يهوديات

ما بين الفصح الأول والأخير

ما بين الفصح الأول والأخير

ما بين الفصح الأول والأخير 

ما بين الفصح الأول والأخير
ما بين الفصح الأول والأخير
 
 
“يوم الأحد 10 نيسان”

أمر الله اليهود أن يجلبوا خروفاً يكون ذكراً صحيحاً إبن سنة واحدة ويُدخلوا هذا الخروف الى داخل بيتهم لتبدأ عمليه الفحص عن أي عيوب فيه . إن وُجِد الخروف سليماً فهو يبقى في البيت الى يوم الذبح ، ولو وُجِد فيه عيبا كان يجب أن يُخرجوه من البيت ويستبدلوه بآخر يكون بلا عيب.
عند دخول الخروف البيت ،إنقسم البيت اليهودي الى قسمين .

+القسم الأول وهم صغار البيت وهم حين رأوا الخروف داخلاً الى البيت كانوا يقفزون فرحاً ويجروا ناحية الخروف ليحضنوه ويُقبلوه فرحة منهم بهذا الكائن الجميل المُسالم الذي سيجلس معهم في البيت وربما يُبيتوه على سريرهم بجانبهم.

+القسم الثاني وهم كبار البيت الذين بمجرد دخول الخروف الى البيت كانوا يبدأون في عملية الفحص للبحث عن العيوب التي فيه ، هم لم يفرحوا بالخروف ولكن بالأحرى رأوا فيه البرئ الذي يجب أن يُقتل لكي ما يحتموا بدمه من الشر النازل على مصر. وفور تأكدهم من خلو الخروف من العيوب في خلال الأربع أيام إبتداءاً من يوم دخوله الى البيت يبدأوا في تجهيز مراسم الذبح.

هذا الحدث الذي حدث لأول مرة أثناء وجود اليهود في مصر وأمر الله بتكراره كل عام تذكاراً للخروج ، وما هي إلا صورة للعتيد أن يأتي

في نفس اليوم 10 نيسان من عام 30 ميلادياً
المسيح يسوع حمل الله كما أعلن المعمداني (يو 1: 29) دخل الى البيت الكبير لليهود (أورشليم) مدينة السلام . دخل المسيح البار الذي لم يعرف خطية ولم يعيبه شيئاً قط وعند دخوله إنقسم البيت الى قسمين

+القسم الأول وهم صغار البيت وبكلمة صغار لا أقصد الا اليهود البسطاء الذين لما رأوا يسوع داخلاً الى اورشليم جروا اليه ورموا السعف تحته وهم يصرخون “مبارك الآتي باسم الرب” (متى 21: 9).

+القسم الثاني وهم كبار البيت وبكلمة كبار لا أقصد الا معلمي الشعب ومدبريه من فريسيين وكتبة وصدوقين ، فبمجرد دخول المسيح الى البيت أخذوا يفحصوه متمنيين أن يجدوا فيه عيباً ويصطادوه بكلمة ، ولكن المسيح كان هو الخروف المثالي الذي اختاره الله بذاته (تك 22: 8) كما أعلن ابراهيم بروح النبوة . لم يكن فيه خطية وبينما هم يفحصونه ظهرت عيوبهم هم وخطاياهم. وأعلن قيافا رئيس كهنة اليهود نفسه ضمنياً بعدم وجود العيوب فيه (يو 11: 47-48).

وقال قيافا أنه لابد أن يموت حتى لا تهلك الأُمة كلها من شر الرومان (يو 11: 50)، كان يفكر بانه بهذا يحمي أُمة اسرائيل من خطر العصيان والهلاك من الرومان ولم يعلم ان ما فعله تسبب في ما هو أعظم بكثير. عندما لم يجد فيه كبار اليهود علة بدأوا يرسموا الخطط للإيقاع بالمسيح ليميتوه.

قال اشعياء النبي بروح النبوة حوالي 700 قبل الميلاد
اش 53: 7 “كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ.”

 
 
“يوم الجمعة 14 نيسان”

وهو اليوم الذي بحسب أمر الرب ، كان يجب ان يُخرِج فيه اليهود الخروف من الغرفة التي وضعوها له الى خارج البيت لكي يُذبح ، وبدم الخروف يُدهن ثلاث قوائم البيت. والنتيجة لهذا العمل كان الحماية . فعندما يعبر ملاك الموت ويرى الدم لا يُهلِك من في البيت. وحينما مرّ الوقت وحل الظلام بدأ الصراخ يتعالى . فمن ذبح الخروف من اسرائيل نجى ومن لم يُصدق ولم يفعل هلك ، وكانت المناحة عظيمة في أرض مصر حيث مات أغلبية أبكار المصريين لانهم لم يُصدِقوا ولم ينجوا منهم إلا من اتضع وصدّق أن في دم الخروف نجاة من موت قادم.

هذا الحدث الذي حدث لأول مرة أثناء وجود اليهود في مصر وأمر الله بتكراره كل عام تذكاراً للخروج ،ما هي إلا صورة للعتيد أن يأتي فما حدث وما أمر الله بحدوثه لم يكن إلا صورة للعتيد أن يأتي

 

في نفس اليوم 14 نيسان من عام 30 ميلادياً
أخرج اليهود المسيح الخروف الحقيقي خارج بيتهم أي أورشليم ليصلبوه ويميتوه ، ومات المسيح على الصليب خارج أورشليم ، وسال دمه الطاهر من على هذا الجبل ونزولا في إتجاه أبواب اورشليم . هذا الدم الطاهر الذي به الحماية لا من مجرد هلاك الجسد وإنما من هلاك الروح.

ونحن الآن في هذا الزمن ما بعد دم المسيح وسيأتي وقت يحل فيه ظلام العلام اذ سينتهي هذا اليوم الذي نعيش فيه وتبدأ الدينونة العظيمة وحينها سيكون البكاء وصرير الانسان نصيب كل من لم يصدق ولم يؤمن بدم المسيح الكفاري ، فمن لم يغتسل في دم المسيح سيهلك.

قال الرابي بولس الرسولي
1كو 5: 7 “لأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضًا الْمَسِيحَ قَدْ ذُبحَ لأَجْلِنَا.”

قال يوحنا التلميذ
يوحنا 3: 16 “لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.”

 

ما بين الفصح الأول والأخير