الرد على أحمد ديدات

هل عبد الرسل الرب يسوع المسيح؟ شاهد كيف يخدع أحمد ديدات المستمعين

هل عبد الرسل الرب يسوع المسيح؟ شاهد كيف يخدع أحمد ديدات المستمعين

هل عبد الرسل الرب يسوع المسيح؟ شاهد كيف يخدع أحمد ديدات المستمعين

هل عبد الرسل الرب يسوع المسيح؟ شاهد كيف يخدع أحمد ديدات المستمعين
هل عبد الرسل الرب يسوع المسيح؟ شاهد كيف يخدع أحمد ديدات المستمعين

لتحميل الموضوع كملف PDF

لقراءة الموضوع بتنسيق أفضل

فى احدى فيديوهات أحمد ديدات[1] تقدم شاب وسأله عن عبادة بطرس للمسيح بعد معجزة سير المسيح على الماء إذ أن الكتاب المقدس يذكر [والذين في السفينة جاءوا وسجدوا له قائلين بالحقيقة انت ابن الله] (متى 14: 33) ويجب التنويه هنا أن الكلمة في اللغة الإنجليزية worshiped him وهي تحمل معنى السجود والعبادة في اللغة العربية، فما كان من ديدات –كعادته- إلا أن يتكلم فيما لا يعلم، وسنطرح النقاط التي تكلم فيها ديدات مع الرد عليها على جزأين، سنناقش الآن بعض أفكاره في هذا الفيديو وفي المرة التالية سنناقش البعض الآخر لكي لا نطيل على حضراتكم، وما سنناقشه هو:

  1. هذا النوع من السجود ليس سجود عبادة، بل هو سجود توقير وإحترام ليس إلا، كما يقول الرجل لخطيبته “أني أعبدك” فليس هذا معناه أنه يعبدها كالله بل أنه فقط يحبها جداً.
  2. هل عبد الرُسُل حقاً يسوع؟! يقول ديدات أننا لا نجد أين عبد التلاميذ يسوع!

 

وسنرد على كلام الشيخ ديدات في نقاط مختصرة سريعة، وهي:

  • هل تعني الكلمة اليونانية في بشارة القديس متى مجرد “توقير مجتمعي” وليس عبادة لله كما يقدمها الإنسان لله؟
  • السياق، إلى ماذا يشير السياق؟ هل إلى مجرد التوقير أم العبادة المقدمة لإله حقيقي؟!
  • هل عبد التلاميذ حقاً يسوع المسيح؟

 

أولا: هل تعني الكلمة اليونانية في بشارة القديس متَّى مجرد “توقير مجتمعي” وليس عبادة لله كما يقدمها الإنسان لله؟

كما يعرف كل من يدرس العهد الجديد أنه كُتب أصلاً باللُغة اليونانية، فعندما نريد دراسته دراسة صحيحة دقيقة ويكون الأمر متعلقاً بدراسة النصوص أو كلماته فمن اللازم الرجوع إلى الكلمة اليونانية لدراستها، فهي لغة العهد الجديد الأصلية، وليست العربية أو الإنجليزية أو غيرهما، فهل رأينا ديدات يعود للكلمة بلغتها الأصلية (اليونانية) ليعرف معناها؟ الحقيقة أنه لم يرجع للكلمة، وتكلم عن الكلمة بإندفاع شخصي عاطفي ليس نابعاً عن دراسة بل عن تكذيب دون دليل، ونود أن نقول أننا نعرف أن هناك أنواع أخرى للسجود، ومنهم ما قصده الشيخ ديدات، مثل سجود العبادة والإكرام، لكن اللفظة اليونانية التي إستخدمها القديس متى تستخدم للسجود والعبادة المقدمين للإله، ولهذا سنتعرض للفظة اليونانية نفسها في المعاجم اللغوية وفي نصوص الكتاب المقدس، نقول هذا لكي لا يخرج علينا أحد وينقل إلينا ان فلاناً سجد لفلان، فهذا ليس بخافٍ علينا، ولكنه لا علاقة له بما نقصده الآن بموقف محدد وكلمة يونانية محددة سنشرع في شرحها.

