أبحاث

نشيد حبقوق ج1 | مدخل الى سفر حبقوق النبي

نشيد حبقوق ج1 | مدخل الى سفر حبقوق النبي

نشيد حبقوق ج1 | مدخل الى سفر حبقوق النبي

نشيد حبقوق ج1 | مدخل الى سفر حبقوق النبي
نشيد حبقوق ج1 | مدخل الى سفر حبقوق النبي


نشيد حبقوق ج1 ا مدخل الى سفر حبقوق النبي
نشيد حبقوق النبي موجود في الاصحاح الثالث من السفر الذي يحمل اسمه، يتكلم حبقوق النبي في نشيده عن اقتران الشعب اليهودي مع الظهور الالهي، وعن دينونة الرب التي ستحل على الامم الوثنية وخلاص شعب اسرائيل، ان مسرة النبي وفرحه وهدوئه في هذه الترنيمة هو لشيء مدهش لأنه كان حزين في البداية، حيث ينهي حبقوق النبي كتاب نبوته القصير بكلمات رائعة قلما وُجدت في العهد القديم قائلاً

سفر حبقوق 3: 17-19

 فَمَعَ أَنَّهُ لاَ يُزْهِرُ التِّينُ، وَلاَ يَكُونُ حَمْلٌ فِي الْكُرُومِ. يَكْذِبُ عَمَلُ الزَّيْتُونَةِ، وَالْحُقُولُ لاَ تَصْنَعُ طَعَامًا. يَنْقَطِعُ الْغَنَمُ مِنَ الْحَظِيرَةِ، وَلاَ بَقَرَ فِي الْمَذَاوِدِ، فَإِنِّي أَبْتَهِجُ بِالرَّبِّ وَأَفْرَحُ بِإِلهِ خَلاَصِي.اَلرَّبُّ السَّيِّدُ قُوَّتِي، وَيَجْعَلُ قَدَمَيَّ كَالأَيَائِلِ، وَيُمَشِّينِي عَلَى مُرْتَفَعَاتِي.

معظم قُراء هذا السفر لم يتمكنوا من ملاحظة التباين في بداية هذا السفر الذي يبدأ بشكوى حبقوق إلى الرب وينتهي بتسبيحة فرح وتمجيد للرب، ولكن إذا تم التركيز جيدا في بداية السفر سيتبين بأن هناك ما يجعل الرابط بين الاصحاح الاول والاصحاح الثالث أمراً منطقياً.

سفر حبقوق 1: 2-4

حَتَّى مَتَى يَا رَبُّ أَدْعُو وَأَنْتَ لاَ تَسْمَعُ؟ أَصْرُخُ إِلَيْكَ مِنَ الظُّلْمِ وَأَنْتَ لاَ تُخَلِّصُ؟ لِمَ تُرِينِي إِثْمًا، وَتُبْصِرُ جَوْرًا؟ وَقُدَّامِي اغْتِصَابٌ وَظُلْمٌ وَيَحْدُثُ خِصَامٌ وَتَرْفَعُ الْمُخَاصَمَةُ نَفْسَهَا. لِذلِكَ جَمَدَتِ الشَّرِيعَةُ وَلاَ يَخْرُجُ الْحُكْمُ بَتَّةً، لأَنَّ الشِّرِّيرَ يُحِيطُ بِالصِّدِّيقِ، فَلِذلِكَ يَخْرُجُ الْحُكْمُ مُعْوَجًّا.

إن شكوى النبي التي يَغلُب عليها طابع الغضب والحزن تُشكل الجانب المظلم الذي يقترن مع الجانب النير الذي يمثله ايمان ورجاء هذا النبي في تدبير الرب لشعبه، ويمكن لقارئ السفر أن يلاحظ المحنة التي يمُر بها حبقوق والتي قد تمر على كل أحدٍ مِنّا في أي وقت وسنلاحظ لاحقا كيف أن حاله وتعابيره قد تغيرت عندما وضع رجائه في الرب، ربما يتساءل القارئ لماذا كان يشكوا حبقوق إلى الرب بحزن في الاصحاح الاول ولماذا خَتمَ كتابه وهو في حال أفضل بكثير من الحالة الاولى عندما رفع شكواه إلى الرب في الاصحاح الاول؟ هذا ما سنحاول الإجابة عليه في هذا الموضوع.

