الرد على زاكر نايك ، تختص هذه الصفحة وهذا القسم بالرد على الشيخ المسلم زاكر نايك (زاكر عبد الكريم نايك Zakir Naik) ، حيث أن له أكاذيب كثيرة يخدع بها أولا إخوتنا المسلمين غير العارفين عن المسيح والمسيحية والكتاب المقدس ثم يخدع غير المطلعين من المسيحيين، فرأينا أن ننشيء له قسمًا خاصًا به نظرًا لكثرة مغالطاته وكثرة تابعيه عن جهل بما يقوله، ففي هذه الصفحة ستجدون ردود مكتوبة وصوتية ومرئية للرد على أكاذيبه بالدليل والبرهان من الكتاب المقدس والعقيدة المسيحية والتاريخ المسيحي لكي يعرف إخوتنا المسلمون كيف أنه كان يخدعهم نظرا لعدم معرفتهم بالإيمان المسيحي.
الهند تتهم زاكر نايك بالإرهاب وبغسيل الأموال وتدعوه للمثول أمام المحكمة
الهند تتهم زاكر نايك بالإرهاب وبغسيل الأموال وتدعوه للمثول أمام المحكمة
الهند تتهم زاكر نايك بالإرهاب وبغسيل الأموال وتدعوه للمثول أمام المحكمة
وجهت وكالة التحقيقات الهندية المعنية بمكافحة الإرهاب استدعاء للداعية الشهير وعالم مقارنة الأديان ذاكر عبد الكريم نائيك للمثول أمامها يوم 14 مارس/آذار الجاري للتحقيق معه في قضايا مرفوعة ضده تحت طائلة قانون مكافحة الإرهاب.
وتضمّن الاستدعاء الذي تسلمه شقيقه محمد عبد الكريم، عددا من الاتهامات، منها نشر العداوة بين أتباع الأديان المختلفة، والقيام بنشاطات غير قانونية تهدد الوئام، وغسيل الأموال. وقد تم التحقيق مع نائلة نوراني شقيقة الداعية.
ولا يعرف ما إذا كان ذاكر نائيك -الذي ينفي كل تلك الاتهامات وينكرها- سيعود من خارج الهند للمثول أمام وكالة التحقيقات أم سيكتفي باتصال مصور ثم انتظار جلسة استئناف ضد قرار وكالة التحقيقات.
ويأتي الاستدعاء المذكور بعد تصنيف السلطات الهندية مؤسسة البحوث الإسلامية التي أطلقها ذاكر بأنها غير قانونية، وذلك بالتزامن مع إجراء التحقيق في أعمال مؤسسات تعليمية وخيرية أخرى للداعية.
ويتوقع أن تستهدف الإجراءات الأمنية كذلك قنوات ذاكر وشركاته الإعلامية الأخرى، وأشهرها قناة السلام بلغاتها المختلفة. وتجذب تلك القنوات مئات الملايين من المشاهدين من الناطقين بغير العربية في مختلف القارات، وتختص ببث مواد خاصة بالدين الإسلامي ومقارنة الأديان.
يذكر أن أولى الاتهامات بدأت تثار ضد ذاكر نائيك في يوليو/تموز الماضي، وذلك عندما تحدثت أجهزة أمن بنغالية عن تأثر مهاجمين لإحدى المقاهي في دكا بخطاب ذاكر، وهو ما نفاه الأخير في تصريحاته. وزار ذاكر إندونيسيا قبل أيام، ويعتقد أنه توجّه لدولة عربية وسيعود إلى جاكرتا الشهر المقبل.
المصدر: الموقع الإلكتروني لقناة الجزيرة (الجزيرة دوت نت)
هل تنبأ الكتاب المقدس عن رسول الإسلام ؟ أحمد ديدات وزاكر نايك في ورطة
هل تنبأ الكتاب المقدس عن رسول الإسلام ؟ أحمد ديدات وزاكر نايك في ورطة
في فيديوهات عديدة للشيخ أحمد ديدات وتلميذه زاكر نايك نجدهما يكرران أن الكتاب المقدس قد تنبأ برسول الاسلام، ولقد قمنا بتجميع هذه الفيديوهات_ أو بعضها _ في فيديو واحد يمكنكم مشاهدته من هنا :
https://www.youtube.com/watch?v=g9J1UCkJ788
وفي هذه المقالة سنقوم بالرد على هذه الشبهات، إليكم الرد كاملًا ..
الرد كما رأيتم في الفيديو المرفق، فإن أحمد ديدات وتلميذه النجيب زاكر نايك لا يكفان أبداً عن ترديد أن الكتاب المقدس بعهديه قد تنبأ بقدوم نبي الإسلام، بل وأكثر من هذا فقد تنبأ الكتاب المقدس باسمه حرفيًا، حيث ذُكر اسم “محمد” كما رأيتم في الفيديو، وبالطبع، يتناقل الأخوة المسلمون هذه النصوص فيما بينهم في منتدياتهم وفي فيس بوك وحواراتهم الصوتية ظنًّا منهم أن هذه النصوص لها علاقة بنبي الإسلام من قريب أو من بعيد وذلك لأن أسد الدعوة -أحمد ديدات- كما يلقبونه، كان يكرر هذه النصوص بلا فهم أو تدبر، وما زاد الطينة بلة أن تلميذه النجيب زاكر نايك لا يكف عن ترديد هذه النصوص عينها بنفس الترتيب ذاته في كل مرة يأتي ذِكر نبوات الكتاب المقدس عن رسول الإسلام، ولقد أظهرنا عدم معرفة من يستشهدون بهذه النصوص كدليل على احتواء الكتاب المقدس لمثل هذه النبوات، والردود بالفعل كثيرة ومنتشرة ومفصلة، وفي هذا الموضوع ارتأينا أنْ نجمع لكم ما يستشهد به ديدات وتلميذه زاكر ونرد على كلامهم ردًا مفصلًا، آملين أن يقرأ تلاميذهم الجُدد ومن يعجبون بهم هذه الردود ويكفون عن ترديد مثل هذه الأكاذيب التي يكررونها ليل نهار دون دراسة أو وعي.
لاحظنا أنهما دومًا يكرران 8 نبوات مزعومة عن نبي الإسلام في الكتاب المقدس، لذا سيكون منهجنا هو عرض هذه النصوص المُستشهد بها في سياقها ثم سنُبيِّنُ مواطن الجهل الذي ألمَّ بها الشيخان ديدات وزاكر وكيف يستغلان جهل الأتباع لخداعهم في كل مرة يقرأون هذه النصوص على مسامعهم أو يذكرون شواهدها.
تثنية 18: 18-19
Deu 18:15 «يقيم لك الرب إلهك نبيا من وسطك من إخوتك مثلي. له تسمعون.
Deu 18:16 حسب كل ما طلبت من الرب إلهك في حوريب يوم الاجتماع قائلا: لا أعود أسمع صوت الرب إلهي ولا أرى هذه النار العظيمة أيضا لئلا أموت
Deu 18:17 قال لي الرب: قد أحسنوا في ما تكلموا.
Deu 18:18 أقيم لهم نبيا من وسط إخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به.
Deu 18:19 ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا أطالبه.
أولاً: دائمًا يستشهد أحمد ديدات وزاكر نايك بهذه الآيات بَدءًا من النص 18 وإلى النص 19، ولكنهم يغفلون عمدًا النص رقم 15، وهو نصٌ شديدُ الصلة لهما، ويتحدث عن ذات النبي، وذات السياق، لكن لأن النص 15 به كلمة “من وسطك من إخوتك” فهم دائمًا يتهربون منها لأنها صريحة وواضحة في أن النبوة تتكلم عن نبي يهودي، أي من وسط اليهود كموسى اليهودي، وبالطبع، فلأنهم يعرفون أن نبي الإسلام ليس يهوديًا فهم يبدأون القراءة والإستشهاد من النص 18 و19 وليس قبل! وهذا لأنهم يحبون أن يدلسوا في معاني الكلمات [من وسط إخوتهم مثلك]، وهنا لنا سؤال لمروجي أفكار ديدات وزاكر، لماذا يخفي شيخاكم عليكم هذا النص وهو شديد الصلة والقرب ومن ذات السياق؟ أليس لأنهما يعلمان أن بإستشهادهما بهذا النص سيكون كلامهما لا معنى له حيث أن “من وسطك من إخوتك” تعني أن هذا النبي سيكون يهودي؟
ثانيًا: لقد حسم الكتابُ المقدس نفسه أمر هذا النبي، وأخبرنا بمن يكون هو بكل صراحة وحرفية، فإن كان ديدات وتلميذه زاكر يلجئان للكتاب المقدس فلِمَ يكفران به في ذات الإستشهاد؟ ألا ينطبق عليهما النص القرآني [أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا] البقرة 85؟ فالكتاب المقدس وبكل صراحة وحرفية يقول:
Act 3:18 وأما الله فما سبق وأنبأ به بأفواه جميع أنبيائه أن يتألم المسيح قد تممه هكذا.
Act 3:19 فتوبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم لكي تأتي أوقات الفرج من وجه الرب.
Act 3:20 ويرسل يسوع المسيح المبشر به لكم قبل.
Act 3:21 الذي ينبغي أن السماء تقبله إلى أزمنة رد كل شيء التي تكلم عنها الله بفم جميع أنبيائه القديسين منذ الدهر.
Act 3:22 فإن موسى قال للآباء: إن نبيا مثلي سيقيم لكم الرب إلهكم من إخوتكم. له تسمعون في كل ما يكلمكم به.
Act 3:23 ويكون أن كل نفس لا تسمع لذلك النبي تباد من الشعب.
Act 3:24 وجميع الأنبياء أيضا من صموئيل فما بعده جميع الذين تكلموا سبقوا وأنبأوا بهذه الأيام.
إذن، فالكتاب المقدس قد شهد حرفيًا أن الرب المسيح يسوع هو النبي المُبشر به من قِبل موسى، فلماذا يخدع ديدات وزاكر تلاميذهما؟ ألأنهم لا يقرأون الكتاب المقدس ويصدقونهم؟!
ثالثاً: حتى إن تنازلنا جدلاً عن النص رقم 15 وبدأنا فقط من النص 18 كما يفعل ديدات وزاكر، فمن هم “إخوتهم” الذين يتكلم عنهم النص؟ هل هم العرب؟! هل كان العرب أخوة لليهود؟ ألم يكونوا في حرب دائمة؟، وبالإضافة لهذا أيضًا فإن لفظ “إخوتهم” قد ورد في نصوص أخرى غير هذا النص وهو يشير دومًا إلى اليهود أيضًا، فكيف لا يعرف ديدات وزاكر هذا؟!
Exo 2:11 وحدث في تلك الايام لما كبر موسى انه خرج الى اخوته لينظر في اثقالهم فراى رجلا مصريا يضرب رجلا عبرانيا من اخوته
Exo 4:18 فمضى موسى ورجع الى يثرون حميه وقال له: «انا اذهب وارجع الى اخوتي الذين في مصر لارى هل هم بعد احياء». فقال يثرون لموسى: «اذهب بسلام».
Lev 10:6 وقال موسى لهارون والعازار وايثامار ابنيه: «لا تكشفوا رؤوسكم ولا تشقوا ثيابكم لئلا تموتوا ويسخط على كل الجماعة. واما اخوتكم كل بيت اسرائيل فيبكون على الحريق الذي احرقه الرب.
Num 18:6 هئنذا قد أخذت إخوتكم اللاويين من بين بني إسرائيل عطية لكم معطين للرب ليخدموا خدمة خيمة الاجتماع.
فها هي النصوص تصرح أن هذا اللفظ هو لإخوة اليهود من اليهود، ولا علاقة له بالعرب من قريب أو من بعيد، فكيف يخدع ديدات من يستمعون إليه ومن بعده يكمل خداعهم زاكر؟! فإن كانا يعلمان فهما كاذبان، وإن كانا لا يعلمان فهما جاهلان بما يتكلمان به، فليختر الإخوة المسلمون أيًّا منهما.
رابعاً: يشهد القرآن نفسه أن النبوة قد جعلها الله في ذرية إسحق، ولم يقل ولا مرة واحدة أنه جعلها في ذرية إسماعيل!، وكما يقول المسلمون أن نبي الإسلام هو من ذرية إسماعيل، وليس من ذرية إسحق، فكيف سيكون المقصود بهذه النبوة نبي الإسلام؟!
خامسًا: هل تكلم نبي الإسلام عن إله اليهود والمسيحيين يهوه؟ فالنبوة في نصها العبري تتكلم عن يهوه:
Deu 18:15 «يقيم لك الرب (يهوه_יְהוָ֣ה) إلهك نبيا من وسطك من إخوتك مثلي. له تسمعون.
Deu 18:16 حسب كل ما طلبت من الرب (يهوه_יְהוָ֤ה) إلهك في حوريب يوم الاجتماع قائلا: لا أعود أسمع صوت الرب (يهوه_יְהוָ֣ה) إلهي ولا أرى هذه النار العظيمة أيضا لئلا أموت
Deu 18:17 قال لي الرب (يهوه_יְהוָ֖ה): قد أحسنوا في ما تكلموا.
Deu 18:18 أقيم لهم نبيا من وسط إخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به.
Deu 18:19 ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا أطالبه.
Deu 18:20 وأما النبي الذي يطغي فيتكلم باسمي كلاما لم أوصه أن يتكلم به أو الذي يتكلم باسم آلهة أخرى فيموت ذلك النبي.
Deu 18:21 وإن قلت في قلبك: كيف نعرف الكلام الذي لم يتكلم به الرب (يهوه_יְהוָ֣ה) ؟
Deu 18:22 فما تكلم به النبي باسم الرب (يهوه_יְהוָ֣ה) ولم يحدث ولم يصر فهو الكلام الذي لم يتكلم به الرب (يهوه_יְהוָ֑ה) بل بطغيان تكلم به النبي فلا تخف منه».
فهل تكلم نبي الإسلام باسم يهوه أم أنه تكلم باسم آلهة أخرى (الله)؟ وهل تكلم نبي الإسلام عن إله اليهود يهوه יְהוָ֣ה ؟!
سادسًا: يقول ديدات أن موسى لا يشبه المسيح، وعليه، فلا تكون النبوة تتكلم عن المسيح بل عن شخص آخر غيره، فيسوق ديدات أدلته على أن موسى النبي يختلف عن المسيح، وقبل أن نورد كلام ديدات وردنا عليه نقول أن هناك فارق بين لفظ “تشابه” ولفظ “تطابق” فالتشابهات لا تشترط أن تكون كلها موجودة في المتشابهين، أما التطابق فيشترط أن تكون كل أوجه التشابه موجودة في المتشابهين، وبالتالي، فعندما يوجد إختلاف ما بين المسيح وموسى فهذا من الطبيعي والمنطقي والمنتظر، فهناك شيء أسمه “وجه الشبه”.
والآن يقول ديدات أن هذه النبوة لا تنطبق على المسيح لأن موسى النبي لم يكن إلها ولكن المسيح هو الله بمقتضى عقيدتنا، وأن المسيح مات لأجل خطايانا بينما موسى لم يفعل!، ذهب المسيح إلى الجحيم لثلاثة أيام ولكن موسى لم يفعل! ومن هنا يكون ديدات قد قدم أدلته أن المسيح لا يشبه موسى ولا موسى يشبه المسيح وبالتالي فالنبوة ليست عن المسيح! أنظروا لهذا العبث العبس، أنظروا لمستوى الشيخ ديدات في طرح الأدلة ونقدها!، ولمن لم يتضح له بعد مستوى ما قدمه ديدات سنورد -على نفس مستوى كلامه- إختلافات بين موسى النبي ونبي الإسلام لندلل على ذات ما أراد الشيخ أن يدلل عليه، فنقول: موسى النبي إسمه موسى ولكن نبي الإسلام ليس أسمه موسى! موسى النبي يهوديا، بينما نبي الإسلام ليس يهوديا، موسى النبي كان بمثابة أمير في قصر فرعون، بينما نبي الإسلام لم يكن، موسى النبي لم يعرف إلها إسمه “الله” بينما كان يعرفه نبي الإسلام، موسى النبي لم يتزوج من امرأة تسمى عائشة وفاطمة ..إلخ، بينما نبي الإسلام فعل، موسى النبي أخرج شعبه العبراني وشعب الرب من أرض مصر، بينما لم يفعل نبي الإسلام هذا…. إلخ، ويمكننا أن نقيس كل شيء بهذا المستوى العبثي للشيخ ديدات ونقول في النهاية: إذن النبوة ليست عن نبي الإسلام!
فمن الذي قال أن التشابه بين موسى والمسيح يجب أن يكون كلاهما إله وأن يموتا لأجل خطايا شعبهما وأن ينزلا إلى الجحيم لكي يدلل ديدات أن موسى والمسيح يختلفان في هذه الصفات أصلا؟! هذه واحدة، ثم إن المسيح مع أنه الله المتجسد إلا أنه نبي أيضاً لأنه تنبأ ورسول لأنه مرسل من الآب، ولا يمكن أن يكون هناك إلهان لكي يبحث ديدات في أن موسى إله من عدمه ويجعله شرط، فهذا من الواضح بديهةً.
