أبحاث

دقة التلاميذ في نقل الأخبار عن يسوع

دقة التلاميذ في نقل الأخبار عن يسوع

دقة التلاميذ في نقل الأخبار عن يسوع
دقة التلاميذ في نقل الأخبار عن يسوع

 

ما مدى دقة التلاميذ في نقل الإعلان عن يسوع؟ تختلف الآراء حول ذاكرة التلاميذ عن يسوع – من عدم القدرة على التذكر على الإطلاق وحتى التطابق التام. فالذين يقولون بـأن التلاميذ قد نسوا ببساطة (مثل جون دومينيك كروسان 1)، أو أن إيمانهم قد سيطر على ذكرياتهم (مثل مدرسة يسوع 2) توجد في طريقهم بعض العثرات.

كما ذكرنا في الفصل الأول، لم تكن ذكرياتهم، وما جمعوه مع ذكريات مكتوبة هي فقط ذكريات فردية، ولكنها كانت جماعية – توثّقت بواسطة شهود عيان آخرين، وإشتعلت في أذهانهم عن طريق إعادة روايتهم المستمر للقصة. وهكذا فإن تكرار الأمور المختصة بيسوع وتوثيق مثل هذه الأمور بواسطة شهود عيان آخرين قد عملا كتأكيدات وتوازنات لدقة الرسل 3. إن “الذاكرة الجماعية” هي ضربة قاضية للرأي القائل بأن الرسل، ببساطة، قد نسوا يسوع الحقيقي.

كما يوجد قصور آخر في منهج كروسان، هو أن ما قاله بخصوص الذاكرة المخطئة ليس له علاقة بتأليه شخص أو ما يشبه ذلك! بل يمكن أن يتعلق مثلاً بنسيان المكان الذي عرف فيه الناس عن إنفجار “تشالنجر” عام 1986، أو نسيان أسطر من قصيدة محفوظة. ومع ذلك فرغم أن بعض الناس قد ينسون أين كانوا عندما انفجر تشالنجر، فهل يمكنهم أن ينسوا أن تشالنجر قد ضاع في الإنفجار، أو أن يزينوا القصة؟

عندما نطبق هذا الأمر على الأناجيل، فإن شرح كروسان يوضح فقط أن وقت ومكان معجزات يسوع أو أقواله كان يمكن أن يختلط في أذهان التلاميذ؛ لكن لا توجد أية إشارة إلى إمكانية تغيير عمل غير معجزي وتحويله إلى معجزة، لكن فكّر في أن هذه الذكريات كانت عند جماعة ومجتمع، وكان التلاميذ في ذلك المجتمع وضمن تلك الجماعة بالتأكيد يتحدثون مع بعضهم البعض في الحال بعد أن كان يسوع يقوم بإجراء أية معجزة أو عظة. كما علينا أن نتذكر أيضاً أن التلاميذ كانوا شهود عيان على الأحداث. في تلك الحالة، تصبح إدعاءات كروسان بأكملها لا علاقة لها على الإطلاق بالأمر إذا طبقناها على الأناجيل.

يجدر بنا إذاً أن نقول إن “مدرسة يسوع” (التي كان كروسان عضواً فيها) يبدو أنها أدركت أن الذاكرة المخطئة ليست تفسيراً مناسباً للجدل الخاص بيسوع الذي كتبت عنه الأناجيل، فبالنسبة لهم، يكون الإيمان قد تفوّق على الذاكرة. لكن هذا على الأقل تفسير أفضل لما نراه في الأناجيل، ولكنه يتضمن، كما رأينا، نظرية المؤامرة التي تترك العديد من النهايات التي تفسح المجال لتأويلات مختلفة.

ومن منظور آخر، يوجد من يعتقدون أن التلاميذ قد أعادوا استرجاع ما قاله يسوع حرفياً. قام برجر جيرهاردسون بتجميع كمية هائلة من البيانات لكي يوضح طريقة وعمق رسوخ ثقافة الذاكرة في العالم اليهودي القديم[4]. فيوضح أن يسوع كان يمكن أن يعتبر معلماً ويعتبر أتباعه تلاميذ. وفي مثل هذه العلاقة، كان حفظ كلمات المعلم أمراً طبيعياً للغاية، فيقول على سبيل المثال:

