يهوديات

تفسير ليقبلني بقبلات فمه (نش 1: 2)

تفسير ليقبلني بقبلات فمه (نش 1: 2)

تفسير ليقبلني بقبلات فمه (نش 1: 2)

تفسير ليقبلني بقبلات فمه
تفسير ليقبلني بقبلات فمه

صفحة: المسيح في التراث اليهودي

تفاسير لآيات مختارة من سفر النشيد.
” لِيُقَبِّلْنِي بِقُبْلاَتِ فَمِهِ..” (نش 1: 2)

تلك الآية التي تبدو بسيطة والتي قالتها العروس وهي تنتظر بشوق قبلات العريس ، انما تحكي عن أمور ماضية وحاضرة ومستقبلية ، سجلها الوحي لنا لنستخرج منها تعاليم وأسرار.


◆ تفسير الجانب اليهودي : (عن الماضي)
التفسير اليهودي يقوم على أن العريس هو الله والعروس هي كنيس اسرائيل ،وسنأخذ مثالين

1- مدراش رباه للنشيد 1: 13
[רבי יהושע בן לוי ורבנין רבי יהושע אומר: ב’ דברות שמעו ישראל מפי הקב”ה, ‘אנכי’ ו’לא יהיה לך’; הה”ד: ‘ישקני מנשיקות פיהו’ ולא כל הנשיקות. ורבנין, אמרין: כל הדברות שמעו ישראל מפי הקב”ה

الرابي يهوشع بن ليڤي والربوات (معه)، الرابي يهوشع قال: أمران سمعهما اسرائيل من فم القدوس المبارك هو (الرب) ، “أنا الرب إلهك..” (خر 20: 2) و “لا يكون لك آلهة أُخرى أمامي” (خر 20: 2) ، هذا هو المكتوب “ليقبلني بقبلات فمه” (نش 1: 2) ، ليس -مكتوبا- كل القبلات ، لكن الربوات قالوا: كل الأوامر سمعها اسرائيل من فم القدوس المبارك هو (الرب).]

2- تفسير الرشبام (نش 1: 2)
[ודמיון זה על התורה שנאמרה לישראל פה אל פה.
وهي تشبيه للتوراة التي قيلت لاسرائيل فم لفم (شفاهةً)]

آية للتأمل : “من وصية شفتيه لم أبرح” (ايوب 23: 12)


◆ تفسير الجانب المسيحي (عن الحاضر)
التفسير المسيحي يفسر أن العريس هو الله والعروس هي كنيسة الأمم (كنيسة العهد الجديد) ، وسنعرض تفسيرين.

1- تكلم اليهود عن الماضي وعن تلقي الوصايا في سيناء من فم الله مباشرة ، بينما نحن كنيسة العهد الجديد نتكلم عن الحاضر وكيف تلقينا ومازلنا نتلقى القبلة من الله ، ولا نستطيع أن نفهم الحاضر إلا عندما نتعمق في الماضي، قديما عندما سمع اليهود الوصايا من فم الله لم يحتملوا أن يسمعوا (لأن الله تكلم بمجد عظيم) وترجوا موسى أن يكون هو الكليم أو الوسيط بينهم وبين الله ، فنقل موسى كل ما سمعه من الله لهم (خر 20: 19)…

هذا الحدث يحمل معنى نبوي ، فموسى كان يرمز للمسيح الذي في ملء الزمن أتى ، وألقي الكلمة مباشرة الى اليهود بشكل يستطيعوا أن يحتملوه (لأن المسيح هو الله متجسدا دون المجد) . ولأن موسى في ذلك الحدث كان يرمز للمسيح وسيط العهد الجديد ، كانت النبوة العظيمة الى موسى بأن شخصا مثله سيأتي (تث 18: 18) ، والمقصود ، أنه سيأتي شخص يكون وسيط بين الله والناس (1تي 2: 5) وهو سيتكلم بكلمة الله الى الجميع (تث 18: 18 ، يو 12: 50)، هذا هو المسيح يشوع ، الله نفسه متجسداً للناس.

