فريق اللاهوت الدفاعي

التصنيف: الارشاد الروحي

الارشاد الروحي

  • الخلق والسقوط والفداء من جهة الخبرة في حياتنا العامة والشخصية

    الخلق والسقوط والفداء من جهة الخبرة في حياتنا العامة والشخصية

    الخلق والسقوط والفداء من جهة الخبرة في حياتنا العامة والشخصية

    الخلق والسقوط والفداء من جهة الخبرة في حياتنا العامة والشخصية
    الخلق والسقوط والفداء من جهة الخبرة في حياتنا العامة والشخصية

    + يلزمنا أن نعي جيداً أن الكتاب المقدس لا يدور أو يقف فقط عند حل مشكلة خطايا إنسانيتنا الساقطة المُعقدة، وكيف ننجو من يوم الدينونة، لأن الله منذ بداية الخلق حسب إعلانه الخاص في الكتاب المقدس لم نسمع أو نقرأ أو نجد أنه صنع أو خلق أي نوع من أنواع محاكم القضاء ليضع الإنسان أمام الدينونة، بل ولم يُعِدّ مكان اسمه الجحيم ليلقي فيه الإنسان المخالف لوصيته وكلمته ومن ثمَّ يشعل فيه النيران ويظل يعذبه للأبد، لأن هذا الفكر المشوش المقتطع من الآيات الموجودة عن الدينونة هو نتاج السقوط من محبة الله؛ لكننا نلاحظ أن الله بدأ بالخلق في أبدع الصور وأجملها وفي ختام كل مرحله من مراحل الخلق نجد أنه رأى أنه حسنٌ جداً، ثم ظل يعمل على مدى التاريخ ولم يترك خليقته نتاج عمله الصالح الخاص، بل كما بدأ بالخلق وارتاح في عمله هذا انتهى أيضاً – حسب إعلان الكتاب المقدس – بالخلق الجديد، أي بدأ بالخليقة حسب الجسد وترتيب العالم ونظامه وانتهى بالخليقة الجديدة في المسيح يسوع ربنا، وصار هذا مصدراً حقيقياً واقعياً لراحة الله والإنسان، أي أن الله ارتاح في خليقته الجديدة والإنسان ارتاح في الله بالإيمان الحي العامل بالمحبة نتيجة قبوله إعلان الخلاص في الإنجيل. وهذا هو السرور الخاص المتبادل بين الله والإنسان.

    (1) فهذا العالم المخلوق، هو حسب مسرة مشيئة الله، لأن في مجمله بكل ما فيه هوَّ خليقة صالحة لإله واحد حي قد ختم كل شيء ببصمته واضعاً ملامحه الخاصة فيه، حتى صار كل شيء فيه يشهد عن صلاحه وغنى محبته الفائقة، وأيضاً عن سيادته وسلطانه العظيم الفائق، لأنه هو السيد الذي يسود على الأحياء والأموات، وكل شيء تحت سلطانه وسيادته الخاصة، لأنه ليس لأحد ان يسود او يتسلط على الخليقة كلها غيره وحده فقط، حتى وأن بدى أمام الناس غير ذلك من جهة نظرتهم الضيقة المحدودة التي لا ترى غير الأمور الزمنية، والتاريخ نفسه يشهد أنه لم تبقى مملكة أو إمبراطورية سيدة على العالم إلا فترات محدودة وأن بدت طويلة لكنها لم تدوم كثيراً، بل وكل حلم يراود الممالك العظيمة لكي تسود على العالم في النهاية لابد من أن تستيقظ على كارثة انهيارها وسحق طموحها لأنه حاولت ان تغتصب ما ليس لها.

    (2) أما من جهة خلقنا نحن البشر، فقد خُلقنا على الصورة الملكية، صورة الله الخالق، وبذلك وُجِدنا لعلاقة الشركة مع الله مصدر الخليقة ورأسها الحي، ومع بعضنا البعض في جو المحبة التي يشعها الله ويبثها فينا، لأننا منه نستمد القوة للاستمرار في حياة الشركة المقدسة بيننا وبينه وبين بعضنا البعض لكي نكون إنسان بكل ما في الكلمة من معنى، محققين قصد الله في الخليقة.

    (3) والخطأ الذي وقع بعد الخلق الأول، أننا نحن البشر قد رفضنا وضعنا الطبيعي ولم نرضى بالارتباط الوثيق بيننا وبين الله كرأس لنا، فتمردنا عليه في عدم الطاعة السلوكية والروحية، وأراد كل واحد فينا أن يستقل منفصلاً عن الله وبالتالي عن كل آخر، فعشنا في عزلة وتفرد، وذلك جلب علينا نحن البشر تداعيات الشرّ على كل جوانب الحياة سواء على المستوى الشخصي الفردي أو الجماعي من جهة علاقة كل واحد بالآخر وبالبيئة الطبيعية وبالله نفسه، وهذا بالطبع جعلنا ندخل في حالة من التشويش حتى فقدنا العقل والتعقل، وأصبحنا نستخدم قوانا العقيلة المُذهلة لكي نُفسر ونُبرر شرنا وسقوطنا الشخصي وجعلناه شيئاً طبيعياً نفسياً واجتماعياً، حتى جعلنا الناس تشعر بالراحة في خطاياها وآثامها، وبالطبع لعدم قدرة الإنسان على الشفاء من أوجاع الخطية الداخلية فقد قَبِلَ المشورة التي زادته غماً وهماً وخدرته تماماً، هذه المشورة المفجعة التي تقول أنه من الطبيعي أن يفعل ويصنع أعمال الشرّ، لأنها ليست شراً لكنها مزروعة فيه طبيعياً، وهنا ظهر فساد الإنسان أكثر وأظهر شدة الكارثة التي وقع فيها كحفرة عميقة ليس لها قاع، وأصبح من الصعب للغاية أن يخرج منها أبداً إلا لو انفتحت عينيه على جماله الأول المخلوق عليه، وذلك بتدخل الخالق نفسه لكي ينتشله من متاهة الضياع التي دخل فيها باختياره الشخصي وضلال الفكر الباطل الذي زرعة الفاسد عدو كل خير الحية القديمة التي خدعت الإنسان بمكرها.