يقول النص اليوناني:

33 οἱ δὲ ἐν τῷ πλοίῳ προσεκύνησαν αὐτῷ λέγοντες· ἀληθῶς θεοῦ υἱὸς εἶ.

 

والكلمة اليونانية محل البحث هي كلمة προσεκύνησαν وهي المترجمة إلى worshiped في الإنجليزية وإلى سجدوا في العربية، فماذا تقول معاجم اللغة اليونانية عنها؟!

A Concise Greek-English Dictionary of the New Testament:

προσκυνέω worship; fall down and worship, kneel, bow low, fall at another’s feet[2]

Greek-English Lexicon of the New Testament:

προσκυνέωa: to express by attitude and possibly by position one’s allegiance to and regard for deity—‘to prostrate oneself in wo
rship, to bow down and worship, to worship.’[3]

 

Complete Expository Dictionary of Old & New Testament Words:

[4686] προσκυνέω proskyneō 60x or homage by kissing the hand; in NT to do reverence or homage by prostration, Mt 2:2, 8, 11; 20:20; Lk 4:7; 24:52; to pay divine homage, worship, adore, Mt 4:10; Jn 4:20, 21; Heb 1:6; to bow one’s self in adoration, Heb 11:21 [4352] See fall down before; worship.[4]

The Lexham Analytical Lexicon to the Greek New Testament:

προσκυνέω (proskyneō), worship; to prostrate. Cognate word: προσκυνητής[5]

 

ومن هذه المعاجم الخاصة باللغة اليونانية نعرف أن معنى الكلمة ليس كما إدعى الشيخ ديدات عن جهل أنها مجرد توقير عادي لا يوجد فيه أي عبادة أو مظهر من مظاهر الألوهية، بل نجد أن معاجم اللغة تخالفه، كما رأينا، وتثبت أن هذه الكلمة تستخدم للعبادة والسجود عند القدمين وليس مجرد إنحناء توقير كما يقول ديدات، والآن نريد أن نعرف، هل كان ديدات يعرف هذا ويدلس على المستمعين أم أنه كان يجهل هذا؟ فإن كان يدلس، فكيف يصدقه إخوتنا المسلمين؟ وإن كان جاهلاً فكيف يسمح لنفسه بأن يتلكم فيما ليس به علم بهذا الجهل الفج ويكون سبباً في إضلال مستمعيه ممن لن يراجعوا خلفه كلامه؟! على كلٍ لنرى ما هي الأخطاء الأخرى التي سقط فيها ديدات كعادته.

إن الأهم من معنى الكلمة المعجمي هو كيفية إستخدام كتبة العهد الجديد لها، فعن طريق إستقصاء كيفية إستخدامهم لها نعرف ماذا كانوا يقصدون وماذا كانت تعني الكلمة في عصرهم وفي ماذا كانت تستخدم، ولهذا سنضع عدة إقتباسات لنصوص من العهد الجديد ونميز الكلمة اليونانية بها ونعلق عليها.

Joh 4:20 آباؤنا سجدوا (προσεκύνησαν) في هذا الجبل وأنتم تقولون إن في أورشليم الموضع الذي ينبغي أن يسجد فيه».

التعليق: هل كان السامريون واليهود يسجدون ويعبدون يهوه إلههم كما يقول الرجل لخطيبته “أني أعبدك” وهل كانوا ينحنون له مجرد إنحناء للتوقير والعبادة كما يقول ديدات؟!

Rev 14:7 قائلا بصوت عظيم: «خافوا الله وأعطوه مجدا، لأنه قد جاءت ساعة دينونته. واسجدوا (προσεκύνησαν) لصانع السماء والأرض والبحر وينابيع المياه».

