أبحاث

النقد الكتابي BIBLICAL CRITICISM

النقد الكتابي BIBLICAL CRITICISM

النقد الكتابي BIBLICAL CRITICISM

النقد الكتابي BIBLICAL CRITICISM
النقد الكتابي BIBLICAL CRITICISM

جاء هذا المصطلح في اللغة اليونانية ήKІTΙΡΚ، ويقصد به القدرة على التمييز، فالآباء هم أول مَن مارسوا هذا التمييز (النقد الكتابيّ) لإفراز النصوص القانونيّة التي قبلتها الكنيسة عن النصوص الأخرى المزيَّفة.

لهذا استخدمت الكنيسة الأولى النقد التاريخيَ والأدبيّ وقننتْه، وأفرزتْ بالروح القدس الكتب المقدسة القانونية، وحافظتْ عليها جيلاً بعد جيل، ورفضتِ الكتب المدسوسة، حيث اجتمع مجمع قرطاجنة سنة 397م، وقرَّر قانونية أسفار العهد الجديد السبعة والعشرين، ورفضوا الأسفار الأخرى مثل إنجيل يعقوب وإنجيل نيقوديموس وإنجيل الأبيونيين وإنجيل المصريّين وإنجيل العبرانيين وإنجيل بطرس وإنجيل توما وإنجيل الطفولة[1].

النقد الذي مارسه الآباء هو نقد إيجابيّ بنَّاء؛ ليس كعمل بشريّ لكن بإرشاد الروح القدس، إذ كانت الكنيسة في حاجة إليه لفصل النصوص القانونية عن النصوص الأخرى المزيَّفة، أما النقد السلبيّ فهو مرفوض من الكنيسة وغير مقبول بالمرة؛ فنحن نؤمن بعصمة الكتاب المقدس وسلامته لأنه كلمة الله؛ والله قادر أن يحافظ عليه.

“كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحي بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ” (2تي 16:3).

“لأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبَوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيِئَةِ إنسان، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللَّهِ الْقِدِّيسُونَ مَسَوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ” (2بط 21:1).

تُستخدَم كلمة ἄμѵϵѵπ والتي تعني “روح” في اللغة اليونانية لتدل على الوحي، كما أنها تأتي في اللغة اللاتينية بمعنى “نسمة منه”، وذلك لأن الروح القدس هو العامل المباشر في الوحي.

“موحى به من الله” تأتي في اللغة اليونانية الأصلية “οϛԏσѵϵѵποϵηθ”، وهي كلمة مركبة من “ϛοϵθ” بمعنى الله، “ϛοԏσѵϵѵπ” بمعنى نفخ، وتركيب الكلمة في الأصل اليونانيّ يأتي في المبنّي للمجهول، وعليه تكون ترجمة “موحي به من الله” أي “نُفِختْ من الله”، بمعنى أن الكمتب المقدسة صِيغتْ بروح الله.

فكلمة الله فوق النقد البشريّ وأيُّ نقد فيها قاتل للنفس ومُفسد للحياة الروحيّة

يقول القديس أُغسطينوس في إحدى عظاته “إذ كان قبلاً يبحث في الكتاب وينقده ويدرسه في كبرياء، ظن في نفسه أنه قادر على الطيران ولم يعد ينبت له ريشٌ؛ وإذ حاول الطيران خارجاً عن الإيمان سقط وكاد المارة في الطريق أن يطأوه بأقدامهم ويقتلوه، لولا يد النعمة الإلهيّة انتشلته وأعادته إلى العش ثانية”[2].

الوحي الإلهيّ ونقد الكتاب:

نحن نعلم أن الكتاب المقدس مُوحي به من الله؛ والوحي لم يكن حرفياً؛ فليس لله لغة كالبشر ولكن من أجل البشر نزلت كلمة الله في لغة البشر، كما يقول القديس يوحنا ذهبيّ الفم: “كما أنه بالتجسد صار الكلمة الأبديّ جسداً؛ هكذا في الإنجيل أحتجب مجد الله في ثوب الفكر البشري واللغة البشرية بطريقة مادية، أُنظر تنازل الكتاب الإلهيّ، أُنظر كلمات يستخدمها من أجل ضعفنا”[3]، فالوحي الإلهيّ بعمل الروح القدس في الكتاب يحثه على الكتابة، ويُلهمه الفكرة أو موضوع الكتابة، ويعصمه من الخطأ فيها.