    (4) ومع كل هذا التيه والضياع ظهر عدل محبة الله الفائق، لأنه لم يُدمر خليقته أو يهجرها تماماً، بل أظهر إحسان غنى لطفه من نحوها، إذ بعد السقوط الأول أعطى الوعد بسحق رأس الحية مصدر كل شرّ وفساد، وبدأ يظهر محبته عبر التاريخ من خلال أشخاص وأحداث بدأت بأكثر جلاء في دعوة إبراهيم وإظهار برّ الإيمان استعداداً وتمهيداً لتتميم سرّ الخلاص في العهد الجديد في ملء الزمان بظهور الابن الوحيد لتتميم أزمنة الخلاص بختم برّ الإيمان في المسيح يسوع ربنا، الذي صار هو بشخصه سرّ قوة شفاء الإنسان وتبريره التام، لأن الخلاص = شفاء، والشفاء هنا لغرض وهدف أظهره الرب يسوع في كل أعماله ومواقفه وكلماته، بأننا صرنا من لحمه وعِظامه ولنا سلام مع الله وبذلك دخلنا في يمين الشركة كأبناء في الابن الوحيد، ولم تعد للخطية سلطاناً علينا، إذ دخلنا في زمان التجديد، زمن الخليقة الجديدة التي لا دينونة عليها الآن لأنها تبررت في البار وحده شخص ربنا يسوع مخلصنا الصالح، وتعيش الآن بعربون الروح الذي يشهد على حالة التبني التي صرنا فيها، متمماً فينا حياة القداسة، لأنه يقودنا بشخصه ويعطينا كل ما لشخص ربنا يسوع حتى نصير إنسان الله الكامل في كل شيء معاً كأعضاء لبعضنا ا لبعض في جسد واحد، جسد المسيح الرب مُخلصنا.

    + رجاء الرجوع لرسالة القديس بولس الرسول لأهل رومية الإصحاح 1، 2، 6، 7، 8)

    https://www.facebook.com/biblholy/posts/752790808222189

  • هل شفاء نفسي من الخطية وتجديد حياتي يتوقف على إرادتي وقدراتي ؟

    هل شفاء نفسي من الخطية وتجديد حياتي يتوقف على إرادتي وقدراتي ؟

    هل شفاء نفسي من الخطية وتجديد حياتي يتوقف على إرادتي وقدراتي ؟

    هل شفاء نفسي من الخطية وتجديد حياتي يتوقف على إرادتي وقدراتي ؟
    هل شفاء نفسي من الخطية وتجديد حياتي يتوقف على إرادتي وقدراتي ؟

    (سؤال) هل الإرادة مهما ما كانت قوتها تستطيع أن تجعلني أنال الخلاص وتجعل الحياة الحقيقية مع الله مستمرة !!!

    مع العلم إني حينما أحاول أن أبدأ الحياة الروحية بكل إرادتي مع الله أفشل وارتد لحياتي القديمة مرة أخرى، وعندما أحاول أصوم أو أقرأ كلمة الله تهيج الخطايا القديمة دفعة واحدة وتضغطني بقوة حتى أنغلب واعود أسوأ مما كنت!!! وهكذا حياتي أصبحت محصورة بين رغبتي أن اعيش مع الله وبين انغلاب إرادتي والعودة لحياتي القديمة، والوعظ القائم والموجود في كل مكان يعمل على تشجيع الإرادة مع التأكيد على أني قوي وفي داخلي قوات وقدرات عظيمة لم استغلها بعد، وبذلك استمر من صعف لتيه ومن هزيمة لهزيمة أكبر وأعظم، ولا أدري ماذا أفعل !!!

    الإجابة: المشكلة الحقيقية في أن الخطية مالكة وساكنة في القلب، والنفس لم تتحرر بعد، ولكي تتحرر لازم تخرج من تحت سلطان الخطية التي ملكت بالموت، وهنا الإرادة لا تستطيع ان تفعل شيئاً مهما ما كانت حسنة، لأن الإرادة عادةً تكون حاضرة بسبب الاستعداد لصُنع الصلاح حسب وصية الله، لكن حينما تحاول أن تُتمم الوصية تنهزم هزيمة ساحقة، لأنها مثل العبد الواقع تحت سلطان سيده الذي يقسو عليه، وبكونه عبد عنده لا يقدر أن يُتمم إرادته الشخصية، بل إرادة سيده، فلابُدَّ من أن العبد يتحرر من سلطان هذا السيد الذي يملكه أولاً لكي يكون قادر أن يُتمم إرادته هوَّ كسيداً لنفسه ولا يتسلط عليه شيء.