أحد الأقوال الشهيرة ل “هيليل” الذي يتكرر في أحد المراجع، يقول: “إن الإنسان الذي يكرر فصلاً… مائة مرة لا يقارن بالإنسان الذي يكرره مائة مرة ومرة.” وعندما يوضع في الإعتبار موضوع تكرار كلمات المعلم لتلاميذه، فإن المعلم الذي لا يتعب هو الذي ينال الثناء. وهكذا يتم التعامل مع “آر بريدا” على أنه مثال لذلك الأمر، فقد إعتاد أن يكرر كل مقطع “أربعمائة مرة”
 أخرى. يقدم لنا هذا الوصف المبالغ فيه واحدة من أكثر الصور البلاغية للوسائل البسيطة، مع كونها فعّالة، التي كان يستخدمها المعلمون عند الرغبة في توصيل أمور عقائدية أساسية لتلاميذهم.[5]

لكن المشكلة هي أن الرأي الذي يعتمد على الإستشهاد الحرفي لا يتفق تماماً مع الأناجيل المكتوبة. فالكثير من العلماء يشيرون إلى أن المؤرخين القدماء لم يكونوا يهتمون باقتباس كلمات الشخص عينها، بل، في الأغلب، بالحصول على جوهر ما كان عليه أن يقوله.[6] وهذا بالتأكيد هو الحال مع كتّاب الأناجيل أيضاً.[7] وهكذا فإننا حالياً نحتاج ببساطة لأن نشير إلى أن الأناجيل لا تدون دائماً كلمات يسوع (أو الآخرين) بنفس الطريقة التي قيلت بها تماماً -حتى بالنسبة للأقوال التي لابد وأنها قد قيلت في مناسبة واحدة فقط (مثلاً صرخة يسوع وهو على الصليب، أو الصوت السماوي الذي سمع عند معمودية يسوع). هذا على الأقل يفترض أن رأى برجر جيرهاردسون قد بولغ فيه بدرجة ما.

وفي نفس الوقت، أنتج برجر جيرهاردسون تطابقاً حقيقياً بين ثقافة معلمي اليهود القدماء وتلاميذهم.[8] هذا يناقض الإتجاه العام للذين يرون الذاكرة على أنها أمر فردي لا يعتد به. يستعرض “فكروسان” مثلاً العديد من الحكايات من المجتمع الحديث لكي يوضح كيف أن ذكرياتنا تضللنا. وحتى بعيداً عن الإحتمالية أن الإختلافات في القدرة على الحفظ بين الثقافات الحديثة والقديمة يجب بالتأكيد أن تكون كبيرة، إلا أن معظم إستشهاداته هي بأفراد ترتكز ذاكرتهم على سماع شيء يقال، أكثر مما تعتمد على مجتمعات أو مجموعات من الناس الذين كانوا شهود عيان.[9] وهكذا فإن حكاياته تقصر عن أن تطابق الحقيقة.[10]

دقة التلاميذ في نقل الأخبار عن يسوع
دقة التلاميذ في نقل الأخبار عن يسوع

التعليل الصحيح

ربما أفضل نموذج لما فعله التلاميذ حقيقة في تذكرهم ما قاله وعمله يسوع هو الذي شرحه كينيث بيلي. يتحدث بيلي عن “التقليد الشفهي غير الرسمي الموجه”[11]، فيقول إنه بالرغم من وجود نوع من المرونة في إعادة رواية القصص في الثقافة الشفهية، مثل تلك التي كانت موجودة في فلسطين القديمة، كان هناك جوهر ثلبت يتكرر بالضبط وبصورة غير متغيرة. ففي مجلده الملحمي “تذكّر يسوع”، يؤكد جيمس دي جي دن، وهو من علماء العهد الجديد، مفاهيم بيلي قائلاً:

السؤال الجوهري بالطبع هو ما إذا كان مثل هذا الفهم للتعليم الشفهي يقدم نموذجاً تفسيرياً لتعاليم يسوع، وعلى وجه الخصوص، ما إذا كنا نجد علامات مثل هذا “التعليم الشفهي غير الرسمي الموجه” في تعاليم الأناجيل المتشابهة نفسها أم لا، وإني أعتقد أنه يقدم تفسيراً، وأننا نستطيع العثور عليه بالفعل.[12]

هناك وجهة نظر أخرى متشابهة قدمها داريل بوك في مقاله “كلمات يسوع في الأناجيل: حية أم مخادعة أم من الذاكرة؟”[13]، فيقول: “يعيد كل بشير رواية كلمات يسوع الحية والقوية بطريقة جديدة لقرائه، بينما يقوم بأمانة وبدقة بعرض “جوهر” ما قاله يسوع. وإني أرى أن هذا المنهج يدرك كون تعاليم يسوع “حية” في ديناميكيتها ونوعيتها.”[14]

ناقشنا مسألة أن الرسل وغيرهم من شهود العيان الآخرين قد كرروا رواية تاريخ حياة يسوع كثيراً في الوقت الذي بدأت فيه كتابة الأناجيل. وهذا التكرار بواسطة الكثير من شهود العيان قدم رقابة على جودة التعليم المنقول. ولكن يجب ملاحظة أربعة أشياء أخرى.