إلاَّ أن النقد الذي مارسته الكنيسة الأولى بغرض تفنيد الكتب الموجودة ومعرفة مدى قانونيتها، والحفاظ عليها، فهذا كان بعمل الروح القدس، كما فصلتْ كتابات الآباء عن الكتب المقدسة المُوحَى بها من الروح القدس، فالكنيسة لم تمارس نقد الكتاب بهدف أو نتيجة الشك أو عدم الإيمان، إذ أن الهدف يختلف تماماً، بل مارسته الكنيسة ليس بعمل بشريّ بل بعمل الروح القدس، الذي قال عنه السيد المسيح “وَأَمَّا الْمُعَزِّي الرُّوحُ الْقُدُسُ الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ” (يو 26:14).

سمات التفسير الآبائيّ للكتاب المقدس:

1- السيد المسيح:

دراسات الآباء وكل كتاباتهم تدور حول السيد المسيح، ولذا تُدعى CHRISTOCENTRIC، أيّ متمركزة حول السيد المسيح، فكل تفاسير الآباء ترتبط بمعيتنا مع السيد المسيح.

2- الاهتمام بالجانب الروحيّ:

هدف الآباء في تفسيرهم للكتاب المقدس لا يقتصر على كونه يُقدِّم معلومة معينة أو دراسة أكاديمية؛ إنما بتفسيرهم للكتاب يدخلون بنا في شركة الأمجاد في المعرفة وفي الحكمة والحق والقداسة والوداعة، وفي ذلك يقول ذهبيّ الفم (تَعَرِّفَ آدم على الكتاب المقدس ليس ككتاب مسجل بورق وحبر، لكن كشركة مع الله وتلاقِ مباشر معه، فآدم كان يتكلّم مع الله وكذلك إبراهيم وموسى وصموئيل).

الآباء من فرط تكريس حياتهم للرّب أعطاهم الله بصيرة روحية، يتعمقون بها أكثر في الشركة معه، وإن كانوا لم يروا الله بالعيان مثل التلاميذ؛ ولكنهم بالإيمان صاروا شهوداً، فليس الكتاب المقدس هو معرفة فقط كما يقول القديس غريغوريوس النزينزيّ “لم يُطوِّب الرّب مَنْ يعرف شيئاً عن الله، بل مَن كان الله حاضراً فيه”.

3- الكتاب المقدس ليس كتاباً حرفياً ولا رمزياً، إنما هو كتاب لاهوتيّ يحمل الرمز كما يحمل التاريخ والحقائق، لذا جاءتْ تفاسير الآباء تحمل الاثنين معاً حرفاً ورمزاً، فالحيّة النحاسية كانت حقيقة كتفسير حرفيّ، كما أنها كانت رمزاً للصليب كتفسير “روحيّ رمزيّ” وهذا ما يسمى TYPOLOGY، بينما ALLEGORICAL  قد يحمل في معناه مجازية الحدث أو معنويته أو قد يكون غير حقيقيّ فلو قلنا عن الحيّة أنها رمزية فقط نكون تبعنا التفسير ALLEGORICAL بينما نتكلّم عنها كرمز مع كونها حقيقة TYPOLOGY.

الحَيَاة الليتورجية في الكنيسة تحمل هذا التفسير بعينه TYPOLOGY، فعندما تتكلّم الكنيسة عن ملكي صادق أو موسى أو يشوع أو يونان أو يوسف فهذا يعني أنهم إعلانات عن السيد المسيح ورموزاً روحية له، وفي الوقت نفسه لاتُنكر حقيقة هؤلاء الأشخاص ولا تنكر التاريخ.

4- الكتاب المقدس وَحْدَة واحدة لا تتجزأ بعهديه، لأن المصدر واحد وهو الروح القدس كما يقول القديس يوحنا ذهبيّ الفم (العهدانِ مترابطانِ معاً ويتضافرانِ كل منهما مع الآخر).

