

     

    الاعتراض الثالث:

    ما هو طول جليات 4 أذرع أم 6 أذرع؟ يذكر النص العبري أن طوله 6 أذرع وشبر، بينما الترجمة السبعينية ومخطوطات قمران ويوسيفوس يذكر أن طوله 4 أذرع وشبر.

     

    الرد على الاعتراض الثالث:

    في النص الماسوري العبري وكذلك في ترجمة الفولجاتا اللاتينية والبشيطا السريانية والمخطوطة الإسكندرية اليونانية جاء طوله ستة أذرع وشبر، والذراع 45 سم.، والشبر 25 سم، فيكون الطول 295 سم. أي نحو ثلاثة أمتار. بينما في المخطوطة الفاتيكانية ومخطوطة قمران  4Q51 Samuel a جاء الرقم أربعة أذرع وشبر.

     

    أما لو حللنا النص داخليًا لمعرفة القراءة الصحيحة، سنجد أنه لو كان طول جليات أربعة أذرع وشبر أي نحو مترين، فليس في هذا غرابة، فقد كان شاول في مثل هذا الطول أو أكثر إذ كان أطول من كل الشعب (1صم 10: 23) وشاول هذا الذي هو أطول من كل الشعب عندما رأى جليات ارتاع وخاف ” ولما سمع شاول وجميع إسرائيل كلام الفلسطيني هذا ارتاعوا وخافوا جدًا” (1صم 17: 11) وهذا يدل على أن جليات كان أطول من شاول فلابد أن طوله ستة أذرع وشبر.

    كما أن وزن الدرع الذي يرتديه يتناسب مع طوله، وقد بلغ وزنه نحو 50 كجم وأسنان رمحه 6 كجم، بينما الإنسان الطبيعي لا يستطيع أن يمشي بيسر إذا حمل أكثر من 35 كجم.فالأخطاء أثناء النسخ هي شيء متعارف عليه في كل المخطوطات القديمة لكل الأعمال، ولم يخل أي عمل من الأخطاء لأنها نتاج الضعف الإنساني، ونُذَكِّر هذا الشخص بوجود 540 خطأ في مخطوطة القرآن المسماة بـ “طرس صنعاء 1”

     

    وهذا ما نخبر به أمثاله أن الخطأ النسخي ليس دليل على التحريف وإلا بنفس المكيال لوجود تقريباً 540 خطأ في مخطوطة واحدة للقرآن يعد هذا تحريف للقرآن. فالأخطاء في مخطوطات الكتاب المقدس لهي أخطاء هجائية في أغلب أغلبها، بحيث لا يمكن حتى ان تُحدث فرقًا عند الترجمة، فالكلمة الصحيحة والخاطئة ستظل نفس الكلمة المترجم إليها، فالغالبية من الأخطاء أخطاء هجاء وأخطاء إملائية لا قيمة لها والنسبة الباقية نستطيع بسهولة جداً مقارنتها بباقي المخطوطات ليتم كشف وتصحيح هذا الخطأ.

    بالإضافة أنه لا يوجد في تاريخ المسيحية أن شخص أو مجموعة احتكرت نص العهد الجديد وتولى/تولت نشره وحدها بالطبع، كما فعل عثمان وحرق المصاحف عندما وجد المسلمين يتقاتلون من شدة الاخلاف حول نص القرآن، فقام بعمل نسخته الخاصة ثم نسخها وأرسلها للأماكن الأخرى وأمر أن يتم حرق كل ما عدا هذه النسخة، فهذا يؤيد أن المخطوطات نسخت بحرية من أماكن مختلفة، تقريبا من كل العالم القديم وبيئات مختلفة ومن نساخ مختلفين، وهذا يدعم صحة هذه المخطوطات وموثوقية الكتاب المقدس.

     

    الاعتراض الرابع والسادس والسابع:

    • من قتل جليات، داود أم الحانان؟ سفرصموئيل الأول إصحاح 17 يقول إنه داود ولكن سفر صموئيل الثاني 21: 19 الحانان قتل جليات.
    • ومتى قُتل جليات في زمن شاول أم في زمن مُلك داود؟
    • وهل قتل الحانان جليات أم قتل لحمي أخا جليات كما ورد في سفر أخبار الأيام الأول؟

     

    الرد على الاعتراض الرابع:

    بالنظر إلى الجدول التالي يتضح وجود واقعتين مختلفتين بأشخاص وأحداث وأماكن مختلفة

    السفر

    سفر صموئيل الأول

    سفر صموئيل الثاني

    سفر أخبار الأيام الأول

    الشاهد

    (1 صموئيل 17)

    (2 صموئيل 21)

    (1 أخبار الأيام20)

    الزمن

    أثناء مُلك شاول

    أثناء مُلك داود

    أثناء مُلك داود

    مكان الحرب

    في سوكوه وعزيقة في افس دميم

    جوب

    ـــــــــــ

    الرجل الفلسطيني

    جليات

    جليات

    لحمي أخا جليات

    الرجل الإسرائيلي

    داود

    الحانان بن يعري

    الحانان بن يعري

     

    قدَّمَ العلماء أكثر من رد على هذا السؤال، وكل رد منهم كافي للرد على السؤال، وهنا سأعرض فقط رأيين منهم[1].

     

    الأول: منشأ هذا الاعتراض هو افتراض شخصية واحدة اسمها باسم جليات، بينما لا يوجد دليل يدعم هذا، خصوصا أن جليات كان مميزا كفخر للفلسطينيين، وبالإضافة لهذا الخطأ، فإن الخطأ الآخر هو اعتبار اسم جليات هو اسم علم، وهو أيضًا افتراض لا دليل عليه.

    بينما سنجد أن عدد كبير ومرموق من العلماء المتخصصين يقولون إن هذا الاسم كان كلقب (مثل لقب “فرعون” مثلا)، وبالتالي فلا مشكلة من وجود أكثر من شخص بنفس الاسم، بل حتى لو كان اسم علم، فلا مشكلة ايضًا من وجود أشخاص بنفس الاسم، فهذه هي العادة قديمًا وإلى اليوم في مختلف الشعوب والأعراف والثقافات.

    فالعلماء في هذا الرد يقولون ان اسم جليات لا يعبر عن شخصية واحدة وحيدة لا يسمى بها الا هو، بل انه اسم مستخدم كلقب، فيوجد جليات الذي قتله داود عندما كان شاول ملكًا، ويوجد جليات الذي قتله الحانان فيما بعد، عندما كان داود هو الملك. فالحانان بين يعري يوجد شخص باسمه ايضًا وهو الحانان بن دودو (1أخ 11: 26) وكلاهما من نفس المدينة، بيت لحم، فتكرار الأسماء هو أمر متعارف عليه، فلا مشكلة في النص.

     

    الثاني: أن اسم “الحانان” هو اسم آخر لداود، وهذا معروف من العهد القديم، فكثير من الشخصيات فيه كان لها اسمان أو أكثر، فمثلا، سليمان ابن داود نفسه، كان اسمه “يديديّا” أيضًا، فنجد في سفر أن داود دعى ابنه باسمين حيث يقول الكتاب:

    24 وعزّى داود بثشبع امرأته ودخل اليها واضطجع معها فولدت ابنا فدعا اسمه سليمان والرب احبه 25 وأرسل بيد ناثان النبي ودعا اسمه يديديّا من اجل الرب. (2 صم)

    وهكذا، جدعون كان له اسم آخر وهو يوبعل (قض7: 1)، وهكذا العديد من شخصيات الكتاب المقدس في هذه العصور. وبالتالي، فلا مشكلة في أن يذكر الكتاب اسما من قتل جليات.

     

    وعلى هذا، من أخذ بالرد الأول، وهو وجود أكثر من شخص باسم جليات، الأول قتله داود، والآخر قتله الحانانان، فيكون: الذي قتل أخا جليات (سواء الذي قتله داود او الذي قتله الحانان) هو الحانان، بمعنى أن الحانان هو الذي قتل جليات الآخر وأخوه لحمي سويًا، ويكون داود هو من قتل جليات الأول في عهد شاول الملك.

    بينما من أخذ بالرد الثاني، وهو وجود اسمين لداود، فيكون: داود قتل جليات الأول في عهد شاول، وجليات الثاني عندما كان داود نفسه ملكًا، وهكذا قتل أخوه لحمي. ولا يشترط هنا القتل المباشر من داود لجليات الثاني والأخ، بل بسبب أن داود صار هو الملك فيصح ان يقال إنه هو الذي قتل أخا جليات بينما من قتله هو أحد جنوده، مثلما نقول إن الرئيس السادات حارب في 1973، بينما الرئيس بنفسه لم يحارب بل جنوده.

     

     

    ففي أخبار الأيام الأول 20: 4- 8 نجد أن أولاد رفا[2] الأربعة: سفّاي ولحمي وجليات والرابع لم يُذكر اسمه والموصوف بـ صاحب الـ 24 أصبع

    سبكاي قتل: سفّاي

    الحانان قتل: لحمي (أخو جليات، وهكذا قتل جليات (كما في الرد الأول))

    يهوناثان قتل: صاحب الـ 24 أصبع

    ويبقى جليات: وقد قتله داود (أو الحانان (كما في الرد الثاني))

    وفي عدد 8 يقول “هؤُلاَءِ وُلِدُوا لِرَافَا فِي جَتَّ وَسَقَطُوا بِيَدِ دَاوُدَ وَبِيَدِ عَبِيدِهِ.”

     

     

    الاعتراض الخامس

    ما هو اسم الحانان؟ الحانان بن يعري صموئيل الثاني 21: 19 أم الحانان بن ياعور أخبار الأيام الأول 20: 5؟

     

    الرد على الاعتراض الخامس:

    في صموئيل الثاني 21: 19 יַעְרֵי يعري

    في أخبار الأيام الأول 20: 5 יָעוּר ياعور

     

    كما قلنا سابقًا، أنه من المعتاد أن يكون للشخص إسمان، بل أن نبي المسلمين نفسه له اسم محمد وأحمد سويًا، ولم نسمع لأحد سأل: هل اسمه أحمد أم محمد! لأنه لا مشكلة في أن يكون للشخص أكثر من اسم. هذا ولا سيما أن الاسم كما يقدمه لنا النص العبري هو יַעְרֵי אֹרְגִים (يعري ارجيم). لكن لنتماشى جدلا مع المعترض، ربما كل ما حدث هو خطأ ناسخ أن يتحول حرف اليود י الى حرف الواو ו فقد يكون تمدد في الحبر مثلاً بدون قصد، وتبدل مكان الحرفين، دون تغيير يُذكر في اسم الشخص ثم جاء الناسخ التالي فنقل ما هو مكتوب في المخطوطة.

    وبسهولة يتمدد الحبر بأي شكل مما يغير الحرف والكلمة.

     

    وفي زمن سحيق جدًا، بسهولة شديدة كان يمكن لأي ناسخ أن يتمدد منه الحبر أو أن يخطئ ويكتب حرف بدل الآخر، أو يبدل في ترتيب الحروف داخل الكلمة الواحدة فتنتج كلمة مختلفة، وهنا كان يحاول النساخ دائمًا أن يصححوا بعض الألفاظ التي ربما كُتب فيها حرف بدل آخر، أو تبدل حرف بدل الآخر، ومن السياق كان يمكن تصحيح اللفظ والترجمات المختلفة ساعدت في الوصول للمفردات الأصلية.

    هل حدث أي تغيير في عقيدة الكتاب المقدس بسبب هذا الخطأ أو غيره؟ لا، لم يحدث.

    وواضح من نطق الاسم، انه -على الأكثر- اختلاف ترتيب حرفين مما يوضح أن القضية كلها خطأ ناسخ في النقل من مخطوطة إلى مخطوطة أخرى، في زمن سحيق وبعيد لم تتوفر له أدوات النسخ التي تحمي من الأخطاء النسخية العادية التي تحدث حتى الآن في زمن التطور العلمي الرهيب في الكتابة والنسخ على الكمبيوتر وأدوات الطباعة المتطورة.

     

     هل الأخطاء النسخية تقلل من قدسية النص؟ وهل الأخطاء النسخية تعتبر تحريف؟ بالتأكيد لا. لماذا؟

    • لأن النسخ عمل بشري، ولا يوجد عمل بشري كامل تمامًا على الإطلاق.
    • لأن الأخطاء النسخية التي حدثت، لم تغير النص ولا عقيدته، وبحسب التعبير المشهور لا تُحل حرامًا ولا تحرم حلالاً.
    • بمقارنة نصوص بمخطوطاته وترجماته المتعددة يمكننا أن نكتشف الأخطاء النسخية ونصححها وذلك لتوافر المخطوطات والترجمات التي تحوي نفس النص ونفس العقيدة ولم تتغير العقائد من هذه الأخطاء النسخية.

     

    وفي العهد الجديد يتوفر مصادر ضخمة جدًا لتصحيح الخطأ النسخي، فكثرة المخطوطات والترجمات واقتباسات أباء الكنيسة والقراءات الكنسية تساعد في معرفة اللفظ وتصحيحه.

     

    فلو كانت الثقة في النص مبعثها عدم وجود أخطاء نسخية، لفقدت كل كتب الدنيا الثقة فيها لأنه لم يأت كتاب بلا أخطاء نسخية على الإطلاق، بالإضافة أنه لا يوجد نص خالي من الأخطاء النسخية، وهو أمر حدث في كل كتب الدنيا، خاصة الكتب القديمة حيث لا يوجد أجهزة كمبيوتر ولا دقة عالية في الكتابة والطباعة، وبالتالي نفقد الثقة في كل كتب الدنيا.

     

    الاعتراض الثامن:

    هل هو بيتلحمي أم لحمي؟ في صمويل الثاني 21: 9 الحانان البيتلحمي، في أخبار الأيام الأول 20: 5 الحانان بن ياعور لحمي.

     

    الرد على الاعتراض الثامن:

    بدل من اجتزاء النص، نضع النص كاملاً ليرى المعترض:

    صموئيل الثاني:

     ثُم كَانَتْ أَيْضًا حَرْبٌ فِي جُوبَ مَعَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. فَأَلْحَانَانُ بْنُ يَعْرِي أُرَجِيمَ الْبَيْتَلَحْمِيُّ قَتَلَ جِلْيَاتَ الْجَتِّيَّ، وَكَانَتْ قَنَاةُ رُمْحِهِ كَنَوْلِ النَّسَّاجِينَ.

    أخبار الأيام:

     وَكَانَتْ أَيْضًا حَرْبٌ مَعَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، فَقَتَلَ أَلْحَانَانُ بْنُ يَاعُورَ لَحْمِيَ أَخَا جُلْيَاتَ الْجَتِّيِّ. وَكَانَتْ قَنَاةُ رُمْحِهِ كَنَوْلِ النَّسَّاجِينَ.

     

    من قراءة النص فقط تعرف أن الحانان هو بيتلحمي يعني من بيت لحم، وفي نص الأخبار قتل الحانان بن ياعور لحمي، ف لحمي هو اسم الشخص المقتول. وليس هناك تناقض. في سفر صموئيل قال عن الحانان أنه من بيت لحم، بينما في سفر الأخبار قال إن الحانان قتل لحمي.

     

    الاعتراض التاسع:

    أورشليم لم تفتح إلا بعد عصر داود ولم يكن لداود أي مكان أو خيمة في هذه الحرب، وتقول الترجمة اليسوعية أن هذه الآية مضافة.

    الرد على الاعتراض التاسع:

    صموئيل الأول 17: 51 – 54

    “فَرَكَضَ دَاوُدُ وَوَقَفَ عَلَى الْفِلِسْطِينِيِّ وَأَخَذَ سَيْفَهُ وَاخْتَرَطَهُ مِنْ غِمْدِهِ وَقَتَلَهُ وَقَطَعَ بِهِ رَأْسَهُ. فَلَمَّا رَأَى الْفِلِسْطِينِيُّونَ أَنَّ جَبَّارَهُمْ قَدْ مَاتَ هَرَبُوا. 52فَقَامَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا وَهَتَفُوا وَلَحِقُوا الْفِلِسْطِينِيِّينَ حَتَّى مَجِيئِكَ إِلَى الْوَادِي، وَحَتَّى أَبْوَابِ عَقْرُونَ. فَسَقَطَتْ قَتْلَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ فِي طَرِيقِ شَعَرَايِمَ إِلَى جَتَّ وَإِلَى عَقْرُونَ. 53ثُمَّ رَجَعَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ الاحْتِمَاءِ وَرَاءَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَنَهَبُوا مَحَلَّتَهُمْ. 54وَأَخَذَ دَاوُدُ رَأْسَ الْفِلِسْطِينِيِّ وَأَتَى بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَوَضَعَ أَدَوَاتِهِ فِي خَيْمَتِهِ.” (1 صم 17: 51 – 54)

     

    منشأ هذا الاعتراض هو افتراض ما لم يقله النص!

    أولا: فالنص لم يذكر أن داود أخذ رأس جليات مباشرة بعد قتله إياه مباشرة وذهب مباشرة إلى أورشليم، وبالتالي، فيمكن ان يكون داود قد فعل هذا بعدما تم فتح أورشليم، فالنص لم يحدد إلا فعلا خبريًا خاليًا من التوقيت، كمثل أن تقول: احتلت إسرائيل سيناء ثم استرجعت مصر أراضيها المحتلة. فهل هذا يعني أن مصر حاربت إسرائيل فور احتلال إسرائيل لسيناء مباشرة؟! أم أن الكلام هنا يذكر خبر مجرد من التوقيت؟

    ثانيًا: لماذا يحتاج داود، أصلا، إلى فتح أورشليم لكي يضع رأس جليات في خيمته؟!! فداود كان يعيش فيها اليبوسيين مع يهوذا سويًا، فما المشكلة من خروج ودخول داود إلى أورشليم حتى قبل فتحها؟! النص لم يقل أن داود وضع رأس جليات في أورشليم المفتوحة مثلاً لكي يمكن أن يفترض المعترض هذا الفرض العبثي! [3]

     

    وإلى التفصيل..

    متى تم فتح أورشليم[4]؟

     “وَذَهَبَ الْمَلِكُ وَرِجَالُهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ إِلَى الْيَبُوسِيِّينَ سُكَّانِ الأَرْضِ. فَقَالُوا لِدَاوُدَ: لاَ تَدْخُلْ إِلَى هُنَا مَا لَمْ تَنْزِعِ الْعُمْيَانَ وَالْعُرْجَ. أَيْ لاَ يَدْخُلُ دَاوُدُ إِلَى هُنَا. وَأَخَذَ دَاوُدُ حِصْنَ صِهْيَوْنَ (هِيَ مَدِينَةُ دَاوُدَ). وَقَالَ دَاوُدُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: إِنَّ الَّذِي يَضْرِبُ الْيَبُوسِيِّينَ وَيَبْلُغُ إِلَى الْقَنَاةِ (وَالْعُرْجِ وَالْعُمْيِ الْمُبْغَضِينَ مِنْ نَفْسِ دَاوُدَ) لِذَلِكَ يَقُولُونَ: لاَ يَدْخُلِ الْبَيْتَ أَعْمَى أَوْ أَعْرَجُ. وَأَقَامَ دَاوُدُ فِي الْحِصْنِ وَسَمَّاهُ مَدِينَةَ دَاوُدَ. وَبَنَى دَاوُدُ مُسْتَدِيراً مِنَ الْقَلْعَةِ فَدَاخِلاً.” (2 صم 5: 6 – 9)

    وصف يوسيفوس أورشليم أنها مكونة من خمسة أجزاء أولها قلعة الملك داود فيبدو أن القلعة كانت جزء من أورشليم ولم تكن كلها أورشليم، وتؤكد دائرة المعارف الكتابية ان مدينة داود كانت أصلا هي قلعة اليبوسيين وهذه هي التي اقتحمها رجال داود.

     

    وعند قراءة سفر القضاة 1: 21

     وَبَنُو بِنْيَامِينَ لَمْ يَطْرُدُوا الْيَبُوسِيِّينَ سُكَّانَ أُورُشَلِيمَ، فَسَكَنَ الْيَبُوسِيُّونَ مَعَ بَنِي بِنْيَامِينَ فِي أُورُشَلِيمَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ.

     

    يظهر جليًا من هذا النص أن اليهود عاشوا مع اليبوسيين في أورشليم ولم يطردوهم منها، فلم ـ تُفتح أورشليم في عصر داود بكاملها، بل سكن اليهود فيها قبلاً بجوار اليبوسيين، فكان لليهود وجود سابق في أورشليم مشاركة مع اليبوسيين.

    من كل هذا نستنتج أن:

    • ما اقتحمه داود ورجاله وتم الاستيلاء عليه قلعة هامة احتمى بها اليبوسيين وليس كل أورشليم.
    • عاش اليهود مع اليبوسيين في أورشليم حتى تم الاستيلاء عليها كاملا وطردهم نهائيا وليس جزئيا.
    • النص لم يقل أن داود ذهب مباشرة برأس جليات واودعها خيمته.

     

    عندما دخل شعب الله أرض كنعان وبعد سقوط أسوار أريحا، اجتمعت ملوك الجنوب لمحاربة يشوع، فانتصر عليهم وقتل ملك أورشليم (يش 10: 23) وفي بداية حكم القضاة حارب سبط يهوذا أورشليم وأشعلوا النيران في أجزاء منها (قض 1: 8) ولكن لا سبط يهوذا ولا سبط بنيامين استطاع أن يطرد اليبوسيين سكان أورشليم التي كانت تُدعى أولًا يبوس ” فسكن اليبوسيون مع بني يهوذا في أورشليم” (أش 15: 63).. ” فسكن اليبوسيون مع بني بنيامين في أورشليم” (قض 1: 21) وظل حصن صهيون وهو من أقوى الحصون في يد اليبوسيين لم يسقط إلاَّ بعد مُلك داود (2صم 5: 6 – 9).

    أما في أيام مُلك شاول فكان داود يستطيع بمفرده أن يدخل إلى أورشليم ويخرج لأن بني يهوذا وبني بنيامين كان لهم تواجد في المدينة، ولا تنسى أن داود من سبط يهوذا، فمن المُحتمل أنه يكون قد حمل رأس جليات إلى أورشليم عقب الحدث مباشرة، ولاسيما أن أورشليم قريبة من بيت لحم مسقط رأسه، أو قد يكون فعل ذلك بعد أن تولى المُلك ” وأخذ داود رأس الفلسطيني وأتى به إلى أورشليم.

    ووضع أدواته في خيمته” (1صم 17: 54) أي وضع سيفه ورمحه ودرعه وملابسه في خيمته في بيت لحم، أو في الخيمة التي يقيم فيها بالقرب من مقر شاول (1صم 13: 1، 2) وقد حُمل سيف جليات إلى مدينة نوب، إما بعد الحدث مباشرة، أو فيما بعد أُخذ من خيمة داود وحُمل إلى مدينة نوب.

     

    لذلك لا نجد أي تحريف أو تناقض بين سفر صموئيل الأول 17: 51 – 54 الذي يقول إن داود اخذ رأس الفلسطيني المقصود به جليات واتى به إلى أورشليم حيث كانت له خيمة هناك للأسباب التالية:

    • فمن سفر صموئيل الأول 16 نعرف أن داود من بيت لحم وتبعد بيت لحم عن أورشليم حوالي 5 أميال أي أنها مسافة قليلة للغاية.
    • مما يرجح أن داود لابد أن تكون له خيمة وخاصة أنه أصبح له شأن عندما كان يعزف للملك شاول وأصبح حامل سلاحه، وفي أورشليم مسح الله له عن طريق صموئيل النبي انه سيكون ملكا على اليهود فكان من الطبيعي أن يعرف كل شيء عن وطنه الذي سيحكمه يومًا ما
    • كما أننا لا نجد أي ما ينفى في الكتاب المقدس عدم وجود خيمة لداود في أورشليم.
    • كان داود صغيرًا، وليس من القادة، لكن بعد انتصاره على جليات أصبح له شأن عظيم جدًا، وليس ما يمنع أنه تم عمل خيمة له فور هذا الانتصار، فقد أزال العار عن اليهود.

    ففتح أورشليم هذا في زمن مُلك داود لم يكن لكل أورشليم، بل جزء منها فقط، وكان داود موجود في أورشليم كغيره من اليهود، الذين عاشوا بجوار اليبوسيين طويلاً.

    الاعتراض العاشر:

    سفر صموئيل الأول 17: 12- 31 لا يوجد في المخطوطة الفاتيكانية، كذلك بعض الفقرات من هذا النص لا توجد في هذه المخطوطة ولكن توجد في مخطوطات عبرية.

     

    الرد على الاعتراض العاشر:

    كان النُساخ قديمًا ينسخون المخطوطة من أخرى سابقة عليها، فربما ناسخ هذا الجزء من المخطوطة الفاتيكانية لم يكن أمامه مخطوطة سليمة ينقل منها، فقد كانت المخطوطات تُبلى بفعل الزمن وعدم وجود متاحف تحافظ عليها، فكون أن مخطوطة أو حتى عدة مخطوطات مفقود جزء أو أجزاء منها، أو لم يتم تسجيل أي جزء من النص، لا يعني التحريف.

     

    فالتحريف أن يقوم شخص بتغيير النصوص بهدف تغيير العقيدة لخداع الناس وتغيير عقيدتهم وإيمانهم فهل في وجود خطأ ناسخ، أو عدم وجود جزء من نص في إحدى المخطوطات تحريفًا؟

     

     هذه الأعداد إن كانت قد حُذفت في بعض المخطوطات اليونانية فإنها وُجدت في مخطوطات يونانية أخرى وأيضًا وُجدت في النص العبري الماسوري، وهي التي نعوّل عليها، كما وُجدت في المخطوطة الإسكندرية، وأيضًا وُجدت في “الهكسابلا” أي السداسية التي قام بها أوريجانوس ووضع فيها ستة أعمدة تشمل ست تراجم أقدم دليل هام جدا في هذا الموضوع وهو مخطوطات قمران النص موجود في قمران يؤكد اصالته.