أولاً: كما يقول جيرهاردسون: في تقليد الثقافة الغربية، تم في عصرنا الحاضر فقط تفريغ الذاكرة بفاعلية في الكتب. فقبل عصرنا الحاضر، لم نكن نتعلم قبول شكل من التعليم يتكون لحد كبير بالقدرة على العثور على المادة المطلوبة في الكتب الملائمة، دون الحاجة لأن نحملها جميعاً في الذاكرة. وفي عصرنا الحاضر فقط قد حدثت الثورة التعليمية التي أطلق عليها “خلع الذاكرة عن العرش.”[15]

هذه نقطة مهمة – رغم تجاهلها بصورة كبيرة من قبل الذين يفترضون أن التلاميذ قد نسوا يسوع، لذلك يجب أن تذكر بصورة مختلفة (لئلا تنسى!). وهكذا يعبر عنها دن بهذه الطريقة:

واحدة من أكثر نواح القصور المذهلة في البحث الخاص بيسوع التاريخي تنتج من حقيقة أنه قد حدث في زمن الكلمة المطبوعة. فجوتنبرج وكاكستون قاما بثورة، من المنظور البشري، في القرن السادس عشر في أوروربا التي كانت أكثر أهمية في نتائجها من الثورة التي إرتبطت بأسماء مثل كوبرنيقوس وجاليليو… وبالتالي، فإننا في الغرب نأخذ، كأمر مسلم به، أن أساس التعليم السليم هو القدرة على القراءة والكتابة… ولكننا، في كلمة واحدة، جميعنا أبناء جوتنبرج.[16]

فيما يختص بتدهور الذاكرة، يوجد في الحقيقة ثلاث فترات عظيمة تصلح لأن تكون ملاحم، وهي: الفترة التي سبقت إختراع الطباعة؛ والقرون منذ إختراع الطباعة إلى ظهور الكومبيوتر الشخصي، والعصر الحالي للكومبيوتر الشخصي. وربما في أحد الأيام قد تذكر أسماء مثل جوبز وجيتز في نفس اللحظة مع إسم جوتنبرج. لكن أي شخص يقوم بتدريس اللغة اليونانية أو اللغة العبرية يعرف كل تزداد صعوبة أن نقنع الطلاب بالحاجة إلى حفظ تصريفات الأفعال أو مفردات الكلمات! بغض النظر عن ذلك، فقد قل كثيراً التركيز على الحفظ لفترة زمنية طويلة في التعليم بسبب توفر المواد المطبوعة.

ثانياً: كما أشار بوك: “إذا كان دور التعليم الشفهي مهماً بالنسبة للقدماء عامة، فإنه كان مهماً بصفة خاصة بالنسبة للثقافة اليهودية.”[17] هذه هي النقطة التي يؤكدها جيرهاردسون بالتفسيرات الكافية.

ثالثاً: كثيراً، إن لم يكن عادة، ما قيلت تعاليم يسوع بصورة إيقاعية أو بأسلوب يمكن حفظه. كما يشير بارنيت: “إن الكثير من تعاليم يسوع كانت تقال بشكل شعري، بإستخدام الجناس (تكرار نفس الأصوات أو الحروف)، والسجع (تشابه الأصوات)، والتطابق، والإيقاع. وبحسب رأى آر ريزنر، فإن 80% من تعاليم يسوع كانت تقال بصورة شعرية.”[18] يفترض هذا على الأقل أن يسوع قد توقع من تلاميذه أن يتعلموا منه، وأن يتعلموا جيداً كلاً من محتوى وصياغة الكثير من تعاليمه.

رابعاً: ربما دون بعض من تلاميذ يسوع بالفعل ملاحظات عنه أثناء فترة حياته.[19]  وبناءعلى ذلك، فإننا نرى تشابهاً مهماً لتلك الملاحظات في مخطوطات البحر الميت، حيث “يتم جذب الانتباه لمعلم البر، مؤسس حزب قمران، الذي يبدو أن تعاليمه قد دونت أثناء حياته.”[20] وهكذا فلا يوجد سبب يمنع أن يكون بعض التلاميذ قد إستطاعوا تدوين الملاحظات، رغم أنه لا يوجد أيضاً دليل على أنهم فعلوا ذلك.