    فكم من إنسان يُريد أن يعيش حُراً، يحيا في حرية مجد أولاد الله، لا يتسلط عليه شيء ولا يغلبه أحد، أو تغلبه شهوة ردية، بل يُريد أن ينفك من كل شيء ويُطيع الله من كل قلبه، لأن كل إنسان فينا بكل لهفة وشغف يبحث ويفتش عن الله الحي، وبكل رغبة قلبه مشتاق إليه ويُريد أن يكون قدساً للرب وحده، ويحيا الوصية بكل سهولة ويُسر، ويحيا في القداسة ونقاوة القلب، ويرتفع فوق كل العالم والاحتياجات الأرضية ليلتقي بالله الحي ويحيا في شركة القديسين في النور غير متسلطاً عليه شيء يشده لأسفل أو يعزله عن الله قط، لأن طبيعة خلقته هو في الحرية، وكل خطية هي حالة عبودية لا تُرضي النفس ولا تُعطيها سلام أو راحة، بل تُسبب قلق واضطراب عظيم مع بكاء القلب الداخلي وحزن دفين، وقد يصل الإنسان لحالة من اليأس تجعله يا إما يستمر في الخطية مهما ما كانت النتائج، أو يحيا في حالة أكتآب نفسي قد يؤدي به لفكرة الانتحار بسبب يأسه من أن يفلت من الفخ وشباك الخطية الذي يمسكه أسيراً.

    عموماً المشكلة الحقيقية في حالة الوعظ والكلام الذي يُقال عن فعل الإرادة وغصب النفس قبل أن ينال الإنسان نعمة الله، لأن الإنسان الواقع تحت العبودية لا يقدر أن يغصب نفسه أو يعتمد على إرادته لكي يحيا الحياة الروحية، لأنه حتماً سيفشل، وهذه خبرتنا العملية كلنا على مستوى الحياة الشخصية لكل واحد فينا، لأن حتى لو نجح أحد في تتميم المطاليب الروحية فهو لن يعرف الله ولن يتذوق النعمة ولا الحرية بل سيصير عبد تحت وصاية الناموس، لأنه سيصير تحت سلطان افعل ولا تفعل، كل ولا تأكل.. الخ، يعني يحيا مُقيد كعبد تحت الناموس وكلام الناس وعبودية من شكل آخر اسمها عبودية حرفية الطقس:

    [ إذ نعلم أن الإنسان لا يتبرر بأعمال الناموس، بل بإيمان يسوع المسيح، آمنا نحن أيضاً بيسوع المسيح لنتبرر بإيمان يسوع لا بأعمال الناموس، لأنه بأعمال الناموس لا يتبرر جسد ما. لست أبطل نعمة الله لأنه أن كان بالناموس برّ فالمسيح إذاً مات بلا سبب ] (غلاطية 2: 16، 21) [ أيها الغلاطيون الأغبياء (روحياً) من رقاكم حتى لا تذعنوا للحق، أنتم الذين أمام عيونكم قد رُسِمَ يسوع المسيح بينكم مصلوباً. أُريد أن أتعلم منكم هذا فقط: أبأعمال الناموس أخذتم الروح أم بخبر الإيمان!!!؛ لأن جميع الذين هم من أعمال الناموس هم تحت لعنة لأنه مكتوب: ملعون كل من لا يثبت في جميع ما هو مكتوب في كتاب الناموس ليعمل به. ولكن أن ليس أحد يتبرر بالناموس عند الله فظاهر لأن البار بالإيمان يحيا. ولكن الناموس ليس من الإيمان بل الإنسان الذي يفعلها سيحيا بها. المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا لأنه مكتوب: ملعون كل من علق على خشبة. لتصير بركة ابراهيم للأمم في المسيح يسوع لننال بالإيمان موعد الروح ] (غلاطية 3: 1، 2، 10 – 14) [ وأما الآن إذ عَرفتم الله، بل بالحري عُرِفتُم من الله، فكيف ترجعون أيضاً إلى الأركان الضعيفة الفقيرة التي تريدون أن تُستعبدوا لها من جديد. أتحفظون أياماً وشهوراً وأوقاتاً وسنين ] (غلاطية 4: 9 و10) [ فاثبتوا إذاً في الحُرية التي قد حررنا المسيح بها ولا ترتبكوا أيضاً بنير عبودية. ها أنا بولس أقول لكم أنه أن اختتنتم لا ينفعكم المسيح شيئاً. لكن أشهد أيضاً لكل إنسان مُختتن أنه مُلتزم أن يعمل بكل الناموس. قد تبطلتم عن المسيح أيها الذين تتبررون بالناموس، سقطتم من النعمة. فأننا بالروح من الإيمان نتوقع رجاء برّ. لأنه في المسيح يسوع لا الختان ينفع شيئاً ولا الغُرلة بل الإيمان العامل بالمحبة ] (غلاطية 5: 1 – 6)