سابعاً: بعد هذا يقدم ديدات أدلته أن النبوة تتكلم عن نبي الإسلام، فيقول إن كلًا من موسى ونبي الإسلام كان لهما أبوان (أب وأم)، وأن كليهما قد تزوج وأنجب الأولاد، وأن كليهما كانا زعماء لهما سلطة القيادة والحكم والإعدام مثلا، وأن كليهما أتيا بشريعة جديدة، وكليهما ماتا ميتة طبيعية! أنظروا لكيفية إثبات ديدات أن النبوة خاصة بنبي الإسلام! ديدات يورد أمورا طبيعية تجدها في أشخاص كثيرين جداً، فمثلا، لو أن هناك ملك أو إمبراطور، سيكون له أبوان، وسيكون له أولاد وسيكون زعيم وقائد وحاكم وسيأتي بقوانينه ويفرض ما يروق له وسيموت ميتة طبيعية في الأخير غالبًا! فلماذا لا يقول ديدات بأن هذه الأوصاف انطبقت على مئات بل آلاف من البشر الآخرين؟!! لماذا لا يكون أي شخص إدعى للنبوة هو المقصود وفقا لمبدأ ديدات في التشابهات!؟ هل كانت النبوة تتكلم عن أن النبي الذي مثل موسى أنه سيكون من أبوين ويُنجب ويموت ميتة طبيعية!؟!!، ثم إن مبدأ الإتيان بشريعة جديدة هو نفسه مخالف للنبوة الصادقة هنا، فموسى النبي جاء بشريعة جديدة لأنه كان من جمع بني إسرائيل وكان في بداية تكون “شعب للرب” بناموس الرب، ولما جاء المسيح فإنه لم ينقض هذا الناموس، بل تممه وكمله بإيضاح مقاصده ومعانيه وغاياته وتحقيق رموزه بالمرموز إليها، فالشريعة لا تتغير بل تُحقق وتُتمم، فلِمَ يأتي بعد ذلك شخص بشريعة جديدة كما يقول ديدات؟ هذا ببساطة لأنه ليس له علاقة بالشريعة القديمة ولا بالذي وضعها.
ثامنًا: المسيح بنفسه قد قال أن موسى النبي تنبأ عنه هو:
Luk 24:27 ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب.
تاسعًا: بعض التشابهات بين الرب يسوع المسيح وموسى النبي:
إن موسى والمسيح من نسل إسحق
إن موسى والمسيح هم من يعقوب (إسرائيل)
إن موسى والمسيح خُتنا في اليوم الثامن وفقاً لوصية الله لإبراهيم
إن والدتي موسى والمسيح يهوديتان مؤمنتان بالله الحي الحقيقي إله إسرائيل
إن موسى والمسيح تعرضا للقتل والموت في طفولتهما من قِبل حاكم البلد.
إن موسى والمسيح كانا في مصر في طفولتهما.
إن موسى والمسيح تكلما اللغة العبرية ولغات أخرى.
إن موسى والمسيح ولدا تحت حكم المستعمر والمستعبد لشعب الله.
إن موسى والمسيح تربيا بعيداً عن مكان ولادتهما فموسى تربى بعيداً عن جاسان والمسيح تربى في مصر بعيداً عن بيت لحم.
إن موسى والمسيح صاما مدة أربعين يوم وأربعين ليلة في البرية.
إن موسى جاءه صوت الله يدعوه للخدمة والمسيح جاءه صوت الله الآب يمسحه للخدمة.
إن موسى رُفض من شعبه وعاد إليهم ليقبلوه بدون أن يحاربهم وقادهم للخلاص من العبودية وقادهم إلى أرض الميعاد والمسيح رُفض من شعبه وقبلوه في يوم الخمسين بدون أن يحاربهم وسيقبلونه عند رجوعه الثاني في يوم خلاصهم النهائي.
إن موسى والمسيح كانا في حالة من المجد السماوي فموسى صار وجهه مضيئاً بسبب الوجود في محضر الله والمسيح تمجد أمام تلاميذه وشاهدوا مجده وهيئته المتغيرة والممجدة.
إن موسى والمسيح عرفا من هو الله منذ طفولتهما
موسى والمسيح نبيان حقيقيان الأول أخذ الناموس والثاني أكمله.
إن موسى مارس دور الشفاعة في حياته والمسيح يمارس دور الشفاعة كونه حيًا إلى أبد الآبدين.
إن موسى والمسيح انتقلا من الأرض بطريقة معجزية.
إن موسى والمسيح رجعا إلى أرضهم بعد موت من كان يطلب نفسهما، فموسى رجع بعد موت فرعون والمسيح رجع بعد موت هيرودس الكبير.
أثناء رفضه من شعبه أقتنى موسى عروسه من خارج شعبه وكذلك المسيح أثناء رفضه الحالي أقتنى الكنيسة كعروس له من خارج شعبه.
والآن قد وصلنا لنهاية تعليقنا على النبوة الأولى، فبأي دليل يقول ديدات وتلميذه زاكر أن هذه نبوة عن نبي الإسلام؟!
أشعياء29: 12
Isa 29:1 ويل لأريئيل لأريئيل قرية نزل عليها داود. زيدوا سنة على سنة. لتدر الأعياد.
Isa 29:2 وأنا أضايق أريئيل فيكون نوح وحزن وتكون لي كأريئيل.
Isa 29:3 وأحيط بك كالدائرة وأضايق عليك بحصن وأقيم عليك متارس.
Isa 29:4 فتتضعين وتتكلمين من الأرض وينخفض قولك من التراب ويكون صوتك كخيال من الأرض ويشقشق قولك من التراب.
Isa 29:5 ويصير جمهور أعدائك كالغبار الدقيق وجمهور العتاة كالعصافة المارة. ويكون ذلك في لحظة بغتة.
Isa 29:6 من قبل رب الجنود تفتقد برعد وزلزلة وصوت عظيم بزوبعة وعاصف ولهيب نار آكلة.
Isa 29:7 ويكون كحلم كرؤيا الليل جمهور كل الأمم المتجندين على أريئيل كل المتجندين عليها وعلى قلاعها والذين يضايقونها.
Isa 29:8 ويكون كما يحلم الجائع أنه يأكل ثم يستيقظ وإذا نفسه فارغة. وكما يحلم العطشان أنه يشرب ثم يستيقظ وإذا هو رازح ونفسه مشتهية. هكذا يكون جمهور كل الأمم المتجندين على جبل صهيون.
Isa 29:9 توانوا وابهتوا. تلذذوا واعموا. قد سكروا وليس من الخمر. ترنحوا وليس من المسكر.
Isa 29:10 لأن الرب قد سكب عليكم روح سبات وأغمض عيونكم. الأنبياء ورؤساؤكم الناظرون غطاهم.
Isa 29:11 وصارت لكم رؤيا الكل مثل كلام السفر المختوم الذي يدفعونه لعارف الكتابة قائلين: «اقرأ هذا» فيقول: «لا أستطيع لأنه مختوم».
Isa 29:12 أو يدفع الكتاب لمن لا يعرف الكتابة ويقال له: «اقرأ هذا» فيقول: « لا أعرف الكتابة».
في الحقيقة أن الإستشهاد بهذا النص بالأخص هو تدليس صريح من أحمد ديدات ومن زاكر نايك، فمجرد قراءة سياق النصوص سيتضح ما تعنيه جيدًا، فديدات وتلميذه زاكر قد إقتطعا النص من سياقه تمامًا ليخدعا به تلاميذهم وتابعيهم الذين يصدقونهم عن ثقة فيهم وعدم معرفة وعدم مراجعة لما يقولاه، فمن يقرأ -مجرد قراءة- النص في سياقه، فيقرأ الأصحاح من بدايته سيعرف أنه لا علاقة بين ما يقوله هذا الأصحاح وبين ما يقوله ديدات وزاكر، بل سيستنكر عليهما أن تكون هذه نبوة عن نبي الإسلام، فالأصحاح يتكلم من بدايته عن عقاب لأريئيل، ويقول حرفيًا [ويل لأريئيل] و[وأنا أضايق أريئيل فيكون نوح وحزن] و[وأحيط بك كالدائرة وأضايق عليك بحصن وأقيم عليك متارس] فتتضع أريئيل وتتكلم من الأرض من التراب، ثم يهزم الرب أعداء أريئيل، ثم يقول الرب لأريئيل ما معناه ” أنكم ستكونوا مثل السكارى ” لأن الرب قد سكب عليهم روح سبات وأغمض أعينهم. وأغلق أعين أنبيائهم وغطى رؤوس رائيهم (أصحاب الرؤى)، وكنتيجة لهذا تصير الرؤى غير مفهومة لهم كمثل أن يعطى كتاب لشخص يعرف القراءة ويقال له “إقرأ” فيقول “لا أستطيع القراءة لان الكتاب مختوم (أي مخفى أو مشفر)” وهذا الختم بفعل الرب عقابًا لهم، أو يعطى لمن لا يعرف قراءة هذا الكتاب فيقال له “إقرأ” فيرد ويقول “لا أعرف القراءة”! وهذا كله لأن هذا الشعب قد اقترب إلى الرب بفمه وأكرمه بشفتيه وأما قلبه فأبعده عنه بعيدًا وصارت مخافتهم للرب وصية يعلمها لهم الناس..
فالقضية كلها هنا أن الرب يعاقب أهل أريئيل (اليهود) لأنهم يكرمون الرب بشفاههم فقط ولكن قلبهم مبتعد عن الرب كثيرًا وأصبحت مخافة الرب مجرد وصية من الناس وليس الرب، وهذا ما قاله لهم المسيح بالتحديد عندما قال [يا مراؤون! حسنا تنبأ عنكم إشعياء قائلا: يقترب إلي هذا الشعب بفمه ويكرمني بشفتيه وأما قلبه فمبتعد عني بعيدا. وباطلا يعبدونني وهم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس».] (متّى 15: 7-9) راجع أيضًا (مرقس 7: 6-7)، فهذا الكلام موجه لليهود وهو توبيخ وعقاب لهم من الرب، وكنتيجة لهذا العقاب لن يعرف أنبياؤهم أو راؤههم معاني الرؤى والنبوات لأنها ستكون كمُشفرةٍ فلا يعرفها أي منهم، فما علاقة هذا الكلام كله بنبوة نبي الإسلام؟! الكلام عن اليهود، فهل كان نبي الإسلام يهوديًا؟ هل كان نبي الإسلام من شعب بني إسرائيل! إن ديدات وزاكر ومن بعدهم من لا يقرأون مثلهم يتمسكون بهذه النصوص لأنهم فقط رأوا فيها كلمة “لا أعرف الكتابة”! وتركوا كل السياق ومكانه والمتكلم والمُكلَّم! فهل لا يوجد شخص أميٌّ غير نبي الإسلام حسبما تقولون؟! وما علاقة كل هذا بنبوة عن قدوم نبي من الأساس؟
هل كان رسول الإسلام أميًّا؟
سنضع مجموعة من الروايات ثم سنترك لحضراتكم إستخلاص النتائج منها:
2387 حدثنا عبيد الله بن سعيد حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا إبراهيم بن سعد حدثنا صالح بن كيسان عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه ادعي لي أبا بكر أباك وأخاك حتى أكتب كتابا فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل أنا أولى ويأبى الله والمؤمنون إلاأبا بكر (صحيح مسلم)
2552 – حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال: اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة فأبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام فلما كتبوا الكتاب كتبوا هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا لا نقر بها فلو نعلم أنك رسول الله ما منعاك لكن أنت محمد بن عبد الله قال (أنا رسول الله وأنا محمد بن عبد الله). ثم قال لعلي (امح رسول الله). قال لا والله لا أمحوك أبدا فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب فكتب (هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله لا يدخل مكة سلاح إلا في القراب وأن لا يخرج من أهلها بأحد إن أراد أن يتبعه وأن لا يمنع أحدا من أصحابه أراد أن يقيم بها). فلما دخلها ومضى الأجل أتوا عليا فقالوا قل لصاحبك اخرج عنا فقد مضى الأجل فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فتبعتهم ابنة حمزة يا عم يا عم فتناولها على فأخذها بيدها وقال لفاطمة عليها السلام دونك ابنة عمك احملها فاختصم فيها على وزيد وجعفر فقال على أنا أحق بها وهي ابنة عمي وقال جعفر ابنة عمي وخالتها تحتي وقال زيد ابنة أخي فقضى بها النبي صلى الله عليه وسلم لخالتها وقال (الخالة بمنزلة الأم). وقال لعلي (أنت مني وأنا منك). وقال لجعفر (أشبهت خلقي وخلقي). وقال لزيد (أنت أخونا ومولانا) (صحيح البخاري)
2997 – حدثنا محمد حدثنا ابن عيينة عن سليمان الأحول سمع سعيد ابن جبير سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقول: يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى بل دمعه الحصى قلت يا أبا عباس ما يوم الخميس؟ قال اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه فقال (ائتوني بكتف أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا). فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا ما له أهجر استفهموه؟ فقال (ذروني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه). فأمرهم بثلاث قال (أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم). والثالثة خير إما أن سكتن عنها وإما أن قالها فنسيتها. قال سفيان هذا من قول سليمان. (صحيح البخاري)
فهذه الروايات الصحيحة هي من كتب الصحاح وجميعها صرَّحت نصًا بأن رسول الإسلام كان “يكتب”!
نشيد الأنشاد 5: 16
فجأة، يتحول كل الهجوم التاريخي غير المبرر ضد سفر نشيد الأنشاد إلى بخار قد اضمحلَّ!، فجأة يستخرج لنا ديدات وزاكر نبوة عن رسول الإسلام من سفر نشيد الأنشاد وينسيان الهجوم على السفر، فقط لأنهما يتوهمان بوجود نبوة فيه عن نبيهما! هكذا بلا منطق أو معيار! بل أنه منطق الهوى.
يُتحفنا أحمد ديدات وزاكر نايك بأن النص السادس عشر من الأصحاح الخامس من سفر نشيد الأنشاد يحتوي على نبوة لرسول الإسلام، ليس هذا فحسب، بل إنهما وفي هذه المرة يقولان أن هذا النص لا يحتوي على نبوة فقط، بل يحتوي على إسم النبي حرفيًا، كما رأيتم في الفيديو! فنسألهما أين هو؟ فيقولان لنا أن الكلمة العبرية المترجمة لديكم “مشتهيات” (كل حسب لغة الترجمة التي يقرأ منها) هي في أصلها العبري تنطق محمديم، ثم يضيفان أن مقطع الياء والميم “ـيم” الموجود في آخر الكلمة العبرية هي للتعظيم، وليست من أصل الكلمة، فيمكن إزالتها وهنا سنجد اسم النبي واضحًا صريحًا: محمد!! وهما يقولان لنا أننا أخطأنا عندما ترجمنا هذا الإسم إلى “مشتهيات” فالأسماء (حسب كلامهم) لا تترجم ومن هنا فكان يجب علينا أن نترك الكلمة كما هي “محمد”. هذا هو الادعاء بكل وضوح وصراحة! وسنرد عليه كما اعتدنا في نقاط توضيحية تعليقية بسيطة.
Son 5:16 حلقه حلاوة وكله مشتهيات (מַחֲמַדִּים). هذا حبيبي وهذا خليلي يا بنات أورشليم.
أولًا: من قال أن كلمة محمديم מַחֲמַדִּים هي إسم عَلَم من الأساس؟! إن أحمد ديدات وزاكر نايك لا يعرفان العبرية كما لا يعرفان اليونانية ولا العربية! فمن أين علم ديدات أن هذه الكلمة هي إسم عَلَم لكي يقول ما قال؟!
ثانيًا: بفرض أن هذه الكلمة تقصد نبي الإسلام محمد، وأنه يجب عدم ترجمتها بل تركها كما هي، فالنص يقول [حلقه حلاوة وكله محمد يم] (حسب ديدات وزاكر) فهل يقول المسلم هذا؟ وما معنى أن يكون حلق شخص ما محمد؟ وحلق من هذا؟، ثم لو أكملنا النص لوجدناه يقول [هذا حبيبي وهذا خليلي يا بنات أورشليم]، فمن هي هذه التي تكلم بنات أورشليم اليهوديات لتقول لها أنه حبيبها وخليلها؟!
ثالثًا: لو إفترضنا أيضًا صحة كلام ديدات وزاكر نايك، وهو خاطيء، فسنحضر كل المرات التي أتت فيها هذه الكلمة في الكتاب المقدس لنرى هل سيرضى المسلمون بهذا أم لا، فسنأتي بكل المواضع التي أتت فيها الكلمة المذكورة بجذرها מחמד ونضع الكلمة بين أقواس ليقوم المسلمون لقراءة النص لو وضعنا الإسم الذي يريده ديدات وزاكر نايك ونرى، هل سيقبلونه أم لا.