كما يقول القديس أكِلْمَنْضُس الرومانيّ عن الهراطقة الذين يَفْصِلِونَ (يبترون) آية أو جملة ويبنونَ عليها عقيدتهم “إن كان الهراطقة الذين يتجاسرون ويحتمون في الكتب النبوية، فأنه في المكان الأول لا يستخدمون الكتب المقدسة كلها، ولا يقتبسون العبارات الكاملة، إنما يختارون عبارات غامضة ويحرفونها لأجل خدمة آرائهم الخاصة، ويجمعونَ عبارات قليلة من هنا ومن هناك، غير مهتمين بالمعنى وأنه مجرد استخدام للكلمات، ففي أغلب اقتباستهم يهتمون بالألفاظ وحدها محرّفين المعاني فلا يستخدمون الاقتباسات التي يدللون بها في طبيعتها الحقيقية”[4].

أشهر الآباء المفسرين[5]:

أشهر الآباء في التفسير في الكنيسة الجامعة هم:

  1. القديس هيبوليتوس الروماني (170-235م):-

وضع تفاسيراً رمزية لكثير من أسفار الكتاب المقدس تفسير لسفر النشيد وسفر التكوين والعدد والتثنية والملوك الأول والمزامير واشعياء وحزقيال كما وضع تفسيراً دانيال الذي حُفظ بالكامل باللغة السلافية Slavonic، وهو أول تفسير أرثوذكسي له محفوظ حيث يذكر فيه أن سوسنة العفيفة رمز الكنيسة، وعروس المسيح المقدسة التي يضطهدها شعبان: اليهود والأمم، كما يقول أن الشيطان اختبأ قديماً في الفردوس في شكل حيّة، اختبأ في الشيخين لُيهلك حواء مرة ثانية[6].

  1. العلاَّمة أوريجانوس (185-254م):-

للعلاَّمة أوريجانوس ثلاث طرق كتابية، الطريقة الأولى scholia وهي عبارة عن توضيح قصير للعبارات عسرة الفهم، ويذكر جيروم[7] أنه فسرّ بهذه الطريقة سفر الخروج، اللاويين، إشعياء، المزامير من 15:1، الجامعة، إنجيل يوحنا. ويذكر روفينوس[8] أنه استخدم هذا الأسلوب التفسيري في سفر العدد.

الطريقة الثانية العظات Homilies، عظات علي فقرات مختارة من الكتاب المقدس كان يلقيها، حيث يذكر سقراط[9]، أنه كان يعظ عظتين أسبوعياً يومي الأربعاء والجمعة، على الرغم من أن Pamphilus يذكر أنه كان يعظ يومياً، بالتالي ترك أحاديث عن كل محتويات الكتاب المقدس…

ولكن 20 عظة عن إرمياء، عظة واحدة عن 1 صم28 :3-25، كذلك إنجيل متى (25 عظة)، وإنجيل لوقا (35 عظة)، كما ترجم روفينوس للاتينية العظات التالية لأوريجانوس: سفر التكوين (16 عظة)، سفر الخروج (13 عظة)، سفر اللاويين (16 عظة)، سفر العدد (28 عظة)، سفر يشوع (26 عظة)، سفر المزامير (9 عظات). كذلك ترجم القديس جيروم للاتينية أيضاً العظات التالية: على نشيد الأناشيد (عظتين)، سفر إشعياء (9 عظات)، سفر إرمياء (14 عظة)، سفر حزقيال (14 عظة)، إنجيل لوقا (39 عظة).

الطريقة الثالثة التعليق أو الشرح Commentary وهي عبارة عن تفاسير علمّية، وهي خليط بين الفلسفة والتاريخ واللاهوت…استخدم فيها الطريقة الرمزية، على الرغم من أنه سقط في أخطاء كثيرة، 25 كتاب عن إنجيل القديس متى، كتبوا في قيصرية سنة 244م، يتبقى منهم 8 كتب باليونانية، وفي إنجيل يوحنا كتب 32 كتاب يتبقى منهم 8 كتب باليونانية، رسالة رومية (15 كتاب) عثروا عليهم في مخطوطات طرة. وفي العهد القديم كتب على نشيد الأناشيد[10].

ومن أشهر أعمال أوريجانوس كتابه السداسيات (هكسابلا Hexapla)، وهو عبارة عن ستة أعمدة تشمل ست ترجمات للعهد القديم (النص العبريّ، النص العبريّ بحروف يونانية، الترجمة اليونانية (السبعينية)، الترجمة اليونانية لسيماخوس، الترجمة اليونانية لأكيلا بن بنطس، الترجمة اليونانية لثيؤدوتيون).

