يهوديات

مصر والضيقتان العظيمتان

مصر والضيقتان العظيمتان

مصر والضيقتان العظيمتان

مصر والضيقتان العظيمتان
مصر والضيقتان العظيمتان

صفحة: المسيح في التراث اليهودي

“مصر والضيقتان العظيمتان”

كلمة مصر عبرياً هي “مِتسرايم-מִצְרַיִם”. ويمكن تقسيمها لقسمين. (מ+צרים) وبالتالي يمكن ترجمتها حرفيا (من+ الضيقتان) ، دائما في الكتاب المقدس ترمز مصر للضيق في العالم ، فهناك استُعبد بني اسرائيل وخلصهم الرب، وحتى من بعد ان وصل اليهود لكنعان ارض الموعد بعد الخروج، كان من حين لآخر تخرج مصر لمضايقتهم.

 

ما هم الضيقتان!؟ هم الضيقتان اللتان يواجههما اي انسان، الضيق المادي والضيق الروحي. وهذا ما تعرض له اليهود في عبوديتهم في مصر، فبجانب الضيق المادي من المصريين اي التسخير للعمل والتضييق والتعذيب والقتل، فهناك الضيق الروحي من الشياطين فقد اورد التقليد اليهودي انهم كانوا يعبدون الهة المصريون وقد تناسوا الههم. من الضيق المادي والروحي خلصهم الرب بذراع قوية واخرجهم من مصر.

 

خطوات الخلاص من مصر نراها في قصة خروج اسرائيل:
1- اعلان الهي وخلاص روحي : اعلن الله عن نفسه لموسى وموسى اعلن هذا لاسرائيل، فتطهر اسرائيل ونزعوا الالهة الغربية من بينهم.
2- قوة الهية وخلاص مادي : خلصهم الرب ماديا بخروج واجلاء قوي من ارض مصر بقوة الهية خالصة وهي معجزة انشقاق مياة البحر الاحمر.

 

✤ وما حدث قديما لإسرائيل مع موسى، حدث ايضا لإسرائيل مع المسيح.

اسرائيل وقت المسيح كانت تحت الضيقتان، وقت المسيح كانت اسرائيل مولودة تحت عبودية الغرباء (الرومان) وايضا تحت عبودية الشيطان (القلب غير الكامل مع الله). فماذا فعل المسيح!؟ أعلن عن الله ابوه أمام الكل. وحثهم للتطهير الروحي الذي هو أول خطوة في خطوات الخلاص، ومن اليهود من قبل هذا وانتظر الخلاص المادي وهناك من رفض لانه فقط انتظر الخلاص المادي اولا، وهو عكس ما أعلنه الكتاب وعكس ما حدث في القديم ايام مصر ومن هنا تفرق اليهود لقسمين:

 

أ- قسم تابع للمسيح وهذا فهم الرسالة وانتظروا مجئ المسيح الثاني الذي فيه يخلصهم من التعب المادي وفيه ينالون ملكوت السموات وهؤلاء يمثلون الجيل الاول من المسيحيين والذين منهم الرابي بولس الذي شهد قائلا:
عبرانيين 9: 28
هكَذَا الْمَسِيحُ أَيْضًا، بَعْدَمَا قُدِّمَ مَرَّةً لِكَيْ يَحْمِلَ خَطَايَا كَثِيرِينَ، سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلاَ خَطِيَّةٍ لِلْخَلاَصِ لِلَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ.

 

ب- وهناك قسم اخر من اليهود وهم من رفضوا الخلاص الروحي أولاً، وهؤلاء لهذا رفضوا المسيح وإنتظروا آخر يجئ ليخلصهم من الرومان، ولأنهم اعتمدوا على نفسهم دون الله، تركهم الرب للرومان الذين قاموا في معركة اورشليم الثاني بقتل ثلثي اليهود وحرق الهيكل وتهجيرهم من الارض بعدها ببضع عشرات من السنين. في حين ان القسم الاول من اليهود لم ينالهم اي اذى لانهم هربوا قبل ان تبدا معركة اورشليم والى بيرية لانهم تذكروا كلمات المسيح بخصوص الخراب الآتي على اورشليم (لوقا 21: 20-22).

 

✤ وما حدث قديما لاسرائيل مع موسى، وحدث ايضا لاسرائيل مع المسيح يحدث معنا الآن.

كلنا وُلِدنا تحت العبوديتان، العبودية والضيقة المادية من اناسا ترفضننا لكوننا فقط مسيحيون يضطهدوننا في اعمالنا وحياتنا ويتمادون ليقتلوننا ايضا، وهناك العبودية والضيقة الروحية، فالشيطان يحاربنا باستماته ليبعدنا عن الله وتجعله ليس الاول وانما الاخير في هتماماتنا واولوياتنا.

خطوات الخلاص قديما هي نفسها خطوات الخلاص الان.
وخطوات خلاصنا هي اعلنها الروح القدس.

1- اعلان روحي وخلاص روحي: وهذا حدث في مجئ المسيح الاول، فالله نفسه اعلن عن نفسه (في الابن) للجميع، ليطهرنا من الشرور ولننزع الالهة الغربية من بيننا ليكون الرب هو الاول في كل اهتماماتنا واولوياتنا.

 

2- قوة الهية وخلاص مادي: وهذا سيحدث في مجئ المسيح الثاني، فان كان شر العالم المادي ضد شعب المسيح تتزايد فهؤلاء يُعزبون وهؤلاي يُقتلون وهؤلاء يُذبحون، سيأتي الوقت الذي فيه ينهي الله كل هذا بمجزات عظيمة، فق تكلم سفر الرؤيا ان اكبر شر سيواجهه العالم في اخر الايام -والمقابل لفرعون والمصريين ايام اسرائيل- سيكون جوج وشعب ماجوج ومن معهم وبحسب النبوة سيبيدهم الله بمعجزة الهية (حز 38: 22-رؤيا 20: 9) .

 

تذكر انه لابد لنا ان نحيا في الضيق فقط لنتطهر ونتذكر الله، وتذكر ايضا انه مهما تمادا الشر في هذا العالم سيجئ الوقت الذي ينهي الله فيه هذا الشر وللأبد.

آمين

مصر والضيقتان العظيمتان