Isa 64:11 بيت قدسنا وجمالنا حيث سبحك آباؤنا قد صار حريق نار وكل مشتهياتنا (מחמד) صارت خرابا. فهل صار الرسول محمد خرابًا؟
1Ki 20:6 فإني في نحو هذا الوقت غدا أرسل عبيدي إليك فيفتشون بيتك وبيوت عبيدك، وكل ما هو شهي (מחמד) في عينيك يضعونه في أيديهم ويأخذونه. فهل عبيد الرب وضعوا الرسول في يديهم وأخذوه!
Lam 1:10 بسط العدو يده على كل مشتهياتها (מחמד) فإنها رأت الأمم دخلوا مقدسها الذين أمرت أن لا يدخلوا في جماعتك. فهل بسط العدو يده على رسول الاسلام؟
Joe 3:5 لأنكم أخذتم فضتي وذهبي وأدخلتم نفائسي الجيدة (מחמד) إلى هياكلكم. فهل رسول الاسلام أُدخل إلى هياكلهم!
Eze 24:16 [يا ابن آدم, هئنذا آخذ عنك شهوة (מחמד) عينيك بضربة, فلا تنح ولا تبك ولا تنزل دموعك. وفي نفس الاصحاح يقول
Eze 24:21 كلم بيت إسرائيل. هكذا قال السيد الرب: هئنذا منجس مقدسي فخر عزكم شهوة (מחמד) أعينكم ولذة نفوسكم. وأبناؤكم وبناتكم الذين خلفتم يسقطون بالسيف, فهل يقبل المسلمون بأن يُفعل هذا بنبي الاسلام محمد؟
Eze 24:25 وأنت يا ابن آدم, أفلا يكون في يوم آخذ عنهم عزهم, سرور فخرهم, شهوة (מחמד) عيونهم ورفعة نفسهم: أبناءهم وبناتهم,
Hos 9:16 أفرايم مضروب. أصلهم قد جف. لا يصنعون ثمرا. وإن ولدوا أميت مشتهيات (מחמד) بطونهم».
فهل يقبل المسلمون هذه الأوصاف والسياقات إذا استبدلنا كل كلمة مشتهيات بكلمة מחמד التي يقول ديدات عنها أنها إسم نبي الإسلام حرفيًا؟
رابعًا: بعيدًا عن الهراء الذي يقدمه أحمد ديدات وزاكر نايك اللذان لا يعرفان العبرية، فإن توجهنا لأي معجم للغة العبرية بأي لغة سنجدها قد أجمعت على أن معنى هذه الكلمة هي “مشتهيات” بأوصاف مختلفة، وهذه بعض المعاجم البسيطة:
†מַחְמַד n.m.desire, desirable thing—abs. מַחְמַר Ho 9:6; cstr. id. 1 K 20:6 + 3 times Ez; pl. מַחֲמַדַּים Ct 5:16; cstr. מַחֲמַדֵּי La 2:4 Ho 9:16; sf. מַחֲמַדַּי Jo 4:5; מַחֲמַדֵּינוּ Is 64:10; מַחֲמַדֶּיהָ 2 Ch 36:19 La 1:10; מַחֲמַדֵּיהֶם La 1:11 Qr (v. also מַחְמֹד); —desirable, precious things כלי־מ׳ 2 Ch 36:19; sg. coll. Ho 9:6; pl. Jo 4:5 Is 64:10 La 1:10, 11 (Qr), מ׳ בִּטְנָם Ho 9:16; v. especially pl. intens. כֻּלּוֹ מַחֲמַדִּים Ct 5:16 all of him is delightfulness (|| מַמְתַֿקִּים); elsewhere מַחְמַד עינים desire of the eyes, i.e. that in which the eyes take delight 1 K 20:6 Ez 24:16 (of proph.’s wife), v 21, 25; pl. La 2:4.[1]
*מַחְמָד: חמד, Bauer-L. Heb. 490z; Ug. mḥmd (Gordon Textbook §19:872; Aistleitner 936), JArm.g מחמדה: מַחְמַד, מַחֲמַדִּים, מַחֲמַדֵּי (Bauer-L. Heb. 558c), מַחֲמַדַּי, מַחְמַדֵּיהֶם Lam 111 Q (K מַחְמוֹד): —1. something desirable, precious object Is 6410 (־דֵּנוּ) Hos 96 (rd. מַחְמַדֵּי כַסְפָּם :: Driver JSS 5:424: with Sept. Μαχμας, Syrtis Maior) Jl 45 Lam 110f Song 516 2C 3619; —2. metaph., rd. מַחְמַד עֵינַיִם what is pleasing to the eyes 1K 206 Ezk 2416 (wife of Ezekiel). 21a.25 Lam 24, Ezk 2421b (cj. for מַחְמַל rd. מַחְמַד נַפְשָׁם); מַחֲמַדֵּי בִּטְנָם their beloved offspring Hos 916. †[2]
מַחְמָד maḥmāḏ: A masculine noun indicating a desire, a desirable thing, a precious thing. It indicates whatever is desirable, something one wishes to have, to possess. It is used of things (1 Kgs. 20:6; 2 Chr. 36:19; Hos. 9:6; Joel 3:5[4:5]); of persons (Song 5:16). It is used especially of what is attractive to the eyes (1 Kgs. 20:6; Ezek. 24:16, 21, 25).[3]
מַחְמָד machmâd, makh-mawd’; from 2530; delightful; hence, a delight, i.e. object of affection or desire: — beloved, desire, goodly, lovely, pleasant (thing).[4]
فكيف يقوم أحمد ديدات وزاكر نايك بخداع المسلم الذي لا يعرف العبرية ووثق بهما أنهما عالمان فذَّان ويقولان الصدق؟! فكما رأينا فإن المعاجم تتفق في معنى الكلمة تمامًا.
خامسًا: لم يقم المسيحيون وحدهم بالرد على هذه الشبهة، بل قام المسلمون أيضًا، فقد قام أحد من ينسب نفسه إلى العلم باللغة العبرية، وأسمه أحمد بالرد على هذه الكذبة التي طرحها أحمد ديدات ولا يزال تلميذه زاكر نايك يطرحها على آلاف المسلمين الذين يصدقونه، وستجدون هنا رده المختصر على هذه الشبهة: http://www.difa3iat.com/3441.html.
Joh 14:16 وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلى الأبد.
Joh 14:17 روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم.
Joh 15:26 «ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي.
Joh 16:7 لكني أقول لكم الحق إنه خير لكم أن أنطلق لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي ولكن إن ذهبت أرسله إليكم.
Joh 16:12 «إن لي أمورا كثيرة أيضا لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن.
Joh 16:13 وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية.
في الحقيقة، إن هذه الشبهة قديمة جدًا، بل وحتى المسلمون أنفسهم الذين لهم معرفة ولو قليلة بالكتاب المقدس يستحون من أن يذكروا هذه النصوص كشواهد لنبوة نبيهم في الكتاب المقدس، فهم يعرفون حق المعرفة أن من يذكر هذه الشواهد (مثل ديدات وزاكر) كنبوات في الكتاب المقدس عن نبي الإسلام، هو جاهل أو مدلس أو مختل عقليًا، فلا يمكن لأي عاقل أو صادق أو من له من العلم شيئ أن يقول أن هذه نبوات عن نبي الإسلام، فأحمد ديدات وتلميذه زاكر نايك، يقولان أن المعزي المقصود هنا هو رسول الإسلام، ويتركان الأوصاف الخاصة بهذا المعزي المذكورة في هذه النصوص عينها، ويتركون أيضًا ما سيقوم به هذا المعزي للتلاميذ وللمسيح ومن هو بالنسبة للمسيح.
لذا، وفي هذا الرد سنمر سريعًا على أوصاف هذا المعزي والتي لم ولن ولا يجرؤ أي شخص من المدعين بأن المعزي (باراكليتوس) هو رسول الإسلام أن يذكرها لأنه حينها سيكون كلامه واضحَ السخفِ، ثم سنسأل أسئلة بناء على هذه الأوصاف للأحبة المسلمين، فهل يقبلونها؟! لنبدأ:
النص (يوحنا 14: 16) يقول بأن هذا المعزي سيُعطَى من “الآب”، فهل يؤمن المسلمون بالآب الذي هو أقنوم في الثالوث؟ هل قال رسول الإسلام ولو في مرة أنه رسول “الآب”؟ وهل يعترف المسلمون بابن هذا الآب؟ فهو “آب” لأن له “ابن”، فهل يعترف الإسلام بالآب والإبن؟!
النص (يوحنا 14: 16) يقول بأن هذا المعزي سيمكث مع التلاميذ، فهل مكث رسول الإسلام مع التلاميذ؟ بل هل رآه التلاميذ من الأساس؟ بل هل تواجد في زمن التلاميذ والرسل أو فيما بعدهم بقليل؟!
النص (يوحنا 14: 16) يقول بأن هذا المعزي سيمكث إلى الأبد، فهل مكث رسول الإسلام إلى الأبد؟! أم أنه مات منذ قرابة 14 قرنًا من الزمان؟
النص (يوحنا 14: 17) يقول بأن هذا المعزي هو “روح الحق”، ونحن نعرف أن الحق هو الله في الإسلام، فهل رسول الإسلام هو روح الله؟ أم جبريل؟ أين دعي رسول الإسلام بهذا الإسم؟!
النص (يوحنا 14: 17) يقول بأن هذا المعزي لا يمكن للعالم أن يراه، فهل لم ير أحدٌ رسول الإسلام؟! ماذا عن الصحابة وزوجاته والكفار …إلخ؟
النص (يوحنا 14: 17) يقول بأن هذا المعزي لا يقبله العالم، لكننا نعلم -حسب ادعاء المسلمين- أن هناك من قبل دعوة رسول الإسلام وأسلموا في حياته وبعد مماته وإلى اليوم حيث تجاوز عددهم المليار نسمة، فكيف لا يقبلوه؟!
النص (يوحنا 14: 17) يقول بان هذا المعزي هو في التلاميذ وماكث معهم، فهل كان نبي الإسلام في التلاميذ وماكث معهم؟!!
النص (يوحنا 15: 26) يقول بأن هذا المعزي سيكون رسول المسيح، فالنص يقول [ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم]، فهل يقول المسلمون اليوم أن رسول الإسلام هو رسول المسيح، هل يعتبر المسلمون أن المسيح هو الله لأنهم يقولون أن رسول الإسلام هو رسول الله؟ هل يؤمن المسلمون بألوهية المسيح كمرسل لنبي الإسلام؟
النص (يوحنا 15: 26) يقول بأن هذا المعزي سينبثق من عند الآب، فهل يؤمن رسول الإسلام بالـ”آب”؟ أو أن الله “آب”؟ وهل يؤمن المسلمون أن رسول الإسلام إنبثق من عند “الآب”؟
النص (يوحنا 15: 26) يقول بأن هذا المعزي سيشهد للمسيح، فهل شهد رسول الإسلام للمسيح؟! مع شرط أن هذه الشهادة تطابق شهادة التلاميذ عنه لأنه في النص التالي مباشرة (يوحنا 15: 27) قال بأن التلاميذ أيضًا سيشهدون بهذا أيضًا؟
النص (يوحنا 16: 7) يقول بأن المعزي لن يأتي إلا عندما ينطلق المسيح، فما الرابط بين إنطلاق المسيح وبين مجيء المعزي إذا كان هو رسول الإسلام؟
النص (يوحنا 16: 7) يكرر ان المعزي سيرسله المسيح، فهل يؤمن المسلمون بأن المسيح هو من أرسل رسول الإسلام؟
النص (يوحنا 16: 13) يكرر أن المعزي هو روح الحق (الله)، فهل يؤمن المسلمون أن رسول الإسلام هو روح الله؟! أم جبريل؟!
النص (يوحنا 16: 14) يقول أن المعزي سيمجد المسيح، فهل مجد رسول الإسلام المسيح؟ ويقول النص أيضًا أن المعزي يأخذ مما للمسيح ويخبرهم، فهل أخبر رسول الإسلام التلاميذ بشيء؟ فضلا عن هل معلومات رسول الإسلام كان يأخذها من المسيح؟!
والإجابة على كل هذه الأسئلة، هي إجابة واحدة، وهي “لا”، إذن كيف يكون المقصود بالمعزي هنا هو رسول الإسلام؟ كيف يخدع ديدات وزاكر نايك من بعده من يستمعون إليهما بهذا الشكل الساذج؟ إن المعزي هو الروح القدس، وهذه المعلومة لا تحتاج إلى تعب أو مجهود أو مهارات خارقة في الفهم، بل فقط تحتاج أن تتعلم القراءة! نعم، القراءة فقط سترد على هذه الشبهة في ثانيتين، حيث أن المسيح له كل المجد بنفسه قد أوضح لنا حرفيًا من هو المعزي، حيث قال المسيح في نفس الأصحاح الذي يستشهد منه ديدات وزاكر نايك ويغضان أعينهما عن هذا النص الصريح الحرفي:
Joh 14:26 وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم.
فها هو رب المجد، ورئيس الحياة يسوع المسيح، الإله المتجسد يخبرنا وحرفيًا عمّن هو المعزي، فيقول أن المعزي هو الروح القدس، فهل رسول الإسلام هو الروح القدس مسيحيًا أو إسلاميًا؟ فالروح القدس هو الله (أقنوم) في المسيحية، فهل رسول الإسلام يعترف بالأقانيم؟ وهل هو الله؟ والروح القدس هو جبريل في الإسلام، فهل يقول المسلمون أن رسول الإسلام هو جبريل؟! وهل علَّم رسول الإسلام التلاميذ وذكَّرهم بكل ما قاله المسيح لهم؟!
هل عرفتم لماذا قلنا أن من يدعي أن المعزي المذكور هنا هو إما جاهل او مدلس أو مختل؟ لأن إما أن ديدات وزاكر نايك لا يعلمان كل هذه الأوصاف التي لا تمت بصلة لرسول الإسلام بل يرفضها المسلمون أنفسهم، أو إنهما يعرفان هذه الأوصاف ولا يذكرانها لكي لا ينفضح كذبهم وبهذا فهم مدلسون، أو إنهم يقرأونها ولا يفهمون كل هذا وهنا سيكونا مختلين العقل! فليختر أحباب أحمد ديدات وزاكر نايك أي من هذه الصفات ويطلقونها على شيخيهم بدلا من الألقاب المنيفة مثل “أسد الدعوة” ..إلخ.
1يوحنا 4: 1-3
1Jn 4:1 أيها الأحباء، لا تصدقوا كل روح، بل امتحنوا الأرواح: هل هي من الله؟ لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلى العالم.
1Jn 4:2 بهذا تعرفون روح الله: كل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فهو من الله،
1Jn 4:3 وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فليس من الله. وهذا هو روح ضد المسيح الذي سمعتم أنه يأتي، والآن هو في العالم.
حجة ديدات وزاكر نايك هنا هو أن النص يحدد من هو النبي الكاذب من النبي الصادق (هكذا فهمها ديدات ) بمعيار، وهذا المعيار هو أن كل من يعترف أن يسوع المسيح قد جاء في الجسد فهو من الله، أي نبي من الله، ومن لا يعترف أنه قد جاء في الجسد فهو ليس من الله، وبالتالي، فيقول ديدات هنا أن طالما أن رسول الإسلام يعترف بنبوة المسيح، ويقول أنه نبي من عند الله، فهو إذن يعترف أنه قد جاء في الجسد وبالتالي فيكون رسول الإسلام هو نبي حقيقي من عند الله. والآن، سنرد على هذا الكلام في نقاط كما تعودنا:
أولاً: لنفرض صحة كل ما قاله ديدات وزاكر هنا، بلا اعتراض، حسنا، لماذا توقف ديدات عند رسول الإسلام فقط؟ فإن كل مسلم ومسيحي يعترف أن المسيح قد أتى في الجسد، وبالتالي فيكون حسبما فَهم ديدات النص أن كل مسيحي ومسلم أنبياء بالحقيقة، وهذا لا يوافق عليه، ولا يؤمن به المسيحيون أو المسلمون، فالمسلمون يقولون أن نبي الإسلام هو آخر الأنبياء، والمسيحيون يقولون أن ليس بعد المسيح أنبياء. فهل سيوافق ديدات على تطبيق ما فهمه بالخطأ من النص على كل من يؤمن بأن المسيح قد جاء في الجسد؟ لو وافق ديدات والمسلمون سيكونون قد كفروا بالإسلام حسب شرع الإسلام.
ثانيًا: إن كل من قرأ رسالة القديس يوحنا الأولى، وهي قصيرة، يعرف مدى الجرم الذي يفعله ديدات بلا خجل، فهو يبتر النصوص من سياقها تمامًا، ليس هذا فحسب، بل إنه ينتقي ما يعجبه فقط ويترك البقية، على الرغم من أن كلهم في ذات الكتاب المقدس، بل من ذات الكاتب (يوحنا) بل من نفس الرسالة (رسالة يوحنا الأولى)! ورغم ذلك يتركه كله ويقتطع نص، ليس هذا فحسب، بل يأخذ هذا النص المبتور تمامًا، ويضيف عليه تفسيره الخاص، ضاربًا بالسياق والخلفية التاريخية واللاهوتية عرض الحائط! ولهذا، سنعتمد في هذه النقطة على كشف ما أرادا ديدات وزاكر أن يخفياه.
