الرد على محمود داود

يوميات إرهابي هارب 27 لقب “ربنا” هل يعني “الله”؟ وكيف نرد على المعترض؟

يوميات إرهابي هارب 27 لقب “ربنا” هل يعني “الله”؟ وكيف نرد على المعترض؟

يوميات إرهابي هارب 27 لقب “ربنا” هل يعني “الله”؟ وكيف نرد على المعترض؟

يوميات إرهابي هارب 27 لقب “ربنا” هل يعني “الله”؟ وكيف نرد على المعترض؟
يوميات إرهابي هارب 27 لقب “ربنا” هل يعني “الله”؟ وكيف نرد على المعترض؟
  1. بعد أن قدَّم ميمو ما لديه من نقد سخيف على لقب “الرب” سيبدأ الآن في تقديم ذات السخافة على لقب “ربنا”!، فيبدأ بنص:

Eph 1:17  كي يعطيكم إله ربنا يسوع المسيح، أبو المجد، روح الحكمة والإعلان في معرفته،

ذات الفكرة يكررها ميمو، فهو يقول أن طالما جاءت كلمة “ربنا” مسبوقة بكلمة “إله” فلا يمكن أن يكون المقصود هنا بكلمة “ربنا” هو الإله الحقيقي، لأن الإله الحقيقي ليس له إله!!، وللرد نقول، فبالفعل، الإله الحقيقي، اللاهوت، ليس له إله، هذا صحيح، لكن من قال من الأساس أن كلمة “ربنا” تشير هنا إلى “اللاهوت”؟ المشار إليه بكلمة “ربنا” هو المسيح، والمسيح كما نعرف هو لاهوت متحد بناسوت، فالناسوت قد شابهنا في كل شيء، فهو يصلي ويتعبد ويجثو على ركبتيه، والمسيح بنفسه قال ذات مرة، “أبي وأبيكم، وإلهي وإلهكم”، فالمقصود هنا ألوهية اللاهوت كجوهر، للناسوت، والآباء قد كفّوا ووفوا في شرح هذا الجانب وهذه الأقوال للرب يسوع المسيح، فيقول القديس جيروم على سبيل المثال:

It is this God of the incarnate man who is the Father of glory, wisdom and truth, who gives the Spirit of wisdom and revelation to those who believe in his Son so that they may become wise and contemplate the glory of the Lord with unveiled face.5When this wisdom and revelation have made them wise and opened to them the mysteries that were hidden, it follows at once that they have “the eyes of their heart enlightened.”[1]

فتعبير “إله ربنا” يُفهَم أنه “إله ربنا بحسب الجسد” أو “إله الجسد المتحد باللاهوت الذي لربنا”، فالكتاب المقدس يخاطب عقلاء، لن يكرر لهم في كل نص ذات العقائد الأساسية شارحاً لها، ثم يتعامل مع القاريء بإعتباره قد عرف هذه العقائد، فمن لا يعرفها فعليه أن يدرسها لا أن يظهر جهله كما يفعل ميمو في كل نص.

  1. يستشهد ميمو بنص آخر وهو:

Rom 4:24  بل من أجلنا نحن أيضا الذين سيحسب لنا الذين نؤمن بمن أقام يسوع ربنا من الأموات.

فذات الفكرة مع ذات الجهل، وبالتالي ذات الرد الذي رددنا به على ذات فكرته!، لقد قام يسوع ربنا من الأموات بحسب الجسد، لأنه مات بحسب الجسد، فلا هو مات بحسب اللاهوت ولا قام بحسب اللاهوت، ولا أيضاً اللفظ يعني “الناسوت”، بل أن اللفظ يعبر عن شخصية، وهو المسيح، والمسيح طبيعة واحدة من طبيعتين، والطبيعتين هما اللاهوت والناسوت، فأحياناً يشير الكتاب المقدس لأمور لاهوتية وينسبها للفظة “ربنا” بإعتبار ان المسيح هو لاهوت متحد بناسوت، وأحياناً أخرى يشير الكتاب المقدس لأمور ناسوتية وينسبها للفظة “ربنا” بإعتبار أن المسيح هو ناسوت متحد بلاهوت، ففي كلا الحالتين، المسيح هو لاهوت وناسوت، فمن الجهل أن ينفي أحد طبيعة منهما لكون نص من النصوص يركز  على طبيعة منهما، فالتركيز على طبيعة واحدة في نص واحد لا ينفي وجود الطبيعة الأخرى، وميمو يفعل كل هذا لكي ينفي دلالة اللفظ اللاهوتية، وليته قدَّم نقد قوي محترم، فما قدم إلا جهل.

