الأساليب الأرثوذكسية في التفسير الكتابي
ما هي الأساليب الأرثوذكسية في التفسير الكتابي؟ هل يمكن أن تقدم لنا أمثلة عن كل أسلوب؟
يمكن ويجب عل المسيحيين الأرثوذكس أن يستعملوا نتائج دراسات علماء الكتاب المقدس القادمين من خلفيات أخرى، طالما هذه النتائج على اتفاق مع التقليد الأرثوذكسي. فقد درس اللاهوتيون الكاثوليك والبروتستانت الكتاب المقدس بعمقٍ. وقد أعطونا النصوص الكتابية العبرية واليونانية والتي قريبة جداً من المخطوطات الأصلية بمقدار ما هو ممكن. لقد تعلّموا الكثير عن الظروف التاريخية التي سادت في إسرائيل القديمة والكنيسة الأولى، مستعملين الاكتشافات العلمية في مجالات علم الآثار، وعلم الاجتماع، والتحليل الأدبي وما شابه.
من هذه المصادر طوّروا ما ندعوه الاقتراب “التاريخي – النقدي” للكتاب المقدس. لا يعني هذا النقد بالمعنى الدارج. إن اللفظة اليونانية krisis تدل على “التمييز” و “المحاكمة”. أسلوبهم العلمي مكنهم من اتخاذ قرارات حول أسئلة مثل مصدر الكتابات الكتابية: كيف ومتى ولماذا وأين ولمَن كُتبت. قدّموا أيضاً معلومات مهمّة حول معنى تلك الكتابات، وحول أهميتها اللاهوتية والروحية.
علينا كأرثوذكس أن نأخذ هذه الموجودات بعين الاعتبار عندما نحاول أن نفسّر الكتاب المقدس بأنفسنا، سواء كنّا مفسّرين مهنيين، أو كهنة أو أشخاصاً آخرين مدعوين للتبشير والتعليم، أو علمانيين يقرأون لاستنارتهم الذاتية أو لنقل جوهر الرسالة الكتابية إلى الآخرين. على كل حال يوجد تمييز مهمٌ يجب أن نمارسه بهذا الخصوص. فالأساليب العلمية، مثل الأسلوب التاريخي – النقدي والتحليل القصصي، يمكن أن تقدّم لنا معلومات خام. فعلى كلِ تلميذ للكتاب المقدس أن يفسّر تلك المعلومات بحسب افتراضات معينة تعكس توجها لاهوتياً نوعياً.
غالباً ما تكون هذه الافتراضات متضاربة مع التقليد الأرثوذكسي وبالتالي يجب أن تُصحّح أو تُهمل. وحيثما تكون تفسيرات الآخرين منسجمة مع وجهة النظر اللاهوتية الأرثوذكسية، يمكننا عندئذ أن نستعملها ونستفيد منها. إن أكثر طريقة ضماناً لتقرير هذا هي أن نكتسب “ذهن الآباء”: أي أن نفترض افتراضات مشتركة بين اللاهوتيين الأرثوذكس في الكنيسة الأول. هذه الافتراضات تشمل ما يلي:
أولاً: إن “كلمة الله” غير محصورة بالكتاب المقدس أو بالتبشير، هذا التعبير يشير بالمقام الأول إلى اللوغوس الإلهي، ابن الله الأزلي، أحد أقانيم الثالوث القدوس.
ثانياً: إن تفسير الكتاب النقدي ممكنٌ فقط من خلال حضور وعمل الثالوث القدوس (من الآب، عبر الابن، في الروح القدس)، فالروح القدس “يُلهم” كلاً من مؤلّف السفر الإلهي وتفسيره الصحيح.
ثالثاً: إن المكان الصحيح للتفسير هو الكنيسة: عالم الحياة والفعل الإلهيين، والذي يقدم لنا وجهة نظر لاهوتية أساسية ضرورية للتفسير.