فلا نستعجب إذن عندما نرى الوحي يقول أن المسيح “فتح فاه قائلا” وكأن الوحي يذكرنا بأن هذا هو العريس الذي طالما انتظرت البشرية قبلاته.

الكنيسة في أوائلها تلقت الكلمة مباشرة من فم الله عن طريق المسيح ، وعندما مات المسيح وقام ثم صعد فإن الكلمة مازلنا نتلقاها من فم الله حتى الآن عن طريق الروح القدس ، هذا أعلنه المسيح عندما قال “الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم .. يذكركم بكل ما قلته لكم” (يو 14: 26).

2- “ليقبلني بقبلات فمه لأن حبك أطيب من الخمر” الشق الأول مبني للمجهول لأن العروس (الكنيسة) تتكلم مع الله الآب (غير المرئي-خر 33: 20-) والشق الثاني مبني للمعلوم لانها تتكلم الآن مع الله الإبن (المرئي -يو 1: 18-) . ، القبلة هي علامة للحب وقد حصلت الكنيسة على القبلة وقت موت المسيح على الصليب فاتحاً ذراعيه ، “لإنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد” (يو 3: 16) ، وكما قال المسيح “ليس حب أعظم من هذا: أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه” (يو 15: 13).

آية للتأمل : يوحنا المعمدان قال “من له العروس فهو العريس” (يو 3: 29)

 


◆ تفسير أُخروي عن المستقبل وآخر الأيام.

“ليقبلني بقبلات فمه” القبلة هي علامة القبول ، اشتياق العروس للقبلة هو اشتياق كل نفس بشرية للتواصل مع خالقها (العريس المسئول عنها) ، وبالرغم من هذا ليس الكل يتواصل معه ، ليس الكل يتحد به ويأخذ من كلماته وتعاليمه، كما أن القبلة ما بين العريس والعروس هو شئ بديهي ، هكذا التواصل بين الإنسان والله لإنه بدونها لن تكون هناك شراكة أو علاقة حقيقية، ومن لم ينال الشراكة مع الله فهو لم ينال بعد العفو ولا يزال مُدان.

كان هدف المسيح في مجيئه الأول تقديم العفو وليس الإدانة (يو 3: 17) ونالت الكنيسة منه العفو ، وأما من هو خارج الكنيسة فهو معرض للدينونة في أي وقت عندما يأتي المسيح مرة أخرى في مجيئه الثاني (مجئ الدينونة) عندما يأتي في كامل مجده. على كل إنسان الآن أن يسلك مسلك عروس النشيد ويطلب قبلات الله لينالها فتحيا نفسه . وإلا فهو ينال من غضب الله ، هذا أعلنه الوحي مُحذراً في مزمور لداود “قبلوا الإبن لئلا يغضب” (مز 2: 12).

نلاحظ أن كلمة “الإبن” في تلك الآية وردت بشكل غير تقليدي (בר) فهي كلمة غير عبرية وإنما آرامية وهي اللغة التي كانت تتكلم بها الشعوب حول اسرائيل ، وكأن الوحي يعلن في تلك الآية أن الغضب عندما يأتي لن يكون الإبن كاهناً يهودياً (كما كان في المجئ الأول) وانما سيكون الإبن ملكاً عالمياً لينال حكم الأرض كلها، وحينها سيظهر الغضب على من لم يقبله وهذا سيحدث في المجئ الثاني).

مز 2: 12
[قَبِّلُوا الابْنَ لِئَلاَّ يَغْضَبَ فَتَبِيدُوا مِنَ الطَّرِيقِ. لأَنَّهُ عَنْ قَلِيل يَتَّقِدُ غَضَبُهُ..]
يو 3: 34-36
[لأَنَّ الَّذِي أَرْسَلَهُ اللهُ (الآب أرسل الإبن) يَتَكَلَّمُ بِكَلاَمِ اللهِ…وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللهِ».]

تفسير ليقبلني بقبلات فمه (نش 1: 2)