يقول القديس يوحنا أيضًا في نفس الرسالة:
1Jn 2:22 من هو الكذاب، إلا الذي ينكر أن يسوع هو المسيح؟ هذا هو ضد المسيح، الذي ينكر الآب والابن.
1Jn 2:23 كل من ينكر الابن ليس له الآب أيضا، ومن يعترف بالابن فله الآب أيضا.
والسؤال هنا، هل نبي الإسلام يعترف بالآب والإبن أم لا يعترف بهما؟ بالطبع لا تعترف العقيدة الإسلامية جمعاء بالأقانيم الثلاثة، ولا بمبدأ أن لله إبن، أو آنه آب، وهنا القديس يوحنا كان يصف في عصره كل من لا يعترف بالإبن والآب بأنه كذاب، فإن كان ما فهمه ديدات صحيحًا فكيف يكون هناك نبي ويكون كذابًا في ذات الوقت لأنه ينكر الآب والابن؟
ثالثًا: هل كان القديس يوحنا حينها، يتكلم عن أشخاص في ذلك الوقت أم في وقت قادم؟ بمعنى: هل كان هذا المعيار ليطبقوه على من ظهروا في ذلك الوقت أم أنه معيار عام للمستقبل؟ لنقرأ ما قاله القديس يوحنا بنفسه:
1Jn 4:3 وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فليس من الله. وهذا هو روح ضد المسيح الذي سمعتم أنه يأتي، والآن هو في العالم.
إذن، فالقديس يوحنا يتكلم عن أشخاص موجودين في وقته هو، ينكرون أن المسيح قد جاء في الجسد، أي أنه لم يكن له جسد إنساني حقيقي بل جسد هلامي لا يتألم ولا يجوع ولا يعطش ..إلخ من المحسوسات وهذه الجماعة هي الغنوصيون، فمهما تعددت أفكارهم إلا أن هذه الفكرة تعد أساسية لديهم، فالقديس يوحنا هنا يتكلم عن جماعة معروفة في وقته كانت تنكر حقيقة تجسد المسيح في جسد إنساني بشري، فيسميهم “ضد المسيح” ويقول:
1Jn 2:18 أيها الأولاد هي الساعة الأخيرة. وكما سمعتم أن ضد المسيح يأتي، قد صار الآن أضداد للمسيح كثيرون. من هنا نعلم أنها الساعة الأخيرة.
1Jn 2:19 منا خرجوا، لكنهم لم يكونوا منا، لأنهم لو كانوا منا لبقوا معنا. لكن ليظهروا أنهم ليسوا جميعهم منا.
1Jn 2:20 وأما أنتم فلكم مسحة من القدوس وتعلمون كل شيء.
فالقديس يوحنا هنا يتكلم عن أشخاص معاصرين له ولهم ويقول “قد صار الآن” ويقول عنهم أنهم “منا خرجوا” فهم كانوا كأشباه مسيحيين ولكن ليسوا مسيحيين حقيقيين، ويكتب إليهم ليس لأنهم لا يعلمونهم بل لأنهم يعلمونهم، إذن، فهو لا يكتب عن حدث مستقبلي أو يضع معيار عام مستقبلي، بل يضع وصفًا لأشخاص كانوا في عصره وهو يحذر منهم ويرد عليهم، ولهذا يقول في بداية رسالته:
1Jn 1:1 الذي كان من البدء، الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه، ولمسته أيدينا، من جهة كلمة الحياة.
فهو يرد عليهم ويقول أنهم سمعوه ورأوه بأعينهم ولمسته أياديهم، فهذا كله مخالف لما يقوله أضداد المسيح هؤلاء.
رابعًا: ماذا قال القديس يوحنا أيضًا؟ إن الباحث المحقق عليه أن يجمع كل ما قاله القديس يوحنا في الكتاب المقدس ليعرف، ماذا يقصد القديس يوحنا بـ”آتيًا في الجسد”، هل فقط أن يؤمن الإنسان بأن للمسيح جسد؟ أم أن يؤمن أنه الله الآتي في الجسد؟ لن نتعب كثيرًا في بحثنا إذ أن القديس يوحنا كان شديد الوضوح في أمر تجسد المسيح لكونه هو الله، وقد كتب إلينا القديس يوحنا بشارته وثلاث رسائل وسفر رؤيوي، فقال:
Joh 1:1 في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله.
Joh 1:14 والكلمة صار جسدا وحل بيننا ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الآب مملوءا نعمة وحقا.
فعبارة “آتيًا في الجسد” التي لم يفهمها ديدات لا تعني فقط أنه ذا جسد، بل أنه له طبيعة أخرى غير الطبيعة التي أتى فيها، فهو الله وقد تجسد، ولهذا نجده يفتتح رسالته الأولى كما إفتتح إنجيله فقال:
1Jn 1:1 الذي كان من البدء، الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه، ولمسته أيدينا، من جهة كلمة الحياة.
خامسًا: يرفض المسلمون جميعًا، مع أحمد ديدات، أن يكون الإسلام أو رسول الإسلام أو القرآن أن يُقِرّوا بعقيدة بنوة المسيح لله، وبالأخص البنوة الفريدة التي ليست بالإيمان بل بالطبيعة، ورغم هذا فنجد القديس يوحنا قد لخَّصَ سبب كتابته لبشارته فقال:
Joh 20:31 وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه.
وليست بنوة المسيح لله الآب كبنوتنا له، بل أنها نبوة فريدة لا يشاركه أحد فيها، فيقول:
Joh_1:18 الله لم يره أحد قط. الابنالوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر.
Joh_3:16 لأنه هكذا أحب اللهالعالم حتى بذلابنهالوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية.
فإن كان غاية كتابة يوحنا الرسول لبشارته هو أن نؤمن أن المسيح هو إبن الله الوحيد، والمسلمون جميعًا، والقرآن والأحاديث ورسول الإسلام يرفضون هذا المفهوم جملة وتفصيلًا، فكيف يكون الكتاب المقدس يبشر بمجيء رسول الإسلام أو فيه نبوات عنه كنبي حقيقي؟ ليس هذا فحسب، بل إن القديس يوحنا نفسه وفي نص صريح ومباشر يقول:
Joh_3:18 الذي يؤمن به لا يدان والذي لا يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد.
فها هو القديس يوحنا الذي يستشهد بكلامه أحمد ديدات وأتباعه يقول صراحة، أن الذي يؤمن بإبن الله، المسيح، لا يدان، والذي لا يؤمن بالمسيح كإبن وحيد لله حسب الطبيعة قد دين، وبالطبع فالإسلام كله لا يعترف بإبن الله الوحيد، فهذا هو المعيار العام الكامل، والآن علينا أن نسأل ديدات، إذا كنت تأخذ معاييرك من الكتاب المقدس ومن كلام القديس يوحنا، فكيف سيكون القديس يوحنا يقصد ما فهمته إذا كان رسول الإسلام لا يؤمن بإبن الله الوحيد وهو الشرط الذي وضع القديس يوحنا للجميع؟
والآن وقد وصلنا إلى نهاية هذا التعليق الموجز على ما قاله أحمد ديدات وزاكر نايك من أوهام يتوقعان بها أن الكتاب المقدس قد تنبأ عن رسول الإسلام، ورأينا كيف أنهما أساءا فهم النصوص وتفسيرها، بل واقتطعا النص من سياقه ومن لاهوته ومن تاريخه، وأنهما لا يعرفان اللغة العبرية وكيف أنهم يستغلون عدم معرفة الجمهور المسلم بالكتاب المقدس على الإطلاق ليبثوا الأكاذيب والأضاليل داخل عقولهم دون رادع أو فاحص لما يقولاه هذان، فكيف يثق المسلمون فيهما ويعطونهما ألقابًا منيفة لا يفهمانها فضلا عن أن يستحقانها؟
وإلى اللقاء في تعليق جديد عن أكاذيب أحمد ديدات وزاكر نايك.
† prefixed, or added, or both, indicates ‘All passages cited.’
nomen, noun.
masculine.
abs. absolute.
cstr. construct.
+ plus, denotes often that other passages, etc., might be cited. So also where the forms of verbs, nouns, and adjectives are illustrated by citations, near the beginning of articles; while ‘etc.’ in such connexions commonly indicates that other forms of the word occur, which it has not been thought worth while to cite.
plural.
suffix, or with suffix.
Qr Qerê.
vide, see.
singular.
coll. collective.
|| parallel, of words (synonymous or contrasted); also of passages; sometimes = ‘see parallel,’ or ‘see also parallel.’
v verse.
[1]Brown, F., Driver, S. R., & Briggs, C. A. 2000. Enhanced Brown-Driver-Briggs Hebrew and English Lexicon. Strong’s, TWOT, and GK references Copyright 2000 by Logos Research Systems, Inc. (electronic ed.) (326). Logos Research Systems: Oak Harbor, WA
* hypothetical form
Ug. Ugaritic
JArm. Jewish Aramaic; JArm.b Jewish Aramaic of the Babylonian tradition; JArm.g ~ Galilean tradition; JArm.t ~ Targumic tradition; → HAL Introduction; Kutscher Fschr. Baumgartner 158ff
Q qerē (:: K); → Meyer Gramm. §17.2; Würthwein Text 19f; for Qumran cf. DJD and Lohse Texte p. x for abbreviations in particular texts
to be read as
:: in contrast with
JSS Journal of Semitic Studies, Manchester
Sept. Septuagint; → Swete Septuagint, Göttingen Edition 1936ff; Rahlfs Sept.; Brooke-M. OT in Greek; SeptA → BHS Prolegomena p. iv; Würthwein Text 75f (fourth ed.); SeptRa → Rahlfs Septuaginta
conjectural reading
† every Biblical reference quoted
[2]Koehler, L., Baumgartner, W., Richardson, M., & Stamm, J. J. 1999, c1994-1996. The Hebrew and Aramaic lexicon of the Old Testament. Volumes 1-4 combined in one electronic edition. (electronic ed.) (570). E.J. Brill: Leiden; New York
[3]Baker, W. 2003, c2002. The complete word study dictionary: Old Testament (596). AMG Publishers: Chattanooga, TN
i.e. i.e. = that is
[4]Strong, J. 1997, c1996. The new Strong’s dictionary of Hebrew and Greek words (H4261). Thomas Nelson: Nashville
هل تنبأ الكتاب المقدس عن رسول الإسلام ؟ أحمد ديدات وزاكر نايك في ورطة
زاكر نايك والأخطاء العلمية في سفر التكوين – دعوة لمن يسمعوه
زاكر نايك والأخطاء العلمية في سفر التكوين – دعوة لمن يسمعوه
زاكر نايك والأخطاء العلمية في سفر التكوين – دعوة لمن يسمعوه
في فيديو قصير، قام الدكتور زاكر نايك، وهو طبيب، بعرض 6 أخطاء علمية في الكتاب المقدس، وبالأخص في الأصحاحات الأولى لسفر التكوين، وكان قد أرسل إلينا أحد المسيحين هذا الفيديو طالبا الرد على ما جاء فيه، فشاهدنا الفيديو وسط ذهول من الكم الكبير من الأخطاء التي سقط فيها الطبيب زاكر نايك في مدة هذا الفيديو الصغيرة، حيث قد تنوعت الأخطاء بين أخطاء متعمدة وغير متعمدة، وبين أخطاء إستشهادية وتفسيرية وكذب صريح، لذا، فقد رأينا أن نبين الأخطاء التي وقع فيها زاكر نايك في هذا الفيديو لكي لا يُعثر أحد -من غير المتخصصين- من كلامه ولكي نرى ماذا سيقول أحباء زاكر نايك عن مدى علمه وصدقه بعد مشاهدة ما قاله وما سنبينه، وسوف نستعرض أولا الخطأ كما إدعاه في سفر التكوين ثم نبين خطأوه هو.
الخطأ الأول في سفر التكوين
يقول زاكر نايك أنه في الأصحاح الأول في سفر التكوين يذكر السفر تعبير “المساء والصباح” وهذا يعني -بحسب رأيه- أن الكتاب المقدس يقول بأن هذا اليوم هو يوم مكون من 24 ساعة! والعلم الحديث يخبرنا أنه لا يمكن أن يتكون الكون في يوم مقداره 24 ساعة! وأن القرآن قد تحدث عن خلق الكون في 6 أيام، وأن تعبير “يوم” الذي ذكره القرآن يمكن أن يعني “فترة زمنية” وبهذا يكون القرآن متوافقًا مع العلم على عكس الكتاب المقدس المتناقض مع العلم، كما يرى زاكر!
الرد:
أولاً: لا يخبرنا زاكر نايك من أين جاء أن الكتاب المقدس قال أن اليوم في هذا السرد هو 24 ساعة!، هو فقط يدعي ذلك من عنده وينسبه للكتاب المقدس ثم يقول ان الكتاب المقدس هو من أخطأ! فالكتاب المقدس لم يقل أبدا أن اليوم المقصود هنا هو اليوم الشمسي (24 ساعة).
ثانيًا: في ذات الأصحاح يعطينا الكتاب المقدس أدلة حرفية واضحة لخطأ من يقول أن اليوم المقصود هنا هو اليوم الشمسي (24 ساعة) فمثلاً، نجد أن الكتاب المقدس يتحدث عن لفظ “يوم” منذ البداية قبل أن يخلق الشمس والقمر في اليوم الرابع، وكذلك بعد أن خُلقا لم يتغير هذا اللفظ، مما يعني أن الكتاب لا يربط هنا كلمة “اليوم” بوجود الشمس، فكيف إذن يفترض الشيخ زاكر نايك أن اليوم المقصود هنا هو اليوم الشمسي الحالي؟!
ليس هذا فحسب، بل أن الكتاب يعطينا دليل يقيني أنه يعرف أن اليوم الشمسي مرتبط بالشمس والأرض معًا، فنجده يقول في اليوم الرابع [14 وَقَالَ اللهُ: «لِتَكُنْ أَنْوَارٌ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتَفْصِلَ بَيْنَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، وَتَكُونَ لآيَاتٍ وَأَوْقَاتٍ وَأَيَّامٍ وَسِنِينٍ. 15 وَتَكُونَ أَنْوَارًا فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الأَرْضِ». وَكَانَ كَذلِكَ. 16 فَعَمِلَ اللهُ النُّورَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ: النُّورَ الأَكْبَرَ لِحُكْمِ النَّهَارِ، وَالنُّورَ الأَصْغَرَ لِحُكْمِ اللَّيْلِ، وَالنُّجُومَ. 17 وَجَعَلَهَا اللهُ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الأَرْضِ، 18 وَلِتَحْكُمَ عَلَى النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، وَلِتَفْصِلَ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ.] (تكوين 1: 14-18)، فإن كان الكتاب المقدس يدرك ويوضح بجلاء أنه في اليوم الرابع قام الرب بخلق الشمس والقمر، لكي يحددا النهار والليل، ولكي يحددا الأيام والسنين، فواضح أنه فقط هنا يتكلم عن اليوم الشمسي لأنه ربطه بالنهار والليل وتكوين الأوقات في أيام وسنين، ونهار وليل، فكيف يكون يتكلم قبل ذلك عن اليوم الشمسي؟
ها هو الكتاب المقدس عندما أراد أن يتكلم عن اليوم الشمسي الحالي تكلم بوضوح وحرفية وذكر أن النورين العظيمين، أحدهما لحكم النهار والآخر لحم الليل، أي أحدهما في النهار والآخر في الليل، وهذا فقط في اليوم الرابع، فكيف يفهم زاكر ومن على شاكلته أن قبل ذلك كان يقصد اليوم الشمسي قبل خلق الشمس وقبل أن يوضح الكتاب المقدس هذا؟
إذن، هنا لدينا على أقل تقدير دليل أن الكتاب المقدس تكلم قبل وبعد خلقة الشمس والقمر والنجوم عن مصطلح “اليوم” مما يعني أنه لا يربط مفهوم “اليوم” هنا بوجود الشمس والقمر والنجوم، ولدينا دليل آخر حرفي مُفَصّل أن الكتاب ربط الليل والنهار والأوقات والسنين بوجود الشمس والقمر، فهل لا يعرف زاكر نايك هذا أم أنه يعرف ويكذب؟ فليختر أتباعه أيّ الأمريَنَ.
