الرد على أحمد سبيع

هل ايضا يكبس الملكة معي في البيت؟ ما الذي كان يفعله هامان بجانب أستير؟ قراءة تاريخية

هل ايضا يكبس الملكة معي في البيت؟ ما الذي كان يفعله هامان بجانب أستير؟ قراءة تاريخية

هل ايضا يكبس الملكة معي في البيت؟ ما الذي كان يفعله هامان بجانب أستير؟ قراءة تاريخية
هل ايضا يكبس الملكة معي في البيت؟ ما الذي كان يفعله هامان بجانب أستير؟ قراءة تاريخية

من الأكاذيب التي يروجها هؤلاء الكذبة ان ما قاله أحشويرش لهامان يدل على انه ليس كلام الله لأنه لا يليق بكتاب موحى به. فجملة: “هل ايضا يكبس الملكة معي في البيت؟” هو تعبير مبتذل لا يليق بالوحى. هذا ما يقولونه!

الرد على الاكذوبة

أولاً: من المفترض أنهم يفهمون من هذا الكلام أن الملك أحشويرش يقول لهامان “هل أنت تغتصب الملكة في بيتي؟” أو “أتتحرش بالملكة هنا في بيتي؟”، حسنا، فأريد أن أسأل، ما هو الذي يعيب الكتاب المقدس هنا؟ بل أين هو التعبير المبتذل أصلاً؟ لنفرض أن فِهمهُم للنص صحيح، فما المشين هنا في أن يذكر الكتاب المقدس كلام الملك أحشويرش الذي قاله؟! هل هذا يعيب الكتاب المقدس أنه يذكر الحقيقة حتى لو كان كلام الملك مبتذلاً؟ ثم، أين هو الإبتذال في هذا السؤال الإستنكاري؟ (على فرض صحة فهمهم الخاطيء)

ثانياً: في هذا الطرح البسيط سنعرف كيف أن الكاتب في قناة البينة يجهل الخلفية التاريخية والحضارية للنص ويلقن مستمعيه عدد كبير من الأكاذيب ظنا منه أنهم لن يكشفوه، ولكن لنكشفه نحن لهم.

بداية، تدور احداث هذا الاصحاح من سفر استير بان الملكة اعلنت لأحشويرش ان هامان خائن ويريد ان يفتك بشعبها ويبُيده، وقتها غضب أحشويرش جدا من هامان وما كان من هامان سوى ان يتجه للملكة ليجلس عن قدميها ويتوسل اليها ويحاول ان يستعطفها، في هذه اللحظة دخل الملك ووجد هامان في هذا الموقف فقال بكل غضب “هل يكبس ايضا الملكة معي في البيت؟”

ما معنى الجملة وماذا كان يقصد أحشويرش في هذه الكلمة الغاضبة على هامان؟

يقول فريدريك بوش[1] أن “التعبير موجز بلا شك يعبر عن الغضب المستمر للملك… معنى النص عموما ان الفعل في اماكن اخرى في العهد القديم يعنى ” يخضع ” (على سبيل المثال، تكوين 1: 28، ارميا 34: 16) وعلى ضوء هذه الخلفيات Bardtke ناقش الكلمة وقال إنه من الصعب ان الراوي كان يقصد بها توضيح اهانة متعمدة على الملكة.

بل ربما تشير لانتهاك هامان للقواعد الصارمة للياقة الخاصة بالبلاط الملكي التي تمنع أي اتصال او حتى اقتراب جسدي بين الخدم ونساء الحريم، القواعد المعروفة جدا من آداب البلاط الملكي الأشوري. لم يكن لهامان أي نية اساءة جسدية او جنسية للملكة هذا امر مؤكد.

بالرغم من انه في رأيي المقطعين ” هنا في قصرى في حضوري ” يشيران بقوة ان الملك نوى بالكلمة ان يوضح لأكثر من انه مجرد انتهاك لقواعد اللياقة الخاصة باللمس او الاقتراب للملكة. من المحتمل جدا ان الكلمة في زمن استير لها معنى اقوى “اعتداء او انتهاك”

خلاصة هذا الاقتباس ان Bardtke على ضوء فهم الخلفية الحضارية للبلاط الملكي في زمن استير يوضح ان التعبير يدل على غضب الملك من هامان نتيجة انتهاكه للقواعد الصارمة للياقة المتبعة في القصر الملوكي كما انها تحمل ايضا معنى اقوى بان الملك يوجه بغضب كلمة لهامان توحى ” هل انت تنوى ان تعتدى على الملكة في حضوري؟ سواء انتهاك جسدي او انتهاك جنسي لا يوجد توضيح في النص للمفهوم المقصود الا انه المقصود بانه يوبخ هامان على تعديه لحدوده مع الملكة في حضور أحشويرش.