وفي الختام: يمكننا أن نخلص إلى أن الثقافة اليهودية القديمة، والعلاقة بين التلاميذ ويسوع معلمهم، وتعدد شهود العيان، وتكرار القصص عن يسوع منذ البداية، جميع هذه الأمور تشير إلى وجود تعليم شفهي قوى خلف الأناجيل المكتوبة. ورغم أن هذه الثقافة الشفهية لا تفترض أن البشيرين كانوا دائماً يكتبون حرفياً ما كان يسوع يقوله، إلا أنهم بالتأكيد قد تسلوا منه الجوهر بصورة سليمة (وهذا يتفق مع التقارير التاريخية القديمة). ولكن، بجانب البرهان العام من التعليم الشفهي، يوجد برهان خاص يعرف باسم معايير الصحة والأصالة. هذه المعايير تشير أيضاً إلى صدق الأناجيل في التبشير والإعلان عن يسوع. وسوف ننظر في هذه المعايير في الفصل التالي.

 

1- جون دومينيك كروسان، The Birth of Christianity: Discovering What Happened in the Years Immediately After the Execution of Jesus (San Francisco: HarperSanFrancisco,1998)، 47-93.

2- هذه هي البنية الأساسية لكتاب روبرت دبليو فانك, وروي دبليو هوفر، وجماعة “الدارسين لشخصية يسوع”، The Five Gospels: The Search for the Authentic Words of Jesus (New York: Macmillan, 1993)، ويتم ذكرها بوضوح في صفحة 4 من كتاب The Five Gospels

3- الأمر الملحوظ هنا هو أنه، حتى كروسان، يتفق مع إن تي رايت في أن أقوال يسوع كانت تتكرر على الأرحج مراراً كثيرة: “فالاحتمال الأغلب هو أن معظم ما قاله يسوع، لم يقله مرتين بل مائتي مرة (بالطبع) مع الكثير من الاختلافات المحلية”. (كروسان، Birth، 49 مقتبساً من إن تي رايت، The New Testament and the People of God (Minneapoles: Fortress, 1992,423) ومع ذلك لم يكن كروسان يعتقد أن هذا الأمر كان له تأثير على التبشير الرسولي بالإنجيل.

4- بيرجر جيرهاردسون، Memory and Manuscript: Oral Tradition and Written Transmission in Rabbinic Judaism and Early Christianity, With Tradition and Transmission in Early Christianity

كلا الكتابين الآن معاً في غلاف واحد. (Grand Rapids: Eerdmans, 1998)

5- جيرهاردسون، Memory and Manuscript,  134-135.

6- أساس هذا المنهج بالنسبة لمصادر الاقتباس يمكن الحصول عليه من كتاب ثيوسيديدز، History of the Peloponnesian War 1,22,1

7- لأجل معالجة عامة لهذا الموضوع، انظر داريل إل بوك، في كتابه

Jesus Under Fire: Modern Scholarship Reinvents the Historical Jesus, مايكل جي ويلكينز وجي بي مورلاند (Grand Rapids: Zondervan, 1995) 73-99.

8- العديد من هؤلاء القادة اليهود عاشوا قبل زمن المسيح, مما يوضح استمرارية التعليم اليهودي قبل وبعد زمن المسيح.

9- يبرهن كروسان على أن أفضل اختبار لتحديد ما يقف خلف الأناجيل هو “التداخل بين الذاكرة، والتعليم الشفهي والمعرفة عن طريق العاملين في حقل التعليم الشفهي الذين يعملون بصورة مؤثرة، أو عن طريق علماء النفس الاجتماعيين العاملين بطريقة تجريبية.” (58 ,Birth). لكن ما إذا كان هذا المنهج مقصوراً بالكامل على الحقبة الحديثة، فيبدو أن هذا الأمر لا يهم كروسان.