  1. بعد كل هذا الجهل اللاهوتي الذي قدمه لنا ميمو معتقداً أنه نقد قوي، يقدم لنا الآن جهل لغوي، فقد أراد أن ينتقد لفظة “ربي”، فماذا قدَّم لكي ينتقدها؟ أتى لنا بالنص:

Joh 1:38 فالتفت يسوع ونظرهما يتبعان فقال لهما: «ماذا تطلبان؟» فقالا: «ربي (الذي تفسيره: يا معلم) أين تمكث؟»

فهو يعتقد ان كلمة “ربي” هى المقصودة من المسيحيين مثل كلمة “الرب” يا للجهل!، الحقيقة أن الكلمة في اليونانية أوضح كثيراً، وهي “رابي” و “الرابي” هو المعلم اليهودي، أو حديثاً هو العالم اليهودي، وهي لفظة سامية مثل لفظة “ربوني” (راجع: يوحنا 20: 16)، حيث جاءت الكلمة اليونانية ῥαββί حيث أنها كلمة سامية، قد جاءت في العهد الجديد 15 مرة، جميعهم عن المسيح، لكونه في نظرهم هو المُعلم، بينما كلمة “الرب” و “ربنا” التي يقصدها ميمو وتكلم عنها سابقاً هي كلمة كيريوس وهي باليونانية κύριος، فهذه كلمة وتلك كلمة أخرى تماماً، ولكن لجهل ميمو فقد خلط بينهما كأنهما من أصل واحد، فأما كلمة “ربي” التي من الأصل كيريوس فسيجدها في نصوص مثل: متى 22: 44؛ لوقا 1: 43؛ يوحنا 20: 28؛ فيلبي 3: 8 ..إلخ. فنقول له بدلاً أن تضيع وقتك في تعليم من هم أجهل منك، إقض وقتك في تعليم نفسك أساسيات الإيمان المسيحي وأساسيات النقد المنطقي القوي.

  1. بعد هذا، يبدأ ميمو رحلة من التفسيرات الشخصية البحتة للكتاب المقدس، وكأنه أهلاً لها، فقد وجدنا ميمو يفسر الكتاب المقدس عن عدم فهم وعدم علم بل ويناقض صريح النصوص الموجودة أمامه لغرضه الشخصي كما سنبين، ففي البداية، وضع ميمو النصوص:

1Co 8:4  فمن جهة أكل ما ذبح للأوثان نعلم أن ليس وثن في العالم وأن ليس إله آخر إلا واحدا.

1Co 8:5  لأنه وإن وجد ما يسمى آلهة سواء كان في السماء أو على الأرض كما يوجد آلهة كثيرون وأرباب كثيرون.

1Co 8:6  لكن لنا إله واحد: الآب الذي منه جميع الأشياء ونحن له. ورب واحد: يسوع المسيح الذي به جميع الأشياء ونحن به.

وما فهمه ميمو منها ليس بجديد، فقد فهم منها أنه يوجد إله واحد، وهذا الإله الواحد هو الآب وحده، وليس الإبن أو الروح القدس، فهما ليسا آلهه!!، يا للجهل! فميمو يعتقد أنه يجب على النص أن يقول أننا نؤمن بثلاثة آلهه! أو أن يقول أننا نؤمن بإلإله الآب والإله الإبن والإله الروح القدس بشكل منفصل!، لم يكلف ميمو نفسه المرور على أي تفسير مسيحي معتبر ليفهم منه النصوص بدلا من أن يتحفنا بفهمه الخاص السقيم المضحك!، كما قلنا سابقاً، أن مجرد ذكر ألوهية الآب فهذا قد تضمن تلقائياً على ألوهية الإبن والروح القدس، فهما ليسا خارجين عنه، بل هم فيه دائماً، فالإبن مولود دائما من الآب وهو من ذات طبيعته وكائن في حضنه، والروح القدس دائماً ينبثق من الآب، فغرض الرسول بولس عندما قال “لنا إله واحد، الآب” هو تبيان وتفريق إله المسيحيين الحقيقي عن كل ما يمكن أن يدعى ألهه وثنية، وهذا واضح من السياق نفسه، فليس غرض بولس الرسول وضع فارق بين إلهين أحدهما حقيقي وهو الآب والأخر إله باطل وهو الإبن، بل غرضه أن يوضح أن للمسيحية إله واحد وهو الآب (المتحد معه وبه دائماً الإبن والروح القدس) عن كل ما يمكن أن يدعى إله، فالمسيحية لا تؤمن بأكثر من إله، بل هو إله واحد، جوهر واحد، معبود واحد في جوهره، نراه في ثلاثة أقانيم لا تنفصل وتتمايز.