فتقول Adele Berlin فهو ليس مجرد مفهوم جنسي بمعنى “هل ستغتصب الملكة في حضوري؟” كما فَهِم هذا الشخص، ولكن يعنى حرفيا هل تكسب ود الملكة غصباً؟ فالتعبير يحمل كل الدلالات السياسية التي دوما ما تكون مرتبطة بمحاولة اخذ زوجة شخص ما اخر. فهي تشير لمحاولة ازاحة سلطة الزوج واستبدالها بسلطة الغاصب.

فالمعنى ليس بهذه التفاهة ان الملك يقول له هل تريد ان تغتصبها او تضربها، لكن المعنى يحمل دلالات سياسية بمعنى أنك تحاول ان تكسب ود الملكة بالغصب لتكون سلطتك هي المهيمنة وتزيح سلطتي.

وفي التعليق اليهودي السابق[2]، تُكمل Adele Berlin ان التاريخ يذكر حوادث مشابهه في الكتابات اليونانية عن فارس وايضا في الكتاب المقدس. طلب سارية الملك هو مطالبة بالعرش. Plutarch سجل ان Ochus الابن الاصغر لأرتحششتا كان لديه علاقة سرية بزوجات ابيه في محاولة منه للحصول على العرش. وداريوس الذي أعلن أرتحششتا وراثتة للعرش، اهان ابيه بسؤال جارية ابوه.

فالتاريخ الفارسي في سجلات اليونان يوضح ان محاولة كسب الود والسلطة عن طريق النساء كان شيئًا معروفًا، بنفس مفهوم تعبير أحشويرش الغاضب الذي يحمل دلالات سياسية ومعنى أعمق من مجرد اتهامه بانه يريد ان ينتهك قواعد البلاط او يتعدى على الملكة هو يشمل ايضا معنى محاولته استمالة الملكة لكي يزيح سلطة الملك ويستبدلها بسلطته.

وهذا ما قاله جارى سميث[3] ان من الصعب لنا ان نتخيل ان الملك بالفعل يعتقد ان هامان كان يحاول ان يغتصب الملكة بينما هو في البيت. الملك الغاضب رأى تواصل هامان غير المناسب مع الملكة والدوافع السيئة المحتملة لهامان.

فمن غير المنطقي ان يكون الملك متواجد في القصر ويحاول هامان الاعتداء الجسدي او الجنسي على الملكة في القصر أيضاً، ولكن رد فعل الملك الغاضب من هامان وتفوهه بهذه الكلمات الغاضبة كان بسبب اقترابه غير المناسب للملكة ورأى فيها دوافعه السيئة من محاولة استمالة الملكة.

[1]Fredric W. Bush, vol. 9, Word Biblical Commentary: Ruth, Esther, Word Biblical Commentary (Dallas: Word, Incorporated, 2002), 430.

[2]Adele Berlin, Esther, JPS Bible commentary (Philadephia: Jewish Publication Society, 2001), 70.

[3]Gary V. Smith, Cornerstone Biblical Commentary, Volume 5b: Ezra-Nehemiah & Esther (Carol Stream, IL: Tyndale House Publishers, Inc., 2010), 271.

هل أخطأ الكتاب المقدس في ذِكر موت راحيل أم يوسف؟! علماء الإسلام يُجيبون أحمد سبيع ويكشفون جهله!

رائحة المسيحيين الكريهة – هل للمسيحيين رائحة كريهة؟ الرد على احمد سبيع

الثالوث المسيحي – لماذا لا يفهمه المسلمون؟ فيديو والرد عليه – أحمد سبيع

 

هل ايضا يكبس الملكة معي في البيت؟ ما الذي كان يفعله هامان بجانب أستير؟ قراءة تاريخية