رابعاً: إن الكتاب المقدس بكليته هو شهادة لشخص الله في المسيح ولعمله الخلاصي. لهذا فإن العهد القديم يجب أن يُقرأ كـ”كتاب مسيحي”، ويجب النظر إلى العلاقة بين العهدين على أنهما عهد الوعد إلى عهد التحقيق (التفسير يعتمد بالتالي وبصورة كبيرة على التيبولوجيا لكشف العلاقة بين الشريعة والأنبياء من جهة، وبين المسيح والكنيسة من جهة أخرى).
خامساً: إن الأسفار القانونية قد نشأت في التقليد الشفوي لإسرائيل والكنيسة الأولى. وبكلمات أخرى فإن التقليد قد سبق كتابة النصوص الكتابية، لقد ولّد تلك النصوص وأعطى الإطار الذي فيه حملت تلك النصوص شهادتها. لهذا يجب ألا نضع الكتاب المقدس ضد التقليد كعنصرين مختلفين أو متعارضين.
الكتاب المقدس هو “القانون” أو “مقياس الحق”، جسد الكتابات المُوحي بها بالروح والذي له السلطان الفريد ضمن الكنيسة بسبب شهادته الأمينة للحقيقة التي كشفت الله. فبينما يقرّر التقليد حدود القانون، فإن الكتابات القانونية تكشف لنا الحدود الأصلية للتقليد ومحتواه: فالاثنان يتواجدان في علاقة تبادلية.
سادساً: لكي نفسّر الكتاب المقدس بصورة صحيحة يجب علينا أن “نحيا” الكتاب المقدس. فبينما يمكن للتفسير “الموضوعي” أن يقدم لنا معلومات تاريخية أو معلومات تتعلق بتقليد النص، فإنه عاجز أن يعطينا الجوهر الداخلي للكتاب المقدس. لا يستطيع التفسير “الموضوعي” أن يقودنا إلى فهم كامل للحياة والرسالة التي يسعى الروح القدس أن يكشفها لنا عبر الكتابات الكتابية.
لكي نفسّر الكتاب المقدس بصورة كاملة ودقيقة علينا أن نفعل هذا “من الداخل”. علينا أن نقبل بالإيمان الشهادة التي يقدمها الكتاب المقدس، بينما نجاهد أن نكون مخلصين للواحد الذي هو موضوع الكتاب، والذي يكشف نفسه ويجعلها قيد المنال من خلال الكتاب.
إثر سعيهم نحو فهمٍ كامل وعميق و”روحي” للنصوص الكتابية استعمل الآباءُ أساليبَ عديدة، إنما معلّق بعضها بالبعض الآخر بحيث يمكننا أن نستخدمها بصورة مفيدة في يومنا الحالي. إن أكثر هذه الأساليب أهمية هي الأسلوب بحسب النموذج Typology والأسلوب بحسب المجاز Allegory. حتى وقتنا المعاصر فإن علماء الكتاب المقدس اعتادوا على إقامة تمييزٍ جذري بين هذين الأسلوبين.
يعتقدون أن الأسلوب بحسب المجاز يشير إلى قراءة رمزية لكلمات نصٍ، لكي تكتشف المعنى ما وراء معناه الحرفي التاريخي (أي: ماذا قصد الكاتب الرسولي من هذه الكلمات أن تنقل لقرائه الأصليين). ففي أيدي المفسّرين اليهود والمسيحيين الأوائل من الإسكندرية في مصر، كثيراً ما أدّى الأسلوب بحسب المجاز إلى تفاسير غريبة لا علاقة لها بالمعنى الحرفي أو التاريخي الذي قصده المؤلّف الكتابي.
الأسلوب بحسب النموذج (والذي تطوّر بصورة خاصة في القرن الرابع في مدرسة أنطاكية التفسيرية) يشير، كما يعتقد هؤلاء العلماء أنفسهم، إلى استعمال أشخاص أو صورٍ من العهد القديم وصور مماثلة في العهد الجديد بحيث تكون بصورة أساسية تاريخية ومتعلقة ببعضها البعض من حيث الوعد والتحقيق.