ولدينا دليل ثالث أيضًا، ربما لا يعرفه كثير من الناس، وبالطبع لا يعرفه زاكر، فإذا نظرنا إلى (تكوين 1: 5) في نصه العبري سنجده يقول [וַיִּקְרָ֨א אֱלֹהִ֤ים׀ לָאֹור֙יֹ֔ום וְלַחֹ֖שֶׁךְ קָ֣רָא לָ֑יְלָה וַֽיְהִי־עֶ֥רֶב וַֽיְהִי־בֹ֖קֶר יֹ֥ום אֶחָֽד]، فها هو الرب بنفسه يدعو النهار (אֹור֙) يوم (יֹ֔ום) ويدعو الظلمة (חֹ֖שֶׁךְ) ليل (לָ֑יְלָה)، فمن هنا يتضح أن مفهوم النهار والليل لا يرتبط بوجود شمس أو ضوء شمس أو قمر، بل وهنا نجد ان تعبير “يوم” الذي ترجم في ترجمة فان دايك إلى “نهارًا” هو الذي يستخدمه الكتاب المقدس تعبيرا عن النهار، فكيف يأتي بعد هذا زاكر ويقول أن تعبير “يوم” مقصود به هنا هو “الـ 24 ساعة”؟ فعلى الأقل كان الأولى أن يقول إنه مقصودٌ به ضوء الشمس فقط، أي النهار الشمسي الذي هو أقل من 24 ساعة! لكن بالطبع زاكر لا يعرف هذا ولا يعرف العبرية ولا العربية ولا هو باحث بصدق لكي يفهم كل هذا.
ثالثًا: قال زاكر أن مسألة خلقة الكون في 24 ساعة يعارضها العلم، وكعادته دائما ومن على شاكلته، يستخدمون هذه المصطلحات كثيرا دون أدلة، فنجدهم يقولون دومًا: يقول العلم الحديث، قال العلم الحديث، وقد أثبت العلم الحديث، …إلخ، فأين أثبت زاكر نايك أن “العلم الحديث” يعارض أن يخلق الكون في 24 ساعة؟! وهل من المنطقي أن من يستطيع أن يخلق كل هذا الكون بكافة دقائقه وتعقيداته ونظامه شديد التعقيد، وحجمه المهول ألا يستطيع خلقته بمجرد كلمة! نقول هذا للمحاجّة المنطقية اللاهوتية فقط!، فهل زاكر نايك ليس بمسلم؟ هل لا يعرف أن الله في الإسلام يخلق بكلمة “كن”؟ هل لا يعرف أن الله يقول للشيء “كن” فيكون! دون حاجة لأربعٍ وعشرين ساعة أو للُحيظة حتى! فهل يقصد زاكر نايك أن العلم الحديث (الذي لا نعرف ماذا يقصده به) يعارض كون الله يقول للشيء “كُن فيكون”؟! أم أن العلم الحديث يعترض على أن الله يخلق في 24 ساعة ولا يعترض أن يخلق بـ”كُن”؟!
رابعاً: كلمة اليوم في الكتاب المقدس لها عدة معان، منها ما هو معروف الآن، ألا وهو اليوم الشمسي أو القمري (اليهودي) أو المعنى العام للكلمة أي الفترة بين النهار والليل، شروق وغروب الشمس، شروق وشروق الشمس التالي، فترة زمنية محددة أو غير محددة في الكتاب، وفي كل هذه المعاني نجد المعنى العام ألا وهو أن كلمة “يوم” تعني -في كل معانيها- أنها فترة من الزمن، ويختلف تقدير هذه الفترة من الزمن بحسب المقصود بهذه اللفظة (يوم).
فمثلا، كان اليوم اليهودي لا يبدأ بشروق الشمس كما الآن، بل يبدأ بالغروب لأنه كان يعتمد على القمر وليس الشمس، فكلمة יוֹם العبرية لها معاني عِدَّة، ومن ضمن هذه المعاني أنها “فترة” لم يحددها الكتاب مثلما جاء في (خروج 2: 23)، (مزمور 93: 5)، (أشعياء 38: 10)، (أيوب 17: 1)، (تكوين 8: 22)، (أيوب 1: 5)، (حزقيال 1: 28)، (أشعياء 65: 20) إلخ، حتى أن المعاجم العبرية تضع أكثر من 20 إستخدام لكلمة يوم العبرية יוֹם.
خامسًا: قال زاكر نايك أن معنى كلمة “يوم” في القرآن هو “فترة زمنية”، وفي الخلق تعني “فترة زمنية” ولا أعرف حقيقة من أين إستقى هذه المعلومة، ولا أعطانا مصدر أو دليل لكلامه، بل فقط كلامه وكفى! فذهبنا نحن لمعاجم اللغة العربية القديمة والتي هي أقرب عهدا بزمن القرآن لنعرف ماذا تعني الكلمة في هذه المعاجم، فوجدنا في معجم العين والذي هو أول معجم عربي يؤلف في اللغة العربية كما يقال (100 -175ه) يقول [يوم : اليوم : مقداره من طلوع الشمس إلى غروبها والأيام جَمعُة.] ووجدنا هذا المعنى بل وهذه الصياغة في معاجم كثيرة أخرى مثل معجم مقاييس اللغة، حيث جاء فيه [(يَوَمَ) الْيَاءُ وَالْوَاوُ وَالْمِيمُ: كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ، هِيَ الْيَوْمُ: الْوَاحِدُ مِنَ الْأَيَّامِ، ثُمَّ يَسْتَعِيرُونَهُ فِي الْأَمْرِ الْعَظِيمِ وَيَقُولُونَ نِعْمَ فُلَانٌ فِي الْيَوْمِ إِذَا نَزَلَ. وَأَنْشَدَ: نِعْمَ أَخُو الْهَيْجَاءِ فِي الْيَوْمِ الْيَمِي وَقَالَ قَوْمٌ: هُوَ مَقْلُوبٌ كَانَ فِي الْيَوِمِ. وَالْأَصْلُ فِي أَيَّامٍ أَيْوَامٌ، لَكِنَّهُ أُدْغِمَ.]، ومما قالته هذه المعاجم أيضا أن اليوم يجيء بمعنى “الدهر”، فهل كان يكذب زاكر نايك على الناس الذين لا يعرفون اللغة العربية مثله؟ أم أنه لا يعرف معنى كلمة “اليوم” في المعاجم العربية، وبالأخص القديمة؟
الخطأ الثاني في سفر التكوين
يقول زاكر نايك أنه في الأصحاح الأول والأعداد 3-5 أن النور قد خُلق في اليوم الأول، بينما في الأعداد 14-19 فقد خُلقت الشمس والنجوم والتي هي مصدر الضوء في اليوم الرابع، فكيف يمكن أن يُخلق مصدر النور في اليوم الرابع بعدما كان هناك نور في اليوم الأول! هذا مخالف للعلم!
الرد:
للأسف، هذا هو مستوى علم الشيخ زاكر نايك، فهو لا يعلم من الأنوار في الكون إلا نور الشمس والنجوم! فهل لا يعرف زاكر نايك أن هناك عدة أنوار مثل الأنوار السديمية Nebula وغيرها مما يكتشفه علماء علم الكونيات؟ فالكتاب المقدس عندما أراد التكلم عن الشمس زكرها باسم النور الأكبر، وذكر القمر باسم النور الأصغر، وذكر حرفيًا وظيفتهما، فكان على زاكر نايك أن يبحث ولو قليلا ليته يتعلم.
الخطأ الثالث في سفر التكوين
يقول زاكر نايك أنه في الأصحاح الأول والأعداد 9-13قد خُلقت الأرض، ويتساءل: كيف يمكن أن يكون هناك نهار وليل دون أن يكون هناك أرض؟! فالليل والنهار هما نتيجة لدوران الأرض بالنسبة للشمس، فلابد أن يكون هناك شمس وأرض، وبالتالي فهذا خطأ علمي.
الرد:
أولاً: هذا كذب صريح لا يضاهيه كذب، فالكتاب المقدس ذكر في أول آية فيه “في البدء خلق الله السموات والأرض“، وفي النص الثاني يقول “وكانت الارض خربة وخالية”، فكيف يقول زاكر نايك أن الأرض قد خلقت في الأعداد 9-13!؟ وهي مذكورة حرفيًا أكثر من مرة منذ النص الأول في الأصحاح الأول في السفر الأول في العهد الأول في الكتاب المقدس؟!
ثانيًا: في النص العاشر يقول “ودعا الله اليابسة ارضا” وفي النص التالي يقول الرب “لتنبت الارض عشبا وبقلا يبزر بزرا وشجرا ذا ثمر يعمل ثمرا كجنسه بزره فيه على الارض”، ففي هذه النصوص التي يشير الشيخ زاكر نايك إليها لا نجد الرب يخلق الأرض نفسها، بل فقط يدعو اليابسة “أرضًا” وفي النص الحادي عشر يأمر الرب الأرض الموجودة فعلاً أن تنبت العشب والبقل والأشجار والأثمار، ولا يخلق الأرض في هذا النص المذكورة نصا في أول أعداد الكتاب المقدس. فهل هذا مستوى تركيز الشيخ زاكر؟ أم أنه يدلس على الحاضرين المستمعين؟
الخطأ الرابع في سفر التكوين
يقول زاكر نايك أنه في الأصحاح الأول والأعداد 9-13 قد خُلقت الأرض في اليوم الثالث وفي الأعداد 14-19 أن الشمس والقمر قد خلقا في اليوم الرابع، لكن يخبرنا العلم الحديث اليوم أن الأرض هي جزء من الجسم الأولي (الشمس) فلا يمكن للأرض أن تتواجد قبل الشمس! فهذا خطأ علمي أيضًا.
الرد:
أولاً: كعادة زاكر نايك، يتكلم عن العلم الحديث ولا يخبرنا عن دليله من العلم الحديث الذي يقول ما يقوله هو! هو فقط يدعي! أين قال العلم الحديث أن الأرض كانت جزء من الشمس؟!
ثانيًا: ربما يقصد زاكر نايك نظرية الإنفجار الكبير (Big Bang Theory)، فإن كان يقصدها فهذا دليل صريح أنه لا ناقة له ولا جمل في علم الكونيات، فنظرية الإنفجار الكبير (أو العظيم) لا تقول بأن الأرض كانت جزء من الشمس، بل تقول بأن كل الكون كان في زمن ما بعيد عبارة عن نقطة متناهية الصغر وشديدة الكثافة ثم إنفجرت مكونة كل هذا الكون الذي لا نزال نتعرف عليه الآن يومًا بعد يوم، فلا الأرض سبقت الشمس ولا الشمس سبقت الأرض هنا، وتوجد نظريات عديدة حديثة في علم الكونيات توضح كيف نشأ الكون.
الخطأ الخامس في سفر التكوين
يقول زاكر نايك أنه في الأصحاح الأول والأعداد 11-13 أن النباتات قد خلقت في اليوم الثالث بينما قد خُلقت الشمس في اليوم الرابع كما أخبرنا، فكيف يمكن للنبات أن ينبت وينمو بدون شمس؟، فهذا خطأ علمي آخر!
الرد:
أولاً: كعادة زاكر نايك، إنه لا يفكر فيما يقوله، فكما رددنا من قبل، هل الذي يخلق النبات، من الصعب عليه أن يجعله حيَّا دون شمس إلى أن يخلق الشمس (جدلا)؟ هل يصعب على من خلقَ كل الكون كله أن يجعل النبات يستقي مصدر الضوء من مصدر آخر لحين خلقة الشمس؟! إن مشكلة زاكر نايك أنه يقيس الماضي بمقاييس الحاضر، هل سيكون صعبًا على الله الذي قال “لتنبت الأرض” فأنبتت الأرض دون بذار ودون شمس أن يجعل النبات حيٌ دون شمس؟! هل يعقل زاكر نايك كلامه؟
ثانيًا: تنزلاً مع زاكر نايك، وفقط للجدل نقول: أن الله يمكن أن يخلق النبات في آخر جزء من اليوم الثالث والشمس خلقت في أول جزء من اليوم الرابع، والنباتات اليوم تستطيع العيش دون شمس لفترة زمنية ما، فما المانع العقلي من أن يخلق الله النبات في آخر جزء من هذه الفترة غير المحددة التي نسميها “اليوم” ثم يخلق الشمس والنجوم والقمر في أول جزء من الفترة غير المحددة التي نسميها “اليوم” وبذلك يكون هناك فترة زمنية قصيرة جدًا بين خلق النبات وخلق الشمس مما لا تسمح للنبات أن يموت، هذا الكلام نقوله فقط جدلاً مع زاكر نايك، فحتى مع إعتبار “اليوم” المذكور هو فترة زمنية طويلة جداً فلا يمنع هذا بقاء النبات على قيد الحياة دون شمس.
الخطأ السادس في سفر التكوين
يقول زاكر نايك أنه في الأصحاح الأول والعدد 16 أن الله قد خلق النورين العظيمين، الشمس والقمر، النور الأكبر (الشمس) لحكم النهار، والنور الأصغر (القمر) لحكم الليل، ولكن إذا عدنا إلى النص العبري سنجد أن الكلمة العبرية تعني “مصابيح”، وهذا يعني أنها تضيء بذاتها، ولهذا يقول سفر التكوين أن الله جعلها لتنير على الأرض، وهذا مخالف للعلم حيث أن القمر يأخذ الضوء من الشمس ويعكسه للأرض، مما يعني أن هذا خطأ آخر!
الرد:
أولاً: لا أعرف الحقيقة مستوى الـ IQ عند الشيخ زاكر نايك!، فإن افترضنا صحة كلامه، وأن الكلمة العبرية تعني “مصابيح” فمن الذي قال له أن المصابيح تضيء من نفسها؟! هل رأى أحدكم مصباح ينير بمفرده؟ هل ينير المصباح دون أن يكون غير معطوب وبوجود تيار كهربائي؟ هل لا يعرف الشيخ زاكر نايك هذه المعلومة البدائية؟! هذا إن تغاضينا عن صحة كلامه من عدمها.
ثانيًا: جاءت اللفظة التي يتكلم عنها الشيخ زاكر نايك في اللغة العبرية הַמְּאֹרֹת، ومعناها هو النور أو الضوء أو اللهب (لأنه يصدر ضوء)، ولا علاقة بين الكلمة العبرية وبين أن هذا الضوء ينشأ من تلقاء نفسه، فمن أين أتى زاكر نايك بهذا الكلام؟ كالعادة من مخيلته فقط ليخدع من يسمعه.
الشيخ يثبت من الكتاب المقدس أن المسيح لم يمت! تخيلوا؟!!
الشيخ نايك يثبت من الكتاب المقدس أن المسيح لم يمت! تخيلوا؟!! (2)
الشيخ نايك يثبت من الكتاب المقدس أن المسيح لم يمت! تخيلوا؟!! (2)
اليوم وأنا أتصفح بعض الفيديوهات في صفحات اليوتيوب المختلفة وجدت فيديو للشيخ زاكر نايك أقل ما يقال عنه أنه “عَجيب” ، فما سأقدمه لكم اليوم من أفكار يطرحها الشيخ زاكر نايك هي من الأعاجيب التي سمعتها، ولكن نحن إعتدنا على هذا النوع من الأفكار الساذجة والسطحية جداً، التي يطرحها الشيخ زاكر نايك والتي يطرحها معلمه الشيخ أحمد ديدات، ومن شابه مُعلمه فما ظلم.
دار النقاش في هذا الفيديو بين الشيخ زاكر نايك وبين شاب يبدو أنه مسيحي وفي هذا النقاش عرض الشيخ زاكر نايك عِدة أفكار، سنعرضها واحدة تلو الأخرى وسنناقشها ..
*الفكرة الأولى: يونان كان حيا ، والمسيح يجب ان يكون حيا فكرة الشيخ زاكر هي أن مادام يونان كان حياً في بطن الحوت يجب أن يكون المسيح حياً في بطن الأرض لأن المسيح يقول ” لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ هَكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْبِ الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ”. والرد: للأسف الشيخ زاكر نايك قد بنى فكرته على حجة واهية جداً ، وهي تُظهر لنا مدى سطحية نظرة الشيخ لنصوص الكتاب المقدس ، بل حتى مدى عِلم الشيخ بعلوم اللغات ، بل حتى بعلوم اللغة العربية لغة القرآن ! فلقد خلط الشيخ زاكر بين التطابق والتشابه ، فالكاف في كما في اللغة هي أدآة للتشبيه ، والتشبيه له عِدة أركان وهي المشبه ، المشبه به ، أدآة الشبه ، وجه الشبه وما يعنينا هنا هو وجه الشبه أي الذي يتشابه فيه المشبه والمشبه به في الكلام كقول القرآن مثلاً: ” كُتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ” سورة البقرة 183 وهنا وجه الشبه واضح وهو كِتابة الصيام فليس المقصود هو التطابق والتماثل ، فلم يكن الصيام الذي كتب على المسلمين هو نفس الصيام الذي كتب على الذين من قبلهم ، فلم يصم اليهود صوم رمضان مثلاً ! ، فهل يجهل الشيخ زاكر اساليب القرآن ؟ ووجه الشبه كما هو واضح من كلام المسيح هو الوجود ثلاثة أيام وثلاثة ليال في القبر/بطن الحوت!