الزمن الذي عاش فيه حبقوق النبي

لا نعرف أي شيء عن حبقوق خارج الكتاب الذي يحمل اسمه، وهذا ما جعل البعض يشكون في موثوقية الكتاب الذي يحمل اسمه، قال بعض مفسرو اليهود القدامى بأن حبقوق هو الحارس الذي اختاره الرب بواسطة إشعياء النبي لكي يرى سقوط بابل.

سفر إشعياء 21: 6

لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ لِي السَّيِّدُ: «اذْهَبْ أَقِمِ الْحَارِسَ. لِيُخْبِرْ بِمَا يَرَى».

يقول القسم الآخر من المفسرين بأن حبقوق هو إبن الشونمية الذي اقامه إيليا من الموت كما جاء في سفر الملوك الثاني:

سفر الملوك الثاني 4: 36-37

فَدَعَا جِيحْزِي وَقَالَ: «اُدْعُ هذِهِ الشُّونَمِيَّةَ» فَدَعَاهَا. وَلَمَّا دَخَلَتْ إِلَيْهِ قَالَ: «احْمِلِي ابْنَكِ، فَأَتَتْ وَسَقَطَتْ عَلَى رِجْلَيْهِ وَسَجَدَتْ إِلَى الأَرْضِ، ثُمَّ حَمَلَتِ ابْنَهَا وَخَرَجَت

هناك عدة اشياء لا نعرفها عن هذا النبي، لكن من خلال قراءة السفر الذي يحمل أسمه يمكننا أن نتقين بأنه كان شخصا ذو إيمان كبير بالإضافة لكونه فيلسوفاً له فكر حر ولذلك تمت تسميته بصاحب الافكار الحرة بين الانبياء (1) لأنه يطرح الكثير من الأفكار الهامة في الأصحاح الاول، ويقول المفسر كامبل مورغان بأن حالة حبقوق تغيرت من حالة التأكيد على عدم التيقن في الايمان بتدابير الرب الى التيقن الكامل بتدابيره (2)

ان تاريخ كتابة السفر غير معروفة بالتحديد إلا أن الادلة الخارجية تثبت بانه قد كتب في أواخر القرن السابع قبل الميلاد، وذلك لان خراب نينوى عاصمة المملكة الاشورية حدث سنة 612 قبل الميلاد عندما غزاها الملك البابلي نبوبلاسر وحلفائه الفرس والسكيثيين (3)، وبعد ذلك استطاع البابليون بقيادة الملك نبوخذنصر أن يهزموا المصريين في كركاميش وهذا ما حطم حلم المصريين ببناء أكبر امبراطورية في المنطقة، وتُعد هذه الاحداث من الأشياء المهمة جداً التي حدثت في تلك الفترة.

كانت مملكة يهوذا حينها تحت سلطان المصريين إلا ان ضعف المصريين وتزايد نفوذ البابليين الذين بدأوا يتعاظمون بسرعة كبيرة اثرت على هذه المملكة، فالمصريون لم يتشجعوا أن يدافعوا عن يهوذا لان جيوش البابليين كانت تغزوا لبنان حينها والتي لم تكن تبعد كثيرا عن مملكة يهوذا (5).

هذه الادلة تثبت بان سفر حبقوق قد عاصر معركة كركاميش سنة 603 قبل الميلاد وانه قد عاصر من الأنبياء أرميا النبي، وقد عاش اثناء حكم ملك يهوذا الشرير يهوياكين.

ان اسلوب الكتابة في هذا السفر مميز حيث ان الاصحاحين الاولين عبارة عن حوار ثنائي بين حبقوق والرب، يعرض حبقوق في حواره تساؤلاته ومشاكله على الرب وبعدها يجيبه الرب عليها. حيث يتألف الكتاب من ثلاثة اقسام:

القسم الاول يتناول مشاكل حبقوق (من الاصحاح الاول الى العدد 3 من الاصحاح الثاني)

القسم الثاني يتكلم عن نبوات الرب (الاصحاح الثاني من العدد 4 الى العدد 20)

القسم الثالث هو نشيد حبقوق (الاصحاح الثالث)

يُتبع

  (1)George L. Robinson, the Twelve Minor Prophets, p. 119.

  (2)Living Messages of the Books of the Bible, I, 274.

  (3)Joseph P. Free, Archaeology and Bible History, pp. 217–18.

  (4)Jack Finegan, Light From the Ancient Past, pp. 114–15.

  (5)Joseph P. Free, op. cit., p. 219.

نشيد حبقوق ج1 | مدخل الى سفر حبقوق النبي