    وطبعاً الخطأ ليس في الناموس، بل فيَّ أنا، لأني إنسان جسداني من جهة إنسانيتي الساقطة، لأني أنا في إنسانتي تم بيعي عبداً للخطية، فصرت إنسان مُهترأ فاسد، مثل الطعام الفاسد الذي لن ينصلح إلا لو تم صنعه من جديد، لأن الفاسد لن يصير في عدم فساد، لأن الميت الذي أنتن مهما ما وضعت عليه أغلى الحنوط وأجمل الروائح لن تُحييه، بل سيظل ميت ولن يمنعه من العودة للتراب، بل بهذه الطريقة فقط بحافظ على جسم ميت بلا حياة، حتى لو وضع في أغلى التوابيت وكانت من ذهب وحجارة كريمة، ولفوا جسده بأغلى الأقمشة وجملوها بالجواهر الثمينة، فسيظل ميت، فمهما ما كانت الإرادة قوية وحاضرة، وهما ما فعل الإنسان من أعمال صالحة وهو لازال في إنسانيته الساقطة الميتة، سيظل ميت عن الحياة لن يقدر أن يفعل الحُسنى التي حسب مسرة مشيئة الله التي تتناسب مع الحياة الأبدية، الحياة في ملكوت الله القدوس الكامل المملوء مجد وبهاء فائق.

    فمثلاً لو أحضرنا عصفور وأردنا انه يحيا تحت الماء، فأننا بذلك قد حكمنا عليه بالموت المؤكد لأنه سيغرق بكونه لن يستطيع أن يتكيف مع هذه البيئة لأن طبيعة تكوينه تمنعه أن يحيا وفق هذه البيئة الجديدة عليه، كما أن الأسماك حينما نُخرجها من الماء ونصنع لها عشاً جميلاً فوق الأشجار فأنها أيضاً تموت، لكن لو العصفور نفسه اتغير تكوينه وصار هو نفسه سمكه، فأنه طبيعياً سيحيا في الماء لأنها صارت بيئته الجديدة وعنده كل الإمكانيات لكي يحيا فيها بسلام، وأيضاً السمكة ان تحولت لطائر فـأنها طبيعياً ستحيا فوق الأشجار، وهكذا الإنسان حينما يتغير ويصير آخر جديد فأنه طبيعياً سيحيا في البيئة الجديدة التي تتناسب مع طبيعته التي تغير إليها، لذلك مكتوب: [ إذاً أن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة، الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديداً ] (2كورنثوس 5: 17)

    ولنصغي للقديس بولس الرسول لأنه شرح الموضوع بتدقيق قائلاً: [ فأننا نعلم أن الناموس روحي وأما انا فجسدي مبيع تحت الخطية. لأني لست أعرف ما أنا أفعله إذ لستُ أفعل ما أُريده بل ما أبغضه فإياه أفعل (بمعنى أني لست حُراً). فأن كنت أفعل ما لست أُريده فإني أُصادق الناموس أنه حسن. فالآن لست بعد أفعل ذلك أنا بل الخطية الساكنة في. فأني أعلم أنه ليس ساكن فيَّ، أي في جسدي، شيءٌ صالح، لأن الإرادة حاضرة عندي وأما أن أفعل الحُسنى فلست أجد. لأني لست أفعل الصالح الذي أُريده (أنا) بل الشرّ الذي لست أُريده فإياه أفعل. فأن كنت ما لست أُريده إياه أفعل فلستُ بعد أفعله أنا، بل الخطية الساكنة فيَّ. إذاً أجد الناموس لي حينما أُريد أن أفعل الحُسنى أن الشرّ حاضر عندي. فإني أُسرّ بناموس الله بحسب الإنسان الباطن. ولكني أرى ناموساً (قانون) آخر في أعضائي يُحارب ناموس ذهني ويسبيني (يُقيدني ويأسرني) إلى ناموس الخطية الكائن في أعضائي ي (من يفعل الخطية فهو عبد لها). ويحي أنا الإنسان الشقي من يُنقذني من جسد هذا الموت ] (رومية 7: 14 – 24)

    إذاً الموضوع ليس مسألة إرادة ولا تتميم الناموس الإلهي حسب قدرات كل واحد، بل المشكلة هي فقط في الخطية الساكنة فيَّ والتي بسببها أنا غير قادر أن أفعل الصلاح الذي حسب مسرة مشيئة الله، لأنها تغلبني دوماً لأن خاسر على الدوام في كل معركة تقوم بيني وبين رغبات قلبي المنحرفة، بل حينما أحاول أن أحيا بالصلاح فأن الخطية المالكة عليَّ تضغطني وتحارب ناموس ذهني فتقهرني وتغلبني وتعمل في أعضائي للموت لأني أنا نفسي بذهني أخدم ناموس الله وأحبه، ولكن بالجسد أخدم ناموس الخطية لأني واقع تحت سلطانها الذي أن أدركته أصرخ من داخلي: ويحي أنا الإنسان الشقي من يُنقذني من جسد هذا الموت.