ربما يسأل البعض، ومنهم ميمو ويقول: إذن لماذا قال بولس الرسول عن الآب لقب “إله” وقال عن المسيح لقب “الرب”، وهل هذا ينفي أن يكون المسيح هو الله؟ وللرد على هذا السؤال أقول، قال بولس الرسول عن الآب لقب “إله” وعن المسيح لقب “الرب” لتبيان التمايز الأقنومي بين الأقنومين، فالمسيحية تؤمن بإتحاد الآب والإبن، ولكن بأن الآب آخر بالنسبة للإبن والإبن آخر بالنسبة للآب، فالآب ليس هو الإبن والإبن ليس هو الآب، لكنهم واحد في جوهرهم الألوهي، فلبيان هذا التمايز وليس التميُّز بين الأقانيم ذكر لقب لأقنوم الآب ولقب آخر لأقنوم الإبن.

وإذا تنازلنا وتماشينا مع فكرة ميمو الساذجة، فنقول ما قلناه سابقاً، بأن الرسول بولس قد قال بأن في المسيح يحل كل ملء اللاهوت، فإن كان المسيح خارجاً كطبيعة عن الآب، فهل يعني هذا أن الآب هو بلا لاهوت لان المسيح يحل فيه “كل مليء اللاهوت”؟ إذن فكيف هو الله إذن؟ وإذا كان المسيح يحل فيه كل ملء اللاهوت، فكيف لا يكون هو نفسه الإله؟ هذا بحسب منطق ميمو! ونقول أيضاً له، إن كان المسيح هو يهوه، كما أثبتنا سابقاً من نصوص العهد الجديد نفسها (راجع: http://www.difa3iat.com/18065.html) وأثبتنا أنه “الإله الوحيد” وأثبتنا أنه “الله”، فكيف يفهم ميمو من كلام القديس بولس الرسول أنه ينفي عنه ألوهيته؟

العجيب أن القديس بولس نفسه في هذا النص ينفي ما فهمه ميمو، ومع ذلك لم يلحظ ميمو هذا النفي!، فيقول القديس بولس “ورب واحد: يسوع المسيح الذي به جميع الأشياء ونحن به” فإن كان بالمسيح “جميع الأشياء” كما يقول النص، أي أنه خالق جميع الأشياء، وخالقنا نحن، كما يقول النص أيضاً، فكيف يكون الخالق ليس هو الله؟، الحقيقة أن هذا ليس كلام القديس بولس وحده، بل أن العهد الجديد يذكر هذا أيضاً، يوحنا 1: 3 [كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان] وكولوسي 1: 16 [فانه فيه خلق الكل ما في السموات وما على الارض ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشا ام سيادات ام رياسات ام سلاطين. الكل به وله قد خلق]، يوحنا 1: 10 [كان في العالم وكون العالم به ولم يعرفه العالم]، فإن كان كل شيء به كان، ولا شيء قد كان بغيره، وإن كان به خلق الكل، ما في السماوات وما على الأرض، وإن كان العالم قد كُوِّنَ به، فكيف لا يكون هو الله؟،