التعليق: ها هو النص يتكلم عن “الله” ويقول أن السجود لصانع السماء والأرض والبحر وينابيع المياه، فهل هذا السجود وهذه العبادة المقدمة لصانع السماء والأرض والبحر مجرد توقير مجتمعي كما يقول ديدات؟ أليس واضحاً للأعمى فضلا عن البصير أن هذه الكلمة اليونانية تستخدم للعبادة الحقة والسجود الحق لله؟

Rev 5:14 وكانت الحيوانات الأربعة تقول: «آمين». والشيوخ الأربعة والعشرون خروا وسجدوا (προσεκύνησαν) للحي إلى أبد الآبدين.

التعليق: هل خر الأربعة والعشرون شيخا وسجدوا للحي إلى أبد الآبدين سجود شكلي للتوقير المجتمعي وليس للعبادة الحقيقية المقدمة لله الحقيقي كما يقول ديدات؟!

Rev 7:11 وجميع الملائكة كانوا واقفين حول العرش والشيوخ والحيوانات الأربعة، وخروا أمام العرش على وجوههم وسجدوا (προσεκύνησαν) لله.

التعليق: نلاحظ هنا أن الكلمة اليونانية المترجمة عربياً “سجدوا” إرتبط بها أنهم خروا أمام العرش على وجوههم، وهو ما كان ينفيه ديدات حيث كان يوحي للسامعين أن هذا السجود ليس معناه أن تنزل إلى الأرض كسجود المسلمين مثلاً (على حد قول ديدات نفسه) ولكن هنا نرى الكلمة اليونانية هي نفسها المستخدمة في النص الخاص بالقديس بطرس والسيد المسيح، وهنا نرى الشيوخ خروا على وجوههم أمام العرش وسجدوا لله، فهل سجدوا أيضاً وعبدوا الله كعبادة الرجل إلى “خطيبته” على حد وصف ديدات؟ أو هل كان مجرد إحترام توقير مجتمعي؟! هل يقول بهذا عاقل؟!

Rev 11:16 والأربعة والعشرون شيخا الجالسون أمام الله على عروشهم خروا على وجوههم وسجدوا (προσεκύνησαν) لله.

التعليق: ها نحن نرى مرة أخرى أن الشيوخ خروا على وجوهم وسجدوا لله، فحسب منطق ديدات أن كل هذا السجود كان للتوقير وليس للعبادة الحقة المقدمة لله!

Joh 12:20 وكان أناس يونانيون من الذين صعدوا ليسجدوا (προσεκύνησαν) في العيد.

التعليق: وهنا يكون سؤالنا، هل كان اليهود يسجدوا (يعبدوا) في العيد يهوه لمجرد التوقير المجتمعي؟! لماذا يستغفل من يسمعونه؟

Mat 4:10 حينئذ قال له يسوع: «اذهب يا شيطان! لأنه مكتوب: للرب إلهك تسجد (προσεκύνησαν) وإياه وحده تعبد».

التعليق: هل هذا السجود الذي المقدم ليهوه والذي يحتج به المسيح على الشيطان هو أيضاً سجود توقير وإحترام فقط كما ينحني المرء لغيره تقديراً له كما يريد ديدات أن يضللنا؟! أليست هذه الكلمة نفسها المستخدمة عندما سجد بطرس الرسول للمسيح؟! لما

Joh 4:21 قال لها يسوع: «يا امرأة صدقيني أنه تأتي ساعة لا في هذا الجبل ولا في أورشليم تسجدون (προσεκύνησαν) للآب.

التعليق: هل كان السامريون يسجدون للآب ويعبدونه كما يقول الرجل لخطيبته “أني أعبدك” أو كما يقال “هذا عبد للمال”، “هذا عبد للسلطة”؟ هل هذا هو نوع العبادة المذكور في هذا النص؟! لماذا يتكلم ديدات دون أن يدرس؟!