    طبعاً المُنقذ الوحيد هو المُخلِّص شخص ربنا يسوع، لأنه وحده شافي النفوس ومجدد طبيعتها، لأنه مكتوب: فإني أنا الرب شافيك (خروج 15: 26) [ فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضاً كذلك فيهما لكي يُبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس. ويعتق (يفك ويحرر) أولئك الذين خوفاً من الموت كانوا جميعاً كل حياتهم تحت العبودية ] (عبرانيين 2: 14 – 15) [ روح الرب عليَّ لأنه مسحني لأُبشر المساكين، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب، لأُنادي للمأسورين بالإطلاق، وللعمي بالبصر، وأرسل المنسحقين في الحرية ] (لوقا 4: 18) [ فأن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً ] (يوحنا 8: 36)

    إذاً الحرية أولاً لابد من أن تأتي كفعل عمل نعمة إلهية في قلب الإنسان، وهو عمل تجديد داخلي يتم بقوة المسيح الرب بروحه، لأن الروح القدس يأخذ من المسيح الرب ويعطينا، إذاً لن تنفعنا إرادة ولا أعمال صالحة بدون عمل الرب أولاً بالعتق والحرية والفك من الأسر:

    [ لأنه في المسيح يسوع ليس الختان ينفع شيئاً ولا الغرلة (يعني لن ينفع أحد تتميم الناموس الطقسي ولا حتى ينفع انه يسلك كالأمم حسب الضمير بدون الناموس) بل الخليقة الجديدة ] (غلاطية 6: 15)

    فبدون المسيح الرب لن ننفع في شيءٌ قط، لأنه هو من يجدد طبيعتنا، ويجعلنا جُدد نحيا وفق الحياة الجديدة فيه لذلك مكتوب:

    + إذاً لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع، السالكين ليس حسب الجسد (ليس ساكن فيَّ، أي في جسدي، شيءٌ صالح) بل حسب الروح. لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني (فكني وحررني) من ناموس الخطية والموت. لأنه ما كان الناموس عاجزاً عنه فيما كان ضعيفا بالجسد، فالله إذ أرسل ابنه في شبه جسد الخطية ولأجل الخطية دان الخطية في الجسد. لكي يتم حكم الناموس فينا (بالموت) نحن السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح. فأن الذين هم حسب الجسد (إنسانيتهم العتيقة) فبما للجسد يهتمون ولكن الذين حسب الروح (في الخليقة الجديدة) فبما للروح (يهتمون). لان اهتمام الجسد هو موت ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام. لأن اهتمام الجسد هو عداوة لله إذ ليس هو خاضعاً لناموس الله لأنه أيضاً لا يستطيع (مهما ما كانت إرادته قوية لأنه تحت سلطان الخطية التي ملكت على إنسانيته العتيقة). فالذين هم في الجسد لا يستطيعون أن يرضوا الله. وأما أنتم فلستم في الجسد بل في الروح أن كان روح الله ساكنا فيكم، ولكن أن كان أحد ليس له روح المسيح (القصد انه لا يملك عليه) فذلك ليس له. وأن كان المسيح فيكم، فالجسد (العتيق) ميت بسبب الخطية وأما الروح فحياة بسبب البر. وأن كان روح الذي أقام يسوع من الأموات ساكناً فيكم فالذي أقام المسيح من الأموات سيُحيي أجسادكم المائتة أيضاً بروحه الساكن فيكم. فإذاً أيها الإخوة نحن مديونون ليس للجسد لنعيش حسب الجسد. لأنه أن عشتم حسب الجسد (إنسانيتكم العتيقة) فستموتون، ولكن أن كنتم بالروح (القدس الذي يعمل في إنسانيتكم الجديدة) تميتون أعمال الجسد فستحيون. لان كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم ابناء الله. إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضاً للخوف، بل أخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا أبا الآب. الروح نفسه أيضاً يشهد لأرواحنا اننا أولاد الله. فأن كنا أولاداً فأننا ورثة أيضاً، ورثة الله، ووارثون مع المسيح. (رومية 8: 1 – 16)

    إذاً في النهاية ماذا عليَّ أن افعل: أولاً أهرب من الخطية كهروبي من الحية القاتلة، واتجه نحو الله مصلياً أن يُعطيني هذه الحرية وانتظر نعمته أن تملك على قلبي وفكري لكي أنال حرية مجد أولاد الله، وتتحرر إرادتي وتصير إرادة إنسان الله جديد، الذي يتجدد كل يوم حسب صورة خالقة في القداسة والطهارة، بمعنى أن أحيا حياة التجديد المستمر بعمل وفعل الروح القدس في داخلي، وفي تلك الساعة لن أُغلَّب من شيءٌ ما قط، لأني سأحيا حسب السلطان الممنوح من الله بصفتي ابناً لله في الابن الوحيد، قادراً بالقوة الممنوحة منه ليَّ أن أدوس على الحيات والعقارب وكل قوات العدو، لأني بالمسيح الرب أنا غالب ومنتصر فيه وباسمه وحده فقط آمين

    https://www.facebook.com/grwcris/

  • الإدانة ودينونة الآخرين – ماهي الإدانة في المسيحية؟

    الإدانة ودينونة الآخرين – ماهي الإدانة في المسيحية؟

    الإدانة ودينونة الآخرين – ماهي الإدانة في المسيحية؟

    الإدانة ودينونة الآخرين - ماهي الإدانة في المسيحية؟
    الإدانة ودينونة الآخرين – ماهي الإدانة في المسيحية؟

    أولاً قبل أن نتكلم عن مشكلة الإدانة لا بُدَّ من معرفة معنى الكلمة بكل دقة: فالقصد من الإدانة هو وضع الإنسان في قفص الاتهام لسبب الاشتباه في ذنب مُعين، ثم بعد فحصه جيداً يتم إصدار الحكم عليه بقرار الاتِّهامِ بالجُرْمِ أَوِ الذَّنْبِ المُتهم به، لذلك فأن إدانة الآخرين هي بمثابة تنصيب نفسي شُرطياً للقبض عليهم ووضعهم في قفص الاتهام، وتنصيب نفسي قاضياً عليهم وفحص قضيتهم ومعرفة الحقائق كلها بالتحري ومن ثمَّ الإثبات وفي النهاية يتم إصدار الحكم بعد الإقرار بالذنب.