أخيراً، لو تنازلنا أكثر وتماشينا مع منطق ميمو، فإن النص ينسب الربوبية للإبن، فهل يعني هذا أن الآب ليس هو الرب أو هل ينقص من ربوبية الآب شيئاً؟ أي أننا لو إتبعنا وجهة نظر ميمو، وقلنا أنه طالما النص قال عن الإبن ” لنا رب واحد” فلا يكون الآب “رب”، فهل هذا منطق سليم؟ بالطبع لا، بل أن ربوبية الآب كاملة كما هي ربوبية الإبن، لكن الإبن دعي أكثر في العهد القديم “الرب” لكونه مارس عمله الربوبي كمعلم وكراعي وكـ رب لنا جميعاً في خلاصنا، وبنفس المنطق، فالإبن أيضاً (الذي قيل عنه كثيراً أنه الله) لا ينقص من ألوهيته شيئاً، ولا ينتزع ألوهيته أنه في هذا النص لم يطلق عليه لفظ “الله” تماماً كما لا ينتزع من الآب الربوبية كونها لم تطلق عليه هنا في هذا النص.

 

لنرى ماذا قال الآباء عن هذه النصوص لنفهم ماذا أراد القديس بولس:

يقول كيرلس الأورشليمي:

[نحن نقول “واحد” لكي نوقف أي شخص يتوهم أنه يمكن ان يكون هناك آخر][2]

يقول أمبروسيوس:

[إنه مكتوب “إذهبوا عمدوا جميع الأمم باسم الآب والإبن والروح القدس”، لقد قال “باسم” ولم يقل “بأسماء”، وهذا لأنه لا يوجد إسم للآب وإسم آخر للإبن وإسم آخر للروح القدس، لأنه يوجد إله واحد، فلا يوجد أسماء، لأنه لا يوجد إلهين ولا ثلاثة آلهه][3]

يقول أمبروسيستر:

[كل شيء موجود، قد خلقه الآب بالإبن، إنه لمن المستحيل أن يكون الله ليس الرب أيضاً، فبما أن الرب هو الله، فمن الواضح أن الآب والإبن هما واحد][4]

يقول Severian of Gabala:

[إن كان الإبن قد دعي “الرب” فهذا لا ينقص الآب في ربوبيته، كما أنه عندما يدعى الآب “الله” فهذا لا ينقص الإبن في ألوهيته][5]

يقول ثيؤدوريت أسقف كورش:

[لاحظ أيضاً حكمة الرسول بولس، لأنه في البداية قد أوضح ترادف كلمتي “الرب” و”الله” ثم بعد ذلك فصلهما، داعياً الآب أحدهما والإبن الآخر ][6]

يقول أغسطينوس:

[“منه” تعني “من الآب” و”به” أي “بالابن” و”فيه” أي “في الروح القدس”. هذه شهادة واضحة أن الآب والابن والروح القدس إله واحد][7]

يقول إغريغوريوس أسقف نيصص:

[يقول النبي في شخص الآب: “يدي صنعت كل شيء”، قاصدًا بيده… قوة الابن الوحيد الجنس. الآن يقول الرسول إن كل الأشياء هي من الآب، وأن كل شيء صنع بواسطة الابن، ويتفق الروح النبوي مع التعليم الرسولي بطريقة ما حيث هو عينه يعُطى خلال الروح][8]

يقول القمص تادرس يعقوب ملطي في تفسيره لهذا النص:

[بالنسبة لنا اللَّه الواحد، اللَّه الآب منه وفيه وله كل الأشياء، ينبوع الوجود، ومصدر كل شيء، خالق العالم كله وحافظه ومدبره. حقا أن الابن هو اللَّه المولود منه لكنه ليس إله آخر والروح القدس هو اللَّه منبثق منه وليس له لاهوت آخر. لنا رب واحد، وسيط واحد بين الآب والبشر، يسوع المسيح، هو كلمة اللَّه المتأنس]

ومن كل هذا وغيره، نعرف خطأ ميمو، فليته كلف نفسه عناء قراءة تفسير مسيحي واحد لكي يوفر علينا مشقة تعليمه الأساسيات.

5 5 2 Cor 3:18.

[1] PL 26:458D–459A [563].

[2] Catechetical Lectures 10.3.

[3] The Holy Spirit 13.132.

[4] Commentary on Paul’s Epistles.

[5] Pauline Commentary from the Greek Church.

[6] Commentary on the First Epistle to the Corinthians 215.[6]

[7] Trinity 1:13.

[8] Against Eunomius, 7:1.