يهوديات

سُكّوت – ماذا تعرف عن عيد المظال اليهودي؟ סוכות Sukkot

عيد المظال اليهودي

سُكّوت – ماذا تعرف عن عيد المظال اليهودي؟ סוכות Sukkot

סוכות Sukkot,סוכות, Sukkot, عيد المظال, المظال
סוכות Sukkot,סוכות, Sukkot, عيد المظال , المظال

سكوت أو عيد المظال هو أحد الأعياد الثلاثة الكبرى (مع الفصح والعنصرة)، التي كان على اليهود أن يحجّوا فيها إلى أورشليم. يقع عيد سكوت بعد كيبور مباشرة، وبالتالي هو عيد فرح ابتهاج، يلي التوبة. ربما يكون هذا هو السبب الذي دفع الكتاب إلى تسميته: العيد.

كان سكّوت، في البداية، مثل كل الأعياد الكتابية، عيداً زراعياً، يُحَتفل به ما بين نهاية سبتمبر ومنتصف أكتوبر، في الفترة التي يكون انتهى المزارعون من الحصاد ووضع المحصول في الأهراء. يشكر الإنسان الله، على كل الخيرات والمحاصيل التي نالها من جوده اللامتناهيّ. ويطلب المؤمن في صلاته أن يبارك الله السنة الزراعية التالية، ويتضرع لكي يُنزل الأمطار، التي تخصب الأرض. أحس بنو إسرائيل، فيما بعد، بضرورة إدخال هذا العيد في تاريخهم فكانوا يتذكّرون، بهذا العيد، فترة التيه في البرية، بعد الخلاص من عبودية مصر ويشكرون الله على إعالة أبنائه، ويتذكّرون بنوع خاصّ المنّ، الطعام العجيب الذي رافقهم في مسيرتهم  في البرية.

يتذكر بنو إسرائيل أهم أحداث هذه الملحمة، ويعترفون أنه في اللحظات التي بدا لأجدادهم أنه لا خلاص ولا مخرج تدخل الله، وبذلك تعلموا كيف يعتمدون عليه حتى في أشد الظروف صعوبة. في هذا العيد يجدد بنو إسرائيل إعلان ثقتهم في العناية الإلهية. وبما أن العيد يذكّر بالخروج فأنه يذكّر بالتالي بإقامة الله وحضوره مع الشعب.

لقد سكن الله، في البرية، في خيمة العهد وشارك شعبه ظروف حياته الصعبة. لقد أصبح بدوياً، مثل بني إسرائيل حتى مداخل أرض الموعد. إن سكوت هو أيضاً عيد الوفرة والاكتمال: حضور الله وخصوبة أرض الموعد واتساعها. ولكن وسط هذه السعادة هناك شوق وتُطلع لوضع أكمل. أذكى حضور الله وسط شعبه رغبة أقوى في قلب الشعب واشتياق أشد لعلاقة شخصيّة تامّة، بلا نهاية مع هذا الأله.

يكتسب هذا العيد، بعد خراب الهيكل سنة 587 ق.م والسبي البابلي، بُعداً جديداً ذا طابع مسيحانيّ واسكاتولوجي. فالمسيح وحده هو الذي يستطيع أن يحقق ملء رجاء سُكّوت، ويشبع القلوب، ويقود كل إنسان إلى الحضرة الإلهية. إن هذه السعادة هي سعادة شاملة، لذلك يؤكد زكريا النبي أن كل الأمم، في نهاية الأزمنة، ستصعد إلى أورشليم لكي تحتفل بعيد المظال “ويجئ كل الباقين من جميع الأمم الذين هاجموا أورشليم ويصعدون إلى أورشليم سنة بعد سنة ليسجدوا للملك القدير وليعيدّوا عيد المظال” (زكريا 16:14).

وتترجم كل أسرة، معنى هذا العيد عملياً، إذ تقيم كوخاً (باللغة العبرية سوكة) من المواد البسيطة: الجريد، أغصان الشجر، قطع الكرتون والصفيح وتجتمع الأسرة، طوال الأسبوع، في الكوخ، وخاصّة أثناء الوجبات. ويحتفظ أصغر أفراد الأسرة بامتياز النوم ليلاً في الكوخ. ويكتشف أصغر أفراد الأسرة، في الظلام الدامس، لمعان الكواكب من خلال الأغصان، أن وطنه الحقيقيّ هو السماء وأن الأرض هي مسكن مؤقت، يقود إلى السكنى السماويّة الأبديّة.

أزال حضور الله وسط شعبه على جبل سيناء المسافة الكبيرة التي خلفتها الخطيئة وأعلن أن هذا أصبح الآن الحضور الأكثر قرباً من أي وقت مضى. ويربط إنجيل يوحنا في مقدمته سرّ التجسد بعيد المظال: “والكلمة صار بشراً وعاش بيننا” (يوحنا 14:1). يرى إنجيل يوحنا أن حضور يسوع بين البشر هو اكتمال تحقيق رجاء سكّوت. ويرد نفس المعنى في كلمات القديس بطرس، أمام مشهد التجلي: “يا معلم، ما أجمل أن نكون هنا فلننصب ثلاث مظال: واحدة لك وواحدة لموسى وواحدة لإيليا” (مرقس 5:9).

قد يبدو أن عبارة بطرس هذه غير منطقيّة، لذلك حاول التقليد أن يعذر بطرس بسبب هذه العبارة لذلك يرد العدد التالي: “كان لا يعرف ما يقول” (مرقس 6:9).

تتخذ عبارة بطرس، على ضوء عيد سكّوت، بُعداً هاماً. لقد فهم بطرس أن ملء حضور الله مع البشر قد تحقق بالمسيح، وأن يسوع المسيح يسمح للبشر بالدخول في المجد الإلهيّ. يدفع هذا الكشف المبهر بطرس إلى التفوّه بكلمات تفوق حدوده، لأنها تصل إلى أبواب الملكوت.

لذلك نقترح ترجمة أخرى لمرقس 6:9 “لم يكن يعي ما يقوله”. يذكر إنجيل يوحنا أن يسوع كان مواظباً على الصعود إلى أورشليم في عيد سكّوت. وفي آخر أيام العيد، اليوم الذي يقوم فيه رئيس الكهنة بطقوس رش الهيكل والشعب بالماء كعلامة بركة، صرخ يسوع قائلاً: “إن عطش أحد فليجئ إليّ ليشرب. ومن آمن بي كما قال الكتاب تفيض من صدره أنهار ماء حي” (يوحنا 7: 37-38).

إن معنى هذه العبارة عميق للغاية، ولكنها تتخذ معناها الكامل من سياق سكّوت: إنها تعلن عن هويّة يسوع. إن قلب الإنسان، كما يقول المزمور “أرض قاحلة يابسة لا ماء فيها” (مزمور 63 [62]: 2) ولا ترويه الأمطار إنما يحتاج إلى ينبوع دائم “لو كنت تعرفين عطية الله ومن هو الذي يقول لك أعطيني لأشرب، لطلبت أنت منه فأعطاك ماء الحياة” (يوحنا 10:4). هذا ما قاله يسوع للسامرية، مقدماً ذاته على أنه الذي يحقق كمال ووعود سكّوت.

احتفل المسيحيون في القرون الأولى بهذا العيد، ولكنه اختفى في الشرق والغرب. تحتفل الكنيسة بالفصح والعنصرة ولكنها لا تحتفل بسكّوت واكتماله في المسيح.