    هذا هو معنى الإدانة ببساطة شديدة، لكي نُميز بينها وبين الحكم على الأمور، وواجب الابتعاد عن الأشرار، لأن هذا ليس معناه إني ديان لأحد لكن هذا معناه إني حريص لكي لا أتورط في أعمال شريرة لا تتفق مع حياتي التي أعيشها في التوبة والقداسة، لأن شركتي مع الذين يحيون في معزل عن الله ستؤدي حتماً لتيه قلبي وابتعادي عن الله الحي.

    عموماً في الواقع الروحي من جهة الخبرة فأن أصل الإدانة هو عدم المحبة، لأن المحبة هي طبيعة مـتأصلة في القديسين، لأن جذرها هو الروح القدس، لأن ثمره فينا هو الحب. والحب لا يدين الأخ، لكنه يدفع المؤمن الحي بالله لكي يدخل في شركة الجسد الواحد مع إخوته، لذلك فهم يتألمون معاً كأعضاء لبعضهم البعض، لذلك يشفق الأخ على جرح أخيه، لا يُشهر بجرحه أو يفضحه ويهمله ويرفضه، بل يعضده ويسنده ويخدمه من قلبه بكل قوته.

    والمسيحيين الحقيقيين بطبيعتهم حاملين حنان سيدهم ورأسهم المسيح الرب، ويعملون بكل جهدهم ويبذلون أنفسهم في صلاة وصوم، ويعملون بكل طريقة بالمحبة الحانية المترفقة في سبيل خلاص أي إنسان وكل إنسان فاجر وأثيم، حتى ينشلونه كالصيادين من الماء العكر، لذلك فأن قديسي العلي بطول الروح والمحبة يجتذبون الأخ الساقط حتى يقيموه بلطف الروح الذي فيهم بلا انتقاص أو تعيير، لأن الرب أمرنا قائلاً:

    اشفوا مرضى، طهروا برصاً، أقيموا موتى، اخرجوا شياطين، مجاناً أخذتم مجاناً أعطوا (متى 10: 8) فالمرضى بالآثام علينا أن نقدم لهم بلسم ترياق الخلود من كلمة الحياة، وكل من هو مقيد تحت سلطان الشرير نُقدم لهُ حرية المسيح الذي يعتق العبيد من تحت سلطان الموت، ونُقدم الإيمان بمسيح القيامة والحياة لكل من هو ميت بالخطايا والذنوب ومقيد في قبر الشهوات.

    لذلك يا إخوتي فلنحذر جداً من أن يقول أحد فينا في قلبه من جهة إنسان، أنه أحرص منه في الطريق الروحي، أو أكثر منه معرفة، أو أبرّ منه، أو أقدس منه، أو أمين عنه، بل علينا أن نخضع لنعمة الله ولروح الحكمة والحب الذي ليس فيه غش، لئلا نُطفئ الروح القدس فينا بالعظمة والكبرياء، فيضيع تعبنا كله وينهدم ما بنيناه لأنه مكتوب: “من يظن أنه قائم فلينظر ألا يسقط” (1كورنثوس 10: 12)

    فلا يستحسن أحد – في قلبه أو فكره – أن يُدين إنسان ويحكم في الضمائر، لأن الدينونة والكذب واللعن والشرّ والشتم والاستهزاء وتكريم الآخرين بمبالغة مفرطة، كل هذه غريبة عن المسيحي الأصيل، فلماذا نحكم على ضمائر بعضنا البعض ونظن أننا نعرف ما في فكر الآخرين وما هي أعمالهم الخفية ونستنتج ميولهم الداخلية، ثم نرفضهم وننبذهم، ونُريد أن نقطعهم من الشركة.

    فأن كنت أنا أتحدث عن الله أو أتكلم عن أي شيء – مهما ما كان هوَّ – بحرية، فلماذا غيري يحجر على رأيي ويحبس كلماتي بحجة أنه يراني ضد الحق واتكلم باطلاً، كأنه رأى ضميري وعرف خفايا قلبي ودوافعي الخفية، ويتكلم عنها ويحاول أن يهديني لطريق البرّ والتقوى واستقامة العبادة!!! لأن للأسف – في هذه الأيام – كثيرين يفعلون هذا ويتكلمون بتبكيت وتوبيخ شديد كأن ما يعرفونه هوَّ الحق الثابت، وبطبيعة الحال وحسب إعلان الكتاب المقدس:

    المستعجل برجليه يُخطئ، وكل أحكام هؤلاء تظل خاطئة، فيرتكبون الإدانة التي بالكلام يرفضونها أما من جهة الفعل والعمل يرتكبونها بقوة وعن قصد وإصرار بكل عناد وتعنت مع إصرار أنهم على صواب، وبذلك يتعثرون في الطريق ويطفئون الروح القدس فيهم ويحزنون قلب البسطاء، وبذلك يرتكبون خطية عظيمة عن دون دراية منهم، لأن من أعثر صغار المسيح الرب فقد ارتكب جريمة عظيمة، لذلك علينا أن نستفيق من غفلتنا ونصحو للبرّ ولا نضع حجر عثرة لإخوتنا الأصاغر بسبب كبرياء قلبنا الخفي في ادعاء اننا نعرف القلوب ونفهم النفوس ولدينا معرفة واسعة دقيقة عن كل شيء بالتدقيق.