الفكرة الثانية: لم يقل المسيح أنه سيموت في كل الكتاب المقدس في هذه الفكرة نجد الشيخ زاكر يدعي شيء عجيب جداً ، وهو أن المسيح لم يقل ولا مرة واحدة انه سيموت أو إنه مات في كل الكتاب المقدس ! وأن ما قاله بولس الرسول لا يقبله، فهو يقبل كلام المسيح فقط، وهذا كلام عجيب غريب لا يصدر عن عامي فضلا عن شخص يدعي هو وتلامذته أنه متخصص في الكتاب المقدس!
والرد: لا أعرف هل الشيخ زاكر نايك يتحدث عن الكتاب المقدس الذي به انجيل مرقس ومتى ولوقا! أم أنه يتحدث عن كتاب آخر! فلم يخلُ إنجيل واحد من الأناجيل الأربعة من النصوص التي تثبت موت المسيح على الصليب، وغالبيتها على لسان السيد المسيح، بل أن السبعة والعشرين سفرًا في العهد الجديد كل منهم يؤكد موت المسيح! ولنذكر على سبيل المثال بعض من تلك النصوص التي قالها المسيح بنفسه:
والكثير والكثير، ولكن هذا يكفي جداً ، فهل يعرف الشيخ هذه النصوص ويخفيها عن السائل لأنه لا يعرف بوجود تلك النصوص ؟ أم لم يكن يعلم الشيخ بهذه النصوص؟
إن كان يعرف ولكن يخفي ذلك عن السائل فهي مشكلة كبيرة أن يفعل ذلك، فبماذا ينفع التدليس! بئس التدليس سلوكاً، فهو يعلم ولأجل كسبه للحوار على السائل الجاهل يخدعه بأنه لا يعرف هذه النصوص! أما إذا كان لا يعرف الشيخ هذه النصوص فهذه طامة كُبرى إذ أنه _ في نظر المسلمين _ يعتبر من ضمن أقوى المحاورين والدارسين للكتاب المقدس ، فهل شخص بهذا القدر _ في نظر المسلمين _ لا يعرف أهم الثوابت المسيحية وهي قضية موت وقيامة السيد المسيح ؟ حقاً إن كان هذا هو عالمهم فالدون كيف يكون؟!
الفكرة الثالثة: ماذا إذا تماشينا مع فكرة الشيخ زاكر؟
والآن ، هل إذا تماشينا مع الشيخ زاكر نايك في فكرته وافترضنا أنها صحيحة سيقبل الشيخ زاكر أو أي شخص يقبل كلام الشيخ ويراه منطقياً كل ما في الفكرة ؟ لنرى
الشيخ زاكر يحاول أن يصنع تطابقاً بين مثال يونان النبي وبين ما قاله المسيح، وعلى الرغم من أن السيد المسيح لم يقل أن ما سيحدث معه سيكون مطابق لمثال يونان النبي (راجع الرد أعلاه) إلا أن الشيخ زاكر أراد أن يخدع السائل بهذا : معجزة يونان أنه خرج من بطن الحوت حياً ، وبالتالي المعجزة أن يخرج المسيح حياً ، ولكن، وقع الشيخ زاكر في ورطة إذ أنه بحسب فكره، لو طبقنا مثال يونان النبي على المسيح، فهذا يعني انه كما كان يونان في بطن الحوت، كذلك سيكون المسيح نفسه في القبر، وهذا يعني أن المسيح قد صلب ومات فعلاً، وهو ما يحاول الشيخ أن ينفيه من البداية، أي أن الشيخ أراد ان ينفي شيء فأثبته على نفسه من كلامه هو دون أن يدري!
بحسب فكرة الشيخ زاكر فالمسيح يجب أن يكون حياً في القبر أيضاً ، فما معنى أن يكون المسيح حياً في القبر ويخرج منه حياً ايضاً .. ما المعجزة في أن يدخل شخص حي ويخرج حياً من القبر ؟ الأمر يُشبه قولي : ظللت في البيت ثلاثة أيام وبعد ذلك خرجت ! .. ما المعجزة في ذلك ؟ المعجزة الحقيقية هي أن يكون المسيح في القبر ميتاً لمدة ثلاثة أيام _ والشائع أنه بعد ثلاثة أيام يبدأ في التحلل _ ويخرج منه حياً ، هنا تكون المعجزة .. فحتى من الناحية المنطقية كلام الشيخ زاكر لا يستقيم .
الشيخ زاكر يريد أن يقول: أن المسيح يجب أن يكون حي في القبر ، وبالتالي فالشيخ زاكر لا يرفض فكرة وجود المسيح في القبر ولا يرفض فكرة صلبه ، ولا يؤمن بوجود شبيه قد صلب بدلاً من المسيح أو أي من هذه الأقاويل .. هو فقط يرفض كونه كان ” ميتاً ” في القبر (*)
(*) بحسب الإسلام الشيخ زاكر لا يجد مشكلة مع كون المسيح ميتاً او حياً ، فالقرآن يقول أنه هناك أنبياء كثر قد قتلوا “ولقد أتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وأتينا عيسى ابن مريم البينات وايدناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى انفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون ” فما المشكلة أن يكون المسيح قد قتل ؟
تداول الكثيرون فيديو للدكتور (هو طبيب) زاكر نايك * وتظهر فيه فتاة تتوجة إليه بسؤال: هل لأني مسيحية سأدخل الجنة؟ وقد أجابها الدكتور زاكر نايك بحسب علمه ومعرفته بالإسلام والمسيحية، وقد رأينا الفيديو ولم نبالي به نظراً لتهافته وضعفه الشديد وكثرة الأخطاء الواردة فيه وتركناه ظناً مناً أن الغالبية من المسيحيين والمسلمين يعرفون الأخطاء الواردة فيه ولن ينشروه بينهم لهذا السبب، لكن تفاجئنا أن هناك عدد ليس بالقليل من الإخوة المسلمين يعتقد في هذا الفيديو أنه ممتاز جداً، ونزولاً عند طلب 3 أعضاء مسيحيين طلبوا منا التعليق على هذا الفيديو الركيك كان هذا التعليق التالي، وسوف نقوم بتقسيم كلام زاكر نايك إلى الأفكار الرئيسة التي وردت في هذا الفيديو على لسانه ونرد عليها، والمرجو من حضراتكم مشاركة ونشر هذا الرد في الوسائل المختلفة لكي نقلل من الجهل المنتشر في تلك الوسائل.
1. لو كنتي تتبعين تعاليم المسيح بحذافيرها فسوف تدخلين الجنة.
تعودنا من أمثال الشيخ زاكر نايك على تلك التصريحات التي لا يعرف معناها، ولا يستطيع هو أن يلتزم بما فيها، ذلك لأن هذه التصريحات الدعائية كثيرا ما تعجب المستمعين، دون توخي الحذر، والآن سنتجول في جولة سريعة في عرض أقوال “المسيح” وتعاليمه، ونرى، هل من يتبع هذه التعاليم، سيدخل “الجنة” الإسلامية حسب تعاليم الإسلام أم لا.
هل يقول زاكر نايك أن من آمن أن المسيح صُلب وقُتل سوف يدخل الجنة؟
Mat16:21 من ذلك الوقت ابتدأ يسوع يظهر لتلاميذه أنه ينبغي أن يذهب إلى أورشليم ويتألم كثيرا من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم.Mat 17:22 وفيما هم يترددون في الجليل قال لهم يسوع: «ابن الإنسان سوف يسلم إلى أيدي الناسMat 17:23 فيقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم». فحزنوا جدا.Mat 20:18 «ها نحن صاعدون إلى أورشليم وابن الإنسان يسلم إلى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه بالموتMat 20:19 ويسلمونه إلى الأمم لكي يهزأوا به ويجلدوه ويصلبوه وفي اليوم الثالث يقوم».Mar 10:34 فيهزأون به ويجلدونه ويتفلون عليه ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم». فهل يؤمن زاكر نايك أن من آمن بكلام المسيح السابق عن قتله وصلبه سوف يدخل الجنة؟ وهل عدم إيمان زاكر نايك بكلام المسيح هذا الذي يُنبئ فيه بصلبه وموته وآلامه وقيامته سيدخله “النار”؟ فها هو كلام المسيح فهل يؤمن زاكر نايك به أم أنه كان يقول هكذا للإستعراض؟
هل يقول زاكر نايك أن من يعترف أن المسيح هو إبن الله سوف يدخل الجنة؟
Mat_7:21 «ليس كل من يقول لي: يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات. بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات. Mat 10:32 فكل من يعترف بي قدام الناس أعترف أنا أيضا به قدام أبي الذي في السماوات Mat 10:33 ولكن من ينكرني قدام الناس أنكره أنا أيضا قدام أبي الذي في السماوات. Mat 11:27 كل شيء قد دفع إلي من أبي وليس أحد يعرف الابن إلا الآب ولا أحد يعرف الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له. Mat 12:50 لأن من يصنع مشيئة أبي الذي في السماوات هو أخي وأختي وأمي». Mat 15:13 فأجاب: «كل غرس لم يغرسه أبي السماوي يقلع.
بل أنه قد طوَّبَ بطرس عندما دعاه “إبن الله”:Mat 16:16 فأجاب سمعان بطرس: «أنت هو المسيح ابن الله الحي». Mat 16:17 فقال له يسوع: «طوبى لك يا سمعان بن يونا إن لحما ودما لم يعلن لك لكن أبي الذي في السماوات.فها هو كلام المسيح له كل المجد، فهل من يؤمن أن المسيح هو “إبن الله” وفق المفهوم الإسلامي، سيدخل الجنة الإسلامية؟ وهل يؤمن زاكر نايك أن المسيح “إبن الله” كما قال المسيح هنا؟!
هل يؤمن زاكر نايك أن المسيح له سلطان أن يغفر الخطايا؟
Mat 9:6 ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا» – حينئذ قال للمفلوج: «قم احمل فراشك واذهب إلى بيتك!» فها هو كلام المسيح له كل المجد، فهل يؤمن الشيخ نايك بأن للمسيح سلطان أن يفغر الخطايا؟!
هل يؤمن زاكر نايك أن المسيح سيأتي في مجد الآب ويجازي كل واحد حسب عمله؟
Mat 16:27 فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله.
هل يؤمن زاكر نايك أن المسيح جاء لكي يبذل نفسه فدية عن كثيرين؟
Mat 20:28 كما أن ابن الإنسان لم يأت ليخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين».
هل يؤمن زاكر نايك المسيح هو الأول والآخر والبداية والنهاية ؟
Rev 22:12 «وها أنا آتي سريعا وأجرتي معي لأجازي كل واحد كما يكون عمله. Rev 22:13 أنا الألف والياء، البداية والنهاية، الأول والآخر».
هل يؤمن ذاكر نايك أن كل ما للآب (الله) هو للمسيح، كما قال المسيح بنفسه؟ Joh 16:15 كل ما للآب هو لي. لهذا قلت إنه يأخذ مما لي ويخبركم. Joh 17:10 وكل ما هو لي فهو لك وما هو لك فهو لي وأنا ممجد فيهم. فالآب، في نظر الشيخ نايك، هو الله، وله صفات الألوهية الكاملة، فهل صفات الآب (الله) هي صفات المسيح حسب كلام المسيح نفسه الذي ألزم الشيخ نفسه به كشرط لدخول السائلة الجنة؟! أم تراه يتراجع عن هذا التهور الذي قاله؟!
هل يؤمن زاكر أنه من الواجب إكرام المسيح إكراماً كمثل الذي للآب؟!
Joh 5:23 لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب. من لا يكرم الابن لا يكرم الآب الذي أرسله. فالآب هو الله، حسب منطق زاكر نايك، وبما أنه هو الله الحقيقي فهو مستحق للعبادة والسجود وكل الإكرام المقدم لله، فهل يؤمن زاكر نايك أن هذا الإكرام عليه أن يقدمه للمسيح بإعتباره قال هذا؟!
هل يؤمن زاكر نايك أن مهما عَمَلَ الآب ويعمله، يعمله الإبن كذلك؟ Joh 5:19 فقال يسوع لهم: «الحق الحق أقول لكم: لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئا إلا ما ينظر الآب يعمل. لأن مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك.
هل يؤمن زاكر نايك أن المسيح هو صاحب كل الدينونة؟
Joh 5:22 لأن الآب لا يدين أحدا بل قد أعطى كل الدينونة للابن فهل يؤمن زاكر نايك أنه المسيح سيدينه في اليوم الأخير.
هل يؤمن زاكر نايك أن المسيح يحيي من يشاء بإرادته؟!
Joh 5:21 لأنه كما أن الآب يقيم الأموات ويحيي كذلك الابن أيضا يحيي من يشاء. فهل يؤمن زاكر نايك أن المسيح يحيي من يشاء؟!
ويمكننا سرد أكثر من هذا بكثير من كلام المسيح نفسه لنبرهن أن ما قاله الشيخ زاكر نايك ما هو إلا طيش كلامي لا يحمد عقباه إذا ما وضعناه في حيز التطبيق.
2. لا يعلم هل تتبع الكنيسة أم المسيح؟
يتساءل الشيخ ويقول أنه لا يعلم، هل تتبع هذه الفتاة الكنيسة أم المسيح!، وهذه، كما هو واضح، مغالطة منطقية، إذ أنه قد إفترض أن إتباع الكنيسة يُفضي حتماً إلى عدم إتباع المسيح وأن إتباع المسيح يفضي حتماً إلى عدم إتباع الكنيسة، وهذا غير صحيح بل وغير واقعي، فالصحيح هو أنها تتبع المسيح في كنيسته، فهي نفسها جزءًا من كنيسة المسيح نفسها، فالكنيسة هي جماعة المؤمنين وليست سلطة عليا، فنحن الكنيسة، لكن، من الواضح أن الشيخ يقصد بسؤاله هذا أن الكنيسة نفسها تُعلِم بتعاليم غريبة عن تعاليم المسيح، وكما رأينا أعلاه بعضاً من تعاليم المسيح، وأن الشيخ لا يؤمن بها، فماذا يقصد بـ”المسيح” الذي يتكلم عنه؟، هل هو مسيح خاص بالشيخ؟! وأما عن الكنيسة، فالكنيسة تعلمنا هذه تعاليم المسيح وتعلمنا أيضاً تعاليم المسيح لرسله، بل ونحيا بها، فالكنيسة تعلمنا عن المسيح أنه الله من حيث الجوهر وأنه إبن الله من حيث الأقنوم وتعلمنا وحدانية جوهر الإله وثالوث أقانيمه وتعلمنا أن المسيح إنما جاء ليفدي ويخلص ما قد هلك، وتعلمنا أنه مات وقام في اليوم الثالث وصعد إلى السموات وظهر لكثيرين بعد الموت وكل هذه الأمور مثبتة في الكتاب المقدس، لكن، هل يؤمن الشيخ بجل تعاليم المسيح أم يأخذ منها ما يفسره على هواه ويقول عما سواه أنه من تحريفات البشر بلا دليل، لا لشيء إلا لأنه لم يوافق هواه؟ فمن منا الذي لا يتبع تعاليم المسيح؟! في الحقيقة إن سؤال كالذي سأله الشيخ هو خاطئ برمته، وما كان عليه أن يسأله، إنما علينا أن نسأله السؤال الصحيح، هل تتبع تعاليم المسيح التي نقلتها إلينا الكنيسة أم تتبع هواه؟ فقد حق في الشيخ كلام القرآن حينما قال: أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43) الفرقان.
3. الإسلام هو الدين الوحيد الذي يجعل كل معتنقيه يؤمنون بالمسيح.