Rev 4:10 يخر الأربعة والعشرون شيخا قدام الجالس على العرش، ويسجدون (προσεκύνησαν) للحي إلى أبد الآبدين، ويطرحون أكاليلهم أمام العرش قائلين:

Rev 4:11 «أنت مستحق أيها الرب أن تأخذ المجد والكرامة والقدرة، لأنك أنت خلقت كل الأشياء، وهي بإرادتك كائنة وخلقت».

التعليق: ها هم الشيوخ يسجدون مرة أخرى للرب صاحب المجد والكرامة والقدرة خالق كل الأشياء والتي هي بإرادته كائنة، فهل كان سجودهم أيضاً سجود توقير؟ أم سيكيل ديدات بمكيالين ويقول إن هنا السجود للعبادة الحقيقية ولكن مع المسيح السجود للتوقير بغير دليل إلا أنه يتبع هواه؟ كيف لشخص بهذا المستوى العلمي فضلا عن الإدراكي وبهذه الثقافة أن يحكم بلا دليل لمجرد أنه لا يريد أن يكون المسيح هو الله؟! أين التجرد من الهوى؟

Joh 4:24 الله روح. والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا».

التعليق: هل الذين يسجدون لله هنا بالروح والحق سيسجدون له تكريماً ليس فيه عبادة حقيقية لله؟!

بل أن الأمر لم يقف عند هذا الحد، فبطرس عندما إستقبله كرنيليوس وسجد واقعاً على قديمه، إنتهره وأقامه على الفور وقال له “أنا أيضا إنسان” (أعمال 10: 25، 26)، والقديس بطرس الذي قال هذا لكنيليوس هو نفسه الذي سجد للمسيح ولم ينتهره المسيح، بل وحتى الملاك في سفر الرؤيا قد إنتهر يوحنا الرسول في رؤياه بالروح ومنعه أن يسجد، ثم يخرج علينا ديدات ليقول أن هذا السجود كان سجودا تشريفياً وان هذه العبادة هي عبادة توقيرية وليست عبادة لإله حقيقي! وكل هذا إنما هو لأجل عقيدته المسبقة التي يسقطها على النصوص والكلمات دون دليل، فهل هذا بحث علمي، وهل مازلتم تثقون في علم وحيادية هذا الشخص؟!

 

ثانياً: السياق، إلى ماذا يشير السياق؟ هل إلى مجرد التوقير أم العبادة المقدمة لإله حقيقي؟!

إذا تأملنا سياق النصوص التي ورد فيها سجود بطرس للمسيح كسجود عبادة، سنجد أن هذا تم بعد معجزة المسيح بسيره على الماء، فبعد أن دعا المسيح بطرس للسير على الماء، وبعد أن مشى بطرس ثم شك وسقط فلامه السيد المسيح أنه شك، دخل المسيح إلى السفينة فسكنت الريح بعد أن كانت هائجة، ثم جاء التلاميذ إليه وسجدوا، وعلى الرغم من الذي قدمناه في الحجة اللغوية وحجة إستخدام الكلمة في العهد الجديد، إلا أن سياق النصوص أيضا هنا يؤكد ذات النتيجة، فالنص لم يترك فرصة لديدات كي يخترع من نفسه، بل أن هذا الفعل السجودي وهذا اللفظ قد صاحبهما إعترافاً بالمسيح بأنه “إبن الله”، وهذا يدل عن سبب سجودهم له وتقديم العبادة وليس كما إدعى ديدات، ونستطيع أن نقرأ بعض مما قاله الدارسون هنا للتأكيد على ما قيل.

يقول باركلي نيومان:

Certainly in this verse, with the following affirmation by the disciples about Jesus, worshiped means more than just honored.[6]

 

فحسب السياق فإنه من الواضح أنها أكثر من مجرد عُرف مجتمع] لأن قُراء بشارة القديس متَّى يرون في لقب “ابن الله” علاقة يسوع الفريدة بالله، وبلا شك كان القديس متَّى يقصد هذا في السياق الأصلي وإستخدام نفس الكلمة في الأصحاح 27 يمثل أكثر من أنه رد فعل طبيعي لقوة فائقة.