    احذروا الإدانة يا إخوتي والتدخل في حياة وشئون الآخرين الخاصة، سواء الروحية أو الاجتماعية وسط هذا العالم، الله لم يطالب أحد ان يتدخل في حياة إنسان ويفرض عليه رأيه أو فكره أو حتى حياته الروحية ظناً منه أنه يجعله يستقيم ويحيا لله فمثلاً:

    يوجد إنسان محب للمال حينما ذهب لأبيه الروحي قال له اتخلى عن مالك لأنك متعلق به وهذا يعوقك عن الحياة الروحية، فينفذ الأخ هذا القول ويشعر أن فيه نجاته، ولكنه استعجل برجليه وجعل نفسه مرشداً للآخرين، فحينما وجد إنسان عنده أموال كثيرة طائلة بدأ يوبخه على تمسكه بالمال وأكد أنه ينبغي أن يتخلى عنه لأنه معوق لحياته الأبدية.

    لكنه لا يعلم أن هذا الإنسان متواضع في قلبه وماله كرسه لله وفتح مشروعات لأجل الفقراء لكي يعولهم، فالحكم على الناس من الخارج وحسب ما يتناسب معنا يورطنا في الخطية أمام الله لأننا نحكم بلا رؤية ولا معرفة حقيقية، لأن هكذا يظن كثيرين أنهم مرشدين للناس وعارفي الحق ولهم كلمة المشورة، مع أنهم في الواقع يفسدون حياة الآخرين ويعبثوا بها ويبركوهم روحياً.

    وكمثال آخر،

    شخص محب النت يضيع وقته كله فيه، فطول النهار والليل يضحك مع أصدقائه ويعمل على الكتابة والقراءة واللعب.. الخ، فوبخه الله في قلبه، وحينما ذهب لأبيه الروحي وجهه أن النت مضيعة لوقته ولحياته الروحية، فبدأ ينتبه الأخ لهذا الخطر، ولكنه عوض أن يحيا به على المستوى الشخصي دخل على النت ليوبخ الناس ويقول لهم عوض جلوسكم على النت أقضوا وقتكم في الصلاة والعابدة الحقيقية

    حتى أنه وبخ شيخ كبير مملوء من كل نعمة يدخل في أوقاته الخاصة ليكتب التعليم لبناء النفس وعن طريقه تاب ناس كثيرة وعادوا لله الحي واستقامت حياتهم في البرّ، لكن الأخ حكم عليه وطلب منه أنه يرحم نفسه ويتمسك بالعبادة عوض أن يخرب حياته ويضيع وقته على النت.

    وهكذا يا إخوتي توجد أمثلة كثيرة تصادفنا كلنا في الحياة بل وفي كل مكان، توضح استعجال الإنسان وإدانته للآخرين وهو لا يعرف شيئاً قط، بل يجهل تماماً ما هو نافع وما هو ضار سواء لنفسه أو للآخرين، فاحذروا الإدانة لأنها تنبع من كبرياء النفس وضعف البصيرة الروحية، بل وتُطفئ الروح القدس فينا وتجعلنا نتعرى من نعمة الله ونفقد سلامه بل ونُدان أمامه من أفواهنا، لأن بكلامنا نتبرر وبكلامنا نُدان، وبنفس ذات الدينونة التي أدنا بها الآخرين سنُدان امام مسيح الحق والعدل والمحبة اللانهائية، فلنتعقل ونستيقظ ونحيا للصلوات.

    فحسناً أننا نكون على دراية ووعي التمييز ما بين الغث والثمين، ونفرق ما بين الأشرار والأبرار، لكي لا نتعثر في الطريق، لكن هذه المعرفة ليست فقط لأجل عدم التعثر، لكنها لكي تجعلنا نشترك في خلاص الآخرين بالصوم والصلاة لأجلهم، لأن أن وجدت أخيك أخطأ فالواجب الموضوع عليك – من الله – أنك تشفق عليه عينك وتقف في الصلاة من أجله بلجاجة على مدى الأيام، وتطلب أن يرحمه الله كما رحمك وغفر خطاياك الكثيرة، وتستمر في الصلاة بدوام وبصبر عظيم ولا تهدأ أو ترتاح إلا لما تجد قلبه تحرك والله تعامل معهُ، وبذلك تكون حقاً نور للعالم وملح للأرض وتتبع سيدك المسيح الذي أحب الخطاة ومات لأجلهم.