     

    الخلاصة

    أن داود كان رجل شجاع ورجل حرب ويضرب على الآلة وتم استدعاء داود لقصر الملك شاول ليعزف له على الكنارة عندما يعتريه روح رديء واثناء اضطراب شاول كان تحدث له حالة اختلال عقلي تجعله لا يتذكر الأحداث، وداود في الغالب لم يكن يقيم في قصر الملك بل كان يذهب للقصر في حالة مباغتة شاول بالروح الرديء، وأصبح شاول حامل سلاح الملك ولكنه لم يتدرب على لبس البدلة العسكرية ولم يعتاد عليه لم يكن قد جربها من قبل.

    واثناء الحرب مع الفلسطينيين قتل داود جليات اثناء مُلك شاول، ثم تسأل شاول عن هذا الغلام ليعرف هو ابن من؟، ومن اي سبط ويستعلم بمعلومات أكثر عن داود، ثم قامت حرب اخرى اثناء مُلك داود وقام الحانان بن ياعور وربما يكون اسم والده ايضا يعري بقتل لحمي أخا جليات، ومن تقارب المواصفات بين جليات وشقيقة كان يلقب لحمي بجليات أيضاً.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    المراجع

    • أورده المطران يوسف الدبس – تاريخ الشعوب المشرقية في الدين والسياسة والاجتماع جـ 2 ص 249.
    • التفسير التطبيقي للكتاب المقدس، ص550، 551.
    • كتاب مدارس النقد والتشكيك ج9: سفريّ صموئيل الأول والثاني (الأسئلة من 1064-1223) – إصدار عام 2013 م.
    • كتاب شبهات وهمية ضد الكتاب المقدس، الدكتور القس منيس عبد النور، الطبعة الثالثة عام 1998، ص146.
    • مار إفرام السرياني، في تفسيره سفر الملوك الأول مجلد (1) من كتبه السريانية المطبوعة في رومه صفحة 370.
    • المطران يوسف الدبس، تاريخ الشعوب المشرقية في الدين والسياسة والاجتماع جـ 2 ص 249، 250.
    • الأرشيدياكون نجيب جرجس، تفسير الكتاب المقدَّس – سفر صموئيل الأول ص 178.
    • تفسير سفر صموئيل الأول، الإصحاح 16، للقمص أنطونيوس فكري، نسخة إلكترونية.
    • تفسير سفر صموئيل الأول، الإصحاح 17، لقمص تادرس يعقوب ملطي، نسخة إلكترونية.
    • كتاب مدارس النقد والتشكيك ج9: سفريّ صموئيل الأول والثاني (الأسئلة من 1064-1223) – إصدار عام 2013 م.
    • كتاب مدارس النقد والتشكيك ج9: سفريّ صموئيل الأول والثاني (الأسئلة من 1064-1223) – إصدار عام 2013 م.

    [1] يمكن مراجعة الكتب التالية:

    • Adeyemo, T. (2006). Africa Bible commentary (406). Nairobi, Kenya; Grand Rapids, MI.: WordAlive Publishers; Zondervan.
    • Cabal, T., Brand, C. O., Clendenen, E. R., Copan, P., Moreland, J., & Powell, D. (2007). The Apologetics Study Bible: Real Questions, Straight Answers, Stronger Faith (434). Nashville, TN: Holman Bible Publishers.
    • Hertzberg (387) suggests that the name “Goliath” had come to designate a type of warrior in which case there may have been more than one “Goliath.”
    • Smith, J. E. (2000). 1 & 2 Samuel. The College Press NIV commentary. (507). Joplin, Mo.: College Press Pub. Co.
    • Vannoy, J. R. (2009). Cornerstone Biblical Commentary, Volume 4a: 1-2 Samuel (402). Carol Stream, IL: Tyndale House Publishers.
    • Crossway Bibles. (2008). The ESV Study Bible (578). Wheaton, IL: Crossway Bibles.
    • Youngblood, R. F. (1992). 1, 2 Samuel. In F. E. Gaebelein (Ed.), The Expositor’s Bible Commentary, Volume 3: Deuteronomy, Joshua, Judges, Ruth, 1 & 2 Samuel (F. E. Gaebelein, Ed.) (1060). Grand Rapids, MI: Zondervan Publishing House.
    • Haydock, G. L. (1859). Haydock’s Catholic Bible Commentary (2 Sa 21:19). New York: Edward Dunigan and Brother.
    • MacArthur, J. (2006). The MacArthur study Bible : New American Standard Bible. (2 Sa 21:19). Nashville: Thomas Nelson Publishers.
    • Bergen, R. D. (2001, c1996). Vol. 7: 1, 2 Samuel (electronic ed.). Logos Library System; The New American Commentary (450). Nashville: Broadman & Holman Publishers.
    • Grant, F. W. (1932). The Numerical Bible: Being a Revised Translation of the Holy Scriptures with Expository Notes: Arranged, Divided, and Briefly Characterized According to the Principles of their Numerical Structure: Joshua to 2 Samuel (Study Text) (474). Neptune, NJ: Loizeaux Brothers, Inc.
    • Ryrie, C. C. (1994). Ryrie study Bible: King James Version (Expanded ed.) (520). Chicago: Moody Press.
    • Kirkpatrick, A. F. (1890). The Second Book of Samuel, with Maps, Notes and Introduction (197). Cambridge: Cambridge University Press.
    • Anderson, A. A. (2002). Vol. 11: Word Biblical Commentary: 2 Samuel. Word Biblical Commentary (255). Dallas: Word, Incorporated.

     

    [2] جدير بالذكر أن الكلمة المترجمة في ترجمة فاندايك “رافا” مترجمة كاسم علم لشخص، بينما يمكن ترجمتها ككلمة ذات معنى، كما فعلت العديد من الترجمات الأخرى، حيث ان الكلمة في اصلها العبري هي רָפָה ويمكن ترجمتها إلى “عملاق، جبار”.

    [3]Baldwin, J. G. (1988). Vol. 8: 1 and 2 Samuel: An Introduction and Commentary. Spine title: 1 & 2 Samuel. Tyndale Old Testament Commentaries (137). Nottingham, England: Inter-Varsity Press.

    [4]Cabal, T., Brand, C. O., Clendenen, E. R., Copan, P., Moreland, J., & Powell, D. (2007). The Apologetics Study Bible: Real Questions, Straight Answers, Stronger Faith (434). Nashville, TN: Holman Bible Publishers.

    من الذي قتل جليات داود أم الحانان؟ – لماذا يتهرب أحمد سبيع من الردود عليه؟

  • اسم موسى النبي – هل أخطأ الكتاب المقدس فيه وفي سبب تسميته بهذا الاسم؟! الرد على أحمد سبيع

    اسم موسى النبي – هل أخطأ الكتاب المقدس فيه وفي سبب تسميته بهذا الاسم؟! الرد على أحمد سبيع

    اسم موسى النبي – هل أخطأ الكتاب المقدس فيه وفي سبب تسميته بهذا الاسم؟! الرد على أحمد سبيع

    اسم موسى النبي - هل أخطأ الكتاب المقدس فيه وفي سبب تسميته بهذا الاسم؟! الرد على أحمد سبيع
    اسم موسى النبي – هل أخطأ الكتاب المقدس فيه وفي سبب تسميته بهذا الاسم؟! الرد على أحمد سبيع

    اسم موسى النبي – هل أخطأ الكتاب المقدس فيه وفي سبب تسميته بهذا الاسم؟! الرد على أحمد سبيع

    ملخص كلامه

    وَلَمَّا كَبِرَ الْوَلَدُ جَاءَتْ بِهِ إِلَى ابْنَةِ فِرْعَوْنَ فَصَارَ لَهَا ابْنًا، وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوسَى» وَقَالَتْ: «إِنِّي انْتَشَلْتُهُ مِنَ الْمَاءِ».

    וַיִגְדַּ֣ל הַיֶּ֗לֶד וַתְּבִאֵ֨הוּ֙ לְבַת־פַּרְעֹ֔ה וַֽיְהִי־לָ֖הּ לְבֵ֑ן וַתִּקְרָ֤א שְׁמֹו֙ מֹשֶׁ֔ה וַתֹּ֕אמֶר כִּ֥י מִן־הַמַּ֖יִם מְשִׁיתִֽהוּ׃ (BHS)

    1. المشكلة الاولى هي كيف ابنه فرعون تقوم بتسميته اسم عبري؟
    2. المشكلة الثانية انها سمته موسى لأنها انتشلته من الماء وكلمة موسى هي (موشيه) ومعناها الشخص الذي ينتشل وليس الشخص المنتشل (موشاي)

     

    مقدمة | Introduction

    كمعظم الصعوبات الكتابية (Bible Difficulties) نحن لم نكن هناك عندما قامت ابنه فرعون بتسميته أو عندما كتب موسى هذا الكلام ولا نعرف ما يدور في فكره ومقاصده، فنقوم بإعادة بناء الموقف وتحليله لنخرج بحلول ممكنه (solution) وهو ما يسمى الاستنتاج الاستقرائي – inductive reasoning.

     

    أصل اسم موسى | Etymology

    • هناك احتماليه أن ابنه فرعون قامت بتسميته باسم عبراني لأنها من الأصل عرفت أنه ولد عبراني «فَرَقَّتْ لَهُ وَقَالَتْ: هذَا مِنْ أَوْلاَدِ الْعِبْرَانِيِّينَ»، لكن هل تتحدث العبرية؟

    لِمَ لا؟ حتى وإن كانت لغة العبيد، فالعبرانيون كان عددهم كبيرًا جدا وقضوا أكثر من أربعة قرون في مصر! وهذا كافٍ للتعرف على لغتهم وتغلغلها وسط المصريين، بل إن العبرانيين قد زاد عددهم أكثر من المصريين وعظم شأنهم لدرجة جعلت المصريين يتضايقون

    وَأَمَّا بَنُو إِسْرَائِيلَ فَأَثْمَرُوا وَتَوَالَدُوا وَنَمَوْا وَكَثُرُوا كَثِيرًا جِدًّا، وَامْتَلأَتِ الأَرْضُ مِنْهُمْ. ثُمَّ قَامَ مَلِكٌ جَدِيدٌ عَلَى مِصْرَ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ يُوسُفَ. فَقَالَ لِشَعْبِهِ: «هُوَذَا بَنُو إِسْرَائِيلَ شَعْبٌ أَكْثَرُ وَأَعْظَمُ مِنَّا.

     

    يقول John Gill:

    “لغة قد يعتقد أنها تفهمها جيدًا؛ حيث كان هناك عدد كبير من العبرانيين سكنوا في مصر، وكانت ملحوظة بشكل خاص مع يوكابد ممرضتها العبرية. وبالإضافة إلى ذلك، كان هناك تقارب كبير بين اللغة العبرية واللغة المصرية.” [١]

    بالإضافة إلى أن اللغة هي طريقه التواصل فمن المسلم به أن أحدهم كان يتحدث اللغتين سواء العبرانيين أو المصريين.

    فنرى أن أخت موسى قد تحدثت مع ابنه فرعون:

    7 فَقَالَتْ أُخْتُهُ لابْنَةِ فِرْعَوْنَ: «هَلْ أَذْهَبُ وَأَدْعُو لَكِ امْرَأَةً مُرْضِعَةً مِنَ الْعِبْرَانِيَّاتِ لِتُرْضِعَ لَكِ الْوَلَدَ؟» 8 فَقَالَتْ لَهَا ابْنَةُ فِرْعَوْنَ: «اذْهَبِي». فَذَهَبَتِ الْفَتَاةُ وَدَعَتْ أُمَّ الْوَلَدِ. 9 فَقَالَتْ لَهَا ابْنَةُ فِرْعَوْنَ: «اذْهَبِي بِهذَا الْوَلَدِ وَأَرْضِعِيهِ لِي وَأَنَا أُعْطِي أُجْرَتَكِ». فَأَخَذَتِ الْمَرْأَةُ الْوَلَدَ وَأَرْضَعَتْهُ.

     

    وهذا يظهر أن أحدهم يتحدث اللغتين

    في عام 1960 اكتشف في إسرائيل قطعة حجرية (ostracon) يرجع تاريخها إلى نهاية القرن السابع قبل الميلاد، مكتوب عليها نص في مزيج من الأحرف الهيراطيقية المصرية والعبرية!! ولكن يمكن أن تقرأ تماما كما المصرية.[٢] من كل هذا يتبين أن أحدهم سواء المصريين أو العبرانيين يعرف اللغتين، فليس شيء غريب أن تسميه اسم عبراني لأنها تعرف أنه عبراني، سواء من خلال علمها باللغة العبرانية أو باستعلامها من أخته او أمه

    (2) الاحتمال الآخر وهو ان للاسم مستمد من اسم مصري وهو ms او mose ومعناه “ابن ل” وهو اسم شائع عند الفراعنة ويتم عادة اقرانه باسم إله مثل:

    أحمس Ahmose = ابن إله القمر

    تحتمس Thutmose = ابن الإله توت

    وهكذا، ويقترح الفيلسوف اليهودي الشهير فيلو أن الاسم من كلمة Mou أي ماء:

    ”Since he had been taken up from the water, the princess gave him a name derived from this and called him Moses, for Mou is the Egyptian word for water ”[٣]

     

    ويضيف المؤرخ اليهودي يوسيفيوس أن كلمة uses في نهاية الاسم ومعناها المحفوظ من فيكون الاسم “المحفوظ من الماء”

    ” imposed this name “Mouses” upon him, from what had happened when he was put into the river; for the Egyptians call water by the name of mo, and such as are saved out of it, by the name of uses: so by putting these two words together, they imposed this name upon him” [٤]

     

    ويقول التناخ إن اسم موسى من كلمة mw-še المصرية ومعناها ابن النيل [٥]

    ومن كل هذا نعلم أنه هناك احتمالية أن ابنة فرعون قد اعطته اسمًا مصريًا ومعناه ابن أو ابن النيل أو المحفوظ من الماء

    فليس هناك أي مشاكل سواء أسمته عبريا أو حتى مصريا

     

    تعليل الاسم

    وَلَمَّا كَبِرَ الْوَلَدُ جَاءَتْ بِهِ إِلَى ابْنَةِ فِرْعَوْنَ فَصَارَ لَهَا ابْنًا، وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوسَى» وَقَالَتْ: «إِنِّي انْتَشَلْتُهُ مِنَ الْمَاءِ».

    וַיִגְדַּ֣ל הַיֶּ֗לֶד וַתְּבִאֵ֨הוּ֙ לְבַת־פַּרְעֹ֔ה וַֽיְהִי־לָ֖הּ לְבֵ֑ן וַתִּקְרָ֤א שְׁמֹו֙ מֹשֶׁ֔ה וַתֹּ֕אמֶר כִּ֥י מִן־הַמַּ֖יִם מְשִׁיתִֽהוּ׃ (BHS)

    الإشكالية التي يفرضها وهي ان اسم موسى (موشيه מֹשֶׁה) عللت تسميته ابنه فرعون بأنها انتشلته من الماء، لكن موشيه تعنى الشخص الذي يسحب او ينتشل وليس الشخص المنتشل نفسه (موشاي)

     

    1. بافتراض أن ابنة فرعون هي من قامت بتسميته
    • فتوجد احتمالية من الأساس أنها أخطأت، فحتى بافتراض أن ابنة فرعون هي من أسمته، بل وبفرض أنها أسمته اسم عبري، بل وبفرض أنها كانت تقصد الاشتقاق اللغوي الفعلي وليس فقط الصوتي، فالكتاب المقدس يضع هذا الكلام على لسانها هي، أي على لسانها، لسان ابنة فرعون، ولا يقره، أي لا أنه لا يعلّق على كلامها سواء أكان صحيحًا او خاطئًا، فالنص يقول:

    وَلَمَّا كَبِرَ الْوَلَدُ جَاءَتْ بِهِ إِلَى ابْنَةِ فِرْعَوْنَ فَصَارَ لَهَا ابْنًا، وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوسَى» وَقَالَتْ: «إِنِّي انْتَشَلْتُهُ مِنَ الْمَاءِ».

    فهذا الذي قالته إن كان خطأ، فلا مشكلة في الكتاب المقدس نفسه لأنه فقط يذكر ما قالته.

    مثلما يقول المسلم أن ذي القرنين هو من “وجد” الشمس تغرب في العين الحمئة! فيقول إن القرآن يذكر كلام ذي القرنين ولا يقره… رغم أنه يوجد حديث صحيح لنبي الإسلام يؤيد كلامه.

    • لا يوجد في النص أية اشارة إلى أنها اعطته اسم المنتشل بل إنها سمته (موشيه מֹשֶׁה) وهي مستمدة من فعل الانتشال (ماشاه מָשָׁה) وذلك لأنها انتشلته فربطته بفعل الانتشال والذي هو موشيه، ويقترح قاموس BDB Theological Dictionary أن النص من الأساس يشير إلى أنها أسمته لأنها من انتشلته وليس أنها أسمته موسى لأنها انتشلته.

     

    1. بافتراض أنها اعطته اسمًا مصريًا
    • فلا نعلم ما قالته بالمصرية بل نعلم ما صاغه موسى أو الكاتب عامة لسفر الخروج بالعبرية.
    • قد تكون قالت “لقد اسميته ابن النيل لأني رأيته في النيل” او “إنني اخرجته من النيل” او “إنه وجد في النيل” ومن ثم موسى قام بصياغتها بالأسلوب العبري والذي لا يعتمد على إعطاء معلومة دقيقه عن أصل الاسم بل يعتمد على السجع مما يسمى Folk Etymology.

     

    يقول Samuel Driver:

    ” تفسير الاسم لا يعتمد على أصل الكلمة بشكل علمي، بل على السجع فيُفسَّر الاسم، ليس لأنه مشتق من “موشيه”، بل لأنها تشبهها في الصوت.” [٦]

    مثال

    وَعَرَفَ آدَمُ حَوَّاءَ امْرَأَتَهُ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ قَايِينَ. وَقَالَتِ: «اقْتَنَيْتُ رَجُلاً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ

    הָ֣אָדָ֔ם יָדַ֖ע אֶת־חַוָּ֣ה אִשְׁתֹּ֑ו וַתַּ֨הַר֙ וַתֵּ֣לֶד אֶת־קַ֔יִן וַתֹּ֕אמֶר קָנִ֥יתִי אִ֖ישׁ אֶת־יְהוָֽה׃ (BHS)

    كلمة اقتنيت هي قانا קָנָה وهو فعل الاقتناء أي يقتنى وكلمة قايين هي קָ֫יִן وليست بمعنى مقتنى بل مستمده من فعل الاقتناء قانا קָנָה مع التلاعب في الأحرف.

     

    فيقول قاموس strong

    The same as qayin (with a play upon the affinity to qanah)

    نفس qayin (مع اللعب على التقارب إلى qanah)

     

    بمعنى أن قايين نفس كلمة (قيّن קֵין) ومعناها رمح! أي كلمة ليس لها أي علاقة بالاقتناء مع التلاعب على التقارب لكلمة (قانا קָנָה)

     

    دقة اسم موسى

    اسم موسى في ذاته يعد نبوة على فم ابنة فرعون وبإرشاد من الله حيث معنى اسم موسى “يخرج” وبالفعل موسى قد أخرج العبرانيين من مصر ويذكر الكتاب نفس اللفظة على موسى نفسه كتحقيق للنبوة

    ثُمَّ ذَكَرَ الأَيَّامَ الْقَدِيمَةَ، مُوسَى (מֹשֶׁ֣ה موشيه) وَشَعْبَهُ: «أَيْنَ الَّذِي أَصْعَدَهُمْ (موشيه מֹשֶׁ֔ה) مِنَ الْبَحْرِ مَعَ رَاعِي غَنَمِهِ؟ أَيْنَ الَّذِي جَعَلَ فِي وَسَطِهِمْ رُوحَ قُدْسِهِ، الَّذِي سَيَّرَ لِيَمِينِ مُوسَى ذِرَاعَ مَجْدِهِ، الَّذِي شَقَّ الْمِيَاهَ قُدَّامَهُمْ لِيَصْنَعَ لِنَفْسِهِ اسْمًا أَبَدِيًّا،

    וַיִּזְכֹּ֥ר יְמֵֽי־עֹולָ֖ם מֹשֶׁ֣ה עַמֹּ֑ו אַיֵּ֣ה׀ הַֽמַּעֲלֵ֣ם מִיָּ֗ם אֵ֚ת רֹעֵ֣י צֹאנֹ֔ו אַיֵּ֛ה הַשָּׂ֥ם בְּקִרְבֹּ֖ו אֶת־ר֥וּחַ קָדְשֹֽׁו׃מֹולִיךְ֙ לִימִ֣ין מֹשֶׁ֔ה זְרֹ֖ועַ תִּפְאַרְתֹּ֑ו בֹּ֤וקֵֽעַ מַ֨יִם֙ מִפְּנֵיהֶ֔ם לַעֲשֹׂ֥ות לֹ֖ו שֵׁ֥ם עֹולָֽם׃ (BHS)

    فكلمة أصعدهم هي موشيه وهي معنى كلمة موسى موشيه، فيذكر أن موسى أصعدهم وهو تحقيق لمعنى اسم موسى.

     

    وعشان انا بحبه هزودله حبة كمان، عشان يفكر كويس قبل ما يعمل أي تحدى…

    قولنا إن التسمية في العهد القديم وخصوصا في ذلك الزمن كانت تعتمد على ما يعرف ب Folk Etymology او Popular Etymology وهو تفسير شعبي للاسم مبيعتمدش على أسس علمية بل التقارب في الألفاظ والتلاعب على الحروف زي مثلا كلمة الإسلام في البعض اللي بيقول إن معناها السلام وده اسمه Folk Etymology لتشابه الكلمتين لكن تبعا لعلم أصول الكلام (Etymology) ف الكلمة من الاستسلام أو التسليم (submission)، وذكرت عدة أمثال زي اسم قايين واسم نوح، وهضيف عليهم تسمية أخرى كتبها نفس الكاتب (موسى تقليديا) ونفس السفر بل ونفس الأصحاح!

     

    في خروج 2-22

    فَوَلَدَتِ ابْنًا فَدَعَا اسْمَهُ «جَرْشُومَ»، لأَنَّهُ قَالَ: «كُنْتُ نَزِيلاً فِي أَرْضٍ غَرِيبَةٍ».

     

    اسم جرشوم (جيرشوم גֵּרְשֹׁם) من الفعل (جارَش גָּרַשׁ) وده معناه يخرج أو يطرد وهناك أيضا احتمال أنها من الفعل (جر גור) أي يكون غريبا، فلم يسمى المغترب أو الغريب بل سمي نسبة لفعل قريب منه نطقا ومعنى

     

    1. قُلت باحتماليه اختيار ابنة فرعون لاسم عبراني وهوضح أكتر ده، لما نبص لوضع الإسرائيليين في مصر.

    9 فَقَالَ لِشَعْبِهِ: «هُوَذَا بَنُو إِسْرَائِيلَ شَعْبٌ أَكْثَرُ وَأَعْظَمُ مِنَّا. 10 هَلُمَّ نَحْتَالُ لَهُمْ لِئَلاَّ يَنْمُوا، فَيَكُونَ إِذَا حَدَثَتْ حَرْبٌ أَنَّهُمْ يَنْضَمُّونَ إِلَى أَعْدَائِنَا وَيُحَارِبُونَنَا وَيَصْعَدُونَ مِنَ الأَرْضِ». 11 فَجَعَلُوا عَلَيْهِمْ رُؤَسَاءَ تَسْخِيرٍ لِكَيْ يُذِلُّوهُمْ بِأَثْقَالِهِمْ، فَبَنَوْا لِفِرْعَوْنَ مَدِينَتَيْ مَخَازِنَ: فِيثُومَ، وَرَعَمْسِيسَ. 12 وَلكِنْ بِحَسْبِمَا أَذَلُّوهُمْ هكَذَا نَمَوْا وَامْتَدُّوا. فَاخْتَشَوْا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 13 فَاسْتَعْبَدَ الْمِصْرِيُّونَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِعُنْفٍ، 14 وَمَرَّرُوا حَيَاتَهُمْ بِعُبُودِيَّةٍ قَاسِيَةٍ فِي الطِّينِ وَاللِّبْنِ وَفِي كُلِّ عَمَل فِي الْحَقْلِ. كُلِّ عَمَلِهِمِ الَّذِي عَمِلُوهُ بِوَاسِطَتِهِمْ عُنْفًا. 15 وَكَلَّمَ مَلِكُ مِصْرَ قَابِلَتَيِ الْعِبْرَانِيَّاتِ اللَّتَيْنِ اسْمُ إِحْدَاهُمَا شِفْرَةُ وَاسْمُ الأُخْرَى فُوعَةُ، 16 وَقَالَ: «حِينَمَا تُوَلِّدَانِ الْعِبْرَانِيَّاتِ وَتَنْظُرَانِهِنَّ عَلَى الْكَرَاسِيِّ، إِنْ كَانَ ابْنًا فَاقْتُلاَهُ، وَإِنْ كَانَ بِنْتًا فَتَحْيَا». (خروج 1)

    العبرانيين كانوا في عبودية قاسية وكان مصدر اضطهادهم عرقي حيث أنه من الأساس لإذلال الإسرائيليين بعدما أصبح لهم شأن كبير في مصر بل أكبر من المصريين أنفسهم.

    فمن المنطقي أن ابنة فرعون تعطى موسى اسمًا عبرانيًا وليس مصريًا حيث أن موسى عبراني والعبرانيون هم عبيد لدى المصريين وأقل قيمة من المصريين فكيف تعطيه اسمًا مصريًا وهي أسماء السادة؟ ففرعون نفسه أمر بقتل الأطفال العبرانيين فكيف ستعطى هي لطفل عبراني اسمًا مصريًا!! وحتى إن فكرَت في ذلك فبالتأكيد فرعون من يحمل كرها شديدا للإسرائيليين سيرفض بشدة مثل هذا الأمر وهذا نوع من التمييز العرقي مثل عدم التشبه بالكفار أو التسمية بأسمائهم.

