الرد على محمود داود

يوميات إرهابي هارب 26 لقب “الرب” هل يعني “الله”؟ وكيف نرد على المعترض؟

يوميات إرهابي هارب 26 لقب “الرب” هل يعني “الله”؟ وكيف نرد على المعترض؟

يوميات إرهابي هارب 26 لقب “الرب” هل يعني “الله”؟ وكيف نرد على المعترض؟

يوميات إرهابي هارب 26 لقب "الرب" هل يعني "الله"؟ وكيف نرد على المعترض؟
يوميات إرهابي هارب 26 لقب “الرب” هل يعني “الله”؟ وكيف نرد على المعترض؟

 

بعد هذا، ومن هنا، سيبدأ ميمو طوال محاضراته القادمة، في التخصص، فيبدأ في إنتقاد شواهد ألوهية المسيح، وأول ما سينتقد هنا هو دلالة الألفاظ: ربي، ربنا، الرب، على السيد المسيح له كل المجد، فمثلاً، ينتقد لفظ “الرب” في كونه له دلالة لاهوتية للمسيح فيبدأ في إيراد النص: والله قد اقام الرب وسيقيمنا نحن ايضا بقوته. (1كو 6: 14)، فيقول منتقداً للفظ “الرب” هل يستقيم النص لو قلنا: الله قد أقام الله؟ على إعتبار أن “الرب” تعني “الله”، ومعنى أن النص يقول، أن الله قد أقام “الرب”، فهذا يدل على أن الرب قد مات، والله لا يموت، إذن، لفظ “الرب” لا يعني “الله”!، هكذا قال، وهكذا هو مستوى منطقه، ودعونا نبدأ في الرد..

أولاً: يمكن جداً، ويستقيم النص عقلاً ولاهوتياً، لو كان يقول “الله قد أقام الله”، كيف هذا؟ على إعتبار أن الله الذي مات قد مات بحسب الناسوت، أي مات بحسب ناسوته المتحد بلاهوته، فلأن اللاهوت لا يمكن أن يموت وليس من خواصه الموت ولا من طبيعته، ولكنه من طبيعة الناسوت، وبما أنه بعد الإتحاد لا يوجد أي فصل بين الطبيعتين، فيمكن بفعل هذا الإتحاد أن نقول أن الله (اللاهوت) قد أقام الله (الذي مات بحسب ناسوته) كما أفضنا في الشرح سابقاً بالأمثلة، أو أن الله الآب قد أقام الله الإبن الذي بحسب جسده الذي وحده مع لاهوته قد مات، والكتاب المقدس نفسه يخبرنا بهذا، ففي النص الذي ذكرناه سابقاً، أعمال الرسل 20: 28، يقول النص: ‎احترزوا اذا لانفسكم ولجميع الرعية التي اقامكم الروح القدس فيها اساقفة لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه، فهل لله دم يا ميمو؟، بالطبع لا بحسب طبيعته الإلهية، لكن بحسب أنه قد وَحَّدَ مع لاهوته ناسوت بغير إنفصال ولا إفتراق ولا إمتزاج ولا إستحالة ولا تغيير، فبحسب هذا الناسوت هو له “دم” في ناسوته ويمكن ان نقول بهذا المفهوم :كنيسة الله التي إقتناها بدمه”.

ثانياً: فهي لا تختلف كثيراً عن أولاً، حيث أن ميمو مازال يخطيء ذات الخطأ، حيث أنه يفترض أن الرب مات بلاهوته!! وهذا خرف، فالنص يقول “الله قد أقام الرب” بمعنى “الله قد أقام الرب الذي مات بحسب ناسوته” فمازال “الرب” هو لاهوت كامل متحد بناسوت كامل، وقد مات الرب بحسب هذا الناسوت ولكنه في لاهوته لا يموت أبداً، وبالتالي، فإنتقاد ميمو هنا خاطيء، لأنه بنى نقده على أن لفظ “الرب” يعني، إما اللاهوت بدون الناسوت، أو الناسوت بدون اللاهوت، وهذا خطأ، لأنها مقصود بها المسيح، والمسيح منذ الإتحاد وهو “لاهوت متحد بناسوت) فينسب له كل الصفات اللاهوتية والبشرية في آن واحد وبالتبادل، بلا فصل بين الطبيعتين ومن هنا فمازلنا نطلب نقد قوي وحقيقي وذا قيمة لمدلول كلمة “الرب” اللاهوتي!.