 

ويقول ر. ت. فرانس:

For worship, see on 2:2; in this context it is clearly more than social convention. While Matthew’s readers would have seen in the phrase Son of God a statement of Jesus’ unique relationship
with God (as no doubt Matthew intended them to), in the original context, as in the use of the same words in 27:54, it represents more the instinctive reaction to a display of supernatural power[7]

هنا متى لما ذكر اعتراف التلاميذ له “بالحقيقة أن إبن الله” أي قاريء مؤمن لهذا الكلام سيفهم اعتراض من التلاميذ ببنوة المسيح الفريدة لله وسجودهم أمامه هو أكثر من مُجرد عُرف مجتمعي لأنه مقترن بإعتراف إيماني بشخص فائق القوة.

وهذا الفعل الذي قام به المسيح له دلالة في الفكر اليهودي، حيث أن اليهودي يعرف أن هذا منسوب ليهوه في العهد القديم حيث جاء في (أيوب 9: 8) “الباسط السموات وحده والماشي على اعالي البحر” وأيضاً ما جاء في المزمور (77: 19) “‎في البحر طريقك وسبلك في المياه الكثيرة وآثارك لم تعرف‎” وفي (حبقوق 3: 15) “سلكت البحر بخيلك كوم المياه الكثيرة”، لذا فالشخص اليهودي لدية ثقافة كتابية أصيلة عن هذا الفعل، وكان التلاميذ يهوداً في الأصل ولهذا قد كانت لديهم هذه الثقافة اليهودية المعروفة لدى اليهود، هذا إن أضفناه إلى سكوت الريح للتو عندما دخل المسيح إلى القارب، وقدرة المسيح أن يعطي لبطرس أن يمشي على الماء، بالإضافة إلى الكلمة اليونانية في معناها وفي إستخادمها في العهد الجديد، نعرف أن التلاميذ قد عبدوا الرب يسوع المسيح وسجدوا له سجود عبادة وليس سجود توقير وإحترام فقط كما يحاول ديدات أن يخدع مسمتعيه.

ولهذا يقول كريج بلومبيرج إن مشهد العاصفة وتوقير التلاميذ وفِهم يسوع وصل لنقطة أعلى جديدة. يسوع “ابن الله الفريد” مارس الصلاحيات المحفوظة فى العهد القديم ليهوه نفسه[8].

لذا، فما قاله ديدات لا يصلح ككلام علمي ولا كلام له بعض من الأسانيد العقلية أو الكتابية أو الثقافية، لكن، هل راجع أحد ديدات في هذا الكلام الذي خدع به آلاف على مر السنين أم أنه “أسد الدعوة عن طريق الكذب”؟

 

ثالثاً: هل عبد الرسل حقاً يسوع المسيح؟

إذا وضعنا كل ما قلناه جانباً، فهل نجد في العهد الجديد دلائل حرفية واضح بادة الرب يسوع المسيح؟ أثناء حديث ديدات قال ما معناه أن بطرس هو كبير الحواريين فلو كان عبد يسوع لكان كل الحواريين عبدوه أيضاً فهل نجد ذلك في العهد الجديد؟! إن العهد الجديد لم يترك لهذا السؤال إجابتان، بل أننا –وفقا للأدلة- نجد أن الجواب الأوحد هو: نعم، لقد ترك العهد الجديد أدلة واضحة جداً فبعد قيامة الرب يسوع قدموا له العبادة الواجبة لله فنقرأ في نهاية إنجيل لوقا “فسجدوا (προσκυνήσαντες) له ورجعوا الى اورشليم بفرح عظيم” (لوقا 24: 52)، فها هم سجدوا له بعد صعوده، فكيف يوقرونه بعد صوده إن كان سجودهم له مجرد توقير كما يقول ديدات؟!