     

    فموسى على الرغم من أنه ابن متبنى لابنة فرعون فلم يغير ذلك شيئًا في كونه عبراني ولا يرقى لمكانه المصريين

    فنرى حوارًا بين موسى والعبرانيين (العبيد)

    ثُمَّ خَرَجَ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي وَإِذَا رَجُلاَنِ عِبْرَانِيَّانِ يَتَخَاصَمَانِ، فَقَالَ لِلْمُذْنِبِ: «لِمَاذَا تَضْرِبُ صَاحِبَكَ؟» فَقَالَ: «مَنْ جَعَلَكَ رَئِيسًا وَقَاضِيًا عَلَيْنَا؟ أَمُفْتَكِرٌ أَنْتَ بِقَتْلِي كَمَا قَتَلْتَ الْمِصْرِيَّ؟».

    نفهم من الحوار أن موسى لم يكن له أي مكانة مختلفة عن العبرانيين فموسى كابن لابنة فرعون لم يلقَ أي تقدير او احترام من العبيد بل قال مَنْ “جَعَلَكَ رَئِيسًا وَقَاضِيًا عَلَيْنَا؟” أي موسى ليس له أي مكانه مختلفة عنهم، وتحدث معه بطريقة فظو، بل ويظهر أيضا من قتله للرجل المصري أنه لا يملك أية سلطة أو مكانة حيث أن مجرد رجل مصري لم يكن كافيا أن يسمع لابن ابنة فرعون أو أن يأمره موسى بأن يبتعد عن العبراني.

     

    ونرى نصًا هامًا جدا:

    فَسَمِعَ فِرْعَوْنُ هذَا الأَمْرَ، فَطَلَبَ أَنْ يَقْتُلَ مُوسَى. فَهَرَبَ مُوسَى

    ففرعون طلب أن يقتل موسى لمجرد أنه قتل رجلًا مصريًا! أي إن رجل مصري عادى قيمته أعلى من موسى ابن ابنته لدرجه تجعل فرعون يريد قتله!!

    فمن المنطقي جدا أن موسى لم يأخذ اسمًا مصريًا فأخذ اسمًا عبرانيا كما تمت معاملته كعبراني.

    ويوضح الكتاب ذلك أكثر

    وَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «أَنَا فِرْعَوْنُ. فَبِدُونِكَ لاَ يَرْفَعُ إِنْسَانٌ يَدَهُ وَلاَ رِجْلَهُ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ». وَدَعَا فِرْعَوْنُ اسْمَ يُوسُفَ «صَفْنَاتَ فَعْنِيحَ»،

    فعندما أراد فرعون تشريف يوسف وإعطائه سلطة ومكانة أعطاه اسمًا مصريًا!!

     

    مثال تانى عشان يبقى الموضوع واضح تماما

    لِذلِكَ دُعِيَ اسْمُهَا بَابِلَ (بابلבָּבֶ֔ל) لأَنَّ الرَّبَّ هُنَاكَ بَلْبَل (بللבָּלַ֥ל) لِسَانَ كُلِّ الأَرْضِ. وَمِنْ هُنَاكَ بَدَّدَهُمُ الرَّبُّ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ.

    فكلمة بابل مشتقة من الفعل (بلل בָּלַ֥ל) إلى معناه يشتت (to confuse)

     

    ده مثال مقارب جدا خلينا نحط النصين جنب بعض..

    كَبِرَ الْوَلَدُ جَاءَتْ بِهِ إِلَى ابْنَةِ فِرْعَوْنَ فَصَارَ لَهَا ابْنًا، وَدَعَتِ اسْمَهُ مُوسَى (موشيه מֹשֶׁ֔ה) وَقَالَتْ: «إِنِّي انْتَشَلْتُهُ مِنَ الْمَاءِ».

    لِذلِكَ دُعِيَ اسْمُهَا بَابِلَ (بابلבָּבֶ֔ל) لأَنَّ الرَّبَّ هُنَاكَ بَلْبَل (بالَل בָּלַ֥ל) لِسَانَ كُلِّ الأَرْضِ. وَمِنْ هُنَاكَ بَدَّدَهُمُ الرَّبُّ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ.

    1. مين اللي انتشل موسى؟ ابنة فرعون، طب والناحية التانية مين اللي بلبل الألسنة؟ الله.
    2. طيب مين اللي تم انتشاله؟ موسى والناحية التانية مين إلى اتبلبل لسانهم؟ البابليين.
    3. البابليين اسمهم نسبة إلى إيه؟ للفعل بَالَلـ بمعنى يشتت to confuse، طب وموسى اسمه نسبة لإيه؟ للفعل ماشا بمعنى يسحب to draw.

     

    من الـ3 نقط دول نفهم إيه؟

    الله هو اللي قام بالفعل (بلبل) والبابليين هم إلى تم فيهم الفعل (تبلبلوا) لكن اسمهم مش معناه متبلبلين لكن معناه يبلبل مع انهم مش هما إلى بلبلوا لكن الله.

    ابنه فرعون برضه هي اللي قامت بالفعل (انتشلت) وموسى هو اللي تم فيه الفعل (انتشل) لكن اسمه مش معناه منتشل لكن ينتشل مع أنه مش هو اللي انتشل لكن ابنة فرعون.

     

    1. الجزء الإسلامي

    أورد سبيع هذا النص:

    وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ ۖ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ

    وربط كلمة ولدا بأن الكلمة قد تكون مصرية بمعنى ولد!

    وأنا لا اعلم ما علاقة هذا بذاك وعلى سبيل المثال نفس الآية تحدثت عن يوسف

    وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ

    أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا

    فهل يوسف أيضا اسمه ولد؟

    مع العلم أنه أصلا الكلمة المصرية لا تعني ولد بل ابن

    وبنفس المنطق فالكتاب المقدس قال إنها اتخذت موسى ابنا:

    وَلَمَّا كَبِرَ الْوَلَدُ جَاءَتْ بِهِ إِلَى ابْنَةِ فِرْعَوْنَ فَصَارَ لَهَا ابْنًا

    وبمناسبه ذكر القرآن فقد أقر على ما قلناه:

    وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ

    إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَن يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ

    وده حوار بين اخت موسى وال فرعون والى بيوضح معرفه أحدهم باللغتين

     

    ملخص الكلام

    1. لا إشكالية في تسميه موسى باسم عبري حيث أن ابنة فرعون علمت أنه عبراني وأنه على الأقل هي أو أخت فرعون أو أمه يتحدث اللغتين فقد تكون اشارة إحداهم عليها بالاسم أو قد تكون استشارتهم وهذا في حال عدم معرفتها بالعبرية.
    2. موسى له مقابل مصري وهو موس ومعناه ابن أو موسيس ومعناه محفوظ من الماء أو موسىِ ومعناه ابن النيل وذلك يفسر تسميته.
    3. لا إشكالية أيضا في سبب تسميه موسى فاسم موسى هو من الفعل موشاه أي يخرج ولا يشترط في التسمية أن تكون ذات معنى لغوي فقط التقارب أو الاشتقاق من الكلمة مثل قايين من قانا أي يقتنى وليس مقتنى.

     

    في النهاية أُطالب احمد سبيع بالألف دولار التي وضعها كتحدٍ لأي مسيحي يستطيع أن يجد حلًا لهذه المشكلة وياخد باله المرة الجاية قبل ما يفتح صدره كده 🙂

    الكاتب هو stevv من منتدى الكنيسة العربية (بتصرف)

    المراجع

    [١] Gill, John. “Commentary on Exodus 2:10”. “The New John Gill Exposition of the Entire Bible”.

    [٢] https://publications.mi.byu.edu/fullscreen/?pub=1121&index=55

    [٣] Philo, Maren R. Niehoff, trans., “On the Life of Moses,” in Outside the Bible: Ancient Writings Related to Scripture (eds. Louis H. Feldman, James L. Kugel, Lawrence H. Schiffman; Philadelphia: Jewish Publication Society [Lincoln: University of Nebraska] , 2013), 968.

    [٤] William Whiston, Antiquities of the Jews, Flavius Josephus

    [٥] Rivka Ulmer, Egyptian Cultural Icons in Midrash, p. 269.

    [٦] Driver, S. R.: The Book of Exodus in the Revised Version With Introduction and Notes.

  • أحمد سبيع يشتم البابا شنودة الثالث (المتنيح)

    أحمد سبيع يشتم البابا شنودة الثالث (المتنيح)

    أحمد سبيع يشتم البابا شنودة الثالث (المتنيح)

    أحمد سبيع يشتم البابا شنودة الثالث (المتنيح)
    أحمد سبيع يشتم البابا شنودة الثالث (المتنيح)

    أحمد سبيع يشتم البابا شنودة الثالث (المتنيح)

     

    في الموضوع اللي فات، شفنا ازاي احمد سبيع شتم أم القس أشرف عزمي بأمه، وقال له “يا أيها القس البروتستانتي .. إزيك وإزي أمك” وسخريته منه بقلة أدب حيث قال له “يا أيها القس البروتستانتي .. لو شعرك طلع وفردته … أبقى قابلني”، وبعد أن عرضنا الفيديو اللي فيه شتم القس أشرف بأمه، حاول أحمد سبيع التهرب من قلة الأدب هذه وقال أن “الكل يعرف أنه لا يشتم إطلاقًا” ورددنا عليه هنا: أحمد سبيع يتهرب من شتيمته لأم القس أشرف عزمي بطريقة كوميدية جدا.

    ودلوقتي، هانشوف أحمد سبيع اللي مش بيشتم “إطلاقًا” شتم البابا شنودة وقال اية عليه. القصة بإختصار أن في 2018 كانت هناك مشاكل مع أقباط المنيا، فاقتبس أحمد سبيع على صفحته على تويتر النص الوارد في سفر صموئيل الاول 15: 3، والذي تم الرد عليه فيه واثبات جهله لأكثر من مرة ولم يجرؤ أن يرد علينا. المهم، دخلت فتاة مسلمة وعلقت على كلام أحمد سبيع وقالت له “انت بغل اووووي“، فرد عليها وقال بالحرف:

    أكيد تقصدي البابا شنودة مش أنا!

    ثم أكمل وقال (هو كان يعتقد انها مسيحية):

    على العموم قلة الأدب تعبر عن أخلاق دينك وتعبر أيضا عن عجزك عن الرد بأدب على سؤال مطروح بأدب! ردي بأدب من فضلك، وإن لم يكن عندك رد اذهبي اسألي في الكنيسة ثم ارجعي، لكن المرة القادمة كوني مؤدبة!

    فما علاقة البابا شنودة بالموضوع كله؟!! البابا شنودة تنيح في 17 مارس 2012، فما علاقته بما يحدث في 2018؟ واية اللي دخّل البابا شنودة المتنيح في الحوار أصلا؟!! وليه قلة الأدب في حق شخص ليس له علاقة بأحمد سبيع؟

    الغريب أنه كان فاكر ان البنت مسيحية، فقام شتمها بدينها كمان، وقال لها أن قلة الأدب دي (يعني كلمة “بغل”) تعبر عن أخلاق دينها، وهو لا يعرف أنها مسلمة وليست مسيحية! فهو ما استكفاش بانه يشتم البابا شنودة المتنيح قبل 6 سنوات من تعليقه القذر ده، لكن كمان بيشتم المسيحية كلها بسبب بنت شتمته عشان كان فاكرها مسيحية!!!!! طيب اية رأيك يا سبيع ان البنت ماطلعتش مسيحية وطلعت مسلمة؟ فهل انت لسة عند كلامك أن: قلة الأدب تعبر عن أخلاق دينها؟ ولا في الحالة دي “لف وارجع تاني”؟!!

    كل ده وأحمد سبيع بيكذب ويقول أن “الكل عارف أنه مش بيشتم اطلاقًا”!! فمش عارفين لو كان بيشتم كان قال اية تاني بقلة الادب دي!

    ملحوظة: التويتة والتعليقات وكل ما يلزم مصورة فيديو متقن جدا لأنه سيحاول حذف شتيمته. ولينك التويتة أهي، عشان حضراتكم تشوفوها بنفسكم قبل ما يحاول يمسح شتيمته (أشهدوا):

    https://twitter.com/shouq_Sulaiman/status/1037051016464789504

    أحمد سبيع يشتم البابا شنودة الثالث (المتنيح)

  • أحمد سبيع يتهرب من شتيمته لأم القس أشرف عزمي بطريقة كوميدية جدا

    أحمد سبيع يتهرب من شتيمته لأم القس أشرف عزمي بطريقة كوميدية جدا

    أحمد سبيع يتهرب من شتيمته لأم القس أشرف عزمي بطريقة كوميدية جدا

    أحمد سبيع يتهرب من شتيمته لأم القس أشرف عزمي بطريقة كوميدية جدا
    أحمد سبيع يتهرب من شتيمته لأم القس أشرف عزمي بطريقة كوميدية جدا

    أحمد سبيع يتهرب من شتيمته لأم القس أشرف عزمي بطريقة كوميدية جدا

    بعد نشر المستوى الأخلاقي الحقيقي لأحمد سبيع وشتيمته لوالدة القس أشرف عزمي، حيث قال له نصًا “يا أيها القس البروتستانتي .. إزيك وإزي أمك” وسخريته منه بقلة أدب حيث قال له “يا أيها القس البروتستانتي .. لو شعرك طلع وفردته … أبقى قابلني”… حاول أحمد سبيع التهرب والتملص من قلة الادب هذه، فكتب تعليقًا مقتضبا، وسوف نورده ونرد عليه أيضًا..

     

    يقول أحمد سبيع:

    وصل الإفلاس بصفحات النصارى إنهم ياخدوا الكواليس اللي انا نشرتها بنفسي ويعلقوا ويقولوا انظروا أحمد سبيع يسب أم القس البروتستانتي!

    وللرد نقول:

    أولًا: عن أي افلاس تتحدث عزيزي الصغير؟ هل تسمي ردودنا عليك وهروبك من الدفاع عما قلته بعدما أظهرنا جهلك عمليا بالدليل والبرهان في ديننا وفي دينك معًا “افلاسًا”؟ هل مَن يخرج في فيديوهات ويلقي الشبهات، ثم بعدما يتم الرد عليه في كل حرف يقوله ويتم اثبات جهله بالأدلة العلمية، يتهرب من الرد على الرد على كلامه، يكون هو المفلس أم من يردون عليه؟ هل تجرؤ أن ترد علينا بعدما كشفنا جهلك أمام المسلم قبل المسيحي؟ نحن أنشأنا قِسم خاص للرد على جهالاتك وأنت لم ترد حتى على رد واحد، بل لم تنل حتى من شرف المحاولة!

    https://www.difa3iat.com/category/albyyinah

    ثانيًا: لا أعرف حقيقةً ما قيمة أنك نشرت قلة أدبك بنفسك؟ هل كونك أنت الناشر يعني أن ما نشرته ليس به قلة أدب؟ لا يقول بهذا عاقل، بل أنك من فرط قلة أدبك، نشرت قلة الأدب هذه لأنك لا تظنها قلة أدب. وهو ما يخالفك فيه حتى أبناء دينك ممن عابوا عليك هذا الأسلوب القذر الذي لديك، فالمسلمون أنفسهم لديك قالوا لك أن ما نشرته هو قلة أدب، فالقضية ليس عليها خلاف إلا عند من تجاوز مستواك في قلة الأدب فلن يشعر بالكلمة بشيء. هناك الكثير ممن ينشرون قلة الأدب بأنفسهم وهم لا يعرفون، لدرجة أن يتم القبض عليهم رسميًا بسبب هذا! فهل نشرهم لقلة أدبهم بأنفسهم يجعل ما ينشرون مؤدبًا؟! أين أنت والمنطق؟!

    يقول أحمد سبيع:

    ولأنهم مش لاقيين حاجة يقولوها عشان يشوهوا صورتي أمام أتباعهم، والكل عارف إن انا لا أشتم إطلاقا، وهم في كل صفحاتهم يشتمون ويسبون!

    إحنا فعلا مش لاقيين حاجة نشوة بيها صورتك، لأنها صورة مشوهه أصلا، ومافيش أكتر من اللي انت عامله بنفسك! فعلميًا أنت مردود عليك في معظم ما تقول (والبقية تأتي) وأظهرنا جهلك بكل شيء قلته تقريبا، سواء إسلاميا او مسيحيًا او منطقيا، ولم تجرؤ ولو لمرة واحدة ان ترد علينا، لماذا؟ لأنك تعرف أن القضية محسومة لنا إذا ما فكرت في الرد علينا، وأن غاية ما ستفعله هو بيان جهلك أكثر وأكثر. وأيضا لأنك تعلم أن القضية برمتها بالنسبة لك هي مكسب وتربح مادي لا أكثر! فتخرج في فيديو، تلقي مجموعة من الشبهات، وهنا يتحقق المكسب المادي، ثم لا يهمك الرد عليك واثبات جهلك، فلو كنت صاحب قضية معرفية حقيقية لحاولت -مجرد محاولة- أن تبين صحة ما قلته وما تم اثبات جهلك فيه.

    يقول أحمد سبيع:

    وبعدين يبني هو انا لو بشتم أمه كنت هنشر المقطع بنفسي ازاي؟!

     

    لأ، منطقي أوي يا ولد! طيب حاول ترد على اللي جاي ده:

    1. أمال الأعضاء المسلمين اللي قالوا ما معناه أن اللي أنت قلته ده قلة أدب وسفالة أخلاقية، مايعرفوش أنك أنت اللي ناشر الفيديو بنفسك؟ وهل همّ كمان مخطئين أن كلامك ده قلة أدب؟
    2. أمال الناس اللي بتنشر فيديوهات/صور خارجة ع العام، زي على يوتيوب وبرنامج زي تيك توك ويتم القبض عليها وسجنها، مش بتكون هي اللي ناشره الفيديوهات/الصور بنفسها؟
    3. أنت نشرت الفيديو ده كسقطة منك في عرض أخلاقك الحقيقية اللي بتداريها وراء أدب مصطنع أمام الكاميرا، وده لأنك نسيت أن أخلاقك الحقيقية لازم تكون مخفية عن الناس.. معلش، جلّ من لا يسهو..

    يقول أحمد سبيع:

    عموما واضح الإفلاس، والصراخ على قدر الألم، وهم لا يستطيعون التألم في صمت بعد الفيديو الأخير للبابا شنودة!

     

    لا تحاول التشتيت يا عزيزي، لكل شيء تحت السماء وقت. الردود العلمية لها وقت، حيث نرد عليك وتتهرب، وقلة الأدب لها وقت.. نحن نستمر في إثبات جهلك بدينك وبدين غيرك وبالمنطق علميًا في ردودنا، ولا نجد منك إلا التهرب. أما قلة أدبك فأمر منفصل عن الردود… قال يعني أنت فالح أوي وبترد علينا في الردود اللي رديناها عليك قبل كدا لما بتدعينا نرد على الفيديو اللي انت فرحان بيه….. لا تقلق يا عزيزي، قلة أدبك هي محل العرض الآن…. وبات الجميع يعرف أخلاقك الحقيقية…

    يقول أحمد سبيع:

    وعلى رأي البابا شنودة: لو حد قالك الأصل اليوناني، قوله لا أصل يوناني ولا حاجة تاني، احنا كنيسة محافظة وعاوزين كتاب على أدنا!

    أولًا: بخصوص الرد عليك، فله وقته، فلا تحاول التشتيت، وعندما نرد عليك، حاول، مجرد محاولة، أن ترد علينا.

    ثانيًا: هو أية علاقة قلة أدبك بموضوع الفيديو بتاعك؟ ما إحنا دايما بنرد عليك وبنثبت جهلك، لكن المرة دي في حاجة إضافية على الرد عليك، وهي قلة أدبك! لا تخلط ولا تشتت! لهذا تخاف من الحوار النصي لان كل شيء ستكتبه سيتم الرد عليه تفصيلا بعد فحصه بالأدلة العلمية.

    ثالثًا: معلش يا عزيزي، البابا شنودة ماحدش راح له وقال له أنه مفزوع من اختلاف القراء في قراءة القرآن!، لدرجة انه حاول حرق كل المصاحف الأخرى بعد مصحفه عشان الناس مايفضلوش مختلفين، حتى شوف:

    أنَّ حُذَيْفَةَ بنَ اليَمَانِ، قَدِمَ علَى عُثْمَانَ وكانَ يُغَازِي أهْلَ الشَّأْمِ في فَتْحِ أرْمِينِيَةَ، وأَذْرَبِيجَانَ مع أهْلِ العِرَاقِ، فأفْزَعَ حُذَيْفَةَ اخْتِلَافُهُمْ في القِرَاءَةِ، فَقالَ حُذَيْفَةُ لِعُثْمَانَ: يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، أدْرِكْ هذِه الأُمَّةَ، قَبْلَ أنْ يَخْتَلِفُوا في الكِتَابِ اخْتِلَافَ اليَهُودِ والنَّصَارَى، فأرْسَلَ عُثْمَانُ إلى حَفْصَةَ: أنْ أرْسِلِي إلَيْنَا بالصُّحُفِ نَنْسَخُهَا في المَصَاحِفِ، ثُمَّ نَرُدُّهَا إلَيْكِ، فأرْسَلَتْ بهَا حَفْصَةُ إلى عُثْمَانَ، فأمَرَ زَيْدَ بنَ ثَابِتٍ، وعَبْدَ اللَّهِ بنَ الزُّبَيْرِ، وسَعِيدَ بنَ العَاصِ، وعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ الحَارِثِ بنِ هِشَامٍ فَنَسَخُوهَا في المَصَاحِفِ، وقالَ عُثْمَانُ لِلرَّهْطِ القُرَشِيِّينَ الثَّلَاثَةِ: إذَا اخْتَلَفْتُمْ أنتُمْ وزَيْدُ بنُ ثَابِتٍ في شيءٍ مِنَ القُرْآنِ فَاكْتُبُوهُ بلِسَانِ قُرَيْشٍ، فإنَّما نَزَلَ بلِسَانِهِمْ فَفَعَلُوا حتَّى إذَا نَسَخُوا الصُّحُفَ في المَصَاحِفِ، رَدَّ عُثْمَانُ الصُّحُفَ إلى حَفْصَةَ، وأَرْسَلَ إلى كُلِّ أُفُقٍ بمُصْحَفٍ ممَّا نَسَخُوا، وأَمَرَ بما سِوَاهُ مِنَ القُرْآنِ في كُلِّ صَحِيفَةٍ أوْ مُصْحَفٍ، أنْ يُحْرَقَ.

    الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

    الصفحة أو الرقم: 4987 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

    – أَرْسَلَ إلَيَّ أبو بَكْرٍ مَقْتَلَ أهْلِ اليَمَامَةِ، فَإِذَا عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ عِنْدَهُ، قالَ أبو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: إنَّ عُمَرَ أتَانِي فَقالَ: إنَّ القَتْلَ قَدِ اسْتَحَرَّ يَومَ اليَمَامَةِ بقُرَّاءِ القُرْآنِ، وإنِّي أخْشَى أنْ يَسْتَحِرَّ القَتْلُ بالقُرَّاءِ بالمَوَاطِنِ، فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنَ القُرْآنِ، وإنِّي أرَى أنْ تَأْمُرَ بجَمْعِ القُرْآنِ، قُلتُ لِعُمَرَ: كيفَ تَفْعَلُ شيئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قالَ عُمَرُ: هذا واللَّهِ خَيْرٌ، فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يُرَاجِعُنِي حتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لذلكَ، ورَأَيْتُ في ذلكَ الذي رَأَى عُمَرُ، قالَ زَيْدٌ: قالَ أبو بَكْرٍ: إنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ لا نَتَّهِمُكَ، وقدْ كُنْتَ تَكْتُبُ الوَحْيَ لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَتَتَبَّعِ القُرْآنَ فَاجْمَعْهُ، فَوَاللَّهِ لو كَلَّفُونِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنَ الجِبَالِ ما كانَ أثْقَلَ عَلَيَّ ممَّا أمَرَنِي به مِن جَمْعِ القُرْآنِ، قُلتُ: كيفَ تَفْعَلُونَ شيئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟، قالَ: هو واللَّهِ خَيْرٌ، فَلَمْ يَزَلْ أبو بَكْرٍ يُرَاجِعُنِي حتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ له صَدْرَ أبِي بَكْرٍ وعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، فَتَتَبَّعْتُ القُرْآنَ أجْمَعُهُ مِنَ العُسُبِ واللِّخَافِ، وصُدُورِ الرِّجَالِ، حتَّى وجَدْتُ آخِرَ سُورَةِ التَّوْبَةِ مع أبِي خُزَيْمَةَ الأنْصَارِيِّ لَمْ أجِدْهَا مع أحَدٍ غيرِهِ، {لقَدْ جَاءَكُمْ رَسولٌ مِن أنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عليه ما عَنِتُّمْ} حتَّى خَاتِمَةِ بَرَاءَةَ، فَكَانَتِ الصُّحُفُ عِنْدَ أبِي بَكْرٍ حتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ عِنْدَ عُمَرَ حَيَاتَهُ، ثُمَّ عِنْدَ حَفْصَةَ بنْتِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه

    الراوي : زيد بن ثابت | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

    الصفحة أو الرقم: 4986 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

    فالبابا شنودة لم يمنع الأصل اليوناني (اللغوي) الموجود فعلا معنا وعلى الانترنت وفي كل مكان، ولا يستطيع، لكن عثمان جمع المصاحف المخالفة وأحرقها كلها وعمل نسخة جديدة ونسخها مرارًا وارسل منها الى الأمصار! وكل هذا بسبب ماذا؟ بسبب اختلافكم في القرآن منذ العصر الأول وقلة عدد القراء…إلخ! والبقية تأتي…

     

    أحمد سبيع يشتم البابا شنودة الثالث (المتنيح)

  • الرد الذي يخاف منه أحمد سبيع ويتمنى حذفه.. الترجمة البيروتية (فاندايك)

    الرد الذي يخاف منه أحمد سبيع ويتمنى حذفه.. الترجمة البيروتية (فاندايك)

    الرد الذي يخاف منه أحمد سبيع ويتمنى حذفه.. الترجمة البيروتية (فاندايك)

    الرد الذي يخاف منه أحمد سبيع ويتمنى حذفه.. الترجمة البيروتية (فاندايك)
    الرد الذي يخاف منه أحمد سبيع ويتمنى حذفه.. الترجمة البيروتية (فاندايك)

    الرد الذي يخاف منه أحمد سبيع ويتمنى حذفه.. الترجمة البيروتية (فاندايك)

    “نسخة من الكتاب المقدس يخاف منها كل القساوسة، وخاصةً في الكنيسة المصرية”، بهذا العبارة البلهاء ابتدأ الشاب المراهق أحمد سبيع مسرحيته، والتي لطالما ننتظرها في كل فيديو يقدمه، لنضحك سويًا على ما وصلَ إليه مستوى عقله في طرح الشبهات، والتي لطالما رددنا عليها وأثبته بالدليل القاطع جهله المدقع، ولا نجد منه إلا التهرب من الرد علينا.