إن “النموذج Type” في العهد القديم قد تمّت رؤيته متحقّقاً في “الأصل Antitype” في العهد الجديد، خاصة في شخص يسوع وفي الحياة الأسرارية للكنيسة. الأسلوب المجازي إذاً قد أُعتبر منفصلاً عن التاريخ، إذ يركز على الحقائق “الأبدية” والمعنى المتعالي. الأسلوب بحسب النموذج من جهة أخرى يجد المعني بالضبط في الحوادث والحقائق الأخرى (أشخاص، مؤسسات، وطقوس) المتأصّلة بثبات في التاريخ.
على كل حال، إن علماء الكتاب المقدس اليوم يُدركون أكثر فأكثر أن “التفسير بحسب المجاز” يُشير بالضبط إلى قراءة رمزية للنص بصورة إجمالية، وهي قراءة يمكن أن تشمل الأسلوب بحسب النموذج. إن الأسلوب بحسب النموذج كما استعمله الآباء هو أسلوب خاص بحيث يسعى، مثل الأسلوب المجازي بصورة عامة، إلى التنقيب في نص كتابي معين على رؤية أو معنى مُلهَم يتجاوز المعنى الحرفي الصرف.
خلال العصور الوسطى وخاصة في الغرب اللاتيني ميّز علماء الكتاب بين “معان” مختلفة عديدة يمكن أن تُدرك في النصوص الكتابية. فقد ميّزوا المعنى “الحرفي” على أّنه المعنى الذي قصده المؤلّف الكتابي: ماذا كان يحاول أن ينقل إلى قرّائه الأصليين فيما يتعلق بعمل الله الخلاصي. إلا أن هؤلاء الآباء، على كلٍ، قد تجاوزوا المعنى الحرفي وميّزوا معنى “خريستولوجيا”، مُدركاً بالأسلوب بحسب النموذج، وميّزوا معنى أخلاقياً Tropological يشير إلى سلوك أخلاقي لائق، وأخيراً ميّزوا معنى أخروياً أو Anagogical يشير إلى “الأمور الأخيرة” مثل القيامة العامة، والدينونة الأخيرة، والحياة في ملكوت السماوات.
تتداخل هذه المعاني المتنوعة فيما بينها، والتمييز الذي بينها هو نوعاً ما مصطنعٌ. مع ذلك، يمكن أن يكون مفيداً لنا في قراءتنا التمييز بأن أي نص كتابي معين يمكن أن يكون له بالنسبة لنا معنى يتجاوز المعني الحرفي للنص. يمكن للإدراك الأكمل والأعلى والأكثر روحانية للمعنى أو للمعاني الكتابية أن يقودنا إلى فهمٍ أعمق للمسيح، وإلى علاقة معه أكثر حميمية وإخلاصٍ، ويمكن أن يقوّي رجاءنا في النصر الأخير للمسيح على الخطيئة والموت والفساد.
إن التفسير بحسب المجاز يساعدنا على التقاط المعنى الحقيقي للكثير من نصوص العهد القديم والعهد الجديد، خاصة الأمثال التي قدّمها يسوع. فهذه (الأمثال) لا يُمكن أن تُقرأ بصورة “حرفية”، وإلا سيُساء فهمها. فمثلاً، إن “الابن الضال” (الخليع) لا يقصّ مغامرات شخصٍ فعلي، إنه صورة لكل واحد ينال من “أب” (الله) وفرة من البركات، ويُهدرها بالسلوك الخاطئ، ومع ذلك يعود إلى الأب بعملٍ متواضع من التوبة. الابن الأكبر هو صورة الذين، مثل الفريسيين، يبقون ظاهرياً أمنين للأب، ومع ذلك يخونون احتياجات البّر الحقيقي باقتصاريتهم وغيرتهم وكبريائهم.
وعلى مستوى آخر، يمكن أن يُرى الابن الضال (الخليع) كصورة للأمميين الذين يدخلون، كوثنيين سابقين، إلى الجماعة المسيحية الأولى، بينما يمثّل الابن الأكبر اليهود “المُخلصين” الذين، رغم ذلك، يستثنون أنفسهم من احتفالات بيت الأب (الملكوت) بسبب رفضهم الترحيب بأخوتهم المهتدين. من الممكن أن الرب يسوع (بواسطة الإنجيلي لوقا) قد قصد كلا هذين المعنيين، وكلا المعنيان يعتمد على تفسير للتقليد بحسب المجاز.