ولنمر سريعاً على بعض من النصوص الحرفية التي تثبت يقين الرسل بألوهية المسيح، فعلى سبيل المثال، في يوحنا 1: 18، يقرأ النص النقدي ” الإله الوحيد الذي هو في حضن الآب” بدلا من “الإبن الوحيد الذي هو في حضن الآب”، حيث جاء النص اليوناني النقدي μονογενὴς θεὸς، والتي تترجم إلى “الإله الوحيد”، أو “الله الإبن الوحيد” أو “الله المولود الوحيد” حيث قد إعتمدتها UBS4 و UBS5 وNA27 و NA28، فإن كان الإبن هو الإله الوحيد وذُكر عنه أنه “الله” صراحة، فكيف يقول ديدات ما قال؟، هذا بالإضافة إلى أعمال الرسل 20: 28، والتي قيل فيها “لترعوا كنيسة الله التي إقتناها بدمه“، فمع أن الله روح، وليس جسد، وهو بالطبع ليس له دم بحسب طبيعته اللاهوتية الروحية، إلا أن المقصود هو الله الإبن بحسب جسده، ومع ذلك قال عنه النص صراحة “الله“، ليس هذا فحسب، بل أيضاً يهوذا 5، فحسب النص النقدي لـ UBS5 و NA28، وحسب أدق وأقدم وأفضل الشواهد النصية فإن النص يقرأ “ان يسوع بعدما خلّص الشعب من ارض مصر اهلك ايضا الذين لم يؤمنوا” بدلا من “ان الرب بعدما خلّص الشعب من ارض مصر اهلك ايضا الذين لم يؤمنوا”، فمع أن يسوع هو إسم للإله المتجسد، إلا أنه، بسبب الإتحاد الفائق الوصف بين الطبيعتين، فيتم إستخدام لقب “إبن الله” الذي يدل حسب الظاهر على اللاهوت في الإشارة للأمور الناسوتية، ولقب “إبن الإنسان” الذي يدل حسب الظاهر على الناسوت، في الإشارة للأمور اللاهوتية، وهنا أيضاً، يقول النص “يسوع” والمقصود في النص هو زمن العهد القديم، أي المقصود هو إله العهد القديم، يهوه، أي أن يسوع هو يهوه، وبسبب الإتحاد الفائق قال النص “يسوع” ولم يقل “الإبن” ليؤكد على إتحاد الطبيعتين، وأيضاً ذات الفكرة نجدها في نصوص أخرى في العهد الجديد، ففي رسالة كورنثوس 10: 4، 5، 9 “4 وجميعهم شربوا شرابا واحدا روحيا. لانهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم والصخرة كانت المسيح 5 لكن باكثرهم لم يسرّ الله لانهم طرحوا في القفر … 9 ولا نجرب المسيح كما جرب ايضا اناس منهم فاهلكتهم الحيّات” (راجع: العدد 21: 5؛ الخروج 17: 2، 5؛ المزامير 78: 18)، فالنص يقول صراحة بأن الصخرة كانت المسيح، وهذا النص يتكلم عن قصة خروج بني إسرائيل من أرض مصر،

ويقول أيضاً، أن “الله” لم يسر بهم، وأنهم جربوا المسيح، ويقول أننا لا نجرب المسيح كما جرب أيضاً أناس منهم، فكيف كان المسيح هو إله العهد القديم (يهوه)؟ وكيف جربوا المسيح هؤلاء الذين كانوا في العهد القديم؟ وكيف يقول العهد الجديد عليه أنه “الله“؟ كل هذه الأسئلة جوابها سهل وبسيط، فعن طريق الإتحاد الفائق بين الطبيعتين، فالوصف جاء للإله المتجسد بحسب لاهوته أنه هو ذات اللاهوت الذي كان في العهد القديم، وأيضاً في الرسالة إلى العبرانيين 11: 26 يقول النص عن موسى النبي “حاسبا عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر لأنه كان ينظر الى المجازاة”، والسؤال هنا، كيف يحسب موسى عار المسيح غنى، مع ان موسى قبل المسيح بحسب الجسد؟ هذا بالطبع يدل على وجود لاهوت المسيح قبل موسى وقبل كل ما كان، لأن به “كان” كل شيء، فهذا كله يوضح أن العهد الجديد الذي كتبه رُسل المسيح، يعلن بنصوص صريحة أن المسيح هو يهوه، الرب، الله، وكائن قبل كل شيء.