    سنقوم في هذا الرد، بالتعليق على كل ما قاله، ولكن، قبل الرد التفصيلي على كلامه، سيكون من الواجب شرح بعض المعارف الأساسية والتي بدونها ستكون الاستفادة قاصرة على الردود المباشرة دون التعمق في الأخطاء المنهجية التي وقع فيها والتي لولاها ما أصدر فيديو كهذا يظل وصمة عار جديدة على جبينه إلى اليوم الذي سيجمع جرأته الممزقة على أعتاب الفريق، ويرد، أو يحاول، الرد علينا.

    ﴿مقدمة 1﴾

    في هذا الفيديو، يعرض هذا الشاب المسكين الذي لا دراية له بالنقد النصي للعهد الجديد، نسخة خاصة من ترجمة البستاني (سميث – فاندايك) التي تصدرها دومًا، مرة أخرى: دومًا، دار الكتاب المقدس التابعة للكنيسة الإنجيلية. وكانت هذه النُسخة من هذه الترجمة -التي بين يديه- التي تصدرها دار الكتاب المقدس بمناسبة 100 عام على انشاء دار الكتاب المقدس في مصر.

    في هذه النسخة وضعت دار الكتاب المقدس علامات توضيحية على النصوص لتبين رأيها في بعض النصوص الموجودة في هذه الترجمة التي تترجمها هي. بمعنى، أن دار الكتاب المقدس في هذه النسخة لم تكتف بطبع نص الترجمة فقط، بل قامت بوضع علامات داخل النصوص، ولهذه العلامات معانٍ ذكرتها هي نفسها في مقدمة هذه الطبعة، حيث جاء في المقدمة:

    اعلم ان ما طُبع في المتن بحرفٍ صغيرٍ ليس لهُ وجود في العبراني واليوناني وقد زِيد في الترجمة لأجل الايضاح كما في تكوين ص1 ع 30 ومتي ص 2 ع 18 والارقام الهندية التي بين الكلمات في المتن هي للدلالة على ابتداء الاعداد وعددها. وتكررت في الحاشية تسهيلاً للمرجعة. والارقام التي فوق الكلمات تشير إلى الحواشي التي في أسفل الوجه. والاحرف التي فوق الكلمات تشير إلى الشواهد التي على جانب الوجه. والنقط لتفصيل المعاني.

    اما الحاشية السُّفَلي فالعين فيها مقطوعةُ من لفظة عبراني وهي تدل على ما في العبراني. والياء مقطوعة من لفظة يوناني وهي تدل على ما في اليوناني. والسين مقطوعة من لفظة سامرية وهي تدلُ على ما في التوراة السامرية. والكاف مقطوعة من لفظة كلدانية وهي تدل على ما في اللغة الكلدانية التي كُتب فيها بعض عزرا ودانيال ونحميا و70 معناها الترجمة السبعينية. وكلمة اي تفسيرية تشير إلى ان ما بعدها تفسير معنى ما في المتن. وأو للتخيير بين معنيين يمكن اللغة الاصلية ان تحتملهما، أحدهما في المتن والاخر في الحاشية. والتاء مقطوعة من لفظة تُركت من بعض النسخ العبرانية. والقاف من لفظة قُري وهي تدل على الكلمات التي تتبعها قد قُرِئت في بعض النسخ العبرانية. والزاي من لفظة زيدَ وهي تدل على أن الكلمات التي تتبعها قد زيدَت في بعض النسخ العبرانية. والهلالان () يدلان على أن الكلمات التي بينها ليس لها وجود في أقدم النسخ واصحها.

    واما الحاشية الجانبية فالنقطتان اللتان بين الارقام فيها للتفصيل بين الأصحاحات والاعداد. فان الارقام التي قبلها للدلالة على الأصحاحات والتي بعدها للدلالة على الاعداد والواو للعطف. والصاد مقطوعة من اصحاح وهي للدلالة على اصحاح من السفر الذي هي فيهِ والعين مقطوعة من عدد وهي تدل على عدد من الاصحاح الذي من الاصحاح الذي هي فيهِ. والخ مقطوعة إلى اخره وباقي الاشارات التي هي من حرفين او ثلاثة أحرف فإنها مقطوعة من اسماء اسفار ال كتاب المقدس كما تري في هذا الجدول.

    ….. انتهى النقل

    صورة المقدمة
    صورة المقدمة

    إذن، فهذا هو مُفتاح هذه الطبعة من الترجمة البيروتية (فاندايك)، فهل رأيتم أنهم قالوا إننا سنترجم ترجمة جديدة أحدث من النص المترجم قديمًا الذي قام على ترجمته الشيخان الإنجيليان المشيخيان عالي سميث وكرنيليوس فان دايك وبالطبع بطرس البستاني (الذي قام بالترجمة)؟ لا، بل هو نفسه النص الذي ترجموه، ودار الكتاب المقدس تطبعه مرارًا حتى في هذه ا لنسخة، لكن كل الجديد هو وضعهم لعلامات دراسية لمزيد من الإيضاحات التي يرون أنها ستفيد القارئ. فيقول الدكتور غسّان خلف في كتابه “أضواء على ترجمة البستاني، صـ6:

    بارقة الأمل لتطوير وتحسين ترجمة «البستاني-فاندايك» جاءت من مصر. فلولا الطبعة الجيدة التي قامت بها جمعية الكتاب المقدس في القاهرة لهذه الترجمة في العام 1999، لكانت بقيت على حالتها الهامدة، لا تواكب العصر. على أية حال، ما قامت به جمعية الكتاب المقدس في مصر لم يتجاوز الشكل (طباعة جيدة، وحرف جديد، واستعمال مساعدات القراءة، ووضع عناوين للفقرات، وقاموس ملحق بالكلمات العسرة)؛ أما المضمون فلم يُمس، فبقيّ نص الترجمة كما هو حرفًا لحرف، ما عدا تحديث كتابة بعض الكلمات، مثل: «الصلاة» بدل «الصلوة» و«الحياة» بدل «الحيوة». وهذا يعني أن ترجمة «البستاني-فاندايك» التي مضى على صدورها منذ 1864 إلى اليوم 142 سنة، لا تزال من دون تصحيح او تنقيح، هامدة جامدة على حالها، تكررها المطابع بلسان عربي جاف، تعوزه الحيوية والسلاسة.

    ومن هنا، نستطيع التركيز -إلى الآن في المقدمة الأولى- على نقطتين أساسيتين، هما:

    1. القائمون على هذه الترجمة هم من الإنجيلين، ولا علاقة للكنيسة الأرثوذكسية بعملية الترجمة من قريب أو بعيد.
    2. الترجمة ظلت على حالها دون تغير في نصها، سواء على مستوى اللغة، أو النص اليوناني والعبري المُترجم عنه في الأصل.

     

    ﴿مقدمة 2﴾

    في هذا الجزء، وهو جزء رئيسي، نتعرف على نوع النص اليوناني (لأن أمثلة أحمد سبيع كلها تركَّزت على العهد الجديد المكتوب أصلًا باللغة اليونانية). فللعهد الجديد أكثر من نوع للنصوص اليونانية التي يُترجَم عنها اليوم، مثل النوعان الشهيران: النص المستلم والنص النقدي، فما هما؟ فلنشرحهما بإيجاز..

    كانت عملية انتقال أسفار العهد الجديد تتم بالنسخ المباشر عبر نساخة المخطوطات على أوراق البردي ثم صارت فيما بعد تتم على جلود الحيوانات فيما يُرف بالرقوق، لكن كانت هناك أكثر من مشكلة تواجه المسيحيين، أولها كان الاضطهاد الذي كان على اغلب مسيحيي العالم، ولم يقتصر الاضطهاد على قتل المسيحين فقط، بل على احراق كتبهم المقدسة والأسفار، واحراق الكنائس بما فيها من اسفار الكتاب المقدس، مما أفقدنا عدد هائل من المخطوطات الهامة في القرون الثلاثة الأولى.

    أما المشكلة الثانية فهي كانت التضييق على النُساخ أنفسهم، فكان يمكن أن يتم قتل الناسخ أثناء عملية النساخة واحراق ما نسخه، مما أدَّى إلى قلة عدد النساخ المهرة الذين يقومون بعملية النسخ، وأنتج بعض الأخطاء العفوية نتيجة التسَّرع في انتاج المخطوطة في أقل وقت ممكن لأنه ربما لا يستطيع الناسخ اكمال مخطوطته، وأخطاء أُخر نتيجة عدم وجود رفاهية الوقت للمراجعة والتأكد من عدم نسخ نصوص من الذاكرة المجردة مثلا. وهذا لا يعني بأنه لم تكن هناك أية مخطوطات دقيقة إلى درجة كبيرة بل كان هناك الكثير، وبخاصة ما تم إنتاجه في مصر، مثل المخطوطة السينائية والفاتيكانية والبردية 75 و66 وغيرهم. لكن هذه كانت الحالة العامة لعملية النساخة في هذه الحقبة.

    بعدما أصبحت الإمبراطورية الرومانية تدين بالمسيحية في القرن الرابع، انتهى عصر اضطهاد المسيحيين وقتلهم على أساس ديني، وانتهى عند هذا الحد هدم الكنائس والأديرة وإحراق وسرقة ما فيها من مخطوطات ثمينة للكتاب المقدس وغيره من النصوص التي لا تُقدَّر بثمن. بل وقد ساعد هذا على توفير نُسَّاخ أكثر حرفية ومهارة ودقة، إذ كانت عملية النسخ هي عملهم الفعلي الاحترافي في الحياة فكانوا يمارسونه بدقة عالية مما سمح بإنتاج عدد كبير من المخطوطات عالية الدقة من حيث كونها لا يحدث بها أخطاء كثيرة فيما بينها وعن المخطوطات المنسوخ عنها. لكن، كان العيب الرئيسي لهذا النوع من المخطوطات هو أصله الأول المأخوذ عنه والذي سنتكلم عنه لاحقًا في كلامنا عن النص النقدي.

    هذا النوع السابق من المخطوطات يُسمى علميًا باسم المخطوطات البيزنطية BYZنسبةً لمكان انتاجها تبعا للإمبراطورية كلها، ويُسمى أيضًا بمخطوطات الأغلبية Maj، تبعا لعددها، ويُسمى النص الموجود بها باسم نص الأغلبية أي نص غالبية المخطوطات اليونانية، فهي المخطوطات الأكثر عددا وذلك لأنه تم انتاجه بكثرة في عهد الإمبراطورية البيزنطية من مواد مُعالجة جيدًا ولم يتلف كثيرًا منها، حيث أنها تمثل غالبية مخطوطات العهد الجديد اليونانية إلى يومنا هذا.

    استمر الوضع هكذا إلى أن تم اختراع الطباعة، وفي هذا الوقت كله كانت اللغة اللاتينية هي اللغة المهيمنة كلغة للأدب والكتاب المقدس وشتى العلوم الأخرى في أوربا، وباختراع الطباعة، لحّت فكرة جمع العهد الجديد كله في كتاب واحد مطبوع، وكان مِن أوائل[1] مَن أرادوا القيام بهذا العمل الضخم، هو ديسيزيروس ايرازموس Desiderius Erasmus، فقد اعتمد في نسخته هذه على 5-7 مخطوطات يونانية فقط! وجميع هذه المخطوطات هي من عائلة نصية واحدة وهي عائلة المخطوطات البيزنطية التي نشأت بداية من القرن الخامس وما بعده في مكان واحد، بل وأيضًا كانت هذه المخطوطات القليلة العدد كلها متأخرة زمنًا فكان أقدمها يرجع للقرن العاشر الميلادي!

    ثم قام بطبع هذه النسخة سريعًا عام 1515-1516، وصارت تُعرف فيما بعد -رغم التصحيحات التي تمت عليها- باسم النص المُستلم Received Text أو باللاتينية Textus Receptus ويتم اختصار هذا الاسم بالرمز TR وصارت هذه النسخة (بالتصحيحات التي تمت عليها) معجزة عصر الطباعة بالنسبة للعهد الجديد، حيث تهافت الناس على طباعتها والترجمة عن النص الموجود بها، ومن هذه الترجمات التي اعتمدت على النص المستلم TR كُليًا كانت ترجمة الملك جيمس King James ثم بعده اعتمد عليها بطرس البستاني وكرنيليوس فاندايك في انتاج الترجمة العربية الموجودة إلى الآن، والمسماة بالترجمة البيروتية أو بترجمة فاندايك.

    إذن، فماذا نستطيع ان نستخلص من هذه المقدمة الثانية المختصرة؟ شيئًا واحدًا. أن نسخة الفاندايك المنتشرة الآن بين المسيحيين العرب ما هي إلا ترجمة عربية لنص يوناني يعتمد على 6 مخطوطات يونانية متأخرة زمنًا من عائلة نصية واحدة فقط!

     

    فما هو النص النقدي Critical Text؟

    بداية من القرن الثامن عشر والتاسع عشر، تم اكتشاف عدد كبير من المخطوطات القديمة جدا، والتي ترجع للقرون الأولى، بداية من القرن الثاني إلى القرن الخامس الميلاديان، ولاحظ العلماء وجود اختلافات أغلبها هجائي عفوي بين هذه المخطوطات وبين المخطوطات التي جاءت بعدها، والتي تم انتاجها في عصر الامبراطورية البيزنطيّة (أي: المخطوطات البيزنطيّة)، ومن هنا ابتدأت عملية تنقية هذه النسخة التي اعتمد عليها ايرازموس والتي كان قد اعتمد في انتاجها على 5-7 مخطوطات متأخرة فقط، في حين كان عدد المخطوطات المكتشفة تتميز بعامل القِدَم والتنوع الجغرافي الكبير بين المراكز المسيحية الكُبرى في العالم القديم مثل مصر وفلسطين وروما.

    وإضافة على هذه النسخ اليونانية المنسوخة قديمًا في شتى بقاع الأرض، أضاف عليها العلماء الترجمات القديمة أيضًا مثل الترجمات اللاتينية القديمة والقبطية بلهجاتها والسريانية والجورجية والسلافينية والقوطية وغيرها. ليس هذا فحسب، بل استخدم العلماء أقوال آباء الكنيسة على مر العصور بكل اللغات التي كتبوا بها، حيث أن كتابات هؤلاء الآباء كانت تحوي نص العهد الجديد ما بين تفسير وتأمل ومُحاجّة، كما أضافوا لها الكتب الخاصة بالقراءات الكنيسة، وهي الكُتب التي كانت تستخدم في الكنيسة، كما نعرف اليوم مثلها، أي الخولاجي والاجبية وغيرها من الكتب التي تحوي نصوصًا من العهد الجديد.

    وعن طريق كل هذه التخمة من الشواهد النصية القديمة والمتنوعة زمانًا ومكانًا ولغةً ودقةً، وعن طريق تتبع قواعد علمية نقدية صار بإمكان العلماء معرفة كيف كان نص العهد الجديد قديما، مما تُسمى اليوم بالنُسَخ النقدية Critical Translations/versions، وصار هذا العِلم يُسمى بعلم النقد النصي Textual Criticism، ويتم تعريفه عادةً بأنه العلم والفن الذي يتعامل مع المخطوطات القديمة بغرض الوصول للنص الأصلي أو أقرب صورة له. فعن طريق مجموعة من القوانين التي تحكم آليات التعامل مع المخطوطات في هذا العلم يتم معرفة ما إذا كان نصٌ ما، هو نصٌ أصيل أم لا.

    إذن، وباختصار، فالنص المستلم TR هو ذاك النص الذي أنتجه ايرازموس في القرن السادس عشر وهو الموجود في النسخ التقليدية مثل ترجمة الفاندايك المنتشرة في البلدان العربية. أما النص النقدي فهو ذلك النص المحقق الذي يعتمد على آلاف المخطوطات اليونانية وآلاف مخطوطات الترجمات اللاتينية والقبطية والسريانية وغيرها، وملايين اقتباسات آباء الكنيسة، وتُسمَّى آلية معرفة النصوص الأدق بعلم النقد النصي.

    لكن، الذي لا يعرفه سبيع هو أن المسيحيين أنفسهم ينتقدون هذه الترجمة أمام مسمع ومرأى الجميع:

    https://youtu.be/yT7McnDXDNM?t=376

     

    ﴿بداية الرد﴾

    بعد هاتين المقدمتين، سنبدأ الآن في الرد التفصيلي على كل ما قاله صديقنا المراهق أحمد سبيع، حيث سنرد على ما قاله عموما بالعموم، وما قاله خصوصًا بالخصوص. فقد ابتدأ كلامه بمقدمة حمقاء تدفع -وحدها- المشاهد الفطن إلى معرفة المستوى العلمي للمتحدث ومدى فهمه لما يتكلم فيه، حيث سنرد عليها عموما. ثم بعدها، أورد أحمد عشرة أمثلة، ثم علّق عليها بتعليقات، فسنذكر أمثلته ونعلق عليها وعلى تعليقه عليها أيضًا. وكل ما نترجاه من المولى أن يستجمع سبيع ما تبقى لديه من عزة وشرف، ويحاول -ولو محاولة بينه وبين نفسه- أن يرد علينا في مرة، ولو بالخطأ!

     

    قال سبيع:

    • نسخة من الكتاب المقدس يخاف منها كل القساوسة، وخاصةً في الكنيسة المصرية.

     

    بداية من هذه الجملة الافتتاحية تستطيع ان تدرك أنك تستمع إلى طُفيل لا يُدرك ما يقول ولا يفهم معناه، لماذا؟ لأن نسخة الفانديك هي نسخة بلغة واحدة هي اللغة العربية، والقساوسة في العالم كله يتكلمون أغلب لغاته، وليس أن كل القساوسة يتكلمون لغة واحدة وهي العربية أو أن كل القساوسة يعرفون العربية، فهذا لا يقوله إلا الكائن السبيعاوي، فهل قساوسة البرازيل والهند وأفغانستان وامريكا وانجلترا وفرنسا وهولدنا إلخ يعرفون اللغة العربية فضلا عن معرفتهم بترجمة البستاني كي يخافون أو لا يخافون منها!!؟! هذه هي المستويات السُبيعاوية الفكرية التي نحاورها!

    ثم، من قال أن الكنيسة المصرية هي فقط الكنيسة القبطية الأرثوذكسية؟ هناك كنائس أخرى لطوائف وأعراق أخرى في مصر أيضًا، فتعبير “الكنيسة المصرية” بعد تعبير “كل القساوسة” يجعلنا في يقين أن القادم أسوأ!

    ثم، من قال أن القسوس في الكنيسة المصرية يخافون من هذه النسخة؟ هذه كذبة كبيرة لا دليل عليها، وأنا شخصيًا أعرف وأدرس النقد النصي منذ سنوات كثيرة وما زاد إيماني إلا رسوخًا وثباتًا وما زاد فهمي إلا عمقًا ودقة. بل أن إثنين من آباء كنيستي الشخصية وجدت عندهم نسخ نقدية ليس فقط باللغة العربية بل باللغات الإنجليزية واليونانية وفي آخر اصداراتها النقدية. فهل يتوقف السُبيعاوي عن الكذب؟ ولو لفترة قصيرة؟!

    الغريب والعجيب أن هذا الكائن نسى أن عُمر هذه الطبعة تجاوز عمره هو شخصيًا، فهي مطبوعة في عام 1983 أي قبل ميلاده، ولهذا تجدها في عديد من البيوت المصرية، لكنه يحاول أن يصور الأمر وكأنها نسخة لا أحد يستطيع ان يبقى على إيمانه لو اقتناها!

    قال سبيع:

    • هانلاقيهم كاتبين في المقدمة كلام مهم جدا، بيقولوا “والهلالان يدلان على أن الكلمات التي بينهما ليس لها وجود في أقدم النسخ وأصحها” يعني في النسخة اللي معاك مافيش أقواس ولا حاجة، لكن نفس دار النشر وضعت أقواس في طبعة العيد المئوي عشان يقولوا لك أن ما بين الأقواس ليس له وجود في أقدم النسخ وأصحها… بيخدعوك يعني، لأن المفروض طالما أنهم معتقدين عدم صحة هذه النصوص أنهم يحذفوها من الطبعات اللي معاك، او على الأقل يحطوها بين قوسين زي ما بيعملوا في الطبعة دي.

     

    في هذا الكلام القصير، عدد كبير وعميق من المغالطات البدائية التي لا يمكن أن تخرج إلا من جاهل ومدلس معًا، ونتناولهم واحدة فواحدة….

    1. “بيخدعوك يعني” عبارة تتسم بالغباء التام! لماذا؟ لأن الذي يريد أن يخدع شخص أو يخفي عنه حقيقة، لن يحاول الإفصاح عنها في نسخة كاملة ويعترف فيها بهذا نصًا. فما الذي يجبرهم على فعل هذا لو كانوا يريدون خداعنا؟ كان الأجدر ألا يطبعوها مطلقًا أو أن يطبعوا نسخة أخرى مثلا بها الخرائط او بها قاموس للتعريف بالألفاظ العسرة أو التدقيقات اللغوية اليونانية والعبرية ..إلخ، لكن لماذا -لو أرادوا خداعنا – أن يعترفوا بأنهم يضعون أقواس لأجل أن ما بينهما ليس له وجود في أقدم النسخ وأصحها؟!! هل من يريد أن يخدع شخص يصرح له بالحقيقة التي لا يريده أن يعرفها؟ لا أعرف كم ستحصل إذا ما قاسوا لك نسبة ذكاء عقلك.
    2. “المفروض يحذفوها” لا يا عزيزي، ليس بينهم من يدعى “عثمانًا”. ما فعلوه هو الأصح علميًا لكن لأنك جاهل ومغرض فلا تعرف أن هذا يحدث في كتبك أيضًا.. فعندما يقوم محقق مسلم بتخريج أحاديث كتاب ما من الكتب القديمة التي تحوي روايات غير محققة أهي صحيحة أم ضعيفة أم ما بينهما، فهو يترك المتن، أي نص الكتاب الأصلي كما هو، ويعلق أسفل كل رواية أو في الهامش بالحكم الذي وصل إليه هو، فيقول ان هذه الرواية صحيحة أو يذكر حكمه عليها مع السبب، فيقول ان السند فيه تدليس أو منقطع او فيه مجاهيل إلخ، ولا يحذف النص نفسه الذي يحكم عليه إذا كان حكمه ان هذه الرواية أو تلك ضعيفة، فهذا لا يقول به إلا من لم يبدأوا التعلم بعد، مثلك! ونفس الأمر صنعته دار الكتاب المقدس، فهي تترك الطبعة القديمة لأنها ليست هي وحدها المالكة لها، ولأنها نسخة أثرية قديمة من حيث النص تمثل مرحلة هامة في كيفية دخول الكتاب المقدس إلى اللسان العربي، ثم تقوم بعمل تعليقات نقدية على هذه النسخة. وهناك من يريد النسخة القديمة (التي لا تحتوي على التعليقات) وهناك من يريد النسخة الأحدث التي بها هذه التعليقات فيشتريها، وسواء هذه النسخة أو تلك موضوعتان جنبا لجنب والقارئ هو من يحدد ماذا يريد فيشتري. فلا أحد يجبره على نسخة دون الأخرى، بل لا أحد يجبره على شراء نسخة الفاندايك برمتها. ليس لدينا من يحرق الكتب ليوحدنا على حرف واحد بسبب اقتتالنا بسبب اختلافنا في النصوص مثلكم.

     

    قال سبيع:

    • فمع الأسف مازال هناك كثير من المسيحيين يعتقدون بصحة هذه النصوص

    ما المشكلة عزيزي؟ هناك من يعتقدون بصحة نفس هذه النصوص وهم يعرفون أن عليها اختلافات نصية بين المخطوطات، وهم يفضلون النص البيزنطي عمومًا والمستلم خصوصًا ويعلمون النسخ النقدية وما فيها! فليست هذه النسخة هي وحدها من ستجعل المسيحي يعتقد بصحة نصوص او عدم صحتها. تمامًا كما أنك تجد كثير من المسلمين يعتقدون بصحة حديث “من آذى ذميًا فقد آذاني” رغم أنه حديث في قمة قمة الضعف! فهل نفعهم قول علماء الإسلام انه حديث باطل وضعيف إلخ؟ وهناك من يعتقدون بضعف أحاديث يصححها علماء الإسلام في كتبهم!

     

    هل دار النشر التي تطبع مثلا، مسند الإمام أحمد، مع تعليق وتحقيق أحد المحققين، تقوم بحذف الروايات التي يعتبرها هذا المحقق ضعيفة ام تكتفي بالتحقيق الحديثي الذي قام به هذا المحقق نفسه؟ وهل يحذف المحقق ما يعتبره وأحاديث ضعيفة أم يتركها مع حكمه عليها بالضعف؟

    ما علاقتك بالعلم؟ أقصى ما يمكنك ان تفعله أن تجلس عند أقدام أصغر طويلب علم مسيحي لتتعم منه أصول التفكير ثم أصول دينك ثم دينه!