كثيرا ما تتردد هذه العبارة على مسامعنا، وكثيرا ما نقرأها، وتتغير صيغتها من شخص لآخر مع بقاء الفكرة الرئيسية ذاتها بها، مثل: نحن المسلمون سندخل الجنة لآننا نؤمن بنبينا ونبيكم، لكنكم لن تتدخلون الجنة لأنكم لا تؤمنون بنبينا؛ ويقول آخر: لو كان إيمان المسيحيون صحيح سندخل الجنة معهم لأننا نؤمن بنبيهم، لكن لو كان إيماننا نحن الصحيح فسندخل نحن ولا يدخلون هم .. إلخ. ولا يخفى على أحدكم مدى الركاكة الفكرية الموجودة في هذه العبارات وتلك الفكرة، على الرغم من أن قائل هذه العبارات يقولها بكل ما لديه من ثقة في منطقها، إن السؤال الصحيح هنا هو: ما نوع هذا الإيمان بالمسيح؟! فالعبرة ليست بكلمة “إيمان بـ” بل أن العبرة هي بكيفية هذا الإيمان وفحواه، فهل يؤمن الشيخ مثلاً إيماناً كإيمان المسيحين بالمسيح؟ وستكون إجابة الشيخ هي بالقطع: لا، فعلى الرغم من أننا نؤمن بالمسيح، وهو يؤمن أيضاً، إلا أن إيمانه ليس كإيماننا ولا إيماننا كإيمانه، فما جدوى ذِكر أنه “يؤمن بالمسيح” إذا كان الإيمان نفسه مختلف في فحواه؟ نحن نؤمن أن المسيح هو الله من حيث الجوهر، وأنه إبن الله الوحيد من حيث الأقنوم، وأنه إنسان من حيث تجسده، وأنه إبن الإنسان وأنه إبن مريم العذراء الإنسانة بحسب الجسد، وأنه نبي لأنه تنبأ، وأنه رسول لأنه مرسل من الآب، وأنه أخلى نفسه وأخذ شكل العبد وصار في شبة الناس ووضع نفسه ومات على الصليب وفي اليوم الثالث قام وصعد إلى السموات وأن الكتب النبوية تنبأت بمجيئه وموته وقيامته وأنه هو المسيح الرئيس، القدوس الذي بلا خطية، … إلخ، فهل يؤمن الشيخ زاكر بهذا الكلام أم أنه يقصد إيمان بمسيح غير هذا المسيح؟! في الحقيقة أن الإخوة المسلمين يؤمنون بمسيح غير ما تخبرنا به الأسفار المقدسة، مسيح تكلم في المهد وتشبة به آخر عند موته، وليس هو بإبن الله ولا الله ولا أخلى نفسه إذ أنه لم يكن في صورة قبل ولادته أخلى نفسه منها، ولا يخفى على أحد أن المسلمون الشيعة يؤمنون بنفس الإله الذي يؤمن به المسلمين السنة وذات الكتاب (؟) وذات النبي والرسول ومع فكل من السنة والشيعة يكفرون بعضهما البعض! ومن هنا نعرف أن هذه هذه العبارات إنما قُصد بها خداع هذه الفتاة التي كانت تحاور زاكر نايك لأنها غربية ولا تعرف ما يعرفه المسيحيون العرب.
4. لا يوجد جملة واحدة صريحة إدعى فيها الألوهية.
في الحقيقة، إن هذه الجملة كسابقتها، خادعة، فما هي “الصراحة” التي يطلبها الشيخ نايك؟ وإن كان يقصد الصراحة اللفظية مثل قول المسيح “أنا الله” فنرد عليه بذات منطقه بأنه لم ترد عبارة واحدة من إله الإسلام لرسول الإسلام (محمد) قال فيها: أنا الله! ولا وردت عبارة واحدة في القرآن الكريم ذُكر فيها الثالوث المسيحي ولا “الآب والإبن والروح القدس”، فضلاً عن نفي أو تأييد الثالوث، ولا توجد عبارة واحدة تكلم عنها القرآن عن تحريف نصوص كتب اليهود والمسيحيين، ولا توجد عبارة واحدة تكلم فيها القرآن عن المفهوم المسيحي للقب “إبن الله” ولا توجد عبارة واحدة تكلم فيها القرآن عن نفي ألوهية المسيح أو تكفير من يقولون بألوهيته[1]..إلخ، فهل يعني هذا إنتفاء وجود هذه العبارات إنتفاء ضدية الإسلام لها؟؛ والرب يسوع المسيح أعلن بأساليب كثيرة أنه هو الإله الحقيقي، سواء عن طريق علاقته مع الآب أو بأفعال أو ألفاظ صريحة، ولا يهم في هذا رأي الشيخ نايك من الأساس، لكن الخطأ الذي أريد أن أشير إليه هنا هو حصر الشيخ نايك لأقوال المسيح في كلام المسيح المدون فقط على لسانه، وهذا منطق غريب، إذ أن المسيحيون لا يؤمنون بالبشائر الأربعة فقط، بل بكل الكتاب المقدس، فكل الكتاب المقدس، بما فيه الكلام الذي قاله المسيح بلسانه والذي يقصده زاكر نايك، نقله إلينا الرُسل، رسل المسيح، فلماذا يقبل زاكر كلام الرسل الذي قاله المسيح ويرفض أيضاً كلام الرسل عن المسيح؟، لكن هل مجرد تصريح المسيح أو غيره بأنه الله كان سيقبل به الشيخ نايك لو رآه كما يريده الآن، دعونا نفترض أن المسيح قال نصاً بل وباللغة العربية: أنا الله، هل لو كان رآها زاكر، كان سيؤمن أن المسيح هو الله؟! بالطبع لا، كان سيضع هذا القول ضمن التحريفات التي حدثت في الكتاب المقدس وكان سيبريء “عيسى” من هذا القول، فزاكر نايك لم يؤمن بما قاله المسيح وموجود بحرفيته إلى اليوم في الكتاب المقدس، فلماذا يحاول زاكر نايك إيهامنا بأن المشكلة إنما هي في “وجود” أو “عدم وجود” نص به “أنا الله” على لسان المسيح؟ فإذا كنت لا تؤمن بأقوال المسيح الموجودة فعلاً إلى اليوم في الكتاب المقدس، وتدعي تحريفه، فما الذي يمنعك أن تُدخِل هذا القول في زمرة الأقوال المدعاة على لسان المسيح أو المحرفة عبر العصور؟! لذا فالقضية ليست وجود أو عدم وجود قول بل هي في إيمان زاكر نايك المسبق نفسه.
5. أبي أعظم مني (يو 14: 28) أعظم من الكل (يو 10: 28).
طوال تاريخ المسيحية، قام آباء الكنيسة القديسون ببيان وإيضاح المعنى الحقيقي لهذا النص، بل إلى اليوم ستجد العلماء المسيحيون يشرحون هذا النص على هذا النحو الذي أبانه آباء الكنيسة، فما الذي حل بزاكر نايك؟ هل الرجل لا يقرأ؟ أم يقرأ وينسى؟ أو يقرأ ويعرف ويتذكر ولكنه يضع فكره الشخصي على النصوص ويستخدمها كمن إلهه هواه دون دراسة؟ هذه مشكلة تواجه المسيحيون العرب، فالردود والإيضاحات والتفاسير تجدها في أغلب الأحيان منذ قرون، ومع ذلك، مازالت الأسئلة موجودة دون نقد لإجاباتها، مما يدفعنا لتكرارها، والحصيلة كلها عدم وجود أي تقدم لاهوتي معرفي لدى السائل الذي يسأل لمجرد السؤال ونجيبه ليسأل مرة أخرى! كيف لشخص مثل زاكر نايك لا يعرف ما قاله المسيحيون منذ قرون طويلة خلت عن هذه النصوص التي إستخدمها؟! ولعدم الإطالة سأضع مجوعة يسيره من أقوال الآباء بشأن هذه النصوص[2]:v واضح أنه صار إنسانًا بينما بقي هو اللَّه، فإن اللَّه انتحل إنسانًا، ولم يُمتص اللَّه في إنسانٍ. لذلك بالكمال، بمنطق مقبول أن يُقال إن المسيح كإنسانٍ هو أقل من الآب، وأن المسيح كإله مساوٍ للآب، مساوٍ للَّه (يو 30:10)[3].v أمور كثيرة قيلت في الكتاب المقدس تتحدث عنه في شكل اللَّه، وأمور كثيرة في شكل العبد. اقتبس اثنين من هذه كمثالين، واحد يخص كل منهما. فبحسب شكل اللَّه قال: “أنا والآب واحد” (يو 30:10)، وبحسب شكل العبد: “أبي أعظم مني”[4].القديس أغسطينوس
v ما هو غير طبيعي إن كان ذاك الذي هو اللوغوس قد صار جسدًا (يو1: 14) يعترف بأن أباه أعظم منه، إذ ظهر في المجد أقل من الملائكة، وفي الهيئة كإنسان؟ لأنك “جعلته أقل قليلاً من الملائكة” (مز8: 5)… وأيضا: “ليس فيه شكل ولا جمال، شكله حقير، وأقل من شكل بني البشر (إش53: 2، 3). هذا هو السبب لماذا هو أقل من الآب، فإن ذاك الذي أحبك احتمل الموت، وجعلك شريكًا في الحياة السماوية[5].
القديس باسيليوس الكبير
v بسبب تواضعه يقول هذه الكلمات، هذه التي يستخدمها خصومنا ضده بطريقة خبيثة[6]. v يقولون مكتوب: “أبي أعظم مني“. أيضًا مكتوب: “لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً للَّه” (في 6:2). وأيضًا مكتوب أن اليهود أرادوا قتله، لأنه قال إنه ابن اللَّه معادلاً نفسه باللَّه (يو 18:5). مكتوب: “أنا والآب واحد” (يو 30:10). إنهم يقرأون نصًا واحدًا وليس نصوص كثيرة. إذن هل يمكن أن يكون أقل ومساوٍ في نفس الوقت لذات الطبيعة؟ لا، فإن عبارة تشير إلى لاهوته، وأخرى إلى ناسوته[7].
القديس أمبروسيوس
والقضية بكل سهولة ويسر أن الرب يسوع المسيح في أثناء حياته على الأرض كإنسان كان قد أخلى نفسه من المجد الذي كان له عند الآب قبل كون العالم، وشابهنا في كل شيء ما عدا الخطية، فالآب في مجده يقول عنه الإبن في فترة تجسده أنه أعظم منه لأن بحسب ناسوته، فما هي المشكلة إذن؟! هل تتلخص في أنه لا يقرأ أم لا يريد القراءة أم يقرأ ويتغافل عما قرأت فيعود مكرراً كلامه مرة أخرى؟ العجيب أن زاكر يطرح هذه النصوص وكأنها جديدة وكأنه إكتشفها للتو، وهذا يدل إما على جهله الشديد بتاريخ الحوارات التي دارت في هذه النصوص من القرون الأولى للمسيحية أو علمه بها وتعمده ذكرها للخداع! فأيهما يختار الإخوة المسلمون؟
6. أنا بروح الله أخرج الشياطين (متى 12: 28).
لا أعرف هل هو جهل من زاكر نايك أم هو تدليس صريح، فزاكر نايك يقدم لنا هذا النص كأنه إعتراف من المسيح بأنه بروح الله يخرج الشياطين، لكن لو رجعنا إلى سياق النص سنجد أن الرب يسوع المسيح عندما شفى المجنون الأعمى والأخرس الذي قدموه إليه، تعجب الجموع وتساءلوا وقالوا، ألعل هذا إبن داود؟ وأما الفريسيون فقالوا إنه ببعلزبول رئيس الشياطين يخرج الشياطين، فما كان من المسيح إلا أنه قد وضع لهم إحتمالين حسب تفكيرهم، فذكر الأول أنه إن كان كلامهم صحيح بشأن أنه ببعلزبول يخرج الشياطين فلن تثبت مملكة الشياطين، لأنها ستكون مملكة منقسمة على ذاتها، وستخرب، لكن إن كان بروح الله يخرج الشياطين، فلماذا لا يؤمنون به؟! فهذان هما الإحتمالان اللذان سيفترضهما أي شخص يهودي، إما أن هذا الشخص مؤيد من الله أو من الشيطان ليخرج الشياطين، فنفى المسيح كلامهم ليقيم عليهم الحجة في عدم إيمانهم به، لكن المسيح نفسه لم يقل عن نفسه أنه يفعل هذا بروح الله (على الرغم من أنه حتى لو إفترضنا أنه قالها عن فنسه فلا مشكلة على الإطلاق، فالمسيح هو الله، وروح الله هو الروح القدس الذي أرسله هو من عند الآب كما قال لهم عند إقتراب حياته على الأرض بحسب الجسد)، وهذا واضح من ظاهر النص، فالنص يقول “ولكنإن كنت أنا بروح الله… εἰ δὲ ἐν πνεύματι θεοῦ“فهل هذا جهل من زاكر نايك أم تدليس؟!
7. أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئا. كما أسمع أدين ودينونتي عادلة لأني لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي أرسلني (يوحنا 5: 30).
على مر سنوات طويلة، يساء فِهم وإستيعاب هذا النص، من المسلمين وبعض المسيحيين على حد سواء، فظاهر النص حسب القراءة المتعجلة ستترك إنطباع في القاريء أن المسيح يقول هنا أنه لا يفعل شيء بقوته أو بإرادته أو لأنه ليس إلا منفذ بقوة وإرادة الآب، لكن هذا ليس هو المعنى الحقيقي للنص، فبقراءة موازية لنصوص أخرى قالها المسيح لها نفس الصياغة سنجده أوضح لنا المعنى الصحيح المقصود من هذه النصوص، فقد قال المسيح له كل مجد في ذات السفر، وفي ذات الأصحاح، وقبل هذا النص ليس بأكثر من 11 نصاً: Joh 5:19 فقال يسوع لهم: «الحق الحق أقول لكم: لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئا إلا ما ينظر الآب يعمل. لأن مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك.
فلو قرأنا الجزء الأول من النص فقط، ربما يحضر إلى أذهاننا ذلك الفكر، لكن عند إستكمال النص، سنجد أن الرب يسوع المسيح بنفسه قد أوضح المعنى الحقيقي للنص، فقد أكمل المسيح وقال “لأن مهما عمل ذاك فهذا يعمله الإبن كذلك” ولن يستقيم الجزء الأول من النص مع الجزء الثاني منه إذا أردنا فِهم النص بهذا الفهم الخاطيء السابق ذكره، لكن للنص معنى أخر يتضح مع إستكماله، لقد أراد المسيح دائماً أن يبين للجميع علاقته بالآب وأنه هو والآب واحداً في الجوهر، أي أن جوهرهما واحد، وفي هذا النص أراد المسيح التركيز على قدرة الآب إذا ما قورنت بقدرة الإبن، فيقول، مهما عمل ذاك (أي: الآب) فيعمله الإبن كذلك، مدللاً بذلك على تساوي قدرته مع قدرة الآب لكي لا يسيء أحد تفسير كلامه السابق عندما قال أنه “لا يقدر أن يعمل من نفسه شيء” فتركيز المسيح ليس على “لا يقدر الإبن” بل على “من نفسه” بمعنى أنه بسبب الإتحاد التام والفائق بين الآب والإبن في اللاهوت، الجوهر، فلا يوجد شيء يعمله الإبن من نفسه ولا الآب من نفسه لأنهما في الأساس غير منفصلين ولا مختلفين من حيث الجوهر، فلا يوجد شيء يفعله أي منهما “من نفسه” لأنه لا إنفصال، وهذا هو المعنى الصحيح لكلام المسيح، والذي إن كان زاكر نايك يجهله فإنه يحتاج للتعلم، وإن كان يعرفه ويخفيه فهو مدلس.
8. بما أن المسيح أقر بمشيئة الله فهو مسلم.
لا أعرف –في الحقيقة- على أي شيء بنى زاكر نايك كلامه هذا! وما هو تعريفه لكلمة “مسلم” الذي أطلقها هكذا دون إيضاح! فلرسول الإسلام حديث حسن صحيح على شرط الشيخين حيث قال فيه “الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُؤْمِنُ مَنْ آمَنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ” وبهذا يكون شرط إطلاق لقب “مسلم” هو “سلامة الناس من اللسان واليد” وبهذا لا يكون المسيح وحده مسلم، بل الغالبية العظمى من المسيحيين الحقيقيين! فهل يريد زاكر نايك هذا المعنى أم معنى آخر؟!
9. الكلام الذي تسمعونه ليس لي بل للآب الذي أرسلني (يوحنا 14: 24)
هنا نجد تكرار لذات الخطأ الذي سقط فيه زاكر نايك بخصوص النص (يوحنا 5: 30)، فالرب يسوع المسيح هنا لا يقصد أن ينفي عن نفسه أنه صاحب هذا الكلام بل بالأولى أن يؤكد لليهود أنه لم يجيء إليهم بكلام من إله غريب عما يعبدوه ويعرفوه، فكلام المسيح يحمل معنى إقامة الحجة عليهم أنهم إذا كانوا يؤمنون بهذا الإله حقاً فلماذاً لا تؤمنون بي، وهذا ما أوضحه المسيح في مرات أخرى مثلما قال: انتم تؤمنون بالله فآمنوا بي (يوحنا 14: 1)، وأيضاً قال: “الذي يؤمن بي ليس يؤمن بي بل بالذي ارسلني” (يوحنا 12: 44)، فكما قلنا من قبل، أن المسيح له كل مجد يقول لليهود بأكثر من طريقة أن الإيمان بالآب هو إيمان بالإبن والروح القدس تلقائياً، لأنه ليس خارجاً عن الآب بل في حضنه (يوحنا 1: 18).
