أبحاث

الممسوسين بالشياطين كما كانت في أيام المسيح – د.عدنان طرابلسي

الممسوسين بالشياطين كما كانت في أيام المسيح - د.عدنان طرابلسي

الممسوسين بالشياطين كما كانت في أيام المسيح – د.عدنان طرابلسي

الممسوسين بالشياطين كما كانت في أيام المسيح - د.عدنان طرابلسي
الممسوسين بالشياطين كما كانت في أيام المسيح – د.عدنان طرابلسي

 

هل توجد حالات اليوم من “الممسوسين بالشياطين” كما كانت في أيام المسيح؟ – د.عدنان طرابلسي

نعم، إلا إذا كان المرء لا يؤمن بوجود الشيطان وهذا موضوع آخر (راجع: هل وجود الشياطين حقيقي أم إن قصص الشياطين الكتابية ذات معانٍ نفسية؟ – د.عدنان طرابلسي). كما أنه لا بد من وجود حساسية وشفافية معينة لدى الإنسان للشعور بعالم الملائكة، أيضاً لا بد من وجود حساسية وشفافية معينة للشعور بعالم الشياطين. رغم أن الملائكة (والشياطين) تفعل في عالمنا الحالي، بدون الإنتباه لها عادة، إلا أن إدراك حضورها في حياتنا اليومية ليس بالأمر السهل كما قد يخطر على البال للوهلة الأولى.

آباء البرية هم أكثر الناس حساسية لعالم الشياطين (ولعالم الملائكة ولكن ليس بطريقة شاعرية كالتي نراها في الغرب!). قراءة قصص حياتهم تعطينا الكثير من المعلومات بهذا الصدد. ومعرفة “الممسوسين بالشياطين” تقع في هذا التصنيف نفسه. ورغم أننا صرنا نعرف الكثير عن الحالات المرضية التي كنا نجهل أسبابها قبلاً (كالصرع والعمى والشلل)، إلا أن بعض الحالات ذات الأعراض المتشابهة هي نتيجة سكنى الشيطان في الإنسان.

غذا كنت تؤمن بوجود الشيطان فما الذي يمنعه من سكنى الإنسان؟ ربما يمنعه شيء واحدٌ وهوسكنى الروح القدس في الإنسان المسيحي المعتمد بإسم الثالوث القدوس. سوى ذلك فالشيطان قادرٌ على سكنى الإنسان وعلى إظهار إعراض مختلفة فيه قد لا تشبه ما قرأناه في الأناجيل (أعراض مرضية). فقد يدفع الممسوس غلى إرتكاب أفظع الجرائم أو غلى الكفر المطلق بالله، أو إلى إهلاك نفس الإنسان بطريقة أو بأخرى. إن حيل الشيطان لا حصر لها.

ونعلم أن مجيء المسيح قد صرع الشيطان. وفي خدمة سر المعمودية يتلو الكاهن صلوات لطرد الشياطين من المعتمد ومن الماء. الإنجيل قال أن الشيطان دخل يهوذا، فسلّم المسيح للصلب. وقال بطرس لحنانيا: “لماذا ملأ الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس؟” (أعمال5: 3). بولس الرسول إنتهر عليماً الساحر النبي الكذّاب، وسمّاه إبن إبليس، فعمي (أعمال13: 5-12). وطرد بولس الشيطان من العرّافة (أعمال16: 16-19).

وهناك حوادث سكنى الشيطان في البراري التي ذكرها الرب يسوع. وهناك سكناه في بيوت الأوثان (كما ذكر الأب اسبيرو جبور في سيرة الشهيد العظيم جاورجيوس والقديس الناسك مارون). وفي التاريخ جاء ان أسقف أفاميا الشهيرة (محافظة حماة الحالية) أمر بهدم بيت الأصنام الرائع البنيان على 3 أعمدة، فضجّت الشياطين التي كانت تسكنه. آباء البراري في الجيل الثاني أستغربوا إنحدار مستوى محاربة الشياطين لهم، فنسبوا ذلك إما غلى ضعفهم وأمّا إلى هرب الشياطين بسبب صلوات آباء الجيل السابق.

 

الممسوسين بالشياطين كما كانت في أيام المسيح – د.عدنان طرابلسي