     

    قال سبيع:

    • لكن الكنيسة تخفي عنك كل هذا!

     

    نعم؟ الكنيسة تخفي عنا كل هذا؟!! هل تظن أن الكنيسة هي دار الكتاب المقدس التي لها أفرع كثيرة في مصر؟ هذه النسخة وغيرها موجودة بجانب النسخ الأخرى باللغات الأخرى بالخلفيات النصية الأخرى، فهل تعصب الكنيسة أعين من يدخلون إلى الانترنت والمكتبات ودار الكتاب المقدس؟ اليوم إن دخلت إلى المكتبات الكبرى المحسوبة على الكنيسة الارثوذكسية مثل مكتبة المحبة ودار مجلة مرقس ستجد بها طبعات أخرى غير الفاندايك بالكلية وليس فقط الفاندايك التي تشتمل على تعليقات نصية بسيطة!

     

    والآن، بعد التعليق على المقدمة التي تظهر بجلاء مستوى تفكير هذا الكائن، نكتفي بتعليق الأستاذ أثيناغوراس على الأمثلة التي عرضها السُبيعاوي…

    النسخة التي يعشقها القساوسة ويتفاخر بها المسيحيون الشرقيون وخاصة الكنيسة القبطية

     

    [1] كانت هناك محاولة قبله للطبع العهد الجديد اليوناني في كتاب واحد، ولكن إيرازموس هو من حازت نسخته على الموافقة فصارت أول نسخة منشورة بعد طبعها وحازت بذلك على الشهرة الواسعة إلى اليوم، لكن كانت هناك نسخة تمت طباعتها ولكن لم تكن قد نُشرت بعد، فلم يعرفها الغالبية.

  • النسخة التي يعشقها القساوسة ويتفاخر بها المسيحيون الشرقيون وخاصة الكنيسة القبطية

    النسخة التي يعشقها القساوسة ويتفاخر بها المسيحيون الشرقيون وخاصة الكنيسة القبطية

    النسخة التي يعشقها القساوسة ويتفاخر بها المسيحيون الشرقيون وخاصة الكنيسة القبطية

    النسخة التي يعشقها القساوسة ويتفاخر بها المسيحيون الشرقيون وخاصة الكنيسة القبطية
    النسخة التي يعشقها القساوسة ويتفاخر بها المسيحيون الشرقيون وخاصة الكنيسة القبطية

    النسخة التي يعشقها القساوسة ويتفاخر بها المسيحيون الشرقيون وخاصة الكنيسة القبطية

    ردا على فيديو “احمر سبيع”

    بعد مشاهدتك للفيديو المذكور ستلاحظ تردد الكلمات التالية:

    (قساوسة – الفاندايك – المشتركة – انت مسكين – اب اعترافك – بيضحكوا عليك – محرف)

    – 23 دقيقة كاملة يا مؤمن من التدليس المستمر علشان اروح اسأل القساوسة على طبعة الفاندايك الجديدة (اللي هي مش جديدة أصلا، دي مطبوعة قبل ولادته أصلا)!!!

    – طيب ماهي كل طبعات الترجمات العربية القديمة والجديدة، الحرفية منها والتفسيرية موجودة على النت كل ماهنالك هتكتب في شريط المقدِس جوجل كل اللي انت عايزه وهتلاقيه بزيادة كمان، سواء الطبعات النقدية أو المستلمة كمان.

    – انت زعلان اوي وحارق نفسك وصعبان عليك وعامل فيديو مخصوص علشان المسيحيون ينقحون كتابهم المقدس باستمرار؟؟!

    – ولا عايزنا ندفن رأسنا في التراب ونقول “لا تسأل ولا تجادل” .. لا طبعا لازم نسأل ولازم نجادل ومش منتظرين فخامتك لما تقولنا روحوا اسألوا قساوستكم.

    – ولكن علشان ترتاح ويهدى بالك انا روحت شخصيا وسألت قساوستي واباء اعترافي وقالولي ان “طبعتي الفاندايك القديمة والحديثة الاثنين هما كلمة الله الموحى بها” غاية ماهنالك ان احدهما صحيحة والاخرى اصح. … احدهما دقيقة والاخرى ادق.

    – مفيش حد بيخدع حد لان كل شيء مكشوف ومدروس ومدقق ومعروض لكل الناس مسيحيون وغيرهم واللي معترض يقدر يرجع للمخطوطات القديمة ويشوف.

    – طيب هل طبعة الفاندايك القديمة المترجمة بالقرن التاسع عشر غلط!! … لا مش غلط هي فقط تقوم على نص يوناني مستلم يعتمد على مخطوطات متأخرة نسبيا اما الطبعات الحديثة المطبوعة بالقرن العشرين فقد اخذت في الاعتبار نص يوناني نقدي يعتمد على أقدم وأدق المخطوطات

    – نقراها يعني؟؟ … ايوة نقراها فهي كلمة الله الموحى بها لنا ولغيرنا وجميع التباينات الواردة بها لا تؤثر على عقيدة ولا طقس ولا حتى على سياق الكلام هي واي ترجمة عربية اخرى.. فالنساخ والمترجمون كانوا عندهم ضمائر صالحة ولا يضمرون خبث او يبتغون مكافأة

    – اما الطبعات العربية الحديثة مثل الترجمة العربية المشتركة والفاندايك الحديثة واليسوعية وغيرها فقد نقحت بما يتوافق مع بعض الاكتشافات الحديثة لمخطوطات الكتاب المقدس لعصرها.

    – ولنأخد مثلا العهد القديم فقد اكتشفت لفائف قمران بكهوف البحر الميت سنة 1947 تقريبا … يعني بعد طباعة الفاندايك.

     وبالنسبة للعهد الجديد فقد فحصت المخطوطات السينائية والفاتيكانية واكتشفت جميع بريات العهد الجديد ايضا بعد طباعة الفاندايك… فكان لزاما علينا مراجعة النص اللي بين ايدينا من اجل تنقيح النص للوصول الي الاصل في ادق صوره.

    – وقد تمت مراعاة بعض التباينات الواردة في المخطوطات الاقدم والأدق في الطبعات العربية الحديثة مثل الترجمة العربية المشتركة والتي أفضلها انا شخصيا وغيرها.

    – متى يرتعب القساوسة واباء الاعتراف؟؟ ده سؤال مهم .. يرتعب القساوسة عندما يكتمون الحق ويخفون المخطوطات وهذا ما لم يفعله مسيحي واحد على سطح الارض ولن يفعلوا!!! فالمسيحية لا تخاف ولا تهاب من اي شيء، ولا يحرقون مخطوطاتهم بعد أن يتقاتل البعض على الاختلافات الموجودة بين نصوصها. ولا يحرقون 6 أحرف ويبقون حرف واحد! (عارف الناس دي؟ 🙂 )

    – لهذا كان من الطبيعي ان الطبعات العربية الحديثة تضيف تنويه بالصفحات الاولى لما قد يرد به تباين بالنص “علشان تبقى عارف رأسك من رجليك”!! فلجان الترجمة لا تخدع أحد ولا تخفي شيء عن أحد فتستطيع بكل بساطة الرجوع للمصدر.

    – اما إذا كنت فاكر ان المسيحيين مش هايشتروا الطبعات العربية الحديثة فتبقى غلطان!! فلا يوجد اي غضاضة من وجود أكثر من طبعة عربية للكتاب المقدس لنفس الشخص وفي نفس البيت كمان … وياسلام بقى لو حط الاثنين جنب بعض وقرأ لأجل المزيد من المعرفة والتأكد من مصداقية و موثوقية النص. فأنا شخصيا وفريق اللاهوت الدفاعي عندهم الطبعات العربية وغير العربية والنقدية والمستلمة وماتأثروش ابدا ولا عقيدتهم اهتزت ولسة بيردوا عليك في كل مرة من كتابهم وبتهرب منهم!

    – فالمتشككون في الكتاب المقدس لا يحتاجون طبعات مختلفة!! فمثلا اريوس كان يجادل اثناسيوس من نفس الكتاب المقدس ولو كان اثناسيوس معاه كلام مختلف ماكنش اريوس هيسكت والعكس صحيح وهكذا جميع الهراطقة والمشككين.

    ايضا يقول المدعي: “مخطوطات الكتاب المقدس مختلفة وان الكثير من النصوص المشهورة يجب ان تحذف”

    ونحن نرد: ان هناك علم مختص بدراسة نصوص المخطوطات القديمة ويهتم في الاساس بمقارنة التباينات بين النصوص للوصول الى القراءة الاصلية في ضوء المخطوطات المتاحة …” الموضوع مبني على دراسات مش عشوائيات!!”

    يقول المدعي: “حاول تشتري نسخة مثل هذه وان كنت اعتقد ان القساوسة لن يعجبهم الامر”

    ونرد نحن: في الواقع انا حاولت أقف في صفك وروحت للمسيحيين اصدقائي وقلت لهم اوعوا تشتروا طبعة الفاندايك دي محرفة!!! حتى اسألوا “احمر سبيع”؟!! بس هما كان عاجبهم ان احنا نشتري الطبعات الجديدة دي وكانوا عندهم الطبعات دي كمان في بيوتهم او الموبايلات بتاعتهم! فقالوا انك بتكذب!

    ولقيت ان المسيحيين كلهم من شعب وقساوسة واباء اعتراف ورهبان اديرة ومترجمون عندهم نسخ من الكتاب المقدس واشتروا كمان الطبعات العربية الحديثة واللي مش عنده حملها كلها من النت على موبايله او في بيته..

    ولما روحت اسأل القساوسة لقيتهم مبسوطين جدا من الموضوع ده لأنه بيفتح العقل وبيعطي منظور اوسع للنص وزخم في التفسير … فقلت ارجع واقولك يمكن تستفاد!!؟؟ وقالوا لي: إحنا ماعندناش “لا تسألوا عن أشياء …”

    ويقول المدعي ايضا: “روح الكنيسة واسال اب اعترافك وقل له “انا لقيت النص الفلاني مش موجود في أقدم المخطوطات واصحها” ابقى قابلني لو حد قدر يرد عليك”

    ونحن نرد: روحت صدقني “انا مبعرفش اكذب” وسألته كمان وقال لي: ” ايوة احنا لا يمكن ان نترك كتابنا المقدس بدون ما نراجع نصه على أدق واقدم المخطوطات او بدون تنقيح طالما فيه مخطوطات اقدم وادق” .. لأنها ببساطة ستكون شهادة ضدنا باننا نخفي الحق!!

    يعني محدش مسيحي خايف من التباينات اللي موجودة بين المخطوطات .. ده بيقولوا كمان انه دليل هام على عدم اتفاقهم بغرض ادخال افكار او عقائد غريبة على النص (زي مجمع نيقية مثلا … هاهاها)

    يقول المدعي: ” الصلاة اللي انت بتصليها طلعت غلط بيضحكوا عليك وبيخدعوك وبيعاملوك باعتبارك شخص مسكين ليس من حقك ان تعرف الحقيقة”

    ونرد نحن: ان هذه الصلاة الختامية ليست اختراع مسيحي او انها اضافة بغرض التحريف او التزييف ليس كذلك على الاطلاق هي فقط تطعيم الكتاب المقدس بنص من الكتاب المقدس نفسه، فنحن لا نزيف ولا نحرف كتابنا المقدس. وهاتشوف بنفسك في التعليق المفصل…

    يقول المدعي: “كل هذا يثبت ان الكتاب المقدس محرف”

    وللرد نقول: ماذا تقصد بكلمة “محرف” ؟؟! فاذا كنت تقصد ان حرق المخطوطات بايدي اصحابها في القرن السابع لإخفاء الفروقات يعتبر تحريف؟ فنحن نتفق معك

     او كنت تقصد كتابة النص بلسان واحد وضياع الباقي يعتبر تحريف؟ فنحن ايضا نتفق معك … واذا كنت تقصد تلحين النحاة بقصد تغيير تشكيل الكلمات بعد اضافة نقاط الاعراب بالقرن الثامن او تصحيف الاحرف بغرض فقهي يعتبر تحريف؟ فأيضا نحن نتفق معك

    اما الكتاب المقدس فغير قابل للتحريف فهو كلمة الله الحية والفعالة وهي أمضى من كل سيف ذي حدين وهناك العديد من الادلة العلمية الي تثبت الحفظ الالهي لنص الكتاب المقدس

     

     

    – نأتي الان الى الامثلة العشرة اللي متشعبط فيها “سابق عصره واوانه”:

    – المثال الاول (متى6: 13) “لان لك الملك والقوة والمجد الى الابد امين” بين قوسين

     انها صلاة ختامية مأخوذة من صلاة داود الملك المناظرة لها في العهد القديم (1اخبار ايام 29: 11) والتي تقرأ “لكَ يَارَبُّ ٱلْعَظَمَةُ وَٱلْجَبَرُوتُ وَٱلْجَلَالُ وَٱلْبَهَاءُ وَٱلْمَجْدُ، لِأَنَّ لَكَ كُلَّ مَا فِي ٱلسَّمَاءِ وَٱلْأَرْضِ. لَكَ يَارَبُّ ٱلْمُلْك…ُ”

    هذا بالاضافة الى ان القديس بولس قد استخدم صلاة ختامية مشابهة لها في رسالته “ٱلَّذِي لَهُ ٱلْمَجْدُ إِلَى دَهْرِ ٱلدُّهُورِ. آمِينَ. ” (2تيموثاوس4: 18)

    ارجع ايضا الى ختام الصلاة الربانية في انجيل لوقا (لوقا 11: 4) للمقارنة والتي تقرأ: “وَٱغْفِرْ لَنَا خَطَايَانَا لِأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضًا نَغْفِرُ لِكُلِّ مَنْ يُذْنِبُ إِلَيْنَا، وَلَا تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ ٱلشِّرِّيرِ».

    ويقول هنري الفورد في تعليقه النقدي ان هذه الصلاة الختامية قد ادخلت الى النص بغرض الصلاة الجماعية الجهرية بالكنائس

    اما بروس ميتزجر فيقول ان هناك صلاة ختامية مماثلة كان يقولها القديس يوحنا ذهبي الفم في الليتورجيا التقليدية له

     The same expansion occurs also at the close of the Lord’s Prayer in the liturgy that is traditionally ascribed to St. John Chrysostom.

    وبفحص المخطوطات اليونانية القديمة نجد ان هناك خمسة قراءات متباينة للصلاة الختامية وهى كما يلي:

    1. “لكن نجنا من الشرير” وتقرأ في السينائية والفاتيكانية والبيزية والعديد من مخطوطات الترجمة اللاتينية القديمة والفولجاتا والترجمة القبطية باللهجة البحيرية وهي المقروءة في الترجمة العربية المشتركة
    2. “لكن نجنا من الشرير لان لك الملك والقوة والمجد الى الابد امين” وتقرأ في المخطوطة دلتا وثيتا وغالبية المخطوطات البيزنطية المتأخرة بالإضافة الى بعض مخطوطات الترجمة اللاتينية القديمة والسريانية القديمة وهي المقروءة في الترجمة العربية الفاندايك
    3. “لكن نجنا من الشرير لان لك القوة الى ابد الآبدين” وتقرأ في مخطوطة لاتينية قديمة واحدة فقط
    4. “لكن نجنا من الشرير لان لك الملك والمجد الى الابد امين” وتقرأ في مخطوطة سريانية واحدة فقط
    5. “لكن نجنا من الشرير لان لك القوة والمجد الى الابد امين” وتقرأ في بعض مخطوطات الترجمة القبطية باللهجة الصعيدية

    وبمقارنة الادلة الداخلية والخارجية وتطبيق قواعد النقد النصي فقد اقرت افضلية القراءة الاولى لانها الاقدم والاقصر والمدعومة بأدق المخطوطات

    – المثال الثاني (متى23: 14) الفقرة بأكملها موضوعة بين قوسين

     بالنسبة للفقرة (متى23: 14) فيميل بعض النساخ الى تكميل النص من الفقرات الموازية بالاناجيل الأخرى بمعنى اوضح قام أحد النساخ بتطعيم انجيل متى بهذه الفقرة من النص الموازي في انجيل مرقس او انجيل لوقا

    فبعد دراسة الاناجيل الازائية نجد ان (متى 23: 14 = مرقس12: 40 = لوقا20: 47)

    حيث يقرأ متى “وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ! لِأَنَّكُمْ تَأْكُلُونَ بُيُوتَ ٱلْأَرَامِلِ، ولِعِلَّةٍ تُطِيلُونَ صَلَوَاتِكُمْ. لِذَلِكَ تَأْخُذُونَ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ.”

    بينما يقرأ مرقس “ٱلَّذِينَ يَأْكُلُونَ بُيُوتَ ٱلْأَرَامِلِ، وَلِعِلَّةٍ يُطِيلُونَ ٱلصَّلَوَاتِ. هَؤُلَاءِ يَأْخُذُونَ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ».

    ويقرأ لوقا “اَلَّذِينَ يَأْكُلُونَ بُيُوتَ ٱلْأَرَامِلِ، وَلِعِلَّةٍ يُطِيلُونَ ٱلصَّلَوَاتِ. هَؤُلَاءِ يَأْخُذُونَ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ!».

    ويقول روجر اومانسون ان العدد 14 غير متضمن في أقدم وأدق المخطوطات بالنص السكندري والغربي

     Verse 14 is not included in the earliest and best manuscripts of the Alexandrian and the Western types of text.

    وبؤكد هذا ما قاله بروس تيري في تعليقه النقدي انه يبدو ان هذه الفقرة قد ادخلت في متى من مرقس او لوقا

     it seems that it was added from the parallel passages in Mr 12:40 and Lk 20:47

    ويقول بروس ميتزجر ان شواهد هذه الفقرة (متى23: 14) قد ادخلت اما بعد العدد 13 كما في طبعات النص المستلم اليوناني او قبله

    from the fact that the witnesses that include the passage have it in different places, either after ver. 13 (so the Textus Receptus) or before ver. 13.

    وبفحص المخطوطات اليونانية القديمة نجد ان هناك ثلاثة قراءات للعدد (متى23: 14) كما يلي:

    1. القراءة تنتقل مباشرة من العدد 13 الى العدد 15 كما في السينائية والفاتيكانية والمخطوطة ثيتا وبعض مخطوطات الترجمة اللاتينية والفولجاتا المبكرة والترجمة السريانية القديمة والترجمة القبطية باللهجة الصعيدية وبعض البحيرية
    2. القراءة تضع العدد 14 بعد العدد 13 وقبل العدد 15 كما في مخطوطات العائلة13 وبعض مخطوطات الترجمة اللاتينية القديمة والفولجاتا المتأخرة والسريانية القديمة وبعض مخطوطات الترجمة القبطية باللهجة الصعيدية
    3. القراءة تضع العدد 14 بعد العدد 12 وقبل العدد 13 كما في المخطوطة دلتا وهامش المخطوطة 892 وغالبية المخطوطات البيزنطية ومخطوطة لاتينية واحدة والترجمة السريانية وبعض مخطوطات الترجمة القبطية باللهجة الصعيدية

    وبمقارنة الادلة الداخلية والخارجية وتطبيق قواعد النقد النصي فقد اقرت افضلية القراءة الاولى لأنها الاقدم والاقصر والمدعومة بأدق المخطوطات والمقروءة حاليا في الترجمة العربية المشتركة.

    – المثال الثالث (لوقا 4: 18) “لأشفي المنكسري القلوب” بين قوسين

    نلاحظ هنا ميل النساخ الى تكميل النص من الفقرة الموازية لها في الترجمة السبعينية للعهد القديم

    فالنساخ يميلون هنا لإضافة الفقرة لكي تتناغم مع (اشعياء 61؛ 1) الذي هو مصدر الاقتباس

    ويؤكد ذلك ماقاله هنري الفورد في تعليقه على الفقرة “الاقتباس يتفق تماما بالأساس مع السبعينية”

    The quotation agrees mainly with the LXX

    وهذا ايضا ما اكده بروس ميتزجر فيقول “هذا تكميل نسخي واضح من اجل جعل الاقتباس أكثر انسجاما مع نص السبعينية في (اشعياء 61: 1)

    This is an obvious scribal supplement introduced in order to bring the quotation more completely in accord with the Septuagint text of Is (61.1)

     وبفحص المخطوطات اليونانية نجد ان هناك قراءتين لهذه الفقرة كما يلي:

    1. القراءة “ارسلني لأنادي للمأسورين.. ” وهي مقروءة في المخطوطة السينائية والفاتيكانية والبيزية ومخطوطات العائلة13 وفي الترجمة اللاتينية القديمة والفولجاتا والسريانية والقبطية باللهجة الصعيدية والبحيرية
    2. القراءة “ارسلني لأشفي المنكسري القلوب لأنادي للأسرى …” وهي مقروءة في المخطوطة السكندرية والمخطوطة دلتا وثيتا ومخطوطات العائلة1 وفي غالبية المخطوطات البيزنطية وفي أحد مخطوطات الترجمة اللاتينية القديمة وبعض مخطوطات الترجمة القبطية باللهجة البحيرية

     وبتطبيق قواعد النقد النصي فقد اقرت افضلية القراءة الاولى لأنها فسرت سبب ظهور القراءة الثانية وهي مدعومة بأدق المخطوطات والمقروءة حاليا في الترجمة العربية المشتركة.

    – المثال الرابع (الاعمال 10: 6) “هو يقول لك ماذا ينبغي ان تفعل” بين قوسين

    ان قصة ايمان كيرنيليوس وردت مرات في سفر اعمال الرسل وذكرت في فقرتين متشابهتين في سفر اعمال الرسل أحدهما (10: 5) وهي حوار ملاك الرب مع كيرنيليوس قائلا أرسل رجالا الى سمعان بطرس في يافا

     والفقرة الاخرى (11: 13) وهي شرح بطرس عن ايمان كيرنيليوس في اورشليم امام اهل الختان وان ملاك الرب قال لكيرنيليوس أرسل رجالا الى سمعان بطرس في يافا

    ونظرا لميل النساخ لتوفيق الفقرات المتشابهة فقام أحدهم باقتباس العدد 14 في (اعمال 11: 13-14) واعادة صياغته وادخاله بنهاية (اعمال 10: 6)

    ويعلق العالم بروس ميتزجر ويقول: “تضيف بعض من المخطوطات المتأخرة هذه الفقرة من نهاية العدد (11: 14) “

    وبعد فحص شواهد التباينات اليونانية نلاحظ وجود ثلاثة قراءات كما يلي:

    1. القراءة الاولى وهي السائدة “بيته عند البحر” وتقرأ في جميع المخطوطات اليونانية السكتدرية والبيزنطية وهي المقروءة في الترجمة العربية المشتركة
    2. القراءة الثانية “بيته عند البحر وَهُوَ يُكَلِّمُكَ كَلَامًا بِهِ تَخْلُصُ أَنْتَ وَكُلُّ بَيْتِكَ.” وتقرأ في ستة مخطوطات يونانية متأخرة بالإضافة الى بعض مخطوطات الترجمة القبطية باللهجة البحيرية
    3. القراءة الثالثة “بيته عند البحر هُوَ يَقُولُ لَكَ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ تَفْعَلَ». وتقرأ في هامش المخطوطة 69 وفي بعض مخطوطات الترجمة اللاتينية الفولجاتا ثم فولجاتا كليمنس ومنها الى النص اليوناني المستلم وهي مقروءة في الترجمة العربية الفاندايك

    وبمقارنة الشواهد وتطبيق قواعد النقد النصي فقد اقرت افضلية القراءة الاولى كونها مدعومة بأفضل الشواهد اليونانية وفسرت سبب ظهور القراءات الاخرى

    – المثال الخامس (رومية 8: 1) ” ٱلسَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ ٱلْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ ٱلرُّوحِ.” بين قوسين

    ان الشواهد الاقدم والافضل للنصوص السكندرية والغربية بالإضافة الى بعض الشواهد الاخرى لا تضع اضافة بنهاية العدد (رومية 8: 1)

    وقد تم تعديل الفقرة على مرحلتين وذلك من خلال دراسة الشواهد النصية للفقرة (رومية 8: 1) كما يلي:

    المرحلة الاولى حيث قام بعض النساخ المتأخرين بإضافة المقطع “السالكين ليس حسب الجسد” وهى مقتبسة من العدد الرابع من نفس الاصحاح (رومية 8: 4)

     المرحلة الثانية حيث اضيف لاحقا المقطع “بل حسب الروح” وذلك يتضح من الشواهد المتأخرة

    ويبدو ان الادلة الخارجية والداخلية دافعة بقوة للقراءة القصيرة

    حيث يتضح ان النساخ اندفعوا بشدة لإضافة التقيد المذكور في العدد (رومية 8: 4)

    يذكر هنري الفورد في تعليقه النقدي ان الكلمات “ٱلسَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ ٱلْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ ٱلرُّوحِ.” ربما ادخلت كحاشية من العدد الرابع (8: 4) مضبوط في ادراكه ولكن ليس في موضعه”

    ويؤكد ذلك ما قاله بروس ميتزجر: “في نهاية العدد (8: 1) تضع المخطوطات المتأخرة ادخالا من العدد الرابع (8: 4) على مرحلتين”

    ويقول ايضا: “ان القراءة الاقصر التي تجعل الفقرة أكثر عمومية – بدون اي اشتراط يوافق العدد الرابع – هى المدعومة بقوة بالشواهد المبكرة من النصوص السكندرية والغربية”

    ويؤكد ذلك بروس تيري: “يبدو ان الكلمات المضافة قد اضيفت على مرحلتين من العدد الرابع” (8: 4)

    The additional words seem to have been added in two stages from verse 4.