ومع ذلك، عندما ظهر كتاب جيرهاردسون، Memory and Manuscript لأول مرة عام 1961، انتقد جاكوب نيوسنر الكتاب لافتقاده للتشابه الحقيقي بين القرن الأول وبين الأناجيل، وفي النسخة المنقحة لعام 1998، اغتنم نيوسنر الفرصة لكي يتراجع عن رأيه “غير المتوافق وغير المتسق وغير المقدّر، بل في الحقيقة المنفّر” (في تقديمه لكتاب Memory and Manuscript,XXV) فيناقش نيوسنر “لماذا تم حرمان جيرهاردسون من الاستماع إلى حجته” (نفس المرجع)ز فحيث أن مواد تعاليم قادة اليهود كانت أقدم من العهد الجديد

فقد رفض العلماء ببساطة برهان جيرهاردسون على أنه لا علاقة له بالموضوع، فالميشنا، أقدم مصادر تعليم لقادة اليهود، تم تدوينها حوالي عام 200م رغم أنها كانت ترجع لمصادر شفهية كانت في كثير من الأحيان، قبل زمن المسيح. بالطبع، ليست لدينا مصادر أقدم من ناحية اليهود، لذلك كان جيرهاردسون يستخدم على الأقل أفضل التشابهات المتاحة، من ناحية التسلسل الزمني. لكن كروسان استخدم تشابهات حديثة، معتقداً أن هذا هو المنهج العلمي السليم. أما العلماء المحافظون أكثر فيرتفعون إلى مقياس أعلى كثيراً.

10- على خلاف ذلك، يبدأ كتاب جيرهاردسون، Memory and Manuscript على الأقل بتشابهات شديدة القرب في النواحي التالية: (1) علاقة اليهود، (2) ومعلمي وقادة اليهود بالرسل، (3) والثقافة القديمة، (4) التي كانت تركز على الحفظ. الأمر الملاحظ هو أنه كان هناك اختلافان رئيسيان إلى جانب احتفاظ تلاميذ يسوع بالمادة أكثر مما فعل تلاميذ قادة اليهود: أولهما هو إعادة تعزيز المجتمع للذاكرة، وثانيهما هو أنهم كانوا شهود عيان لأحداث معينة.

11- لم يتم ملاحظة مقالات كينيث أي بيلي وكتبه المبكرة بواسطة العلماء إلا عندما ناقشها كل من إن تي رايت وجي دي دي دن. انظر مقالات بيلي:

Informal Controlled Oral Tradition and the Synoptic Gospels.

Asia Journal of Theology 5 (1991): 34-54؛ وMiddle Estern Oral Tradition and the Synoptic Gospels, Expository Times 106 (1995): 363-367، وكتبه وخاصة Poet and Peasant

Through peasant Eyes: A Literary-Cultural Approach to the Parables of Luke, (Grand Rapids: Eerdmans, 1983). انظر كتاب إن تي رايت،

 Jesus and the Victory of God(Minneapolis: Fortress,1996) 133-137؛ وكتاب جيمس دي جي دن، Jesus Remembered (Grand Rapids: Eerdmans,2003)  ، 206-210.

12- كتاب دن، Jesus Remembered، 210.

13- كتاب بوك، Words of Jesus in the Gospels، 73-99.

14- نفس المرجع، 77.

15- كتاب جيرهاردسون، Memory and Manuscript، 123.

16- كتاب جيمس دي جي دن، A New Perspective on Jesus: What the Quest for the Historical Jesus Missed (Grand Rapids: Baker,2005) 35-36

17- كتاب بوك،Words of Jesus in the Gospels، 79. انظر الصفحات 79-81. فهو يستشهد، مستحسناً، بسخرية رينر ريزنر من المجتمع اليهودي القديم لأنه يعتمد على “ثقافة الذاكرة” (Gedachtniskulturen). انظر صفحة 80. يمكن العثور على الصياغة الأصلية في كتاب رينر ريزنر، Jukische Elementarbildung Und Evangelienuberlieferung فيGospel Perpectives: Study of History and Tradition in the Four Gospels أر تي فرانس وديفيد وينهام (Sheffield, England: JSOT, 1980)، 218: 1. لقراءة المقالة بأكملها، انظر الصفحات 209-223.

18- كتاب بول بارنيت، The Birth of Christianity: The First Twenty Years (Grand Rapid: Eerdmans, 2005), 113-114؛ انظر أيضاً كتاب جيرهاردسون، Memory and Manuscript، 136-156.

19- يتم مناقشة هذه النقطة في كتاب بارنيت، Birth of christianity، 114؛ كتاب إش سكورمان Traditiongeschichtliche Untersuchungen

(1968 Dusseldorf: Patmos)، 39-45؛ والكثير غيرها. بل أنه يتم الاعتراف بها حتى في كتاب جيرهاردسون، Memory and Manuscript 195 ، كإمكانية، رغم أن جيرهاردسون هو نصير للتقليد الشفهي القوي.

20- كتاب بارنيت، Birth of Christianity، 114.

تذكُّر يسوع، ما مدى دقة التلاميذ في نقل الإعلان عن يسوع؟ مناشة موضوعية