يهوديات

أسبوع الآلام ما بين آدم والمسيح

أسبوع الآلام ما بين آدم والمسيح

أسبوع الآلام ما بين آدم والمسيح

أسبوع الآلام ما بين آدم والمسيح
أسبوع الآلام ما بين آدم والمسيح
 

– أحد السعف-

 
في خلق آدم قيل بالوحي
تك 2: 15 ” وَأَخَذَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَهَا وَيَحْفَظَهَا “
 
✤ كثير من المفسرين قالوا أن الله قد خلق آدم من تراب خارج جنة عدن ، وأن إدخال آدم الى الجنة بواسطة الله تم بعدها مباشرة (راجع تك 2: 7، 15). دخول آدم الى الجنة لم يكن دخولا عادياً وإنما دخولاً مُلكياً -كما ورد في مدراش رباه للتكوين (15: 4)- فهو دخل الى جنة عدن كملك لكي يملك عليها ويتسلط على كل ما فيها من بهائم وطيور واسماك بحسب وصية الله (تك 1: 26).
تلك الصورة تعيد لذهننا صورة المسيح –مُصحح عمل آدم- الذي وُلِد خارج اورشليم وبترتيب إلهي وفي يوم أحد السعف (10 من نيسان) دخل الى اورشليم (بيت اليهود الكبير) . وفي هذا اليوم دخل كملك عظيم ليملك عليها -روحياً- مثلما تنبأ زكريا النبي قبلها بقرون عديدة (زكريا 9: 9) “هوذا ملكك يأتي اليكِ”.✤ من جهة أُخرى فبالرغم من أن آدم ليس أول مخلوقات الله فهو قد خُلِق أخيرا في آخر أيام الخلق (اليوم السادس) ، ومع هذا قد نال سلطانا على كل المخلوقات الأُخرى. ولماذا!؟ – لأن آدم أسمى من كل تلك المخلوقات فهو كان مُستقبلا لروح الله بداخله (تك 2: 7).
وبالرغم من ان المسيح جاء بعد آلاف السنين من عمر البشرية ووصف الأنبياء وقته بـ”آخر الايام” ، إلا أنه بحق هو فقط من لديه السلطان على الجميع ولماذا!؟ -لأن المسيح أسمى من الكل فمن جهة ناسوته فهو ليس كآدم و كباقي البشر مُستقبلين لروح الله ، وإنما هو واهبه ومُعطيه (يو 15: 26). أما من جهة لاهوته فهو الله -مُتجسدا- هو خالق الانسان وهو له السلطان عليه مثلما للانسان على الحيوان.

✤ الهدف من دخول آدم الجنة كان أن يعمل بها ويحافظ عليها (تك 2: 15)
وكذلك كان الهدف من دخول المسيح الى اورشليم كان ان يعمل بها عمله الفدائي ليحفظ البشرية.

يو 17: 12 “حِينَ كُنْتُ مَعَهُمْ فِي الْعَالَمِ كُنْتُ أَحْفَظُهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي حَفِظْتُهُمْ، وَلَمْ يَهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ ابْنُ الْهَلاَكِ”

 

☜ في هذا اليوم المُبارك نرى المسيح هو آدم الثاني.

 
 
 

-اثنين الهيكل-

تك 2: 17 ” وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ “

✤ آدم هو الانسان الأول وحيث انه نال روح الله القدوس بداخله ، فهو بهذا يُعتبر أول هيكل لله في العالم ، لأن الرسول بولس أخبرنا أن الانسان الذي بداخله روح الله هو بمثابة هيكل إلهي (1كو 3: 16-17) .
كانت الوصية لآدم هي أن لا يأكل من شجرة معرفة الخير والشر ، وهي وصية بسيطة وسهلة ، ومع هذا لم يستطيع آدم ان يحفظها وبالفعل أكل من الشجرة وبدخول الثمرة الى فمه والى داخل جسده هو بذلك قد نجس هيكل الله إذ أدخل جسم مُحرم وممنوع اليه.