    وبفحص شواهد هذه الفقرة نلاحظ وجود ثلاثة قراءات كما يلي:

    1. القراءة الاولى “ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ” وتقرأ في المخطوطة السينائية بيد ناسخها الاصلي والفاتيكانية والافرايمية بتصحيح ثان وفي المخطوطة البيزية بيد ناسخها الاصلي وفي الترجمة القبطية باللهجة الصعيدية والبحيرية وهي المقروءة في الترجمة العربية المشتركة.
    2. القراءة الثانية “ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ، ٱلسَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ ٱلْجَسَدِ” وتقرأ في المخطوطة السكندرية والبيزية بتصحيح اول وفي الترجمة اللاتينية الفولجاتا
    3. القراءة الثالثة “ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ، ٱلسَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ ٱلْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ ٱلرُّوحِ.” وتقرأ في المخطوطة السينائية بتصحيح ثان والبيزية بتصحيح ثان وفي غالبية المخطوطات البيزنطية وهى المقروءة في الترجمة العربية الفاندايك

    وبمراجعة الادالة الداخلية والخارجية وميول النساخ فتم اقرار القراءة الاولى كونها مدعومة بافضل الشواهد اليونانية

    – المثال السادس (1كورنثوس 6: 20) “وفي ارواحكم التي هي لله”

    يبدو ان ناسخا قد اضاف حاشية تفسيرية بنهاية العدد (1كورنثوس 6: 20) مقتبسة ومعاد صياغتها من رسالة رومية “وَلَا تُقَدِّمُوا أَعْضَاءَكُمْ آلَاتِ إِثْمٍ لِلْخَطِيَّةِ، بَلْ قَدِّمُوا ذَوَاتِكُمْ لِلهِ” (رومية 6: 13) لكي تتضمن الارواح والاجساد

    يقول بروس ميتزجر: “اتبع النص المستلم العديد من المخطوطات المتأخرة واضاف بعد كلمة “اجسادكم” المقطع “وارواحكم التي هي لله”.

    وبكمل “هذه الكلمات هي حاشية وذلك بسبب دعم الشواهد المبكرة والمفضلة للنص الاقصر والسبب الثاني هو طبيعة الاضافة نفسها”.

    (ليست لازمة للنقاش المتعلق بقداسة الجسد وبدون تنويه للروح).

    ويضيف ميتزجر ايضا: “يبدو ان هذه الكلمات ادرجت رغبة في تلطيف حدة القديس بولس ولتوسيع مجال التحذير”

    وللفقرة هنا ثلاثة قراءات وهي كالتالي:

    1. القراءة “اجسادكم” وتقرأ في البردية46 والمخطوطة السينائية والسكندرية والفاتيكانية والافرايمية بيد ناسخها الاصلي والبيزية بيد ناسخها الاصلي والفولجاتا والقبطية باللهجة الصعيدية والبحيرية وهي المقروءة في الترجمة العربية المشتركة
    2. القراءة “اجسادكم وارواحكم” وتقرأ في مخطوطة يونانية واحدة فقط
    3. القراءة الثالثة “اجسادكم وارواحكم التي هى لله” وتقرأ في المخطوطة الافرايمية بتصحيح ثالث وفي البيزية بتصحيح ثان وغالبية المخطوطات البيزنطية وفي بعض مخطوطات الفولجاتا ومنها للنص اليوناني المستلم وهي المقروءة في الترجمة العربية الفاندايك

    وبمراجعة الشواهد اليونانية وتطبيق قواعد النقد النصي وميول النساخ فاقرت القراءة الاولى كونها مدعومة بافضل الشواهد اليونانية فسرت ظهور القراءت الاخرى

    – المثال السابع (افسس 3: 9) “بيسوع المسيح” بين قوسين

    يبدو ان هذا التمديد اللاهوتي والذي يعتبر أحد الميول النسخية الشهيرة يعتمد على عقيدة لاهوت المسيح الراسخ في عدة فقرات بالعهد الجديد منها:

    1. في انجيل يوحنا “كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ” (يوحنا 1: 3)
    2. وفي رسالة العبرانيين ” ٱلَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ ٱلْعَالَمِينَ، ” (عبرانيين 1: 2)
    3. وفي رسالة كولوسي ” ٱلْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ.” (كولوسي 1: 16)

    وبالتالي فالتمديد النسخي المذكور بالرغم انه يمثل اضافة لاحقة الا انه لا يخالف الخريستولوجي الراسخ بالكتاب المقدس

    يعلق بروس ميتزجر: ” النص اليوناني المستلم اتبع قراءة المخطوطة البيزية بتصحيح ثالث وبعض المخطوطات المتأخرة الاخرى باضافة المقطع “بيسوع المسيح”

    The Textus Receptus, following Dc K adds διὰ Ἰησοῦ Χριστοῦ.

    ويضيف ميتزجر: “ولعدم وجود سبب لماذا تحذف هذه الكلمات اذا كانت اصلية؟! فان اللجنة فضلت ان تقرأ “خالق الجميع” والمدعومة بشكل قاطع بالبردية46 والسينائية والسكندرية والفاتيكانية والافرايمية والبيزية بيد ناسخها الاصلي”

    Committee preferred to read simply κτίσαντι, which is decisively supported by P46 א A B C D*

    وللفقرة قراءتين كالتالي:

    1. القراءة الاولى “خالق الجميع” وتقرأ في البردية46 والمخطوطة السينائية والسكندرية والفاتيكانية والافرايمية والمخطوطة البيزية بيد ناسخها الاصلي بالاضافة الى الترجمة اللاتينية القديمة والفولجاتا والترجمة السريانية والقبطية وهي المقروءة في الترجمة العربية المشتركة
    2. القراءة الثانية “خالق الجميع بيسوع المسيح” وتقرأ في المخطوطة البيزية بتصحيح وفي غالبية المخطوطات البيزنطية ومنه الى النص اليوناني المستلم وهى المقروءة في الترجمة العربية الفاندايك

    وبمراجعة الشواهد اليونانية وتطبيق قواعد النقد النصي وميول النساخ فاقرت القراءة الاولى كونها مدعومة بافضل الشواهد اليونانية فسرت ظهور القراءت الاخرى

    – المثال الثامن (كولوسي 1: 14) “بدمه” بين قوسين

    ان المقطع “بدمه” في “ٱلَّذِي لَنَا فِيهِ ٱلْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ ٱلْخَطَايَا” (كولوسي 1: 14) يقرأ في العديد من المخطوطات المتأخرة وقليل من الترجمات وشواهد الاباء

    الا ان القراءة قد ادخلت من نص موازي في (افسس 1: 7)”ٱلَّذِي فِيهِ لَنَا ٱلْفِدَاءُ بِدَمِهِ، غُفْرَانُ ٱلْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِه”ِ حيث ان النص راسخ هناك

    لو كان المقطع “بدمه” أصلي في كولوسي لماذا يحذفه النساخ من كولوسي (1: 14) ويبقونه في افسس (1: 7)؟؟

    علاوة على ذلك فان شاهد القراءة القصيرة ساحق اضافة الى العديد من الترجمات القديمة والاباء

    تعليق ميتزجر على الفقرة:

    “يتبع النص اليوناني المستلم للعديد من الشواهد الثانوية باقتباس المقطع “بدمه” من (افسس 1: 7) “

    The Textus Receptus, following several secondary witnesses, interpolates from (Eph 1.7) the words διὰ τοῦ αἵματος αὐτοῦ

    ويقول ايضا: “اذا كان المقطع “بدمه” اصلي فلا يوجد سبب يجعل النساخ يحذفونه”

    وايضاتعليق بروس تيري:

    “يبدو ان المقطع “بدمه” قد افتبس بواسطة بعض النساخ من الفقرة الموازية في (افسس 1: 7)”

    The phrase “through his blood” was apparently borrowed by some copyists from the parallel passage in (Ephesians 1:7)

    ولهذا المقطع اثنين من القراءات:

    1. القراءة الاولى “ٱلَّذِي لَنَا فِيهِ ٱلْفِدَاءُ، غُفْرَانُ ٱلْخَطَايَا.” وتقرأ في المخطوطة السينائية والسكندرية والفاتيكانية والبيزية وبعض نسخ المخطوطات البيرنطية والفولجاتا والترجمة القبطية وهي المقروءة في الترجمة العربية المشتركة
    2. القراءة الثانية “ٱلَّذِي لَنَا فِيهِ ٱلْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ ٱلْخَطَايَا.” وتقرأ في بعض المخطوطات البيزنطية والترجمة اللاتينية فولجاتا كليمنس ومنها الى النص اليوناني المستلم وهي المقروءة في الترجمة العربية الفاندايك

    وبمراجعة الشواهد اليونانية وتطبيق قواعد النقد النصي وميول النساخ، اقرت القراءة الاولى كونها مدعومة بأفضل الشواهد اليونانية فسرت ظهور القراءة الاخرى

    – المثال التاسع (1يوحنا 4: 3) “المسيح قد جاء في الجسد” بين قوسين

    المقطع مقتبس من ” بِهَذَا تَعْرِفُونَ رُوحَ ٱللهِ: كُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي ٱلْجَسَدِ فَهُوَ مِنَ ٱلله”. (1يوحنا 4: 2) وهو العدد السابق له بنفس الاصحاح من نفس الرسالة

    عدد من التباينات نتجت من الكلمة “يسوع” البعض منها حول المقطع الى بناء تكميلي مثل:

    1. “يسوع الرب” المقروءة في المخطوطة السينائية
    2. “يسوع المسيح” المقروءة في غالبية المخطوطات البيزنطية
    3. “المسيح” المقروءة في أحد المخطوطات اليونانية المتأخرة

    ولكن قراءة “يسوع” مدعومة بالمخطوطة السكندرية والفاتيكانية وهي تفسر سبب ظهور القراءات الاخرى

    وعليه فان قراءة “يسوع” هي المفضلة من الناحية الادلة الخارجية والداخلية على السواء

    تعليق بروس ميتزجر النقدي:

    “غالبية اعضاء اللجنة اعتبرت ان القراءة القصيرة “يسوع” المدعومة بالشواهد المفضلة في النص السكندري والغربي قد تم تمديدها بواسطة نساخ باضافات مشتقة من العدد السابق “يسوع المسيح قد جاء في الجسد”

     was expanded by copyists with additions derived from the previous verse (Ἰησοῦν Χριστὸν ἐν σαρκὶ ἐληλυθότα).

    ويضيف ميتزجر ايضا:

    “التكميلات المتنوعة هي دليل انها تعديلات ثانوية للنص الاصلي”

     The variety of the supplements is a further indication that they are secondary modifications of the original text.

    تعليق روجر اومانسون:

    “القراءات المطولة المتنوعة مثل “يسوع المسيح” و”يسوع قد جاء في الجسد” هي تمديدات نتجت لتوافق التصريح بالعدد السابق”

    The various longer readings, such as “Jesus Christ ” and “Jesus in the flesh has come” are expansions made to agree with statements in the previous verse.

    وللمقطع هنا ستة قراءات كما يلي:

    1. “يسوع” وهي تقرأ في المخطوطة السكندرية والفاتيكانية وفي الترجمة اللاتينية الفولجاتا بالاضافة الى الترجمة القبطية باللهجة البحيرية ومقروءة في الترجمة العربية المشتركة
    2. “يسوع المسيح” مقروءة في مخطوطة يونانية واحدة بيد ناسخها الاصلي وبعض مخطوطات الفولجاتا والترجمة القبطية باللهجة الصعيدية وبعض مخطوطات اللهجة البحيرية
    3. “المسيح قد جاء في الجسد” مقروءة في مخطوطة يونانية واحدة بالاضافة الى بعض مخطوطات الترجمة اللاتينية الفولجاتا
    4. “يسوع الرب قد جاء في الجسد” وهي مقروءة في المخطوطة السينائية فقط
    5. “يسوع المسيح قد جاء في الجسد” (بدون اداة تعريف كلمة يسوع باليونانية) وهي مقروءة في عدد من المخطوطات اليونانية وبعض نسخ المخطوطات البيزنطية
    6. “يسوع المسيح قد جاء في الجسد” وتقرأ في عدد من المخطوطات اليونانية وبعض نسخ المخطوطات البيزنطية ومنها للنص اليوناني المستلم وهي المقروءة في الترجمة العربية الفاندايك

     وبتطبيق قواعد النقد النصي وميول النساخ فاقرت القراءة الاولى كونها مدعومة بافضل الشواهد اليونانية وانها فسرت ظهور القراءات الاخرى

    – المثال العاشر (1يوحنا5: 7) الفاصلة اليوحناوية بين قوسين

    يمكن تلخيص الرد على الفاصلة اليوحناوية في جملة بسيطة هى ان العدد السابع هو التفسير الرمزي للعدد الثامن ويحتفظ بعقيدة التثليث

    والتفسير الرمزي كما يلي:

    الروح يرمز لله الاب

    الماء يرمز للروح القدس

    والدم يرمز للابن المتجسد

    فيصير العدد الثامن اشارة واضحة لعقيدة التثليث وذلك في كتابات الاباء اللاتين

    وذلك منذ القرن الثالث الميلادي في كتابات القديس كبريانوس والقديس اغسطينوس باللغة اللاتينية وقد تسللت الى متن النص في الفولجاتا اللاتينية ومنها الي النص اليوناني المستلم

    تعليق بروس ميتزجر النقدي:

    “ان عدم اصالة هذه الكلمات (الفاصلة اليوحناوية) وعدم بقاءها في العهد الجديد مؤكد في ضوء

     الاعتبارات التالية:

    (أ) الدليل الخارجي:

    1. الفقرة غائبة من كل مخطوطة يونانية معروفة ماعدا ثمانية وهي تتضمن الفقرة فيما يبدو ترجمة من تنقيح متأخر للفولجاتا اللاتينية.

    اربعة مخطوطات من الثمانية تتضمن الفقرة كقراءة متباينة مكتوبة في الهامش كإضافة لاحقة للمخطوطة.

    1. الفقرة لم تقتبس من الاباء اليونانيين الذين اذا عرفوها كانوا وظفوها بالتأكيد في مناظرات التثليث (السابيلية والاريوسية).

    اول ظهور لها باليوناني كان في ترجمة يونانية لأعمال المجمع اللاتيراني (باللغة اللاتينية) عام 1215

    1. الفقرة غائبة من مخطوطات الترجمات القديمة (السريانية والقبطية والارمينية والاثيوبية والعربية والسلافونية) ماعدا الترجمة اللاتينية.

    وغير موجودة في اللاتيني القديم في شكله المبكر او في الفولجاتا التي اصدرها القديس جيروم (المجلد فولدينسيس 546م والمجلد امياتينوس قبل عام 716م) ولا في المجلد فاليسليانوس بالقرن التاسع.

    أقدم نموذج للفقرة مقتبسة كجزء من النص الحقيقي للرسالة (رسالة يوحنا الاولى) كان في الفصل الرابع من رسالة لاتينية بالقرن الرابع 385م

    ويبدو ان الفاصلة اليوحناوية ظهرت عندما فهمت الفقرة الاصلية كرمز للثالوث من خلال الاشارة للشهود الثلاثة (الروح والماء والدم) وربما كتب هذا التفسير الرمزي كتعليق هامشي اولا ثم وجد طريقه الى متن النص.

    وفي القرن الخامس اقتبست الفاصلة اليوحناوية بواسطة الاباء اللاتين بشمال افريقيا وايطاليا كجزء من نص رسالة يوحنا ومن القرن السادس وما بعد وجدت متكررة أكثر فأكثر في مخطوطات اللاتيني القديم والفولجاتا

    (ب) الدليل الداخلي

    1. الاعتبارات النسخية فاذا كانت الفقرة اصلية فلا يوجد سبب يفسر حذفها اما بالصدفة او بالتعمد بواسطة نساخ مئات المخطوطات اليونانية ومترجمي الترجمات القديمة
    2. الاعتبارات الجوهرية فان الفاصلة تحدث قطع غير ملاءم في السياق”.

    وللفاصلة اليوحناوية قراءتين فقط:

    1. القراءة القصيرة “والذينَ يَشهَدونَ هُم ثلاثةٌ. الرُوحُ والماءُ والدّمُ، وهَؤُلاءِ الثّلاثَةُ هُم في الواحد”ِ

    وتقرأ في المخطوطة السينائية والسكندرية الفاتيكانية وغالبية المخطوطات البيزنطية والترجمة اللاتينية القديمة والفولجاتا المبكرة والسريانية والقبطية باللهجة الصعيدية والبحيرية وهي مقروءة في الترجمة العربية المشتركة

    1. القراءة الطويلة “فَإِنَّ ٱلَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي ٱلسَّمَاءِ هُمْ ثَلَاثَةٌ: ٱلْآبُ، وَٱلْكَلِمَةُ ، وَٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ. وَهَؤُلَاءِ ٱلثَّلَاثَةُ هُمْ وَاحِدٌ .

    وَٱلَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي ٱلْأَرْضِ هُمْ ثَلَاثَةٌ: ٱلرُّوحُ، وَٱلْمَاءُ، وَٱلدَّمُ. وَٱلثَّلَاثَةُ هُمْ فِي ٱلْوَاحِدِ”

    وتقرأ في ثمانية مخطوطات يونانية متأخرة (منها اربعة بالهامش) وفي فولجاتا كليمنس ومنها الى النص اليوناني المستلم وهى مقروءة في الترجمة العربية الفاندايك

    الخلاصة:

    1. الكتاب المقدس مقدس وموحى به وهو وسيلة وليس غاية في حد ذاته … انه هو وسيلة لمعرفة مشيئة الله ومقاصده الالهية
    2. النساخ والمترجمون هم بشر حريصون في عملهم ولكن قد يخطئون ولكن الله قد حفظ كلمته من التحريف وعصم كتابه من التزييف من خلال وفرة مخطوطاته ومقارنها
    3. الاخطاء النسخية سواء كانت عفوية او بقصد لا تعني بالضرورة سوء نية الناسخ او المترجم فالدليل يثبت انهم كانوا ذوي ضمائر صالحة ومحفوظة بالإرادة الالهية
    4. التباينات بين المخطوطات تعطينا مجال اوسع في تحديد القراءات الاصلية وتتيح لنا امكانية الوصول للنص الاصلي في أقدم مخطوطاته وبكل سهولة… وهو ما يتعذر حصوله لبعض الكتب الاخرى
    5. الترجيح بين القراءات ليس عملا عشوائيا بل هو علم متخصص مبني على قواعد ثابتة ومطبقة على جميع الكتب القديمة مما يعطي مصداقية وموثوقية للكتاب المقدس تفوق جميع الكتب الاخرى
    6. وفرة المخطوطات تجعلنا نتأكد الاف المرات من نص الكتاب المقدس ولا تجعلنا نلجأ الى استخدام الحدس في تحديد القراءات كما في غيره من الكتب الاخرى
    7. بالرغم من تنوع بيئات نساخ الكتاب المقدس الا اننا لا نرى ولو لمرة واحدة ظهور لبصمة الناسخ او افكاره الشخصية ولا حتى نشوء تطور عقيدي او فقهي بالنص كما في الكتب الادبية القديمة الاخرى

    *** ملحوظة ختامية:

    كثرة الاخطاء النسخية العفوية والمقصودة وتوظيف التباينات بين المخطوطات من اجل الحصول على النص الاصلي في ضوء مخطوطاته المتاحة لا تسلب نص الكتاب المقدس عصمته ولا وحيه انما هى تعد بمثابة الدليل العلمي على الحفظ الالهي للكتاب المقدس.

    …… انتهى

    اثيناغوراس

    يونية 2020

    انجيل توما الأبوكريفي لماذا لا نثق به؟ – ترجمة مريم سليمان

    هل أخطأ الكتاب المقدس في ذِكر موت راحيل أم يوسف؟! علماء الإسلام يُجيبون أحمد سبيع ويكشفون جهله!

    هل الله يتغير؟ وهل يعبد المسيحيون الجسد؟ – المذيع المسلم يذيعها مدوية: أنا لا أعرف شيء

    رائحة المسيحيين الكريهة – هل للمسيحيين رائحة كريهة؟ الرد على احمد سبيع

    المسيح إتصلب – إزاي بعد 600 سنة المسلمين يقولوا “شبه لهم” – الجزء الأول

     

  • مسلم يرى ملاك ينزل من السماء ليعترف بألوهية الرب يسوع المسيح

    مسلم يرى ملاك ينزل من السماء ليعترف بألوهية الرب يسوع المسيح

    مسلم يرى ملاك ينزل من السماء ليعترف بألوهية الرب يسوع المسيح

    مسلم يرى ملاك ينزل من السماء ليعترف بألوهية الرب يسوع المسيح
    مسلم يرى ملاك ينزل من السماء ليعترف بألوهية الرب يسوع المسيح

    مسلم يرى ملاك ينزل من السماء ليعترف بألوهية الرب يسوع المسيح

    بين يدينا اليوم فيديو جديد للشاب المسلم أحمد سبيع، وفي هذا الفيديو سيعرض أحمد جهله أمام الجميع. وكي لا نطيل، فسنعرض النقاط الرئيسية لأحمد سبيع ثم نرد عليها ردا سريعًا وغير مُخل.

    وبدايةً، شبهة أحمد سبيع اليوم تتعلق بالنصوص الواردة في بشارة القديس لوقا، في الأصحاح 22، والأعداد 43 و44 التي تقول حسب ترجمة فان دايك [43 وظهر له ملاك من السماء يقويه. 44 واذ كان في جهاد كان يصلّي باشد لجاجة وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الارض.]. ولدى هذا المسكين عدة اعتراضات وهي:

    1. هل يحتاج الإله إلى ملاك ليقويه؟ أم أن هذا الملاك لم يكن يعرف أن المسيح هو الله؟
    2. كيف يحتاج الناسوت إلى ملاك يقويه وهو (أي الناسوت) متحدًا باللاهوت؟!
    3. هل هذه النصوص أصيلة فعلا؟ وما سبب اختلاف المخطوطات فيها؟

    وسريعًا، نبدأ الرد على نقاطه..

    أولًا: هل يحتاج الإله إلى ملاك ليقويه؟ أم أن هذا الملاك لم يكن يعرف أن المسيح هو الله؟

    دائمًا نجد عدد كبير من المتصدرين لإصدار الشبهات ضد العقيدة المسيحية، لديهم حَوَل فكري عندما يتكلمون عن المسيح له كل المجد. فتجدهم يتناسون أن للمسيح ناسوت وأن له لاهوت أيضًا. ثم، ينظرون للجانب اللاهوتي منه، ويسألونا، كيف لله أن يأكل؟ كيف لله أن يموت؟ كيف لله أن يشرب وكيف له أن ينام ويتعب ويبكي!!؟ فتجد أن المسيحي يقوم بإلباسهم النظارة، ليشير لهم إلى الجانب الناسوتي في المسيح، ونقول لهم أن كل هذه الصفات وكل تلك الأسئلة التي سألتها تتعلق بالناسوت، فلما نسيت ان للمسيح ناسوت؟ ولما تنسب هذه الصفات للاهوت متسائلا عنها وتتناسى الناسوت؟ فكل هذه الأسئلة لا يكن لها وجود فقط إن كان صاحبها يوجهها إلى ناسوت المسيح، لأنه من الطبيعي أن الناسوت يأكل ويشرب وينام ويتعب ويحزن ويفرح وينتقل ويصعد إلخ. فتكون الأسئلة قد أُجيب عليها بمجرد أن يكون نظر صاحبها 6/6.

    وبالعكس، تجدهم يتناسون الجانب اللاهوتي للمسيح، ثم ينظرون للجانب الناسوتي منه، ويسألونا، كيف لهذا الإنسان الذي يأكل ويشرب وينام….إلخ، أن يكون هو الله؟ فتجد المسيحي -مرة أخرى- يأخذ نفس النظارة ويقوم بوضعها على أعين هؤلاء ليروا أن للمسيح لاهوتًا كاملا كما ان له ناسوتًا، وأن هذا اللاهوت قد شهد له الكتاب المقدس في عديد المرات. وهكذا تنتهي هذه الأسئلة التي لا تخرج إلا ممن لا يعرف أي شيء عن (وليس في) العقيدة المسيحية.

    فإجابة هذا السؤال الساذج هو أن الملاك نزل لكي يقوي المسيح الذي له ناسوت، فبحسب الناسوت، كما أن المسيح يتعب وينام ويستريح، فهو أيضًا يضطرب كأي إنسان، فقد شابهنا وماثلنا في كل شيء ما عدا الخطية، فهذا الملاك لم ينزل لكي يقوي اللاهوت، بل الناسوت. وهذه إجابة عامة على كل هذه الأسئلة التي تندرج تحت هذا الخطأ الفاحش من هؤلاء الجهلة.

    فالرب يسوع وهو الله، بعدما أخلى نفسه وأخذ صورة العبد (فيلبي 2: 6- 11)، أعطاه الله الآب -حتى وهو متجسدًا- أن يكون أفضل من الملائكة (عبرانيين 1: 3- 11؛ أفسس 1: 21؛)، فالملاك الذي خلقه المسيح خالق كل شيء، عندما نزل لأمه العذراء دعاه بالقدوس.

    ثانيًا: كيف يحتاج الناسوت إلى ملاك يقويه وهو (أي الناسوت) متحدًا باللاهوت؟!

    هذا السؤال يمكن أن يصاغ بنفس الطريقة التي تكلمنا عنها في النقطة السابقة، فمثلا يمكن ان نجد شخصًا آخرًا يقول: كيف يجوع الناسوت وهو معه اللاهوت الذي يشبع الكون كله بما فيهم البشر والحيوانات والحشرات إلخ؟ وكيف يتعب الناسوت وهو معه اللاهوت القادر أن يريحه؟! وذلك لأن هذا السؤال نابع عن عقل لا يعرف ما يعرفه الطفل المسيحي اليوم في مدارس الآحاد. إن اتحاد اللاهوت بالناسوت لم يغير من صفات اللاهوت كلاهوت، ولم يغير من صفات الناسوت كناسوت طبيعي. فبقيّ اللاهوت لاهوتًا ولم يتحول ولم ينقص باتحاده بالناسوت، وبقيّ الناسوت ناسوتًا ولم تزُل عنه صفاته البشرية الطبيعية مثل الجوع والألم والتعب والنوم إلخ، فاللاهوت لم يمنع عن الناسوت صفاته، كما أن الناسوت لم يمنع عن اللاهوت صفاته ولم يُعطِّلها.