على كل حال، يمكن لأسلوب بحسب المجاز أن يشطّ مثل التفسير الذي له علاقة ضعيفة جداً أو لا علاقة له البتة بالقصد الأصلي للمؤلّف. فمثلاً، إن أوريجنس في القرن الثالث وحتى القديس كيرلس الإسكندري في القرن الخامس انهمكا أحياناً فرأيا في الصليب المسيح صورة أخلاقية لـ “صلبٍ” على كل مسيحي أن يخضع له في جهاده ضد الأهواء والخطيئة، أكثر من رؤيتهما لصليب المسيح على أنه نقطة انعطاف حاسمة في التاريخ يؤلّف عمل الله خلاصي الأقصى. هذه تأويل مجازي اعتسافي ولا مكان له في التفسير الكتابي الأصيل.
إن العلاقة بين العهد القديم والعهد الجديد مرة أخرى هي علاقة “وعد” بـ “إتمام” و”تحقيق”. تُرى هذه العلاقة بصورة ملموسة في الصور (التي بحسب النموذج) والتي توحّد العهدين معاً. إذ نستطيع أن نرى في قصة الخلق في تكوين 1 صورة نبوية للخليقة الجديدة النهائية للإصحاحات الأخيرة من سفر الرؤيا. ونستطيع أن نرى في موسى والأنبياء أشخاصاً يُعلنون ويُنذرون بمجيء المسيح مانح الناموس الحقيقي والعبد المتألّم الحقيقي. يمكننا أن نرى في الخشبة التي طرحها موسى في المياه المرّة لتحلّيها وتجعلها طيبة المذاق صورة نبوية لصليب المسيح المانح الحياة.
إن أوضح مثال من العهد الجديد عن هذا النوع من القراءة التي بحسب النموذج هو ربما الذي أعطاه القديس بولس في 1 كرونثوس 4:10. يتكلم هنا عن الصخرة التي ضربها موسى في البرية، والتي انبثقت منها المياه لتُطفئ عطش الإسرائيليين الهائمين. يوضح بولس أن تلك الصخرة “كانت المسيح”! فالصخرة هي الصورة التي بحسب النموذج للمسيح الآتي، مصدر “الماء الحي” (يوحنا 4). على كل حال إنه لأمر أساسي لأسلوب بحسب النموذج الاقتناع بأن الأصل Antitype يشترك فعلياً في النموذج وأنه حاضرٌ بمعني ما وفاعلٌ في تلك الصورة النبوية ومن خلالها.
فالمسيح، ابن الله الأزلي، يُرى حاضراً وفاعلاً في الخليقة وفي التاريخ. إنه الكلمة الذي به أحضر اللهُ كلَّ شيء إلى الوجود (“الله تكلّم”، تك 1). إنه أيضاً المصدر الأبدي “للمياه الحية”، والذي سيكون حاضراً مع شعبه في كل تاريخ إسرائيل القديم و”إسرائيل الجديد” أي الكنيسة. وبولس يوضح بأكثر المعاني حرفية: “والصخرة كانت المسيح”.
يمكن إذاً لأسلوب بحسب النموذج أن يكون مفيداً جداً في محاولاتنا لفهم معنى العهد القديم من حيث علاقته بالعهد الجديد، كما يمكن أن يساعدنا لجني فهمٍ أعمق ولتقدير عمل ابن الله في التاريخ.
يمكن لقراءات أخرى للكتاب المقدس أن تساعدنا على التقاط “معانٍ” أخرى، أخلاقية وأخروية. فيمكننا أن نرى في العلاقات بين الأشخاص المتنوعين في العهد القديم أمثلة عن سلوك يدعونا الله لتبنّيه، لكي نتغلب على حالتنا الخاطئة ونحمل الشهادة الأمينة له. فمثلاً حالة إبراهيم وإسحق: الدافع هو الطاعة الأمينة أمام تحدٍ مستحيل ظاهرياً، أو يعقوب وعيسو: الصراع لاكتساب الورثة، مما يدلّ بالنهاية على ميراثنا كـ “أبناء الله”.