ثالثاً: إن لم يفهم ميمو هذه النصوص بخصوص لفظة “الرب” فبإمكاننا أن ننزل لمستواه الفكري ونضع له نصوص يكون فيها لفظة “الرب” تعني “الإله الحقيقي” وبحسب منطقه وجهله، هو “الآب وحده”:

Mat 1:20  ولكن فيما هو متفكر في هذه الأمور إذا ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلا: «يا يوسف ابن داود لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك لأن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس.

Mat 1:22  وهذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي:

Mat 22:44  قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك؟

Mar 1:3  صوت صارخ في البرية: أعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة».

Mar 12:29  فأجابه يسوع: «إن أول كل الوصايا هي: اسمع يا إسرائيل. الرب إلهنا رب واحد.

Luk 1:9  حسب عادة الكهنوت أصابته القرعة أن يدخل إلى هيكل الرب ويبخر.

Luk 1:16  ويرد كثيرين من بني إسرائيل إلى الرب إلههم.

Luk 1:46  فقالت مريم: «تعظم نفسي الرب

Luk 1:68  «مبارك الرب إله إسرائيل لأنه افتقد وصنع فداء لشعبه

Luk 2:23  كما هو مكتوب في ناموس الرب: أن كل ذكر فاتح رحم يدعى قدوسا للرب.

 

فهل كلمة “الرب” في هذه النصوص وغيرها، تعني، الناسوت يا ميمو كما تقول بجهل؟ لو تماشينا معك بنفس منطقك الذي لا منطق فيه، فسيكون المسيح هو الرب، هو إله العهد القديم بحسب النصوص السابقة!!

 

يستمر ميمو، في وضع نص آخر ليدل على أن “الرب لا تعني الله”، ويضع النص:

Mat 21:3  وإن قال لكما أحد شيئا فقولا: الرب محتاج إليهما. فللوقت يرسلهما».

ثم يعلق على هذا النص ويقول أنه لو أن معنى كلمة “الرب” الله، فهل الله يحتاج؟ ويجيب على نفسه، ويقول: لا، الرب لا يحتاج، وبالتالي فكلمة “الرب” لا تعني “الله”!، بالطبع سقط في نفس الخطأ، إذ أن إحتياج الرب هو إحتياج بحسب الناسوت، فهو لديه ناسوت كامل مثلنا تماماً بلا أي فرق فيما عدا الخطية فقط، فيحتاج ويعطش ويجوع ويبكي ويحزن ويصعد ..إلخ، بحسب أن له ناسوت كامل متحد مع لاهوته، فنحن لا ننفي الطبيعة الناسوتية للرب بعد التجسد، وأيضاً لا ننفي الطبيعة اللاهوتية كما يفعل ميمو، فهذه النصوص التي يضعها ميمو تدل على وجود الجانب البشري في الرب يسوع المسيح، ولا تنفي الجانب الإلهي فيه، ونحن نؤمن بهذا الجانب الإنساني، لكن هدف ميمو أن ينفي الجانب اللاهوتي، وقد فشل في أن يعطينا دليل قوي لينفي الجانب الإلهي في الرب يسوع المسيح!

يضع ميمو نص آخر، ليدلل به على أن “الرب” لا تعني “الله” فيقول:

Mar 16:19  ثم إن الرب بعدما كلمهم ارتفع إلى السماء وجلس عن يمين الله.