    فكان من الأولى على هذا المعترض أن يسأل: كيف يجوع المسيح وهو معه اللاهوت؟ ليضحك عليه بالأكثر المسلم قبل المسيحي. فالقوة عمومًا هي من الله، لا من ملاك أو غيره. والله هو من أرسل هذا الملاك ليقوي المسيح جسديًا.

    ثالثًا: هل هذه النصوص أصيلة فعلا؟ وما سبب اختلاف المخطوطات فيها؟

    لا أعرف حقيقةً، لماذا يقحم أحمد سبيع نفسه فيما لا يفهم فضلا عن أن يتقن؟! تعرّضَ أحمد سبيع لهذا النص من حيث الأصالة من عدمها، وأنا هنا لن أتعرض لبحث أصالة النص من عدمها لأن سبيع لم يكن احتجاجه بأن النص أصيل أو غير أصيل، وسأعرض رد علمي تحليلي مبسط لهذا النص في المخطوطات والترجمات القديمة، لأنفي زعمه سبيع من أن هذا النص إنمّا حُذف لأجل أنه يشير إلى ضعف المسيح.

    الجزء التالي هو جزء متخصص جدًا، وهو غير أساسي في هذا الرد، فمن لا يريد قراءته فلينتقل مباشرة إلى:

    تفسير الحذف والإضافة في المخطوطات من وجهة نظر العلماء!

    الشق النصي:

    • قراءة الحذف (أي الشواهد النصية التي تحذف النصوص):

    المخطوطات: البردية 75 (القرن الثالث)، البردية 69 (القرن الثالث) (البردية مشوهة بحيث أننا لا نستطيع الجزم بقراءة الحذف فيها videtur)، التصحيح الأول للسينائية (أواخر القرن الرابع)، السكندرية (القرن الخامس)، الفاتيكانية (القرن الرابع)، واشنطن (القرن الخامس)، بورجيانوس (القرن الخامس)، 579 (القرن الثامن)، 1071* (القرن السابع)، N (القرن السادس)، قراءات كنسية لأسبوع الآلام (القرن التاسع)، R (القرن السادس)، مخطوطات يونانية اخبر عنها القديس انسطاسي ومخطوطات يونانية ولاتينية اخبر عنها القديس هيلاري أسقف بواتيه.

    الترجمات القديمة: القبطية البُحيرية (جزء منها) والقبطية الصعيدية (القرن الثالث/الرابع)، مخطوطات من الأرمينية (القرن الخامس)، الجورجينية (القرن الخامس)، itf (القرن السادس)، syrs (القرن الرابع)

    إقتباسات الأباء: القديس أثناسيوس الرسولي (تينح 373م)، القديس كيرلس الكبير (تينح 444م)، أكليمنضس الروماني (القرن الثالث)، أمبروسيوس (القرن الرابع)، جيروم (القرن الخامس)، ماركيون (القرن الثاني)

    • قراءة الإثبات (أي الشواهد النصية التي تذكر النصوص):

    المخطوطات: السينائية (القرن الرابع)، المصحح الثاني للسينائية (القرن السابع)، بيزا (القرن الخامس) ، L (القرن الثامن)، Δ* (القرن الرابع)، Ψ (القرن الثامن/ التاسع)، 157 (1125م)، 1006 (القرن السادس)، 1241 (القرن السابع)، 1243 (القرن الحادي عشر)، 1342 (القرن الثالث/الرابع عشر)، X (القرن العاشر)، 892* (القرن التاسع)، f1، 13c (القرن الثامن)،13* (القرن الثالث عشر) (موجودة بعد، متى،26 : 39)، f13 (موجودة بعد، متى،26 : 39))، 205 (القرن الخامس عشر)، 565 (القرن التاسع)، 828 2/1(القرن الثاني عشر)، 1071c (القرن الثاني عشر)، 1424 (القرن التاسع/ العاشر)، 700 (الحادي عشر)، 0171 (300م)، 1292 (القرن الثالث عشر)،1505 (القرن الثاني عشر)، 1646 (1172)، E (القرن الثامن)، F (القرن التاسع)، G (القرن التاسع)، H (القرن التاسع)، K (القرن التاسع)، Q (القرن الخامس)، Θ (القرن التاسع)، Π* (القرن التاسع)، Πc  (القرن التاسع)،، Δc ، 0233 (القرن الثامن)، 180 (القرن السابع)، 597 (القرن الثامن)، 1009 (القرن الثامن)، 1010 (القرن السابع)، 1230 (1124م)، 1242 (القرن الثامن)، 1253 (القرن الخامس عشر)، 1344 (القرن السابع)، 1365 (القرن الثاني عشر)، 1546 (1263م)، 2148 (1337م)، 2174 (القرن الرابع عشر)، 892 c (القرن التاسع)، 0171vid (300م)، 1079 (القر التاسع)، 1195 (1123م)، 1216 (القرن الحادي عشر)، قراءات كنسية 184، 211، كل مخطوطات النص البيزنطي،  مخطوطات يونانية ولاتينية أخبر عنها القديس جيروم، معظم المخطوطات اليونانية كما أخبر عنها القديس أنسطاسي، العائلة 13 (بعد متى 26 : 39)

    الترجمات القديمة: السريانية القديمة ” خابوريوس (165م، نظريًا)، القبطية البُحيرية (بعض مخطوطاتها) (القرن الثالث/الرابع) وفي بعض المخطوطات الأخرى تضعها بين اقواس، الفولجاتا اللاتينية (القرن الرابع)، ita (القرن الرابع)، itaur (القرن السابع)، itb (القرن الخامس)، itc  (القرن السابع/الثامن)، itd (القرن الخامس)، ite (القرن الخامس)، itff2 (القرن الخامس)، iti (القرن الخامس)، itl (القرن الثامن)، itq (القرن السادس/السابع)، itr1 (القرن السابع)، syrc (القرن الخامس)، syrp (القرن الخامس)، syrpal (القرن السادس)، syrh (616م)، Diatessaronarm (القرن الثاني)،  Diatessarone-arm  (373م)، Diatessaroni (القرن الثاني)، Diatessaronn (القرن الثاني)، معظم التراجم القديمة كما اخبر عنها القديس أنسطاسي، الإثيوبية (القرن السادس)، السلافينية (القرن التاسع).

    إقتباسات الأباء: رسالة الراعي لهرماس (الأول، الثاني ؟)، عهد ابراهيم[1]، القديس ديديموس الضرير (القرن الرابع)، العلامة أوريجانوس (القرن الثالث)، القديس أُغسطينوس (القرن الخامس)، القديس يوستينوس الشهيد (القرن الثاني)، القديس هيلاري أسقف بواتيه (القرن الرابع)، العلامة هيبوليستوسوفقاً لثيؤدوريت (القرن الخامس) (تنيح 235م )، إيريناؤس (202م)، المهرطق أريوس وفقاً للقديس أبيفانيوس (تنيح 403م) (القرن الرابع)، يوسابيوس القيصري (القرن الرابع)، Canons (القرن الرابع)، Caesarius-Nazianzus (القرن الرابع)،  قزمان Cosmas (القرن السادس)، القديس يوحنا ذهبي الفم (القرن الرابع)، القديس أبيفانيوس (القرن الرابع)، Facundus (القرن السادس)، القديس يوحنا الدمشقي (القرن الثامن)، القديس أغريغوريوس النزينزي (القرن الرابع)، Leontius (القرن السادس)، المهرطق نسطور (القرن الخامس)، القديس ديونسيوس (القرن الخامس)، Quodvultdeus (القرن الخامس)، ثيؤدور (القرن الخامس)، ثيؤدوريت (القرن الخامس)، ديونسيوس السكندري (تينح 265م)، القديس أثناثيوس الرسولي (تينح 373م)، القديس إفرام السرياني (تينح 373م)، واباء أخرين.

    التعليق على الأدلة النصية:

    من جهة الأقدمية، نجد ان الأدلة تؤيد وبقوة جدا ثبوت النص حيث ان الآباء والترجمات القديمة يوجد بها النص كاملاً، ومن جهة التوزيع الجغرافي نجد ان التوزيع الجغرافي للنص أثبت من الصخر فهو موجود في القوائم جميعاً بكل انواع نصوصها، فمثلا نجد ممثل النص السكندري في السينائية ونجد ممثل النص البيزنطي في مخطوطاته، وفي النص القيصري نجد الممثل في المخطوطة 700 وفي العلامة أوريجانوس وفي النص الغربي نجد المخطوطة البيزية والمخطوطة رقم 0171

    فالنص جغرافيا ثابت تماماً، وجدير بالذكر أيضاً، ان معظم (إن لم يكن كل) الآباء الذين يستشهد بهم العلماء كشهادة للحذف، إنما كان استشهادهم هذا نتيجة عدم تفسير الأب الكنسي لهذه النصوص، فيعتبرون ان عدم تفسير الأب لهما شهادة لصالح الحذف وهذا غير منطقي إن تأملنا فيه فليس من الشرط ان يعلق الأب على كل شيء بل من المعقول جدا ان يعلق على ما يريد ويترك ما لا يريد التعليق عليه، فالفرضية هذه قائمة على ان الأب يعلق على نسبة 100 % من النصوص المقدسة التي امامه بالإجبار والحتمية !، وهذا غير صحيح عقلاً! [2]، وأيضاً البردية 69 لا يمكن الجزم بأن النص غائب منها لسبب أصولي أي انه ليس أصلي ولذلك هو محذوف منها، هذا لا يمكن الجزم به حيث ان النصوص من 42 الى 45 محذوفة شبة تماماً وبالتالي لا يمكن الجزم بأن النصوص محل البحث (43، 44) محذوفة لأنها غير اصيلة بسبب ان النصوص الاخرى المفقودة فيها هي أصيلة بنسبة 100 % وخلا خلاف عليها مطلقاً وها هي صورة البردية 69 ولكنها بجودة قليلة.

    هذا كله للتعليق على الجانب النصي، وهذا ما لا يهمنا كثيرا في هذا البحث، واما الآن فسندخل في الجزء الثاني من البحث وهو الخاص بالرد على بعض اقوال العلماء بشأن سببية إضافة او حذف بعض المخطوطات لهذا النص، واستثمارا للوقت لن اضع اقوال العلماء بل سأضع تلخيص لها شامل ونرد عليه فيما بعد..

    تفسير الحذف والإضافة في المخطوطات من وجهة نظر العلماء!

    الغالبية العظمى من العلماء رشحوا سببين، واحداً للحذف، والآخر للإضافة، وأما عن الحذف، أي انهم افترضوا ان النصوص أصلية ولكن تم حذفها من بعض المخطوطات، فاقترحوا أن ناسخاً ما رأى ان هذه النصوص تُنـزِل من قيمة المسيح لاهوتياً حيث انها تظهره في مظهر الضعف التام، فقام هذا الناسخ بحذفها لأنها وفقا له (بحسب وجهة نظر العلماء) تسبب صعوبة في فهم ان المسيح ليس مساوي للآب في القوة وانه احتاج لدعم من الملاك! أو كي لا يستخدمها أعداء الإيمان والهراطقة كدليل يؤيد نظرتهم للمسيح انه ليس مساوي للآب، واما عن الإضافة، أي أنهم افترضوا أن النصوص غير أصلية ولكنها تم إضافتها فيما بعد، ويقولون عن هذه الإضافة أنها حدثت من تقليد قانوني، سواء كان شفهياً او مكتوباً، أي تقليد رسولي في الكنيسة الأولى، وأول من نادى بهذه النظرية كان الدكتور هورت. والقائلون بهذه الإضافة يقولون إنه تم إضافة هذه النصوص لمواجهة الهرطقات التي كانت تقول إن جيد المسيح ليس جسد حقيقي ذا لحم ودم حقيقيان وانه مجرد ظهور شكلي للمسيح وليس تجسد كامل كما نحن لنا اجساد، فيقولون إنه تم إضافة هذه الآيات لمواجهة هذا الفكر وليثبتوا ان المسيح له جسد حقيقي ودم حقيقي او أنه إنسان حقيقي كامل بشكل عام!

    وسوف نوضح كل هذه الآراء والنظريات، ونبدأ بالبردية 69، هذه البردية كما قلنا محذوف منها الآيات من 42 – 45، ويرجع العلماء هذا الحذف لسبب من إثنين، الأول هو أن الناسخ أراد أن يحذف هذه الآيات لأنها تسبب صعوبة تفسيرية في أن المسيح كان ضعيفاً جسدياً لهذه الدرجة التي يحتاج فيها ملاك ليقويه وبالتالي لم يكتفِ فقط بحذف الآيات 43 و44 والتي تقول ” وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ.44 وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ، وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ ” بل حذف أيضاً الآية 45 والتي تقول ” ثُمَّ قَامَ مِنَ الصَّلاَةِ وَجَاءَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ، فَوَجَدَهُمْ نِيَامًا مِنَ الْحُزْنِ “، لأن الآية 45 تتكلم عن فعل حدث أساساً في الآية 44، فلن يكون هناك معنى لو انه قال ان المسيح قام من الصلاة وهو لم يقل أن المسيح قد صلى!، وبالتالي لأنه يريد ان يحذف الآيات التي تسبب له مشكلة (بحسب رأي العلماء) فحذف الآيات من 42 إلى 45 لكي يكون هناك معنى لحذفه، وأما عن السبب الثاني المقترح لحذف، فهو ما يعرف  بأخطاء النقل البصري parablepsis حيث قام الناسخ بنسخ الآية 41 إلى ان وصل إلى كلمة προσηύχετο ثم حدث خطأ بصري معه فانتقل مباشرة الى προσευχῆς والتي هي في الآية 45 وبدأ من بعدها استكمال النسخ وأهمل ما في الوسط، ولتوضيح ما أقول:

    Luk 22:41 καὶ αὐτὸς ἀπεσπάσθη ἀπ᾿ αὐτῶν ὡσεὶ λίθου βολήν καὶ θεὶς τὰ γόνατα προσηύχετο

    Luk 22:42 λέγων· πάτερ, εἰ βούλει παρενεγκεῖν τοῦτο τὸ ποτήριον ἀπ᾿ ἐμοῦ· πλὴν μὴ τὸ θέλημά μου, ἀλλὰ τὸ σὸν γινέσθω.

    Luk 22:43 ὤφθη δὲ αὐτῷ ἄγγελος ἀπ᾿ οὐρανοῦ ἐνισχύων αὐτόν.

    Luk 22:44 καὶ γενόμενος ἐν ἀγωνίᾳ ἐκτενέστερον προσηύχετο. ἐγένετο δὲ ὁ ἱδρὼς αὐτοῦ ὡσεὶ θρόμβοι αἵματος καταβαίνοντες ἐπὶ τὴν γῆν.

    Luk 22:45 καὶ ἀναστὰς ἀπὸ τῆς προσευχῆς, ἐλθὼν πρὸς τοὺς μαθητὰς εὗρεν αὐτοὺς κοιμωμένους ἀπὸ τῆς λύπης,

    ولهذا السبب أسقط العلماء شهادة البردية 69 هنا كشهادة لحذف الآيات، أي أنهم أسقطوا شهادتها بأنها تقول ان الآيات ليست أصلية لأنها لم تكتف فقط بحذف الآيات 43 و44 بل من 42 إلى 45 وعليه فلا يمكن التعويل عليها لإثبات أن النصوص محل البحث أصلية أم غير أصلية، بالإضافة الى عامل هام آخر وهو البردية 75 حيث ان هذه البردية مقاربة جدا لنفس زمن البردية 69، وقد قامت بحذف الآيات 43 و44 فقط ولم تحذف الآيات من 42 الى 45 كاملة، لذا فهي لها سلطة أعلى حتى على البردية 69 وأبطلت شهادتها تماماً، ونبدأ الآن في مناقشة أراء العلماء بشأن الحذف أو الإضافة بشكل عام للآيات.

    كما قلنا سابقاً أن العامل الأول الذي يعزوا إليه العلماء الحذف (أي أن النصوص أصيلة) هو صعوبة تقبّل الناسخ لهذه الآيات فقام بحذفها، وهذا سبب ضعيف، حيث أن الناسخ الذي سيفكر بهذه الطريقة سيجد قبل هذه الآيات ” 41 وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42 قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». ” فهذا الكلمات أقوى بكثير من الآيات التالية لها حيث أنها بها ” جثا على ركبتيه ” و” إن شئت ” و” لا إرادتي ” فلو كان الناسخ بهذه العقلية لكان حذف هذه النصوص جميعها بالإضافة الى انه لو أراد فقط أن يحذف الآيات التالية لها لكان حذف فقط الآية 43 حيث ان هي التي بها كل المشكلة الفكرية لديه حيث انها فيها تقوية الملاك ليسوع المسيح ” وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ ” لأن الآية 44 بها نفس الفعل الذي قام به في الآيات 41 و42 حيث انها تقول ” وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ، وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ” فهو نفس الفعل الذي فعله بينه وبين الآب.

    ولهذا لو كانت هذه النظرة صحيحة لسبب الحذف لكان حذف كل هذه النصوص وليس فقط النصوص 43 و44، هذا بالإضافة إلى أن هناك شهادات كثيرة قبل هذا الزمن تشهد لأصالة النص تماماً لذا فيجب مراعاة الترتيب في الأدلة من حيث متى الحذف ومتى الإضافة، ولو أكمل هذا الناسخ النسخ سيجد قصة الصلب كاملة بكل ما فيها من ضعف ظاهري، فهل حذفها أيضاً؟!

    وأما عن السبب المتعلق بالإضافة، فكما قلنا أن من يقولون به يقولون ان النصوص ليست أصلية وتم إضافتها من مصدر تقليد قانوني الى بشارة القديس مرقس، ومع أن معتنقي هذه الفكرة لم يقدموا عليها دليلاً واحداً أو لم يخبرونا ما هو هذا المصدر القانوني سواء كان شفهي او مكتوب ولم يخبرونا كيف دخلت في كل هذه المخطوطات عبر كل الأزمنة وعبر كل هذا التوزيع الجغرافي وعبر الأقدمية للشهادات الآبائية، إلا أن السبب الذي يقدمونه للاستدلال بهذا القول هو أن كانت هناك بدع وهرطقات قديمة تجعل من المسيح إلها فقط أو انه الله ولكنه لم يتخذ جسداً حقيقياً، ذا لحم ودم تماماً مثلنا، ولان الكنيسة المستقيمة حاربت البدع التي تقلل من ناسوتية المسيح كما حاربت البدع التي تقلل من لاهوتية المسيح (وهذا صحيح) فيقول هؤلاء العلماء ان النُساخ او غيرهم اضطروا إلى إضافة هذه النصوص لصد هذه البدع وإيقافها والرد عليها!، بسبب وجود كلمات مثل ” يُقَوِّيهِ ” و” جِهَادٍ ” و” عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ “، وصراحة هذا كلام ساذج إلى أبعد الحدود، لماذا؟،

    ببساطة، لأن الأصحاحات التالية لهذا الأصحاح بل الآيات تبين بشكل صريح أن يسوع المسيح له جسد حقيقي تماماً مثلنا، والأصحاحات التالية له تحكي بدقة ان المسيح قد صُلب، فهل الذي يصلب بالمسامير والذي قبلها جُلد لا ينزل منه دم؟!!، عجبي! هذا إن تكلمنا عن الأصحاحات التالية لهاذا الأصحاح في إنجيل لوقا فقط!!، ودعونا نأخذ جولة سريعة في الآيات التالية لهذه الآية للتأكيد أن للمسيح جسد حقيقي تماماً مثلنا:

    • وَالرِّجَالُ الَّذِينَ كَانُوا ضَابِطِينَ يَسُوعَ كَانُوا يَسْتَهْزِئُونَ بِهِ وَهُمْ يَجْلِدُونَهُ،
    • هذَا تَقَدَّمَ إِلَى بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ، (يتكلم عن يوسف الرامي)
    • وَتَبِعَتْهُ نِسَاءٌ كُنَّ قَدْ أَتَيْنَ مَعَهُ مِنَ الْجَلِيلِ، وَنَظَرْنَ الْقَبْرَ وَكَيْفَ وُضِعَ جَسَدُهُ
    • فَدَخَلْنَ وَلَمْ يَجِدْنَ جَسَدَ الرَّبِّ يَسُوعَ
    • اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ! جُسُّونِي وَانْظُرُوا، فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي».
    • وَبَيْنَمَا هُمْ غَيْرُ مُصَدِّقِين مِنَ الْفَرَحِ، وَمُتَعَجِّبُونَ، قَالَ لَهُمْ:«أَعِنْدَكُمْ ههُنَا طَعَامٌ؟»، فَنَاوَلُوهُ جُزْءًا مِنْ سَمَكٍ مَشْوِيٍّ، وَشَيْئًا مِنْ شَهْدِ عَسَل، فَأَخَذَ وَأَكَلَ قُدَّامَهُمْ

    هذا فقط في الأصحاح 23 و24! فكم وكم لو أحصيت ما في هذه البشارة فقط؟ وكم وكم لو احصيت ما في العهد الجديد؟، هل عرفتم لماذا قلت انه سبب ساذج؟! ببساطة لأن النصوص الموجودة فعلاً تعلن هذا المعنى بوضوح أكبر من النصوص التي يقولون عليها إنها تم إضافتها لصد الهرطقة!، فلماذا لم يستخدموا هذه؟ وما هو الشيء الموجود في هذه الآيات والذي لا يوجد له أثر في الأناجيل مثلاً!؟ هذا من جهة وأما من جهة اخرى يقول العلماء أن هذه النصوص تم استخدامها من قِبَل الهراطقة لإظهار أن المسيح ضعيف لدرجة أنه احتاج تقوية من الملاك، وتم استخدامها أيضاً (ويا للعجب) من قِبَل الآباء للرد على المبتدعين الذي كانوا يقولون بأن المسيح له جسد خيالي وليس حقيقي واستخدمها الآباء للرد عليهم في أن المسيح له جسد ودم حقيقي وهنا يجب ان نقف وقفة بسيطة ونسأل، بخصوص الفريق الأول من المبتدعين الذين يقولون ان المسيح ضعيف هنا، كيف يقبل الآباء ان يحاجوهم بما هو ليس من الكتاب المقدس؟! وكيف يحاج هؤلاء الهراطقة أصلا بنص ليس من الكتاب المقدس أصلاً ضد الآباء الذين معهم النص؟!!

    فلو كان النص غير موجود مع الآباء وجاء له أحد الهراطقة واستشهد به ما كان لكلامه قيمة لأنه لا يستند لدليل كتابي هنا، واما بالنسبة للفريق الثاني من المبتدعين الذين يقولوا ان المسيح له جسد خيالي، فنوجه نفس السؤال، كيف يستشهد الهراطقة بهذا النص ويحاجون به إن لم يكن من الكتاب المقدس؟ وكيف يقبل الآباء احتجاجهم به وهو ليس من الكتاب المقدس؟!، جدير بالذكر هنا إني قرأت في أحد التعليقات أن عالم قال بأن بعض الآباء عندما استهدوا بالنص استشهدوا به مباشرة دون أن يقول أن هذا النص من الكتاب المقدس!، وصراحة هذه تعليق غريب مثير للضحك والشفقة!، فأولاً، ما الداعي لكي كُلما يقتبس اب نص من الكتاب المقدس ان يقول ” هذا النص من الكتاب المقدس “؟، أو ” هذا النص من انجيل كذا “!؟، وثانياً: ألا يعلم هذا العالم أن هناك أنواع عديدة من الاقتباسات؟ فمثلا يوجد اقتباس ضمني واقتباس حرفي واقتباس من الذاكرة وخصوصاً كلما اقتربنا من القرون الأولى!

    بعد هذا بالطبع سيكون السؤال الدائر في الأذهان هو ” إذن، كيف دخلت هذه القراءة (قراءة الحذف) إلى المخطوطات؟ ” وهذا السؤال هو ما جعل أغلب العلماء يعتقدون بان هذه المشكلة النصية من أصعب المشاكل النصية في العهد الجديد التي لا يقدرون على حسمها بشكل تام، الحل يبدأ في الظهور انطلاقا من العائلة 13 للمخطوطات، حيث تم ترحيل النصوص من إنجيل لوقا إلى انجيل متى بعد الآية (متى 26: 39)، وقد لا يلتفت البعض لهذا النقل، ولا يعيروه اهتماما ولكنه منه يبدأ الحل، فنجد الدكتور براون ريموند يقول:

    Luke 22:43–45a was read on Holy Thursday (between Matt 26:21–39 and Matt 26:40–27:2); when it became customary to read 22:39–23:1 as a pericope on Tuesday of the last week before Lent, 22:43–44 was omitted from it to avoid duplication. The placing of Luke 22:43–44 after Matt 26:39 in family 13 of the minuscules (most of which are lectionaries) reflects the Holy Thursday arrangement and is not real evidence of the “floating” character of the Lucan passage.[3]

    أي أن النصوص (لوقا 22:43،44) كان يتم قراءتها في يوم الخميس المقدس (خميس العهد) بين (متى 26: 21 – 39) و(متى 26: 40 – 27: 2) وعندما أصبح من المعتاد قراءة (لوقا 22: 39 – 23: 1) كجزء من يوم الثلاثاء في الأسبوع الأخير قبل الصوم الكبير، فتم حذف الآيات 43 و44 من هذه القراءات لتفادي تكرار قراءتها مرتين، وتبدأ الصورة في الوضوح عندما نعلم أن في باكر العصور المسيحية كانت الكتب المقدسة (الأسفار) يتم استخدامها داخل الكنيسة للقراءة منها مباشرة أي للعبادات داخل الكنيسة نظراً لضخامة ثمن شراء معدات الكتابة والبردي، فكان يتم قراءة هذه الأجزاء مباشرة من الكتب الأصلية أو بالأحرى النُسخ عنها[4].