10. ايها الرجال الاسرائيليون اسمعوا هذه الاقوال. يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما انتم ايضا تعلمون (أعمال 2: 22)
إن كان الشيخ زاكر نايك يستشهد بهذا النص لأنه قال عن الرب يسوع المسيح “رجل”، فما الجديد الذي أتى به؟! فجميعنا نعرف أن المسيح إنسان، رجل، لكنه ليس فقط إنسان وليس فقط رجل، بل هو الكلمة الصائر إلينا في الجسد، وفي جسده نقول عنه بحسب الجسد أنه إنسان ورجل، فما الذي أضافه زاكر نايك لمعلومات أطفال المسيحيين فضلاً عن علماءهم؟! لكن، هل يقبل زاكر نايك كلام بطرس الرسول دائماً أم أنه يكيل بمكيالين فيقبل ما يظن أنه يخدم موقفه ويرفض سواه؟ قال بطرس الرسول في رسالته الأولى “أنتم الذين به تؤمنون بالله الذي اقامه من الاموات واعطاه مجدا حتى ان ايمانكم ورجاءكم هما في الله” (1بط 1: 21) وقال أيضاً “الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر. الذي بجلدته شفيتم” (1بط 2: 24) وقال أيضاً “الذي مثاله يخلّصنا نحن الآن اي المعمودية لا ازالة وسخ الجسد بل سؤال ضمير صالح عن الله بقيامة يسوع المسيح” (1بط 3: 21)، فهل يعترف زاكر نايك بأن يسوع المسيح حمل خطايانا في جسده، وأنه جُلِد وقام من الأموات كما قال بطرس الرسول، أم أنه يكيل بمكيالين؟ أما إن كان الشيخ زاكر نايك يستشهد بهذا النص لأنه قال عن الرب يسوع المسيح أن القوات والعجائب التي عملها، قد صنعها الله بيده، فهذا يدل على أن الشيخ زاكر نايك يعوزه الكثير بعد ليعرفه!.
فالمسيحيون يؤمنون أن الرب يسوع المسيح أثناء حياته على الأرض كإنسان، كان قد أخلى نفسه من المجد وأخذ صورة العبد حيث شابهنا في كل شيء ما عدا الخطية وحدها، ومن مظاهر إفتقاره للمجد المطلق، أي المجد الألوهي، مجد اللاهوت، أنه كان الله الآب يفعل المعجزات على يديه بحسب ناسوته، لكن بحسب لاهوته فهو والآب واحد في الجوهر، لكن لأن من كان يكلمهم بطرس في أول عظة لن يحتملوا هذا الشرح اللاهوتي وهم بعد يهود وأمم، فقدم لهم المعرفة اللازمة بحسب ما يتحملون في البداية من الإعلان، والكتاب المقدس يعلمنا هذا، حيث يقول الرب يسوع المسيح:
Joh 16:12 «إن لي أمورا كثيرة أيضا لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن. Joh 16:13 وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية.
ويقول القديس بولس الرسول:1Co 3:1 وأنا أيها الإخوة لم أستطع أن أكلمكم كروحيين بل كجسديين كأطفال في المسيح 1Co 3:2 سقيتكم لبنا لا طعاما لأنكم لم تكونوا بعد تستطيعون بل الآن أيضا لا تستطيعون 1Co 3:3 لأنكم بعد جسديون. فإنه إذ فيكم حسد وخصام وانشقاق ألستم جسديين وتسلكون بحسب البشر؟
والغريب أن زاكر نايك يعرف أن تحريم الخمر مثلا في القرآن جاء على ثلاثة مراحل بحسب العادات السائدة في هذا الزمن للمسلمين الجدد (أي الذين دخلوا في الإسلام حديثا آنذاك)، حيث يقولون إن في البداية نزلت الآية [يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا {البقرة: 219}] ثم بعدها الآية [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى {النساء: 43 }] ثم بعدها الآية [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {المائدة: 90 }][8]، ومع هذا فلا تجده يعرف ما قاله بطرس الرسول بحسب قدرة الناس الوقوف أمامه، لكن بعد هذا نجد أن الكتاب المقدس أوضح بأكثر تفصيل.
11. إذا قارنتي ما قاله المسيح في الإنجيل فستجدين أننا نتبع أغلب تعاليم المسيح.
في الحقيقة إن هذا الفيديو مكتظ بالادعاءات الفارغة التي لا تلبث إلا أن تنهار أمام قليل من النقد مما يغني عن النقض، حسنا، ما هو الإنجيل المقصود هنا؟ هل هو “العهد الجديد” أم أنه يقصد “الأربعة بشائر”؟ لربما يقصد الأربعة بشائر، حسناً، رأينا كلام المسيح أعلاه وكيف أنه لا يتفق مع إيمان أي مسلم، وخصوصاً لو كان هذا المسلم سُنِّياً، ما هو الذي يتبعه زاكر نايك والمسلمون من تعاليم المسيح الموجودة ف الإنجيل؟ هل تعاليم المسيح عن وحدنية الإله؟، هل هذا يعني أن المسلمون يتبعون الإنجيل؟ على نفس القياس فيكون اليهود أيضاً الذين لا يعترفون بالعهد الجديد ولا بيسوع أنه المسيح المسيا المنتظر المتنبأ عنه أيضاً يتبعون ما في الإنجيل!! وهذا من المضحكات التي قالها زاكر نايك، فإتباع أمر مشترك بين اليهودية والمسيحية والإسلام لا يعني أنك تتبع “تعاليم المسيح الموجودة في الإنجيل”، فالمسلم لا يؤمن بالإنجيل الموجود حالياً ويقول أنه غير ما أمر القرآن الكريم بإتباعه وغير ما أخبرنا به أنه أنزل من عند الله، ويقول عن هذه الكتب، أنها من تأليف البشر ومحرفة أيضاً، على الرغم من عدم وجود نص قرآني واحد يقول بتحريف نص كتب المسيحيين، وقد جاء الإسلام والقرآن في القرن السادس ورغم ذلك لا تجد ولا نص واحد فقط يقول بتحريف نص كتب المسيحيين الموجودة آنذاك، والمسيحي يستطيع بكل سهولة ويسر أن يثبت أن هذا الذي كان موجودا في القرن السادس الميلادي، وعدم وجود نص قرآني يقول بتحريف نص كتب المسيحيين هذه، ووجود نصوص أخرى تمدح بل وتدعوا المسيحيين لإتباع ما جاء في كتبهم بل والمسلمون أيضاً ليتبعوها، لهو دليل كافي على وجوب إتباع ما هو موجود اليوم في أيدي المسيحيين، ولكن المسلمون عموما لا يقومون بهذا، ولسنا هنا بصدد مناقشة هذا الأمر، ولكن قلنا هذا ولم نسترسل فيه لنبين مدى جهل/كذب/إستغفال زاكر نايك، فهو يطلق العبارات التي يريد السامعون أن يسمعوها عاطفياً منه، لكنها عند المناقشة لا تجد لها صحة، وهاكم النصوص التي عرضناها سابقاً، فمن من المسلمين يتبعها ويؤمن بها؟ هل يؤمن زاكر نايك مثلا بقول المسيح: Luk 24:27 ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب. Luk 24:44 وقال لهم: «هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا بعد معكم أنه لا بد أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء والمزامير». Luk 24:45 حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب.
والكلام هنا كان عن آلام المسيح وموته وقيامته … إلخ، والمسيح بنفسه ينسب كل هذا لناموس موسى والأنبياء والمزامير، فهل يؤمن زاكر نايك والمسلمون أن جميع الأنبياء تنبأوا عن آلام المسيح وموته وقيامته ..إلخ؟ وهل يؤمن المسلمون من الأساس بأن المسيح جُلد وصُلب وقُتل وقام في اليوم الثالث؟ فها هو كلام المسيح بل والمسيح نفسه يعطي بُعْداً نبوياً لكل ما حدث في آلام المسيح، فهل يؤمن المسلمون بهذا الكلام أم أن زاكر نايك كان يقدم عرضاً إستعراضياً لإسترضاء عاطفة سامعيه؟! فأين هي تعاليم المسيح التي يتبعها زاكر نايك؟!
12. المسيح مختتن في اليوم الثامن وكل المسلمين كذلك، فالمسيح قال: لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس.
الحقيقة أن هذا التماثل الذي يقيمه زاكر نايك يدعو للضحك، فالمسيح إنما كان خُتن بحسب الجسد لأنه يهودي، فهل إختتان المسلمين يدل على أنهم يتبعون تعاليم اليهودية أو عاداتها أو شرائعها؟، الصحيح أن يقول زاكر نايك أنه مثل المسيح يتبع اليهودية، لأن المسيح فعل هذا لأنه يهودي، ولكن على كلٍ، هل يتبع زاكر نايك حقاً ما فعله المسيح؟ هل يذهب المسلمون للهيكل كما كان يذهب المسيح؟ هل يؤمن المسلمون الحاليون بفكرة تقدمة ذبائح حيوانية في الهيكل لينتقل ذنب صاحب الذبيحة إلى الحيوان فتغفر له؟ إن المغالطة المنطقية التي يسقط فيها زاكر نايك ويريد بها خداعنا، هو مشابهة بعض الأفعال العامة للمسيح مع أفعال المسلمين، ليخرج علينا بقوله أننا نتبع المسيح أكثر منكم فيجيء إحساس في قلب متلقي هذا الكلام أن المسلمون يتبعون تعاليم المسيح؟ لقد علَّم المسيح عن الآب، وأنه إبن الله، فهل يتبع المسلمون تعليم المسيح هذا؟ أم أنهم ينتقون ما يوافقهم فقط؟!، إذا كان المسلمون السنة يكفرون المسلمين الشيعة الذين يتوافقون معهم في إله واحد، ورسول واحد، وكتاب واحد (؟) وينطقون الشهادتين مثلهما، فكيف يريد زاكر أن يقنعنا أنه يتبع المسيح لأنه فقط يختتن مثله؟ اليهود أيضاً يختتنون ومع ذلك فهم يكذبون بيسوع ولا يؤمنون أنه المسيح، فإيمانهم وممارستهم للختان لم تمنعهم من تكذيب يسوع أنه المسيح، فكم وكم المسلمون؟! إن زاكر نايك بارع في إطلاق العبارات الجوفاء التي لا تصمد أمام أي نقد.
13. نحن لا نأكل لحم الخنزير.
حسنا، لكيلا نكرر الرد والخطأ الذي سقط فيه ويتعمد به خداع السامعين، اليهود أيضاً لا يأكلون لحم الخنزير وبعض الأطعمة الأخرى، ومع ذلك لا يؤمنون بيسوع أنه المسيح ويكذبون به، فعدم أكلهم وعدم أكلكم أيضاً لم يجعلهم مسيحيين!
14. المسلمون لا يشربون الخمر، وأغلب المسيحيين يشربون.
في الحقيقة إن إدعاء زاكر نايك هنا يحوي على عدة أخطاء، أولها هو ما تم مناقشته في النقطة السابقة وما قبلها، حيث أن عدم شرب الخمر ليس دليل أن المسلمون يتبعون المسيح، فهناك أيضاً مسيحيون لا يشربون الخمر، فهل هم أيضاً على الطريق الصحيح وفقاً لعقيدة زاكر نايك لأنهم، ولأنهم فقط لا يشربون الخمر؟! منطق هزيل!، الخطأ الثاني، أنه من الصواب عندما أناقش أمرا ما يخص المسيحيين فلا أنظر لأفعالهم، بل لنصوص كتابهم، فكتابهم هو من يخطأهم وهم على أساسه سيحاسبون، وكتابهم هو نفسه من يقر بخطأهم، ولكي نضرب مثالاً، يخرج علينا الكثير اليوم ليقول أن داعش لا تمثل الإسلام، وأن الإسلام دين سلام وسماحة ومحبة، حسناً، ودون مناقشة هذا الادعاء، ما رأيك يا زاكر نايك لو جاء شخص وقال أن داعش هي الإسلام ونسب للإسلام القتل والوحشية …إلخ؟ ستقول أن القرآن الكريم يحض على التسامح والمحبة .. إلخ، إذن وبنفس منطقك سأنقل لك أقوال الكتاب المقدس في منع السُكر بالخمر، فلماذا تكيل بمكياليين؟ الخطأ الثالث هنا هو في كلمة “أغلب” التي قالها نايك، فمن أدراه أنه “أغلب” المسيحيين؟ وهل يشرب المسيحيون الخمر فقط لأجل السكر والخلاعة أم هناك أسباب أخرى يعرفها من يقطن في البلاد الأوربية وأمريكا وكندا وأستراليا مثل التدفئة؟ حسنا، “أغلب” المسيحيون العرب لا يشربون الخمور، فهل هذا دليل أن “المسيحيين العرب” يتبعون المسيح مثل المسلمين؟! هل هذا منطق؟ وهل يقبل زاكر نايك بهذا؟
15. لو كانت المسيحية تعني إتباع تعاليم المسيح فسيكون المسلمون هم مسيحيون أكثر من المسيحيين أنفسهم.
كالعادة، عبارات إستعراضية جوفاء لا دليل فيها ولا حجة ولا منطق، فما هي تعاليم المسيح التي يتبعها المسلم ولا يتبعها المسيحي ليكون المسلم أكثر مسيحيةً من المسيحي؟!
16. لكني أقول لكم الحق: إنه خير لكم أن أنطلق، لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي، ولكن إن ذهبت أرسله إليكم. 17. روح الحق…. لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية. هذا عن رسول الإسلام.
على مدى سنوات طويلة ونحن نرد على هذه الشبهة التي لو قرأ طارحوها فقط سياق الحديث، لخجلوا من أنفسهم ولم يطرحهوا، وقبل أن نرد عليها في عجالة، فإن تكرار زاكر نايك لهذه الشبهة يبين بجلاء مدى جهل الرجل، ليس بالكتاب المقدس فقط، بل بالحوار المسيحي الإسلامي على مدى قرنين من الزمان على أقل تقدير! بل وجهله بتفاسير المسيحيين!، ولنرد في عجالة على هذا الكلام، في البداية لنجمع كلام المسيح عن “المعزي” الذي يدعي زاكر نايك أنه رسول الإسلام:
Joh 14:16 وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلى الأبد Joh 14:17 روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم. ها هو الرب يسوع المسيح يقول أن المعزي الآخر (لأنه هو نفسه المعزي الأول) سيمكث مع التلاميذ إلى الأبد، فهل يؤمن المسلمون ان رسول الإسلام لم يمت وأن سيمكث إلى الأبد؟ وأيضاً يخبرنا المسيح له كل المجد أن العالم لن يراه ولن يعرفه، فهل لم يعرف البشر رسول الإسلام؟ ألا يعرفه اليوم أكثر من 1.2 مليار نسمة من المسلمين، فضلا عن غير المسلمين؟ Joh 14:26 وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم. ها هو الرب يسوع المسيح بنفسه يحسم الأمر تماماً وحرفياً، حيث يقول “أما المعزي الروح القدس” فهل رسول الإسلام هو روح؟ وهل يؤمن المسلمون أن رسول الإسلام هو الروح القدس أو كما يسمونه “روح القدس” أم جبريل؟! وهل سيرسل الآب رسول الإسلام باسم المسيح؟ وهل يعترف الإسلام بالآب الأقنوم الأول من الثالوث والذي هو آب للإبن، أي أن إعترافه بالآب يستلزم إعترافه بالإبن، فهل يعترف الإسلام بالآب والإبن وأن الله له إبن؟! وهل ذَكَّرَ رسول الإسلام رُسل المسيح بما قاله المسيح لهم؟! أين المنطق والعقل؟!
Joh 15:26 «ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي. هنا يقول الرب يسوع عن نفسه أنه هو الذي سيرسل المعزي، فلو كان المعزي هو رسول الإسلام، فهل يؤمن المسلمون أن المسيح هو من أرسله؟ وهل بهذا يكون المسيح هو الله لأن المسلمون يقولون أن رسول الإسلام هو رسول الله فيكون المسيح هو الله لأنه هو من أرسله؟ هل يوافق على هذا الكلام مسلم؟ وهنا نجد أن المسيح يشهد للمعزي ويسميه، روح الحق، فهل يؤمن المسلمون أن رسول الإسلام روح؟ وهل شهد رسول الإسلام للمسيح؟ وهل إنبثق رسول الإسلام من الآب؟!
Joh 16:7 لكني أقول لكم الحق إنه خير لكم أن أنطلق لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي ولكن إن ذهبت أرسله إليكم. Joh 16:14 ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم. نجد هنا أن المسيح هو من يرسل المعزي، فهل يؤمن المسلمون أن المسيح هو من أرسل رسول الإسلام؟! وهل مَجَّدَ رسول الإسلام المسيح؟ وهل كان رسول الإسلام يأخذ مما للمسيح ويخبر التلاميذ؟!!
في نهاية تعليقنا على هذا الفيديو، رأينا كيف أن فيديو قليل الزمن قد إكتظ بالأكاذيب المركبة والإدعاءات غير الصحيحة، وعلى الرغم من ذلك، نجد كثير من الإخوة المسلمين يتداولونه كأنه إعجازاً حوارياً، وكأن زاكر نايك قد أفحم السائلة، وكأن كلامه صحيح وليس به خطأ، على الرغم من أنه لا تكاد تمر دقيقة واحدة فيه دون خطأ أو أكثر في حديث زاكر نايك، والآن بعد التعليق على هذا الفيديو وبيان الأخطاء الواردة فيه؟ هل سيستمر الإخوة المسلمون في نشره بينهم؟ للأسف: نعم، هذا ما سيحدث، لذا نرجو من حضراتكم مشاركة هذا الرد مع الجميع لكي يصل إليهم ويعرفوا كذب الفيديو.