ذات الخطأ وذات الفكرة، يقول أن لو كانت لفظة “الرب” تعني “الله” فأنتم كمسيحيين تؤمنون أن الرب موجود بذاته في كل مكان، وبالتالي فالله لا يصعد ولا ينزل! ومن هنا “الرب” لا تعني “الله”!، فيسقط ميمو في ذات الخطأ، أنه عن طريق تأكيده على الجانب البشري في المسيح يريد نفي وجود الجانب الإلهي فيه! وهذه مغالطة منطقية، فنحن نؤمن بوجود كلا الجانبين في المسيح، فهذا النص مثلاً يتكلم عن الصعود بحسب الجسد، لكن لا أحد يقول أن اللاهوت الذي هو متحد بهذا الجسد، يصعد وينزل، فلذلك نُسب الصعود للناسوت المتحد دائماً باللاهوت، فأين نقد ميمو للاهوت المتحد بالناسوت؟، هذا أولاً، ثانياً، يقدم ميمو إعتراضاً آخر ويقول لو أن “الرب” تعني “الله” فكيف نفهم النص حين يقول “الله جلس عن يميين الله!، وبدورنا نرد عليه ونقول، نفهم النص بإعتبار أن الله الإبن جلس عن يميين الله الآب، والجلوس هنا ليس المقصود به الجلوس المادي كما يجلس إنسان بجانب إنسان، بل يعني أن المسيح كأقنوم الكلمة، الإبن، الذي هو من ذات جوهر الله، بعدما كان قد أخلى نفسه وأخذ صورة عبد صائراً في شبة الناس، قد عاد لمجده، وللقوة، فتعبير “يمين” كما نعرف جميعاً، يشير للقوة والمجد والعظمة، فجلوسه عن يمين الله يعني تمجيده كإبن لله.

النقطة الأخرى “أنا قلت انكم آلهه، ولكنكم مثل الناس تموتون” (مزمور 82: 7)، يستخدم ميمو هذا النص ليقول فكرة مفادها أنه على الرغم من أن هذا النص دعى القضاة آلهه، إلا أنه وضع فارق وحيد بين الإله الحقيقي والآلهه غير الحقيقية، وهذا الفارق هو “لكنكم مثل الناس تموتون” أي أي شرط الألوهية هو عدم الموت، فمن مات فهو ليس إلها، وبالطبع هذا فهم خاطيء للنص نفسه بالإضافة للفكرة العامة، فهنا الكلام للقضاة حيث يفسرها المسيح نفسه بقوله “قال آلهة لاولئك الذين صارت اليهم كلمة الله” أي القضاة، والمقصود بالموت ليس هو أنهم سيموتون (يوحنا 10: 35)، فهذا معروف حتى ولو لم يكونوا آلهه، بل إن لم يكونوا بشراً في الاساس سيموتون أيضاً!، ولكن هنا يقصد أنهم بنفس هذه الشريعة التي يحكمون بها بكلمة الله التي صارت إليهمأن هذا الشخص مستحق للموت، فهذه الشريعة نفسها ستطبق عليهم هم أنفسهم، فيموتون هم أيضاً بها، أي أنهم مازالوا تحت الشريعة نفسها التي يحكمون على الناس بها، هذا من منطلق تفسيري، لكن من منطلق عقيدي، فالرب يسوع المسيح مات بالجسد وهو متحدا باللاهوت بالطبع، فهنا الموت للإنسان (الجسد) المتحد باللاهوت فمن الخطأ أن نقول أن الرب يسوع المسيح فقط لاهوت فنحن عندما نقول أن “الرب” تعني “الله” فهنا نقصد أن “الرب” هو اللاهوت متحد بالناسوت، وبالتالي فصفات الطبيعتين مازالت موجودة ولم تختف أي من الطبيعتين في الأخرى، بحيث تبتلع إحداهما الأخرى، فهنا لفظ الرب يعني فعلا “الله” بدون إلغاء الطبيعة البشرية، فنحن نقول أن “الرب” تعني “الله” ولم نقل ان الرب تعني “اللاهوت”، والفارق كبير، حيث أننا بقولنا أن لفظ “الرب” يعني “الله” في أحيان، لا ننفي أن هذا الرب له ناسوت كامل.