✤ وفيما سقط آدم قد ارتفع المسيح . ففي يوم الأثنين دخل المسيح الى هيكل الله ليُطهره ، فطرد كل ما هو غريب عن الهيكل ، قَلَبَ موائد الصيارفة واقفاص الحمام وطرد التجار . بهذا العمل طهر المسيح الهيكل مما ادخله فيه بني آدم . وكأن المسيح بهذا العمل يُعلن انه مُصحِح عمل آدم ، إن كانت خطية آدم هي تنجيس هيكل الله ، فأول ما فعله المسيح في اليوم التالي لدخوله اورشليم كان تطهير هيكل الله. فالمسيح طهر الهيكل الذي افسده آدم بخطيته وافسدناه نحن ومازلنا نفسده أيضاً بآثامنا.

1كو 3: 16-17 ” أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ، وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟ ، إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُفْسِدُ هَيْكَلَ اللهِ فَسَيُفْسِدُهُ اللهُ، لأَنَّ هَيْكَلَ اللهِ مُقَدَّسٌ الَّذِي أَنْتُمْ هُوَ “

☜ في هذا اليوم المُبارك نرى المسيح البار مُحاربا للخطية الاولى.

 
 
 

– ثلاثاء التينة –

تك 3: 7 ” فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ. فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ “

✤ عندما خطأ آدم مباشرة خاط لنفسه ورق شجرة التين ليستتر بها مغطياً عورته. وهذا لم يكن تصرفا سليماً. إن كانت خطية الأكل من الشجرة المحرمة هي الخطية الأولى ، فإن الاستتار بورق التين هو بمثابة الخطية الثانية . لأن آدم ظن أنه يستطيع ان يحجب الخطية عن الله بواسطة ورق التين. وهو ما اثبت الله نفسه أنه خاطئ إذ أنه أعطى لآدم وامرأته لباساً من جلد ليستترا به عوض عن ورق التين.

وفيما سقط آدم قد ارتفع المسيح . فبينما آدم لم يأكل من ثمر شجرة التينة وأكل من الشجرة المحرمة ، وهو فقط أستخدم ورق التينة ليستتر بها ، فإن المسيح وفي يوم الأثنين لعن شجرة التينة المورقة والخالية من الثمر، وفي الحال بدأت تيبس. وفي يوم التالي اندهش التلاميذ لما رأوه اذ ان الشجرة قد يبست بالكامل. في هذا اليوم أسس المسيح سر التوبة والإعتراف.

✤ المشكلة لم تكن في ان آدم حاول ان يستتر ، ولكن المشكلة هي في انه حاول ان يستتر بشكل خاطئ ، الأستتار من الخطية لا يكون بإنكارها كما فعل آدم فعندما ناداه الله ،فهو لم يعترف بخطيته (تك 3: 10) وعندما واجهه الله ألقى باللوم على امرأته (تك 3: 12). بينما الأستتار الحقيقي من الخطية يكون بالتوبة والإعتراف أولاً ثم بالذبيحة ثانياً (لاويين 4) . فخطية ادم أستلزمت موت حيوان برئ عنه وبدلاً منه لكي مايستتر آدم بشكل صحيح.

✤ في هذا اليوم احبائي يبست التينة من جراء لعن المسيح لها . وكأنه بهذا العمل يعلن أن السُترة تكون  بالتوبة والإعتراف ثم بالذبيحة ، فإن توبنا نحن وإعترفنا بخطايانا وقبلنا المسيح كونه الفادي ننال الغفران. فالله نفسه ستر خطايا العالم كله بالمسيح الذبيح البرئ ولم يتبقى لنا سوى العمل السهل وهو التوبة والإعتراف.

1يوحنا 1: 9 ” إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ.”

 

☜ في هذا اليوم المُبارك نرى المسيح البار مُحاربا للخطية الثانية.
في النصف الأول من الاربعة ايام التي كان المسيح فيها بأورشليم اظهر المسيح ذاته كونه البار مُحارب الخطية .
وفي النصف الثاني من الاربعة ايام اظهر المسيح ذاته كونه البار الذي سيحمل الخطية التي ليست له.