ثم هناك شخص أشعياء، الكاهن والنبي المطيع، الذي دُعي ليدخل في عالم قداسة الله كمل كُشف في شخص يسوع المسيح والقديسين، والرسول بولس، الذي احتمل الاضطهادات وأخيراً الشهادة في خضم سعيه أن يحيا “الحياة في المسيح”، حيث لا يحيا هو بعد بل المسيح يحيا فيه (غلاطية 2).
أخيراً، إن القراءة الأخلاقية والأخروية للكتاب المقدس تمكننا من سماع وعود الله المتعلقة بتحقيق عمله الخلّاق، عندما يُحدث خلق الكنيسة الجديد، وهو بحد ذاته سبق تذوق للحياة في ملكوت السماوات. هذا مصوّر بصورة درامية جداً في “الرؤيا الصغيرة” في مرقس 13 (وما يوازيه)، وفي سفر الرؤيا. مع ذلك فإن تعاليم يسوع تشير دائماً إلى الحياة ما بعد هذا العالم، وتجذب انتباهنا إلى الغاية الحقيقية لوجودنا، والتي هي الشركة الأبدية مع الله في ملكوت الثالوث القدوس.
في قراءتنا للكتاب المقدس وخلال محاولاتنا لتفسير تلك النصوص لأجلنا ولأجل الآخرين، فإنه يمكننا الاعتماد على مصادر متنوعة من المعلومات والإلهام. يجب أن نتآلف مع الظروف والأوضاع التاريخية المتعلقة بالنص المعني وذلك عن طريق استعمال شروحات كتابية واستعمال نسخات للكتاب المقدس ذات حواشي تفسيرية. يمكننا أيضاً أن نختار مؤلّفين معينين، أرثوذكس أو سواهم، من الذين يستحقون الثقة والاحترام بسبب طريقة تفسيرهم للكتاب المقدس من حيث علاقة هذا التفسير باللاهوت الأرثوذكسي.
أخيراً، علينا أن نتحرك ما وراء حدود النقد التاريخي والأشكال المتنوعة من “التحليل القصصي”. وحتى نتغلغل في أعماق الكتاب المقدس نحتاج مرة أخرى أن نكتسب “ذهن الآباء”. لا يعني هذا أن نكرر ببساطة استنتاجاتهم المعلقة بمعنى نص معين (لأنه قد يختلف بعضهم مع البعض الآخر).
إنه يعني أن نحاول كما فعلوا، تحت توجيه وإلهام الروح القدس، أن “نسمع” كلمة الله وهي تخاطبنا، في أعماق ذهننا وفي أعماق قلبنا. بدون هذا المنظور – أن نحيا الإنجيل بإيمان، ورجاء، ومحبة – لن تكون النصوص الكتابية أكثر من مجرد حروف ميتة. وبمقدار ما نقرأها بوحي الروح القدس ومن منظور الآباء القديسين، فسنجدها في الحقيقة مصدراً لا مثيل له ولا يمكن الاستغناء عنه للحقيقة والحياة. (الأب جان بريك)
“سُئل مرة شيخ: كيف يمكنني أن أجد الله؟ فقال: في الصوم، في السهر، في الأتعاب، في التكرّس، وقبل كل شيء في التمييز. إني أُخبرك، لربما أذيَت جسدك بدون تمييز وغادرتنا دون أن تحقق شيئاً. أفواهنا ذات رائحة كريهة بسبب الصوم، ونحن نعرف الكتاب المقدس عن ظهر قلب، ونتلو كل مزامير داود، لكننا لا نملك ما يريده الله: المحبة والتواضع” (آباء البرية)
“اغفر يا رب للذين يغضوننا والذين يظلموننا” (صلاة النوم الكبرى)