ولكن كيف كان ينظر المسيحيون إلى المسيح في عباداتهم الليتورجية؟

نقرا فى رسالة فيليبى، “لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الارض ومن تحت الأرض (فيلبي 2: 10) ، فقد أصبح موضوع العبادة كله هو “يسوع” فيقول البرت نيدا أن معنى أن ليسوع يعطى الاكرام الذى يعطى لله وحده لأنه يحمل الاسم المكرم فوق كل إسم، ويكمل ويقول أن هذه العبارة تجعل بوضوح أن يسوع هو موضوع العبادة المباشر[9]، وبعدما ناقش جيرالد الموضوع باستفاضة بالمقارنة بين ما ورد عن يهوه في العهد القديم وهذه العبارة وجد انه من الضروري أن تفهم أن الكاتب هنا قصدَ أن العبادة توجه إلى يسوع بكونه الرب وليس من خلال يسوع لله[10]، ولم تكن وحدها الكنيسة الأولى هي التي قدمت العبادة اللائقة ليهوه، للمسيح بل أن كتابات العهد الجديد أظهرت لنا أن السمائيين أيضاً يعبدون المسيح، فنقرأ في رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين “وايضا متى ادخل البكر الى العالم يقول ولتسجد له كل ملائكة الله”(عبرانيين 1: 6) ، حيث يقول وليم لان، أن الدعوة موجهه –في السياق الأصلي- لعبادة الله ولكن كاتب العبرانيين فَهِم النص أنها نبوة تخص الابن في مجده، وأنه بسبب رِفعة الإبن الفائقة أُمرت الملائكة بعبادته[11] فهنا بلا شك أن كاتب العبرانيين قدَّم لنا أن الإبن أيضا معبود من ملائكة الله بنفس العبادة الموجهة لله نفسه، وهذا عينه ما قاله هارولد، في أن كاتب العبرانيين قد أخذ نص كتابي من كل من التثنية والمزامير اللذان كانا يشكلان دعوة لعبادة الله من قبل الملائكة وفسرها خريستولوجياً بإطلاق هذه الدعوة التي كانت لعبادة الله انها لعبادة المسيح[12]

وبهذا نكون قد أثبتنا ان الكنيسة الأولى كان الرب يسوع بالنسبة لهم هو موضوع العبادة بكونه الرب، وأن التلاميذ سجدوا للمسيح بنفس الإكرام الموجة لإله إسرائيل (يهوه) وأن كتابات العهد الجديد قدَّمت يسوع كمعبود من قِبل السمائيين بنفس العبادة المقدمة لله.

وليست وحدها كتابات العهد الجديد والليتورجيات المسجلة له كشفت أكاذيب أحمد ديدات ولكن التاريخ نفسه قد سَجَّل أن موضوع العبادة بالنسبة للمسيحين الأوائل كانت عبادة المسيح كإله حقيقي، فيقول بليني الصغير Pliny the Younger: إنهم (أي: المسيحين) كان لهم عادة أن يجتمعوا في يوم محدد قبل ظهور النور حيث كانوا يرنمون ترانيم للمسيح بالتبادل كما لإله. [13]