  1. القديس أثناسيوس الرسوليّ (328-373م)[11]:

كتب القديس أثناسيوس الرسوليّ رسالة إلى مارسلينوس في تفسير المزامير، على أن شخصية مارسلينوس مازالتْ شخصية مجهولة لنا، ومن المحتمل أن يكون كاتباً ناسكاً، وكان مُهتماً بدرجة كبيرة بدراسة الكتاب المقدس، وعلى الأخص سفر المزامير، ويتكلّم القديس أثناسيوس على لسان شيخ مُحب للألم، ثم يوّجه رسالته إلى مارسلينوس كابن له، وهو يريد بهذا الأُسلوب أن يُوضِّح أن مكانة المزامير تتبين بالاستناد إلى التفسير التقليديّ للكنيسة..

ويؤكِّد القديس أثناسيوس بأنه على الرغم من أن كل الكتاب المقدس هو مُوحّى به ونافع، إلاَّ أن كتاب المزامير يتميز بأنه يتضمن كل ما جاء في الكتابات المقدسة الأخرى”، فأيُّ سفر من تلك الأسفار يُشبه بستاناً يُثمر ثمرته الخاصة، أما المزامير فبجانب ثمرتها الخاصة، تفيض بثمار الأسفار الأخرى”[12]، يركز القديس أثناسيوس الرسوليّ في تفسيره لسفر المزامير على شخصية السيد المسيح في سفر المزامير، وأيضاً استخدم المزامير في العبادة، كما يتناول الحديث عن الألحان التي تتلى بها المزامير كطقس يُتيح للمصلي فرصة أكبر للتأمل[13].

كما يذكر جيروم عملاً آخر لأثناسيوس وهو “عناوين المزامير”[14].

كما كَتَبَ تفسير لسفر الجامعة، وتفسير لنشيد الأناشيد، وقد ذكرهما فوتيوس وأثنى على أسلوبهما. على أن هذا العمل قد فَقد فيما عدا شذرات قليلة محفوظة في سلاسل، ويظهر أن فوتيوس يعتبر التفسير واحد للكتابين، لأنهما وردا في مخطوط واحد[15].

ويذكر مخطط Barber  (ص 569) أن لأثناسيوس أعمال تفسيرية أخرى هي: شذرات في سفر التكوين[16]– شذرة في سفر الخروج – شذرات من تفسيره لسفر أيوب، كذلك شذرات في تفسير نشيد الأناشيد[17]، سفر إشعياء، سفر باروخ، سفر دانيال.

وفي كتب العهد الجديد أجزاء تفسيرية لمواضع في إنجيلي لوقا ومتى، ورسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس. وهذه الأجزاء من متى وكورنثوس الأولى، ومن المحتمل أنها جاءت من عظات، بينما الأجزاء التي من لوقا قد جاءت من مذكرة له، وبالرغم من هذا لدينا مثالاً لتفسيره لآية لوقا (50:8) في عظته عن آلام السيد والصليب.

  1. مار أفرام السرياني (303-373م):-

يقول القديس جيروم (430): “أفرام شماس كنيسة الرها، ألّف كتباً مثيرة في اللغة السريانية، وقد بلغ من الشهرة والتوقير أن بعض الكنائس تتلو ما كتبه على الشعب، في الكنائس بعد تلاوة منتخبات من الأسفار المقدسة، وقد طالعت في اليونانية كتابه في الروح القدس مترجماً عن السريانية، ووجدت فيه قمة الذكاء السامي في الترجمة أيضاً (كتاب مشاهير الرجال115).

تُقسم مؤلفات أفرام إلى منثورة ومنظومة. المنثورة عبارة عن تفاسير لمختلف أسفار الكتاب المقدس: فله تفسير لسفر التكوين والخروج والأناجيل الموحدة (دياطسرون) وأعمال الرسل ورسائل بولس باستثناء الرسالة إلى فليمون، وقد قام بنشرها ريمون تونوولويس للوار واكينيان، فسر الكتاب المقدس كله تقريباً، أغنى المكتبة المسيحيّة بكتاباته المنظومة شعراً وأيضاً المنثورة، وهي لا تقل عن ثلاثة ملايين من الأسطر، ضمت شرحاً للأسفار المقدسة كلها، وموضوعات الجدل الديني، وبعض مقالات ورسائل مع ميامر وتسابيح، وقد فقد بعضها.