 
 
 

– أربعاء الإتفاق-

تك 3: 6 أ ” فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ، وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ، وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ “

✤ بينما كان آدم يسير في الجنة ويأكل من الثمار في سلام ،كانت حواء الزوجة تتناقش مع الحية التي أغرتها بأن تأكل من الشجرة وأقنعتها بأن الأكل من الشجرة ليس فيه هلاك وموت وإنما إنتصار وإستزادة . وهو ما جعل حواء تفكر بجدية في أن تأكل من تلك الشجرة ذات المظهر الجيد.

✤ وبينما كان المسيح يسير في أورشليم يصنع سلاما كان يهوذا التلميذ يتناقش مع كهنة ورؤساء اليهود ، قال لنا الوحي أنه إتفق على أن يسلم المسيح لهم ولكن لم يقل الوحي عن الحوار الذي دار بين يهوذا ورئيس الكهنة او فيما كان يُفكر فيه يهوذا. ولكن مع مزيد من التأمل نستنتج أن رئيس الكهنة قد اقنع يهوذا بإنه لو سلم المسيح لهم فهم لن يؤذوه او يميتوه وهو بالظبط ما اقنعت الحية به حواء . ولأن المقابل كان ان يأخذ يهوذا فضة ، فهو استزاغ الامر وبدأ يفكر في الأمر بجدية.

☜ في هذا اليوم نرى المسيح البار -آدم الثاني- الذي سيحمل الخطية التي ليست له.

 
 
 

– خميس العهد –

تك 3: 6 ” فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا..”

✤ بالرغم من بساطة تلك الآية إلا انها تحمل الكثير في داخلها من المعاني والتفاصيل . عاش آدم من قبل ان تُخلق حواء مدة لا نعلمها ربما تكون أيام وربما تكون سنين او قرون ، وفي تلك الفترة لم يفكر آدم مطلقا في ان يأكل من شجرة معرفة الخير والشر ،فهو كان بارا ويعيش حياة بر. ولكن عندما خُلِقت حواء وأغرتها الحية، فإنه بدافع حب آدم لها قد أخذ من يدها وأكل من ثمر الشجرة المُحرمة ، والموت كان نصيب من يأكل منها . وكأن آدم بدافع الحب قد أخذ الموت من يد حواء.

✤ تلك الصورة تعيد على ذهننا شخص المسيح الذي هو بلا خطية ولم يعرف خطية مُطلقا لم يكن مجرد شخص بار وانما كان هو شمس للبر كما قال ملاخي النبي (ملا 4: 2). ويا للعجب ، فبدافع الحب والعطف سمح المسيح ليهوذا بأن يُقبِّله وهو يعلم مُسبقا أن يهوذا قد جلب له الموت. وعلى مستوى أعلى نقول ان المسيح بدافع الحب أخذ من الكنيسة خطيتها وحملها في داخله ، فصار المسيح لعنة لأجلنا كما قال الرسول بولس. المسيح قد أخذ الموت المُستحق لنا ، فمات عنا ولأجلنا وكل هذا بدافع الحب.

غلاطية 3: 13 ” اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا “
افسس 5: 2 ” وَاسْلُكُوا فِي الْمَحَبَّةِ كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضًا وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا “

 

☜ في هذا اليوم نرى المسيح البار -آدم الثاني- الذي حمل الخطية التي ليست له.

 

 

– الجمعة العظيمة –

تك 3: 19 ” تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ..”

