الردود على الشبهات

الرد على شبهة [اعطو مسكرا وخمراً]

الرد على شبهة [اعطو مسكرا وخمراً] images

تقول الشبهة:ـ
الكتاب المقدس يدعو للفسق والفجور,فيقول فى كتاب الامثال(اعطو مسكرا وخمراً)(31:5)اى فجور هذا؟هل القساوسة فى الكنائس يعون الناسء بان يشربو الخمر والمسكر؟انها نصائح القساوسة..

الــــــــــــــر:ـ

-كعادة المُشِكك يتهم دون فهم,يقصف فى اعراض الناس بلا دليل,يكذب ويُصدق كذبه,يتدعى ما ليس فى الكتاب المقدس,وكأنه يُسقط ما عنده على ما هو عندنا,فسفر الامثال لايُعطى الاذن للقساوسة ان يعظو بشرب الخمر لان الخمر شئ غير مقبول فى المسيحيةلان من يشربه ومن يسكر هو خارج الملكوت( 1كو10:6)وهناك امر بعدم استخدام الخمر ورفض السكر,فنجد بولس يقول:ـ{ وَلاَ تَسْكَرُوا بِالْخَمْرِ الَّذِي فِيهِ الْخَلاَعَةُ، بَلِ امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ}(اف18:5).

-فباى عظة يعظ القساوسة؟بشرب الخمر ام بعدم شرب الخمر؟بكل تاكيد سوف يعظ بما هو موصى به فى الكتاب المقدس,لا تشرب ولا تسكرو بالخمر الذى فيه الخلاعة(اف18:5)لان الكتاب المقدس لم يامر بالشرب المُسكر إلا فى حالات المرض فقط,مثل ما حدث مع تيموثاوس الاسقف المريض ,فنصحه بولس الرسول بقليل من الخمر لعلاج اسقام المعدة(1تيمو23:5),وكان هذا علاج فى ذلك الوقت,فنجده يقول قبل هذا النص(لا تشرب ماء)ولكن (اشرب خمر)ففى القرن الحادى عشر ثبت ان للخمر اثر هائل على الهضم.
-نعود الى سفر الامثال ونحاول ان نفهم ما هو مدون فى ضوء الخلفيةالحضارية والتقليد فى ذلك العصر,فقبل ان نتكلم عن نص الايه محل المُشكلة,لا بد لنا ان نقراء ما هو سابق لتلك الاية,فنجد نصائح فى غاية الدقة والروعة,الام تعظ ابنها الملك ان يبتعد عن النساء[ع 3].[1],فكان معروف ان الملوك يشتهون النساء ويكون لديهم اكثر من جارية,وتقول لابنها:ـ{ لَيْسَ لِلْمُلُوكِ …أَنْ يَشْرَبُوا خَمْرًا، وَلاَ لِلْعُظَمَاءِ المُسْكِرُ }[ع 4].

-ولكن ما سبب تلك النصية ؟؟يفسرها النص اللاحق وهو{ لِئَلاَّ يَشْرَبُوا وَيَنْسُوُا المَفْرُوض،َ}[ع5].وما هو المفروض الذى تخشى ان ينساه شاربى الخمر؟وبكل تاكيد المقصود ب(المفروض)هو الفرائض والوصايا,فكيف لشخص مخمور بان يُصلى؟وان يُطبق وصية{لاتزنى}فهو شخص مُغيب.لهذا كانت النصيحة {ابتعد عن الناس…ابتعد عن الخمر..حتى تقدر ان تُنفذ المفروض}.
-وناتى الى النص [ع6]ونقراءه {اُعطوا مسكرًا لهالكٍ، وخمرًا لمُرّي النفس}ولى سؤال إستوقافى وهو الام التى تنصح سابقاً قالت[لا تشرب خمر]ولكن الان تنصح ب[إعطاء الخمر]؟؟هل هذا تناقض؟ام ماذا؟,والحقيقة ليس فى ذلك تناقض بل هو تكامل,فلابد انها تقصد شئ اخر.وهو نفس قصد نصيحة بولس لتيموثاوس.

-فالنص يقول:ـ{اعطو مُسكراً لهالك}فما معنى اعطاء الخمر لشخص هالك؟وما هو المقصود ب شخص هالك؟؟فالمقصود بهالك انه سوف [يموت او سيُعدم او سينتهى من عالارض][2]فشخص سيموت لسبب مرض او الم او اى سبب فالنتيجة واحدة[الهلاك]اى الموت.ولكن ما الفائدة من إعطاء [مُسكر]لشخص هالك؟فالغرض هو تقليل الألم,فالمُسكر فى ذلك الوقت كان يُعتبر مثل المُخدر,اومُسكن للألم.
-وإذا استكملنا قرائة النص نجد انه يؤكد فهمنا إذ يقول[اعطو خمراً لُمرى النفس]؟!ما العِلة لإعطائها لمرى النفس ومنعها عن غيره؟فى هذا تعليل ضمنى,فالعِلة إن مُر النفس هو شِخص مريض او مُتألم,او اى شئ اخر إذا قد توصلنا إلى سبب وعِلة إعطاء الخمر والمُسِكر لهذا الشخص بعينه وهو تخفيف الألم وتقليله..
– يؤكد هذا المعنى تِفسير جيل إذا يقول:ـ[إعطاء الشراب له إستعداد للموت,اما الملوك والقضاة فنفسهم قوية فلا يحتاجون ][3].ويقول القمص تادرس يعقوب ملطى:ـ[يُمكن للخمر ان تخفف من الألام والحزن][4].حتى سفر المثال نفسه يقول:ـ]المُسكر عجاج ومن يترنح بهما فليس بحكيم .

-فيتضح الان ان القصد من هذا الإصحاح الإمتناع عن الخمر لانه يضُر ,ولكن الشخص المريض او الشخص المُتألم والمريض فجيب ان يُعطى له المُسكر لتخفيف عنه هذا الألم والمرض,مثل (البنج],ولاحظ دقة وروعة النص الكتابى إذ يقول[لا تشرب]والفعل هُنا مُباشر ,ولكن فى النص الاخر[إعطوا]يُفيد إن هُناك شخص يعطى لأخر المُسكر وهذا دليل إن من يأخذ الخمر هذا شخص غير قادر ان يشرب بنفسه,اى شخص مريض

مينا فوزى
sargious
_______________________________

 

[1]ليس لان فى المرأة عيب بل القصد الابتعاد عن الزنا كخطية.
[2]راجع قاموس سترونج وبراون H6.
[3]Gill’s Exposition of the Entire Bible.
[4]تفسير القمص تادرس يعقوب ملطى لسفر الامثال.

 

تعليق واحد

  1. نْ كَانَ الأَمْوَاتُ لاَ يَقُومُونَ، «فَلْنَأْكُلْ وَنَشْرَبْ لأَنَّنَا غَدًا نَمُوتُ!»…….أعطوا مسكرا لهالك، وخمرا لمري النفس يشرب و ينسى فقره ولا يذكر تعبه بعد …تقول الايه ان الملوك او ابناء الملك المؤمنين لا يشربون خمرا لانهم فرحين ومنتظرين قيامة الاموات وحياة الدهر الاتى ..اما الغير مؤمنين ابناء العالم مرى النفس الهالكين فى خطاياهم اليائسين الذين ليس لهم رجاء القيامة فى المسيح فاعطوهم خمرا لان ليس فيهم رجاء الملوك والخمر هنا المقصود به هو ملذات العالم كما قال بولس الرسول …