  1. القديس باسيليوس الكبير (329-379م):-

كتب القديس باسيليوس “الأيام الستة”، كما كتب “تفسير لسفر المزامير” وهي عظات على المزامير 1، 7، 14، 28، 29، 32، 33، 44، 45، 48، 59، 61، 114.

  1. القديس إغريغوريوس أسقف نيصص (330-395م):-

كتب كتاباً أيضاً عن أيام الخليقة الستة (Hexameron)، ووضع التفاسير لسفرَي المزامير والجامعة، كما كتب كتاباً عن التطوبيات (العظة على الجبل).

  1. القديس أمبروسيوس (339-397م):-

كتب كتاباً عن أيام الخليقة الستة (Hexameron)، وله تفاسير لبعض المزامير (12 عظة على المزمور الأول، 22 عظة على مزمور 118، تفاسير لمزامير 36، 40، 43، 45، 47)، كما كتب تفسيراً لسفر النشيد، وفي العهد الجديد فسر إنجيل لوقا.

  1. القديس ديديموس الضرير (313-398م):-

فسر القديس ديديموس الضرير العهدين القديم والجديد كلمة كلمة، فسر الثمانية أسفار الأولى من العهد القديم وأسفار الملوك فقد ذكر جيروم أنه وضع تعليقات على أسفار المزامير وأيوب وإشعياء وزكريا الخ. وأشار كاسيدوروس Casiodorus أن له تعليقات على سفر الأمثال.

وفي برديَّات طُرة بمصر التي اكتشفت عام 1941م وُجدت مقتطفات مُطولة لتفاسيره على التكوين وأيوب وزكريا، كذلك له تفاسير لأسفار العهد الجديد أجزاء من تفسير إنجيل يوحنا، وأجزاء من تفسير الرسالة إلى رومية، وأجزاء من تفسير سفر الأعمال، وأجزاء من الرسالتين الأولى والثانية إلى أهل كورنثوس، وأجزاء من تفسير الرسائل الجامعة، وأجزاء من تفسير سفر الرؤيا[18].

  1. القديس يوحنا ذهبيّ الفم (347-407م):-

فسَّر القديس يوحنا ذهبيّ الفم في العهد القديم، إذ له سبعون مقالة في سفر التكوين، وبعض المزامير (اختار 58 مزموراً من مزمور 12:4، 49:43، 117:108، 119، 150)، كذلك له عبارات غير منظمة لمزامير اخرى مثل بداية مزمور 41، ومزمور 115: 1-3. كذلك له عظات على الستة إصحاحات الأولى من سفر إشعياء النبيّ (142-97 :PG56).

للقديس يوحنا ذهبيّ الفم تفسير لإنجيل متى (90 عظة)، وتفسير إنجيل يوحنا (88 عظة)، كما فسَّر أيضاً أعمال الرسل (55 عظة)، ورسائل البولس الأربع عشرة، الرسالة إلى أهل رومية (32 عظة)، الرسالة إلى أهل كورنثوس الأولى (44 عظة)، والثانية (30 عظة)، شرح رسالة غلاطية آية آية، الرسالة إلى أهل أفسس (24 عظة)…

الرسالة إلى أهل فيلبي (15 عظة)، الرسالة إلى أهل كولوسي (12 عظة)، الرسالة إلى أهل تسالونيكي الأولى (11 عظة)، والرسالة الثانية (5 عظات)، الرسالة إلى تلميذه تيوثاوس الأولى (18 عظة)، والرسالة الثانية (10 عظة)، الرسالة إلى تلميذه تيطس (6 عظات)، والرسالة إلى العبرانيين (34 عظة)[19].

  1. القديس أوغسطينوس (354-430م):

كتب القديس أُوغسطينوس “في التعليم المسيحيّ” كتبه في 4 أجزاء وضح فيه الشروط الواجبة لدراسة الكتاب المقدس، وقانون التفسير، كما كتب تفاسير تفسير التكوين، وله تفسير كامل لسفر المزامير، وفي العهد الجديد فسر إنجيل متى وإنجيل يوحنا، وتفاسير لرسالة معلمنا بولس الرسول لأهل رومية، وتعليقات على الرسالة إلى أهل غلاطية، رسالة معلمنا يوحنا الرسول الأولى، كما قدم كتباً في “اتفاق الإنجيليّين”، كذلك له أيضاً عظات عن الميلاد والغطاس والبصخة والصعود وحلول الروح القدس. والموعظة على الجبل[20].

