الرد على أحمد سبيع

#العيّنة_بيّنة (13) لأن جهالة الله أحكم من الناس! وضعف الله أقوى من الناس (1كو 1: 25)، هل أساء الكتاب المقدس لله هنا؟

#العيّنة_بيّنة (13) لأن جهالة الله أحكم من الناس! وضعف الله أقوى من الناس (1كو 1: 25)، هل أساء الكتاب المقدس لله هنا؟

Paul-faith-and-works

يعترض البعض، ويقولون أنه كيف ينسب الكتاب المقدس لله الجهالة والضعف، معتمدين في ذلك على سوء فهم او تعمد إساءة الفهم للنص الكتابي: (1كو 1: 25)، وفي هذه المقالة السريعة سنوضح في اقتضاب بعض الأمور.

لنقرأ الآيات في سياقها دون بتر لمعرفة السياق:

1Co 1:19   لأنه مكتوب: «سأبيد حكمة الحكماء وأرفض فهم الفهماء».

1Co 1:20   أين الحكيم؟ أين الكاتب؟ أين مباحث هذا الدهر؟ ألم يجهل الله حكمة هذا العالم؟

1Co 1:21   لأنه إذ كان العالم في حكمة الله لم يعرف الله بالحكمة استحسن الله أن يخلص المؤمنين بجهالة الكرازة

1Co 1:22   لأن اليهود يسألون آية واليونانيين يطلبون حكمة

1Co 1:23   ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوبا: لليهود عثرة ولليونانيين جهالة!

1Co 1:24   وأما للمدعوين: يهودا ويونانيين فبالمسيح قوة الله وحكمة الله.

1Co 1:25   لأن جهالة الله أحكم من الناس! وضعف الله أقوى من الناس!

يقدم هنا القديس بولس الرسول رد فعل اليهود واليونانيين على ما ينادوا به مبشرين أثناء كرازتهم لليهود، فيقول إن اليهود يطلبون الآيات والمعجزات واليونانيين يطلبون الحكمة والفلسفة ولكننا نبشر بمسيح مصلوب فاعتبروه اليهود عثرة أو ضعف لأن اليهود يطلبون الآيات والمعجزات التي تعبر عن القوة، واليونانيين اعتبروه جهالة، فكيف يبشر المسيحيون بإله مصلوب لنا نحن من نبحث عن الحكمة؟ هل في هذا حكمة؟!

ثم يختم بولس الرسول كلامه هنا بأن هذا الذي يدعي اليهود عليه أنه ضعف – بحسب رأيهم – هو أكثر قوة من قوتهم! وأن هذا الذي يدعوه اليونانيون “جهالة” –بحسب رأيهم – هو أكثر حكمة من كل حكمائهم وحكمتهم!

فبولس لا يصف الله بانه أحمق أو ضعيف _ حاشا لله _ ولكنه يرد على من يقولون بأن التبشير بمسيح مصلوب نوع من الحماقة وليس حكمة أو ضعف وليس قوة فيقول أن ما تقولون عليه حماقة أو ضعف هو أحكم من حكمة الناس وأقوى من قوة الناس فهو يدحض فكرتهم وتوصيفهم وليس يتبناه، فقد إستخدم رأيهم وأجرى مقارنة بين كلامهم، رغم خطأه، وبين الحقيقة.

لكن للأسف الأخ المسلم لا يهمه سوى إقتطاع الآيات من سياقها ليحاول أن يشوه صورة الكتاب المقدس أمام المسلم الآخر الذي لا يقرأ الكتاب المقدس بنفسه ويعتمد عليه فيما يتلقاه منه، ولأجل هذا سينقل المسلم هذا النص وحيداً منفرداً مبتوراً: “لأن جهالة الله أحكم من الناس! وضعف الله أقوى من الناس” وسيقول لك أنظر الكتاب يقول ان الله ضعيف. ويستحيل أن يعرض النص في سياقه لأن هدفه ليس الوصول للحق أو إظهاره أو حتى البحث بإنصاف عنه، بل كل غايته هو التشويه فقط!

يعرض هنا القديس بولس المقياس البشري لليهود واليونانيين للصليب بكونه ضعف وحماقة فهو يقول أن ما تقولون عنه حماقة وضعف حسب مقاييسكم فالله قدمه بكونه قوة وحكمة.

فهو استخدم الحماقة والضعف كاحكام وضعت على الإنجيل بواسطة الحكماء العالميين من اليونانيين واليهود فهم قالوا أن خطة الخلاص المشتملة مسيّا مصلوب هو حماقة وضعف حسنًا فبولس يقول أن الحماقة والجهل هما أحكم وأقوى من أي شيء يمكن أن يقدمه البشر.

he is using “foolishness” and “weakness” as judgments placed on the gospel by the worldly-wise Greeks and Jews. They said that a plan of salvation that involved a crucified Messiah was foolishness and weakness (v. 23). Well, says Paul: That “foolishness,” that “weakness,” is wiser and stronger than anything man can devise.[1]

فخلاصة الأمر أن القديس بولس يَعقد مقارنة بين توصيف اليهود واليونانيين لصليب المسيح بانه حماقة وجهل حسب مقاييسهم البشرية وبين ردة فعله على توصيفهم بأن ما تعتبروه جهالة وحماقة هو أحكم وأقوى من كل حكمة وقوة البشر لأنه من الله.

[1]Robert E. Picirilli, 1, 2 Corinthians, First Edition, The Randall House Bible Commentary (Nashville, TN: Randall House Publications, 1987), 23.