     

    الإدانة ودينونة الآخرين – ماهي الإدانة في المسيحية؟

  • كلمات حكمة لتدبير الحياة الروحية + صلاة

    كلمات حكمة لتدبير الحياة الروحية + صلاة

    كلمات حكمة لتدبير الحياة الروحية + صلاة

    كلمات حكمة لتدبير الحياة الروحية + صلاة
    كلمات حكمة لتدبير الحياة الروحية + صلاة

    * سحر الضلال، يعمي البصيرة عن الحق والشهوة، تُسكر النفس فتترنح كشارب الخمر فينطفئ نور العقل، تغشاه الظلمة والظلمة تتسلط عليه، بأفكار الشك الموجعة حتى يصير الإنسان، بائس يحيا بالطيش فيطعن نفسه، بأوجاع الموت المُفسدة.

    * فلنصحو ونتيقظ، لأن الوقت مُقصَّر والساعة، ساعة خلاص فاطلبوا الحكمة، تأتيكم من عند أبي الأنوار ففي مصاحبتها، لذة طاهرة وفي أعمال يديها، غني لا حد له وفي اتباع مشورتها، فرح وسلام دائم وفي التحدث إليها، فخر مجد لا يزول.

    + يا إلهنا الرؤوف الصالح، المُشع نور وحياة طويل الأناة، كثير المراحم والإحسان يا من تُدبر كل شيء، بالرحمة والمحبة معرفتك، البرّ الكامل والعلم بقدرتك، أصل الحياة الدائمة، إن أخطأنا، فنحن بين يديك وقد عَلَمنا قدرتك، فاحكم فينا بصليبك المٌحيي، وأعزل عنا خطايانا كما يُعزل الزوان، من بين الحنطة وعرفنا، اسم أبيك القدوس حسب التدبير ليكون فينا الحب، الذي أحبك به لنكون واحداً فيكم، حسب القصد الأزلي المُعلن من فمك حتى يؤمن العالم، أنك مرسل لأجل خلاصه فنشهد لك، ويعرف العالم أننا تلاميذك لأن محبتنا نحو بعضنا البعض، تُظهر حبك فينا عَقِّلنا، أرشدنا بروحك لكل الحق أيها الطريق، والنور، والحق، والحياة الذي بك وحدك، نتقدم لعرش الرحمة لنجد رحمة، وعوناً مضموناً مؤكداً في حينه إذ باسمك صار لنا كل شيء عن جدارة، نسبحك ونمجدك، ونُزيدك علواً إلى الأبد مع أبيك الصالح والروح القدس آمين

  • الزمن يُظهر أصالة معدن إيماننا

    الزمن يُظهر أصالة معدن إيماننا

    الزمن يُظهر أصالة معدن إيماننا

     

    الوقت فقط هو من يُعلمنا ويُظهر لنا ما هو حقيقي وجذوره ضاربة في أعماق التاريخ وما هو أسطوري ومزيف، لأن بعض الأمور لا تعيش بمرور الزمن لأنها قصيرة المدى، لأنها مثل عُشب الحقل الذي يظهر قليلاً ثم يحترق من الشمس ويذبل ويموت، هكذا حياتنا فكل ما هو غير أصيل فيها وليس فيه حياة ثابتة فيه سيذبل ويموت مع الزمن.

    (1) وهكذا الخطية تموت وتذبل مع الوقت ويذهب رونق جمال لذاتها، فاللذة التي فيها قوية وقت الشباب ولها قوتها وسطوتها، وتضعف وتموت على مدى الأيام ولا يبقى سوى ذكرى مرارها والحزن الدفين فيها المُحطم لكل قوى النفس الروحية، وحينما يضيع الشباب وتذبل صحة الجسد ولا يبقى سوى المشيب، تضيع المسرة ويبقى المرار في الحلق غصة ضيق ألم موجع شديد يمنع الإنسان عن التوبة إذ يرى أن العمر ولى وفات ولم يعد هناك مسرة في شيءٌ قط، لذلك مكتوب: فاذكر خالقك في أيام شبابك قبل أن تأتي أيام الشرّ، أو تجيء السنون إذ تقول ليس لي فيها سرور (جامعة 12: 1)

    (2) وأيضاً هكذا هو إيماننا، فطول الزمن والأيام تُظهر معدن أصالته، فلو هو إيمان حي ضارب بجذوره في أعماق أعماقنا فسيزدهر وينمو ويُثمر غلبة على العالم وكل شرّ فيه، لأن هذه هي الغلبة التي نغلب بها العالم “إيماننا”، أما لو كان غير أصيل ففي وقت المحنة والشدة ووقت هياج العدو علينا أي الشيطان، وعند ظهور الخطايا والآثام تحاربنا، بل وعند أقل التجارب تأتي علينا ستجعلنا ننهزم بسهولة شديدة جداً، لأن إيماننا غير حي ولا فاعل وغير مزدهر ومثمر.

    عموماً ظروف الحياة وطول الزمان هما بمثابة البوتقة التي تحتها نار التجارب مشتعلة لكي تكشف حقيقة المعدن داخلها، لأنه لو كان ذهب سيصير أكثر نقاوة، أما أن كان شيء آخر، فأن قوة النار وشدتها ستُبيده، لأن النار تُظهر عمل كل واحد وأصالة ما في قلبه من إيمان صادق، لأن الإيمان لا يُمتحن إلا بالنار، كما أن الذهب لا يظهر شدة لمعانة ولا يُثمن إلا بشدة النار التي محصته وأزابت منه كل الرواسب التي تجعله بلا قيمة حقيقية.