✤ الموت كان الأكبر والأعظم من بين كل نتائج دخول الخطية للعالم (تك 3). سبق وحذر الله بأن المعصية سينتج عنها الموت في نفس اليوم (تك 2: 17)، وهو ما تحقق فعلاً فمن جهة أولى فإن اللحظة التي أخطأ فيها بدأ جسده في إختبار شئ جديد وهو الفساد والإنحلال والذي هو المرحلة الأولى للموت. ومن جهة أخرى فإن آدم بدل من أن يستمر للأبد ،هو مات قبل أن يتم ألفيته الأولى (تك 5: 5)، بحسب الكتاب فإن اليوم الواحد في نظر الله كألف سنة في نظر البشر (مز 90: 4)، وبهذا يكون آدم قد مات في نفس يوم خطأه. بحسب الكتاب فإن آدم حمل الخطية والموت من يد امرأته بدافع الحب وهو يدرك نتيجة هذا جيداً (1تي 2: 14).

✤ هذا يذكرنا بالمسيح الذي في يوم الجمعة العظيمة أخذ الخطية من العالم (يو 1: 29) وحملها على نفسه بدافع حبه العطيم (افسس 5: 2) وهو كان يدرك أن الموت سيكون النتيجة لتلك الفعلة (مت 20: 18) وهذا لم يجعله يتردد في عمله (في 2: 8).

 

☜ في هذا اليوم نرى المسيح البار -آدم الثاني- الذي مات من أجلنا بدافع الحب العظيم.

 

– سبت النور-

مزمور 139: 1 ” إنما الظُّلْمَةُ تَغْشَانِي. (ישׁופני) ، فَاللَّيْلُ يُضِيءُ حَوْلِي (בעדני) “
 
✤ تلك الآية وردت في التفاسير اليهودية بشكل مثير ، فكلمة تغشاني جاءت في الاصل العبري (ישׁופני) وهي تحتمل أيضا معنى الطعن والقتل، كما أن كلمة حولي جاءت في الأصل العبري (בעדני) وهي أيضا تحمل معنى عدني اي جنة عدن خاصتي .
فلو أعدنا كتابة الآية بالمعنى الجديد تكون ” إنما الظلمة تطعنني ، فالليل يضئ بعدني ” على أساس هذا المعنى فسر اليهود تلك الآية وقالوا ان آدم كان يعيش في ضياء نور اليوم الأول (الذي هو أقوى سبعين مرة سبع مرات من ضوء اليوم الرابع أي الشمس) ومن شدة هذا النور لم يكن هناك ليل، وآدم لم يعرف قط الظلمة ، لكن حينما اخطأ اختفى نور اليوم الأول العجيب وسرعان ما أدرك آدم الظلمة لأول مرة في عمره كله ، فإرتعب بشدة وظن أن الظلمة هي كائن شرير يريد قتله! .
أختلف الربوات في تحديد الوقت الذي اخطأ فيه آدم وفي تحديد الموعد الذي انطفأ فيه العالم وإختفى فيه نور يوم الأول العجيب. ولكن أحد الآراء كان مثير للاهتمام ، فأحد الربوات (في مدراش رباه للتكوين) أعلن أن آدم اخطأ قبل يوم السبت ، ولكن إكراما للسبت فالله لم يخفي نور اليوم الأول في هذا اليوم وانما اليوم التالي للسبت مباشرةً وهو ما يوافق باكر الأحد ، وأن النور انطفأ من تلك اللحظة عن العالم ، والعالم ينتظر نور اليوم الأول الذي سيعيده الله للعالم وقت المسيح.✤ ويا للعجب ، فالمسيح مات على الصليب حاملا الخطية يوم الجمعة وفي وقت وجوده على الصليب اظلمت الشمس في مشهد عجيب استعجب له الرومان واليهود على حدا سواء ، وفي اليوم الثالث وبالتحديد باكر يوم الأحد قام المسيح من القبر بنور عظيم معلنا عن انتصاره على الموت. وفي كل عام وفي قبر المسيح المقدس يظهر نوراً عجيباً لا يضر علامة وشهادة ان يسوع هذا هو المسيح المُنتظر هو النور المخفي و المُنتظر للعالم.
 
يوحنا 8: 12 ” أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ “

أسبوع الآلام ما بين آدم والمسيح