  1. القديس كيرلس السكندريّ (375-444م):-

للقديس كيرلس تفاسير كثيرة في العهدين، فقد كَتَبَ قبل أسقفيته 17 كتاباً بعنوان “العبادة والسجود لله بالروح والحق”، كما كَتَبَ “الجلافيرا” وتني اللامع في 13 كتاب، منها 7 كتب على سفر التكوين، 3 على سفر الخروج، وواحد على سفر اللاويين، وواحد على سفر العدد.

كذلك له تفاسير لسفرَي الملوك الأول والثاني، وسفر المزامير، وسفر الأمثال، وسفر النشيد، وسفر إرميا، وسفر باروخ، وسفر حزقيال، وسفر دانيال، وله أيضاً دراسات في سفر إشعياء، وأسفار الأنبياء الصغار، وفي العهد الجديد له تفاسير لإنجيل القديس متى، وإنجيل القديس لوقا، كما فسَّر إنجيل القديس يوحنا تفسيراً كاملاً، واهتم في تفسيره بلاهوت السيد المسيح، والتعرض في كثير من الآيات للرد على تفسير الهراطقة الخاطيء لها، وتفسيرها التفسير الكنسيّ الصحيح.

  1. القديس جيروم (345-419م):-

للقديس جيروم تفاسير لسفر المزامير، وسفر الجامعة، وكذلك لأسفار الأنبياء الكبار (إشعياء وإرميا وحزقيال ودانيال)، والأنبياء الصغار، وفي العهد الجديد فسَّر إنجيل متى، وأربعة من رسائل البولس (غلاطية، أفسس، تيطس، فليمون)، كما فسر سفر الرؤيا.

[1]  – دياكون مجدي وهبة – آباء الكنيسة والكتاب المقدس – دورية مركز الدراسات الآبائية – العدد الأول يناير 1998 . ص 57.

[2]  – عظات منتخبة من العهد الجديد عن القمص تادرس يعقوب ملطي – مقدمات في علم الباترولوجي – 1984 – ص37.

[3]  – عن القمص تادرس يعقوب ملطي – مقدمات في علم الباترولوجي – 1984 – ص37.

[4] – Strom. 7:16 :96.

[5]  – راجع كتابات نيافة الأنبا شنودة أسقف التعليم (قداسة البابا شنودة الثالث) – مراجع أقوال الآباء مذكرات غير مطبوعة – 1963 – ص 2-4.

[6]  – المطران كيرلس سليم والأب يوحنا الفاخوريّ – تاريخ الفكر المسيحيّ عند آباء الكنيسة – منشورات المكتبة البوليسية – الطبعة الأولى 2001 – ص 354.

[7] – Epist. 33.

[8]  – Inter pr. Hom. Orig. in Num. Prol.

[9] – Hist. Eccl 5,22.

[10] – J. Quasten.Patrology. Nol. 2,p. 45-50.

[11]  – القديس أثناسيوس الرسوليّ والكتاب المقدس – د. موريس تاوضروس.

[12]  – راجع كتاب تفسير المزامير للقديس أوغسطينوس – رسالة في المزامير المقدسة أثناسيوس . بيت التكريس بحلوان 1961 ص 2.

[13] – J. Quasten.Patrology. Vol. 3. P.37.

[14] – De vir. IIlustribus-

[15] – Mupiobiblos

[16] – J. Quasten.Patrology. Vol. 3. P.39.

[17] – J. Quasten.Patrology. Vol. 3. P.38.

[18]  – فهرس كتابات آباء كنيسة الإسكندرية – الكتابات اليونانية – راهب من الكنيسة القبطية – الطبعة الأولى يناير 2003 – ص 309-310.

[19] – J. Quasten.Patrology. Vol. 3. P. 433-450.

[20]  – راجع نظرة شاملة لعلم الباترولوجي في الستة قرون الأولى – للقمص تادرس يعقوب ملطي – مرجع سابق – ص 272-273.

النقد الكتابي BIBLICAL CRITICISM