    وعبر هذا الاستعمال الليتورجي يمكن ان يحدث هذا الحذف بلا سبب لاهوتي بغرض عدم التكرار في النسخ[5]ويوضح لنا فيلاند فيلكر نقلا عن هوسيكر أن هذه الآيات تم تمييزها عن طريق وضع علامات معينة إما بهدف الإشارة إلى أن هذه الآيات في متى منقولة عن لوقا في الأصل أي أن هذا ليس مكانها الأصلي أو بهدف الإشارة الى هذه الآيات وتحديدها لاستخدامها في القراءات الكنسية، وهذه العلامات قد ضللت بعض النساخ فلم يفهموا معناها ولم يفهموا ما سبب وجودها فاعتقدوا أن الناسخ السابق يريد ان يخبرهم أن هذه الآيات ليست أصلية فقاموا هم بحذفها وبالتالي تم نسخ البشارة وانتشرت في النسخ التي لا يوجد فيها هذه الآيات بدون هذه الآيات وهذا حدث في المصحح الأول للسينائية حيث قام هذه المصحح بوضع نقاط على هذه الآيات ظناً منه أنها غير أصيلة وهى تشير إلى معرفة الناسخ بأن هناك مخطوطات لا تحتوي على هذه الآيات، ومن هنا نعرف كيف تم حذف هذه الآيات من البشارة في بعض المخطوطات.[6]

    التحليل الداخلي:

    بعدما تكلمنا في الشق النصي الخاص بالأدلة الخارجية وتحليلها ووصلنا معاً لحل لتلك المشكلة المزعومة نأتي الآن إلى التحليل الداخلي وفيه يكون اهتمامنا على الخواص او السمات المميزة لكتابات القديس لوقا (البشارة وسفر الاعمال) وتحليل النص محل البحث لغوياً لنرى هل يتفق هذا الأسلوب مع اسلوب القديس لوقا في الكتابة ومع ما نعرفه عنه أنه كان طبيباً أم لا، فهذا التحليل يتبعه العلماء ليوضح لهم هل هذه النصوص لها علاقة بالشخصية التي نعرفها عن الكاتب أم لا، ونبدأ أولاً في استعراض الألفاظ التي استخدمها القديس مار لوقا الإنجيلي البشير وهل هي موجودة في بشارته وفي سفر أعمال الرسل (حيث انه هو الكاتب له) أم لا، وللتسهيل سوف أوضح التحليل في نقاط محددة لكي يسهل على الكل فهم هذا التحليل ببساطة:

    • جملة ” ὤφθη δὲ αὐτῷ ἄγγελος ” أي ” ظهر له ملاك ” جاء في لوقا 22: 43 ولوقا 1:11، وفي سفر اعمال الرسل 7:30.
    • كلمة ” ὤφθη ” أي ” ظهر ” تكررت في كتابات القديس لوقا عشر مرات بينما ظهرت في بشارة القديس متى مرة وحيدة هى الموازية لهذا النص في لوقا وظهرت في بشارة القديس مرقس مرة واحدة.
    • كلمة ” ἐνισχύων ” أي ” قوّاه ” لم تأتِ في كل العهد الجديد سوى مرة واحدة أخرى وهى في سفر أعمال الرسل 9: 19 حيث جاءت ” ἐνίσχυσεν “، ليس هذا فقط بل أن هذا المصطلح هو مصطلح طبي إستخدمه هيبوقراط Hippocrates، المعروف بأبو الطب! وهذا ما يؤكد ان النص أصيل تماماً بسبب ان القديس مار لوقا البشير هو طبيب.
    • الكلمة ” γενόμενος ” جاءت في لوقا 22: 43 وجاءت في سفر أعمال الرسل 10: 4، 12: 11، 16: 27، 16: 29، 15: 25، 28: 8، بالإضافة الى القراءة المستلمة في إنجيل لوقا 10: 32.
    • كلمة “ἀγωνίᾳ ” هذه الكلمة قد استخدمها الطبيب الإغريقي أريتايوس Aretaeus، في وصف الصراع.
    • كلمة “ἱδρὼς ” أي ” عرقه ” تم إستخدامها كثيرا في اللغة الطبية وقد ذكرها الطبيب هيبوقراط كثيراً جداً وأريتايوس.
    • كلمة “θρόμβοι αἵματος ” ذكرها أيضاً هيبوقراط وأريتايوس[7].
    • القديس لوقا هو أكثر بشير ذكر أن المسيح كان يصلي، حيث جاء هذا في 3: 21، 5: 16، 6: 12، 9: 18، 9: 28 – 29، 11: 1، 22: 32.

    من هنا نتأكد ان هذه الكلمات تخص القديس لوقا، حيث انها من الكلمات المعروفة في مفرداته أو من الكلمات المعروفة عن شخصيته ومعرفته العلمية الطبيّة، وعليه فوفقاً للتحليل الداخلي لكلمات هذه النصوص نتأكد أكثر وأكثر من انها من يد القديس لوقا البشير، كما أثبتنا صحتها من التحليل الخارجي أيضاً.

    في النهاية، نمتنى أن يستجمع أحمد سبيع مقدارًا من القدرة والشجاعة ليتمكن من محاولة الرد علينا ولو لمرة واحدة بدلا من إصدار الفيديوهات المضحكة وعند دحضها والرد عليه، يتهرب من الرد علينا..

    [1] Wieland Willker, A Textual Commentaryon theGreek Gospels, Luke, Page 420.

    [2]Brown, R. E. (1994). The death of the Messiah, Volume 1 and 2: From Gethsemane to the grave, a commentary on the Passion narratives in the four Gospels (180). New York; London: Yale University Press.

    [3]Brown, R. E. (1994). The death of the Messiah, Volume 1 and 2: From Gethsemane to the grave, a commentary on the Passion narratives in the four Gospels. New York; London: Yale University Press.

    [4]Freedman, D. N. (1996, c1992). The Anchor Yale Bible Dictionary (6:415). New York: Doubleday.

    [5]Wegner, P. D. (2006). A student’s guide to textual criticism of the Bible: Its history, methods & results (41,206). Downers Grove, Ill.: InterVarsity Press.

    Comfort, P. (2005). Encountering the manuscripts: An introduction to New Testament paleography & textual criticism (51,259). Nashville, TN: Broadman & Holman.

    [6] راجع التعليق النصي لفيلاند فيلكر قبل تعليقه على البردية 69 مباشرة.

    [7] تجدون تحليل مُفضل عن استخدام القديس لوقا للُغة طبية في حديثه في بشارته باللغة اليونانية في كتاب “The medical language of St. Luke by ” لويليام هوبرت، من الصفحة 80، حيث يقوم المؤلف باقتباس كلمات القديس لوقا ومطابقتها مع الوسط الطبي المحيط به في هذا الزمن، ويرجى قراءة تعليق فيلاند فيلكر أيضاً.

  • قصة الماعز التي هزمت أحمد سبيع وأظهرت جهله بالكتاب المقدس – بركة يعقوب

    قصة الماعز التي هزمت أحمد سبيع وأظهرت جهله بالكتاب المقدس – بركة يعقوب

    قصة الماعز التي هزمت أحمد سبيع وأظهرت جهله بالكتاب المقدس – بركة يعقوب

    قصة الماعز التي هزمت أحمد سبيع وأظهرت جهله بالكتاب المقدس - بركة يعقوب
    قصة الماعز التي هزمت أحمد سبيع وأظهرت جهله بالكتاب المقدس – بركة يعقوب

    قصة الماعز التي هزمت أحمد سبيع وأظهرت جهله بالكتاب المقدس – بركة يعقوب

    سنتناول كل نقطة قالها أحمد ونرد عليها ونبين جهله أو تدليسه فيها بوضوح. لكن قبل هذا الرد، هل يا ترى، يجرؤ أحمد سبيع أن يرد على ردنا هذا؟ أم أنه كعادته يلقي الشبهات وعندما نبين جهله فيها يتهرب من الرد على بياننا لجهله؟ فإن كان بمثل هذا الجهل فكيف لنا أن نضيع أوقاتنا في الحوار معه فضلًا عن المناظرة؟

     

    الاعتراض الأول: كل إنسان عاقل سيقرأ القصة سيعرف بوضوح أنها لا يمكن أن تكون حقيقية لأنها غير محبوكة بأي طريقة، لا تمت للوحي بصلة، لا تختلف كثيرًا عن قصص الأطفال.

    الرد:

    يستعمل هنا أحمد مغالطة منطقية بسيطة وهي أنه يفترض أن عقله هو الحكم والمعيار للحكم على مدى منطقية القصة، وهذا خاطئ، بل أكثر ما يمكنه فعله أن يعرض رأيه فقط في القصة. والمغالطة الأخرى هي أنه يعتبر أنه مادام عقله لا يقبل القصة، فعقل كل انسان لن يقبل القصة، مثله، وهو ما لا يوافقه فيه كل من يؤمن بالقصة ولا يرى بها أية مشكلة، وهم بالمليارات من البشر. لكن أحمد يتعمد أن يستخدم هذه المغالطة للتأثير النفسي على المشاهد لكي يسهل عليه -فيما بعد- إسقاط رأيه الشخصي على رأي المشاهد، وهذا لا ينطلي على قارئ/مشاهد فطن وعاقل.

    هل يملك أحمد سبيع الحكم الموضوعي على منطقية قصة ما؟ أين المعيار الموضوعي لقبول منطقية القصة من عدمه؟ هل يُعامل أحمد سبيع القصص الإسلامية بنفس هذا المنطق؟!

    تعالوا لنأخذ أمثلة من القصص المنطقية التي يصدقها أحمد سبيع وهو مبتسم، ولأجل تصديقه لهذه القصص فلا يصدق قصة بركة يعقوب:

    موسى النبي يذهب للاستحمام، فيخلع ثوبه ويضعه على حجر، فيأخذ الحجرُ ثوبَ موسى، فيجري موسى وراء الحجر السارق، وينادي موسى العاقل على الحجر، وعندما يأخذ منه ثوبه، يظل موسى يضرب الحجر!!!!

    حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَغْتَسِلُونَ عُرَاةً، يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، وَكَانَ مُوسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْتَسِلُ وَحْدَهُ، فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا يَمْنَعُ مُوسَى أَنْ يَغْتَسِلَ مَعَنَا إِلَّا أَنَّهُ آدَرُ، فَذَهَبَ مَرَّةً يَغْتَسِلُ، فَوَضَعَ ثَوْبَهُ عَلَى حَجَرٍ، فَفَرَّ الحَجَرُ بِثَوْبِهِ، فَخَرَجَ مُوسَى فِي إِثْرِهِ، يَقُولُ: ثَوْبِي يَا حَجَرُ، حَتَّى نَظَرَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى مُوسَى، فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا بِمُوسَى مِنْ بَأْسٍ، وَأَخَذَ ثَوْبَهُ، فَطَفِقَ بِالحَجَرِ ضَرْبًا ” فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاللَّهِ إِنَّهُ لَنَدَبٌ بِالحَجَرِ، سِتَّةٌ أَوْ سَبْعَةٌ، ضَرْبًا بِالحَجَرِ.

    الغريب هنا ليس فقط أن الحجر يأخذ ملابس موسى ويهرب بها، بل أن موسى يتعامل مع الحجر فيناديه وهو يجري خلفه، وعندما أمسكه، أبرحه ضربًا! فالقصة تصور المستوى الفكري لموسى لدرجة أن موسى يضرب الحجر! تخيل لو أنك وجدت شخصًا يعاقب صخرة ويضربها، ماذا ستقول عنه؟!

    ولنأخذ أيضًا مثالًا آخر من القصص التي يصدقها أحمد ويعتقد أنها وحي وأنها قصص منطقية:

    في هذه القصة، لن نجد موسى والحجر، بل سنجد موسى يلطم عين ملاك الموت فيفقأها (يفقعها)! تخيلوا أن أحمد سبيع يصدق أن ملاكًا له عين يمكن لبشر فقعها! وكل هذا لأجل أن موسى لا يريد أن يموت ويذهب إلى ربه وهو من الأنبياء!

    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ أَحَادِيثَ مِنْهَا، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” جَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ. فَقَالَ لَهُ: أَجِبْ رَبَّكَ قَالَ فَلَطَمَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ عَيْنَ مَلَكِ الْمَوْتِ فَفَقَأَهَا، قَالَ فَرَجَعَ الْمَلَكُ إِلَى اللهِ تَعَالَى فَقَالَ: إِنَّكَ أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَكَ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ، وَقَدْ فَقَأَ عَيْنِي، قَالَ فَرَدَّ اللهُ إِلَيْهِ عَيْنَهُ وَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى عَبْدِي فَقُلْ: الْحَيَاةَ تُرِيدُ؟ فَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْحَيَاةَ فَضَعْ يَدَكَ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ، فَمَا تَوَارَتْ يَدُكَ مِنْ شَعْرَةٍ، فَإِنَّكَ تَعِيشُ بِهَا سَنَةً، قَالَ: ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ: ثُمَّ تَمُوتُ، قَالَ: فَالْآنَ مِنْ قَرِيبٍ، رَبِّ أَمِتْنِي مِنَ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ، رَمْيَةً بِحَجَرٍ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَاللهِ لَوْ أَنِّي عِنْدَهُ لَأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ، عِنْدَ الْكَثِيبِ الْأَحْمَرِ»

    هذه هي القصص التي يصدقها أحمد سبيع، بل ويدعونا لنصدقها! أصحاب العقول في راحة.

    الاعتراض الثاني: فكرة إلباس رفقة ليعقوب ملابس عيسو، ليست واقعية، ويمكن أن تحدث في كرتون بكار أو بن تن!

    الرد:

    لا أعرف ما المشكلة في أن رفقة تقوم بإلباس ابنها يعقوب ملابس أخيه عيسو لكي يتحسس أبيه إسحق هذه الملابس التي لعيسو أصلا، فيعرف أن من معه هو عيسو فعلا فيباركه! ما المشكلة في هذا؟ فإسحق كان رجلًا طاعنًا في السن وكانت عيناه ضعيفتان جدا، وهذا ما قاله الكتاب فعلًا!

    يقول الكتاب المقدس عن عيني إسحق:

    Ge 27:1 وحدث لما شاخ إسحق وكلّت عيناه عن النظر أنه دعا عيسو ابنه الأكبر وقال له يا ابني. فقال له هئنذا.

    ويقول الكتاب عن ملابس عيسو التي لبسها يعقوب:

    Ge 27:15 واخذت رفقة ثياب عيسو ابنها الأكبر الفاخرة التي كانت عندها في البيت وألبست يعقوب ابنها الأصغر.

    فيعقوب كان يلبس ملابس عيسو أخوه التي فيها رائحته ورائحة الصيد الذي يصطاده، ولهذا يقول الكتاب:

    Ge 27:27 فتقدم وقبّله. فشم رائحة ثيابه وباركه. وقال انظر. رائحة ابني كرائحة حقل قد باركه الرب.

    ونستطيع تلخيص الأسباب المنطقية التي دعت إسحق للاعتقاد بأن من يقف أمامه هو عيسو، وهي تتمثل في: رائحة عيسو، وملابس عيسو، وأن عيسو هو الصيّاد وليس يعقوب، وأن إسحق قد كلّمَه عيسو وليس غيره، وأن عيسو مشعر (ذا شعر كثيف على جسده) ويعقوب أملس، فلما ألبسته أمه رفقه جلود جديي المعزى، فكان هذا دليلًا إضافيا أن الذي يقف أمام إسحق هو حصرًا عيسو، مع ضعف نظر إسحق في هذا العمر، فباركه إسحق.

    فما غير المنطقي في كل هذا يا من تؤمن بهروب الحجر بملابس نبي، وضرب موسى الحجر عندما أخذ منه ملابسه؟ يظل أحمد يتهرب من الإجابة!

     

     

    الاعتراض الثالث: هل خدع يعقوب الله أيضا كما خدع أبيهِ؟ فالمفترض أن إسحق يبارك عيسو وهذا ما يعرفه، فكيف استجاب الله لبركة إسحق وبارك يعقوب؟

     

    الرد:

    الحقيقة، أن بهذه النقطة، أثبت أحمد سبيع أنه لا يعرف أي شيء عن الكتاب المقدس عمومًا، وبالأخص عن هذه القصة التي يتكلم عنها ويدّعي أنها غير منطقية! فقصة مباركة إسحق ليعقوب ما هي إلا التنفيذ البشري للبركة الإلهية التي قد أقرها الرب قبل أن يولد كلٌ من يعقوب وعيسو. فالكتاب المقدس يخبرنا أنه حتى قبل أن تلد رفقة يعقوب وعيسو، فإن الله قال إن الكبير (عيسو) سيستعبد للصغير (يعقوب) وهذا يعني مباركة يعقوب لأن البكورية تعني خضوع الكل لصاحب البكورية، فنقرأ في الكتاب المقدس:

    Ge 25:23 فقال لها الرب في بطنك امّتان. ومن احشائك يفترق شعبان. شعب يقوى على شعب. وكبير يستعبد لصغير

    فها هو الرب قبل أن يولد يعقوب أو عيسو يختار يعقوب، كما حدث مع إسحق نفسه عندما اختاره الرب من أبناء إبراهيم ليقيم معه العهد، وليس إسماعيل الابن الأكبر، لكي يثبت قصد الله بالاختيار! فكيف يكون يعقوب قد خدع الرب، والرب نفسه كان قد اختاره لينال البكورية قبل أن يولد يعقوب حتى؟! هل هذه المعلومة يغفل عنها باحث في الكتاب المقدس عموما، وفي هذه القصة خصوصًا؟ كلا، بل يجهلها الجاهل سبيع لأن غرضه كله الهجوم وليس حتى اتقان عرض الشبهة! كذاب ضعيف المستوى وقليل المجهود.

    يقول الكتاب المقدس:

    Ro 9:10-13 10 وليس ذلك فقط بل رفقة أيضا وهي حبلى من واحد وهو إسحق ابونا. 11 لأنه وهما لم يولدا بعد ولا فعلا خيرا أو شرا لكي يثبت قصد الله حسب الاختيار ليس من الاعمال بل من الذي يدعو. 12 قيل لها إن الكبير يستعبد للصغير. 13 كما هو مكتوب أحببت يعقوب وابغضت عيسو.

    فإن كان الرب قد اختار يعقوب وجعله صاحب البكورية حتى قبل أن يولد هو وأخيه، ولا فعلا خيرا أم شرا، فالله هو الذي يدعو وليس ليعقوب أية سلطة على الله لكي يجبره على مباركته كما يتصور أحمد عن جهل كبير. فالله هو من أحب يعقوب وأبغض عيسو.

    نقطة أخرى، ألا يعرف الجاهل سبيع أن عيسو باع بكوريته فعلا إلى يعقوب؟ فكيف بعد أن باعها له بملء إرادته أن تكون له بكورية؟ يخبرنا الكتاب المقدس بقصة استهانة عيسو ببكوريته حتى أنه باعها مقابل الطعام، فيقول:

    Ge 25:29-34 29 وطبخ يعقوب طبيخا فأتى عيسو من الحقل وهو قد أعيا. 30 فقال عيسو ليعقوب أطعمني من هذا الأحمر لأني قد أعييت. لذلك دعي اسمه ادوم. 31 فقال يعقوب بعني اليوم بكوريتك. 32 فقال عيسو ها أنا ماضٍ إلى الموت. فلماذا لي بكورية. 33 فقال يعقوب احلف لي اليوم. فحلف له. فباع بكوريته ليعقوب. 34 فأعطى يعقوب عيسو خبزا وطبيخ عدس. فأكل وشرب وقام ومضى. فاحتقر عيسو البكورية

    فإن كان عيسو قد باع بكوريته ليعقوب، فالبكورية، إذًا، صارت ليعقوب لأن أخيه استهان بها وباعها له. فأين خداع الله هذا، إذا كان الله أعطى البكورية ليعقوب وعيسو باعها له، وباركه إسحق بها؟!

    الاعتراض الرابع: كأنّ البركة شيء مادي.

     

    الرد:

    العكس هو الصحيح. لو كانت البركة شيئًا ماديًا، لأمكن استرجاعها من يعقوب ومباركة عيسو بها، لكن لأنها ليست شيئًا ماديًا، بل هي بركة من الرب أصلا، فلا يمكن استرجاعها. هذا من حيث المفهوم اللاهوتي. أما من حيث المفهوم الحضاري، فنحن نتحدث عن أزمنة طويلة ماضية، لها قواعدها وثقافاتها وعاداتها. فإن كان إلى اليوم في ثقافات ما، لا يمكن الرجوع عن الكلام طالما صدر هذا الكلام/الأمر عن قائله، فكم وكم بالأكثر في هذه الثقافات؟

    لكن، من الذي أخبر سبيع أن إسحق أراد أن يرجع عن بركته ليعقوب أصلاً؟ بل أن إسحق كرر وقرر بركته ليعقوب مرة أخرى في وجود عيسو، عندما قال:

    Ge 27:33 33 فارتعد إسحق ارتعادا عظيما جدا. وقال فمن هو الذي اصطاد صيدا وأتى به إليّ فأكلت من الكل قبل ان تجيء وباركته. نعم ويكون مباركا.

    وأكمل إسحق بركته أمام عيسو وقال:

    Ge 27:37-40 37 فأجاب إسحق وقال لعيسو إنى قد جعلته سيدا لك ودفعت إليه جميع أخوته عبيدًا وعضدته بحنطة وخمر. فماذا أصنع إليك يا ابني. 38 فقال عيسو لأبيه ألك بركة واحدة فقط يا أبي. باركني أنا أيضا يا أبي. ورفع عيسو صوته وبكى. 39 فأجاب إسحق أبوه وقال له هوذا بلا دسم الأرض يكون مسكنك. وبلا ندى السماء من فوق. 40 وبسيفك تعيش. ولأخيك تستعبد. ولكن يكون حينما تجمح أنك تكسر نيره عن عنقك.

    فها هو إسحق يكرر أن ليعقوب البكورية، وأن عيسو يستعبد ليعقوب كما قال الرب قديمًا قبل أن يولدا. فلماذا يفترض سبيع أن إسحق أراد أن يرجع عن بركته ليعقوب أصلاً؟

    الاعتراض الخامس: لو ان إنسان دعى الله وأخطأ في كلامه، فهل سيستجيب الله لخطأه ولن يفهم المراد؟

    الرد:

    في الحقيقة، إن هذا المثال لا علاقة له بقصة البركة التي بارك بها إسحق يعقوب. فإسحق لم يخطئ في كلمات البركة ولا في توجيهها، بل ذهبت البركة لمن أراد الرب مباركته بها. فالرب قد اختار يعقوب قبل أن يولد، وعيسو قد باع بكوريته ليعقوب. بل وقد أكّدَ إسحق بركته ليعقوب مرة أخرى، فأين الخطأ والذلل الذي ارتكبه إسحق؟ المشكلة أن أحمد سبيع يظن أن الله قد غفل عن أن الذي باركه إسحق هو يعقوب وليس عيسو، بينما الحقيقة هي أن إسحق قد نفذ كلام الرب نفسه وبارك يعقوب بالبركة التي اختار الرب أن يباركه بها. فقد اختار الرب يعقوب قبل أن يقوم يعقوب وأمه رفقة بكل هذا.

    الاعتراض السادس: هل ملمس جلد الإنسان مثل ملمس المعزى لكي يختلط على يعقوب؟

    الرد:

    عندما يقوم أحمد سبيع بتقديم نفسه للمشاهد، يُعرِّف نفسه أنه متخصص في العهد القديم واللغة العبرية، لكن، هل رجع أحمد سبيع للغة العبرية هذه المرة للتأكد من صحة فهمه للنص العربي؟ بالطبع لا. لأنه لو كان عاد للنص العبري، سيجد النص 16 يقول:

    Ge 27:16 16 וְאֵ֗ת עֹרֹת֙ גְּדָיֵ֣י הָֽעִזִּ֔ים הִלְבִּ֖ישָׁה עַל־יָדָ֑יו וְעַ֖ל חֶלְקַ֥ת צַוָּארָֽיו׃

    والتي تعني حرفيًا “جديي ماعز” young goats، ولهذا الدليل أهمية ليست بصغيرة للرد على استغراب سبيع، فالجدي/الماعز الصغير لا يكون كثيفًا ولا طويل الشعر، مثلما هو واضح في الصور، مما يسهل مهمة خطأ إسحق في التفريق بين هذا الملمس وذاك الذي لابنه عيسو. ويزيد الأمر صعوبة إذا كان عيسو رجلا مشعرا، وشعر جسده كثيف، وقد أفاض الدكتور غالي في بيان هذا علميًا وإليكم رابط كلامه:

    https://drghaly.com/articles/display/14500

    فاحتماليه الخطأ كبيرة لدى إسحق، لأن كل ما كان يبحث عنه هو الفارق الكبير بين جسد عيسو ذِيْ الشعر الكثيف الطويل، وجسد يعقوب الأملس، فبمجرد لمسة بسيطة سيعرف أنه ذو شعر، فيكون هو عيسو. أم إن أحمد سبيع يفترض أن يقوم إسحق بإحصاء شعرات عيسو ليقارنها في كل مرة يقابله فيها مع الماعز؟

     

    في النهاية، كان هذا الرد المبسط بالاعتماد على الكتاب المقدس فقط لأن أحمد سبيع لم يأتِ بأي دليل أو مرجع أو تفسير لدعم وجهة نظره، بل قرأ الكلام وأسقط فكره المريض عليه ثم اتَّهم النص بعدم المعقولية، فليس لنا حاجة لإثبات خطأ سبيع من كتب أخرى، فالكتاب المقدس وحده أبان جهل سبيع به وبالقصة التي يتحدث عنها.

    ويتبقى لنا سؤال: متى يتجرأ سبيع ويحاول أن يرد على العديد من الموضوعات التي أثبتنا فيها جهله؟