وهذ الشهادة التاريخية العملية التي تأتي لنا عن عادة المسيحين في اوائل القرن الثاني تدحض أكاذيب أحمد ديدات بشأن عبادة المسيح كإله حقيقي من قِبَل المسيحين الأوائل. حتى أن جاري هابرماس ذكر أن أو حقيقة تأتي لنا من خلال الحقائق التي ذكرها بليني الصغير أن المسيحيين الأوائل كانوا يعبدون المسيح كإله (لاهوت).[14]

وفي نهاية مقالنا الثاني، نسأل الأحبة المسلمين، أين شيخكم من العلم؟ أين شيخكم من المنهجية والتجرد؟ وأين شيخكم من الصدق؟ والسؤال الأهم، لماذا يفعل كل هذا ويخدعكم؟ وكيف تصدقونه وتثقون في علمه وفي نزاهته؟! هل من يرتبك هذه الجهالات المركبة يكون “أسد الدعوة”؟ وهل تكون الدعوة عن جهل وبالكذب؟!

[1] https://www.youtube.com/watch?v=AKwGKbtbPLM

[2]Barclay Moon Newman, A Concise Greek-English Dictionary of the New Testament. (Stuttgart, Germany: Deutsche Bibelgesellschaft; United Bible Societies, 1993), 154.

[3]Johannes P. Louw and Eugene Albert Nida, Greek-English Lexicon of the New Testament: Based on Semantic Domains, electronic ed. of the 2nd edition. (New York: United Bible Societies, 1996), 1:539.

[4]William D. Mounce, Mounce’s Complete Expository Dictionary of Old & New Testament Words (Grand Rapids, MI: Zondervan, 2006), 1258.

[5]Logos Bible Software, The Lexham Analytical Lexicon to the Greek New Testament (Logos Bible Software, 2011; 2011).

[6]Barclay Moon Newman and Philip C. Stine, A Handbook on the Gospel of Matthew, Originally Published: A Translator’s Handbook on the Gospel of Matthew, c1988., UBS helps for translators; UBS handbook series (New York: United Bible Societies, 1992), 472.

[7]R. T. France, vol. 1, Matthew: An Introduction and Commentary, Tyndale New Testament Commentaries (Nottingham, England: Inter-Varsity Press, 1985), 243.

[8]Craig Blomberg, vol. 22, Matthew, electronic ed., Logos Library System; The New American Commentary (Nashville: Broadman & Holman Publishers, 2001, c1992), 236.

[9] I-Jin Loh and Eugene Albert Nida, A Handbook on Paul’s Letter to the Philippians, Originally Published: A Translators Handbook on Paul’s Letter to the Philippians, c1977., UBS Helps for translators; UBS handbook series (New York: United Bible Societies, 1995], c1977), 63.

[10] Gerald F. Hawthorne, vol. 43, Word Biblical Commentary: Philippians, Word Biblical Commentary (Dallas: Word, Incorporated, 2004), 127.

[11] William L. Lane, vol. 47A, Word Biblical Commentary: Hebrews 1-8, Word Biblical Commentary (Dallas: Word, Incorporated, 2002), 28.

[12] Harold W. Attridge and Helmut Koester, The Epistle to the Hebrews: A Commentary on the Epistle to the Hebrews, Spine Title: Hebrews., Hermeneia–a critical and historical commentary on the Bible (Philadelphia: Fortress Press, 1989), 57.

[13] Pliny, Letters, transl. by William Melmoth, rev. by W.M.L. Hutchinson (Cambridge: Harvard Univ. Press, 1935), vol. II, X:96.: They (the Christians) were in the habit of meeting on a certain fixed day before it was light, when they sang in alternate verses a hymn to Christ, as to a god .

[14]Gary R. Habermas, The Historical Jesus: Ancient Evidence for the Life of Christ, Rev. Ed. of: Ancient Evidence for the Life of Jesus. (Joplin, MO: College Press Publishing Company, 1996), 199.

هل عبد الرسل الرب يسوع المسيح؟ شاهد كيف يخدع أحمد ديدات المستمعين